تراجع الجنيه الإسترليني بأكثر من الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ التاسع من تموز/يوليو، موضحاً أسوء أداء يومي له أمام الدولار الأمريكي في عشرة أشهر عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الملكي البريطاني ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم، ومع تسعير الأسواق لتصاعد فرص فشل المفاوضات الجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
انخفض زوج الجنية الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 1.46% إلى مستويات 1.3068 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 1.3266 بعد أن حقق الزوج أدنى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 1.3056، بينما حقق الأعلى له عند 1.3277.
هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الملكي البريطاني الكشف عن قراءة مؤشر صافي اقتراض القطاع العام والتي أوضحت فائض بما قيمته 5.9 مليار جنيه إسترليني مقابل عجز بما قيمته 3.9 مليار جنيه إسترليني والتي عدلت من عجز بما قيمته 2.9 مليار جنية إسترليني في تموز/يوليو الماضي، بخلاف التوقعات عند فائض بما قيمته 2.9 مليار جنية إسترليني، وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن التقرير الفصلي لبنك إنجلترا.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي والتي أعرب من خلالها أن حكومتها لن توافق على حدود جمركية مع أيرلندا الشمالية، موضحة أن عدم التوصل لاتفاق حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أفضل من اتفاق سيء، ومضيفة أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في طريق مسدود، مع أعربها أنه لا يمكن القبول بأي شيء يهدد سلامة بريطانيا.
ونوهت ماي لحاجة الحكومة البريطانية إلى الاستماع إلى مقترحات الاتحاد الأوروبي حيال القضايا الحقيقية، مع أفادتها بأن بريطانيا سوف تفعل كل ما في وسعها لتجنب إقامة حدود مادية مع أيرلندا وأنه في حالة عدم التوصل لاتفاق حيال خروج بريطانيا من الاتحاد فإن حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي مضمونه، موضحة أنها لن نقوم بإسقاط نتيجة استفتاء الخروج من الاتحاد ولن نتعامل مع الاتحاد الأوروبي إلا باحترام، مضيفة وأتوقع أن يعاملنا بالمثل.
وفي سياق أخر، ألقى الوزير البريطاني لملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دومينيك راب باللوم على الاتحاد الأوروبي حيال احتمالية فشل مفاوضات الخروج، موضحاً أن بعض التصرفات في سالزبورج لم تكن مناسبة وأنه تم التعامل مع رئيسية الوزراء البريطانية ماي بشكل سيء في سالزبورج، ومضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يريد أن تكون أيرلندا الشمالية هي ثمن تكلفة الخروج منه.
وأفاد راب أن الاتحاد الأوروبي يحاول الإبقاء على بعض الترتيبات الجمركية لآجل غير مسمى، مع اتهامه للاتحاد بمحاولته لعرقلة بريطانيا في مفاوضات الخروج منه والإيقاع برئيسة الوزراء البريطانية ماي، وفي المقابل، تابعنا تأكيد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك على أن المقترح الذي قدمته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيال العلاقات التجارية المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقب الخروج غير مفيد ويبوء بالفشل، موضحاً أن ذلك المقترح ينسف السوق الداخلي للاتحاد الأوروبي.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي ماركيت عن الولايات المتحدة أكبر دولة صناعية عالمياً لشهر أيلول/سبتمبر والتي أظهرت اتساع القطاع الصناعي إلى ما قيمته 55.6 مقابل 54.7 في آب/أغسطس الماضي، متفوقة على التوقعات عند 55.1، بينما تقلص اتساع القطاع الخدمي إلي ما قيمته 52.9 مقابل 54.8 في آب/أغسطس، بخلاف التوقعات عند 54.9.