إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

وسام الصباغ

إداري سابق
المشاركات
7,082
الإقامة
دبي

xm    xm

 

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اظن ان الكثير من المتداولين هنا سمع عن كتاب مارك دوغلاس (trading in the zone ) المتاجرة في المنطقة او النطاق .
هذا الكتاب يعتبر اهم مرجع في اعداد وتأهيل المتداول نفسيا وتهيئته عقليا لدخول السوق ,وهو من اهم ماكتب في سيكولوجيا التداول ويتحدث فيه مؤلفه عن الدور الهائل الذي يلعبه العامل النفسي في المتاجرة واهمية الالتزام وكيف ان الالتزام سوف يقلب نتائج تداولنا رأسا على عقب ..
اذكر اني قرأت انه في محاضرة لاحد كبار تجار الفوركس المحترفين سأله احدهم عن هذا الكتاب فكان جوابه بأن من يقرأ هذا الكتاب ولا يحقق النجاح في التداول بعدها فهذا المجال غير مناسب له وعليه ان يترك التداول
الكتاب 209 صفحة ضمن 11 فصل
الكتاب باللغة الانكليزية و ان شاء الله سأعمل على ترجمته على دفعات و اضعها في هذا الموضوع أول بأول, قد تكون عملية الترجمة بطيئة نوعا ما فعذرا على ذلك لضيق الوقت ولصعوبة المهمة , مع العلم ان احد الاخوة و اسمه حاتم قام مشكورا بترجمة اول 3 فصول من الكتاب ثم توقف لذلك سأبدأ من الرابع و حتى الحادي عشر و بعد الانتهاء سأعود لترجمة أول 3 فصول بترجمتي الخاصة مع التقدير لجهد الاخ حاتم و انما من باب الحفاظ على نفس الأسلوب بما لا يشتت القارئ .
الكتاب بالاضافة لفائدته الكبيرة فهو ممتع للغاية وسيعجبكم
واريد ان اذكر ملاحظة هنا وهي اني لن اقوم بالترجمة الحرفية 100% وانما سأحاول ايصال الفكرة التي يقصدها المؤلف قدر الإمكان و بنفس الوقت دون ان ابتعد عن مصطلحاته ما استطعت .




_________________________________________________________________________

تم تعديل هذه المشاركة بعد أن أكملت ترجمة كامل الكتاب و لله الحمد ,

لتحميل الكتاب مترجم كاملا اضغط على الرابط التالي :

فقط على عرب فوركس حمل نسختك من كتاب ( Trading in the zone )
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

xm    xm

 

 

في بداية الكتاب وضع المؤلف اسئلة وطلب ممن يقرأ الكتاب ان يجيب عليها ويسجل اجوبته جانبا
ثم اعاد طرح نفس الاسئلة في نهاية الكتاب وطلب ان يجيبوا عليها ثانية لكي يرى المتداول الفرق في الاجوبة وكيف اختلف تفكيره ومنظوره للتداول قبل وبعد قراءة الكتاب
سأضع الاسئلة وارجو من الاخوة الاجابة عليها وتسجيل الاجوبة جانبا


إستطلاع الرأي للميول السلوكية


1. لتربح المالِ كمُتاجر يَجِبُ عليك أَنْ تَعْرفَ ما الذي سيفعله السوقَ لاحقاً.

أُوافقْ لاأُوافقْ

2. أحياناً أَجِدُ نفسي أُفَكّر أنّه لابدّ أن يكون هناك a طريقة للمُتَاجَرَة بدون إحتمالية الخسارة.

أُوافقْ لاأُوافقْ

3. رِبْح المالِ كمُتاجر هو بصورة أساسية وظيفة التحليلِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

4. الخسائر مُكَوِّنَ مستحيل تجنُبُه في المُتاجرة.

أُوافقْ لاأُوافقْ

5. أُحَدّد دائماً المخاطر التي أتقَبَلُها قَبْلَ أَنْ أَدْخلُ المتاجرة.

أُوافقْ لاأُوافقْ

6. في رأيي أن هناك دائماً تكلفة مُرتبطة بمعرفة بإكتِشاف ما الذي سيفعله السوقِ لاحقاً.

أُوافقْ لاأُوافقْ

7. أنا لا أُكلِف نفسي عناء أخذ مركز متاجرة جديد إذا لم أكُنْ متأكّد بإِنَّهُ سَيُصْبَحُ مركز فائز.

أُوافقْ لاأُوافقْ

8. كلما تَعلّمَ المتاجر عن الأسواق وسلوكها، كُلّما كان من الأسهل عليه تنْفيذُ عمليات المُضاربة.

أُوافقْ لاأُوافقْ

9. مَنهجيَتي تُخبرُني بالضبط الإشتراطات المُتَوَفّرة في السوق للدخولُ أَو الخُروجُ من مركز المضاربة.

أُوافقْ لاأُوافقْ

10. حتى عندما يظهر عِنْدي إشارةَ واضحة لعكس إتجاه مُضاربتي المفتوحة، أَجِدُ أن تنفيذ ذلك صعب جداً.

أُوافقْ لاأُوافقْ

11. لقد عايَشْتُ فتراتَ نجاح بإستمرارية ثابِتَة يتلوها عادةً فترة تُضاهيها من الخسائر في رأس المال.

أُوافقْ لاأُوافقْ

12. عندما بَدأتُ بالمُتَاجَرَة يُمْكِنني أن أَصِفُ منهجي في المتاجرة بالعشوائية، يَعْني بَعْض النجاحِ في وسطِ الكثير مِنْ الألمِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

13. أَجِدُ نفسي في أغلب الأحيان أَشْعرَ بأنّ السوق ضدّي شخصياً.

