رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب ذم القضاء وتقلد الأحكام
الكتاب تأليف جلال الدين السيوطي وفى مقدمته قال:
"هذا جزء في الأحاديث الواردة في ذم القضاء وتقلد الأحكام."
والآن لذكر الروايات:
"الأحاديث الوارد في تقلد القضاء:
112 - قال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا ابن نمير عن فضيل بن غزوان، عن محمد الراسبي عن بشير بن عاصم قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عهده فقال: لا حاجة لي فيه إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر على شفر جهنم فمن كان مطيعا تناوله الله بيمينه ينجيه، ومن عصى الله انخرق به الجسر إلى وادي لجهنم من نار يلتهب التهابا" فأرسل عمر أبي ذر وسلمان، فقال لأبي ذر: أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم والله وبعد الوادى واد آخر من نار.قال: وسأل سلمان فكره أن يخبره، فقال عمر: من يأخذها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وعينيه أمرغ خده إلى الأرض وقال حدثنا وكيع حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن أن النبي- صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلا فقال: يا رسول الله، خر لي؟ قال: "اجلس"
الرواية لم يقلها النبى(ص) لأن الخطأ فيها وجود الجسر وهو الصراط على النار وهو يخالف أن دخول النار يكون من الأبواب مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " .
114 - وحدثنا وكيع حدثنا سفيان عن هارون الخضرمي عن أبي بكر أن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- استعمل رجلا فقال: يا أمير المؤمنين أشر على؟
قال: "اجلس واكتم على"
ليس فى الرواية ما بشير إلى شىء يخص القضاء بالإباحة أو الحرمة
115 - وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي وائل شقيق بن سلمة أن عمر ابن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- استعمل بشر بن عاصم إلى صدقات ***** فتخلف بشر فلقيه عمر فقال: ما خلفك أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ولى شيئا من أمور المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا قال: فخرج عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر فقال: ما لي أراك كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يقول من ولى شيئا من أمور المسلمين جيء به حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر يهوي فيه سبعين خريفا.قال أبو ذر: أما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. قال: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
من ولى أحدا من الناس أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر يهوي فيه سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة".
فأي الحديثين أوجع قلبك؟
قال: كلاهما أوجع قلبي فمن يأخذها بما فيها؟
قال أبو ذر: من سلت أنفه وألصق خده بالأرض."
نفس الرواية الأولى التى لم يقلها النبى(ص) لأن الخطأ فيها وجود الجسر وهو الصراط على النار وهو يخالف أن دخول النار يكون من الأبواب مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها "
116 - وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليوشك رجل أن يتمنى أنه خر الثريا ولم يل أمر الناس شيئا"
الخرور من الثريا يتناقض مع التعلق فيها فى الرواية التالية:
117 - وأخرج أحمد وأبو يعلى والبزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملا"
نصيحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر
118 - وأخرج أحمد والحاكم عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، فلا تأمرن على اثنين، ولا تولين على مال يتيم"
المستفاد وجوب نصيحة الأخ المسلم الا يتولى شىء إن كان يعرف ضعفه
119 - وأخرج الأربعة والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسوال الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جعل قاضيا فكأنما ذبح بغير سكين"
الخطأ أن من عين قاضى فقد ذبح وبالقطع القاضى هو من يذبح نفسه أو ينجيها وليس من عينه لأنه هو من يحكم بالعدل أو الظلم وعلى حسب حكمه يدخل هذا أو ذاك وفى هذا قال تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى"فالمعين ليس ذابحا له وإنما القاضى هو من يذبح نفسه بظلمه كما قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
120 - وأخرج الحاكم عن أبي ذر قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمرني قال: "إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة"
سبق الكلام عن الرواية
"شدة حساب القاضي العدل:
121 - وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند جيد عن عائشة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب، ما يتمنى أن لم يقض بين اثنين في تمرة فقط".
الخط ان القاضى العدل يلقى من شدة الحساب، ما يتمنى أن لم يقض بين اثنين في تمرة فقط وهو ما يخالف أن كل مسلم قاض أو غيره حسابه يسير أى سهل كما قال تعالى" فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا"
122 - وأخرج ابن ماجه والبزار عن ابن مسعود يرفعه قال: "يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم فإن أمر به وقع يهوي سبعين خريفا فيها" ولفظ ابن ماجه "أربعين خريفا"
الروايات متناقضة فى العدد والخطأ فيها هو أن دخول جهنم يكون من أعلاها وهو ما يخالف أن دخوبها يكون من الأبواب وليسبالسقوط من اعلى وفى هذا قال تعالى " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " .
123 - وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حشر وملك يقفاه حتى يقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله فإن قيل له ألقه ألقاه كي يهوي أربعين خريفا"
نفس الخطأ السابق وهو أن دخول جهنم بالإلقاء من أعلى بينما الدخول يكون من الأبواب كما قال تعالى وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"
"حكم من قضى بجور أو جهل
124 - وأخرج أبو يعلى والبزار والطبراني بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن وهب أن عثمان قال لابن عمر: اذهب قاضيا قال: أو تعفيني
125 - وأخرج الطبراني عن نافع قال: لما قتل عثمان جاء علي إلى ابن عمر فقال: إنك محبوب في الناس فسر إلى الشام.فقال ابن عمر: بقرابتي وصحبتي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وللرحم الذي بيننا إلا أعفيتني. فلم يعاوده "
المستفاد من الروايات جواز أن يطلب من اختاره الوالى قاضيا أن يعفيه من مسك الوظيفة وجواز اعفاء الوالى له إن وجد غيره فإن لم يجد غيره وجبت توليته لكون الأفضل
126 - وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن حيان الصدائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في الإمارة لمسلم"
الخطأ أن لا خير في الإمارة لمسلم ولا يمكن للرسول0ص) أن يقول هذا لأن معناه ان يتولى القضاء بين المسلمين الكفار ومعناهأن يتولى الكفار حكم بلاد المسلمين وهو ما يناقض وجوب أن يتحاكم المسلمين إلى بعضهم كما قال تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"
127 - وأخرج أبو يعلى والطبراني في الأوسط عن عائشة سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء ويل للأمناء، ليأتين يوم علي أحدهم ود أنه يعلق بالنجم، وأنه لم يل عملا"
سبق ذكر الرواية والتعليق عليها
أول الأمارة ملامة
128 - وأخرج الطبراني عن معاوية بن أبي سفيان سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الإمارة فقال: "أول الأمارة ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من رحم وعدل".قال: هكذا وهكذا مثله بيده بالمال ثم سكت ثم قال: "كيف بالعدل مع ذوي القربى؟! "
المستفاد الإمارة إما جالبة لعقاب الله أو ثوابه
أن أكثر من يجعلون القاضى يظلم أقاربه
129 - وأخرج أيضا من حديث عوف بن مالك وأبي هريرة رجلا على الصدقة فقال يا رسول الله اخترلي؟ فقال: "اجلس في بيتك"
المستفاد نصيحة المسلم للمسلم إذا عرف منه ضعفا تجاه العدل واجبة
130 - وأخرج أحمد بن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من رجل يلي عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه يفكه بره أو يوبقه إثمه".
الخطأ فى الروايات والروايات الخمس القادمة مجىء الوالى عادلا أو ظالما مغلولا مقيدا يوم القيامة وهو ما يحالف أنه يأتى كمل كان فى الدنيا دون قيود كما قال تعالى " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
131 - وأخرج أحمد مثله من حديث عباده بن الصامت وسعد بن عباده بلفظ "إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا الله"
132 - وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ثوبان
133 - وأخرج الطبراني في الأوسط عن بريدة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أمير عشرة إلا أتى الله يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه فإن كان محسنا فك عنه، وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله"
134 - وأخرج البزار من حديث أبي هريرة مثله
135 - وأخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن ابن عباس يرفعه: "ما من رجل ولى عشرة إلا أتى الله يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه حتى يقضي بينه وبينهم".
136 - وأخرج في الأوسط عنه، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ولى عشرة فحكم بينهم بما أحبوا، أو كرهوا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه؛ فإن كان حكم بما أنزل الله لم يجر في حكمه ولم يرتش أطلقت يمينه"
وروايات العشرة يناقصها رواية الثلاثة التالية:
137 - وأخرج في الأوسط أيضا عن أبي الدرداء سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ولي ثلاثة إلا لقى الله مغلولة يمينه فكه عدله أو غله جوره"
138 - وأخرج تمام في فوائد وابن عساكر في تاريخه عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا، وكذا، ثم جعلتني في أس كنيف؟ قال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة"
الخبل هنا شكوى الحجر من كونه حجر فى كنيف وهو مكان التبول والبراز والشكوى لا تكون إلا من الناس
هل القضاة أول من يدعى للحساب؟
139 - وأخرج الدينوري في المجالسة عن محمد بن رافع قال: "بلغني أن أول من يدعى للحساب يوم القيامة القضاة"
الخطأ أن أول من يحاسبون القضاة وهو ما يخالف أن كل الناس بأعمالهم الوظيفية المختلفة يحاسبون معا فى وقت واحد حيث يتسلم كل منهم كتابه بيمينه أو يساره ليروا عملهم كما قال تعالى " يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وقال:
"يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا"
140 - وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال: "لو خيرت بين القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي"
المستفاد ان بعض الناس يمتنعون عن مسك القضاء حتى ولو قتلوا
141 - وأخرج أبو نعيم في الحلية عن طريق عبد الرزاق عن أبيه قال قلت لوهب بن منبه نرى الرؤيا فتخبرنا بها فلا تلبث أن نراها؟! قال: ذهب ذاك عني منذ وليت القضاء.قال عبد الرازق: حديث به عن معمر فقال: "والحسن بعد ما ولى القضاء لم يجدوا فهمه"
الخطا قدرة الرجل على تفسير الرؤى وهو ما يخالف أن هذه معجزة خاصة بالرسل(ص) عن طريق الوحى وقد توقفت ألايات وهى المعجزات منذ عسر النبى الخير(ص) بقوله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
رجل يحب أن يحشر مع العلماء
142 - وأخرج ابن عساكر عن أبي زرعة الثقفي قال: "عرض يحيى ابن خالد القضاء على عبد الله بن وهب المصري فكتب إليه: إني لم أكتب العلم أريد أن أحشر في زمرة القضاة، ولكني كتبت العلم أريد أن أحشر به في زمرة العلماء"
المتلكم لم يفهم ماهية العلم لأنه قضاء عام لأنه يبين للناس أحكام الله فإن بينها كما يجب كان قاضيا عادلا وإن بينها أى فسرها خطأ كان قاضيا ظالما
143 - وقال صاحب المغرب: ذكر في المسهب أن الأمر عبد الرحمن استدعى عبد الملك بن حبيب للقضاء، وقد أعياه أمر القضاء فاستعفى وكتب إليه:خليفة الله أقلني فما ... أصلح والرحمن للحكم
إما غشوم أو ضعيف فما ... ننقمك في الحالين من أمم
وأنت مأخوذ بذنبي وما ... غيري بنفسي مشبه علمي
فاستحسن الخليفة ذلك وقال:
هكذا يكون الناس، لا قوم تضرب وجوه لهم ضرب غرائب الإبل عن الخطط، وهم يتهافتون عليها تهافت الفراس"
المستفاد من عرف من نفسه أنه يظلم إذا عمل قاضيا وجب عليه الاستعفاء من القضاء
فرار السلف الصالح من القضاء
144 - وقال الدينوري في المجالسة: حدثنا أحمد بن عيسى وعلي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب السختياني قال:لما مات عبد الرحمن بن أذينة، ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة. قال أيوب: فلقيته بعد ذلك فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر فما سعى أن يسبح حتى يغرق"
المستفاد هروب من لا يقدر على القضاء العادل من القضاء
145 - أخرجه ابن سعد في الطبقات
146 - وفي كتاب عقلاء المجانين بسنده عن محمد بن يحيى البصري قال: دعا المنصور أبا حنيفة والثوري ومسعرا وشريكا ليوليهم القضاء، فقال أبو حنيفة: أتحامق فيكم تحميقا، أما أنا فأحتال فأخلص.
وأما مسعر فيتجاني فيخلص، وأما سفيان فيهرب.
وأما شريك فيقع، فلما دخلوا عليه، قال أبو حنيفة: أنا رجل مولى، ولست من العرب، ولا تكاد العرب ترضى بأن أكون عليهم مولى، ومع ذلك فإني لا أصلح لهذا الأمر، فإن كنت صادقا في قولي فلا أصلح له، وإن كنت كاذبا فلا يجوز لك أن تولى كاذبا دماء المسلمين وفروجهم.
وأما سفيان فأدركه المشخص في طريقه فذهب لحاجته، وانصرف ينتظر فراغه، فبصر سفيان بسفينة فقال للملاح: إن مكنتني من سفينتك، وإلا أذبح بغير سكين تأول قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين" فأخفاه الملاح تحت السارية وأما مسعر فدخل على المنصور فقال له: هات يدك كيف أنت، وأولادك، ودوابك؟ فقال: أخرجوه فإنه مجنون وأما شريك فقال له المنصور: تقلد القضاء. قال: أنا رجل خفيف الدماغ. قال: تقلد وعليك العصيد والنبيذ الشديد حتى يرجح عقلك فتقلد، فهجره الثوري، وقال: أمكنك الهرب فلم تهرب "
حكايات للتسلية فإن هرب هؤلاء العلماء من القضاء فقد وجب على ألأمة أن تنهارلأن خيارها هربوا من واجبهم
147 - وفيه أيضا بسنده عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: كتب الخليفة إلى عبد الله بن وهب في قضاء مصر، فتجنن نفسه، ولزم بيته، فأطلع عليه راشد بن سعيد، وهو يتوضأ في صحن داره فقال: أبا محمد، ألا تخرج بين الناس فتحكم بينهم بكتاب الله وسنة رسوله، وقد جننت نفسك، ولزمت نفسك بيتك، فرفع إليه رأسه، وقال: إلى هنا انتهي عقلك أما علمت أن العلماء يحشرون مع الأنبياء والمرسلين، والقضاة يحشرون مع السلاطين"
كلام خاطىء فالعلماء بهضهم يحشر لجهنم كما يحشر بعض القضاة إلى جهنم والبعض يخشرون إلى الجنة من الجانبين فليس مجرد اطلاق لفظ العالم يدخل الجنة ولا لفظ القاضى يدخل النار
148 - وفيه أيضا بسنده إلى أبي معشر
أن رجلا آلى بيمين أن لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس، فلما قاسى من بلاء النساء فاستشار تسعا وتسعين نفسا، فبقى واحد فخرج على أن يسأل أول من يطرأ عليه، فرأى مجنونا قد اتخذ قلادة من عظم، وسود وجهه، وركب قصبة، وأخذ رمحه، فسلم عليه وقال: مسألة؟ قال: اسأل ما يعنيك، وإياك وما لا يعنيك، واحذر رمحة هذا الفرس قال: فقلت: مجنون والله، ثم قلت: إني رجل لقيت من النساء بلاء، وآليت أن لا أتزوج حتى أستشير مائة نفس، وأنت تمام المائة، فقال: أعلم أن النساء ثلائة واحدة لك، وواحدة عليك، وواحدة لا لك ولا عليك، فأما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك، إن رأت خيرا حمدت، وإن رأت شرا، قالت: كل الرجال كذا وأما التي عليك ولا لك، فامرأة لها ولد من غيرك، فهي التي تسلخ الزوج وتجمع لولدها وأما التي لا لك ولا عليك، فامرأة تزوجت زوجا قبلك إن رأت خيرا قالت هكذا يجب، وإن رأت شرا حنت لزوجها الأول، قال: فقلت: نشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى؟ قال: ألم أشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك؟! فأقسمت عليه، فقال: إني طلبت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء "
المستفاد من الحكاية الهرب من تولى القضاء إذا عرف المختار أنه يظلم غيره ونفسه
وتحت العنوان أحوال القضاة في بني إسرائيل حكى السيوطى حكاية واحدة عن بنى إسرائبا ثم عدة حكايات معظمها إن لم يكن كلها لم تحدث أو بها عيوب تبين كونها موضوعة فقال:
أحوال القضاة في بني إسرائيل
149 - وأخرج عبد بن الحكم في فتوح مصر عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم قال:"كانت القضاة في زمن بني إسرائيل إذا كان لا يأخذه في الله لومة لائم لم يسلط على جسده البلاء، ولا دابة تأكل ثيابه قد يبست عليه لا تبلى، وكان عائد منهم على ذلك، وكانوا في ذلك الزمان يجعل بعضهم على البعض في البيوت، وبعضهم في الصناديق، فآتاه أخ له فقال: ادع به أصلى عليه، فآتاه به فإذا بدابة خرقت الكفن حتى خرجت من أذنه، فأحزنه ذلك، فلما نام لقته روح صاحبه فقالت: يا أخى، رأيت حزنك على الدابة التي خرجت من أذني، تحمد الله لشيء تكرهه، جلس إلى رجلان أحدهما لي فيه هوى، والآخر لا هوى فيه فكان أصغى إلي ذى الهوى، ولم يكن أصغى إلى الآخر"
بالقطع لم يكن العذاب دنيويا فى الحال فى بنى إسرائيل بدليل مثلا أن القتلة فى قصة البقرة لم يعاقبوا من الله إلا بعد ذبح البقرة وإحياء القتيل فلو كانوا يعرف من فعل ذنب بنزول العقاب ما كان هناك حاجة لذبح البقرة وبدليل أن أهل السبت ظلوا أسابيع كثيرة يصطادون فى السبت حتى عاقبهم الله بتجويلهم لقردة
150 - وقال القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول، أورده ابن النجار في تاريخه.
تركت القضاء لأهل القضاء ... وأقبلت أسعى إلى الآخره
فإن يك فخرا جليل الثنا ... فقد نلت منه يدا فاخره
وإن يك وزرا فأبعد به ... ولا خير في نعمة وازره
151 - ابن دريد في أماليه: أنبأنا السكن بن سعيد عن أبيه عن ابن الكلبي قال: بلغني أن عليا (رضي الله تعالى عنه قال: أبغض خلق الله عز وجل رجل قمش علما عمى عما في غيب الهداية، سماه أشباهه من الناس عالما، ولم يع في العلماء يوما سالما، جد فاستكثر، قليل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن، واكتنز من غير طائل قعد بين الناس قاضيا، فهو من قطع الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يعلم إذا أخطأ، لأنه لا يعلم أخطأ أم أصاب، خباط عشوات، ركاب جهالات، لا يعتذر مما يعلم فيسلم، لا يقضى في العلم بضرس قاطع، يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم، تبكي منه الدماء، وتصرخ منه المراريت، ويستحل بقضائه الفروج الحرام، لا يلي أضداد ما ورد عليه، ولا أهل لما فرط له)
بالقطع هذا الكلام المسجوع الكثير لا يمكن أن يصدر عن على
152 - مجموع للقاضي أبي الحسين أحمد بن أبي حسن علي بن الرشيد ابن الزبير قال: كان أبو هارون يونس بن عبد الأعلى ممن يتبرك به، فقال له القاضي بكار: يا أبا هارون من أين المعيشة؟ قال: من وقف وقفه أبي، قال له بكار: فيكفيك؟ قال: تكفيت به، وقد سأل القاضي وأسأله؟ قال: سل، ركب القاضي دين البصرة حتى تولى بسببه القاضي قال: لا قال افرزق القاضي ولدا أحوجه أتى ذلك؟ قال: ما نكحت قط قال له: أفعيالك كثرة؟ قال: لا، قال: فأجبره السلطان وعرض عليه العذاب، وخوفه حتى ولى؟ قال: لا قال: أفضربت آباط الإبل من البصرة إلى مصر لغير حاجة، ولا ضرورة فيه علي لا دخلت إليك أبدا ثم انفرد عنه، ولم يعد إليه "
الخبل هنا هو التبرك بالرجل فلا يوجد شىء اسمع التبرك ببعض الناس لانتهاء زمن الآيات وهى المعجزات كما سبق القول منذ بعث محمد(ص)
153 - وأخرج ابن سعد عن يحيى بن سعيد قال:
استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يهنئونه فقال: أتهنئوني بالقضاء، وقد جعلت على رأسي مهواة مذلتها أسرع من عدن أبين، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدلول رغبة عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة وحرصا عليه"
رواية لم يقلها الصحابى لأن تكره الناس جميعا فى القضاء ومن ثم يلى الكفار القضاء بين المسلمين وهو ما حرمه اللخ كما سبق القول
154 - وأخرج ابن النجار في تاريخه عن يحيى بن معين قال: لما رجع الرشيد من الحج نزل الكوفة فدعا وكيع بن الجراح وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث فلما دخلوا عليه أجلس وكيعا عن يمينه، وعبد الله عن يساره، وحفصا بين يديه، ثم أقبل على وكيع فقال له: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل صاحب حديث، وآثار، ولا علم لي بالقضاء. فقال لعبد الله: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا مولى، والمولى لا يصلح أن يكون قاضيا، فأقبل على حفص بن غياث فقال له: تلي القضاء، وإلا ضربتكم بالسياط، فأمسك حفص فأخذ بيده فأدخل خزانة الكسوة، فألبس السواد وسيف بحمائل، قال: وكانت القضاة إذ ذاك تلبس له هارون الرشيدي، أمضى حداك ورب الكعبة، فلما خرج إلى الباب، وركب وكان بهلول بالباب فغذا بين يديه، وهو يقول: من أراد أن ينظر إلى عروس في دنيا، بطال في آخرته، فلينظر إلى حفص فبكى حتى دخل المسجد "
حكاية شبيهة بحكاية أبو حنيفة وهروب العدول من الحكم يعنى أنهم يتركون دولة المسلمين تنهار حتى يحكمها الكفار
الكتاب تأليف جلال الدين السيوطي وفى مقدمته قال:
"هذا جزء في الأحاديث الواردة في ذم القضاء وتقلد الأحكام."
والآن لذكر الروايات:
"الأحاديث الوارد في تقلد القضاء:
112 - قال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا ابن نمير عن فضيل بن غزوان، عن محمد الراسبي عن بشير بن عاصم قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عهده فقال: لا حاجة لي فيه إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر على شفر جهنم فمن كان مطيعا تناوله الله بيمينه ينجيه، ومن عصى الله انخرق به الجسر إلى وادي لجهنم من نار يلتهب التهابا" فأرسل عمر أبي ذر وسلمان، فقال لأبي ذر: أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم والله وبعد الوادى واد آخر من نار.قال: وسأل سلمان فكره أن يخبره، فقال عمر: من يأخذها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وعينيه أمرغ خده إلى الأرض وقال حدثنا وكيع حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن أن النبي- صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلا فقال: يا رسول الله، خر لي؟ قال: "اجلس"
الرواية لم يقلها النبى(ص) لأن الخطأ فيها وجود الجسر وهو الصراط على النار وهو يخالف أن دخول النار يكون من الأبواب مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " .
114 - وحدثنا وكيع حدثنا سفيان عن هارون الخضرمي عن أبي بكر أن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- استعمل رجلا فقال: يا أمير المؤمنين أشر على؟
قال: "اجلس واكتم على"
ليس فى الرواية ما بشير إلى شىء يخص القضاء بالإباحة أو الحرمة
115 - وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي وائل شقيق بن سلمة أن عمر ابن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- استعمل بشر بن عاصم إلى صدقات ***** فتخلف بشر فلقيه عمر فقال: ما خلفك أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى ولكن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ولى شيئا من أمور المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا قال: فخرج عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر فقال: ما لي أراك كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يقول من ولى شيئا من أمور المسلمين جيء به حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر يهوي فيه سبعين خريفا.قال أبو ذر: أما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. قال: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
من ولى أحدا من الناس أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجى وإن كان مسيئا انخرق به الجسر يهوي فيه سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة".
فأي الحديثين أوجع قلبك؟
قال: كلاهما أوجع قلبي فمن يأخذها بما فيها؟
قال أبو ذر: من سلت أنفه وألصق خده بالأرض."
نفس الرواية الأولى التى لم يقلها النبى(ص) لأن الخطأ فيها وجود الجسر وهو الصراط على النار وهو يخالف أن دخول النار يكون من الأبواب مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها "
116 - وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليوشك رجل أن يتمنى أنه خر الثريا ولم يل أمر الناس شيئا"
الخرور من الثريا يتناقض مع التعلق فيها فى الرواية التالية:
117 - وأخرج أحمد وأبو يعلى والبزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملا"
نصيحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر
118 - وأخرج أحمد والحاكم عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، فلا تأمرن على اثنين، ولا تولين على مال يتيم"
المستفاد وجوب نصيحة الأخ المسلم الا يتولى شىء إن كان يعرف ضعفه
119 - وأخرج الأربعة والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسوال الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جعل قاضيا فكأنما ذبح بغير سكين"
الخطأ أن من عين قاضى فقد ذبح وبالقطع القاضى هو من يذبح نفسه أو ينجيها وليس من عينه لأنه هو من يحكم بالعدل أو الظلم وعلى حسب حكمه يدخل هذا أو ذاك وفى هذا قال تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى"فالمعين ليس ذابحا له وإنما القاضى هو من يذبح نفسه بظلمه كما قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
120 - وأخرج الحاكم عن أبي ذر قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمرني قال: "إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة"
سبق الكلام عن الرواية
"شدة حساب القاضي العدل:
121 - وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند جيد عن عائشة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب، ما يتمنى أن لم يقض بين اثنين في تمرة فقط".
الخط ان القاضى العدل يلقى من شدة الحساب، ما يتمنى أن لم يقض بين اثنين في تمرة فقط وهو ما يخالف أن كل مسلم قاض أو غيره حسابه يسير أى سهل كما قال تعالى" فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا"
122 - وأخرج ابن ماجه والبزار عن ابن مسعود يرفعه قال: "يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم فإن أمر به وقع يهوي سبعين خريفا فيها" ولفظ ابن ماجه "أربعين خريفا"
الروايات متناقضة فى العدد والخطأ فيها هو أن دخول جهنم يكون من أعلاها وهو ما يخالف أن دخوبها يكون من الأبواب وليسبالسقوط من اعلى وفى هذا قال تعالى " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " .
123 - وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حشر وملك يقفاه حتى يقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله فإن قيل له ألقه ألقاه كي يهوي أربعين خريفا"
نفس الخطأ السابق وهو أن دخول جهنم بالإلقاء من أعلى بينما الدخول يكون من الأبواب كما قال تعالى وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"
"حكم من قضى بجور أو جهل
124 - وأخرج أبو يعلى والبزار والطبراني بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن وهب أن عثمان قال لابن عمر: اذهب قاضيا قال: أو تعفيني
125 - وأخرج الطبراني عن نافع قال: لما قتل عثمان جاء علي إلى ابن عمر فقال: إنك محبوب في الناس فسر إلى الشام.فقال ابن عمر: بقرابتي وصحبتي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وللرحم الذي بيننا إلا أعفيتني. فلم يعاوده "
المستفاد من الروايات جواز أن يطلب من اختاره الوالى قاضيا أن يعفيه من مسك الوظيفة وجواز اعفاء الوالى له إن وجد غيره فإن لم يجد غيره وجبت توليته لكون الأفضل
126 - وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن حيان الصدائي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في الإمارة لمسلم"
الخطأ أن لا خير في الإمارة لمسلم ولا يمكن للرسول0ص) أن يقول هذا لأن معناه ان يتولى القضاء بين المسلمين الكفار ومعناهأن يتولى الكفار حكم بلاد المسلمين وهو ما يناقض وجوب أن يتحاكم المسلمين إلى بعضهم كما قال تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"
127 - وأخرج أبو يعلى والطبراني في الأوسط عن عائشة سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء ويل للأمناء، ليأتين يوم علي أحدهم ود أنه يعلق بالنجم، وأنه لم يل عملا"
سبق ذكر الرواية والتعليق عليها
أول الأمارة ملامة
128 - وأخرج الطبراني عن معاوية بن أبي سفيان سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الإمارة فقال: "أول الأمارة ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من رحم وعدل".قال: هكذا وهكذا مثله بيده بالمال ثم سكت ثم قال: "كيف بالعدل مع ذوي القربى؟! "
المستفاد الإمارة إما جالبة لعقاب الله أو ثوابه
أن أكثر من يجعلون القاضى يظلم أقاربه
129 - وأخرج أيضا من حديث عوف بن مالك وأبي هريرة رجلا على الصدقة فقال يا رسول الله اخترلي؟ فقال: "اجلس في بيتك"
المستفاد نصيحة المسلم للمسلم إذا عرف منه ضعفا تجاه العدل واجبة
130 - وأخرج أحمد بن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من رجل يلي عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه يفكه بره أو يوبقه إثمه".
الخطأ فى الروايات والروايات الخمس القادمة مجىء الوالى عادلا أو ظالما مغلولا مقيدا يوم القيامة وهو ما يحالف أنه يأتى كمل كان فى الدنيا دون قيود كما قال تعالى " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
131 - وأخرج أحمد مثله من حديث عباده بن الصامت وسعد بن عباده بلفظ "إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا الله"
132 - وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ثوبان
133 - وأخرج الطبراني في الأوسط عن بريدة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أمير عشرة إلا أتى الله يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه فإن كان محسنا فك عنه، وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله"
134 - وأخرج البزار من حديث أبي هريرة مثله
135 - وأخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن ابن عباس يرفعه: "ما من رجل ولى عشرة إلا أتى الله يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه حتى يقضي بينه وبينهم".
136 - وأخرج في الأوسط عنه، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من ولى عشرة فحكم بينهم بما أحبوا، أو كرهوا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه؛ فإن كان حكم بما أنزل الله لم يجر في حكمه ولم يرتش أطلقت يمينه"
وروايات العشرة يناقصها رواية الثلاثة التالية:
137 - وأخرج في الأوسط أيضا عن أبي الدرداء سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ولي ثلاثة إلا لقى الله مغلولة يمينه فكه عدله أو غله جوره"
138 - وأخرج تمام في فوائد وابن عساكر في تاريخه عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا، وكذا، ثم جعلتني في أس كنيف؟ قال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة"
الخبل هنا شكوى الحجر من كونه حجر فى كنيف وهو مكان التبول والبراز والشكوى لا تكون إلا من الناس
هل القضاة أول من يدعى للحساب؟
139 - وأخرج الدينوري في المجالسة عن محمد بن رافع قال: "بلغني أن أول من يدعى للحساب يوم القيامة القضاة"
الخطأ أن أول من يحاسبون القضاة وهو ما يخالف أن كل الناس بأعمالهم الوظيفية المختلفة يحاسبون معا فى وقت واحد حيث يتسلم كل منهم كتابه بيمينه أو يساره ليروا عملهم كما قال تعالى " يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وقال:
"يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا"
140 - وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال: "لو خيرت بين القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي"
المستفاد ان بعض الناس يمتنعون عن مسك القضاء حتى ولو قتلوا
141 - وأخرج أبو نعيم في الحلية عن طريق عبد الرزاق عن أبيه قال قلت لوهب بن منبه نرى الرؤيا فتخبرنا بها فلا تلبث أن نراها؟! قال: ذهب ذاك عني منذ وليت القضاء.قال عبد الرازق: حديث به عن معمر فقال: "والحسن بعد ما ولى القضاء لم يجدوا فهمه"
الخطا قدرة الرجل على تفسير الرؤى وهو ما يخالف أن هذه معجزة خاصة بالرسل(ص) عن طريق الوحى وقد توقفت ألايات وهى المعجزات منذ عسر النبى الخير(ص) بقوله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
رجل يحب أن يحشر مع العلماء
142 - وأخرج ابن عساكر عن أبي زرعة الثقفي قال: "عرض يحيى ابن خالد القضاء على عبد الله بن وهب المصري فكتب إليه: إني لم أكتب العلم أريد أن أحشر في زمرة القضاة، ولكني كتبت العلم أريد أن أحشر به في زمرة العلماء"
المتلكم لم يفهم ماهية العلم لأنه قضاء عام لأنه يبين للناس أحكام الله فإن بينها كما يجب كان قاضيا عادلا وإن بينها أى فسرها خطأ كان قاضيا ظالما
143 - وقال صاحب المغرب: ذكر في المسهب أن الأمر عبد الرحمن استدعى عبد الملك بن حبيب للقضاء، وقد أعياه أمر القضاء فاستعفى وكتب إليه:خليفة الله أقلني فما ... أصلح والرحمن للحكم
إما غشوم أو ضعيف فما ... ننقمك في الحالين من أمم
وأنت مأخوذ بذنبي وما ... غيري بنفسي مشبه علمي
فاستحسن الخليفة ذلك وقال:
هكذا يكون الناس، لا قوم تضرب وجوه لهم ضرب غرائب الإبل عن الخطط، وهم يتهافتون عليها تهافت الفراس"
المستفاد من عرف من نفسه أنه يظلم إذا عمل قاضيا وجب عليه الاستعفاء من القضاء
فرار السلف الصالح من القضاء
144 - وقال الدينوري في المجالسة: حدثنا أحمد بن عيسى وعلي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب السختياني قال:لما مات عبد الرحمن بن أذينة، ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة. قال أيوب: فلقيته بعد ذلك فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر فما سعى أن يسبح حتى يغرق"
المستفاد هروب من لا يقدر على القضاء العادل من القضاء
145 - أخرجه ابن سعد في الطبقات
146 - وفي كتاب عقلاء المجانين بسنده عن محمد بن يحيى البصري قال: دعا المنصور أبا حنيفة والثوري ومسعرا وشريكا ليوليهم القضاء، فقال أبو حنيفة: أتحامق فيكم تحميقا، أما أنا فأحتال فأخلص.
وأما مسعر فيتجاني فيخلص، وأما سفيان فيهرب.
وأما شريك فيقع، فلما دخلوا عليه، قال أبو حنيفة: أنا رجل مولى، ولست من العرب، ولا تكاد العرب ترضى بأن أكون عليهم مولى، ومع ذلك فإني لا أصلح لهذا الأمر، فإن كنت صادقا في قولي فلا أصلح له، وإن كنت كاذبا فلا يجوز لك أن تولى كاذبا دماء المسلمين وفروجهم.
وأما سفيان فأدركه المشخص في طريقه فذهب لحاجته، وانصرف ينتظر فراغه، فبصر سفيان بسفينة فقال للملاح: إن مكنتني من سفينتك، وإلا أذبح بغير سكين تأول قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين" فأخفاه الملاح تحت السارية وأما مسعر فدخل على المنصور فقال له: هات يدك كيف أنت، وأولادك، ودوابك؟ فقال: أخرجوه فإنه مجنون وأما شريك فقال له المنصور: تقلد القضاء. قال: أنا رجل خفيف الدماغ. قال: تقلد وعليك العصيد والنبيذ الشديد حتى يرجح عقلك فتقلد، فهجره الثوري، وقال: أمكنك الهرب فلم تهرب "
حكايات للتسلية فإن هرب هؤلاء العلماء من القضاء فقد وجب على ألأمة أن تنهارلأن خيارها هربوا من واجبهم
147 - وفيه أيضا بسنده عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: كتب الخليفة إلى عبد الله بن وهب في قضاء مصر، فتجنن نفسه، ولزم بيته، فأطلع عليه راشد بن سعيد، وهو يتوضأ في صحن داره فقال: أبا محمد، ألا تخرج بين الناس فتحكم بينهم بكتاب الله وسنة رسوله، وقد جننت نفسك، ولزمت نفسك بيتك، فرفع إليه رأسه، وقال: إلى هنا انتهي عقلك أما علمت أن العلماء يحشرون مع الأنبياء والمرسلين، والقضاة يحشرون مع السلاطين"
كلام خاطىء فالعلماء بهضهم يحشر لجهنم كما يحشر بعض القضاة إلى جهنم والبعض يخشرون إلى الجنة من الجانبين فليس مجرد اطلاق لفظ العالم يدخل الجنة ولا لفظ القاضى يدخل النار
148 - وفيه أيضا بسنده إلى أبي معشر
أن رجلا آلى بيمين أن لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس، فلما قاسى من بلاء النساء فاستشار تسعا وتسعين نفسا، فبقى واحد فخرج على أن يسأل أول من يطرأ عليه، فرأى مجنونا قد اتخذ قلادة من عظم، وسود وجهه، وركب قصبة، وأخذ رمحه، فسلم عليه وقال: مسألة؟ قال: اسأل ما يعنيك، وإياك وما لا يعنيك، واحذر رمحة هذا الفرس قال: فقلت: مجنون والله، ثم قلت: إني رجل لقيت من النساء بلاء، وآليت أن لا أتزوج حتى أستشير مائة نفس، وأنت تمام المائة، فقال: أعلم أن النساء ثلائة واحدة لك، وواحدة عليك، وواحدة لا لك ولا عليك، فأما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك، إن رأت خيرا حمدت، وإن رأت شرا، قالت: كل الرجال كذا وأما التي عليك ولا لك، فامرأة لها ولد من غيرك، فهي التي تسلخ الزوج وتجمع لولدها وأما التي لا لك ولا عليك، فامرأة تزوجت زوجا قبلك إن رأت خيرا قالت هكذا يجب، وإن رأت شرا حنت لزوجها الأول، قال: فقلت: نشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى؟ قال: ألم أشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك؟! فأقسمت عليه، فقال: إني طلبت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء "
المستفاد من الحكاية الهرب من تولى القضاء إذا عرف المختار أنه يظلم غيره ونفسه
وتحت العنوان أحوال القضاة في بني إسرائيل حكى السيوطى حكاية واحدة عن بنى إسرائبا ثم عدة حكايات معظمها إن لم يكن كلها لم تحدث أو بها عيوب تبين كونها موضوعة فقال:
أحوال القضاة في بني إسرائيل
149 - وأخرج عبد بن الحكم في فتوح مصر عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم قال:"كانت القضاة في زمن بني إسرائيل إذا كان لا يأخذه في الله لومة لائم لم يسلط على جسده البلاء، ولا دابة تأكل ثيابه قد يبست عليه لا تبلى، وكان عائد منهم على ذلك، وكانوا في ذلك الزمان يجعل بعضهم على البعض في البيوت، وبعضهم في الصناديق، فآتاه أخ له فقال: ادع به أصلى عليه، فآتاه به فإذا بدابة خرقت الكفن حتى خرجت من أذنه، فأحزنه ذلك، فلما نام لقته روح صاحبه فقالت: يا أخى، رأيت حزنك على الدابة التي خرجت من أذني، تحمد الله لشيء تكرهه، جلس إلى رجلان أحدهما لي فيه هوى، والآخر لا هوى فيه فكان أصغى إلي ذى الهوى، ولم يكن أصغى إلى الآخر"
بالقطع لم يكن العذاب دنيويا فى الحال فى بنى إسرائيل بدليل مثلا أن القتلة فى قصة البقرة لم يعاقبوا من الله إلا بعد ذبح البقرة وإحياء القتيل فلو كانوا يعرف من فعل ذنب بنزول العقاب ما كان هناك حاجة لذبح البقرة وبدليل أن أهل السبت ظلوا أسابيع كثيرة يصطادون فى السبت حتى عاقبهم الله بتجويلهم لقردة
150 - وقال القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول، أورده ابن النجار في تاريخه.
تركت القضاء لأهل القضاء ... وأقبلت أسعى إلى الآخره
فإن يك فخرا جليل الثنا ... فقد نلت منه يدا فاخره
وإن يك وزرا فأبعد به ... ولا خير في نعمة وازره
151 - ابن دريد في أماليه: أنبأنا السكن بن سعيد عن أبيه عن ابن الكلبي قال: بلغني أن عليا (رضي الله تعالى عنه قال: أبغض خلق الله عز وجل رجل قمش علما عمى عما في غيب الهداية، سماه أشباهه من الناس عالما، ولم يع في العلماء يوما سالما، جد فاستكثر، قليل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن، واكتنز من غير طائل قعد بين الناس قاضيا، فهو من قطع الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يعلم إذا أخطأ، لأنه لا يعلم أخطأ أم أصاب، خباط عشوات، ركاب جهالات، لا يعتذر مما يعلم فيسلم، لا يقضى في العلم بضرس قاطع، يذرو الرواية ذرو الريح الهشيم، تبكي منه الدماء، وتصرخ منه المراريت، ويستحل بقضائه الفروج الحرام، لا يلي أضداد ما ورد عليه، ولا أهل لما فرط له)
بالقطع هذا الكلام المسجوع الكثير لا يمكن أن يصدر عن على
152 - مجموع للقاضي أبي الحسين أحمد بن أبي حسن علي بن الرشيد ابن الزبير قال: كان أبو هارون يونس بن عبد الأعلى ممن يتبرك به، فقال له القاضي بكار: يا أبا هارون من أين المعيشة؟ قال: من وقف وقفه أبي، قال له بكار: فيكفيك؟ قال: تكفيت به، وقد سأل القاضي وأسأله؟ قال: سل، ركب القاضي دين البصرة حتى تولى بسببه القاضي قال: لا قال افرزق القاضي ولدا أحوجه أتى ذلك؟ قال: ما نكحت قط قال له: أفعيالك كثرة؟ قال: لا، قال: فأجبره السلطان وعرض عليه العذاب، وخوفه حتى ولى؟ قال: لا قال: أفضربت آباط الإبل من البصرة إلى مصر لغير حاجة، ولا ضرورة فيه علي لا دخلت إليك أبدا ثم انفرد عنه، ولم يعد إليه "
الخبل هنا هو التبرك بالرجل فلا يوجد شىء اسمع التبرك ببعض الناس لانتهاء زمن الآيات وهى المعجزات كما سبق القول منذ بعث محمد(ص)
153 - وأخرج ابن سعد عن يحيى بن سعيد قال:
استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يهنئونه فقال: أتهنئوني بالقضاء، وقد جعلت على رأسي مهواة مذلتها أسرع من عدن أبين، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدلول رغبة عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة وحرصا عليه"
رواية لم يقلها الصحابى لأن تكره الناس جميعا فى القضاء ومن ثم يلى الكفار القضاء بين المسلمين وهو ما حرمه اللخ كما سبق القول
154 - وأخرج ابن النجار في تاريخه عن يحيى بن معين قال: لما رجع الرشيد من الحج نزل الكوفة فدعا وكيع بن الجراح وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث فلما دخلوا عليه أجلس وكيعا عن يمينه، وعبد الله عن يساره، وحفصا بين يديه، ثم أقبل على وكيع فقال له: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل صاحب حديث، وآثار، ولا علم لي بالقضاء. فقال لعبد الله: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا مولى، والمولى لا يصلح أن يكون قاضيا، فأقبل على حفص بن غياث فقال له: تلي القضاء، وإلا ضربتكم بالسياط، فأمسك حفص فأخذ بيده فأدخل خزانة الكسوة، فألبس السواد وسيف بحمائل، قال: وكانت القضاة إذ ذاك تلبس له هارون الرشيدي، أمضى حداك ورب الكعبة، فلما خرج إلى الباب، وركب وكان بهلول بالباب فغذا بين يديه، وهو يقول: من أراد أن ينظر إلى عروس في دنيا، بطال في آخرته، فلينظر إلى حفص فبكى حتى دخل المسجد "
حكاية شبيهة بحكاية أبو حنيفة وهروب العدول من الحكم يعنى أنهم يتركون دولة المسلمين تنهار حتى يحكمها الكفار