- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
كانت العملة الأمريكية لفي العام 2018 واحدة من أكثر الرهانات الناجحة بالنسبة للمستثمرين ، في العام الجديد ثمة خشية من كونه سيواجه العديد من الرياح المعاكسة .
حاليا يحوم مؤشر الدولار ” دولار اندكس ” ، المحسوب استنادا إلى سلة من العملات الرئيسية الأخرى ، على أعلى مستوى في ثمانية عشر شهراً ، وقد وصل إليه في منتصف ديسمبر بعد اندفاع مثير بدأ في منتصف أبريل.
هذا وقد اظهر استطلاع حديث أجرته وكالة رويترز ان استراتيجيي الصرف الأجنبي يتوقعون أن ينخفض متوسط سعر الدولار الأمريكي بنسبة 5٪ دون المستويات المتواجد عليها حاليا.
ولكن ما هي العوامل التي قد تؤثر على قوة الدولار الحالية وتدفع به الى التراجع؟
هنا يمكن الاتيان على ذكر عوامل عدة ومنها:
تباطؤ وول ستريت والمخاطر التي تحيق به.
التحويلات النقدية المتوقفة في الخارج من قبل الشركات الأمريكية الكبرى.
إمكانية عدم قيام الفيدرالي الاميركي بمتابعة الزيادة في سعر الفائدة كما هو متوقع.هذا ويؤخذ بالاعتبار ان مراكز شراء الدولار الصافية للمستثمرين تتواجد حاليا على مستوياتها القياسية العالية بالمنظور التاريخي.
وايضا فقد أظهر الاستبيان الشهري الصادر عن بنك أوف أميركا ميريل لينش للمستثمرين المؤسساتيين يين أن صعود الدولار قد تجاوز قيمة الاسهم التكنولوجية الأكثر شعبية ، يتم اختصارها عادة بكلمة FAANG وهيFacebook ، و Apple ، و Amazon ، و Netflix و Google) . هذا معطى يستحق تصنيفه بكونه يرقى الى مستوى الانذار.
أما بالنسبة للاقتصاد الأمريكي ، فإن أحدث البيانات حول استحداث الوظائف أو سوق الإسكان تظهر أنه بعد عشر سنوات من النمو المتواصل ، فإن الانتعاش يفقد زخمه الذي اعتاد عليه المستثمرون في السنوات الماضية. ولا يخفى ايضا ان انقلاب الوجهة بالنسبة للفوائد لربما كان جرس انذار اخر بالنسبة للنمو واقتراب دورة ركود آتية.
وان كان الفدرالي قد رفع مرة أخرى أسعار الفائدة الرئيسية في ديسمبر وأعلن أنه سيحافظ على مسار التشديد النقدي على الرغم من أنه بوتيرة أبطأ قليلاً ، فإن العقود الآجلة على الفوائد القصيرة المدى ترسم صورة مختلفة تمامًا ، انطلاقا من هذه الفوائد يمكن التوقع في أفضل الأحوال فقط رفع سعر الفائدة مرة واحدة في العام المقبل، أو ايضا عدم رفعها على الاطلاق. هذا خطر آخر جدي يجب التحسب له.
ولا يخفى ايضا ان مستوى تقييم الدولار هو أيضا عقبة أمام استكمال مرحلة تصاعدية جديدة. اذ حتى قبل بدء الارتفاع في أبريل ، كانت العملة الأمريكية مقيّمة بأكثر من قيمتها المستحقة، فحري القول الان بعد الارتفاعات الاضافية ان الخطر بات اكبر. هذا في حين ان العملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني وبعض العملات الناشئة الكبيرة مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية.
بالنتيجة:
إذا كانت كل هذه العوامل تصب في صالح مقولة مخاطر التحول قريبا وفي غير صالح الدولار ، فلماذا يستمر المستثمرون في وضع أنفسهم عرضة للمخاطر ومتابعة الشراء؟
ولربما نكون الان امام تحقق نظرية انتعاش الدولار في مراحل النفور من المخاطرة ، وهي التي تشهدها الاسواق حاليا اذ يفضل المستثمرون الأصول الآمنة والسائلة. ثم تنخفض قيمتها مع ضعف النمو والدخول في مرحلة الركود الاقتصادي، قبل ارتفاعها مرة أخرى مع مرحلة تجدد انتعاش الاقتصاد.
وطالما ان الغيوم تتراكم فوق الاقتصاد العالمي فثمة دواع تبرر بقوة اعتماد الحذر، اقله بالنظرة المتوسطة المدى . اعتماد الحذر ومتابعة اخبار ومستجدات البيانات الاقتصادية الاميركية والعالمية ، في الشهرين الاولين من العام الجديد.