أُوافقْ لاأُوافقْ

14. بقدر ما أنا أُحاولُ أَنْ "أتجاوز وأتْرُكْ ما مَضى،" أَجِدُ أنه من الصعب جداً ترك جروح الماضي النفسية خلفي.

أُوافقْ لاأُوافقْ

15. عِنْدي فلسفة لإدارةِ رأس المال مبدأها الأساسي يقوم على قاعدة أن أجني بَعْض الأموال من السوقِ عندما يُقدِّمُها السوقِ لي.

أُوافقْ لاأُوافقْ

16. مُهِمة المُتاجرِ أَنْ يُميّزَ الأنماطَ والأشكال في سلوكِ الأسواقَ والتي تُمَثّلُ فرصةً وبعد ذلك يُقَرْر مدى الخُطورة لإكتِشاف إذا ما كانت هذه الأنماطِ سَتُكَرر نفسها كما فَعَلَتْ في الماضي.

أُوافقْ لاأُوافقْ

17. أحياناً لا أَستطيعُ أن أمنع نفسي من الشعور بِأَنَّني ضحيّة السوقِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

18. عندما أُتاجرُ أنا أُحاولُ عادة أَنْ أَبْقى مُرَكَّز في إطار زمني واحد.

أُوافقْ لاأُوافقْ

19. تَتطلّبُ المتاجرة بنجاح إلى درجة من المرونةِ العقليةِ أبعد بِكَثِيِرٍ مِنْ مَقدِرَة مُعظم الناسِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

20. هناك أوقات أستطيع بالتأكيد عندها الإحساس بإتجاه التدفقَ في السوقِ ؛ ولكن، أجد عِنْدي صعوبةُ في أغلب الأحيان للتَصَرُّف وفق هذه المشاعرِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

21. هناك العديد مِنْ الأوقاتِ عندما أكون في مركز مضاربة ناجح ومُربح ومن ثَمّ أَعْرفُ الحركَة قد إنتَهت بصورة أساسية، لَكنِّي لا أتَقَدم لأجني أرباحَي.

أُوافقْ لاأُوافقْ

22. مهما كان مقدار المال الذي أُحَقِقَه في مركز المضاربة كثير، فأَنا نادراً وأبداً ما أشعر بالرضى وأشعُرُ بإِنَّني كان يُمكنُ أنْ أُحققَ أكثر.

أُوافقْ لاأُوافقْ

23. عندما أأخُذ مركز مُضاربة، أَشْعرُ بأن لدَيّ موقف سلوكي إيجابي. وأَتوقّعُ كُلّ المالِ الذي من المُمْكِنُ أَنْ أُحقِقَهُ مِنْ هذا المركزبصورة إيجابية.

أُوافقْ لاأُوافقْ

24. المُكوّن الأكثر أهميةً في مقدرة المُتاجر على تَجميع المالِ بمرور الوقت هو أن يكونُ عِنْدَهُ إعتقاد وثقة في لإشتمراريته بثبات وإتساقِه الخاصِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

25. إذا تم مَنْحك أُمنية تتمكن بها من إكتِساب مهارة متاجرة واحدة فوراً، فأي مهارة ستَختارُ؟
ـ
ـ
ـ

26. أَنا كثيراً ما أقضي العديد من الليالي المُؤرقةَ لا أستطيع النوم قَلِقاً من السوقِ.

أُوافقْ لاأُوافقْ

27. هَلْ تَشْعرُ أبداً بالإضطرار لإتخاذ والإِقدام على مركز مضاربة لأنك خائف من أن تُفْسِدَ الأُمور؟

نعم لا

28. بالرغم من أنّها لا تحْدثُ كثيراً في أغلب الأحيان، فأنا حقاً أَحْبُّ متاجرتي أن تَكُونَ مثاليةَ. فعندما أَقرأ السوق بإتقان أشعُرُ بشعور جيد جداً يُعوّضُني عن كُلّ الأوقاتِ التي لا أنجح فيها بذلك.

أُوافقْ لاأُوافقْ

29. هَلْ تَجِدُ نفسك كثيراً ما تُخطّطُ لمراكز متاجرة ولا تُنفّذُها، و أحياناً تُنفّذُ مُضاربات لمْ تُخطِّطُ لها؟

نعم لا

30. إشرح في بضعة جُمَل وَضِّحُ لِماذا أكثر المُتاجرين أمّا لا يَربحونَ المالَ أَو لَيسوا قادرين على الحِفاظ على ما كسبوه.
_

_

ضِعْ أجوبتَكَ جانباً حتى تنتهي من قراءة هذا الكتابِ. وبعد أن تُنهي الفصلَ الأخيرَ ("التَفْكير كمُتاجر")، جاوب على إستطلاع الرأي للميول السلوكية مرة ثانيةً — وهو تم إعادة طباعته في نهاية الكتابِ. أنت ستُفاجئُ لرُؤية كَمْ هيَ أجوبتِكَ تَختلفُ عن المرة الأولى.
 

xm    xm

 

 

الفصل الرابع :
الثبات (الاستمرارية-الإتساق) هو حالة عقلية
--التفكير في التداول
--فهم المخاطرة فعلا
--مجاراة بيئتك العقلية
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

