ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة بعدما استوعبت وول ستريت تقريرًا أقوى من المتوقع للوظائف غير الزراعية لشهر أبريل، مما وضع مؤشر S&P 500 على مسار أطول سلسلة مكاسب له منذ أكثر من عقدين.
وصعد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7%، ليواصل سلسلة ارتفاعاته لليوم التاسع على التوالي، وهي أطول سلسلة مكاسب له منذ نوفمبر 2004 إذا أغلق على ارتفاع.
وقفز مؤشر داو جونز الصناعي 421 نقطة، أو ما يعادل 1%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.9%.
وأظهرت البيانات نمو الوظائف غير الزراعية بمقدار 177,000 وظيفة خلال الشهر الماضي، متجاوزة توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت "داو جونز" آراءهم وكانوا يتوقعون 133,000 وظيفة فقط، رغم أن الرقم لا يزال أقل من الزيادة المسجلة في مارس والبالغة 228,000 وظيفة. وبلغ معدل البطالة 4.2%، بما يتماشى مع التوقعات.
ويعد تقرير الوظائف الأخير ضمن سلسلة بيانات اقتصادية صدرت هذا الأسبوع، من بينها تقرير الناتج المحلي الإجمالي الذي أظهر انكماش الاقتصاد بمعدل سنوي قدره 0.3% خلال الربع الأول. كما جاءت بيانات التوظيف في القطاع الخاص من شركة ADP ضعيفة، في حين ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 241,000، متجاوزة التوقعات.
وقال كريس زاكاريلي، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة نورثلايت لإدارة الأصول: "تنفست الأسواق الصعداء هذا الصباح بعد صدور بيانات وظائف أفضل من المتوقع. ورغم استمرار المخاوف من الركود في الخلفية، فإن ديناميكية ’الشراء عند التراجع‘ قد تستمر – على الأقل حتى تنتهي مهلة وقف الرسوم الجمركية."
وأضاف: "لقد رأينا بالفعل كيف يمكن للأسواق المالية أن تتفاعل إذا مضت الإدارة قدمًا في خطة الرسوم الجمركية الأولية، لذلك ما لم تغير مسارها في يوليو عند انتهاء المهلة البالغة 90 يومًا، فقد نشهد حركة سوقية مشابهة لما حدث في الأسبوع الأول من أبريل."
وكان المستثمرون متفائلين بالفعل قبل صدور تقرير الوظائف، بعدما أعلنت الصين أنها تدرس إمكانية بدء مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، شددت السلطات الصينية على ضرورة أن تزيل واشنطن جميع الرسوم الأحادية، مشيرة في بيان إلى أن "الولايات المتحدة إذا أرادت التفاوض، فعليها أن تُظهر الجدية وتستعد لتصحيح ممارساتها الخاطئة وإلغاء الرسوم الأحادية."
كما تابعت وول ستريت نتائج أرباح شركتين من أعضاء "السبعة العظماء". فقد تراجعت أسهم آبل بنسبة 4% بعد أن جاءت إيرادات خدماتها في الربع الثاني من سنتها المالية دون توقعات المحللين. وقالت الشركة إنها تتوقع ارتفاع تكاليفها بمقدار 900 مليون دولار خلال الربع الحالي بسبب الرسوم الجمركية. أما أمازون، فقد بقيت أسهمها مستقرة تقريبًا رغم نتائج فصلية فاقت التوقعات، لكنها قدمت توجيهات حذرة أشارت فيها إلى "الرسوم والسياسات التجارية" كعوامل مؤثرة.
وقد أعلنت نحو ثلثي الشركات المدرجة في S&P 500 نتائجها حتى الآن، حيث تجاوزت أرباح 76% منها التوقعات، بحسب بيانات شركة FactSet.
وحتى الآن، تتجه المؤشرات الثلاثة الكبرى نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث من المتوقع أن يرتفع S&P 500 بنسبة 1.4%، في حين يتجه داو لتحقيق مكاسب بنسبة 1.6%، وناسداك بنسبة 1.9% منذ بداية الأسبوع.