
انخفضت الأسهم مجدداً، الاثنين، بعد أسبوع تداول سلبي آخر لوول ستريت، حيث لم يتلقَّ المستثمرون سوى بوادر ضئيلة على تقدم محادثات التجارة العالمية، فيما صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من هجومه على رئيس الفدرالي جيروم باول.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي نحو 1.051 نقطة، أي بنسبة 2.7%. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.8%، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.1%.
بالنسبة لأسهم الشركات، انخفضت أسهم تسلا بنسبة 7%، بينما انخفضت أسهم إنفيديا بنسبة 5%. وتراجعت أسهم AMD وMeta Platforms وأمازون بنسبة 4% تقريباً.
لم ترد أي أنباء عن أي تقدم في أي صفقات تجارية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثر سلباً على ثقة المستثمرين. بل على العكس، يبدو أن التوترات مع الصين قد ازدادت، حيث حذرت بكين الدول الأخرى من إبرام أي صفقة مع الولايات المتحدة من شأنها أن تضر بالصين.
تأتي هذه التحركات بعد أن سجل كل من المتوسطات الرئيسية الثلاثة انخفاضاً أسبوعياً ثالثاً خلال أسابيع التداول الأربعة الماضية. انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5% الأسبوع الماضي، في حين خسر مؤشر داو جونز وناسداك أكثر من 2% لكل منهما.
أثّر تزايد القلق بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على وول ستريت مؤخراً. وانخفضت المؤشرات الرئيسية بنحو 7% منذ 2 أبريل، عندما أعلن ترامب عن فرض مجموعة من الرسوم على الواردات من دول أخرى.
استقلالية الفدرالي على المحك
خلال عطلة نهاية الأسبوع، صرّح رئيس الفدرالي الأميركي في شيكاغو، أوستن غولسبي، في مقابلة مع شبكة سي بي إس، بأن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى "تراجع" النشاط الاقتصادي الأميركي بحلول الصيف.
يأتي ذلك في أعقاب تعبير رئيس الفدرالي جيروم باول يوم الأربعاء عن قلقه من أن الرسوم التي فرضها الرئيس قد تُصعب على البنك المركزي السيطرة على التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي.
كما أثّرت التساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي على الأسهم. فقد دعا ترامب يوم الخميس الفدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، بل وألمح إلى إمكانية "إقالة" باول. ويوم الجمعة، صرّح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت بأن الرئيس وفريقه يدرسون إمكانية إقالة باول.
كتب آدم كريسافولي من فايتال نولدج: "يواجه المستثمرون مصدراً جديداً للقلق الكلي: تهديدات ترامب لاستقلال الاحتياطي الفيدرالي".
وأضاف: "يرتبط هذا التهديد بحرب ترامب التجارية، حيث يضطر باول وزملاؤه إلى البقاء على الحياد نظراً لاحتمال ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من تقلبات السوق الأخيرة وتزايد مخاطر تراجع النمو".
وكتب كريسافولي: "يشير التراجع المتزامن في الأسهم والدولار الأميركي وسندات الخزانة إلى أن حرب ترامب التجارية قد أطلقت شرارة نزوح جماعي من الأصول المالية الأميركية، وهو نزوح لا يمكن لأي قدر من التفاوض عكسه".
في ظل هذه التقلبات، انخفض مؤشر الدولار بأكثر من 1% إلى 98.13. وقد دفعت هذه الخطوة أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. وارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بالمعدن النفيس بنسبة 2.4% لتتجاوز 3400 دولار للأونصة.
تراجعت أسهم شركة السيارات الكهربائية بنحو 6.88% بعد أن خفض باركليز سعرها المستهدف لسهم تسلا، مشيراً إلى "غموض" في نتائج أرباح الربع الأول.