الثبات( الاستمرارية - الاتساق) : هو حالة عقلية

أتمنى أنك و بعد قراءتك للفصول الثلاثة الأولى قد توصلت إلى قناعة مفادها أن مجرد تصرفك بناء على قدرة (إمكانيات) المتداول فقط لايعني بأنك تعلمت الطرق المناسبة للتفكير بما تفعل .
وكما أكدت عدة مرات فإن الذي يميز أفضل المتداولين عن البقية ليس هو ما يفعلونه ولا متى يفعلونه .. بل هو كيف يفكرون فيما يفعلونه ,وكيف يفكرون متى سيفعلوه ,
إذا كان هدفك أن تتاجر كمحترف وتكون رابح بإستمرارية , إذا يجب عليك أن تبدأ من فرضية أن الحلول تكمن في عقلك وليس في السوق ,
الإتساق هو حالة ذهنية لها في جوهرها إستراتيجيات تفكير ذات نمط معين , إستراتيجيات التفكير هذه فريدة من نوعها في التداول ,
إن تحقيق عدة صفقات رابحة يمكن أن يقنع أيا كان أن التداول سهل ,
تذكر تجاربك , إرجع بذاكرتك إلى تلك الصفقات التي جعلت أموالا كثيرة تتدفق إلى حسابك بينما كل ماقمت به هو إتخاذ قرار بسيط بالشراء أو البيع .
الآن إمزج الشعور الإيجابي جدا الذي شعرت به عندما ربحت إمزجه مع شعورك عندما حصلت على مال دون جهد عندها فمن المستحيل تقريبا أن لا تصل إلى إستنتاج بأن ربح المال كمتداول هو أمر سهل .
ولكن إذا كان الأمر كذلك , إذا كانت المتاجرة سهلة لهذه الدرجة فلماذا من الصعب جدا إتقانها ؟ لماذا العديد من المتداولين والذين هم في قمة الذكاء يتصارعون مع هذا التناقض الواضح ؟ (التناقض أن الربح سهل ولكن لايمكن تحقيقه )
فإذا كانت المتاجرة حقا بهذه السهولة والتجار يعرفون ذلك _لأن لديهم تجارب مباشرة عن مدى سهولة و قلة الجهد الذي تحتاجه _
إذا كيف يعقل أنهم لايستطيعون أن يطبقوا ماتعلموه عن الأسواق التي عملوا فيها مرارا وتكرارا ؟
بكلمات أخرى , كيف نفسر التناقض بين مانعتقده بشأن التداول وبين نتائج تجارتنا الفعلية عبر الوقت ؟
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

1- التفكير في التداول
-1-
جميع الإجابات تكمن في الطريقة التي نفكر فيها بشأن التداول , المفارقة هي أن التداول يكون أكثر متعة و أقل جهدا كلما قلت خبرتك فيه , ولكن معايشتك الدائمة لهذه النوعية من الصفات (أي من المتعة وقلة الجهد المبذول في التداول) معايشتك هذه تابعة لوجهة نظرك أو لمعتقداتك أو لطباعك أو للتركيبة العقلية الخاصة بك , إختر المصطلح الذي يعجبك فجميعها تشير إلى نفس الشيء .
الربح والإستمرارية في الربح هي حالة عقلية , تماما كما السعادة و المتعة والرضا هي حالات عقلية .
إن حالتك العقلية هي نتاج قناعاتك وطباعك ,
يمكنك محاولة خلق الإستمرارية و الثبات لديك بدون أن تملك القناعات والطباع المناسبة لذلك , ولكن نتائج ذلك ستكون مثلها مثل نتائج محاولتك أن تكون سعيدا بدون أن يكون هناك مايسعدك ,
فحينما لاتحصل على المتعة سيكون من الصعب جدا عليك أن تقنع نفسك أنك مستمتع .
بالطبع فالظروف يمكن أن تنقلك فجأة إلى حالة من الشعور بالفرح , ولكن هذه الحالة العقلية من الفرح التي وصلت إليها هي نتيجة تغيّر في الظروف الخارجية وليس نتيجة التغير الداخلي في طباعك ,
إذا اعتمدت على الظروف والعوامل الخارجية لتجعلك سعيدا ( لكي تشعر بالسعادة دائما ) فغالبا من غير المحتمل أنك ستكون سعيدا بشكل دائم ,
ومع ذلك يمكنك أن ترفع من إحتمالية كونك سعيدا بتطوير نوع المتعة التي ترضي طباعك ( بمعنى أصح بتطوير طباعك بحيث ترضى بنوع آخر من المتعة) , وبالتحديد أكثر يمكنك ذلك من خلال العمل على تحييد المعتقدات والمواقف التي تمنعك من الفرح والإستمتاع ,
و خلق النجاح باستمرارية (بثبات) لدى المتداول يكون بنفس المبدأ السابق ,
لايمكنك الإعتماد على السوق ليجعلك ناجح باستمرار , تماما بنفس مبدأ أنه لايمكنك الإعتماد على العالم الخارجي ليجعلك سعيدا باستمرار ,
الناس الذين هم حقا سعداء ليس عليهم فعل أي شيء ليجعلوا أنفسهم سعداء , هم فقط أناس سعداء ,
و المتداولون الناجحون بإستمرارية هم كذلك أيضا كنتاج طبيعي لما هم عليه بطبيعتهم , ليس عليهم أن يحاولوا أن يكونوا ناجحين بإستمرار ,
قد يبدو هذا الفرق نظريا ولكن من الهام جدا أن تفهمه ,
فأن تكون مستمرا (متسقا) هو ليس شيء يمكنك أن تحاول أن تكونه , لأن مجرد محاولتك هذه سوف تُلغى أساسا من قبل عقلك الباطني , وهذا سيبعدك عن العفوية , مما يُنقص من إحتمال ربحك ويرفع من إحتمال خسارتك .

