إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

نقد كتاب مظهر المؤمن

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,704
الإقامة
مصر

xm    xm

 

 

نقد كتاب مظهر المؤمن
الكتاب إعداد جمعية المعارف الإسلامية الثقافية والكتاب يدور حول تهذيب الشكل الخارجى للمسلم وفى هذا قالت المقدمة:
"وبعد فإن الإسلام كما اهتم ببناء النفوس والبواطن و ركز على تهذيبها من الصفات الرذيلة وتحليتها بالأخلاق الحميدة، فإنه ركز على أن يكون ظاهر الإنسان متصفا بصفات تجعله مرغوبا به بين الناس ومتميزا عن غيره بالكثير من الاداب، والتي تنعكس على ظاهر شخصيته، فتزيده من الله قربا، وفي ما بين الناس رفعة وتميزا وشأنا.
ولكثرة ما وجدنا في الكتاب الكريم والسنة المطهرة من الحديث عن تحسين مظهر الإنسان المؤمن وما ينبغي أن يكون عليه، وحرصا منا على تعميم هذه الثقافة التي جاء بها الإسلام العظيم، كان هذا الكتيب الذي بين يديك وهو محاولة متواضعة، لإظهار ما في الإسلام من الأمور المهمة التي تتعلق بمظهر الإنسان، والتي يتفاخر بها أهل الغرب بأنها من ثقافتهم وقد سبقهم الإسلام إليها بعصور طويلة، سائلين الله تعالى أن يتقبل منا هذا العمل "
وفى الفصل الأول ذكر المؤلفون كيفية النظافة وما جاء فيها فقالوا:
"الفصل الأول:النظافة
لا يختلف عاقلان في أن طبع النظافة طبع مجبول في داخل النفس الإنسانية التي تحمل فطرة بيضاء نقية، لم تتلوث بأسباب الفساد الخلقي، فإن العقل يعتبر النظافة من الأمور الخيرة في الإنسان والإنسان بفطرته محب للخير يقول الله تعالى: "وإنه لحب الخير لشديد" كما أن المجتمعات الإنسانية تشير بأصابع الاستحقار والازدراء لمن لا يتحلى بالنظافة، وهذا ما يراه كل من الناس في داخله، فحب النظافة أمر فطري يحث عليه العقل ويجعل المتحلي به محبوبا بين الناس"
لا يوجد شىء اسمه الإنسان مجبول أى مفطور على النظافة فالطفل لو ترك بدون توجيه لأكل خراه وتمرغ فى بوله فالطفل يولد بلا أى علم كما قال تعالى " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" ومن ثم فالنظافة سلوك يتم تدريب الطفل عليه من قبل الأبوين ومن حوله
وذكر المؤلفون أحكام النظافة كما فى الروايات فقالوا:
"الإسلام والنظافة:
إن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين الفطرة وبالتالي فإن جل الأحكام التي أتى بها توافق الفطرة السليمة ومن هنا أولى الدين الإسلامي مسألة النظافة اهتماما خاصا، حتى أن بعض الأحاديث الشريفة جعلت النظافة من الأمور التي بني عليها الإسلام، ففي الحديث عن رسول الله (ص): "تنظفوا بكل ما استطعتم، فإن الله تعالى بنى الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف"وفي حديث اخر عنه (ص): "إن الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف"
وكان الرسول الأكرم (ص)كثيرا ما يحث أمته على النظافة، ويأمرهم بها، ومن المحفوظ عنه في ذلك قوله (ص): "إن الله يبغض الرجل القاذورة فقيل: وما القاذورة يا رسول الله؟ قال: الذي يتوقف به جليسه"كما أن الدين الإسلامي أمر بالنظافة فإن كل الأنبياء (ص) أمروا الناس بها ففي الرواية عن الإمام الرضا : من أخلاق الأنبياء التنظف."
لم يذكر الله كلمة النظافة وإنما ذكر الطهارة وهى الوضوء والاغتسال والتيمم فى حالة عدم وجود المال وبعد ذلك ذكروا اثر النظافة فقالوا:
"أثر النظافة على المسلم:
بعد أن عرفنا رأي الإسلام في النظافة واهتمامه بها، من خلال الأحاديث الشريفة، نعلم أن الدين الإسلامي العظيم أراد للإنسان المؤمن أن يكون متميزا من حيث مظهره الخارجي بحيث يعطي الانطباع الملفت للنظر الى اهتمام الإسلام بشؤون الحياة الفردية للإنسان فكما أراد الإسلام تميز المسلم من خلال المظهر أراد أيضا أن يبعده عن مواضع الانتقاد أو الاحتقار، الذي تسببه القذارة، لأن المجتمعات الإنسانية بشكل عام تحتقر الإنسان المتقذر وتنفر منه، وإن الأمم التي يكون حالها التقذر لا محالة سائرة إلى الهلاك لأن المتقذر إنسان لا يشعر بالمسؤولية، فلو كان كل المجتمع كذلك فإن الهلاك حليفه الدائم والملازم، ولذا ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (ص): "هلك المتقذرون"
قطعا هنا لم يذكروا أثر النظافة وهو التقليل من الأمراض والشعور بالجمال وبعد ذلك تساءلوا عما يتم تنظيفه فقالوا:
"ماذا ننظف؟
لم يكتف الإسلام بأن أمر أتباعه بالاهتمام بالنظافة، بل أرشدهم إلى التفاصيل الخاصة التي ينبغي التركيز عليها في هذه المسألة ومن الأمور التي أكد عليها هذا الدين العظيم:
1 - نظافة الإنسان:
فلا بد أن يبدأ الإنسان من خلال نفسه فينظفها ومن الأمور التي ورد فيها الإهتمام الخاص:
أ- الأظافر: فقد أولاها الإسلام اهتماما خاصا فأمر بقص الأظافر ففي الرواية عن الإمام الصادق قال: " من السنة تقليم الأظفار"
كما أن لتقليم الأظفار فوائد كثيرة واثارا عظيمة ففي الرواية عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله (ص): "تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق"ومن الآثار المعنوية التي تترتب على إطالة الأظفار ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق : "إن أستر وأخفي ما يسلط الشيطان من ابن ادم أن صار يسكن تحت الأظافير"كما نبه الإسلام إلى عادة سيئة ونهى المسلمين عنها وهي عادة تقليم الأظفار بالأسنان ففي حديث المناهي قال: نهى رسول الله (ص)عن تقليم الأظفار بالأسنان"
والروايات هنا خاطئة فلا يوجد شىء اسمه الداء الأعظم وإلا كان ذكره ماهيته فقوة آلام الأمراض تتفاوت من شخص لأخر وما هو أعظم لفرد قد يكون هين لفرد أهر وما هو هين لفرد يكون داء أعظما لفرد أخر ورواية سكن الشيطان تحت الأظافر هى من ضمن الخبل لأن الشياطين إنس وجن ولا يمكن أن يسكن إنسان أو جنة بكامله تحت ظفر وفى كونهما الشياطين قال تعالى:
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول" وأكمل المؤلفون الكلام فقالوا:
"ب- البدن: فإن البدن الذي يفرز العرق ويلاقي الأوساخ في العمل، يستحق أن يحظى بفرصة ليزيل عنه الأقذار، كما أن الناس الذين نجالسهم من حقهم أن لا نؤذيهم برائحة البدن القذر والمتعرق، ففي الرواية الإمام علي : "تنظفوا بالماء من النتن الريح الذي يتأذى به، تعهدوا أنفسكم، فإن الله عز وجل يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه".
ومن حق هذا البدن أن يكون طاهرا أيضا من النجاسات ففي الرواية عن رسول الله (ص): طهروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنه ليس عبد يبيت طاهرا إلا بات معه ملك في شعاره، ولا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: "اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا"."
الخطأ وجود الكلام فى لحاف الطاهر وهو ما يناقض كون الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى ""قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" ثم قالوا:
"ج- الأسنان: ولو أردنا أن نحصي ما جاء من الروايات الشريفة في الأسنان والاهتمام بها ونظافتها للزمنا كتاب كامل، ولكن نشير باختصار إلى بعض الآداب التي وردت في تنظيف الأسنان، فقد ورد الأحاديث الكثيرة التي تأمر المسلمين باستعمال السواك وهو عود كان يستعمل في السابق في تنظيف الأسنان وغالبا ما يكون من شجر الأراك الموجود في الجزيرة العربية ومن هذه الروايات:
عن الإمام الصادق قال: "من سنن المرسلين السواك"
وعن أمير المؤمنين : "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"
قال رسول الله (ص): "ما زال جبرئيل يوصيني
بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة"، أي واجبا من الواجبات الشرعية وفي هذا الحديث تأكيد كبير على استحباب السواك، وليس من الضروري أن يكون السواك من الأراك، إلا أن بعض الروايات عبرت أن أفضل السواك الأراك، ولذا فإن فرشاة الأسنان التي نستعملها في هذا العصر يصدق عليها السواك أيضا.
فوائد السواك:
ورد في الروايات الكثير من الفوائد المرتجاة من السواك ففي الرواية عن الإمام الصادق : "في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومفرحة للملائكة، وهو من السنة، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب بالحفر".
وفي رواية أخرى عنه قال: "في السواك اثنتا عشرة خصلة، هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرب، ويذهب بالغم، ويزيد في الحفظ، ويبيض الأسنان، ويضاعف الحسنات، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، وتفرح به الملائكة""
الروايتان متناقضتان عدديا ما بين10 و12 والمذكور فى روايات10 هو 8 فقط ثم قالوا:
"آداب السواك:
ورد في الروايات الشريفة أوقات معينة يستحب فيها السواك كما انه ورد النهي عن استعمال السواك في أماكن معينة فمن الأوقات التي يستحب فيها السواك هو عند النوم وبعده ووقت السحر ففي الرواية عن أبي عبد الله قال: إن رسول الله (ص)كان إذا صلى العشاء الأخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي، ثم قال: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وقال في أخر الحديث: إنه كان يستاك في كل مرة قام من نومه"
كما يستحب السواك قبل الوضوء للصلاة ففي وصية النبي (ص)لعلي أنه قال: "يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: اللهم أعنه وعد جملة من الخصال إلى أن قال وعليك بالسواك عند كل وضوء".
