- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
في ظل تباطؤ مبيعات الهواتف الذكية على مستوى العالم، بدأ كبار المسؤولين التنفيذيين في كل من "سامسونج" و"هواوي" يفكرون في التحديات التي تواجههم، وكيف يمكنهم تجنب مصير "نوكيا"، خاصة بعد أن أعلنت شركة "آبل" الأمريكية خفض توقعاتها للإيرادات، وذلك للمرة الأولى منذ 16 عامًا، الأمر الذي دفع المراقبين إلى التساؤل عما إذا كانت ستكرر "آبل" مأساة "نوكيا" من جديد.
ويقول "إيف دوز" أستاذ الابتكار التكنولوجي والإدارة الاستراتيجية، إن المسؤولين التنفيذين في شركة "آبل" ليسوا بحاجة للقلق إزاء هذا الخطر في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنه ليس من المحتمل أن تواجه "آبل" و"هواوي" و"سامسونج" نفس مصير "نوكيا" بالرغم من المنافسة الشرسة في صناعة الجوالات الذكية.
وأضاف، أن "آبل" أصبحت حاليًا في منتصف مرحلة تحول بعيدًا عن مبيعات الأجهزة، فهي تركز على تطوير مصادر الدخل، من خلال الأنشطة المرتبطة ببيئة التكنولوجيا، مثل توزيع المحتوى الإلكتروني، وأنظمة الدفع، والخدمات السحابية، وخدمات المنازل الذكية، إلى جانب زيادة الاعتماد على الشراكات والتحالفات، مع التعاون مع "ليغو" في مجال التعليم والترفيه.
وأشار إلى أن إيردات هذه المنتجات خادعة من وجهة نظر محللي الأسهم، فهم يرون مساهمتها في الربحية الإجمالية من الصعب قياسها، مقارنة بالهوامش الخاصة بمبيعات المنتجات المادية التقليدية، والأكثر أن تقييم فرصها في المستقبل أمر صعب جدًا.
وأوضح أن "آبل" مازالت ضحية لنجاحها الكبير، ففي ظل النمو القوي والمستمر لإيرادات صانعة "آيفون" خلال الفترة ما بين عام 2007 إلى 2017، فإن تباطؤ النمو في النهاية يخيب آمال مديري الصناديق والمحللين الماليين، لافتًا إلى أن هذا ما حدث مع شركة "نوكيا" في مطلع الألفية الثالثة.
خلال السنوات الماضية، قاد "آيفون" و"آيباد" "آيبود" نمو إيرادات شركة "آبل"، ولم يكن واضحًا ما الشئ الكبير الذي ستقدمه الشركة، بما في ذلك الساعات المتصلة على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته، إلا أن المساعدان الصوتيان للمنازل الذكية والسيارات ذات القيادة يعدوا فرصًا جيدة، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن هناك من هم أقوى وأكبر من "آبل" في هذا المجال مثل "تسلا" و"جوجل" و"أمازون".
وأوضح "دوز" أن "نوكيا" استسلمت لمشاكل أكبر بكثير من تلك التي تواجهها "آبل" في الوقت الحالي، فبقدوم عام 2010 لم تشهد "نوكيا" أي تحول يذكر، مشيرًا إلى أن السبب الأول في انهيار أعمال "نوكيا" هو الخيارات الفنية والتنظيمية السيئة التي قامت بها في أوائل ومنتصف العقد الأول من هذا القرن.
ونصح "إيف دوز" الثلاثة الكبار في صناعة الجوالات الذكية العالمية، بدعم أعمالها من خلال المجالات الجانبية مثل الأجهزة المنزلية كما تفعل شركة "سامسونج" وتحليل البيانات الكبيرة ومعدات الاتصال كما يحدث في شركة "هواوي" ومجموعة الأجهزة والخدمات الجديدة التي تقدمها "آبل".