يتبع...
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

ملاحظة صغيرة .... مابين قوسين ثنائيين (( ........ )) هي اضافات من عندي للمساعدة في توضيح الفكرة
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

1- التفكير في التداول
-2-
أفضل صفقاتك كانت سهلة وبدون تعب , ولست أنت من حاول أن يجعلهم بهذه السهولة , هم فقط كانوا كذلك .
لم يكن هناك أي صراع أو تشتت , فقد رأيت بالضبط ما إحتجت لرؤيته , و تصرفت بناء على ما رأيته .
كنت في تلك اللحظة جزءا من سيل الفرص ((كنت عفويا)) .
وعندما تكون في قلب سيل الفرص فليس عليك أن تحاول أن تقوم بشيء , لأنه في تلك المرحلة كل ماتعرفه عن السوق يكون متاحا أمامك .
وفي تلك المرحلة لم يكن هناك شيء مخفي أو محجوب عن إنتباهك , كانت تصرفاتك بدون جهد , لأنه لم يكن هناك أي تشتيت أو مقاومة .
أما على الجهة المقابلة , فإن محاولتك _لعيش سيل الفرص ولأن تكون عفويا _ تشير إلى مواجهتك درجات معينة من التشتيت و المقاومة , وإلا لكنت قمت بذلك ببساطة دون أن تبذل جهدا محاولا ذلك .
كما أن ذلك يشير أيضا إلى أنك تحاول أن تحصل على ماتريده من السوق .
الآن , في حين يبدو أنه من الطبيعي أن نفكر بهذه الطريقة (( أي يبدو أنه من الطبيعي أن نحاول )) , إلا أن طريقة التفكير هذه تواجه العديد من العقبات , فأفضل المتداولين يبقون في حالة عفوية لأنهم لا يحاولون الحصول على أي شيء من السوق , إنهم ببساطة يجعلون أنفسهم جاهزين للإستفادة مما يوفره السوق لهم في أي لحظة ,
و هناك فرق كبير بين هذين المنظورين .
في الفصل 3 أوضحت بإيجاز كيف أن عقولنا مصممة لتتجنب كل من الألم المادي والألم العاطفي , فإذا تاجرت من مبدأ الحصول على ماتريد وماتتمنى من السوق ,فما الذي سيحصل عندما لايتصرف السوق كما تريد ؟
آليات الدفاع العقلية الخاصة بك تتنبه وتعترض وترفض , لتعوض الفرق بين ماتريده وبين ما تحصل عليه وذلك لكي لاتعاني من أي ألم عاطفي .
عقولنا مصممة لتحجب بشكل تلقائي المعلومات المهددة لنا , أو لتجد طريقة تطرد بها تلك المعلومات وذلك لتحمينا من الإنزعاج العاطفي الذي نشعر به بشكل طبيعي عندما لانحصل على مانريد .
أنت لن تدرك ذلك في لحظتها ولكنك سوف تنتقي و تختار المعلومات التي تتفق مع توقعاتك فقط , وذلك حتى تحافظ على حالتك العقلية خالية من الألم .
إضافة إلى ذلك , فإنك أثناء محاولتك الحفاظ على حالتك العقلية بدون ألم فأنت ستخرج نفسك أيضا من العفوية لتدخل إلى عالم (كان يمكن أن تكون ) و (كان ينبغي ) و (كان سيكون) و (فقط لو) ,
فكل ماكان يمكن أن يكون أو كان ينبغي أن يكون , كان مخفيا لك تلك اللحظة ,
ثم أصبح كل ذلك مؤلما وواضحا ولكن بعد وقوعه , بعد أن تنتهي الفرصة بوقت طويل .
لكي تكون متسقا يجب عليك أن تتعلم أن تفكر بالتداول بطريقة هي , أنك لم تعد عرضة للعمليات العقلية -الواعية أو اللاواعية -والتي تخفي أو تحجب أو تختار و تنتقي المعلومات , بحيث تجعلك سعيدا و تعطيك ماتريد , أو بحيث تحاول تجنيبك الألم ,
إن التهديد بالألم يولد خوفا , والخوف هو مصدر 95% من الأخطاء المحتمل أن ترتكبها , من المؤكد أنك لن تكون متسقا ولن تختبر العفوية إذا كنت ترتكب الأخطاء بإستمرار , وسترتكب الأخطاء طالما أنك خائف من أن ماتريده وما تتوقعه لن يحدث .
أكثر من ذلك , كل ما خططت لفعله كمتداول سوف يُحارب وسيبدو كما لو أنك في صراع ضد السوق أو أن السوق ضدك شخصيا ,
لكن الحقيقة أن كل ذلك يحصل داخل عقلك فقط ,
السوق لا يستقبل المعلومات بل يرسلها , أما أنت فبلا تستقبلها .
ولو كان هناك صراع حقا, فأنت من يتصارع مع مقاومتك الداخلية ,
ربما تسأل نفسك الآن كيف أفكر بالتداول بطريقة بحيث لا أخاف و لا أكون عرضة لعملياتي العقلية التي تمنع وتحجب وتنتقي وتختار المعلومات كما تريد ؟
الجواب هو : تعلم ان تتقبل المخاطرة (الخسارة ) .

 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

2- فهم المخاطرة فعلا :
-1-
فيما عدا الأمور العديدة المتعلقة بالمسؤولية والتي ناقشناها في الفصل 3 , لايوجد في التداول شيء شديد الأهمية لنجاحك و أُسيء فهمه كمبدأ قبول المخاطرة .
كما ذكرت في الفصل الأول فإن معظم المتداولين يفترضون خطأاً أن مجرد إنخراطهم في نشاط ذا طبيعة محفوفة بالمخاطر _من فتح وإغلاق الصفقات _ يفترضون أن هذا هو تقبل المخاطر ,
سوف أكرر أن هذا الإفتراض أبعد ما يكون عن الحقيقة , فقبول المخاطر معناه قبول النتائج المترتبة عن صفقاتك بدون أي إنزعاج عاطفي أو خوف ,
و هذا معناه أنك يجب أن تتعلم أن تفكر في التداول وفي علاقتك بالأسواق بطريقة يكون فيها إحتمال الخطأ , والخسارة , وعدم جني كل الأرباح , و تفويت بعض الفرص , هو إحتمال وارد ,
دون أن تقوم آليات دفاعك العقلية برفض ذلك , ودون أن تخرجك من حالة العفوية .
فلا فائدة لك من المخاطرة في صفقة إذا كنت خائفا من النتائج , لأن خوفك هذا سوف يؤثر على رؤيتك الخاصة للمعلومات , وعلى سلوكك , بطريقة ستؤدي إلى وقوعك بالتجربة ذاتها التي كنت تخاف منها أكثر من أي شيء آخر , نفس التجربة التي تحاول أساسا تجنبها ,
أنا أعرض عليك إستراتيجية تفكير معينة مؤلفة من مجموعة من المعتقدات التي سوف تبقيك مركزا وعفويا في تلك اللحظة , وبهذا الإستراتيجية الجديدة وهذا المنظور لن تحاول أن تحصل على أي شيء من السوق ولن تحاول أن تتجنب أي شيء ,
بدلا من ذلك ستترك السوق يتكشف و يصبح واضحا لك , وستصبح جاهزا للإستفادة من جميع الحالات التي تراها كفرص لك ,
فعندما تجعل نفسك جاهزا للإستفادة من أية فرصة , فإنك لاتفترض أي حدود أو توقعات لسلوك السوق , أنت متقبل لفكرة أن يفعل السوق مايريد ,
ومع ذلك فأثناء قيام السوق بفعل ما يريد فإنه سيخلق حالات معينة ستراها أنت على أنها فرص , و ستتصرف بناء على هذه الفرص بأفضل مالديك ,
و حالتك العقلية لن تعتمد على سلوك السوق و لن تتأثر به ,
إذا تعلمت خلق حالة عقلية لاتتأثر بسلوك السوق , فإن صراعك الداخلي سيختفي من الوجود , وعندما يختفي هذا الصراع فإن كل شيء سيصبح سهلا ,
وعندها يمكنك الإستفادة بشكل كامل من كل مهاراتك وتحليلاتك وغيرها لتدرك في نهاية المطاف قدراتك كمتداول .
والتحدي هنا : هو كيف تتقبل مخاطر التداول بدون إنزعاج نفسي أو خوف وأنت في نفس الوقت عندما ترى المخاطر تشعر بالإنزعاج والخوف ؟
بكلمات أخرى , كيف تبقى واثقا من نفسك ولاتشعر بالألم وأنت متأكد تماما أنك ربما تكون على خطأ , وربما تخسر المال , وربما تفوت بعض الفرص , وربما تترك بعضا من ربحك دون أن تجنيه .
كما ترى فإن خوفك وشعورك بعدم الراحة هما شيئان مبرران ومنطقيان , و هذه الإحتمالات الواردة الحدوث من الشعور بالخوف وعدم الراحة تصبح حقيقة لحظة تفكيرك في التفاعل مع السوق ,
ومع ذلك بقدر ما أن هذه الإحتمالات حقيقية لدى جميع المتداولين فإن ماهو ليس حقيقي وليس متماثل لدى الجميع هو معنى أن تكون على خطأ , أو تخسر النقود أو تفوّت بعض الفرص , أو تترك بعض أرباحك دون جني .
فالناس جميعا لا يتشاركون نفس المعتقدات والطباع في مواجهة هذه الإحتمالات , ولذلك فإننا لانتشارك نفس الحساسية العاطفية ,
بعبارة أخرى , ليس جميع الناس يخافون من نفس الشيء .
قد يبدو هذا بديهيا , لكنني أؤكد لك أنه ليس كذلك , فعندما نخاف فإن الإنزعاج العاطفي الذي نشعر به تلك اللحظة يبدو حقيقي جدا ولاشك فيه , فنفترض بشكل طبيعي أن الجميع يشاركنا واقعنا هذا.

