رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب أأنتم أعلم بأمور دنياكم أم الله ... إسقاط على أرض الواقع
الكتاب تأليف محمود الشيشكلي والكتاب يناقش المقولة المنسوبة للنبى(ص) أنتم اعلم بأمور دنياكم" واستهل الرجل الكتاب بمقولة رائعة عن كون علمنا من علم الله تعالى فيقول:
"الله هو الأعلم طبعا سيكون الجواب على هذا السؤال وبكل وضوح موجود أصلا في نفس السؤال لكل من يقر ويؤمن بالله، ولكن ومن أجل أن يتحول ذلك إلى تصديق عن دليل علمي موضوعي تطمئن له النفس نذكر على الجملة بالآية: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".لا بل وعلى اعتبار أن علمنا هو من علم الله يكون القول: "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض" و أقله ألا ننسى: "فألهمها فجورها وتقواها"وعلى اعتبار أن الإسلام الحقيقي في أصله هو (بالمفهوم المتداول) دين ودنيا أو بالأحرى هو دين حياة قائم على نظام يعبر عن قوانين وجدت لخير الإنسان ورحمة به وبتوازن فطري وعلمي كل في موضعه المناسب وتبعا لبرمجة الكتاب وعبر الفطرة السليمة في طريق مستقيم هو الذي يصل بالإنسان إلى السعادة والسلام ومن الدنيا بدءا إلى الآخرة نهاية، فإن ما سبق لا بد أن ينطبق وبنظرة شمولية على كل الأمور محكماتها ومتشابهاتها، على مبدأ: "آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"
ومع أن المقدمة رائعة إلا أن الرجل يقول أن الرواية قادحة فى عصمة الرسول(ص) التى يعتبرها عصمة كاملة فيقول:
"ومن هنا نعبر إلى أمر على سبيل المثال مستخرج من حادثة تأبير النخل (حيث قال: أن النبي (ص)مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا (الشيص: هو ثمر صغير سيء غير ناضج)، فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم) صحيح مسلم والتي يستدل بها أعداء الإسلام على عدم عصمة رسول الله فيرد عليهم وللأسف بعض المسلمون وإن كان بنية حسنة (والنية الحسنة فقط لا ترد اتهاما ولا تصنع لا مجدا ولا حضارة ولا ... ) للدفاع عن الإسلام أن عدم العصمة فقط في أمور الرسول (ص)الشخصية التي تعد اجتهادا فقط وعلى ذلك أمثلتهم كثيرة و لا تعبر عن الرسالة ... وما أدري كيف ... ويدمجون ما سبق فيها، دون الأمور الشرعية التي فيها كامل العصمة وقسم آخر قد يقول أن الحديث ضعيف أو حديث آحاد إلى غير ذلك.
"
بالقطع لا يوجد عصمة للرسول(ص) سوى عصمته من الأذى وهى التى فيها نص واضح صريخ وهوقوله تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
وأما العصمة من الذنوب فلا وجود لها فى النصوص وإنما الموجود ما يضادها وهو ارتكابه الذنوب كما فى قوله تعالى :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
وقوله :
" واستغفر لذنبك"
ويحاول الشيشكلى أن يلوى عنق الروايةكى ادل على العصمة الكاملة التى لا وجود بها فيقول:
"والسؤال دخولا في صلب الموضوع: أنه لو اعتبرنا الحديث قد تم فعلا فإني أجد فرقا بين صورته ولفظه وبين المعنى الذي فهم به بزيادة من قبلنا وبمعنى أن لفظ أنتم أعلم بأمور دنياكم قد زيد عليها في فهمنا وعقولنا كلمة زائدة هي (مني) فأصبح التركيب يفهم ويعقل (أنتم أعلم بأمور دنياكم مني) مما يوحي لنا مع هذه الزيادة الخطأ اعتراف رسول الله بخطئه وتراجعه عنه وبالتالي استنتاجنا لعدم عصمته في مثل هذه الأمور.
والرد على ذلك يكون: لم لا يكون الموضوع على وزن أنه عندما أقول لأشخاص أن مشروعا اقتصاديا مربحا أكثر ومضمونا أكثر بكيفية اقترحها لمن يستطيع تحمل تكاليفه والصبر حتى تحصيل مرابحه ثم يأتي قسم منهم يشتكي حاجته إلى المادة والقطاف الأسرع والعدد الأكبر ولعدم قدرته على التحمل والصبر بسبب ظروفه والتزاماته الحالية، فان ذلك لا يعني إلا أن كلامي هو الأكمل والأصح وليتضح أن الأمر على وزن المثل أو القول أنا نصحتك لكنك حاليا أدرى بظروفك
وبإسقاط على الحادثة نرى أن البلاد التي تعتمد التأبير اليدوي يكون النخيل فيها متقاربا ويكون الأمر بغاية جمع أكثر وأحسن وأسرع للتمر منه بدون تأبير في حين من تعتمد على التلقيح الطبيعي ولا تأبر يدويا يمتد النخيل فيها على الأغلب على أماكن واسعة، الأمر الذي يحدث وخاصة قديما في البلاد ذات المساحات الواسعة التي كان سيصعب شمولها بالتأبير اليدوي، وخاصة مع علو أشجارها، أو ربما ما قد كان من التأبير الطبيعي أصلا مع أمهات النخيل في عصر سيدنا آدم ومن الفردوس الأول.
والسؤال أولا بتسلسل يكون من أين يأتي الغذاء والذي أكثره ماء للتمر سيكون الجواب من الأرض عبر جذع النخل، وبالمتابعة فان زادت عدد حبات التمر بالتأبير اليدوي ستزيد كمية سحب الماء من التربة وإن زاد الأخير وكانت الأرض في منطقة حارة أدى ذلك إلى جفافها أكثر وربما تصحرها على المدى الطويل وخاصة مع تقارب النخيل مع بعضها لزيادة عدد النخلات وبالتالي فإن النخيل بدون تأبير يدوي سيكون مقتصدا بسحب الماء ومحافظا على عدم جفافها مع تباعد بين النخلات وحيث يقول ويوصي القدماء بالمباعدة ما بين النخلات عند زراعتها. وفي الأمثال الواردة في الكتب القديمة المهتمة في هذه الأمور: "تقول النخلة للنخلة: ابعدي ظلي من ظلك، أحمل مثلي حملي وحملك! ". وتقول النخلة لزارعها: "ضع أختي بعيدا عني وخذ حملها مني! "
وكأن في ذلك إشارة إلى أن إراحة الأرض وعدم إجهادها بسحب أكبر للماء بما سبق ذكره سيعطي وإن كان بعد حين نفس المحصول مع زيادة هنا أقلها هي الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر ومن ثم المساعدة بالحفاظ على التربة ومنع انجرافها أمام الرياح عودة إلى زيادة في سوء المناخ، و بالتالي يجب أن لا يكون الأمر مقصورا على مصلحتنا دون النظر إلى مصلحة أحفادنا ولا مقصورا على القطاف السريع دون الحفاظ على حياة الأرض وتلوث الهواء.
ثانيا: إن خروج التمر على شكل شيص وسواء كله أو أكثره لا يعني أن هذا سيستمر في السنوات التي بعدها إنما الأمر قد يحتاج لصبر ولفترة زمنية قد تطول لتحسن النخلة إنتاجها وهذا ما يؤكده نخل البلاد التي لا تعتمد التأبير اليدوي.
ثالثا: قد يكون الشيص في مرحلة ما مستودعا للماء والغذاء المركز الذي سيساعد فيما بعد في مد التمر الصحيح بما يلزمه عوضا عن الاستمداد المباشر والكامل والدائم من الأرض مما يخفف العبء عليها وخاصة في بعض الأوقات الصعبة مع الأخذ بعين الاعتبار لتخفيف عدد النخلات بتوزيعها على مساحة أكبر.
رابعا: أن ما قاله رسول الله (ص)لصحابته لا يعني إلا أن كلامه صحيح وأن ما دون ذلك قد أبيح لهم تبعا لظروفهم وأعبائهم، وربما مع الأخذ بعين الاعتبار قوة الأرض وقتئذ بالنسبة لوقتنا التي فيه قد استنزفت قدرة تحملها الأمر الذي يستدعي منا على ذلك إعادة النظر.
إلى غير ذلك (وحتى لو فرضنا جدلا أن ما سبق- رغم وضوحه وخرقه للنظرة القديمة على الأقل- لا يصح) من الاحتمالات الكثيرة التي قد تظهر وخاصة مع تقدم العصر من تقنيات كهرومغناطيسية ونانو تكنولوجية وغيرها تحتاج بحوثا بتكاتف أيدي والتي بفكرتها الأساسية تصل بنا إلى الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر وربما إلى طريقة علمية تمكن من إعادة إحياء للأرض الميتة، وغيرها مما يمكن أن ينطبق ويقاس عليه الأمر نفسه برسمه وبمنهجه العلمي الموضوعي اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وحياتيا على نهج: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"."
حاول الرجل هنا أن يقول الرواية وقعت أى حدثت بالفعل وأنها لا تدل على أن النبى(ص) جاهل بأمر التأبير وإنما هو عالم علم عميق بالتأبير فأعطاهم حلا يفيدهم فى المستقبل البعيد ويفيد حتى أحفادهم بينما هم كانوا يريدون شىء يفيدهم فى السنة التى هم فيها ومن ثم فكلمة دنياكم لا تعنى الدنيا ككل وإنما أنتم أعلم بأمور حالكم وهو الوقت الذى هم فيه ويستمر الشيشكلى فى نهجه مدافعا عن كون الرواية وقعت بالفعل ولكن الناس فهموها خطأ فيضرب لنا مثالا بفعل السامرى حيث قدم لبنى إسرائيل العجل الذهبى ليعبدوه محققا لهم رغبتهم التى قالوها لموسى(ص) بعد عبور البحر والنجاة " وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" وهو أمر عاجل ظن هو وهم أنه يفيدهم فى الدنيا ونسوا أمر الآخرة وفى هذا قال:
"فالموضوع هو تسوية بالتوازن المهندس والمبرمج بحكمة لنفخ بالروح وصولا إلى قيام حياة طيبة وعلى ذلك وبإقرأ الكتاب الأولى والثانية يمكن أن يقول الإنسان من نفسه الله أكبر وبمعنى يتجاوز المعنى التقليدي من دون معارضته إلى: الله أكبر مما تتصوره أوتتخيله أيها الإنسان وأكبر مما يتبدى لك سواء في أفق نفسك في الأولى إلى الله أكبر مع الثانية ولغيرك وفي أفق العلوم القادمة، وهكذا وبصدق تتابع إلى أن تشهد من نفسك وعلى نفس النهج أنه: لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...قال تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف
نعم يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ولكن الدور الأكبر والمساعد لمن في الداخل فالمشكلة هي في عدم الاتباع لرسول الله من جهة الاستواء على صف واحد وإن الاستواء من إقامة الصلاة ولو استوينا على صف واحد باتجاه هدف واحد ولم ندع فرجا للشياطين لاستوت قلوبنا، نعم لا ننكر أن أيادي علماء كثر هي ممدودة للخير ولكنها غالبا ليست مجتمعة وعلى صف واحد ولا حتى على مصطلحات واحدة بل إن الكثير منهم ليظن أنه الناجي دون غيره وما النجاة إلا بالتجمع القلبي قبل الجسدي أمام شياطين الجن والإنس، إذ لا يفيد السفينة ومع قوة من عليها إلا أن يجتمع تجديفهم وحتى طاقاتهم الكامنة على اتجاه واحد وتبعا لبوصلتها ومن دون أن يدعوا فرجا تغرق سفينتهم وبذلك تكون المناعة القوية التي إذا قويت وأقيمت لا يستطيع أي فيروس اختراقها ومن جهة أخرى ومع وجود السامري ونهجه ولكل زمان ولكل مجال علمي وسواء ديني أو دنيوي: سامري يسير على نهج السامري الأول (ومن دون معارضة المعنى التقليدي) يقبض قبضة من أثر الرسول ويعلم الناس الخير ويدعيها لنفسه وكذلك ألقى و يلقي مشجعا لهم في بناء عاجل قد يعده تحديثي للحياة إلا أنه في حقيقته لا تحديثي أصلا وإن كانت الأنفس لتنذهل به وتخور بخواره فكثير منها لا يتحدث أصلا إذ أن هذا البناء من جهة وإن تحدث مظهره إلا أنه جسدي لا حياة طيبة حقيقية فيه ومن جهة أخرى قولي لا يتعدى الأذان إلى القلب وإن كان يعزف على أوتار النفس فيطربها ولكنه يبقيها وحب الدنيا كالأفعى ترقص على صوت الناي في مكانها، فلا يبين لها كيف تقوم من حلمها أو تنهض في حياتها، وليسيطر عليها فلقد أبصر هذا السامري من مداخل السيطرة على الأنفس وبما يصطادها من شهواتها مالم يبصروا به طمعا في الخلافة التي ظنها استعباد للعباد وكما الشيطان الأكبر وكذلك سولت له نفسه ولم يكن معه في الحقيقة إلا أثر لعصارة زيتية كانت بمجهود غيره ولغاية أن يظهر كخليفة في الأرض وكمنارة لغيره ومن دون أن يصدق مع نفسه ويبدأ بإنارة قلبه أن استوقد من أثر هذه العصارة نارا فلما أضاءت ما حوله من الناس واستناروا شيئا ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يبصر إذ نفد مخزونه من أثر الزيت ولم يكن قد تعلم عقل أو عصر الزيتون بنفسه وبالتالي لم يكن أصلا أهل لأن يعلم الناس الخير النافع لحياتهم، لأن هذا السامري لم ينفع نفسه بحياة طيبة حقيقية ولم ينر قلبه أصلا، قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" لا بل إن الطامة الكبرى عندما ينفخ وفي الشباب خاصة عاطفة وحماسا وحتى علما (التي وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام مصاعب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والحياتية) لأنها لم تكن موجهة نحو تحريك حس ديني صادق يحول المعرفة إلى سلوك حي والعلم إلى عمل حي والقول إلى فعل حي والنص إلى حضارة حية والحياة بتجددها وترقيها من تمكين إلى تمكين أكبر."
وحجة الشيشكلى هنا حجة واهية لأن الـمران مختلفان جدا فتأبير النحل هو أمر مباح بينما عمل العجل وعمله أمر محرم والنية فى الرواية خى نية حسنة وهى نفع القوم ولكن النية فى عمل العجل وما بعده كانت نية سوء وهى انتفاع السامرى وحده سواء بالزعامة أو بأخذ المال ككاهن للعجل
ويستمر الشيشكلى فى الكلان فيضرب مثلا اخر بعيدا عن موضوع التأبير فيحدثنا عن فتح مكة وعن تفريق الجنود فى نواحى مختلفة ومعهم مشاعل النار حتى يظن الكفار أن عدد المؤمنين كببرا جدا عن عددهم فلا يحاربوا والمثل هو الأخر بعيد عن تأبير النخل فلم يكن أمر توزيع النيران تجربة فاشلة كما فشل التأبير ومن ثم لاوجه للمقارنة كما أن نفع أمر النيران انتهى بمجرد فتح مكة ولكن طبقا لدفاع الشيشكلى الأول فإن التأبير كان ضارا فى أوله مفيدا فيما بعد وفى هذا قال :
"لا بل إن البعض من هؤلاء السامرة ليضحي بأولادنا ملقيا بهم ومضحيا بهم وراكب أمواجهم لمآرب سياسية أو غيرها وعلى حد قوله في سبيل الله، ناسيا أن سبيل الله في أصله هو ذلك الكوثر الذي فيه الماء والطاقة للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، الذي يحيى بها الإنسان وأهله من بعد موت وينمو محافظ عليها ناهض بها وسابح نحو حياة أعلى لا تنتهي ولا يظمئ بعدها أبدا، والتي بها فقط يطمع الإنسان زيادة أن يوصلها إلى غيره جهادا يبدأ من الكلمة الطيبة لا قتلا وسفكا للدماء، وكما فعل رسول الله (ص)بحكمته يوم فتح مكة عندما حاصرها بجيشه وأمر أصحابه بأن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة كل منها يشعل نارا لتبدو بكثرة النيران ذات كتائب كثيرة لن يكون لأهل مكة ولا حتى التفكير بمواجهتها، وما كان ذلك إلا رحمة منه (ص)بما يفيض من قلبه حتى نحو أعدائه، قد تجلى طرف منها في قوله (ص)لأحد المسلمين يوم فتح مكة: بأن اليوم يوم المرحمة ردا على قول الرجل متحمسا أن اليوم يوم الملحمة، ومن دون أن ننسى معاتبته الشديدة جدا (ص)لسيدنا خالد: في حادثة الرجل الذي قال: لا إله إلا الله إتقاءا للقتل بالسيف.
فالإتمام لـ"نور الله ولو كره الكافرون" لا بد قائم رغم كل شيء وطريقه الرجعى إلى إقرأ الكتاب وبنور من الله فإما بالحسنى والعودة معا إلى الإحياء والإنقاذ والإصلاح مع سنة رسول الله (ص) الحكيمة في المعالجة وإقامة الصلاة والإسقاط على أرض الواقع وبتوكل على الحي الذي لا يموت من خلال الرجوع بقلوب تعقل على هيئة الخضوع إلى ربها الحي الذي بيده الروح وحده وهو على كل شيء قدير، مع الأخذ بالأسباب وإعادتها وإقامتها في موضعها المناسب الذي وجدت من أجله وبتوازن حكيم مادي ومعنوي في إسقاطها على الأرض إقتداءا واعتصاما بالنهج النبوي الشريف والحكيم. ولنقول معه حقا: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " سورة الفاتحة أو بالسلاسل والعذاب المادي والمعنوي."
وحدثنا الرجل عن نقطة حرب الإسلام فقال:
"قال تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" ولينطبق المثل: (إذا أردت أن تحيي دينا فحاربه) وربما في ذلك المكر الخير لله بالشياطين وبمكرهم الخبيث وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم نفخا فإذا بالنار المقدسة لتتوهج عن ذلك بقوة ولتضيء النور من جديد على نفس النهج القديم.
ذلك النهج الذي لم يوجد أحسن منه إيجابية إذ تحمل (ص)من قومه ما تحمل حبا ورحمة أن يأخذهم إلى نهضة وصلة مع الله، لقد صبر وتيقن ظنه وبتثبيت من الله أنه سيقدر الخير في هداية قومه على يديه رغم ما عانى فلم يستعجل أمر الله ولم يكن كصاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم."
والخطأ فى الفقرة هو أن صاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم والحقيقة أن يونس (ص) لم يظن هذا الظن وإنما ظن ظنا خاطئا وهو عدم قدرة الله وهو نص الاية التى تقول :
"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه"
وتناول الشيشكلى موقف القرآنيين من الرواية التى نفوا حدوثها ووصفهم بأوصاف الجهل والدجل فقال:
"ربما نلتمس للخلف اليتيم عذرا أمام حذرهم من البعض الذي يدعي القراءة الصحيحة للقرآن ويسمون أنفسهم بالقرآنين فإذا بالكثير منهم لا قرآني ولا علمي ولا موضوعي أصلا، نعم كلمة حق ولكن وإن كان لا يدري فأريد بها باطل هو هدم أساس القراءة الحكيمة التي هي الطريق الأسرع والأقوى وقل الوحيد للوصول إلى نهضة وقيام حياة طيبة مادية ومعنوية والاستعاضة عنها بأساس خارجي هو على شفا جرف هار على نهج الأعور الدجال، أي لا قرآني أصلا لأنه لا يسعى إلى قراءة رشيدة وحكيمة تسير على نهج وهدي السنة النبوية الشريفة وإحيائها بإسقاط من جديد على أرض الواقع عوضا عن هدمها والقول بعدم صلاحيتها إلا لزمانها ومكانها التي وجدت فيه ونسيان أن الحكمة في جوهرها معالجة وبناء للنفس قبل الجسد، وبناء للفئة المؤمنة الأولى بدءا في مكة قبل بناء الدولة في المدينة والتي وإن قامت على قوانين ونظم حكيمة فإنها لن تكون قيمة إلا بتأسيس للنواة الأولى للحضارة الروحية والمادية معا قبل الانطلاق إلى بقية العالم لإحيائه ولإنقاذه ممن يفسد فيها ويسفك الدماء. ومن دون أن ننسى أنه ليس كل علم ينفع، بل إن ما ينفع هو العلم الحكيم الموضوع في مكانه وحتى في زمانه بشكل مناسب كل في موضعه على أساس متوازن فطري وعلمي حكيم ورغم أنه يستحيل من جهة إلا أن يكون باعتماد على الله وبإذن وقبول منه وفي ذلك يكون القول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" (إلا أنه من جهة الأخذ بالأسباب لا بد أن يكون بتقديم متفاني قدر ما يستطيع الإنسان وأهله: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
وبتصحيح لقول البعض: (رأينا الإسلام في الخارج ولم نر مسلمين ورأينا المسلمين في الداخل ولم نر إسلاما) ولنكون دقيقين في الكلام نقول - ومع تقديرنا لحسن نية الكثير منهم - أن ما رأيتموه هو نظم وقوانين ربما دقيقة ولكن ذلك يعتبر من مظاهر الإسلام دون روحه وبالتالي الأولى أن لا يطلق عليه إسلام لأنه في حقيقته بدون روح بل أمور في أغلبها قد عود وبرمج الناس على قوانينها من صغرهم، وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، و ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام أقل فتنة وانزلاق، أما في الداخل وإن كانت لا توجد تلك المظاهر إلا أنه لا يزال يوجد فيه ذلك النبض الحي وشعلة المشكاة والتي وإن كانت ضعيفة يبقى الأمل في أن تتوهج وتطلع من جديد، وخاصة أن الرسول (ص)بسنته النبوية الشريفة وبالخاصة في العبادات الجماعية هو من خطط وبرمج أصلا للمحافظة عليها ....."
وكل ما ذكره الرجل فى الفقرات السابقة والتالية هو خروج عن موضوع التأبير فهو كلام عام يمدح فى السنة وأن منهج القرآنيين منهج فاشل والمفترض أن يناقش ما قالوه فى كتاباتهم ويفنده بدلا أن يشتمهم فقط دون أن يفيدنا بشىء فى الموضوع
واستمر الشيشكلى فى هجومه على القوم فقال:
"قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون "
هذه النفس التي هي واحدة في جوهرها رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة ويبقى الدواء يسعى ويطوف أصلا حول أمر معالجتها وإحيائها، لا بل إن تحديثه موجود أصلا في السنة النبوية الحكيمة وإن لم يظهر سابقا فذلك لعدم لزومه بوجود طب وقائي شريف معجز بالإضافة إلى أن ذلك لا يعني أنه غير مكنون فيها وقد أوتيت جوامع الكلم (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله) لكنه يحتاج إلى قراءة عربية مبينة واضحة على نفس النهج لا أعرابية شطحية تشوه على الأصلية ولا عجمية غير مفهومة ... أو قل لا شرقية ولا غربية بل نورانية تستقي من نور النبوة، وأخشى على من لم يسعى لأن يفقه أسرار لغة القرآن الحضارية أن ينطبق عليه القول: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون "
الشيشكلى يطالبنا بقراءة رشيدة للروايات والقرآن ومع هذا فإنه يعلن وجود علوم إسلامية خفية ويستشهد بقناة ألمانية أظهرت معرفة القدامى من المسلمين بتقنية المصغرات فى صناعة السيوف الدمشقية وأيضا باكتشاف باحق للمحاسبة الإسلامية فيقول:
"شيء أخير ألا يعتبر التاريخ من المكتبة فكيف سنأخذ منه آيات بينات وبتحقيق ولا نأكله لما وكيف سيقرأ تحت ضوء أقرأ الكتاب وبنور من الله ..وخاصة أن النظر إلى بعض تناقضات التاريخ أمر محير بين صوره السوداء وصوره الحسنة وكل ينظر من وجهة نظر مختلفة فمنهم من يغلب هذه على تلك وربما يصل إلى أن يكفر من يقول غير ما يقول وذاك يفعل العكس وآخر وقف صامتا إلى غير ذلك بالإضافة إلى أمر آخر أنه على الرغم من الكثير مما قد أفني من المكتبة أو سرق أو حفظ لنا عند أعدائنا .. أو ضاع أو أهمل أو دس إلا أنه في المكتبة نفسها وربما تحت جدرانها و في أقبيتها الأثرية المهجورة كنوز ثمينة لم تلمس بعد وربما إن استخرجت مستقبلا ومع التقنيات المتطورة يتوسع النظر الجزئي وبشمول لمجالات عديدة وليترابط بأجزائه وصولا الى استكمال الصورة ونضرب لذلك ومن خلال برنامج من قناة tv ألمانية موجود على اليوتيوب باسم علوم الإسلام الدفينة مثالا عرفه الألمان عن حضارة أجدادنا التي أكثرنا لم يعرف عنها وعن فضلها على الحضارة الغربية إلا القليل ولا يزال يشعر بعقدة النقص تجاه الغرب على لسان الألمان أنفسهم .....إلى غير ذلك من الأمثلة الكثير كأسرار صناعة السيف الدمشقي الذي اكتشف الألمان أن فيه ما يشبه تقنية النانو تيكنولوجي التي هي عنوان العصر المقبل ... وما أدري كيف استطاع أجدادنا الوصول إلى القدرة على ترتيب الذرات على مستوى النانو من دون أن يكون لهم المجهر الالكتروني الضوئي المادي المناسب ... هل كان عندهم ما يشبهه أو يحل محله ويطابقه ... وما أدري .....و بالقياس لربما يظهر في المستقبل من الكتب الدفينة أو حتى المسروقة ما يجعل من كفة الصور الحسنة في التاريخ ترجح على كفة الصور السيئة ...
وأضرب مثالا جديدا بالنسبة لدي هو موضوع المحاسبة الإسلامية بين التأصيل والتطبيق للدكتور سامر قنطقجي المحترم الذي ما كان ليسمع بها أكثرنا (رغم أن البعض كان يذكرها خجلا) لولا أنه استخرجها بجهده وعلى مدى سبع سنوات من تلك المكاتب، الأمر الذي نرجو أن يتابع فيه في نفس المجال الاقتصادي وفي غيره من العلوم الإسلامية المركونة على الرفوف."
والكلام هنا لا علاقة به بموضوع التأبير ويستمر الرجل فى الحديث عن مكتبتنا ويقصد به كتب التراث مبينا أن الأيام ربما تظهر لنا التوراة والإنجيل الأصليين فيقول:
"وحتى نخفف من الاتهام بشطح الخيال نعود لنذكر مثالا يمكن أن نعبر منه إلى ما سبق وذلك أنه يقال وبعد كل هذا الوقت بدأت تظهر من جديد أناجيل دفينة مفقودة فيها شيء ما ... لا بل إن بعض أثار مكتبتنا نفسها لتشير إلى يوم قد تظهر فيه التوراة و الإنجيل الدفينين والأصليين
وإلى مقال قادم بعنوان: (هل يستوي الأحياء والأموات؟: عبر الأذان: الدعوة التامة من الله ورسوله إلى الحياة الطيبة في الآخرة والدنيا)فهل من آذان تسمع وتجيب المؤذن اقتداءا بالسنة تمهيدا لإقامة الصلاة أم في آذانهم وقرا ...أم لا يزال هناك من يحسب أنه يحسن صنعا وإصلاحا في الأرض فإذا به يفسد ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من إقامة للصلاة وهو الذي قد استخدم بدءا كمسرى لوسوسة في صدور الناس أو كوسيلة داخلية لنهج خارجي من شياطين الجنة والناس قد برمجت عن بعد لاسلكيا ومن دون أن يعي ذلك تحضيرا لهدم البنيان المعنوي والمادي أساسات وجدران وليتابع هدمه وقد طوعت له نفسه قتل أخوته بضربات يحسبها القاضية وليهزأ موسوسا بقول قديم لكن النهج واحد: إنه لا دليل علمي موضوعي على الحياة الآخرة؟ فهل ذلك حق أم باطل وهل هناك أدلة علمية موضوعية وبإذن الله تخنس وسوسة الشياطين وتدك ما هيئوه ببرمجة وتسقط ما بيدهم من سحر حديث لا بل تقلبه على الساحر أم نبقى مصرين ومجتمعين على مواجهته بسيوف خاوية لا نريد لها أن تمد بالحياة والقوة. ... ؟؟؟
وهل نفقه ما يدور حول رقاب أبنائنا وما يفعل وسيفعل ببناتنا فندافع عن حياتهم قبل إكمال إنهائها، هل نفقه لنقدم لحياتنا ولنتعاون فندك أسوار الشياطين بإقامة صلاة الحياة باستواء على صف واحد ولنعمل لكي يكون ابننا "رجلا سلما لرجل واحد عوضا عن أن يكون رجلا فيه أو في عقله أربعة شركاء متشاكسون قال تعالى: "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " و بإقامة الوجه للدين حنيفا كل حسب استطاعته وموقعه ومن دون أن ندع فرجا للشياطين ليفرقونا من جديد، وهنيئا لمن يكون في الصف الأول قبل غيره ماديا ومعنويا نحو قبلة حضارة الحياة المعنوية والمادية حتى ينفخ فينا الروح ولننهض من موتنا وصولا إلى ما خلقنا من أجله، قال رسول الله (ص): (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) متفق عليه ... و إن لم نستطع فأقله أن ننقل ما سمعنا أو فقهنا إلى من هو أفقه منا وأقدر، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه و رب مبلغ أوعى من سامع، يقول الله تعالى: "هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" وربما كما يقول الدكتور العمري في بوصلته التي نتفق معه فيها على جوهرته الفريدة (إقرأ الكتاب): ومن السهل جدا أن نرفض لكن هذا الرفض سيكون معناه النهائي الانقراض، ولو رفضنا فسيأتي جيل آخر في مكان آخر ليقرر القرار الصحيح، في مفترق الطرق."
وما سبق من كلام هو طرح لرءوس مواضيع بلا إجابة منه ومع هذا فان الرجل فى أكثر من نصف الكتاب بعد عن الموضوع الأصلى وهو تأبير النخل وعلم الناس بأمور دنياهم وجررنا لموضوعات بعيدة عنه تماما كموضوع مهاجمة القرآنيين والمكتبة واكتشافات الألمان والتوراة والإنجيل الأصليين
وروايات التأبير بها رواية واحدة صحيحة المعنى وليس فيها عبارة أنتم أعلم بأمور دنياكم وهى:
6201- [139-2361] حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ، وأبو كامل الجحدري ، وتقاربا في اللفظ . وهذا حديث قتيبة ، قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)بقوم على رؤوس النخل ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يلقحونه ، يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح ، فقال رسول الله (ص): ما أظن يغني ذلك شيئا , قال : فأخبروا بذلك فتركوه ، فأخبر رسول الله (ص)بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا ، فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله عز وجل. 6203 و6204" رواه مسلم
هذه الرواية لا تتحدث عن علم وإنما تتحدث عن ظن الرسول(ص) ومن ثم فدفاع الشيشكلى طبقا لهذه الرواية عن كون التأبير كان عن علم عميق بما يفيد القوم فى المستقبل البعيد هم ومن بعدهم هو دفاع لا أصل له
وهناك رواية تجمع بين الظن وبين أنتم أعلم بأمور دنياكم فتقول:
937 حدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)في نخل ، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون ، فقال : ما تصنعون ، أو ما يصنع هؤلاء ؟ قال : يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى ، فقال : ما أظن هذا يغني شيئا ، فبلغهم ذلك ، فتركوه ، فصار شيصا ، فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم ، وإني قلت لكم ظنا ظننته ، فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى" رواة البزار "
والرواية هنا هى الأخرى تفند دفاع الشيشكلى عن العلم العميق والروايات الأخرى التى تفرق بين أمر الدين والدنيا مثل:
(24920) 25433- حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، وهشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي (ص)سمع أصواتا ، فقال : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : النخل يؤبرونه يا رسول الله ، فقال : لو لم يفعلوا لصلح ، فلم يؤبروا عامئذ ، فصار شيصا ، فذكروا ذلك للنبي (ص)، فقال : إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به ، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي" مسند أحمد
6992- حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رسول الله (ص)سمع صوتا في النخل فقال : ما هذا ؟ قال : يؤبرون النخل فقال : لو تركوها لصلحت , فتركوها , فصارت شيصا , فاخبروه بذلك , فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم فأما أمر أخرتكم فإلي" مسند البزار"
والحادثة من الممكن أن تكون قد وقعت بالصيغة الأولى التى قلت أنها صحيحة المعنى وأما ياقى الصيع فمحال أن يقولها النبى(ص)لسبب بسيط وهو أن الدين هو من يحكم أمور الدنيا ومن أمور الدنيا فى الدين أن يكون حكم ما يصلحكم في دنياكم هو التخصص الوظيفى حيث كل صاحب مهنة مباحة هو العلم بما يصلح الأشياء المتخصص فيها ومن ثم عبارة ما يصلحكم فى دنياكم تعنى ما ينفعكم فى أمور وظائفكم أى معايشكم
الكتاب تأليف محمود الشيشكلي والكتاب يناقش المقولة المنسوبة للنبى(ص) أنتم اعلم بأمور دنياكم" واستهل الرجل الكتاب بمقولة رائعة عن كون علمنا من علم الله تعالى فيقول:
"الله هو الأعلم طبعا سيكون الجواب على هذا السؤال وبكل وضوح موجود أصلا في نفس السؤال لكل من يقر ويؤمن بالله، ولكن ومن أجل أن يتحول ذلك إلى تصديق عن دليل علمي موضوعي تطمئن له النفس نذكر على الجملة بالآية: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".لا بل وعلى اعتبار أن علمنا هو من علم الله يكون القول: "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض" و أقله ألا ننسى: "فألهمها فجورها وتقواها"وعلى اعتبار أن الإسلام الحقيقي في أصله هو (بالمفهوم المتداول) دين ودنيا أو بالأحرى هو دين حياة قائم على نظام يعبر عن قوانين وجدت لخير الإنسان ورحمة به وبتوازن فطري وعلمي كل في موضعه المناسب وتبعا لبرمجة الكتاب وعبر الفطرة السليمة في طريق مستقيم هو الذي يصل بالإنسان إلى السعادة والسلام ومن الدنيا بدءا إلى الآخرة نهاية، فإن ما سبق لا بد أن ينطبق وبنظرة شمولية على كل الأمور محكماتها ومتشابهاتها، على مبدأ: "آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"
ومع أن المقدمة رائعة إلا أن الرجل يقول أن الرواية قادحة فى عصمة الرسول(ص) التى يعتبرها عصمة كاملة فيقول:
"ومن هنا نعبر إلى أمر على سبيل المثال مستخرج من حادثة تأبير النخل (حيث قال: أن النبي (ص)مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا (الشيص: هو ثمر صغير سيء غير ناضج)، فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم) صحيح مسلم والتي يستدل بها أعداء الإسلام على عدم عصمة رسول الله فيرد عليهم وللأسف بعض المسلمون وإن كان بنية حسنة (والنية الحسنة فقط لا ترد اتهاما ولا تصنع لا مجدا ولا حضارة ولا ... ) للدفاع عن الإسلام أن عدم العصمة فقط في أمور الرسول (ص)الشخصية التي تعد اجتهادا فقط وعلى ذلك أمثلتهم كثيرة و لا تعبر عن الرسالة ... وما أدري كيف ... ويدمجون ما سبق فيها، دون الأمور الشرعية التي فيها كامل العصمة وقسم آخر قد يقول أن الحديث ضعيف أو حديث آحاد إلى غير ذلك.
"
بالقطع لا يوجد عصمة للرسول(ص) سوى عصمته من الأذى وهى التى فيها نص واضح صريخ وهوقوله تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
وأما العصمة من الذنوب فلا وجود لها فى النصوص وإنما الموجود ما يضادها وهو ارتكابه الذنوب كما فى قوله تعالى :
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
وقوله :
" واستغفر لذنبك"
ويحاول الشيشكلى أن يلوى عنق الروايةكى ادل على العصمة الكاملة التى لا وجود بها فيقول:
"والسؤال دخولا في صلب الموضوع: أنه لو اعتبرنا الحديث قد تم فعلا فإني أجد فرقا بين صورته ولفظه وبين المعنى الذي فهم به بزيادة من قبلنا وبمعنى أن لفظ أنتم أعلم بأمور دنياكم قد زيد عليها في فهمنا وعقولنا كلمة زائدة هي (مني) فأصبح التركيب يفهم ويعقل (أنتم أعلم بأمور دنياكم مني) مما يوحي لنا مع هذه الزيادة الخطأ اعتراف رسول الله بخطئه وتراجعه عنه وبالتالي استنتاجنا لعدم عصمته في مثل هذه الأمور.
والرد على ذلك يكون: لم لا يكون الموضوع على وزن أنه عندما أقول لأشخاص أن مشروعا اقتصاديا مربحا أكثر ومضمونا أكثر بكيفية اقترحها لمن يستطيع تحمل تكاليفه والصبر حتى تحصيل مرابحه ثم يأتي قسم منهم يشتكي حاجته إلى المادة والقطاف الأسرع والعدد الأكبر ولعدم قدرته على التحمل والصبر بسبب ظروفه والتزاماته الحالية، فان ذلك لا يعني إلا أن كلامي هو الأكمل والأصح وليتضح أن الأمر على وزن المثل أو القول أنا نصحتك لكنك حاليا أدرى بظروفك
وبإسقاط على الحادثة نرى أن البلاد التي تعتمد التأبير اليدوي يكون النخيل فيها متقاربا ويكون الأمر بغاية جمع أكثر وأحسن وأسرع للتمر منه بدون تأبير في حين من تعتمد على التلقيح الطبيعي ولا تأبر يدويا يمتد النخيل فيها على الأغلب على أماكن واسعة، الأمر الذي يحدث وخاصة قديما في البلاد ذات المساحات الواسعة التي كان سيصعب شمولها بالتأبير اليدوي، وخاصة مع علو أشجارها، أو ربما ما قد كان من التأبير الطبيعي أصلا مع أمهات النخيل في عصر سيدنا آدم ومن الفردوس الأول.
والسؤال أولا بتسلسل يكون من أين يأتي الغذاء والذي أكثره ماء للتمر سيكون الجواب من الأرض عبر جذع النخل، وبالمتابعة فان زادت عدد حبات التمر بالتأبير اليدوي ستزيد كمية سحب الماء من التربة وإن زاد الأخير وكانت الأرض في منطقة حارة أدى ذلك إلى جفافها أكثر وربما تصحرها على المدى الطويل وخاصة مع تقارب النخيل مع بعضها لزيادة عدد النخلات وبالتالي فإن النخيل بدون تأبير يدوي سيكون مقتصدا بسحب الماء ومحافظا على عدم جفافها مع تباعد بين النخلات وحيث يقول ويوصي القدماء بالمباعدة ما بين النخلات عند زراعتها. وفي الأمثال الواردة في الكتب القديمة المهتمة في هذه الأمور: "تقول النخلة للنخلة: ابعدي ظلي من ظلك، أحمل مثلي حملي وحملك! ". وتقول النخلة لزارعها: "ضع أختي بعيدا عني وخذ حملها مني! "
وكأن في ذلك إشارة إلى أن إراحة الأرض وعدم إجهادها بسحب أكبر للماء بما سبق ذكره سيعطي وإن كان بعد حين نفس المحصول مع زيادة هنا أقلها هي الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر ومن ثم المساعدة بالحفاظ على التربة ومنع انجرافها أمام الرياح عودة إلى زيادة في سوء المناخ، و بالتالي يجب أن لا يكون الأمر مقصورا على مصلحتنا دون النظر إلى مصلحة أحفادنا ولا مقصورا على القطاف السريع دون الحفاظ على حياة الأرض وتلوث الهواء.
ثانيا: إن خروج التمر على شكل شيص وسواء كله أو أكثره لا يعني أن هذا سيستمر في السنوات التي بعدها إنما الأمر قد يحتاج لصبر ولفترة زمنية قد تطول لتحسن النخلة إنتاجها وهذا ما يؤكده نخل البلاد التي لا تعتمد التأبير اليدوي.
ثالثا: قد يكون الشيص في مرحلة ما مستودعا للماء والغذاء المركز الذي سيساعد فيما بعد في مد التمر الصحيح بما يلزمه عوضا عن الاستمداد المباشر والكامل والدائم من الأرض مما يخفف العبء عليها وخاصة في بعض الأوقات الصعبة مع الأخذ بعين الاعتبار لتخفيف عدد النخلات بتوزيعها على مساحة أكبر.