وفي رواية أخرى عنه (ص): "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة""
الروايات السابقة متناقضة فى السواك فمرة واجبة عند كل وضوء ومرة قبل النوم ومرة بعد النوم ثم قالوا:
"كما يستحب السواك وتنظيف الأسنان والفم عند قراءة القران الكريم ففي الرواية عن رسول الله (ص): "نظفوا طريق القران، قيل يا رسول الله وما طريق القران؟ قال (ص): أفواهكم قيل: بماذا؟ قال (ص): بالسواك"
ومما ورد في الروايات أيضا أن يتمضمض الإنسان بعد السواك ففي الحديث عن الإمام الصادق قال: "من استاك فليتمضمض"ومن الأماكن التي نهت الروايات عن استعمال السواك فيها الحمام وهو مكان الاستحمام والاغتسال، لا بيت الخلاء، ففي حديث المناهي قال: ونهى رسول الله (ص)عن السواك في الحمام:
بعد الانتهاء من النظافة الشخصية تكلموا عن نظافة البيوت فقالوا:
"2 - نظافة البيوت:
الأمر الثاني الذي أكد عليه الدين الإسلامي الحنيف هو نظافة البيت وملحقاته ومما أكدت عليه الروايات الشريفة بشكل خاص:
أ- الكنس: فقد أشارت الروايات إلى ضرورة كنس البيوت من الغبار والأوساخ وأشارت إلى أن أثر هذا الأمر أن ينفي الفقر ففي الرواية عن الإمام الباقر : "كنس البيوت ينفي الفقر"
الرواية مخالفة لكتاب الله فالكنس يجمل البيوت ويفيد فى الحفاظ على نظافة الطعام والشراب واللبس وأما الفقر فليس نتيجة مترتبة على عدم الكنس لأن النبى(ص) والمؤمنين اًصيبوا به كما قال تعالى""ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" فهل كانوا لا يكنسون جميعا ولهذا أصيبوا بالفقر ؟ كلام غير مقبول ثم قالوا:
"ب- الجلي: فغسل الأواني التي يتناول فيها الإنسان طعامه أمر ضروري للغاية سواء على المستوى الصحي أو الديني وقد أكدت عليه الأحاديث حيث ورد في الرواية عن الإمام الصادق : "غسل الإناء وكسح الفناء مجلبة للرزق"."
نفس الكلام عن الكنس يقال عن غسل الآوانى فهى لا تجلب الغنى وإنما تمنع الأمراض أو تقلل منها ثم قالوا:
"ج- القمامة: حيث ورد عن الرسول الأكرم (ص): "لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهارا، فإنها مقعد الشيطان"، كما أنها مقعد الأمراض والحشرات الضارة أيضا.
د- حوك العنكبوت: فإن الروايات تشير إلى أنه بيت الشياطين كما أنه يورث الفقر ففي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): "بيت الشياطين من بيوتكم بيت العنكبوت"
الخطأ وجود الشياطين فى البيوت على القمامة وحوك العنكبوت وهو كلام يناقض كون الشياطين إنس وجن ولا يمكن أن يكون الإنسان على القمامة أو على بيت العنكبوت ثم قالوا:
"وعن الإمام علي : "نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت، فإن تركه في البيت يورث الفقر""
وحوك العنكبوت لا يورث الفقر كما تقول الرواية وإنما يجلب الأذى للبعض من العناكب التى قد تلدغ أو تسقط فى الطعام والشراب فتفسده ثم قالوا:
"5- الثياب: فإن الثياب النظيفة، أمر لا يختلف اثنان في أهميته وأثره على النفس والمجتمع، ففي الرواية عن الإمام علي : "النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور للصلاة".
الفصل الثاني:الزينة
ورد في الرواية عن أمير المؤمنين : "ليتزين أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة"
إن مسألة التزين وتحسين الظاهر من الأمور التي أكدت الشريعة عليها، بل إن الله تعالى قد ذم الذين حرموا على أنفسهم ما أحله الله تعالى لهم فقال عز من قائل: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) ، فإذا كان الله تعالى قد أحل لنا هذه النعم، فليس لأحد أن يحرمها على نفسه بل إن الله تعالى يحب أن يرى أثر النعمة على من أنعم عليه ففي الرواية عن الإمام علي : "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده".
ومن الأمور المهمة المتعلقة بظاهر الإنسان مسألة اللباس فما هي اداب اللباس وكيف ينبغي أن يكون؟
اللباس زينة
إن أهل البيت الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس هم القدوة لنا بعد الرسول الأكرم (ص) وقد ورد في رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا : "قال أبي ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلت: بلغني أن الحسن كان يلبس، وإن جعفر بن محمد كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: البس وتجمل، فإن علي بن الحسين كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) فإذ كان حال أهل البيت ذلك فعلينا أن نتبعهم في ذلك، لا أن نظهر حالة البؤس على أنفسنا ونعمة الله تعالى في أيدينا و نحن قادرون على تحسين مظهرنا ففي الرواية عن الإمام الصادق : "إن الله يحب الجمال والتجمل، و يكره البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال : ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق""
كل الروايات عن نفى الفقر بسبب فعل ما خاطئة فإنارة السراج قبل المغرب لا تمنع الفقر ثم قالوا عن اللبس المطلوب:
"ماذا نلبس؟
لقد أحل الله تعالى للمسلم أن يلبس ما يشاء من الثياب التي تحسن مظهره، إلا أنه حرم عليه أنواعا من اللباس وهي:
1 - لباس الشهرة:وهو على عدة أنواع:
أ- اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد أكدت كثير من الروايات على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن بكر البصري، على الإمام الصادق وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال : "يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال : نعم، قال رسول الله (ص): من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة"وفي رواية أخرى عنه قال: "إن الله يبغض شهرة اللباس"وفي رواية أيضا عنه قال: "كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوبا مشهرا ويركب دابة مشهرة".
ب- من ثياب الشهرة أن يلبس الرجل لباس المرأة والمرأة لباس الرجل فقد كثرت الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر قال: قال رسول الله (ص): "لعن الله المحلل والمحلل له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسبا لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"...
وفي رواية أخرى عن الإمام علي : "أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شيء"
الرواية الأخيرة تتحدث عن المسترجلات من النساء والمتأنثين من الرجال وهم يعاقبون ولا يكتفى بطردهم من البيوت حتى يتوبوا ثم قالوا:
"2 - الحرير للرجال:
فقد ورد في النهي عن لبسه للرجال الروايات لكثيرة منها ما روي عن أبي عبد الله الصادق قال: "لايصلح للرجل أن يلبس الحرير ... "، والمحرم من الحرير الملبوس هو الثوب الحرير مئة في المئة، أما لو كان ممزوجا من الحرير وغيره فإنه يجوز لبسه.
3 - التشبه بالكافرين
يعتمد بعض الشبان والشابات، في لبس ثيابهم ونوعيتها أسلوبا يتناسب مع الثقافات الغريبة عن مجتمعاتنا ويقلدون في ذلك بعض الأشخاص المهمين والمعروفين في العالم الغربي كالرياضيين والمغنين وغيرهم، فهل يجوز للمسلم أن يتبع أسلوبهم في التزين أو أن يقلدهم في اللباس أو قصات الشعر؟
محافظة الشاب والشابة على مظهرهما المتدين، هو حاجز يمنعان من خلاله الثقافة الغربية الغازية لأمتنا من الانتشار، لا سيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال إلهاءهم عن أهدافهم الحقيقية، بأمور سطحية وهامشية، كالموضة ووسائل الترفيه الإعلامية المغرضة المبعدة عن الإسلام وأهدافه العظيمة كل البعد، ومن هنا لا بد من التركيز على نقاط مهمة هي:
-لا يجوز لبس الثياب التي تروج لبضائع المسكر كالخمر وتحمل دعاية له
لا يجوز لبس ربطة العنق وشبهها مما يكون من لباس وزي غير المسلمين بحيث يؤدي إلى نشر الثقافة الغربية المعادية، ولا يختص الحكم بمواطني الدولة الإسلامية كما أنه إذا كان قص الشعر بطريقة معينة وأسلوب خاص يعتبر تشبها بأعداء الإسلام وترويجا لثقافتهم فإن أي عمل من هذا النوع يكون محرما.
خطر التشبه بأعداء الدين
إن الرسول الأكرم (ص)وأهل بيته عليهم السلام بذلوا المهج والأنفس والعذابات الطويلة وسجنوا وقتلوا، وتحملوا في سبيل رفع راية لا إله إلا الله ما تحملوا، لكي ينشروا شريعة الله التي تحقق السعادة للإنسان، فإن التقليد لأعدائهم، هو استخفاف بكل هذه التضحيات، وخيانة كبرى لكل الدماء التي سقطت في سبيل رفع راية هذا الإسلام المحمدي الأصيل، بل يمكن القول أن أشد أعداء هذا الدين من يفتك بثقافته، ويخرجها من منبعها الأصيل ليحل محلها ما استورد من السخافات التي لا تعبر إلا عن شأن أهلها الحقيقيين، فعن الإمام الصادق : "إنه أوحى الله إلى نبي من أنبيائه قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي،ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي"
والكلام السابق تكرر مرتين فى الفقرات السابقة ثم قالوا عن آداب اللبس:
"آداب اللباس:
هنالك بعض الآداب التي وردت في الروايات تتعلق بمسألة اللباس ومن هذه الآداب:
الدعاء عند اللبس:
فإن الدعاء عند لبس الثوب الجديد يعتبر استفتاحا له بذكر الله تعالى، وتذكير بالأخرة بعد الانتباه لأمور الدنيا فالدعاء عند اللبس للثوب الجديد هي طريقة لربط الإنسان بشكل دائم بالله سبحانه وهو أسلوب من الإسلام في كل الأمور التي يفعلها الإنسان من الطعام والشراب، حتى لا تسيطر الدنيا على قلب الإنسان، وكذا الحال في الثياب، ومن الأدعية التي وردت في الروايات الشريفة:
عن أمير المؤمنين أنه وقف على خياط بالكوفة فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه،فقال: "الحمد لله الذي ستر عورتي، وكساني الرياش، ثم قال: هكذا كان رسول (ص)يقول: إذا لبس قميصا".
- وفي رواية معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله في ثوب يلبسه: "اللهم اجعله ثوب يمن وبركة، اللهم ارزقني فيه شكر نعمتك وحسن عبادتك والعمل بطاعتك، الحمد لله الذي رزقني ما أستر به عورتي وأتجمل به في الناس"
- وفي رواية عن الإمام الصادق قال: "من قطع ثوبا جديدا وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ستا وثلاثين مرة، فإذا بلغ (تنزل الملائكة) قال: تنزل الملائكة، ثم أخذ شيئا من الماء ورش بعضه على الثوب رشا خفيفا، ثم صلى فيه ركعتين ودعا ربه عز وجل وقال في دعائه: الحمد لله الذي رزقني ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي وأصلي فيه لربي" وحمد الله، لم يزل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب"
الرواية الأخيرة خاطئة فالدعاء عند اللبس الجديد لا يجلب الغنى حتى فناء اللبس لأن الغنى سببه العمل أو الورث والهبة ثم قالوا:
"لبس ثياب القطن:
ففي الرواية أن لباس القطن هو لباس أهل البيت عليهم السلام فعن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين : "البسوا ثياب القطن فإنه لباس رسول الله (ص)وهو لباسنا".
لبس الثوب الأبيض:فعن الإمام الباقر قال: قال رسول الله (ص): "ليس من ثيابكم شيء أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم".
طي الثياب:
فقد أكدت الروايات على أهمية الحفاظ على الثوب من خلال عدم ابتذاله أي استعماله في الأمور التي تتسبب بإتلافه أو رميه بدون ترتيب بل أكدت على ضرورة طيه، ففي الرواية عن الإمام الباقر : "طي الثياب راحتها وهو أبقى لها"وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله قال: "أدنى الإسراف هراقة فضل الإناء وابتذال ثوب الصون وإلقاء النوى"
غسل الثياب:
فإن الثوب النظيف يرفع من قدر الإنسان في عين الآخرين، فيحترمونه ويقدرون اهتمامه بالنظافة والترتيب ففي الرواية الإمام الباقر قال: "الثوب النقي يكبت العدو"وفي رواية أخرى عن النبي الأكرم (ص): "من اتخذ ثوبا فلينظفه"
وبعد الانتهاء من ذكر اللبس قالوا فى الشعر:
"الشعر:
لقد خلق الله تعالى الشعر على جسم الإنسان، لمصالح تعود بالفائدة عليه وقد كشف عن بعضها العلم الحديث، ولكن بالإضافة إلى ما في الشعر من فائدة على صحة الإنسان، فإن له أيضا فائدة كبرى وهي تحسين صورة وجه الإنسان فمن شعر الرأس إلى الحاجبين والأهداب، والشاربين واللحية في الرجل، هذه المناطق التي كساها الله تعالى بالشعر الذي يضيف إلى الوجه الجمال والهيبة وقد يكون لتحريك أي منها علامات تفهم الاخرين بعض الانطباعات، كرفع الحاجبين في التعجب وتقطيبهما في العبوس، ولهذا فقد وصفت الروايات أن الشعر نعمة من الله تعالى على الإنسان فلا بد من أن نحسن صحبتها ففي الرواية عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله (ص)"من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه"وفي رواية أخرى عنه : "الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه"
ولكن السؤال كيف نكرم هذا الشعر؟
كيف نكرم الشعر؟
إن إكرام الشعر يتحقق من خلال عدة أمور:
1 - تسريحه:فقد تحدثت الكثير من الروايات عن أهمية تسريح الشعر وما له من الفوائد ومن هذه الروايات ما ورد عن الإمام الصادق : "تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم"وفي رواية أخرى تتحدث عن فائدة تسريح الشعر
بالمشط عن إمامنا الكاظم يقول: "المشط يذهب بالوبا""
الروايات الأخيرة عن فائدة تسريح الشعر وهى منع الأوبئة والأمراض كلام خاطىء فهى تمنع مثلا انتشار الأذى وهو القمل وأما الأوبئة والأمراض فهى لها علاقة بأمور كثيرة قد يكون أخرها وساخة الشعر ثم قالوا:
"وقد سئل أبو الحسن الرضا عن قول الله عز وجل: (بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) قال : "من ذلك التمشط عند كل صلاة"
الأمر هنا خاطىء فليس التسريح مطلوبا عند كل صلاة وإنما يصح فى الوضوء عند مسح الرأس باليد وليس بمشط ثم قالوا:
"2 - أخذ الشارب:
والمقصود من أخذ الشارب أن تقص أطرافه التي تتدلى على الشفة العليا للفم ففي الرواية عن رسول الله (ص): "من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة"والاطارة: لكل شيء ما أحاط به وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها وأكدت بعض الروايات على أن يحف الشارب مرة في الأسبوع فعن الإمام الصادق : "أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام"."
نفس الخطأ وهو أن حلق الشارب يمنع من مرض كالجذام الذى هو مرض جلدى يستغرق سنوات طويلة حتى يعمل وهو خاص بالجلد وليس بالشعر ثم قالوا:
وقد يتسائل أحدهم ما الحكمة من عدم تطويل الشارب إلى الفم وما الضير في إطالته، فتجيبه الروايات عن الحكمة من عدم الإطالة فعن النبي الأكرم (ص):"لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به""
والرواية الأخيرة خاطئة فالشيطان لا يمكن أن يوجد فى الشارب لكون الشياطين إنس وجن فكيف يقعد إنسان كامل بشرى أو جنى على مقدار إصبع؟ ثم قالوا:
"3 - تدوير اللحية:
والمقصود بالتدوير أن تجعل أطرافها متناسقة على هيئة الدائرة بحيث لا يذهب بعضها يمنا وبعضا للأسفل بشكل غير متسق، وقد ورد في بعض الأحاديث أن الرسول الأكرم (ص)قد انزعج من رؤية أحدهم وقد أهمل لحيته، تقول الرواية أنه (ص)نظر إلى رجل طويل اللحية، فقال (ص): ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟ فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي (ص)، فلما رآه قال (ص): هكذا فافعلوا
ويروي محمد بن مسلم رضي الله عنه قال: رأيت الباقر يأخذ من لحيته، فقال له : دوروها."
ثم تكلموا عن التمشيط فقالوا:
"أدب التمشط:
وللتمشط آداب وردت في الروايات ومن هذه الآداب:
1 - إمرار المشط على الصدر:
فقد ورد في الحديث عن أبي الحسن الكاظم قال: "إذا سرحت رأسك ولحيتك فأمر المشط على صدرك فإنه يذهب بالهم والوبا"
نفس الكلام فالمشيط يكون للشعر وشعر الصدر غالبا ما يكون قصيرا ولا يمشط لأنه يتساقط من كثرة احتكاكه بالملابس بعد فترة قصيرة ثم قالوا:
2 - الدعاء:
فهناك أدعية معينة يستحب أن تقرأ أثناء التمشط ذكرتها الرواية عن الإمام الصادق : إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول: "اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء"، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول: "اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي"، ثم يسرح على حاجبيه ويقول: "اللهم زيني بزينة الهدى"، ثم يسرح الشعر من فوق، ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا: "اللهم سرح عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان"، ثم يشتغل بتسريح الشعر ويبتدى به من أسفل ويقرأ: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) "
كلام خبل فما علاقة سورة القدر بالتمشيط ؟ الدعاء مطلوب ولكن بكلام معقول وليس وضع أى كلام بجوار بعضه ثم قالوا:
3 - عدم التمشط من قيام:
والأثر الذي ذكرته الروايات للتمشط من قيام أنه يورث الفقر والدين ففي الرواية عن النبي الأكرم (ص)قال: "من امتشط قائما ركبه الدين"39.
وفي حديث اخر عن الإمام علي قال: "والتمشط من قيام يورث الفقر"
وفي حديث اخر عن أبي الحسن موسى الكاظم قال: "لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب"
والروايات كلها خبل فما علاقة الفقر بالوقوف عند التسريح وما علاقة الوقوف عند التسريح بضعف القلب عند الوقوف
قطعا لا يوجد علاقة بين هذه أشياء وهى تذكرنا بالبول قائما وقاعدا والتناقض والخبل فيهما أيضا ثم قالوا:
"4 - عدم التمشط في الحمام:
وقد ذكرت الرواية الحكمة من ذلك أن التمشط في الحمام يجعل الشعر ضعيفا فعن الإمام الصادق : "لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر"والمقصود من الحمام في الرواية مكان الاستحمام لا بيت الخلاء.
5 - عدم التمشط بمشط الفضة:ففي الرواية أن أهل البيت كرهوا ذلك فعن الإمام الصادق : "إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة أو مدهن مفضض والمشط كذلك"
وكل هذا الكلام لا علاقة بينه وبين بعضه وأخيرا حدثونا عن التعطر فقالوا:
"العطر
إن التعطر هي وسيلة من الوسائل التي اعتمدها الإنسان منذ قديم الأزمان في الزينة، وهي مسألة لا تختص بالرجال فالعطر يستعمله الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هل للشريعة الإسلامية رأي في هذا الموضوع؟
الإسلام والعطر
اهتمت الشريعة الإسلامية بمسألة العطر بشكل خاص حيث أولته اهتماما بالغا، حيث كان الرسول الأكرم (ص)، يهتم بالتعطر ويأمر أصحابه به ولشدة ما كان (ص)يحافظ على التعطر الدائم، إذا كان يوم الجمعة ولم يصب طيبا دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرش عليه الماء، ثم مسح بيده ثم مسح به وجهه، وكان (ص)ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام وقد تظافرت الروايات الشريفة في الدعوة لى التعطر فعن الإمام الرضا : "الطيب من أخلاق الأنبياء"
وقد اعتبرت بعض الروايات أن المال الذي ينفقه الإنسان في العطر مهما كثر فلا يعد إسرافا ترغيبا للمؤمنين في المحافظة على هذه السنة المطهرة، فعن الإمام الصادق قال: "ما أنفقت في الطيب فليس بسرف""
قطعا هذا كلام مجانين فالنفقة أولا تكون على الضرورات وهى الطعام والشراب والكساء والدواء وأما العطر فهو ليس شيئا ضروريا وإنما يغنى عنه الاستحمام والتطهر ونظافة الملابس
ثم قالوا :
"متى نتطيب؟
لقد حددت لنا الشريعة الغراء أوقاتا يستحب فيها التطيب ومن هذه الأوقات:
1 - التطيب للصلاة:وقد ذكرت الروايات تضاعف الأجر من الله تعالى لمن تعطر قبل الصلاة فعن الإمام الصادق : "ركعتان يصليهما متعطرا أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر"، كما أن التعطر قبل الخروج للصلاة كان من السنن النبوية المأثورة."
يخالف الثواب هنا أن كا عمل صالح غير مالى بعشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ومن ثم فالعمل وهو الصلاة بأى طريقة مباحة أجره واحد ثم قالوا:
2 - التطيب في الصيام:فإن الروايات تعبر أن التطيب في حالة الصوم تحفة للصائم أي هدية له فقد كان الإمام الصادق إذا صام تطيب بالطيب ويقول : "الطيب تحفة الصائم".
3 - الطيب نهار الجمعة:فقد ورد في الرواية أن عثمان بن مظعون قال لرسول الله (ص): قد أردت أن أدع الطيب وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (ص): "لا تدع الطيب، فإن الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كل جمعة""
الرواية ألخيرة لا تصح لأن الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها ومن ثم كيف تشم العطر فى الأرض وهى فى السماء كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا" ثم قالوا:
"أدب التطيب:
إن حرص الإسلام على تحسين الإنسان لظاهره، لم يهمل اهتمامه بالنفس الإنسانية وتهذيبها وتحليتها بسائر الأخلاق ومن الأمور التي يؤكد الإسلام العظيم عليها أن يتقرب الإنسان إلى ربه في سائر الأمور حتى في المباحات، فلو أراد الإنسان أن يتناول الطعام فلا بأس به أن يقصد التقوي به على طاعة الله تعالى وبهذا الأسلوب يصبح الإنسان أكثر ارتباطا بالله سبحانه وتعالى فيكون في حالة ذكر دائم ومن هنا أراد الشرع لنا أن يكون التعطر لله أولا قبل أن يكون لأي شيء اخر وقد أكدت بعض الروايات الشريفة على ذلك منها ما روي عن رسول الله (ص):
"من تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك الأذفر، ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه أنتن من الجيفة""
الخطأ مجلاء المتطيب بريجه يوم القيامة وهو ما يخالف أن الفرد يأتى بمفرده ليس معه أى شىء من متاع الدنيا كما قال تعالى "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم" ثم حدثونا عن تطيب النساء فقالوا:
"تطيب النساء:
لقد حرص الشارع المقدس على أن لا تكون النساء وسيلة لإفساد الشباب سواء من خلال خروجها بطريقة تهيج الغرائز، من خلال إظهار المفاتن، أو من خلال تبرجها وتعطرها بحيث تجلب نفوس الشباب إليها وقد تشددت الروايات التي تهى المرأة عن الخروج من البيت متعطرة ففي الرواية عن الرسول الأكرم (ص): "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"
قطعا الرواية خاطئة فالزنى معروف وهو الجماع دون رباط زواج فكيف يكون التعطر زنى؟
ثم كيف يبيحون العطر للرجل ولا يبيحونه للمرأة فلو كان حراما فهو حراما على الاثنين وإن كان مباحا فهو مباح للاثنين ولكن أن يكون ذنبا لفرد وحسنة لأخر فهذا ما لا يقول به عاقل ثم قالوا:
"ولكن الإسلام لم يقمع غريزة الأنثى التي تهتم بجمالها، بل فتح لها أفقا اخر تتمتع فيه بكامل الأنوثة من خلا التزين للزوج بشتى أنواع التزين بحيث تحافظ على محبتها في قلبه فعن أمير المؤمنين :"لتتطيب المرأة المسلمة لزوجها"
ثم حدثونا عن لبس الخواتم فقالوا:
"التختم:
إن التختم بأنواع الخواتيم والأحجار الكريمة من الزينة التي أباحها الله تعالى للعباد، وقد كان التختم من السنن المأثورة للنبي (ص)وأهل البيت عليهم السلام، وقد وجهت الروايات الإنسان المسلم إلى آداب نتأدب بها طمعا في الفوز برضوان الله تعالى والنجاح في الحياة ومن هذه الآداب:
التختم باليمين:
والتختم باليمين من السنن التي كان الرسول الأكرم (ص)يقوم بها وقد أكد أهل البيت على المسلمين أن يتأسوا بها (قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) وقد أكدت على التختم باليمين الكثير من الروايات منها:الإمام الحسن العسكري في حديث طويل إلى أن قال : "إن الله عز وجل أوحى إلى جدي رسول الله (ص): اني خصصتك، وعليا، وحججي منه إلى يوم القيامة، وشيعتكم، بعشر خصال: صلاة إحدى وخمسين، وتعفير الجبين، والتختم باليمين"
الرواية الأخيرة لا أصل لها فلا توجد صلاة اسمها صلاة51 سواء كانت ركعة أو سجدة أو غير هذا فهذا تخريف واختراع لعبادة لم ينزل الله بها وحى ثم قالوا:
"وعن الإمام الصادق : "إذا كان يوم القيامة، تقبل أقوام على نجائب من نور، ينادون بأعلى أصواتهم الحمد لله الذي أنجزنا وعده، الحمد لله الذي أورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حيث نشاء، قال: فتقول الخلائق إلهنا وسيدنا، بما نالوا هذه الدرجة؟ فإذا النداء من قبل الله عز وجل: بتختمهم باليمين"
رواية خاطئة فالدرجة العليا تنال بالجهاد فقط وليس بشىء اخر كما قال تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"ثم قالوا:
"احترام حرز الخواتم:
فبعض الخواتيم ينقش على أحجارها آيات قرانية وقد يكتب عليها اسم الجلالة، وهذا النوع من الخواتيم لا بد من احترامه من خلال عدم إيصال النجاسة إليها بوضعها في الأماكن المعرضة للنجاسة كبيت الخلاء، ففي الرواية عن الإمام الصادق في وصيته لأصحابه: "من نقش خاتمه وفيه أسماء الله فليحوله عن اليد التي يستنجي بها إلى المتوضئ"
بماذا نتختم؟
إن لبعض الأحجار الكريمة التي يزين بها الخاتم خصوصية جاءت بها الروايات عن الرسول الأكرم (ص)وأهل البيت حيث يستحب لبس بعض الأنواع المعينة من الأحجار وأهم هذه الأنواع:
1 - العقيق:
فعن رسول الله (ص): "تختموا بخواتيم العقيق، فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه"وعنه (ص): "تختموا بالعقيق، فإن جبريل أتاني به من الجنة، فقال: يا محمد تختم بالعقيق ومر أمتك أن يتختموا به"وعن أمير المؤمنين : "تختموا بالجزع اليماني فإنه يرد كيد مردة الشياطين".
2 - الياقوت:
فعن أبي عبد الله قال: قال رسول الله (ص): "التختم بالياقوت ينفي الفقر، ومن تختم بالعقيق يوشك أن يقضى له بالحسنى"
3 - الفيروزج:
فعن الإمام الصادق قال: "من تختم بالفيروزج لم يفتقر كفه"ويروي أحد أصحاب الإمام الكاظم الرواية التالية فيقول: دخلت على أبي الحسن موسى الكاظم وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج، نقشه "الله الملك" فأدمت النظر إليه فقال : مالك تديم النظر إليه؟ فقلت: بلغني أنه كان لعلي أمير المؤمنين خاتم فصه فيروزج نقشه "الله الملك" فقال : أتعرفه؟قلت: لا.فقال : هذا هو، تدري ما سببه؟قلت: لا.قال : هذا حجر أهداه جبرائيل إلى رسول الله (ص)فوهبه رسول الله (ص)لأمير المؤمنين أتدري ما اسمه؟قلت: فيروزج.قال : هذا بالفارسية، فما اسمه بالعربية؟قلت: لا أدري.قال : اسمه الظفر
لا تتختموا بالذهب
إن جميع العلماء قد حرموا لبس الذهب على الرجال، وقد جاءت في تحريمه الكثير من الروايات منها ما عن أبي عبد الله الصادق يقول: قال رسول الله (ص)لعلي : "إياك أن تتختم بالذهب، فإنه حليتك في الجنة"
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عن آبائه قال: "أمرنا رسول الله (ص)بسبع ونهانا عن سبع: ... عن خاتم الذهب، وعن الشرب في آنية الذهب"
الروايات عن مواد الخواتم كله كلام باطل فتلك المواد لا ترد غما ولا مردة ولا تجلب رزقا ولا شىء مما يحكى فالمواد جمادات لا تنفع ولا تضر كما يقال إلا إذا تم استخدامها فى أمور أخرى كما فى الكيمياء ولا حرمة للذهب أو غيره فكل المواد المستخرجة من البحر مباحة كما قال تعالى " وتستخرجوا منه حلية تلبسونها"
 
عودة
أعلى