يتبع...
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

-2-

سأعطيكم مثالا ممتازا عما أتحدث عنه , عملت منذ فترة مع متداول كان يعاني من خوف شديد من الثعابين , كان دائم القلق من موضوع الثعابين , وهو لايتذكر وقتا إلا وكان يعاني فيه من هذا القلق ,
الآن هو متزوج ولديه إبنة عمرها ثلاث سنوات ,
في إحدى الأمسيات عندما كانت زوجته خارج البلدة دُعي هو و إبنته إلى منزل أحد الاصدقاء لتناول العشاء , وبدون علم عميلي هذا كان ابن صديقه يربي عنده ثعبان كحيوان أليف ,
عندما أحضر الطفل ثعبانه ليريه للجميع خاف عميلي وقفز فعليا إلى الجهة الثانية من الغرفة ليبتعد بقدر مايستطيع عن الثعبان ,
ولكن بالمقابل كانت إبنته مفتونة بالثعبان , حتى أنها لم تتركه , عندما أخبرني بهذه القصة قال لي بأنه لم يكن مصدوما فقط من المواجهة غير المتوقعة التي حصلت مع الثعبان , ولكن أيضا من ردة فعل إبنته , فهي لم تكن خائفة على عكس ماكان يتوقع ,
شرحت له أن خوفه هذا كان قويا إلى درجة كبيرة , و أن تعلقه بإبنته كان كبيرا أيضا بحيث لم يكن له أن يتصور أن إبنته لن تشاركه خوفه هذا من الثعابين بشكل تلقائي .
بعد ذلك أوضحت له بأنه لم يكن من الممكن لإبنته أن تشاركه خوفه هذا بأي شكل من الأشكال , إلا إذا كان قد علمها أن تخاف من الثعابين , أو إذا كانت قد خاضت تجربتها الخاصة المؤلمة المرعبة مع الثعابين ,
أما فيما عدا ذلك فبدون وجود أي شيء يتعارض مع نظامها العقلي , فالإحتمال الأكبر أن تكون ردة فعلها _في أول مواجهة لها مع ثعبان حي _هي إفتتان محض .
و تماما كما افترض عميلي أن إبنته ستكون خائفة من الثعابين فإن غالبية المتداولين يفترضون أن أفضل المتداولين سيكونون أيضا خائفين من أن يكونوا على خطأ , أو من أن يخسروا نقودا , أو من أن يتركوا أرباحهم دون جنيها ,
إنهم يفترضون أن أفضل المتداولين قد حيّدوا مخاوفهم بواسطة كمية كبيرة من الشجاعة والأعصاب الفولاذية وضبط النفس ,
و لكن كباقي الأمور في التداول فما يبدو منطقيا وبديهيا هو ليس كذلك ,
من الصحيح طبعا أن أي واحدة من هذه الصفات ( الشجاعة -الأعصاب الفولاذية - ضبط النفس ) أو جميعها قد تكون موجودة عند أي متداول محترف ,ولكن ما هو ليس صحيحا أن هذه الصفات تلعب أي دور في تفوقهم و أدائهم ,
كل من الشجاعة المطلوية و الأعصاب الفولاذية والقدرة على ضبط النفس , تنطوي على تناقض داخلي , بحيث يتم إستخدام كل قوة لمواجهة أثر القوة الأخرى ,
فأي درجة من الصراع أو المحاولة أو الخوف المصاحب لتداولك سيبعدك عن أن تكون جزءا من اللحظة , و عن أن تكون عفويا , وبالتالي يخفض من نتائجك ,
بهذه النقطة يميز المتداولون المحترفون أنفسهم عن باقي الحشود ,
"عندما تتقبل المخاطرة كالمحترفين فلن تنظر إلى أي شيء يفعله السوق على أنه تهديد , إذا لم يكن هناك أي تهديد فلا شيء لتخافه , إذا لم تكن خائفا فأنت لا تحتاج للشجاعة ,
إذا لم تكن متوترا فلماذا تحتاج لأعصاب فولاذية ؟؟
وإذا لم تكن خائفا من أن تتهور _لأن آليات إنضباطك في مكانها الصحيح_ فلست بجاحة إلى ضبط نفسك .
بينما تفكر في حيثيات ما أقوله , أريدك أن تبقي شيء في رأسك وهو : قلة قليلة جدا من الناس هم من يبدأون تداولهم مع المعتقدات والمواقف المناسبة بشأن المسؤولية والمخاطرة , هؤلاء موجودون ولكنهم نادرون ,
أما الباقون جميعا فيمرون بنفس الحلقة المفرغة التي وضحتها في مثال المتداول المبتدئ :
نبدأ بلا مبالاة , ثم نصبح خائفين , وخوفنا هذا يقلل باستمرار من إمكانياتنا .
المتداولون الذين يتمكنون من كسر هذه الحلقة وينجحون في النهاية هم الذين يتعلمون في نهاية المطاف كيف يتوقفون عن التجنب ويبدأون في تحمل المسؤولية والمخاطرة .
معظم الذين كسروا هذه الحلقة بنجاح لم يصلوا إلى مرحلة التحول هذه في تفكيرهم إلا بعد أن يكونوا قد عاشوا الكثير من الألم بسبب الخسائر الكثيرة التي عانوها , والتي كان لها تأثير إيجابي في طرد أوهامهم حول حقيقة التداول .
مع الإحترام لتطورهم و تحولهم هذا , إلا أن الكيفية التي أوصلتهم لهذا التحول ليست ذات أهمية كبيرة , لأنه في أغلب الحالات قد حصلت من دون قصد .
بمعنى آخر , هم لم يكونوا على علم بالتحول الذي كان يستقر في بيئتهم العقلية إلى أن يلمسوا الآثار الإيجابية ,
منظورهم الجديد وضعهم على الطريق الصحيح للتفاعل مع السوق ,
لهذا السبب فقلة قليلة من كبار المتداولين يستطيعون أن يفسروا ما سبب نجاحهم , ماعدا أن يتكلموا في المسلمات مثل إقطع خسائرك و إمشي مع الإتجاه ,
مايهمنا الآن أن تفهم أنه من الممكن جدا لك أن تفكر كما يفكر المحترفون , وأن تتداول بدون خوف , على الرغم من أن تجربتك المباشرة كمتداول ستخبرك خلاف ذلك .
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

3- مجاراة بيئتك العقلية :
-1-
الآن سوف نبدأ بشرح كيف يمكنك أن تنظم بيئتك العقلية لتتقبل المخاطرة وتتصرف كمتداول محترف ,
معظم ما ناقشته سابقا وحتى هنا كان لجعلك جاهزا للعمل الحقيقي ,
سأعلمك طريقة تفكير أهم مافيها إيمان راسخ بمبدأ الاحتمالات , و بأقصى شيء يمكن أن يحصل ,
بطريقة التفكير الجديدة هذه ستتعلم كيف تخلق علاقة جديدة بالسوق ,
علاقة تبعدك عن طريقة تفكيرك السابقة حول الخسارة أو الخطأ , وتبعدك عن إعتبار أي معلومات تأتي من السوق على أنها تهديد ,
عندما يختفي التهديد بالألم سيختفي بالمقابل خوفك ايضا , وبالتالي ستختفي أخطاءك الناجمة عن الخوف و التي كنت معرضا لها سابقا ,
ستملك عقلا حرا لمعرفة ماهو متاح أمامك و ستتصرف بناء على ماتراه ,
إن وصولك إلى هذه الحالة الخالية من الهم والخوف - على الرغم مما عانيته سابقا مرارا وتكرارا - سوف يحتاج بعض الجهد , ولكنه ليس بالصعوبة التي تتخيلها ,
في الواقع بمجرد إنتهاءك من قراءة هذا الكتاب ستندهش كم أن حلول مشاكلك بسيطة .
في كثير من النواحي فإن حالتك العقلية أو وجهة نظرك تشبه شيفرة برمجية (برنامج) ,
فقد تكتب الآف الأسطر من التعليمات البرمجية بشكل صحيح - إلا سطر واحد - كتبته بشكل خاطئ , وفي هذا السطر الوحيد قد يكون خطأك أنه هناك حرف ليس في مكانه ,
الآن , بحسب مهمة هذا البرنامج وبحسب مكان هذا الخطأ فإن ذلك قد يؤثر على كل شيء آخر , أي أن خطأ صغير كحرف ليس في مكانه قد يؤدي إلى إنهيار النظام بأكمله ,
هل رأيتم ؟ الحل كان بسيطا جدا , فقط صحح مكان الحرف وسيعمل كل شيء بشكل سلس ,
ولكن إيجاد مكان الخطأ أو معرفة أنه موجود أساسا قد يحتاج خبرة كبيرة .
عندما يتعلق الأمر بعقلية المتداول المثالية فإن الجميع على بعد مسافة نفسية معينة عن تلك العقلية ,
بتعبير آخر :الجميع يبدأ ببرمجة معطوبة (( الجميع يبدأ التداول بطريقة تفكير غير صحيحة )),
أنا أستخدم مصطلحات مثل تكات أو درجات لأشير إلى هذه المسافة النفسية التي يبعدها المتداول عن العقلية المثالية ,
ولكن هذه المصطلحات لاتحدد المسافة بالضبط , لذلك كمثال أقول أن العديد منكم سيرى أنه على بعد درجة واحدة عن عقلية المتداول المثالية , ولكن هذه الدرجة الواحدة تمثل الصورة الخاطئة التي لديك عن حقيقة المتاجرة ,
ولكن بينما تتأمل بعض الأفكار الواردة في هذا الكتاب فإن وجهة نظرك قد تتغير ,
وبالعودة لإستخدام التشبيه السابق (تشبيه الشيفرة البرمجية) , فالتحول في وجهة نظرك هو بمثابة إيجاد السطر البرمجي الخاطئ ثم تصحيحه ,
الناس عادة يصفون هذا النوع من التغيير في العقل الداخلي بعبارة " آها " أو " وجدتها " , أو كأن الأضواء أنارت فجأة ,
الجميع مر بهذه التجربة وهناك بعض الصفات المشتركة بينهم ,
حيث نشعر بالبداية بالإختلاف , حتى أن العالم يبدو مختلفا بالنسبة لنا وكأنه قد تغير فجأة , وعادة مانقول في لحظة الإدراك هذه : لماذا لم تخبرني بهذا سابقا ؟؟
أو لقد كان ذلك أمام عيني طوال الوقت ولكني لم أره , أو لقد كان الأمر بسيطا جدا كيف لم أره !!
هناك ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام تتعلق بلحظة " آها وجدتها " وهي أنه أحيانا وخلال لحظة واحدة نشعر بأن هذا الجزء الجديد من شخصيتنا كان بالأساس موجودا فينا ,
حتى أنه يصبح من الصعب جدا علينا أن نصدق أننا كنا سابقا بالشكل الذي كنا عليه قبل أن نمر بهذه اللحظة .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:

xm    xm

 

 

السلام عليكم
موضوع جميل جدا ومميز
تسلم يداك على المشاركة الطيبة
وبالتوفيق يا رب
 

xm    xm

 

 

السلام عليكم
موضوع جميل جدا ومميز
تسلم يداك على المشاركة الطيبة
وبالتوفيق يا رب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يسلمك اخي الكريم واضحى مبارك لك وللجميع
بالتوفيق
 

xm    xm

 

 

-2-

بإختصار , أنت أساسا قد يكون لديك بعض المعرفة عما تحتاجه لتكون متداول ناجح بإستمرار ,
ولكن علمك بشيء لايجعله تلقائيا جزء وظيفي من حقيقيتك , فالمعرفة ليس بالضرورة أن تكون معتقد .
لايمكنك الإفتراض بأن تعلّم شيء جديد و الموافقة عليه هو مثل الإيمان به لدرجة أن تتصرف بناء عليه .
إذا أخذنا عميلي الذي يخاف من الثعابين كمثال ,
إنه يدرك بالتأكيد أن الثعابين ليست جميعها خطيرة ,
كما أن تعلُّم التمييز بين تلك التي تشكل خطرا منها وتلك التي لاتشكل أي خطر لن يكون أمرا صعبا ,
ولكن هل سيتعلم عميلي فجأة كيف يجعل من تمييزه بين النوعين سببا كي لايخاف من النوع غير الخطير ؟
هل يمكننا الإفتراض أن معرفته هذه ستصل به إلى مستوى داخل عقله بحيث يتعامل مع الثعابين بدون خوف أو جمود ؟
كلا لايمكننا إفتراض ذلك .
إن نقطة معرفته أن بعض الثعابين ليست خطرة و نقطة خوفه من الثعابين , هاتين النقطتين موجودتان جنبا إلى جنب داخل عقله ويناقض أحدهما الآخر .
يمكن لك أن تواجهه مع أحد الثعابين ويمكن له أن يؤكد لك معرفته أن هذا الثعبان ليس خطيرا ولن يؤذيه , ولكن في نفس الوقت سيكون صعبا جدا عليه أن يلمسه حتى لو أراد ذلك .
هل هذا يعني أنه محكوم عليه أن يبقى خائفا من الثعابين طيلة حياته ؟؟؟ فقط إذا أراد هو ذلك .
إنها فعلا مسألة إرادة .
طبعا من الممكن له أن يحيّد خوفه , ولكن عليه أن يعمل لتحقيق ذلك , و العمل لتحقيق أي شيء يتطلب حافزا كافيا ,
الكثير منا يعاني مما يعرف بالمخاوف غير المنطقية , و نحن نختار أن نعيش مع مخاوفنا هذه , ببساطة لأننا لانريد أن نعيش التعب النفسي اللازم للتغلب على هذه المخاوف .
في هذا المثال التناقض واضح و مكشوف , ولكن خلال سنوات عملي الطويلة مع المتداولين كشفت العديد من التناقضات النمطية والصراعات التي تحيط بقضية المخاطرة و المسؤولية ,
حيث أن إحتفاظك بمعتقدين أو أكثر من المعتقدات المتناقضة يمكن له بسهولة أن يزيل نواياك الإيجابية لتكون ناجحا , مهما كان حافزك لذلك كبيرا , المشكلة أن جميع هذه التناقضات غير واضحة , على الأقل ليس من الوهلة الأولى ,
وعلى الرغم من ذلك فالمعتقدات المتناقضة ليست هي المشاكل الوحيدة ,
ماذا عن إصرارك على مقولة " أنا مخاطر " والتي يفترض المتداولون أنها مترسخة على مستوى عميق من إيمانهم , بينما في الحقيقية فإن الديناميكية الكامنة وراء فهمهم للسوق تشير إلى أنهم يفعلون أي شيء لتجنب المخاطرة .
معتقداتك المتناقضة ووعيك الغير وظيفي يمثلان شيفرة برمجية خاطئة في عقلك , هذه الشيفرة تدمر تركيزك وقدرتك على تحقيق أهدافك ,
هذه الشيفرة تجعل الأمر يبدو و كأن إحدى قدميك على دواسة البنزين والأخرى على الفرامل ,
هذه الشيفرة تجعلك تتداول بغموض بطريقة تكون صعبة ولكن ممتعة في البداية , ولكن في نهاية الأمر تتحول إلى غضب صرف .
عندما كنت في الجامعة في أواخر عام 1960 كان أحد أفلامي المفضلة فيلم " لووك صاحب اليد الدافئة "
من بطولة " بول نيومان " كان فيلما مشهورا وقتها لذلك أنا واثق أن العديد منكم قد شاهده في عرض منتصف الليل ,
لووك كان عضوا في سلسلة عصابات جورجيا , بعد أن هرب وألقي القبض عليه للمرة الثانية , كان السجان والحراس مصممين على عدم السماح للووك أن يسخر منهم للمرة الثالثة , فأثناء إجباره على القيام بالكثير من الاعمال المجهدة بدون راحة , وأثناء ضربه بشكل متقطع ظلوا يسألونه " هل عدت إلى صوابك الآن يا لووك ؟؟ " ,
وفي نهاية المطاف بعد معاناة كبيرة أخبر لووك زعماء السجن أنه عاد إلى صوابه , ولكنهم أخبروه أنه في حال لم يعد إلى صوابه وحاول الهرب مرة أخرى فإنهم سيقتلونه حتما .
بالطبع لووك حاول الهرب مرة أخرى فنفذ الحراس وعدهم و قتلوه ,
إن العديد من المتداولين هم مثل لووك سواء أدركوا ذلك أم لا , فهم يصرّون على طريقتهم و يحاولون أن يهزموا السوق , وبالنهاية يُقتلون ماديا ونفسيا .
هناك طرق لامتناهية مرضية وأكثر سهولة للحصول على ماتريده من السوق , ولكن أولا يجب أن تكون لديك إرادة " لكي تعود إلى صوابك " .

نهاية الفصل 4 .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى