رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قال كريستوفر:
لقد أنشأ المهندسون قنوات مترو أنفاق تحت الكم الضخم من الماء، وأنشئوا ناطحات سحاب قادرة على تحمل قوة الأعاصیر، وصمموا صواریخ ومركبات فضائیة مكنت الإنسان من تجاوز جاذبیة كوكب الأرض نفسه وأنتجت الأبحاث الطبیة مضادات حیویة للسیطرة على وترویض أمراضٍ قضت على الكثیر من الناس في الأجیال القدیمة قدیمًا، بینما تصنع مناعات بالأمصال والتطعیمات لإبادة أمراض أخرى تمامًا طوّر الجراحون تقنیاتٍ لتصحیح حالات القصور في أجهزة الجسد العدیدة وصولًا إلى درجة المقدرة على زرع أعضاء هامة كل هذه المجالات تنبع وتنشأ من التفكیر القائم على العقلانیة لیزید كلا من جودة وكم حیوات الناس في الحقیقة، فإن إنسانًا عاش منذ مئة سنة ماضیة فقط كان سیكون في حیرة واندهاش لإدراكه كم یمكن أن یصبح العالم غیر متعرف علیه من جانبه في مثل هذه الفترة القصیرة من الزمن لقد وُجِد البحث العلمي منذ حوالي ثلاثمئة سنة، إلا أن البشریة أنجزت خلال ذلك الوقت في مجال التحكم بالطبیعة بالتلاعب بها أو تثبیتها لتلائم احتیاجاتهم أكثرَ مما أنجزته خلال كامل الوجود البشري السابق على عصر العلم إن وسائلها المنهجیة لیست خدعة سحریة، إنها تستوعب وتبلور وتعرِّف الطبیعة بالالتزام بالافتراض المنطقي للسببیة في العالم الفیزیائي في الحقیقة، فإن تقنیات اكتساب المعرفة الخاصة بالفكر القائم على العقلانیة تعمل على نحو جید على اكتشاف العلاقات السببیة السابقة وتعیین الأنماط في الطبیعةص74
نلاحظ فى الفقرة كلاما غير علمى هو :
الأول أن ما وصل له علم العصر زاد كم حيوات الناس
الثانى أن البشرية فى 300 سنة أنجزت أكثرَ مما أنجزته خلال كامل الوجود البشري السابق على عصر العلم
فأين الأدلة العلمية على قصر حياة الناس فى العصور القديمة ؟
بالطبع لا يوجد دليل تقبله الحواس الخمسة وإن كان الطريق يحكى أن العمار قديما كانت تعد بالقرون وليس بالعقود كما هو الحال حاليا
أين الأدلة العلمية على تخلف الناس فى العصور القديمة ؟
لا يوجد ما تقبله الحواس الخمس بل هناك مما تقبله الحواس الخمسة ما يناقض مقولة الرجل وهو أهرامات الجيزة والمعابد الهائلة كما أن هناك رسوم لحواسيب وطائرات وغيرها موجودة فى الآثار القديمة
قال كريستوفر :
"رغم ذلك، ففیما یتعلق بالسؤال الحالي المطروح، فإن التقنیات الحسابیة لخبراء التأمین تبرهن على كم یمكن أن تكون الطبیعة قابلة للتنبؤ بها، حتى فیما یتعلق بالموت البشري، والذي كثیرا ما یظن المتدینون أنه اختصاص للإله أو الآلهة فلو أن الإله أو الآلهة یدْعًون البشر على نحوٍ روتینيٍّ إلى الحكم الأبديّ، فلماذا لا یبدو أن دعواته أو دعواتهم لا تنحرف قياسيا عن مجموعة توقعات خبراء التأمین؟ من منظور الطبیعة وقانون السببیة ص75الخاص بها، فلا شيء ممیز أو فرید بصدد موت البشر إنه قابل للتنبؤ به بنفس درجة القابلیة مع أي سبب ونتیجة آخرین في الطبیعة لو قُدِّمَت المعلومات الكافیة، وحقیقة افتقاد المعلومات حال أي نوعٍ لا یصنع سببًا مبرّرا لتقدیم مفهوم تحكميّ اعتباطيّ مثل إلهٍ ص76
الرجل هنا يخرف فما علاقة توقعات خبراء التأمين بموت العملاء بموت البشر كلهم بل والأنواع كلها
إن من يتعامل معهم خبراء التأمين لا يتجاوزون واحد بالمائة من البشرية إن لم يكن أقل من ذلك بكثير والسؤال
هل فى المنهج العلمى مقبول أن تقاس البشرية على العينة كلها ؟
بالقطع لا لأن العينة مخادعة قد تنطبق وقد لا تنطبق على الكل
كما أن هناك سؤال يطرح نفسه كم مرة صدقت توقعات الخبراء عدة آلاف من عدة ملايين أم ماذا أى انها فى النهاية لا تمثل شيئا ذا بال من العينة نفسها
زد على هذا أن هناك فارق بين توقع الخبراء وبين الموت الإلهى فالموت الإلهى معروف بالثانية والدقيقة فى يوم كذا بسبب كذا فى مكان كذا وأما توقع خبراء التامين فلا يزيد عن كونه تخمين سيعيش المأمن عليه فترة كذا سنة أو كذا شهر فقط ولكن دون حديث عن التوقيت السليم والسبب والمكان
قال كريستوفر :
"لو أن الإله أو الآلهة والبشر یمثلون سببًا ونتیجةً في اتجاهٍ ما، فإنه لذو دلالة أن أحد الاثنین فقط لدیه دلیل موثوق على وجوده حقا إن تأكیدات ومزاعم الاعتقاد الدیني أن إلهًا خلق الإنسان والكون یوجد حاليا وأنه یهتم بالقرارات الأخلاقیة للبشر، لیس له أي أساس سواء في الدلیل القائم على الملاحظة أو الضرورة المنطقیة بالتالي، فإن الاتجاه العقلاني للعلاقة السببیة هو أن البشر هم في الحقیقة خالقو الآلهة بعبارة أخرى، فإن الآلهة مثالٌ على القدرة الإبداعیة الخلاقة للعقل البشريّ منقلبًا على نفسه بالضرر على نحوٍ مروِّع باستحضار فكرةٍ تخیف العواطف وبحیث یكون لدى التفكیر صعوبة معیقة بسبب غموضها ص76
الرجل يقول هنا أن الله اختراع بشرى غامض باقتدار فالله ليس موجودا إلا فى نفوس بعض البشر ومن ثم فلا وحى من الإله وصل للناس والرجل هنا يتناسى أن الأطفال يولدون بلا أى علم فلو أنا حبسنا أطفالا رضع وأطعمناهم وغذيناهم ولم نعلمهم شيئا فلو يعرفوا شيئا لا عن الله ولا عن الكون ولا غيرهم وهكذا المخلوق الأول لن يعلم شىء ما دام لم يعلمه أحد ومن ثم فلابد فى كل الأحوال من معلم أول هو الله يعلم الإنسان الأول وينقل الأول علمه لأولاده وهكذا
قال كريستوفر:
أما عن مسألة الضرورة المنطقیة لإلهٍ، فإن قانون السببیة في الكون الفیزیائيّ هو الافتراض المركزي الرئیسي لهذا الشأن بینما لم یتوصل البحث العلمي بعدُ إلى معرفة ما سبب وجود الكون، فلیس هناك ضرورة منطقیة للبرهنة على أن السبب كان له وعي، أو لو كان كذلك أنه لا یزال یوجد الیوم ما سِوَى السبب الأول الغیر معروف، فإن تسلسلات علاقات السببیة الأسباب والنتائج في الطبیعة قد تم عزلها وفهمها بدرجة قویة ولا یبدو أنها تُنتهَك أبدًا، سواءً بالصدفة العشوائیة أو الفعل المقصود من كائن واعٍ كونُ بعض تسلسلات السببیة في الطبیعة لم تُفسَّر بعد، فعلى نحوٍ مماثل لا یوجد سبب إیجابي إثباتي لإدخال إلهٍ في تلك المواقع الفجوات في المعرفة لتفسیر العملیة المتواصلة للكون ففعل ذلك لا یقدم تفسیرا للظواهر، وكذلك فإنه یعمل على خیانة التناقض مع مفهوم الإله بالتضمین بأنه یختار تجنب التلاعب والتدخل في تسلسلات السببیة التي قد عینَّتها البشریة بدون تقدیم حجة منطقیة لذلك الامتناع لا یوجد منطقیا حاجة لوجود إلهٍ في العالم الطبیعي لتفسیر سواءً علاقاته السببیة أو عمله ص82
الرجل هنا يقر بوجود فجوات علمية ويقر بأن البحث العلمى لم یتوصل بعدُ إلى معرفة ما سبب وجود الكون ومع هذا يستبعد تماما فرضية وجود إله واع وراء خلق الكون لسد الفراغات ولتفسير السبب بلا توضيح للسبب وبالقطع الباحث العلمى لا يستبعد أى فرض قبل أن يبحث عنه ويستقصى الأمر ولكن الرجل هنا يستبعد دون أن يبحث ويستقصى ودون أن يذكر أسبابه
وهو بهذا الكلام يناقض نفسه عندما يتحدث عن مشكلة الظلم الحادث فى الدنيا والآخرة كما زعم فى مجال العقاب الأبدى على أفعال محدودة فليس هناك لمشكلة الظلم سوى وجود إله عادل يسوى المشكلة
قال كريستوفر :
"لو أن إلهًا یوجد، لكان قدَّمَ توجیهًا أوضحَ بخصوص السلوك الإنساني المقبول ولكان سیعمل على ضمان أن وجوده فوق الشك المنطقي الآلهة لهم سمتا الخیریة وكلیة القدرة بحكم تعریفهم، مما یعني أنهم باستنتاج بدیهيّ لدیهم القدرة على فعل أي شيء، وأن هذه الأفعال ستكون لأفضل ما في مصلحة الجنس البشري خلال مجرى التاریخ، الكثیر من العناء یا، والعذاب قد تحمله البشر بسبب الخلاف الدیني وحده، والذي نشأ من الخلافات الداخلیة والخارجیة ص84
لا أدرى من أين جاء الرجل بسمة الخيرية فى الإله فالإله أو حتى الآلهة المزعومة كلها لديها عقاب وثواب وإن كان العقاب والثواب يختلف من دين لأخر فالله عادل لديه الخير والشر يختبر بهما ويعاقب ويثيب بهما ومثلا فى الإسلام هو الرحمن الرحيم وهو المنتقم الضار ذو العقاب ومن ثم فالخيرية التامة ليست موجودة وإنما الموجود هو العدل التام
قال كريستوفر :
فمن غیر العادل السماح ببدء اللعبة في ظل وجود الخلاف العقلاني حول القواعد إن عدد الأدیان والطوائف التي قد عرفها الجنس البشري مع قوانینها الأخلاقیة المصاحبة لها یرینا الخلاف المثار حول ما یریده إلهٌ من الناس لو كان یوجد حق هناك ظلم كبیر في ترك الأمر لمقامرات البشر حینما تكون مصائرهم الأبدیة هي ما على المحك، وقراره بعدم توضیح كل من وجوده حاليا وأي سلوك سیؤدي إلى اكتساب ناجح لتأییده یمثل تناقضًا في مفهوم خیریته سریة أو غموض القوانین الشرائع یتعارض مع الحس البشري بالعدالة، وهذا الصدع یصیر أسوأ للغایة مع التهدید بعذاب وعناء أبدي في حال كون الشخص غیر محقٍّ في اختیاره باختصار، فإن افتراض كائن قادر على تقدیم هذا المستوى من التوضیح للبشریة لكنه یرفض هذه الدعوة سیكون غیر محسن خیريّ وغیر مستحق للعبادة بسبب ذلك حتى لو كان المرء سیستنتج أن كائنًا كهذا یستحق العبادة لمجرد قوته غیر المحدودة، فلن یكون المرء قادرا على القیام بأي شيء غیر من التخمین الاعتباطيّ لما یكونه السلوك الأخلاقي المفضَّل له وهو ما سیكون إستراتیجیة ضئیلة احتمالیة النجاح ص85
الرجل هنا يثير مشكلة ليست مشكلة من الله وإنما هى مشكلة بشرية اخترعها البشر وهى أن البشر اخترعوا الكثير من الأديان مع وجود دين الله الحق وهذه الأديان مختلفة متناقضة فى العديد من الأحكام
دين الله ليس فيه تناقض فى الأحكام وإنما التناقض هو بسبب اختراع البشر لأديان متناقضة فالسبب ليس الله فى المشكلة وإنما السبب البشر الذين اخترعوا الأديان والرجل يجعل هذا التناقض محير لٌلإنسان فى أى الأحكام يتبعها خاصة أن الكثير من مخترعى الأديان نسبوها إلى الله
ما لا يعرفه الرجل فى دين الله الحق هو أن الله لا يحاسب الإنسان على الأخطاء التى لم يقصدها الإنسان لجهله أو لضرورة قاهرة وهو قوله تعالى "ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
قال كريستوفر :
"لو أن إلهًا یوجد، فإن عبادة واعتقاد المرء لن یكونا ضروریین لأنه كان الإله سیعطي الأولویة لمسؤولیة المرء نحو السلوك الأخلاقي اتجاه رفاقه البشر ص85
الرجل يفرق بين الاعتقاد والسلوك الأخلاقى وهو أمر غير مقبول عند الله إلا فى حالتى الجهل والقهر فلابد أن يتفقا ما دام الإنسان يعيش فى علم وفى سلام وهو قوله تعالى "ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
قال كريستوفر :
-وجود إلهٍ ما مثارٌ للجدل إلى حدٍّ كبیر لأن اقتراح أن وعي البشر ینجو ویبقى بعد موت الجسد لم یُبَرْهَنْ سواءً بالأدلة الإمبریقیة أو الضرورة المنطقیة علیه عقليا ص87
ينكر الرجل هنا خلود النفس وهو بقاء الإنسان حيا بعد الموت دون جسده الدنيوى ويقول أنه لا يوجد برهان من أى نوع على هذا
بالقطع يوجد دليل على البعث بعد الموت وهو أمر يحدث كثيرا ومع هذا لا يلتفت له أحد إلا نادرا وهو أن النبات وثماره تموت بالحصاد والجفاف ومع هذا تعود الحياة لثمار النبات التى ماتت بدفنها فى الماء والتراب وما دامت الحياة تعود للنبات بعد الموت فما المانع من عودة الحياة للنفس الإنسانية بعد موتها؟
والضرورة المنطقية التى ينفى الرجل وجودها فى المسألة موجودة وهى أنه لا يوجد علاج لمشكلة الظلم بين الناس إلا فى وجود قاض عادل يعاقب الظلمة بعد الموت فهذا الضرورة المنطقية وإلا استمرت مشكلة الظلم دون حل باستمرار
قال كريستوفر :
"في الوضع الحاليّ للطب الحدیث، لا یزال لدى البشریة الكثیر لتعَلُّمِه عن كیفیة معالجة الأمراض وتصحیح حالات قصور أجهزة الجسد رغم ذلك، فإن ما لا یظهر عندما یزور المرء طبیب قلب أو أمراض باطنة أو
عظام هو الروح، وهو ما لیس بصدفة لأنها_من الناحیة التشریحیة-لا توجد هذا یعني أنه لا توجد مطلقًا أي أدلة إمبریقیة على وجود الروح، لیس فقط في البشر بل وفي أي حیوان آخر على الكوكب یجد المؤمنون الدینیون على الأرجح هذه النقطة واضحة وغیر مستحقة للالتفات لأن الروح بنیة فوق طبیعیةص87 وقال أيضا:
بعبارة أخرى، فإن الشك الشدید في وجود الروح في الواقع الموضوعي لا یعني أن الآلهة كذلك لا یوجدون، بل بالأحرى أن وجودهم یصیر نقطة جدال على نحو وثیق عندما یكون مسرح الأبدیة لم یعد ضمن الحُسبان ص88
كريستوفر هنا ينكر وجود الروح أى النفس لعدم وجودها جسمانيا وهو بهذا ينكر وجوده روحك هى الكلام الذى يتردد داخلك كلامك الذى كتبته هنا فهل هذا الكلام كان قبل خروجه على لسانك ويدك شيئا تعرفه الحواس الخمسة ؟
الرجل ينكر نفسه الشىء الوحيد الذى يتوقف عند توقف الجسم هو الكلام الداخلى
السؤال للرجل وأمثاله ماذا يحدث عندما تذبح دجاج أو بقرة أو خروف أو غير ذلك ؟
الجسد موجود بعد الذبح وهو القتل ولكن أين علامات الحياة فى تلك الأجساد لا حركة ولا صوت ؟
الحياة أى الروح اى النفس سحبت من الجسد ومع هذا بقى الجسد ثابت لا يتحرك أليس هذا دليلا على أن فى تلك الحيوانات شىء مختلف عن الجسم هو الذى تركها ورحل إن كنتم تنكرون ذلك فيجب أن ننكر وجودكم ولا نكلمكم لأنكم لا وجود لكم فأنتم مجرد أجساد لا روح فيها
قال كريستوفر:
لقد استعرضنا ثلاثة تفنیدات مستقلة للاعتقاد الدیني، كلٌّ منها یستهدف نقاط ضعف مختلفة یجب أن یُشار إلى أن إنشاءنا لثلاث جدلیات ضد الاعتقاد الدیني لا یُقَصد به بأي نحوٍ الإشارة الضمنیة إلى أن هذه قائمة شاملة جامعة مانعة إن جدلیاتٍ واعتباراتٍ أخرى تركز على هذه الجوانب وجوانب غیرها للاعتقاد الدیني ممكنة بالتأكید لقد قُصِد من الجدلیات التي قد غطیناها أن تقدم تنوعًا: جدلیة الأسس تهاجم الاعتقاد الدیني في افتراضاته وأرضیته النظریة، والجدلیة العملیة تكافح الاعتقاد الدیني من منظورٍ عملي بدون الانشغال بالخوض في طبیعته النظریة،ص91
هنا الرجل يظن أنه فند الاعتقاد فى الله والروح والدين وهو لم يقدم أدلة على ضعف الثلاث فكل ما فعله هو أنه جعل نفسه لا تدرى هل ما يقوله صحيح أم لا فهو يقدم رجل ويؤخر رجل لأنه لا يعرف
قال كريستوفر:
"ترك الاعتقاد الدیني یسبب شعورا مدهشًا بالراحة عندما یكون الشخص قد حقق مستوى مقبولًا من الیقین الفكريّ فیما یتعلق باستنتاجاته في الاعتقاد الدیني تُمزَّق النفس إلى الجسد الفیزیائي والروح، أحدهما یحوز حق الدخول إلى ممالك مجهولة في الواقع، فإن الوجود نفسه یتم تقسیمه إلى الفیزیائي والغیبي السحري، ویقبل المرء عجزا كاملًا في محاولة فهم الأخیر إن نتیجة جانبیة لاتباع والمشاركة في الاعتقاد الدیني هي أحلام الیقظة فكر وانتظار السحر المعجزات لتأتي لتعمل على التأثیر على الحالم بعبارة أخرى، فإن تقسیم نفس المرء والتوقعات على غرار هذه الفقرة یمیل إلى جعل الشخص یَقْنَعُ بالجلوس والانتظار، متوقعًا دومًا أنه على نحوٍ ما وفي مكانٍ ما ستجده وتأتي إلیه أهدافه عند نبذ الاعتقاد الدیني، فإن كل هذه الأماكن والنسخ الغیبیة للنفس تتجمع وتتحد،ویشعر العقل بقوةِ كونِه أصبح حاضرا وواعیًا بأعلى درجة إنه شعورٌ ممدٌّ بالقوة والإثارة بالتزود بالقوة والوضوح والذي لا یتوقعه معظم الناس فرغم كل شيء، فإن الأدیان تؤدي مهمتها جیدًا فیما یتعلق بجعل الحیاة بدونها تبدو مروعة وخالیة، لكن حالما یتحدى المرء على نحو حاسم ذلك الزعم في أن یُثبَت، فإن جیشان الشعور بتجمع وتوحد الذات الذي یفیض ویجري داخل الشخص حقا لا یُنسَى ص94
فى هذه الفقرة يظن الرجل أنه تخلص من الاعتقاد الدينى وهو واهم لأنه جعل نصف كتابه يتحدث عن أخلاق الملحد المطلوبة وكيفية الوصول لها تحت عناوين مثل إعادة بناء الهوية ومكان الشخص فى الكون ومكان الشخص فى المجتمع ومكان الشخص بالنسبة للنفس فشرع لنفسه حلالا وحراما مثقل حرمة إيذاء الغير ومن ثم فالرجل عاد للاعتقاد الدينى الذى عبارة عن الحلال والحرام عند الشخص
الرجل أيضا زعم أنه تخلصه من الاعتقاد الدينى جعله مستريحا مطمئنا وهو كلام يناقض انشغاله بإعادة بناء الهوية ومعرفة الصواب من الخطأ فى السلوك فلو كان مستريحا بالفعل ما شرع حراما وحلالا كعدم ايذاء الغير واستثنى من يريد أذيته من عدم الإيذاء
الراحة تعنى ألا تنشغل بمعرفة الصواب من الخطأ وإنما تكون كالآلة تنفذ على الفور لمعرفتها بالبرمجة الصواب من الخطأ
قال كريستوفر:
إحدى النتائج الطبیعیة الحتمیة لخبرة الشعور باتحاد وتجمع النفس هي تقدیر المرء المتزاید للوقت، خاصة الوقت الذي لدیه لیعیشه فبحرق السفن الوهمیة الخاصة بهروبه المستقبلي من الموت إلى الخلود، فإن المرء یشعر بأنه ملزَم بالفعل في الحاضر لاكتشاف العالم وعلاج العلل والمحن وجوانب الظلم التي قد یدركها عَیْشُ ص107اللحظةِ لیس تعبیرا عن اللامبالاة بأي شيء قد یحدث في المستقبل، بالأحرى فإنه یعبر عن قبول الحاضر أبدًا، باعتباره الموقع الزمني الوحید الذي سیوجد فیه أي أحد على الإطلاق إن الغد لا یأتي حقا أبدا وحتى اللحظة التي مرت للتو قد مضت ولن تعود العیش في اللحظة یدل على الاعتراف بهذا التقسیم للزمن ص108
الرجل هنا ينكر الخلود أى المستقبل فلا يوجد عنده مستقبل أى غد فهو يعيش اللحظة الآنية ومع هذا يقول أنه يعيش لاكتشاف العالم وعلاج العلل والمحن وجوانب الظلم فالعلاج يحتاج لاجراءات مستقبلية أى خطوات زمنية لا يمكن أن تتم فى اللحظة التى يعيشها صاحبنا فكيف لا يكون هناك مستقبل وهو عندما يصنع تجربة تحتاج لفترة زمنية لا يمكن أن تكفيها اللحظة التى يبدأ فيها وإنما تحتاج للغد وما بعد الغد مثلا تجربة إنبات حبة الفول أو غيرها من الحبوب تحتاج ليومين أو ثلاث حتى تنبت
الرجل هنا ينكر التخطيط تماما لأى شىء بانكاره وجود المستقبل
ونلاحظ أن مبدأ الرجل عيش اللحظة يتعارض مع إرادته علاج العلل والمحن وجوانب الظلم فعيش اللحظة يعنى البحث عن السعادة فى تلك اللحظة والعلاج يبعد الإنسان عن عيش اللحظة فيجعله يعيش الألم والوجع ولا يسعد
قال كريستوفر:
إن الأسئلة بخصوص الانفجار العظیم وحدود الكون محیرة مثیرة للدوار لأن مقیاسها یعتبر العقل البشري مقارنة به قزمًا تمامًا في تاریخهم القصیر، فإن البشریة قد حازوا مؤخراً فقط القدرة على مد حواسهم على نحو مقصود إلى ما هو خارج كوكب الأرض والكثير جدا من التقدم في المعرفة البشریة فیما یتعلق بالانفجار العظیم قد حدث في آخر خمسین سنة على نحو غیر مفاجئ، فإن التقدم حاد الارتفاع في المعرفة فیما یتعلق بنشأة الكون تتوافق مع تطور وتحسن الأدوات ذوات القوة والحساسیة، وخاصة تكنولوجي تقنیة الكمبیوتر إن سرعة معالجة الكمبیوترات للبیانات قد أتاحت ملاحظات وحسابات كانت سابقًا مستحیلة، سواءً بسبب السرعة المتطلبة للملاحظة التي ستحدث ستكون أسرع للغایة من قدرة العین البشریة لتقیسها وتلاحظها بدقة أو بسبب أن كم البیانات التي سیحتاج المرء إلى تحلیلها في التجربة ستكون أضخم بكثیر من أن تُجمَع في كم معقول واقعي من الوقت ی ص132
فى هذه الفقرة ينقض الرجل مقولة الاثبات عن طريق الحواس الخمسة فى قوله:
"ما فوق الطبیعة الفیزیائیة الغیبي مملكة توجد فرضيا فوق الطبيعة الفيزيائية ولا یمكن الإحساس بها بحواس الجسد الخمسة إن التعریف مسهب لأنه لو كان شيء یوجد فوق الطبیعة، فإنه لا یمكن بطبیعته الشعور به بالحواس الخمس رغم ذلك، فإن انعدام الفائدة التام لحواس الإنسان عندما یتعلق الأمر بتأكید ما فوق الطبیعي قد تُضُمِنَ بوضوح كما سیُرى في مناقشة مفهوم ما فوق الطبیعي في التعریف لأنه أكثر أهمیة من مجرد تركه متضمَّنًا ضمن الفصل التالي ص15حيث يعطى للحاسوب الاثبات نظرا لعجز العين البشرية
قال كريستوفر:
"بعبارة أخرى، ستستمر نظریة الانفجار العظیم في تحسینها وصیاغتها خلال السنوات القادمة أما حال أحدث ما وصلت إلیه المعرفة العلمیة مع وجود علامة استفهام كبیرة في مركزها، والتي یعجز التصور عن تفسیرها بسبب كلٍّ من مسافتها الزمنیة واستعصائها على الملاحظة لقد اقتُرِحَتْ الكثیر من الأفكار لمحاولة صیاغة البیانات المتاحة في إطار یفسر لیس فقط المُفرَدة بل وكذلك ما وُجِد قبلها وخارجها یُحتمَل أن هناك حدا لما یمكن للعلم فهمه في هذا الخصوص إن لا یستطع اختراع وسیلة لمد حواس الإنسان على نحوٍ ما خارج الكون نفسه، وهي فكرة تبدو هي نفسها غیر مفهومة رغم ذلك، فإن اتجاه البشریة الحاليّ الخاص بزیادة سرعة معالجة الكمبیوترات للبیانات على نحوٍ هائل وحساسیة الآلات والأدوات العلمیة یمكنه تقویة احتمالات الحصول على تفسیرات مقبولة بالفعل في المستقبل على تلك الأسئلة التي تبدو مستحیلة الإجابة الآن فرغم كل شيء،فلا أحد كان یمكنه تصور أن العلماء سیتمكنون من تحدید ومعرفة كل ما لدیهم حاليا عن المسألة بقدر ما وصل إلیه العلم فیها الآن ص132و133
يكرر الرجل نفس الخطأ وهو الاعتماد على غير الحواس الخمسة فى إثبات وجود الشىء وهو تناقض فى المنهج فالحواسيب لا يمكنها أن تثبت شىء وهى على الأرض خارج الأرض
قال كريستوفر:
"لتفسیر كیفیة بدایة الحیاة على الأرض، على نحو عن هذه المسألة لا توجد نظریة علمیة واحدة مفضلة حصر رئیسي لأن هناك طرق عدیدة معروفة كوسائل عملیة یمكن بها نشوء المواد العضویة من مواد غیر عضویة إحدى هذه السیناریوهات هو ما یُعرَف بالحساء البدائي، والذي یصف أرضًا عتیقة بدائیة، غیر معروفة للإنسان، أمكن فیها لمكونات الغلاف الجوي والماء مع الشحنات الكهربیة للبرق إنتاج أحماضٍ أَمَیْنِیَّة، وحدةُ بناءٍ للحیاة العثور مؤخرا ًعلى جزیئات عضویة معقدة في النیازك والغبار الكوني قد كشف بأن مثل تلك المواد لیست بهذه الندرة في الكون كما كان قد اعتُقِدَ قدیمًا ما بین احتمالیة تكونها من تفاعلات كیمیائیة أرضیة عدیدة أو احتمالیة قدومها في أشیاء فضائیة، فإن تفسیر كیفیة إمكان نشوء الجزیئات العضویة في ومن مواد غیر عضویة لیس صعبًا على نحو مدهش ص133
يعترف هنا الرجل بوجود بداية للحياة فى الكون وهو ما يناقض كلامه عن الأولية التى تكون فكرة مقبولة لرفض فكرة الإله وهو قوله: "فالجدلیة تقدم حل كان كل ما یُستلزَم لسد الثغرة المنطقیة المتعلقة بسبب الكون هو لحظة تحكمیة للتسبب الذاتي، فیمكن أن یُجادَل بأن الكون قد سبَّب نفسه أو أن المادة والكون أزلیان مثل هذا التفسیر سیكون ذا قوة مساویة، وأكثر اقتصادًا في فرضیته، وبالتالي أكثر تفوقًا أي أنه لو كان التسبب الذاتي هو ما نتناوله، فإنه مفضَّلٌ منطق نتخلص من الوسیط السمسار"ص 54
ويكرر الرجل اعترافه بوجود بداية للكون فى قوله:
عند تلك المرحلة آنذاك، جاء الكون ثم الحیاة الأولیة البدائیة كلاهما إلى الوجود إذن، كیف جاء البشر إلى هنا؟ الإجابة هي نظریة التطور العلمیة، والتي هي تفسیر مؤید تمامًا وللغایة بالأدلة لتفسیر تنوع أشكال الحیاة، بما في ذلك نشأة وأصل الإنسان فبناءً على مقارنة سجلات المتحجرات وتسلسلات الحمض النووي منزوع والتركیبات التشریحیة، یؤكد علماء الأحیاء في العصر الحدیث أن أشكال الحیاة المعقدة dna الأُكْسُجِين المتنوعة الموجودة على الكوكب الیوم قد تطورت في الحقیقة من خلایا بدائیة بسیطة، والتي وُجدت منذ حوالَيْ3.5 إلى ٤ ملیارات سنة ماضیة على نحوٍ واضحٍ، فإن هذه الكائنات الأولى كانت أبسط أشكال الحیاة، لكن كونها طورت القدرة على التكاثر والانقسام الخلويّ أدت آخر الأمر إلى التنوع الجدیر بالملاحظة لأشكال الحیاة الموجودة على الكوكب الیوم وكما مع استقلال كلٍّ من نظریة الانفجار العظیم ونظریة النشوء الذاتي، فما إذا كانت هذه الخلایا الأولى قد تشكلت بالنشوء الذاتي غیر ذي صلة بفهم التطور، لم تُصمَّم وتُصَغ نظریة التطور أن تتطور إلى مثل هذا التنوع الكثیر لتفسیر وجود الحیاة، بل هي تفسیر لكیف أمكن للحیاة الموجودة فعليا للغایة ص135
نلاحظ الجنون الذى يتعارض مع المنهج العلمى فالرجل يتكلم عما حدث للكون فى البدايات من تطورات ويتكلم عن شىء حدث منذ ثلاثة ونصف مليار سنة إلى أربعة مليار يعنى أشياء لا يمكن أن تثبتها الحواس الخمسة ولا حتى الآلات التى اخترعها الإنسان
الرجل ينكر الله لأن الحواس الخمسة لا تدركه ويثبت وجود بدايات الكون وتطوراتها رغم أن الحواس الخمسة لا تدركه أليس هذا تناقض فى المنهج فإما تصدق الكل او تنكر الكل؟