رابعا: أن ما قاله رسول الله (ص)لصحابته لا يعني إلا أن كلامه صحيح وأن ما دون ذلك قد أبيح لهم تبعا لظروفهم وأعبائهم، وربما مع الأخذ بعين الاعتبار قوة الأرض وقتئذ بالنسبة لوقتنا التي فيه قد استنزفت قدرة تحملها الأمر الذي يستدعي منا على ذلك إعادة النظر.
إلى غير ذلك (وحتى لو فرضنا جدلا أن ما سبق- رغم وضوحه وخرقه للنظرة القديمة على الأقل- لا يصح) من الاحتمالات الكثيرة التي قد تظهر وخاصة مع تقدم العصر من تقنيات كهرومغناطيسية ونانو تكنولوجية وغيرها تحتاج بحوثا بتكاتف أيدي والتي بفكرتها الأساسية تصل بنا إلى الحفاظ على الأرض من الجفاف والتصحر وربما إلى طريقة علمية تمكن من إعادة إحياء للأرض الميتة، وغيرها مما يمكن أن ينطبق ويقاس عليه الأمر نفسه برسمه وبمنهجه العلمي الموضوعي اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وحياتيا على نهج: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"."
حاول الرجل هنا أن يقول الرواية وقعت أى حدثت بالفعل وأنها لا تدل على أن النبى(ص) جاهل بأمر التأبير وإنما هو عالم علم عميق بالتأبير فأعطاهم حلا يفيدهم فى المستقبل البعيد ويفيد حتى أحفادهم بينما هم كانوا يريدون شىء يفيدهم فى السنة التى هم فيها ومن ثم فكلمة دنياكم لا تعنى الدنيا ككل وإنما أنتم أعلم بأمور حالكم وهو الوقت الذى هم فيه ويستمر الشيشكلى فى نهجه مدافعا عن كون الرواية وقعت بالفعل ولكن الناس فهموها خطأ فيضرب لنا مثالا بفعل السامرى حيث قدم لبنى إسرائيل العجل الذهبى ليعبدوه محققا لهم رغبتهم التى قالوها لموسى(ص) بعد عبور البحر والنجاة " وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" وهو أمر عاجل ظن هو وهم أنه يفيدهم فى الدنيا ونسوا أمر الآخرة وفى هذا قال:
"فالموضوع هو تسوية بالتوازن المهندس والمبرمج بحكمة لنفخ بالروح وصولا إلى قيام حياة طيبة وعلى ذلك وبإقرأ الكتاب الأولى والثانية يمكن أن يقول الإنسان من نفسه الله أكبر وبمعنى يتجاوز المعنى التقليدي من دون معارضته إلى: الله أكبر مما تتصوره أوتتخيله أيها الإنسان وأكبر مما يتبدى لك سواء في أفق نفسك في الأولى إلى الله أكبر مع الثانية ولغيرك وفي أفق العلوم القادمة، وهكذا وبصدق تتابع إلى أن تشهد من نفسك وعلى نفس النهج أنه: لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...قال تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " سورة الصف
نعم يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ولكن الدور الأكبر والمساعد لمن في الداخل فالمشكلة هي في عدم الاتباع لرسول الله من جهة الاستواء على صف واحد وإن الاستواء من إقامة الصلاة ولو استوينا على صف واحد باتجاه هدف واحد ولم ندع فرجا للشياطين لاستوت قلوبنا، نعم لا ننكر أن أيادي علماء كثر هي ممدودة للخير ولكنها غالبا ليست مجتمعة وعلى صف واحد ولا حتى على مصطلحات واحدة بل إن الكثير منهم ليظن أنه الناجي دون غيره وما النجاة إلا بالتجمع القلبي قبل الجسدي أمام شياطين الجن والإنس، إذ لا يفيد السفينة ومع قوة من عليها إلا أن يجتمع تجديفهم وحتى طاقاتهم الكامنة على اتجاه واحد وتبعا لبوصلتها ومن دون أن يدعوا فرجا تغرق سفينتهم وبذلك تكون المناعة القوية التي إذا قويت وأقيمت لا يستطيع أي فيروس اختراقها ومن جهة أخرى ومع وجود السامري ونهجه ولكل زمان ولكل مجال علمي وسواء ديني أو دنيوي: سامري يسير على نهج السامري الأول (ومن دون معارضة المعنى التقليدي) يقبض قبضة من أثر الرسول ويعلم الناس الخير ويدعيها لنفسه وكذلك ألقى و يلقي مشجعا لهم في بناء عاجل قد يعده تحديثي للحياة إلا أنه في حقيقته لا تحديثي أصلا وإن كانت الأنفس لتنذهل به وتخور بخواره فكثير منها لا يتحدث أصلا إذ أن هذا البناء من جهة وإن تحدث مظهره إلا أنه جسدي لا حياة طيبة حقيقية فيه ومن جهة أخرى قولي لا يتعدى الأذان إلى القلب وإن كان يعزف على أوتار النفس فيطربها ولكنه يبقيها وحب الدنيا كالأفعى ترقص على صوت الناي في مكانها، فلا يبين لها كيف تقوم من حلمها أو تنهض في حياتها، وليسيطر عليها فلقد أبصر هذا السامري من مداخل السيطرة على الأنفس وبما يصطادها من شهواتها مالم يبصروا به طمعا في الخلافة التي ظنها استعباد للعباد وكما الشيطان الأكبر وكذلك سولت له نفسه ولم يكن معه في الحقيقة إلا أثر لعصارة زيتية كانت بمجهود غيره ولغاية أن يظهر كخليفة في الأرض وكمنارة لغيره ومن دون أن يصدق مع نفسه ويبدأ بإنارة قلبه أن استوقد من أثر هذه العصارة نارا فلما أضاءت ما حوله من الناس واستناروا شيئا ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يبصر إذ نفد مخزونه من أثر الزيت ولم يكن قد تعلم عقل أو عصر الزيتون بنفسه وبالتالي لم يكن أصلا أهل لأن يعلم الناس الخير النافع لحياتهم، لأن هذا السامري لم ينفع نفسه بحياة طيبة حقيقية ولم ينر قلبه أصلا، قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" لا بل إن الطامة الكبرى عندما ينفخ وفي الشباب خاصة عاطفة وحماسا وحتى علما (التي وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام مصاعب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والحياتية) لأنها لم تكن موجهة نحو تحريك حس ديني صادق يحول المعرفة إلى سلوك حي والعلم إلى عمل حي والقول إلى فعل حي والنص إلى حضارة حية والحياة بتجددها وترقيها من تمكين إلى تمكين أكبر."
وحجة الشيشكلى هنا حجة واهية لأن الـمران مختلفان جدا فتأبير النحل هو أمر مباح بينما عمل العجل وعمله أمر محرم والنية فى الرواية خى نية حسنة وهى نفع القوم ولكن النية فى عمل العجل وما بعده كانت نية سوء وهى انتفاع السامرى وحده سواء بالزعامة أو بأخذ المال ككاهن للعجل
ويستمر الشيشكلى فى الكلان فيضرب مثلا اخر بعيدا عن موضوع التأبير فيحدثنا عن فتح مكة وعن تفريق الجنود فى نواحى مختلفة ومعهم مشاعل النار حتى يظن الكفار أن عدد المؤمنين كببرا جدا عن عددهم فلا يحاربوا والمثل هو الأخر بعيد عن تأبير النخل فلم يكن أمر توزيع النيران تجربة فاشلة كما فشل التأبير ومن ثم لاوجه للمقارنة كما أن نفع أمر النيران انتهى بمجرد فتح مكة ولكن طبقا لدفاع الشيشكلى الأول فإن التأبير كان ضارا فى أوله مفيدا فيما بعد وفى هذا قال :
"لا بل إن البعض من هؤلاء السامرة ليضحي بأولادنا ملقيا بهم ومضحيا بهم وراكب أمواجهم لمآرب سياسية أو غيرها وعلى حد قوله في سبيل الله، ناسيا أن سبيل الله في أصله هو ذلك الكوثر الذي فيه الماء والطاقة للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، الذي يحيى بها الإنسان وأهله من بعد موت وينمو محافظ عليها ناهض بها وسابح نحو حياة أعلى لا تنتهي ولا يظمئ بعدها أبدا، والتي بها فقط يطمع الإنسان زيادة أن يوصلها إلى غيره جهادا يبدأ من الكلمة الطيبة لا قتلا وسفكا للدماء، وكما فعل رسول الله (ص)بحكمته يوم فتح مكة عندما حاصرها بجيشه وأمر أصحابه بأن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة كل منها يشعل نارا لتبدو بكثرة النيران ذات كتائب كثيرة لن يكون لأهل مكة ولا حتى التفكير بمواجهتها، وما كان ذلك إلا رحمة منه (ص)بما يفيض من قلبه حتى نحو أعدائه، قد تجلى طرف منها في قوله (ص)لأحد المسلمين يوم فتح مكة: بأن اليوم يوم المرحمة ردا على قول الرجل متحمسا أن اليوم يوم الملحمة، ومن دون أن ننسى معاتبته الشديدة جدا (ص)لسيدنا خالد: في حادثة الرجل الذي قال: لا إله إلا الله إتقاءا للقتل بالسيف.
فالإتمام لـ"نور الله ولو كره الكافرون" لا بد قائم رغم كل شيء وطريقه الرجعى إلى إقرأ الكتاب وبنور من الله فإما بالحسنى والعودة معا إلى الإحياء والإنقاذ والإصلاح مع سنة رسول الله (ص) الحكيمة في المعالجة وإقامة الصلاة والإسقاط على أرض الواقع وبتوكل على الحي الذي لا يموت من خلال الرجوع بقلوب تعقل على هيئة الخضوع إلى ربها الحي الذي بيده الروح وحده وهو على كل شيء قدير، مع الأخذ بالأسباب وإعادتها وإقامتها في موضعها المناسب الذي وجدت من أجله وبتوازن حكيم مادي ومعنوي في إسقاطها على الأرض إقتداءا واعتصاما بالنهج النبوي الشريف والحكيم. ولنقول معه حقا: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " سورة الفاتحة أو بالسلاسل والعذاب المادي والمعنوي."
وحدثنا الرجل عن نقطة حرب الإسلام فقال:
"قال تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" ولينطبق المثل: (إذا أردت أن تحيي دينا فحاربه) وربما في ذلك المكر الخير لله بالشياطين وبمكرهم الخبيث وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم نفخا فإذا بالنار المقدسة لتتوهج عن ذلك بقوة ولتضيء النور من جديد على نفس النهج القديم.
ذلك النهج الذي لم يوجد أحسن منه إيجابية إذ تحمل (ص)من قومه ما تحمل حبا ورحمة أن يأخذهم إلى نهضة وصلة مع الله، لقد صبر وتيقن ظنه وبتثبيت من الله أنه سيقدر الخير في هداية قومه على يديه رغم ما عانى فلم يستعجل أمر الله ولم يكن كصاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم."
والخطأ فى الفقرة هو أن صاحب الحوت الذي ظن أن الوقت يضيع مع قومه ولا أمل فيهم وأنه ربما من الأفضل البحث عن غيرهم لهدايتهم والحقيقة أن يونس (ص) لم يظن هذا الظن وإنما ظن ظنا خاطئا وهو عدم قدرة الله وهو نص الاية التى تقول :
"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه"
وتناول الشيشكلى موقف القرآنيين من الرواية التى نفوا حدوثها ووصفهم بأوصاف الجهل والدجل فقال:
"ربما نلتمس للخلف اليتيم عذرا أمام حذرهم من البعض الذي يدعي القراءة الصحيحة للقرآن ويسمون أنفسهم بالقرآنين فإذا بالكثير منهم لا قرآني ولا علمي ولا موضوعي أصلا، نعم كلمة حق ولكن وإن كان لا يدري فأريد بها باطل هو هدم أساس القراءة الحكيمة التي هي الطريق الأسرع والأقوى وقل الوحيد للوصول إلى نهضة وقيام حياة طيبة مادية ومعنوية والاستعاضة عنها بأساس خارجي هو على شفا جرف هار على نهج الأعور الدجال، أي لا قرآني أصلا لأنه لا يسعى إلى قراءة رشيدة وحكيمة تسير على نهج وهدي السنة النبوية الشريفة وإحيائها بإسقاط من جديد على أرض الواقع عوضا عن هدمها والقول بعدم صلاحيتها إلا لزمانها ومكانها التي وجدت فيه ونسيان أن الحكمة في جوهرها معالجة وبناء للنفس قبل الجسد، وبناء للفئة المؤمنة الأولى بدءا في مكة قبل بناء الدولة في المدينة والتي وإن قامت على قوانين ونظم حكيمة فإنها لن تكون قيمة إلا بتأسيس للنواة الأولى للحضارة الروحية والمادية معا قبل الانطلاق إلى بقية العالم لإحيائه ولإنقاذه ممن يفسد فيها ويسفك الدماء. ومن دون أن ننسى أنه ليس كل علم ينفع، بل إن ما ينفع هو العلم الحكيم الموضوع في مكانه وحتى في زمانه بشكل مناسب كل في موضعه على أساس متوازن فطري وعلمي حكيم ورغم أنه يستحيل من جهة إلا أن يكون باعتماد على الله وبإذن وقبول منه وفي ذلك يكون القول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" (إلا أنه من جهة الأخذ بالأسباب لا بد أن يكون بتقديم متفاني قدر ما يستطيع الإنسان وأهله: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
وبتصحيح لقول البعض: (رأينا الإسلام في الخارج ولم نر مسلمين ورأينا المسلمين في الداخل ولم نر إسلاما) ولنكون دقيقين في الكلام نقول - ومع تقديرنا لحسن نية الكثير منهم - أن ما رأيتموه هو نظم وقوانين ربما دقيقة ولكن ذلك يعتبر من مظاهر الإسلام دون روحه وبالتالي الأولى أن لا يطلق عليه إسلام لأنه في حقيقته بدون روح بل أمور في أغلبها قد عود وبرمج الناس على قوانينها من صغرهم، وإن كان فيها خير إلا أنها على شفا جرف هار، و ضعيفة ربما ستنهار وستأفل وستغرب أمام أقل فتنة وانزلاق، أما في الداخل وإن كانت لا توجد تلك المظاهر إلا أنه لا يزال يوجد فيه ذلك النبض الحي وشعلة المشكاة والتي وإن كانت ضعيفة يبقى الأمل في أن تتوهج وتطلع من جديد، وخاصة أن الرسول (ص)بسنته النبوية الشريفة وبالخاصة في العبادات الجماعية هو من خطط وبرمج أصلا للمحافظة عليها ....."
