رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب الرسالة الذهبية
الرسالة الذهبية عند القوم هى المعروفة بـطب الإمام الرضا وسبب تسميتها بالرسالة الذهبية كتابتها بالذهب كما جاء فى الرواية التالية:
" قال أبو محمد الحسن القمي : قال لي أبي : فلما وصلت هذه الرسالة من ابي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما وعلى آبائهما والطيبين من ذريتهما الى المأمون ، قرأها ، وفرح بها ، وأمر ان تكتب بالذهب ، وان تترجم بالرسالة الذهبية"
ومن المستبعد أن يكون الرضا قد كتب الرسالة لما فيها من أخطاء تتعلق بمخالفة وحى الله فهى كمعظم كتب التراث كتب كتبتها لجان الكفر التى هدمت دولة المسلمين الخيرة وكتبت عليها أسماء لا علاقة لها بها سواء كانت أسماء حقيقية كانت تعيش أو أسماء أشخاص لا وجود لهم فى الواقع
وسبب التأليف كما فى مقدمة الرسالة هى أن الرضا كان فى مجلس المأمون العباسى وعنده جماعة من العاملين فى المجال الطبى فتكلموا فى حفظ الصحة والرضا ساكت فطلب منه المأمون أن يتحدث فى الموضوع فوعده الرضا أن يكتب له رسالة فى الموضوع وكانت تلك الرسالة هى الكتاب موضوعنا وفى هذا قالت الرواية:
"أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبرى رضى الله عنه ، قال حدثنا محمد بن همام بن سهيل رحمة الله عليه ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور ، قال حدثني ابي ، وكان عالماً بأبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما ، خاصاً به ، ملازماً لخدمته ، وكان معه حين حمل من المدينة الى المأمون الى خراسان ، واستشهد عليه السلام بطوس وهو ابن تسع وأربعين سنة قال : كان المأمون بنيسابور ، وفي مجلسه سيدي أبو الحسن الرضا عليه السلام وجماعة من الفلاسفة والمتطببين ، مثل : يوحنا بن ماسويه ، وجبرائيل بن بختيشوع ، وصالح بن بهلمة الهندي ، وغيرهم من متحلى العلوم ، وذو البحث والنظر فجرى ذكر الطب ، وما فيه صلاح الأجسام وقوامها ، فأغرق المأمون ومن كان بحضرته في الكلام ، وتغلغلوا في علم ذلك ، وكيف ركب الله تعالى هذا الجسد ، وجمع فيه هذه الأشياء المتضادة من الطبائع الأربع ، ومضار الأغذية ومنافعها ، وما يلحق الأجسام من مضارها من العلل قال : وأبو الحسن عليه السلام ساكت لا يتكلم في شيء من ذلك ، فقال له المأمون : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه منذ اليوم ؟ فقد كبر علي ، وهو الذي لابد منه ، ومعرفة هذه الأغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجسد
فقال له أبو الحسن عليه السلام : عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الأيام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الإنسان جهله ، ولا يعذر في تركه وأنا أجمع ذلك لأمير المؤمنين ، مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته قال : وعاجل المأمون الخروج الى بلخ ، وتخلف عنه أبو الحسن عليه السلام ، فكتب المأمون إليه كتاباً يتنجز ما كان ذكره له ، مما يحتاج إلى معرفته على ما سمعه وجربه من الأطعمة ، والأشربة ، وأخذ الأدوية ، والفصد ، والحجامة ، والسواك ، والحمام ، والنورة ، والتدبير في ذلك فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام كتاباً هذه نسخته"
مما سبق يتضح أن الرضا قال أن كلامه سيكون كلام المجربين وخلاصة علم السابقين وهو قوله" عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الأيام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الإنسان جهله ، ولا يعذر في تركه "
فالرجل هنا يعتمد العلم التجريبى مع علم السابقين الذى عرفه ولم يجربه
والملاحظ فى الرسالة هى أن الناشرين لها من الشيعة تركوا ما جاء فيها من اعتراف الرضا بإمامة المأمون حيث خاطبه العديد من المرات بقوله أمير المؤمنين"
الرسالة إذا لا علاقة لها بما يسمى بعلم الأئمة المعصوم من الخطأ لأنها بناء على تجارب فردية للرضا فى الكثير منها ومن ثم نجد فيها مخالفات للطب ومخالفات حتى للشرع سوف نتناولها فى حينها :
تبدأ الرسالة بالتالى:
"بسم الله الرحمن الرحيم اعتصمت بالله أما بعد : فانه وصل كتاب أمير المؤمنين فيما أمرني به من توقيفه على ما يحتاج إليه ، مما جربته ، وسمعته في الأطعمة ، والأشربة ، وأخذ الأدوية ، والفصد ، والحجامة ، والحمام ، والنورة ،والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة أمر الجسد به وقد فسرت لأمير المؤمنين ما يحتاج إليه ، وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ، ومشربه ، وأخذه الدواء ، وفصده ، وحجامته وباهه ، وغير ذلك مما يحتاج إليه في سياسة جسمه اعلم يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء ، وتدبير ونعت "
الكلام إلى هنا موافق لما فى الشرع من وجود دواء لكل داء وفى الفقرة التالية:
"وذلك أن هذه الأجسام أسست على مثال الملك فملك الجسد هو ما في القلب والعمال العروق في الأوصال والدماغ وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد والأعوان يداه ، ورجلاه ، وعيناه ، وشفتاه ، ولسانه ، وأذناه وخزائنه معدته ، وبطنه ، وحجابه وصدره فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحى إليها الملك والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء والعينان يدلانه على ما يغيب عنه ، لان الملك وراء حجاب لا يوصل إليه إلا بإذن وهما سراجاه أيضا وحصن الجسد وحرزه الأذنان لا يدخلان على الملك إلا ما يوافقه ، لأنهما لا يقدران ان يدخلا شيئاً حتى يوحى الملك إليهما اطرق الملك منصتاً لهما حتى يعى منهما ثم يجيب بما يريد ناداً منه ريح الفؤاد وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا بإنشاء اللسان وليس يستغني بعضها عن بعض والكلام لا يحسن إلا بترجيعه في الأنف ، لان الأنف يزين الكلام ، كما يزين النافخ المزمار وكذلك المنخران هما ثقبا الأنف ، والأنف يدخل على الملك مما يحب من الروائح الطيبة فإذا جاء ريح يسوء أوحى الملك إلى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح وللملك مع هذا ثواب وعذاب : فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا وثوابه أفضل من ثوابها فأما عذابه فالحزن وأما ثوابه فالفرح وأصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الثرب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن ، فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال إلى الملك ومن الملك الى العمال "
تشبيه أعضاء الجسم وعلاقتها ببعض بعلاقة الملك بالعمال هو تشبيه خاطىء فلا يوجد ملك وعمال فى الإسٍٍلام وإنما كل المسلمين ملوك كما قال تعالى عن بنى إسرائيل المسلمين "وجعلكم ملوكا"
أعضاء الجسم كلهم سواء فى أن كل منهم يؤدى وظيفته فالإنسان يحتاج لكل منهم لأداء ما خلقه الله له ولا يمكن أن يستغنى عن عضو منهم كما أن الأعضاء محتاجة لبعضها البعض خاصة الأعضاء الداخلية
والخطأ فى الكلام هو القول "أصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الثرب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه"
فالفرح والحزن عمليات نفسية فى الأساس لا علاقة لها بالطحال ولا بالكليتين والثرب ولا بغيرهم من الأعضاء والحالة الوحيدة التى يكون للجسم فيها تأثير بالحزن هو مرض عضو أو كل الجسم فهذا يحزن نفس الإنسان
وبعد هذا قال الرجل أن الجسم كالأرض لا يحتاج للماء وغيره إلا بمقادير محددة إن زادت أتت بالضرر وإن نقصت أتت بالضرر وهو قوله:
"وتصديق ذلك : إذا تناول الدواء أدته العروق الى موضع الداء
واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة الخراب إن تعوهدت بالعمارة والسقى من حيث لا تزداد من الماء فتغرق ، ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها ، وزكا زرعها وأن تغافلت عنها فسدت ونبت فيها العشب والجسد بهذه المنزلة والتدبير في الأغذية والأشربة ،يصلح ويصح،وتزكوا العافية فيه وانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك و ما يوافق معدتك ، ويقوى عليه بدنك ويستمرئه من الطعام والشراب ، فقدره لنفسك ، واجعله غذاك "
وبين الرجل أن تناول الطعام ويقصد بها ثمار النبات وما يؤكل منه لا تنفع إلا فى أوان نضجها ومن ثم فأكلها قبل النضج أو حتى مرور فترة طويلة على النضج يضر بالصحة وهو كلام صائب مأخوذ من قوله تعالى "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " والفقرة المعنية هى:
"واعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها ، فاتخذ ما يشاكل جسدك ومن أخذ الطعام زيادة الابان لم يفده ، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص ، غذاه ونفعه وكذلك الماء فسبيلك ، أن تأخذ من الطعام من كل صنف منه في إبانه ، وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم ، فانه اصح لبدنك وأذكى لعقلك ، واخف على نفسك ان شاء الله"
وقدم الرجل نصيحته فى مأكولات الفصول فقال:
" ثم كل يا أمير المؤمنين البارد في الصيف ، والحار في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين ، على قدر قوتك وشهوتك وابدأ في أول طعامك بأخف الأغذية الذي تغذى بها بدنك ، بقدر عادتك وبحسب وطنك ، ونشاطك ، وزمانك"
ثم قدم نصيحة مختلف فيها وهى تناول ثلاث وجبات فى يومين فقط فقال:
" والذي يجب أن يكون أكلك في كل يوم عندما يمضى من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة ، أو ثلاث أكلات في يومين تتغذى باكراً في أول يوم ثم تتعشى ،فإذا كان في اليوم الثاني عند مضى ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ، ولم تحتج إلى العشاء وليكن ذلك بقدر ، لا يزيد ولا ينقص وتكف عن الطعام وأنت مشتهى له وليكن شرابك على اثر طعامك من هذا الشراب الصافي المعتق مما يحل شربه والذي أنا واصفه فيما بعد "
هذا الكلام ليس عليه دليل من الطب فالأكل مطلوب عند الجوع كما فى الثر "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع" يستوى فى ذلك أن نأكل ثلاث مرات أو مرتين فى اليوم أو حتى عشرا طالما هناك جوع
وفى الفقرة التالية نجد اعترافا صريحا بشهور الكفار مع أنه لا توجد فى الإسلام إلا شهور الله كما قال تعالى "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم" وهو كلام لا يمكن حدوثه من إمام وفى هذا قالت الفقرة:
" ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها من كل فصل على حده وما يستعمل من الأطعمة والأشربة وما يجتنب منه وكيفية حفظ الصحة من أقاويل العلماء القدماء ونعود إلى قول الأئمة ع في صفة شراب يحل شربه ويستعمل بعد الطعام
ذكر فصول السنة : ـ
أما فصل الربيع فانه روح الأزمان ، وأوله آذار وعدد أيامه واحد وثلاثون يوماً وفيه يطيب الليل والنهار، وتلين الأرض ، ويذهب سلطان البلغم ، ويهيج الدم ، ويستعمل فيه من الغذاء اللطيف ، واللحوم ، والبيض النيمبرشت ، ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء ، ويتقي فيه أكل البصل ، والثوم ، والحامض ويحمد فيه شراب المسهل ، ويستعمل فيه الفصد والحجامة
نيسان : ثلاثون يوماً فيه يطول النهار ، ويقوى مزاج الفصل ، ويتحرك الدم ، وتهب فيه الرياح الشرقية ، ويستعمل فيه من المأكل المشوية ، وما يعمل بالخل ، ولحوم الصيد ، ويصلح الجماع ،والتمريخ بالدهن في الحمام ، ولا يشرب الماء على الريق ، ويشم الرياحين ، والطيب
آيار : واحد وثلاثون يوماً تصفو فيه الرياح وهو آخر فصل الربيع ، وقد نهي فيه عن أكل الملوحات ، واللحوم الغليظة كالرؤوس ، ولحم البقر ،واللبن وينفع فيه دخول الحمام أول النهار ، ويكره فيه الرياضة قبل الغذاء
حزيران ثلاثون يوماً يذهب فيه سلطان البلغم والدم ، ويقبل زمان المرة الصفراوية ونهي فيه عن التعب ، وأكل اللحم دسماً ، والإكثار منه ، وشم المسك والعنبر وفيه ينفع أكل البقول الباردة ، كالهندباء ، وبقلة الحمقاء ، وأكل الخضر كالخيار ، والقثاء والشيرخشت والفاكهة الرطبة واستعمال المحمضات ومن اللحوم : لحم المعز الثني والجذع ومن الطيور : الدجاج ، والطيهوج ، والدراج ، والألبان ، والسمك الطري
تموز : واحد وثلاثون يوماً فيه شدة الحرارة ، وتغور المياه ويستعمل فيه شرب المياه الباردة على الريق ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة ويكسر فيه مزاج الشراب وتؤكل فيه الأغذية اللطيفة السريعة الهضم ، كما ذكر في حزيران ويستعمل فيه من النّور والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة
آب : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تشتد السموم ، ويهيج الزكام بالليل ، وتهب الشمال ، ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب ، وينفع فيه شرب اللبن الرائب ، ويجتنب فيه الجماع ، والمسهل ويقل من الرياضة ، ويشم الرياحين الباردة
أيلول : ثلاثون يوماً ، فيه يطيب الهواء ، ويقوى سلطان المرة السوداء ، ويصلح شراب المسهل ، وينفع فيه أكل الحلاوات ، وأصناف اللحوم المعتدلة كالجداء والحولي من الضان، ويجتنب فيه لحم البقر ،والإكثار من الشواء ، ودخول الحمام ، ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء
تشرين الأول : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تهب الرياح المختلفة ،ويتنفس فيه ريح الصبا ، ويجتنب فيه الفصد ، وشرب الدواء ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع فيه أكل اللحم السمين ، والرمان المز ، والفاكهة بعد الطعام ، ويستعل فيه أكل اللحوم بالتوابل ، ويقلل فيه شرب الماء ، ويحمد فيه الرياضة
تشرين الثاني : ثلاثون يوماً ، فيه يقطع المطر الموسمي ، وينهي فيه عن شرب الماء بالليل ، ويقلل فيه من دخول الحمام ، والجماع ، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار ، ويجتنب فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والنعناع والجرجير
كانون الاول : واحد وثلاثون يوماً ، تقوى فيه العواصف ، ويشتد البرد ، وينفع فيه كل ما ذكرناه في تشرين الأخر ويحذر فيه من أكل الطعام البارد ، ويتقى فيه الحجامة والفصد ، ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل
كانون الأخر : واحد وثلاثون يوماً ، يقوى فيه غلبة البلغم ، وينبغي أن يتجرع فيه الماء الحار على الريق ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع الأحشاء فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والجرجير ، والكراث وينفع فيه دخول الحمام "
شباط : ثمانية وعشرون يوماً تختلف فيه الرياح ، وتكثر الأمطار ،ويظهر فيه العشب، ويجري فيه الماء في العود وينفع فيه أكل الثوم ولحم الطير ، والصيود ، والفاكهة اليابسة ، ويقلل من أكل الحلاوات ويحمد فيه كثرة الجماع ، والحركة ، والرياضة ويحذر فيه الحلو، وأكل السمك الطري ، واللبن"
فى الكلام عن الشهور نجد التالى:
-شهور تصلح للجماع وشهور يمتنع فيها عن الجماع وشهور يقلل فيها من الجماع وهو كلام يتعارض مع إباحة الله الجماع يوميا طالما لم تكن المرأة ليست بحائض وفى هذا قال تعالى :
"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم"
-وجود أطعمة تصلح لشهور ولا تصلح لشهور اخرى وهو كلام غير واقعى فالطعام صالح للأكل فى أى وقت طالما كان حلالا كما قال تعالى:
" "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
ثم تناول الكتاب الأشربة فقال:
« صفة الشراب »
يؤخذ من الزبيب المنقى عشرة أرطال ، فيغسل وينقع في ماء صافي ، غمره وزيادة عليه أربع أصابع ،أول النهار ، والتمريخ بدهن الخيري ، وما ناسبه ، ويترك في إنائه ذلك ثلاثة أيام في الشتاء ، وفي الصيف يوماً وليله ثم يجعل في قدر نظيفة ، وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه ، وإلا فمن الماء العذب الصافي الذي يكون ينبوعه من ناحية المشرق ماءاً ابيضاً ، براقاً ، خفيفاً وهو القابل لما يعترضه على سرعة من السخونة والبرودة وتلك الدلالة على خفة الماء ويطبخ حتى ينتفخ الزبيب ، ثم يعصر ، ويصفى ماؤه ، ويبرد ثم يرد الى القدر ثانياً ويؤخذ مقداره بعود ، ويغلى بنار لينة غلياناً رقيقاً حتى يمضى ثلثاه ، ويبقى ثلثه ثم يؤخذ من العسل المصفى رطل ، فيلقى عليه ويؤخذ مقدار الماء ومقداره من القدر ، ويغلى حتى يذهب قدر العسل ، ويعود إلى حده ويؤخذ صفيقة ، فتجعل فيها من الزنجبيل وزن درهم ، ومن القرنفل وزن درهم ، ومن الدار صيني وزن نصف درهم ، ومن الزعفران وزن درهم ومن السنبل وزن نصف درهم ومن العود النى وزن نصف درهم ، ومن المصطكى وزن نصف درهم بعد ان يسحق كل صنف من هذه الأصناف وحده وينخل ، ويجعل في الخرقة ، ويشد بخيط شداً جيداً ويكون للخيط طرف طويل تعلق به الخرقة المصرورة في عود معارض به على القدر ، ويكون القى هذه الصرة في القدر في الوقت الذي يلقى فيه العسل ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة ، لينزل ما فيها قليلا قليلا ، ويغلى إلى أن يعود الى حاله ، ويذهب زيادة العسل وليكن النار لينة ، ثم يصفى ويبرد ، ويترك في إنائه ثلاثة أشهر مختوماً عليه، لا يفتح ،فإذا بلغت المدة فاشربه ، والشربة منه قدر أوقية بأوقيتين ماء فإذا أكلت يا أمير المؤمنين كما وصفت لك من قدر الطعام فاشرب من هذا الشراب ثلاثة أقداح بعد طعامك فإذا فعلت فقد آمنت بإذن الله يومك من وجع النقرس والابردة ، والرياح المؤذية فان اشتهيت الماء بعد ذلك فاشرب منه نصف ما كنت تشرب فانه أصح لبدنك ، وأكثر لجماعك واشد لضبطك وحفظك"
هذا الكلام يحتاج فى إثباته للتجربة وهو كلام يذكرنى بكتاب أو كتب أخرى قرأتها عن علم الكيمياء القديمة منقولة أو مترجمة عن اليونان وغيرهم وبعض مما هو مكتوب فيها كفيل بقتل الإنسان أو على أقل تقدير إصابته بالأمراض
ثم بعد ذلك تناول الرجل عادات فى الأكل تسبب الأمراض فقال :
" فان الماء البارد ، بعد أكل السمك الطري يورث الفالج وأكل الأترج بالليل يقلب العين ويورث الحول، وإتيان المرأة الحائض يولد الجذام في الولد والجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة والجماع بعد الجماع من غير ان يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون إن غفل عن الغسل وكثرة أكل البيض ، وإدمانه يورث الطحال ، ورياحاً في رأس المعدة والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو، والانتهار وأكل اللحم النى يورث الدود في البطن وأكل التين يقمل الجسد إذا أدمن عليه وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار ، وعقيب الحلاوة يذهب بالأسنان والإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر ، يورث تيبيس العقل وتحيير الفهم ، وتلبد الذهن ، وكثرة النسيان وإذا أردت دخول الحمام وان لا تجد في راسك ما يؤذيك فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار فانك تسلم بإذن الله تعالى من وجع الرأس ،والشقيقة وقيل خمسة اكف ماء حار تصبها على رأسك عند دخول الحمام "
ما سبق من الكلام بعضه قد يكون حقيقة وصدق وبعض منه كذب وتخريف مثل القول :
" وإتيان المرأة الحائض يولد الجذام في الولد والجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة والجماع بعد الجماع من غير ان يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون "
فالجذام لا يصيب الجنين الناتج من الجماع فى الحيض لأن الإخصاب لا يمكن أن يتم فى وقت الحيض حيث لا يوجد بويضة لتخصيبها كما أن الجذام مرض ينتقل نتيجة التلامس واستعداد الجسم
وأما كون الجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة فكلام تحريفى فالحصوات تتكون من كثرة تناول الأملاح فى الطعام والشراب ووجود استعداد جسمى لذلك
وأما كون الجماع بعد الجماع من غير أن يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون فالجنون لا علاقة له بالأعضاء والجسم وإنما هو عملية نفسية كما أن الجماع الذى يتم فيها الإخصاب يقفل الرحم نهائيا فلا يؤثر عليه أى جماع بعده
بعد هذا تناول الرجل فوائد الحمام وتركيبه وما ينبغى عمله فيه للحفاظ على الجسم فقال:
الرسالة الذهبية عند القوم هى المعروفة بـطب الإمام الرضا وسبب تسميتها بالرسالة الذهبية كتابتها بالذهب كما جاء فى الرواية التالية:
" قال أبو محمد الحسن القمي : قال لي أبي : فلما وصلت هذه الرسالة من ابي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما وعلى آبائهما والطيبين من ذريتهما الى المأمون ، قرأها ، وفرح بها ، وأمر ان تكتب بالذهب ، وان تترجم بالرسالة الذهبية"
ومن المستبعد أن يكون الرضا قد كتب الرسالة لما فيها من أخطاء تتعلق بمخالفة وحى الله فهى كمعظم كتب التراث كتب كتبتها لجان الكفر التى هدمت دولة المسلمين الخيرة وكتبت عليها أسماء لا علاقة لها بها سواء كانت أسماء حقيقية كانت تعيش أو أسماء أشخاص لا وجود لهم فى الواقع
وسبب التأليف كما فى مقدمة الرسالة هى أن الرضا كان فى مجلس المأمون العباسى وعنده جماعة من العاملين فى المجال الطبى فتكلموا فى حفظ الصحة والرضا ساكت فطلب منه المأمون أن يتحدث فى الموضوع فوعده الرضا أن يكتب له رسالة فى الموضوع وكانت تلك الرسالة هى الكتاب موضوعنا وفى هذا قالت الرواية:
"أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبرى رضى الله عنه ، قال حدثنا محمد بن همام بن سهيل رحمة الله عليه ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور ، قال حدثني ابي ، وكان عالماً بأبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهما ، خاصاً به ، ملازماً لخدمته ، وكان معه حين حمل من المدينة الى المأمون الى خراسان ، واستشهد عليه السلام بطوس وهو ابن تسع وأربعين سنة قال : كان المأمون بنيسابور ، وفي مجلسه سيدي أبو الحسن الرضا عليه السلام وجماعة من الفلاسفة والمتطببين ، مثل : يوحنا بن ماسويه ، وجبرائيل بن بختيشوع ، وصالح بن بهلمة الهندي ، وغيرهم من متحلى العلوم ، وذو البحث والنظر فجرى ذكر الطب ، وما فيه صلاح الأجسام وقوامها ، فأغرق المأمون ومن كان بحضرته في الكلام ، وتغلغلوا في علم ذلك ، وكيف ركب الله تعالى هذا الجسد ، وجمع فيه هذه الأشياء المتضادة من الطبائع الأربع ، ومضار الأغذية ومنافعها ، وما يلحق الأجسام من مضارها من العلل قال : وأبو الحسن عليه السلام ساكت لا يتكلم في شيء من ذلك ، فقال له المأمون : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه منذ اليوم ؟ فقد كبر علي ، وهو الذي لابد منه ، ومعرفة هذه الأغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجسد
فقال له أبو الحسن عليه السلام : عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الأيام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الإنسان جهله ، ولا يعذر في تركه وأنا أجمع ذلك لأمير المؤمنين ، مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته قال : وعاجل المأمون الخروج الى بلخ ، وتخلف عنه أبو الحسن عليه السلام ، فكتب المأمون إليه كتاباً يتنجز ما كان ذكره له ، مما يحتاج إلى معرفته على ما سمعه وجربه من الأطعمة ، والأشربة ، وأخذ الأدوية ، والفصد ، والحجامة ، والسواك ، والحمام ، والنورة ، والتدبير في ذلك فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام كتاباً هذه نسخته"
مما سبق يتضح أن الرضا قال أن كلامه سيكون كلام المجربين وخلاصة علم السابقين وهو قوله" عندي من ذلك ما جربته ، وعرفت صحته ، بالاختبار ومرور الأيام ، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الإنسان جهله ، ولا يعذر في تركه "
فالرجل هنا يعتمد العلم التجريبى مع علم السابقين الذى عرفه ولم يجربه
والملاحظ فى الرسالة هى أن الناشرين لها من الشيعة تركوا ما جاء فيها من اعتراف الرضا بإمامة المأمون حيث خاطبه العديد من المرات بقوله أمير المؤمنين"
الرسالة إذا لا علاقة لها بما يسمى بعلم الأئمة المعصوم من الخطأ لأنها بناء على تجارب فردية للرضا فى الكثير منها ومن ثم نجد فيها مخالفات للطب ومخالفات حتى للشرع سوف نتناولها فى حينها :
تبدأ الرسالة بالتالى:
"بسم الله الرحمن الرحيم اعتصمت بالله أما بعد : فانه وصل كتاب أمير المؤمنين فيما أمرني به من توقيفه على ما يحتاج إليه ، مما جربته ، وسمعته في الأطعمة ، والأشربة ، وأخذ الأدوية ، والفصد ، والحجامة ، والحمام ، والنورة ،والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة أمر الجسد به وقد فسرت لأمير المؤمنين ما يحتاج إليه ، وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ، ومشربه ، وأخذه الدواء ، وفصده ، وحجامته وباهه ، وغير ذلك مما يحتاج إليه في سياسة جسمه اعلم يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء ، وتدبير ونعت "
الكلام إلى هنا موافق لما فى الشرع من وجود دواء لكل داء وفى الفقرة التالية:
"وذلك أن هذه الأجسام أسست على مثال الملك فملك الجسد هو ما في القلب والعمال العروق في الأوصال والدماغ وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد والأعوان يداه ، ورجلاه ، وعيناه ، وشفتاه ، ولسانه ، وأذناه وخزائنه معدته ، وبطنه ، وحجابه وصدره فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحى إليها الملك والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء والعينان يدلانه على ما يغيب عنه ، لان الملك وراء حجاب لا يوصل إليه إلا بإذن وهما سراجاه أيضا وحصن الجسد وحرزه الأذنان لا يدخلان على الملك إلا ما يوافقه ، لأنهما لا يقدران ان يدخلا شيئاً حتى يوحى الملك إليهما اطرق الملك منصتاً لهما حتى يعى منهما ثم يجيب بما يريد ناداً منه ريح الفؤاد وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا بإنشاء اللسان وليس يستغني بعضها عن بعض والكلام لا يحسن إلا بترجيعه في الأنف ، لان الأنف يزين الكلام ، كما يزين النافخ المزمار وكذلك المنخران هما ثقبا الأنف ، والأنف يدخل على الملك مما يحب من الروائح الطيبة فإذا جاء ريح يسوء أوحى الملك إلى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح وللملك مع هذا ثواب وعذاب : فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا وثوابه أفضل من ثوابها فأما عذابه فالحزن وأما ثوابه فالفرح وأصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الثرب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن ، فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال إلى الملك ومن الملك الى العمال "
تشبيه أعضاء الجسم وعلاقتها ببعض بعلاقة الملك بالعمال هو تشبيه خاطىء فلا يوجد ملك وعمال فى الإسٍٍلام وإنما كل المسلمين ملوك كما قال تعالى عن بنى إسرائيل المسلمين "وجعلكم ملوكا"
أعضاء الجسم كلهم سواء فى أن كل منهم يؤدى وظيفته فالإنسان يحتاج لكل منهم لأداء ما خلقه الله له ولا يمكن أن يستغنى عن عضو منهم كما أن الأعضاء محتاجة لبعضها البعض خاصة الأعضاء الداخلية
والخطأ فى الكلام هو القول "أصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الثرب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه"
فالفرح والحزن عمليات نفسية فى الأساس لا علاقة لها بالطحال ولا بالكليتين والثرب ولا بغيرهم من الأعضاء والحالة الوحيدة التى يكون للجسم فيها تأثير بالحزن هو مرض عضو أو كل الجسم فهذا يحزن نفس الإنسان
وبعد هذا قال الرجل أن الجسم كالأرض لا يحتاج للماء وغيره إلا بمقادير محددة إن زادت أتت بالضرر وإن نقصت أتت بالضرر وهو قوله:
"وتصديق ذلك : إذا تناول الدواء أدته العروق الى موضع الداء
واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة الخراب إن تعوهدت بالعمارة والسقى من حيث لا تزداد من الماء فتغرق ، ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها ، وزكا زرعها وأن تغافلت عنها فسدت ونبت فيها العشب والجسد بهذه المنزلة والتدبير في الأغذية والأشربة ،يصلح ويصح،وتزكوا العافية فيه وانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك و ما يوافق معدتك ، ويقوى عليه بدنك ويستمرئه من الطعام والشراب ، فقدره لنفسك ، واجعله غذاك "
وبين الرجل أن تناول الطعام ويقصد بها ثمار النبات وما يؤكل منه لا تنفع إلا فى أوان نضجها ومن ثم فأكلها قبل النضج أو حتى مرور فترة طويلة على النضج يضر بالصحة وهو كلام صائب مأخوذ من قوله تعالى "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " والفقرة المعنية هى:
"واعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها ، فاتخذ ما يشاكل جسدك ومن أخذ الطعام زيادة الابان لم يفده ، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص ، غذاه ونفعه وكذلك الماء فسبيلك ، أن تأخذ من الطعام من كل صنف منه في إبانه ، وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم ، فانه اصح لبدنك وأذكى لعقلك ، واخف على نفسك ان شاء الله"
وقدم الرجل نصيحته فى مأكولات الفصول فقال:
" ثم كل يا أمير المؤمنين البارد في الصيف ، والحار في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين ، على قدر قوتك وشهوتك وابدأ في أول طعامك بأخف الأغذية الذي تغذى بها بدنك ، بقدر عادتك وبحسب وطنك ، ونشاطك ، وزمانك"
ثم قدم نصيحة مختلف فيها وهى تناول ثلاث وجبات فى يومين فقط فقال:
" والذي يجب أن يكون أكلك في كل يوم عندما يمضى من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة ، أو ثلاث أكلات في يومين تتغذى باكراً في أول يوم ثم تتعشى ،فإذا كان في اليوم الثاني عند مضى ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ، ولم تحتج إلى العشاء وليكن ذلك بقدر ، لا يزيد ولا ينقص وتكف عن الطعام وأنت مشتهى له وليكن شرابك على اثر طعامك من هذا الشراب الصافي المعتق مما يحل شربه والذي أنا واصفه فيما بعد "
هذا الكلام ليس عليه دليل من الطب فالأكل مطلوب عند الجوع كما فى الثر "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع" يستوى فى ذلك أن نأكل ثلاث مرات أو مرتين فى اليوم أو حتى عشرا طالما هناك جوع
وفى الفقرة التالية نجد اعترافا صريحا بشهور الكفار مع أنه لا توجد فى الإسلام إلا شهور الله كما قال تعالى "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم" وهو كلام لا يمكن حدوثه من إمام وفى هذا قالت الفقرة:
" ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها من كل فصل على حده وما يستعمل من الأطعمة والأشربة وما يجتنب منه وكيفية حفظ الصحة من أقاويل العلماء القدماء ونعود إلى قول الأئمة ع في صفة شراب يحل شربه ويستعمل بعد الطعام
ذكر فصول السنة : ـ
أما فصل الربيع فانه روح الأزمان ، وأوله آذار وعدد أيامه واحد وثلاثون يوماً وفيه يطيب الليل والنهار، وتلين الأرض ، ويذهب سلطان البلغم ، ويهيج الدم ، ويستعمل فيه من الغذاء اللطيف ، واللحوم ، والبيض النيمبرشت ، ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء ، ويتقي فيه أكل البصل ، والثوم ، والحامض ويحمد فيه شراب المسهل ، ويستعمل فيه الفصد والحجامة
نيسان : ثلاثون يوماً فيه يطول النهار ، ويقوى مزاج الفصل ، ويتحرك الدم ، وتهب فيه الرياح الشرقية ، ويستعمل فيه من المأكل المشوية ، وما يعمل بالخل ، ولحوم الصيد ، ويصلح الجماع ،والتمريخ بالدهن في الحمام ، ولا يشرب الماء على الريق ، ويشم الرياحين ، والطيب
آيار : واحد وثلاثون يوماً تصفو فيه الرياح وهو آخر فصل الربيع ، وقد نهي فيه عن أكل الملوحات ، واللحوم الغليظة كالرؤوس ، ولحم البقر ،واللبن وينفع فيه دخول الحمام أول النهار ، ويكره فيه الرياضة قبل الغذاء
حزيران ثلاثون يوماً يذهب فيه سلطان البلغم والدم ، ويقبل زمان المرة الصفراوية ونهي فيه عن التعب ، وأكل اللحم دسماً ، والإكثار منه ، وشم المسك والعنبر وفيه ينفع أكل البقول الباردة ، كالهندباء ، وبقلة الحمقاء ، وأكل الخضر كالخيار ، والقثاء والشيرخشت والفاكهة الرطبة واستعمال المحمضات ومن اللحوم : لحم المعز الثني والجذع ومن الطيور : الدجاج ، والطيهوج ، والدراج ، والألبان ، والسمك الطري
تموز : واحد وثلاثون يوماً فيه شدة الحرارة ، وتغور المياه ويستعمل فيه شرب المياه الباردة على الريق ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة ويكسر فيه مزاج الشراب وتؤكل فيه الأغذية اللطيفة السريعة الهضم ، كما ذكر في حزيران ويستعمل فيه من النّور والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة
آب : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تشتد السموم ، ويهيج الزكام بالليل ، وتهب الشمال ، ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب ، وينفع فيه شرب اللبن الرائب ، ويجتنب فيه الجماع ، والمسهل ويقل من الرياضة ، ويشم الرياحين الباردة
أيلول : ثلاثون يوماً ، فيه يطيب الهواء ، ويقوى سلطان المرة السوداء ، ويصلح شراب المسهل ، وينفع فيه أكل الحلاوات ، وأصناف اللحوم المعتدلة كالجداء والحولي من الضان، ويجتنب فيه لحم البقر ،والإكثار من الشواء ، ودخول الحمام ، ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء
تشرين الأول : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تهب الرياح المختلفة ،ويتنفس فيه ريح الصبا ، ويجتنب فيه الفصد ، وشرب الدواء ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع فيه أكل اللحم السمين ، والرمان المز ، والفاكهة بعد الطعام ، ويستعل فيه أكل اللحوم بالتوابل ، ويقلل فيه شرب الماء ، ويحمد فيه الرياضة
تشرين الثاني : ثلاثون يوماً ، فيه يقطع المطر الموسمي ، وينهي فيه عن شرب الماء بالليل ، ويقلل فيه من دخول الحمام ، والجماع ، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار ، ويجتنب فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والنعناع والجرجير
كانون الاول : واحد وثلاثون يوماً ، تقوى فيه العواصف ، ويشتد البرد ، وينفع فيه كل ما ذكرناه في تشرين الأخر ويحذر فيه من أكل الطعام البارد ، ويتقى فيه الحجامة والفصد ، ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل
كانون الأخر : واحد وثلاثون يوماً ، يقوى فيه غلبة البلغم ، وينبغي أن يتجرع فيه الماء الحار على الريق ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع الأحشاء فيه أكل البقول الحارة كالكرفس ، والجرجير ، والكراث وينفع فيه دخول الحمام "
شباط : ثمانية وعشرون يوماً تختلف فيه الرياح ، وتكثر الأمطار ،ويظهر فيه العشب، ويجري فيه الماء في العود وينفع فيه أكل الثوم ولحم الطير ، والصيود ، والفاكهة اليابسة ، ويقلل من أكل الحلاوات ويحمد فيه كثرة الجماع ، والحركة ، والرياضة ويحذر فيه الحلو، وأكل السمك الطري ، واللبن"
فى الكلام عن الشهور نجد التالى:
-شهور تصلح للجماع وشهور يمتنع فيها عن الجماع وشهور يقلل فيها من الجماع وهو كلام يتعارض مع إباحة الله الجماع يوميا طالما لم تكن المرأة ليست بحائض وفى هذا قال تعالى :
"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم"
-وجود أطعمة تصلح لشهور ولا تصلح لشهور اخرى وهو كلام غير واقعى فالطعام صالح للأكل فى أى وقت طالما كان حلالا كما قال تعالى:
" "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
ثم تناول الكتاب الأشربة فقال:
« صفة الشراب »
يؤخذ من الزبيب المنقى عشرة أرطال ، فيغسل وينقع في ماء صافي ، غمره وزيادة عليه أربع أصابع ،أول النهار ، والتمريخ بدهن الخيري ، وما ناسبه ، ويترك في إنائه ذلك ثلاثة أيام في الشتاء ، وفي الصيف يوماً وليله ثم يجعل في قدر نظيفة ، وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه ، وإلا فمن الماء العذب الصافي الذي يكون ينبوعه من ناحية المشرق ماءاً ابيضاً ، براقاً ، خفيفاً وهو القابل لما يعترضه على سرعة من السخونة والبرودة وتلك الدلالة على خفة الماء ويطبخ حتى ينتفخ الزبيب ، ثم يعصر ، ويصفى ماؤه ، ويبرد ثم يرد الى القدر ثانياً ويؤخذ مقداره بعود ، ويغلى بنار لينة غلياناً رقيقاً حتى يمضى ثلثاه ، ويبقى ثلثه ثم يؤخذ من العسل المصفى رطل ، فيلقى عليه ويؤخذ مقدار الماء ومقداره من القدر ، ويغلى حتى يذهب قدر العسل ، ويعود إلى حده ويؤخذ صفيقة ، فتجعل فيها من الزنجبيل وزن درهم ، ومن القرنفل وزن درهم ، ومن الدار صيني وزن نصف درهم ، ومن الزعفران وزن درهم ومن السنبل وزن نصف درهم ومن العود النى وزن نصف درهم ، ومن المصطكى وزن نصف درهم بعد ان يسحق كل صنف من هذه الأصناف وحده وينخل ، ويجعل في الخرقة ، ويشد بخيط شداً جيداً ويكون للخيط طرف طويل تعلق به الخرقة المصرورة في عود معارض به على القدر ، ويكون القى هذه الصرة في القدر في الوقت الذي يلقى فيه العسل ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة ، لينزل ما فيها قليلا قليلا ، ويغلى إلى أن يعود الى حاله ، ويذهب زيادة العسل وليكن النار لينة ، ثم يصفى ويبرد ، ويترك في إنائه ثلاثة أشهر مختوماً عليه، لا يفتح ،فإذا بلغت المدة فاشربه ، والشربة منه قدر أوقية بأوقيتين ماء فإذا أكلت يا أمير المؤمنين كما وصفت لك من قدر الطعام فاشرب من هذا الشراب ثلاثة أقداح بعد طعامك فإذا فعلت فقد آمنت بإذن الله يومك من وجع النقرس والابردة ، والرياح المؤذية فان اشتهيت الماء بعد ذلك فاشرب منه نصف ما كنت تشرب فانه أصح لبدنك ، وأكثر لجماعك واشد لضبطك وحفظك"
هذا الكلام يحتاج فى إثباته للتجربة وهو كلام يذكرنى بكتاب أو كتب أخرى قرأتها عن علم الكيمياء القديمة منقولة أو مترجمة عن اليونان وغيرهم وبعض مما هو مكتوب فيها كفيل بقتل الإنسان أو على أقل تقدير إصابته بالأمراض
ثم بعد ذلك تناول الرجل عادات فى الأكل تسبب الأمراض فقال :
" فان الماء البارد ، بعد أكل السمك الطري يورث الفالج وأكل الأترج بالليل يقلب العين ويورث الحول، وإتيان المرأة الحائض يولد الجذام في الولد والجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة والجماع بعد الجماع من غير ان يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون إن غفل عن الغسل وكثرة أكل البيض ، وإدمانه يورث الطحال ، ورياحاً في رأس المعدة والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو، والانتهار وأكل اللحم النى يورث الدود في البطن وأكل التين يقمل الجسد إذا أدمن عليه وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار ، وعقيب الحلاوة يذهب بالأسنان والإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر ، يورث تيبيس العقل وتحيير الفهم ، وتلبد الذهن ، وكثرة النسيان وإذا أردت دخول الحمام وان لا تجد في راسك ما يؤذيك فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار فانك تسلم بإذن الله تعالى من وجع الرأس ،والشقيقة وقيل خمسة اكف ماء حار تصبها على رأسك عند دخول الحمام "
ما سبق من الكلام بعضه قد يكون حقيقة وصدق وبعض منه كذب وتخريف مثل القول :
" وإتيان المرأة الحائض يولد الجذام في الولد والجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة والجماع بعد الجماع من غير ان يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون "
فالجذام لا يصيب الجنين الناتج من الجماع فى الحيض لأن الإخصاب لا يمكن أن يتم فى وقت الحيض حيث لا يوجد بويضة لتخصيبها كما أن الجذام مرض ينتقل نتيجة التلامس واستعداد الجسم
وأما كون الجماع من غير إهراق الماء على أثره يورث الحصاة فكلام تحريفى فالحصوات تتكون من كثرة تناول الأملاح فى الطعام والشراب ووجود استعداد جسمى لذلك
وأما كون الجماع بعد الجماع من غير أن يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون فالجنون لا علاقة له بالأعضاء والجسم وإنما هو عملية نفسية كما أن الجماع الذى يتم فيها الإخصاب يقفل الرحم نهائيا فلا يؤثر عليه أى جماع بعده
بعد هذا تناول الرجل فوائد الحمام وتركيبه وما ينبغى عمله فيه للحفاظ على الجسم فقال: