تمر أسواق الأسهم تاريخيا بشهر صعب خلال سبتمبر، وهو الأمر المتوقع في 2023، خاصة أنه يعتبر من الأسوأ عادة في “وول ستريت”.
ورغم هذه التوقعات فإن هناك عددا من الاستراتيجيين في أحد أكبر بنوك “وول ستريت” متفائلون بأن محافظ المستثمرين قد تشهد عوائد إيجابية خلال بقية العام وما بعده.
سجلت الأسهم العالمية ثاني أسوأ شهر لها هذا العام في أغسطس، مع انخفاض إجمالي مؤشرات “MSCI” العالمية بنسبة 2.96%، وفقًا لبيانات “مجموعة بورصة لندن”.
وتأثرت معنويات المستثمرين في الفترة الأخيرة بارتفاع عوائد السندات وسط توقعات بأن أسعار الفائدة ستحتاج إلى البقاء مرتفعة لفترة أطول بسبب البيانات الاقتصادية الأخيرة، إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم الصين.
أدى هذا إلى بداية خفيفة لتداولات سبتمبر، لكن تشير استراتيجية الاستثمار العالمي في بنك “جي بي مورغان” ماديسون فالر، في مذكرة بحثية بحسب تقرير لـ “CNBC” الأميركية اطلعت عليه “العربية.نت”، إلى أنه لا يزال هناك إمكانية لأن ينتهي عام 2023 بقوة.
“بعد ركود الأسهم في أواخر الصيف، قد توفر التقييمات الحالية فرصة أخرى لإعادة الانكشاف على الأسهم، خاصة بالنسبة لتلك التي لم ترتفع بنفس القدر هذا العام”.
وأشارت أيضًا إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة حاليًا، مع قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق 5.25% – 5.50% في يوليو، توفر “فرصة جيدة للاستثمار في السندات والمزيد من الحماية ضد أي ارتفاعات غير متوقعة”.
في المقابل، حذر ديفيد كيلي من بنك “جي بي مورغان” لإدارة الأصول من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخاطر بدفع المستهلكين الأميركيين إلى “مكان خطير إذا رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بينما يتباطأ التضخم بالفعل”.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة “جاكسون هول” الأخيرة أن العمل على خفض التضخم لم يتم إنجازه، ولكن التباطؤ الحاد في مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي والاقتصاد المرن أدى إلى تغذية التوقعات بتثبيت المعدلات مرة آخر في اجتماع هذا الشهر.
كما أظهر تقرير اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يطلق عليه الـ “BEIGE BOOK” تباطؤ النمو الاقتصادي وسوق الوظائف في يوليو وأغسطس الماضيين.
وتوقع التقرير أن يستمر تباطؤ النمو في الأجور على نحو واسع على المدى القريب في السوق الأميركية.
وأشار التقرير إلى أن قطاع الاستهلاك ما زال قويا خاصة في الإنفاق على السفر والخدمات على الرغم من بقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
يعتبر سبتمبر أسوأ شهر بالنسبة للأسهم الأميركية، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 3.2% في المتوسط خلال سبتمبر خلال السنوات الخمس الماضية. وقد تراجع بأكثر من ذلك في السنوات الثلاث الماضية. كان أحد أسوأ أشهر سبتمبر في العصر الحديث هو الأخير (سبتمبر 2022)، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 9.3%.
ويبقى الرقم القياسي لأسوأ شهر سبتمبر على الإطلاق هو الانخفاض بنسبة 11.9% في سبتمبر 1974.
وبحسب دراسة تابعة لـ”CFRA”، اطلعت عليها “العربية.نت”، حول أداء الأسهم تاريخيا، فإن شهر سبتمبر هو في الواقع الشهر الوحيد من العام الذي يحقق فيه مؤشر ناسداك المركب متوسط عائد سلبيا”.
سيجتمع مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر، وتتوقع أسواق العقود الآجلة عدم وجود أي فرصة تقريباً لرفع سعر الفائدة، مما يترك سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بين 5.25% إلى 5.5%. وفي الوقت نفسه، أظهرت عقود المبادلة أن الرهانات على رفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ارتفعت إلى 60%.
وحتى الآن، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 10 مرات متتالية قبل أن يتوقف في يونيو ثم يستأنف مرة أخرى في يوليو بزيادة ربع نقطة مئوية.