وسام الصباغ
إداري سابق
- المشاركات
- 7,082
- الإقامة
- دبي
مبدأ عدم اليقين
-1-
إذا كان هناك سر للتداول فهو : أن يكون في صميم قدرة الشخص مايلي :
1-أن يتداول بدون خوف او ثقة مفرطة .
2-أن يتلقى مايقدمه له السوق من منظور السوق.
3- أن يبقى مركزا في " اللحظة الحالية لسيل الفرص"
4- وأن يدخل "المنطقة" عفويا , والتي هي إيمان فعلي غير قابل للشك بنتائج مجهولة وغير معروفة لكن حصيلتها في صالحك .
أفضل المتداولين قد تطوروا تدريجيا إلى مرحلة معينة بحيث آمنوا وبدون أدنى شك أو صراع داخلي بأن " أي شيء يمكن أن يحصل " .
هم لا يشتبهون فقط بأن أي شيء يمكن أن يحصل ولايتشدّقون بتلك الفكرة مجرد تشدّق بل يؤمنون بها فعلا .
إيمانهم بعدم اليقين قوي لدرجة أنه يمنع عقولهم من ربط حالة "اللحظة الحالية" والظروف بنتيجة صفقاتهم الاخيرة .
بمنع هذا الربط , يصبحون قادرين على جعل عقولهم حرة من التوقعات الغير واقعية والمتشددة حول كيف سيتحرك السوق .
بدلا من توليد التوقعات الغير واقعية والتي في أغلب الأحيان تكون نتائجها ألم نفسي وعاطفي , فهم تعلموا أن "يجعلوا أنفسهم جاهزين" لإستغلال جميع الفرص التي قد يوفرها السوق في أية لحظة .
و "جعل نفسك جاهزا" هي النقطة التي ستفهم من خلالها أن الإطار الذي تنظر من خلاله للمعلومات هو إطار محدود الصلة بما يعرض فعليا .
إن عقولنا لاترى تلقائيا كل فرصة تظهر في أي لحظة . (التوضيح حول الطفل والكلب من الفصل 5 مثال ممتاز حول كيف أن رؤيتنا الخاصة حول حقيقة ما تنعكس علينا ) .
نفس مبدأ هذا التصور الجاهل يحدث دائما أثناء التداول .
فعقلنا لايمكنه أن يتصور أن السوق لديه القدرة ليكمل تحركه في إتجاه مخالف لصفقتنا , وذلك في حال كنا نعمل من مبدأ الخوف من أن نكون مخطئين , على سبيل المثال , خوفنا من الإعتراف أننا كنا على خطأ , يجعلنا نعطي أهمية مبالغ فيها للمعلومات التي تخبرنا أننا على صواب .
وهذا يحدث حتى ولو كان هناك معطيات وافرة تدل على أن السوق شكل ترند في الإتجاه المعاكس لصفقتنا .
إن سوق له إتجاه ترند واضح هو إشارة عن سلوك السوق , وعادة ما يمكن لنا أن نميزها , ولكن هذه الإشارة يمكن أن تصبح غير مرئية بسهولة إذا كنا نعمل بدافع الخوف .
فالترند وفرصة التداول مع إتجاه هذا الترند لاتصبح مرئية لنا إلا بعد أن نخرج من صفقتنا .
بالإضافة لذلك هناك فرص غير مرئية لنا لأننا لم نتعلم أن نميزها أي لم ندرسها سابقا .
لنتذكر نقاشنا في الفصل 5 حول أول رسم بياني للسعر نظرت اليه . فما لم نتعلمه بعد يبقى غير مرئيا لنا , ويبقى على هذه الحال حتى نفتح عقولنا لتبادل الطاقة .
وجهة نظرك التي من خلالها "تجعل نفسك جاهزا" لإستغلال الفرص , تأخذ في حسبانها ماهو معلوم وماهو مجهول ,
كمثال على ذلك : أنت شكلت لنفسك إطار عقلي يسمح لك أن تتعرف على مجموعة من المتغيرات في سلوك الاسواق , والتي تدل عند توافرها على أن هناك فرصة بيع أو شراء , هذه هي حدود معرفتك ,
ولكن ما لاتعرفه هو كيف سيتمخض هذا النمط الذي حددته متغيراتك ((اي ماذا ستكون نتيجة الصفقة)).
فمن وجهة النظر هذه التي من خلالها " تجعل نفسك جاهزا" لإستغلال الفرص , أنت تعلم أن حدود معرفتك ستجعل من فرص النجاح لصالحك .
