sef

عضو نشيط

xm    xm

 

 

عندما تتعرض سوق الأسهم لهزات قوية وتقلبات حادة، يتسابق الكثير من المستثمرين لبيع حيازاتهم في أقرب وقت، للحد من الخسائر المحتملة وللحفاظ على قيمة أصولهم، في ظاهرة تُسمى "البيع الهلعي" أو "هلع البيع"، إلا أن الحكمة في بعض الأوقات تستدعي مراقبة خوف الآخرين في هدوء، وتوظيفه بالشكل الأمثل.
تحدث موجات البيع الهلعي دون تقييم من المستثمرين لظروف سوق الأسهم، وإنما تعتمد بشكل أكبر على المشاعر والمعنويات، إذا تدفعهم الأحداث السيئة المحيطة إلى الخروج من السوق سريعًا دون النظر إلى السعر أو التكلفة.
كما أن الخوف بشأن قطاع معين يقود السوق أحيانًا إلى الذعر، خوفًا من أن يتسبب هذا القطاع في تراجع جماعي للأسهم، فمع استمرار البيع تنخفض الأسعار، ومع تراجع الأسعار تتزايد عمليات البيع، وفي النهاية تتسبب في انهيار السوق، كما حدث في بورصة "وول ستريت" عام 1987.
ومن أبرز أمثلة البيع الهلعي، ما حدث للعملات الرقمية في مطلع هذا العام، عندما فقد السوق أكثر من 600 مليار دولار من قيمته، بعد أن تجاوزت 800 مليار دولار في نهاية عام 2017، إلا أن الأصول الافتراضية ليست السوق المضطرب الوحيد في 2018، فالمعادن هي الأخرى هبطت بشكل حاد، والأسهم صارت متقبلة باستمرار، وأسعار السندات انخفضت مع زيادة العائدات بدفع من زيادة الفوائد.
في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون هذه المؤشرات سلبية وتدعو للتشاؤم، يرى فيها المستثمرون الناجحون فرصًا عظيمة لزيادة ثرواتهم من خلال شراء الأصول بأقل من قيمتها الحقيقية، فبحسب موقع "بلوك دلتا" المهتم بأخبار التكنولوجيا والاقتصاد، فإن الربع الثالث من العام الجاري قد ينظر إليه في يوم من الأيام باعتبار أنه كان من أفضل هذه الفرص.
تتحرك معنويات المستثمر العادي برتابة شديدة، فمع ارتفاع أسعار الاصول يظن أن عليه اتخاذ إجراء فوري للاستفادة من هذه القيم المرتفعة، وإذا انخفضت يظن أن عليه اتخاذ إجراء فوري أخر، وهذه المرة سيكون بالبيع السريع، خوفًا من الخسارة، وهذه الاستراتيجية لا يعمل بها إلا الخاسرون.
فخلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة، استطاع المستثمرون الذين حافظوا على تماسكهم في بورصة "وول ستريت" استرداد قيمة جميع خسائرهم، ليس ذلك فقط بل أصبحوا أكبر المستفيدين من أطول سوق صاعد شهدته الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها، بحسب ما ذكرت "سي إن بي سي".
ومن جانبها، قالت "باتريشيا تشادويك" مؤسسة "رافنجيت بارتنرز" للاستشارات المالية والاقتصادية خلال حديثها مع "سي إن بي سي" عام 2010، إن البيع الهلعي بالنسبة لها فرصة لشراء الأسهم، وأنها تعتقد فقط أن المستثمرون يحصلون على عدد قليل من مثل هذه الفرص.
عند حدوث تقلبات في سوق الأسهم، وعندما تبدأ موجة البيع الهلعي، يقوم المستثمر الناجح بانتقاء الأسهم حسنة الأداء، والتي ستكون مقيمة في هذه الحالة بأقل مما تستحق، ثم يطبق نهج الملياردير "وارن بافيت "الشراء والإبقاء لمدة طويلة"، كما أن هناك عبارة شهيرة يتم تداولها بين المستثمرين وهي "اشتر الخوف وبع الطمع".
وبمرور الوقت ستختفي أسباب الذعر وستنحسر موجة الخوف، وستبدأ الشركات والمستثمرين يستعيدون الثقة، وفي غضون شهور قليلة ستبدأ الأسهم في استعادة قيمتها الحقيقة، وهنا ستتحول الأسهم الخاسرة إلى أسهم رابحة.