- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
اصطدم المجتمع الدولي هذا الأسبوع ببوادر حرب باردة جديدة على وشك الحدوث و لكن هذه المرة بين أكبر قوتين في الشرق الأقصى بأكمله، بين الصين و اليابان و التوقعات و الأسئلة تنهمر بين الجميع حول تأثير ذلك على مختلف النواحي سواء السياسية أو الاقتصادية و مدى الضرر الذي قد يلحق بالقوة الغربية و هل سنشهد تحالفات جديدة أم لا.
الصراع يأتي هذه المرة على مجموعة جزر تعرف بأرخبيل دياويو باللغة الصينية أو أرخبيل سيناكوكو باللغة اليابانية وقبل أن نتوغل في الأزمة أكثر دعنا نتعرف بشكل سريع على الموقع الجغرافي لهذه الجزر:
بداية نتناول كلمة أرخبيل، وهي مصطلح جغرافي من أصل يوناني و يعني أحد أشكال سطح الأرض والذي يرمز لأي مجموعة متقاربة ومتجاورة من الجزر وقد يكون الأرخبيل كبير أو صغير حسب مساحة الجزر المكونة له، وفي حالة أرخبيل دياويو نجد أنه من النوع الصغير بسبب صغر مساحة الجزر المكونة له و يقع على البحر شمال شرقي جزيرة تايوان بمسافة 200 كلم كما يقع على مسافة 400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا جنوب اليابان.
أهمية هذا الأرخبيل الصغير و الذي من أجله قد تنشأ حرب باردة جديدة بين عملاقي أسيا، هو احتواء الجزر الصخرية الغير مأهولة المكونة له على اكتشافات محتملة للنفط و الغاز الطبيعي بكميات كبيرة إلى جانب الثروة السمكية الكبيرة في المياه المحيطة، هذا بالإضافة إلى الهيمنة الصينية على الجذر المحيطة بها منذ الحرب العالمية الثانية و التي تعتبر أي مساس بها خط أحمر.
بدأت الأزمة بقيام الحكومة اليابانية بشراء ثلاث جزر من أرخبيل دياويو و أعلنت في العاشر من أيلول الجاري عن تأميم هذه الجزر، و من المعروف أن بكين تسيطر على هذه الجذر الأمر الذي دفع بتظاهرات كبيرة معادية لليابان في كل أنحاء الصين و أمام السفارة اليابانية و كل الشركات و المؤسسات الدبلوماسية اليابانية في الصين.
و في افتتاحية في الصفحة الأولى في جريدة People`s Daily التي تعد الجريدة الرسمية للحكومة الصينية كتبت رسالة موجهة إلى اليابان " لا تلعب بالنار على جذر دياويو " إيذاناً ببدء صراع جديد في المنطقة بين عملاقين قد يهوى بعلاقات تجارية و سياسية عملاقة بين البلدين إلى الهاوية.
المظاهرات الصينية ضد التصرف الياباني كانت من القوة و العنف بحيث اضطرت الحكومة اليابانية إلى الاستعانة بجنود القوات المسلحة الصينية للتصدي لأعمال العنف ضد المنشآت و الشركات اليابانية المتواجدة على الأراضي الصينية. كما تم إغلاق الشوارع المجاورة و المؤدية إلى القنصلية اليابانية و حلقت مروحية فوق المنطقة المتواجدة بها.
ولم يتعرض المتظاهرون للمطاعم اليابانية في العاصمة الصينية و التي أغلقت جميعا و لكن في مدن صينية أخرى هاجم المتظاهرون مطاعم يابانية بالإضافة إلى مهاجمة سيارات يابانية الصنع.
و في أول تحرك حكومي من بكين رداً على قرار التأميم للجذر من قبل اليابان، أرسلت الصين ستة سفن مراقبة في المياه المحيطة بأرخبيل دياويو لتتحرك في دوريات منتظمة في استعراض قوة أمام اليابان تهدف به إلى إثبات شرعية الصين و هيمنتها على هذه الجزر.
هذا و قد شكل رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا غرفة عمليات خاصة لمتابعة الأزمة بين البلدين و مراقبة تحركات السفن الصينية، كما استدعت طوكيو السفير الصيني شينغ يونغهوا للرد على تحرك السفن الصينية في المياه الإقليمية لليابان في مسافة تقل عن 22 كلم من إحدى جزر الأرخبيل.
الجدير بالذكر أن الجزيرة الرابعة في الأرخبيل تعد ملكاً خالصاً للحكومة اليابانية الأمر الذي شجع اليابان على شراء الثلاث جزر الأخرى من عائلة تمتلكهم لتمتلك الأرخبيل بأكمله، وقد قام عدد من الناشطون اليابانيين بالنزول على الجزر و رفع العلم الياباني، في حين طردت السلطات اليابانية ناشطون صينيون أرادوا التواجد في الجذر في محاولة لفرض الهيمنة الصينية.
في أعقاب التظاهرات الحادة المناهضة لليابان في المدن الصينية، طلبت طوكيو من الحكومة الصينية الالتزام بضمان أمن مواطنيها و بعثتها الدبلوماسية بعد التعديات التي شاهدتها القنصلية اليابانية في الصين إلى جانب الاعتداءات على الممتلكات اليابانية و الشركات و المطاعم و غيرها.
أما من وجهة النظر الدولية للأزمة فقد أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن تزايد قلقه من التوترات المتزايدة بين الصين و اليابان بشأن الجزر و دعا البلدين إلى اللجوء إلى الحل السلمي عن طريق الاستفادة من الجمعية العامة للامم المتحدة في الوصول إلى حل وسطي يرضي جميع الأطراف.
و صرح بان كي مون في مؤتمر صحفي أنه يدعو الطرفين إلى حل الخلاف بينهما بشكل سلمي عبر الحوار، إلى جانب الاستمرار في بذل الجهد لتعزيز الثقة المتبادلة و تجنب التوترات في المنطقة.
أما عن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي فقد دعا إلى تهدئة الأوضاع بين البلدين و إزالة التوترات الحالية و ذلك بعد أن التقى بوزير الخارجية الياباني أثناء جولة يقوم بها في المنطقة. و قد أعرب بانيتا عن قلقة إزاء تطور الأوضاع بهذا الشكل بين قوتين كالصين و اليابان بشكل قد يؤدي إلى أعمال عنف أو نزاع دائم بين البلدين.
هذا وقد صرح وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا أنه سيطالب السلطات الصينية مجدداً بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المصالح اليابانية على الأراضي الصينية وأضاف أن اليابان تسعى إلى احتواء الموقف و عدم التصعيد في القضية. إلى جانب أنه مستعد للاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تتأثر العلاقات بين اليابان و الصين بشكل دائم.
عزيزي القارئ كانت هذه تغطية سريعة للأحداث المتعاقبة بين كل من العملاق الياباني و العملاق الصيني على أمل أن يصل النزاع بين البلدين إلى حل سلمي بعيد عن أن أية قرارات قد تؤدي إلى التصعيد و العنف بين البلدين.
الصراع يأتي هذه المرة على مجموعة جزر تعرف بأرخبيل دياويو باللغة الصينية أو أرخبيل سيناكوكو باللغة اليابانية وقبل أن نتوغل في الأزمة أكثر دعنا نتعرف بشكل سريع على الموقع الجغرافي لهذه الجزر:
بداية نتناول كلمة أرخبيل، وهي مصطلح جغرافي من أصل يوناني و يعني أحد أشكال سطح الأرض والذي يرمز لأي مجموعة متقاربة ومتجاورة من الجزر وقد يكون الأرخبيل كبير أو صغير حسب مساحة الجزر المكونة له، وفي حالة أرخبيل دياويو نجد أنه من النوع الصغير بسبب صغر مساحة الجزر المكونة له و يقع على البحر شمال شرقي جزيرة تايوان بمسافة 200 كلم كما يقع على مسافة 400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا جنوب اليابان.
أهمية هذا الأرخبيل الصغير و الذي من أجله قد تنشأ حرب باردة جديدة بين عملاقي أسيا، هو احتواء الجزر الصخرية الغير مأهولة المكونة له على اكتشافات محتملة للنفط و الغاز الطبيعي بكميات كبيرة إلى جانب الثروة السمكية الكبيرة في المياه المحيطة، هذا بالإضافة إلى الهيمنة الصينية على الجذر المحيطة بها منذ الحرب العالمية الثانية و التي تعتبر أي مساس بها خط أحمر.
بدأت الأزمة بقيام الحكومة اليابانية بشراء ثلاث جزر من أرخبيل دياويو و أعلنت في العاشر من أيلول الجاري عن تأميم هذه الجزر، و من المعروف أن بكين تسيطر على هذه الجذر الأمر الذي دفع بتظاهرات كبيرة معادية لليابان في كل أنحاء الصين و أمام السفارة اليابانية و كل الشركات و المؤسسات الدبلوماسية اليابانية في الصين.
و في افتتاحية في الصفحة الأولى في جريدة People`s Daily التي تعد الجريدة الرسمية للحكومة الصينية كتبت رسالة موجهة إلى اليابان " لا تلعب بالنار على جذر دياويو " إيذاناً ببدء صراع جديد في المنطقة بين عملاقين قد يهوى بعلاقات تجارية و سياسية عملاقة بين البلدين إلى الهاوية.
المظاهرات الصينية ضد التصرف الياباني كانت من القوة و العنف بحيث اضطرت الحكومة اليابانية إلى الاستعانة بجنود القوات المسلحة الصينية للتصدي لأعمال العنف ضد المنشآت و الشركات اليابانية المتواجدة على الأراضي الصينية. كما تم إغلاق الشوارع المجاورة و المؤدية إلى القنصلية اليابانية و حلقت مروحية فوق المنطقة المتواجدة بها.
ولم يتعرض المتظاهرون للمطاعم اليابانية في العاصمة الصينية و التي أغلقت جميعا و لكن في مدن صينية أخرى هاجم المتظاهرون مطاعم يابانية بالإضافة إلى مهاجمة سيارات يابانية الصنع.
و في أول تحرك حكومي من بكين رداً على قرار التأميم للجذر من قبل اليابان، أرسلت الصين ستة سفن مراقبة في المياه المحيطة بأرخبيل دياويو لتتحرك في دوريات منتظمة في استعراض قوة أمام اليابان تهدف به إلى إثبات شرعية الصين و هيمنتها على هذه الجزر.
هذا و قد شكل رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا غرفة عمليات خاصة لمتابعة الأزمة بين البلدين و مراقبة تحركات السفن الصينية، كما استدعت طوكيو السفير الصيني شينغ يونغهوا للرد على تحرك السفن الصينية في المياه الإقليمية لليابان في مسافة تقل عن 22 كلم من إحدى جزر الأرخبيل.
الجدير بالذكر أن الجزيرة الرابعة في الأرخبيل تعد ملكاً خالصاً للحكومة اليابانية الأمر الذي شجع اليابان على شراء الثلاث جزر الأخرى من عائلة تمتلكهم لتمتلك الأرخبيل بأكمله، وقد قام عدد من الناشطون اليابانيين بالنزول على الجزر و رفع العلم الياباني، في حين طردت السلطات اليابانية ناشطون صينيون أرادوا التواجد في الجذر في محاولة لفرض الهيمنة الصينية.
في أعقاب التظاهرات الحادة المناهضة لليابان في المدن الصينية، طلبت طوكيو من الحكومة الصينية الالتزام بضمان أمن مواطنيها و بعثتها الدبلوماسية بعد التعديات التي شاهدتها القنصلية اليابانية في الصين إلى جانب الاعتداءات على الممتلكات اليابانية و الشركات و المطاعم و غيرها.
أما من وجهة النظر الدولية للأزمة فقد أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن تزايد قلقه من التوترات المتزايدة بين الصين و اليابان بشأن الجزر و دعا البلدين إلى اللجوء إلى الحل السلمي عن طريق الاستفادة من الجمعية العامة للامم المتحدة في الوصول إلى حل وسطي يرضي جميع الأطراف.
و صرح بان كي مون في مؤتمر صحفي أنه يدعو الطرفين إلى حل الخلاف بينهما بشكل سلمي عبر الحوار، إلى جانب الاستمرار في بذل الجهد لتعزيز الثقة المتبادلة و تجنب التوترات في المنطقة.
أما عن ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي فقد دعا إلى تهدئة الأوضاع بين البلدين و إزالة التوترات الحالية و ذلك بعد أن التقى بوزير الخارجية الياباني أثناء جولة يقوم بها في المنطقة. و قد أعرب بانيتا عن قلقة إزاء تطور الأوضاع بهذا الشكل بين قوتين كالصين و اليابان بشكل قد يؤدي إلى أعمال عنف أو نزاع دائم بين البلدين.
هذا وقد صرح وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا أنه سيطالب السلطات الصينية مجدداً بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المصالح اليابانية على الأراضي الصينية وأضاف أن اليابان تسعى إلى احتواء الموقف و عدم التصعيد في القضية. إلى جانب أنه مستعد للاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تتأثر العلاقات بين اليابان و الصين بشكل دائم.
عزيزي القارئ كانت هذه تغطية سريعة للأحداث المتعاقبة بين كل من العملاق الياباني و العملاق الصيني على أمل أن يصل النزاع بين البلدين إلى حل سلمي بعيد عن أن أية قرارات قد تؤدي إلى التصعيد و العنف بين البلدين.