ولكن , في نفس الوقت أنت متقبل تماما لواقع أنك لاتعرف نتيجة أي صفقة بالذات .
و" بجعل نفسك جاهزا " ستكون منفتحا ولكن بوعي لإكتشاف ماذا سيحصل لاحقا , بدلا من الإستسلام لعملية عقلية تلقائية تجعلك تظن أنك تعرف مسبقا ماذا سيحصل .
تبني وجهة النظر هذه يحرر عقلك من المقاومة الداخلية التي يمكن أن تمنعك من إدراك أي فرصة يوفرها السوق من منظوره .
عقلك أصبح منفتحا لتبادل الطاقة . وبإمكانك عندها ليس فقط أن تتعلم شيئا عن السوق لم تكن تعرفه مسبقا , وإنما يمكنك أيضا ضبط حالتك العقلية على الحالة الأنسب للدخول الى "المنطقة" .
إن خلاصة معنى أن تكون في "المنطقة" هو أن يكون عقلك والسوق في حالة مزامنة معا .
ونتيجة لذلك تشعر بما سيقوم به السوق كما لو أنه لايوجد حاجز بينك وبين الشعور الجماعي لجميع المشاركين في السوق .
المنطقة هي مساحة عقلية بحيث أنك تقوم بأكثر من قراءة العقل الجماعي , بل أنت في تناغم تام معه .
إذا كان هذا يبدو غريبا عليك بعض الشيء , فاسأل نفسك كيف يمكن لسرب من الطيور أو لقطيع من الاسماك أن تغير إتجاهها في نفس الوقت .
حتما هناك طريقة تربطهم ببعضهم البعض .
لو كان ممكنا للبشر أن يرتبطوا بنفس الطريقة , فعندها سوف يكون هناك أوقات تتسرب فيها المعلومات الى إدراكنا ووعينا من هؤلاء الذين نحن مرتبطين معهم .
المتداولون الذين عاشوا تجربة أن يكونوا جزءا من الشعور الجماعي للسوق , يمكنهم توقع تغير الإتجاه مثل الطيور وسط السرب , أو الأسماك وسط القطيع التي ستغير من إتجاهها في نفس اللحظة التي يغير فيها الآخرون إتجاههم .
يتبع....
-1-
إذا كان هناك سر للتداول فهو : أن يكون في صميم قدرة الشخص مايلي :
1-أن يتداول بدون خوف او ثقة مفرطة .
2-أن يتلقى مايقدمه له السوق من منظور السوق.
3- أن يبقى مركزا في " اللحظة الحالية لسيل الفرص"
4- وأن يدخل "المنطقة" عفويا , والتي هي إيمان فعلي غير قابل للشك بنتائج مجهولة وغير معروفة لكن حصيلتها في صالحك .
أفضل المتداولين قد تطوروا تدريجيا إلى مرحلة معينة بحيث آمنوا وبدون أدنى شك أو صراع داخلي بأن " أي شيء يمكن أن يحصل " .
هم لا يشتبهون فقط بأن أي شيء يمكن أن يحصل ولايتشدّقون بتلك الفكرة مجرد تشدّق بل يؤمنون بها فعلا .
إيمانهم بعدم اليقين قوي لدرجة أنه يمنع عقولهم من ربط حالة "اللحظة الحالية" والظروف بنتيجة صفقاتهم الاخيرة .
بمنع هذا الربط , يصبحون قادرين على جعل عقولهم حرة من التوقعات الغير واقعية والمتشددة حول كيف سيتحرك السوق .
بدلا من توليد التوقعات الغير واقعية والتي في أغلب الأحيان تكون نتائجها ألم نفسي وعاطفي , فهم تعلموا أن "يجعلوا أنفسهم جاهزين" لإستغلال جميع الفرص التي قد يوفرها السوق في أية لحظة .
و "جعل نفسك جاهزا" هي النقطة التي ستفهم من خلالها أن الإطار الذي تنظر من خلاله للمعلومات هو إطار محدود الصلة بما يعرض فعليا .
إن عقولنا لاترى تلقائيا كل فرصة تظهر في أي لحظة . (التوضيح حول الطفل والكلب من الفصل 5 مثال ممتاز حول كيف أن رؤيتنا الخاصة حول حقيقة ما تنعكس علينا ) .
نفس مبدأ هذا التصور الجاهل يحدث دائما أثناء التداول .
فعقلنا لايمكنه أن يتصور أن السوق لديه القدرة ليكمل تحركه في إتجاه مخالف لصفقتنا , وذلك في حال كنا نعمل من مبدأ الخوف من أن نكون مخطئين , على سبيل المثال , خوفنا من الإعتراف أننا كنا على خطأ , يجعلنا نعطي أهمية مبالغ فيها للمعلومات التي تخبرنا أننا على صواب .
وهذا يحدث حتى ولو كان هناك معطيات وافرة تدل على أن السوق شكل ترند في الإتجاه المعاكس لصفقتنا .
إن سوق له إتجاه ترند واضح هو إشارة عن سلوك السوق , وعادة ما يمكن لنا أن نميزها , ولكن هذه الإشارة يمكن أن تصبح غير مرئية بسهولة إذا كنا نعمل بدافع الخوف .
فالترند وفرصة التداول مع إتجاه هذا الترند لاتصبح مرئية لنا إلا بعد أن نخرج من صفقتنا .
بالإضافة لذلك هناك فرص غير مرئية لنا لأننا لم نتعلم أن نميزها أي لم ندرسها سابقا .
لنتذكر نقاشنا في الفصل 5 حول أول رسم بياني للسعر نظرت اليه . فما لم نتعلمه بعد يبقى غير مرئيا لنا , ويبقى على هذه الحال حتى نفتح عقولنا لتبادل الطاقة .
وجهة نظرك التي من خلالها "تجعل نفسك جاهزا" لإستغلال الفرص , تأخذ في حسبانها ماهو معلوم وماهو مجهول ,
كمثال على ذلك : أنت شكلت لنفسك إطار عقلي يسمح لك أن تتعرف على مجموعة من المتغيرات في سلوك الاسواق , والتي تدل عند توافرها على أن هناك فرصة بيع أو شراء , هذه هي حدود معرفتك ,
ولكن ما لاتعرفه هو كيف سيتمخض هذا النمط الذي حددته متغيراتك ((اي ماذا ستكون نتيجة الصفقة)).
فمن وجهة النظر هذه التي من خلالها " تجعل نفسك جاهزا" لإستغلال الفرص , أنت تعلم أن حدود معرفتك ستجعل من فرص النجاح لصالحك .
ولكن , في نفس الوقت أنت متقبل تماما لواقع أنك لاتعرف نتيجة أي صفقة بالذات .
و" بجعل نفسك جاهزا " ستكون منفتحا ولكن بوعي لإكتشاف ماذا سيحصل لاحقا , بدلا من الإستسلام لعملية عقلية تلقائية تجعلك تظن أنك تعرف مسبقا ماذا سيحصل .
تبني وجهة النظر هذه يحرر عقلك من المقاومة الداخلية التي يمكن أن تمنعك من إدراك أي فرصة يوفرها السوق من منظوره .
عقلك أصبح منفتحا لتبادل الطاقة . وبإمكانك عندها ليس فقط أن تتعلم شيئا عن السوق لم تكن تعرفه مسبقا , وإنما يمكنك أيضا ضبط حالتك العقلية على الحالة الأنسب للدخول الى "المنطقة" .
إن خلاصة معنى أن تكون في "المنطقة" هو أن يكون عقلك والسوق في حالة مزامنة معا .
ونتيجة لذلك تشعر بما سيقوم به السوق كما لو أنه لايوجد حاجز بينك وبين الشعور الجماعي لجميع المشاركين في السوق .
المنطقة هي مساحة عقلية بحيث أنك تقوم بأكثر من قراءة العقل الجماعي , بل أنت في تناغم تام معه .
إذا كان هذا يبدو غريبا عليك بعض الشيء , فاسأل نفسك كيف يمكن لسرب من الطيور أو لقطيع من الاسماك أن تغير إتجاهها في نفس الوقت .
حتما هناك طريقة تربطهم ببعضهم البعض .
لو كان ممكنا للبشر أن يرتبطوا بنفس الطريقة , فعندها سوف يكون هناك أوقات تتسرب فيها المعلومات الى إدراكنا ووعينا من هؤلاء الذين نحن مرتبطين معهم .
المتداولون الذين عاشوا تجربة أن يكونوا جزءا من الشعور الجماعي للسوق , يمكنهم توقع تغير الإتجاه مثل الطيور وسط السرب , أو الأسماك وسط القطيع التي ستغير من إتجاهها في نفس اللحظة التي يغير فيها الآخرون إتجاههم .
يتبع....
التعديل الأخير: