تحركات حذرة في السوق الآسيوية قبيل صدور بيانات أمريكية

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
2,099
الإقامة
Turkey
1764754776868.png

تحركت الأسهم الآسيوية في نطاقات ضيقة اليوم الأربعاء، مقتفية أثر وول ستريت، مع استمرار توخي المستثمرين للحذر قبيل صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

تلاشى الارتفاع المبكر بنسبة 0.3% في مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم المنطقة، مع تراجع أداء الأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ. وواصل قطاع العملات المشفرة نشاطه، إذ صعدت بتكوين للجلسة الثانية مقتربة من مستوى 94 ألف دولار، مواصلة تعافيها بعد موجة البيع المسجلة يوم الاثنين.

تحركات الأسهم الفاترة أظهرت أن المعنويات لا تزال هشّة قبيل قرارات أسعار الفائدة المرتقبة هذا الشهر لكل من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك اليابان. ومن المقرر صدور تقرير "إيه دي بي" (ADP) لوظائف القطاع الخاص لشهر نوفمبر، إلى جانب بيانات مؤشر أسعار الواردات والإنتاج الصناعي لشهر سبتمبر، وذلك في وقت لاحق من اليوم الأربعاء. كما سيصدر يوم الجمعة تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر — وهو مقياس التضخم المفضل للفيدرالي — بعدما تأجل لفترة طويلة.
وقالت هيبي تشين، المحللة في شركة "فانتج ماركتس" (Vantage Markets) في ملبورن: "الأجواء بالتأكيد ليست صافية بما يكفي لتحقيق صعود واسع النطاق. يظل المتداولون في حالة ترقب لبيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي المنتظرة، والتي ستُسهم في تشكيل قرار الفيدرالي، إلى جانب جدول مزدحم باجتماعات البنوك المركزية. ومع انتظار كل هذه الإشارات المحورية، يُفضّل المستثمرون اتخاذ موقف أكثر تحفظاً بدلاً من الإقبال على المخاطر في هذه المرحلة".

تراجع الطلب في الصين

رغم تراجع المؤشر الإقليمي القياسي، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا وأشباه الموصلات الآسيوية مقتفية أثر نظرائها في الولايات المتحدة، بعدما أضافت تصريحات "مارفيل تكنولوجي" عن توقعات إيرادات وحدة مراكز البيانات بعد الإعلان عن النتائج المالية مزيداً من التفاؤل تجاه تداول أسهم الذكاء الاصطناعي.

في الوقت نفسه، انخفض مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ بأكثر من 1%، بعد أن أظهر مسح خاص توسع نشاط الخدمات في الصين بأبطأ وتيرة منذ خمسة شهور في نوفمبر، ما يقدم مزيداً من الإشارات على تراجع الطلب الاستهلاكي

تراجعت الروبية الهندية مع استمرار تأثر المعنويات بتأخر إبرام اتفاق تجاري حاسم مع الولايات المتحدة وأسهم عدم تدخل البنك المركزي بشكل قوي خلال الأسابيع الماضية، فضلاً عن التدفقات الخارجة للاستثمار الأجنبي من الأسهم في الخسائر، بحسب محللين. ويترقب المتعاملون حالياً قرار بنك الاحتياطي الهندي بشأن السياسة النقدية في الخامس من ديسمبر، بحثاً عن تصريحات من محافظ البنك سانجاي مالهورتا عن العملة المحلية.


على صعيد آخر، ارتفعت أسعار الفضة إلى مستوى قياسي مع رهانات مُضاربة من المتعاملين على استمرار شح الإمدادات وخفض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة، وارتفع الذهب أيضاً. ولم يطرأ على سعر خام غرب تكساس الوسيط تغير يُذكر مع تقييم المتعاملين لآفاق إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا، فيما استمرت الهجمات على أصول الطاقة الروسية.

انقسام كبير في "الفيدرالي" حول مسار أسعار الفائدة

بينما يترقب المستثمرون صدور أحدث التقارير الاقتصادية قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، أشار الرئيس دونالد ترمب إلى اعتزامه الإعلان عن الرئيس الجديد للبنك المركزي في أوائل 2026. ويضغط ترمب على الاحتياطي الفيدرالي منذ شهور لخفض أسعار الفائدة، وسيمنح تعيين خلف لجيروم باول- الذي تنتهي مدة شغله منصب رئيس البنك في مايو- الرئيس الأميركي أكبر فرصة تتاح حتى الآن لإعادة تشكيل المؤسسة.

نادراً ما شهد البنك المركزي الأميركي هذا القدر من الانقسام بشأن خطته لأسعار الفائدة على المدى الطويل، فبعد خفضها بأكثر من نقطة مئوية، بات مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يتساءلون عن النقطة التي عليهم التوقف عندها، ويكتشفون تزايد الخلافات بشكل غير مسبوق.

خلال العام الماضي، أو نحو ذلك، سجلت توقعات مآل أسعار الفائدة في النهاية أكبر تباين منذ 2012 على الأقل، عندما بدأ مسؤولو البنك المركزي الأميركي في نشر توقعاتهم، ما غذى انقساماً علنياً غير مسبوق حول احتمال إجراء خفض آخر الأسبوع المقبل، وما سيأتي بعدها.

تراجع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري 0.1% الأربعاء، متجهاً إلى تسجيل تراجع لليوم الثاني، بينما استقرت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.

وقال نك تويديل، كبير المحللين لدى "إيه تي غلوبال ماركتس" (AT Global Markets) في سيدني، إن "البيانات الأميركية التي ستصدر خلال الأيام المقبلة قد تثير الشك في توقعات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة التي طال انتظارها. ومع ميل التوقعات بشدة إلى كفة التيسير النقدي، تكمن المخاطر على الأسواق في أن أي اتجاه صعودي مفاجئ في البيانات قد يؤدي إلى موجة تصحيح في المدى القريب".
 
عودة
أعلى