الهند والصين تمتصان فائض نفط الشرق الأوسط

jawad ali

عضو نشيط
المشاركات
2,013
الإقامة
Turkey
1763380578293.png

قد تكون المخاوف المرتبطة بفائض المعروض قد هيمنت على أسواق النفط العالمية بالفعل، إلّا أن المنتجين وجدوا بعض الدعم من مشتريات الصين والهند التي حفزتها موجة من العقوبات الأميركية على الطاقة الروسية.

أوضح تجار تحدثوا شرط عدم ذكر أسمائهم لعدم تخويلهم بالتصريح للإعلام، أن شحنات النفط الخام، لا سيما القادمة من الشرق الأوسط الذي شهد فائضاً مؤقتاً في المعروض، وجدت مشترين، مضيفين أن الفائض السابق من الشحنات غير المبيعة، بما فيها التابعة لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، لم يعد قائماً الآن.


معاناة سوق النفط

هبط خام برنت العالمي بنسبة 15% منذ بداية العام، ليصبح واحداً من أسوأ السلع أداء. وتزامن هذا التراجع مع قيام تحالف "أوبك بلس" بزيادة الحصص، إلى جانب إضافة المنتجين خارج التحالف المزيد من الإمدادات. كما توقعت وكالة الطاقة الدولية وصول الفائض إلى مستوى قياسي، وفي إشارة إلى هشاشة السوق، تراجع أقرب عقدين للخام الأميركي ليدخلا في حالة "كونتانغو"، وهو نمط هبوطي.

في الوقت نفسه، شددت واشنطن الخناق على تدفقات الخام الروسي، وكذلك على المشترين الرئيسيين له، في محاولة لزيادة الضغط على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. وكانت الخطوة الأبرز فرض عقوبات على كبار الموردين "روسنفت" و"لوك أويل". كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد إنه "لا يمانع" مشروع قانون في مجلس الشيوخ لإدراج الدول التي تتعامل تجارياً مع روسيا في القائمة السوداء.

شحنات النفط من الشرق الأوسط

في الشرق الأوسط، قال التجار إن الشحنات التي بقيت دون مشتر في بداية نوفمبر من دورة التداول السابقة وجدت في نهاية المطاف طلباً في آسيا. وشمل ذلك عدداً كبيراً من شحنات خام "حقل زاكوم العلوي" الإماراتي، فضلاً عن كميات إضافية من الكويت بعد تعطل مصفاة الزور.

وفقاً للتجار، اشترت عدد من المصافي الصينية تلك الشحنات، في حين زادت شركات التكرير الهندية مشترياتها بشكل طفيف عبر سلسلة من المناقصات، حيث اشترت "بهارات للبترول" مجموعة من الدرجات النفطية من الشرق الأوسط وأفريقيا الغربية والولايات المتحدة، بينما اشترت شركة "إتش بي سي إل-ميتال إنرجي" بعض شحنات خام "الشاهين" القطري


مانوج هيدا، المدير التنفيذي للتجارة الدولية في شركة "بهارات للبترول" المملوكة للدولة قال خلال مؤتمر صناعي إنه "هناك الكثير من الإمدادات في السوق، لكن مراكز الطلب تقتصر على الصين والهند".

مؤشرات سوق النفط

هذا النشاط ساعد في بقاء سوق الشرق الأوسط قوياً نسبياً مقارنة بالمناطق الأخرى، مع اعتماد المستوردين الآسيويين الرئيسيين على مورديهم من الخليج. يعكس ذلك أن مقاييس السوق، بما فيها ما يعرف فارق السعر بين عقود خامي برنت ودبي الأقرب أجلاً وفارق "برنت-دبي إي إف إس"، جاءت سلبية الأسبوع الماضي، ما دفع خام برنت المعياري عالمياً للتداول على خصم نادر مقارنة بدبي.

مع ذلك، لا توجد أسباب كبيرة للتفاؤل، إذ تم تداول شحنات الشرق الأوسط بأسعار أخذة في الانخفاض. فقد شهدت درجات مثل خام عمان و"زاكوم العلوي" و"مربان" تضييق الفروقات السعرية بينها وبين مؤشر دبي مع مرور الشهر، وفقاً لبيانات "جنرال إندكس".

في مناطق أخرى، يشهد غرب أفريقيا تباطؤاً مع تراجع عام في الفروقات السعرية. لكن، كما هو الحال في الشرق الأوسط، لا تزال الأسواق تستوعب الشحنات، بحسب التجار، حيث اشترت المصافي الهندية والإندونيسية 11 شحنة أواخر الأسبوع الماضي، بينما اشترى الصينيون كميات أكبر من المنطقة، وكذلك أميركا اللاتينية.

أما في المناطق التي لا تعتمد عادة على مصافي الصين والهند لشراء الخام، فيتجلى الضعف بشكل أوضح. ففي سوق بحر الشمال، حيث يُسعّر خام برنت، كان هناك بيع كثيف خلال نافذة تداول رئيسية. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يبلغ متوسط تحميلات 13 درجة رئيسية نحو 2.1 مليون برميل يومياً في ديسمبر، وهو أعلى مستوى في ثمانية أعوام، وفقاً لبرامج تحميل جمعتها بلومبرغ.
 
عودة
أعلى