ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات جلسة يوم الأربعاء التاسع من أبريل/ نيسان، وذلك بعد أيام من التقلبات في وول ستريت، وسط إعلانات من الصين والاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأميركية في أحدث تصعيد للتوترات التجارية العالمية.
وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7%، كما صعد مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 1.7%. وزاد مؤشر Dow Jones الصناعي بمقدار 98 نقطة، أي ما يعادل 0.3%.
في وقت سابق من اليوم، أعلنت الصين أنها ستفرض ضريبة بنسبة 84% على السلع الأميركية ابتداءً من يوم الخميس. يأتي هذا بعد أن دخلت الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 104% على الواردات من الصين حيز التنفيذ بعد منتصف الليل بقليل. كما وافق الاتحاد الأوروبي على أول مجموعة من الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة، والمقرر أن تبدأ في 15 أبريل.
أيضاً دخلت الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من دول أخرى حيز التنفيذ. أعادت كندا يوم الثلاثاء تأكيد خططها لتطبيق رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على المركبات الأميركية الصنع. ويشمل ذلك المركبات غير المتوافقة مع اتفاقية "الولايات المتحدة - المكسيك - كندا"، بالإضافة إلى المركبات غير الكندية وغير المكسيكية المجمعة بالكامل والمتوافقة مع الاتفاقية والتي تم إحضارها إلى كندا من الولايات المتحدة.
ربما شعر بعض المتداولين بالتفاؤل إزاء تصريح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأنه سيتولى دوراً تفاوضياً رئيسياً في محادثات الرسوم الجمركية. وتفضل وول ستريت دوراً أكبر لبيسنت على وزير التجارة هوارد لوتنيك أو مستشار البيت الأبيض للتجارة بيتر نافارو.
بعد افتتاح السوق يوم الأربعاء بفترة وجيزة، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستثمرين على التزام الهدوء في منشور على منصة "Truth Social" للتواصل الاجتماعي التابعة له. وأضاف ترامب أيضاً: "هذا وقت مثالي للشراء".
أدى القلق بشأن بدء تطبيق الرسوم الجمركية إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم استمر أربعة أيام. استمر التقلب يوم الثلاثاء، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 4% في وقت ما خلال الجلسة قبل أن ينهيها بتراجع 1.6%. وصعد مؤشر Dow Jones، بنسبة 3.9% عند أعلى مستوى له خلال الجلسة، لكنه انخفض بنسبة 0.8% عند نهاية التداول.
وقالت كبيرة استراتيجيي السوق في BMO Private Wealth، كارول شليف: "تشير الأسواق إلى وجود مشترين ينتظرون بفارغ الصبر أي بوادر أخبار إيجابية بشأن الرسوم الجمركية، كما رأينا في تحركات التداول خلال هذا الأسبوع. وبينما أعيد ضبط التقييمات، لا يستطيع المستثمرون الجزم بما إذا كانت قد عادت (الأسهم) إلى المستويات الصحيحة".
وأضافت شليف: "لا توجد استراتيجية جديدة للعمل - فقد ابتكر الرئيس ترامب لعبة جديدة كلياً، ولم يُزود اللاعبون - المستثمرون - بأي استراتيجية".
على مدار جلسات التداول الأربع السابقة، خسر مؤشر Dow Jones أكثر من 4500 نقطة، بينما تكبد مؤشر S&P 500 خسارة بنسبة 12%. وتراجع مؤشر Nasdaq المركب بأكثر من 13% خلال تلك الفترة.
ومما زاد من مخاوف وول ستريت ارتفاع غير معتاد في عوائد سندات الخزانة، وذلك مع زيادة العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس ليصل إلى 4.37% يوم الأربعاء.
وجاء ذلك بعد أن وصل العائد على السندات أجل 10 سنوات في وقت سابق من الأسبوع إلى أدنى مستوى له عند أقل من 4%.