وكل ما ذكره الرجل فى الفقرات السابقة والتالية هو خروج عن موضوع التأبير فهو كلام عام يمدح فى السنة وأن منهج القرآنيين منهج فاشل والمفترض أن يناقش ما قالوه فى كتاباتهم ويفنده بدلا أن يشتمهم فقط دون أن يفيدنا بشىء فى الموضوع
واستمر الشيشكلى فى هجومه على القوم فقال:
"قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون "
هذه النفس التي هي واحدة في جوهرها رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة ويبقى الدواء يسعى ويطوف أصلا حول أمر معالجتها وإحيائها، لا بل إن تحديثه موجود أصلا في السنة النبوية الحكيمة وإن لم يظهر سابقا فذلك لعدم لزومه بوجود طب وقائي شريف معجز بالإضافة إلى أن ذلك لا يعني أنه غير مكنون فيها وقد أوتيت جوامع الكلم (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله) لكنه يحتاج إلى قراءة عربية مبينة واضحة على نفس النهج لا أعرابية شطحية تشوه على الأصلية ولا عجمية غير مفهومة ... أو قل لا شرقية ولا غربية بل نورانية تستقي من نور النبوة، وأخشى على من لم يسعى لأن يفقه أسرار لغة القرآن الحضارية أن ينطبق عليه القول: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون "
الشيشكلى يطالبنا بقراءة رشيدة للروايات والقرآن ومع هذا فإنه يعلن وجود علوم إسلامية خفية ويستشهد بقناة ألمانية أظهرت معرفة القدامى من المسلمين بتقنية المصغرات فى صناعة السيوف الدمشقية وأيضا باكتشاف باحق للمحاسبة الإسلامية فيقول:
"شيء أخير ألا يعتبر التاريخ من المكتبة فكيف سنأخذ منه آيات بينات وبتحقيق ولا نأكله لما وكيف سيقرأ تحت ضوء أقرأ الكتاب وبنور من الله ..وخاصة أن النظر إلى بعض تناقضات التاريخ أمر محير بين صوره السوداء وصوره الحسنة وكل ينظر من وجهة نظر مختلفة فمنهم من يغلب هذه على تلك وربما يصل إلى أن يكفر من يقول غير ما يقول وذاك يفعل العكس وآخر وقف صامتا إلى غير ذلك بالإضافة إلى أمر آخر أنه على الرغم من الكثير مما قد أفني من المكتبة أو سرق أو حفظ لنا عند أعدائنا .. أو ضاع أو أهمل أو دس إلا أنه في المكتبة نفسها وربما تحت جدرانها و في أقبيتها الأثرية المهجورة كنوز ثمينة لم تلمس بعد وربما إن استخرجت مستقبلا ومع التقنيات المتطورة يتوسع النظر الجزئي وبشمول لمجالات عديدة وليترابط بأجزائه وصولا الى استكمال الصورة ونضرب لذلك ومن خلال برنامج من قناة tv ألمانية موجود على اليوتيوب باسم علوم الإسلام الدفينة مثالا عرفه الألمان عن حضارة أجدادنا التي أكثرنا لم يعرف عنها وعن فضلها على الحضارة الغربية إلا القليل ولا يزال يشعر بعقدة النقص تجاه الغرب على لسان الألمان أنفسهم .....إلى غير ذلك من الأمثلة الكثير كأسرار صناعة السيف الدمشقي الذي اكتشف الألمان أن فيه ما يشبه تقنية النانو تيكنولوجي التي هي عنوان العصر المقبل ... وما أدري كيف استطاع أجدادنا الوصول إلى القدرة على ترتيب الذرات على مستوى النانو من دون أن يكون لهم المجهر الالكتروني الضوئي المادي المناسب ... هل كان عندهم ما يشبهه أو يحل محله ويطابقه ... وما أدري .....و بالقياس لربما يظهر في المستقبل من الكتب الدفينة أو حتى المسروقة ما يجعل من كفة الصور الحسنة في التاريخ ترجح على كفة الصور السيئة ...
وأضرب مثالا جديدا بالنسبة لدي هو موضوع المحاسبة الإسلامية بين التأصيل والتطبيق للدكتور سامر قنطقجي المحترم الذي ما كان ليسمع بها أكثرنا (رغم أن البعض كان يذكرها خجلا) لولا أنه استخرجها بجهده وعلى مدى سبع سنوات من تلك المكاتب، الأمر الذي نرجو أن يتابع فيه في نفس المجال الاقتصادي وفي غيره من العلوم الإسلامية المركونة على الرفوف."
والكلام هنا لا علاقة به بموضوع التأبير ويستمر الرجل فى الحديث عن مكتبتنا ويقصد به كتب التراث مبينا أن الأيام ربما تظهر لنا التوراة والإنجيل الأصليين فيقول:
"وحتى نخفف من الاتهام بشطح الخيال نعود لنذكر مثالا يمكن أن نعبر منه إلى ما سبق وذلك أنه يقال وبعد كل هذا الوقت بدأت تظهر من جديد أناجيل دفينة مفقودة فيها شيء ما ... لا بل إن بعض أثار مكتبتنا نفسها لتشير إلى يوم قد تظهر فيه التوراة و الإنجيل الدفينين والأصليين
وإلى مقال قادم بعنوان: (هل يستوي الأحياء والأموات؟: عبر الأذان: الدعوة التامة من الله ورسوله إلى الحياة الطيبة في الآخرة والدنيا)فهل من آذان تسمع وتجيب المؤذن اقتداءا بالسنة تمهيدا لإقامة الصلاة أم في آذانهم وقرا ...أم لا يزال هناك من يحسب أنه يحسن صنعا وإصلاحا في الأرض فإذا به يفسد ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من إقامة للصلاة وهو الذي قد استخدم بدءا كمسرى لوسوسة في صدور الناس أو كوسيلة داخلية لنهج خارجي من شياطين الجنة والناس قد برمجت عن بعد لاسلكيا ومن دون أن يعي ذلك تحضيرا لهدم البنيان المعنوي والمادي أساسات وجدران وليتابع هدمه وقد طوعت له نفسه قتل أخوته بضربات يحسبها القاضية وليهزأ موسوسا بقول قديم لكن النهج واحد: إنه لا دليل علمي موضوعي على الحياة الآخرة؟ فهل ذلك حق أم باطل وهل هناك أدلة علمية موضوعية وبإذن الله تخنس وسوسة الشياطين وتدك ما هيئوه ببرمجة وتسقط ما بيدهم من سحر حديث لا بل تقلبه على الساحر أم نبقى مصرين ومجتمعين على مواجهته بسيوف خاوية لا نريد لها أن تمد بالحياة والقوة. ... ؟؟؟
وهل نفقه ما يدور حول رقاب أبنائنا وما يفعل وسيفعل ببناتنا فندافع عن حياتهم قبل إكمال إنهائها، هل نفقه لنقدم لحياتنا ولنتعاون فندك أسوار الشياطين بإقامة صلاة الحياة باستواء على صف واحد ولنعمل لكي يكون ابننا "رجلا سلما لرجل واحد عوضا عن أن يكون رجلا فيه أو في عقله أربعة شركاء متشاكسون قال تعالى: "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " و بإقامة الوجه للدين حنيفا كل حسب استطاعته وموقعه ومن دون أن ندع فرجا للشياطين ليفرقونا من جديد، وهنيئا لمن يكون في الصف الأول قبل غيره ماديا ومعنويا نحو قبلة حضارة الحياة المعنوية والمادية حتى ينفخ فينا الروح ولننهض من موتنا وصولا إلى ما خلقنا من أجله، قال رسول الله (ص): (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) متفق عليه ... و إن لم نستطع فأقله أن ننقل ما سمعنا أو فقهنا إلى من هو أفقه منا وأقدر، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه و رب مبلغ أوعى من سامع، يقول الله تعالى: "هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" وربما كما يقول الدكتور العمري في بوصلته التي نتفق معه فيها على جوهرته الفريدة (إقرأ الكتاب): ومن السهل جدا أن نرفض لكن هذا الرفض سيكون معناه النهائي الانقراض، ولو رفضنا فسيأتي جيل آخر في مكان آخر ليقرر القرار الصحيح، في مفترق الطرق."
وما سبق من كلام هو طرح لرءوس مواضيع بلا إجابة منه ومع هذا فان الرجل فى أكثر من نصف الكتاب بعد عن الموضوع الأصلى وهو تأبير النخل وعلم الناس بأمور دنياهم وجررنا لموضوعات بعيدة عنه تماما كموضوع مهاجمة القرآنيين والمكتبة واكتشافات الألمان والتوراة والإنجيل الأصليين
وروايات التأبير بها رواية واحدة صحيحة المعنى وليس فيها عبارة أنتم أعلم بأمور دنياكم وهى:
6201- [139-2361] حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ، وأبو كامل الجحدري ، وتقاربا في اللفظ . وهذا حديث قتيبة ، قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)بقوم على رؤوس النخل ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يلقحونه ، يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح ، فقال رسول الله (ص): ما أظن يغني ذلك شيئا , قال : فأخبروا بذلك فتركوه ، فأخبر رسول الله (ص)بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا ، فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله عز وجل. 6203 و6204" رواه مسلم
هذه الرواية لا تتحدث عن علم وإنما تتحدث عن ظن الرسول(ص) ومن ثم فدفاع الشيشكلى طبقا لهذه الرواية عن كون التأبير كان عن علم عميق بما يفيد القوم فى المستقبل البعيد هم ومن بعدهم هو دفاع لا أصل له
وهناك رواية تجمع بين الظن وبين أنتم أعلم بأمور دنياكم فتقول:
937 حدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)في نخل ، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون ، فقال : ما تصنعون ، أو ما يصنع هؤلاء ؟ قال : يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى ، فقال : ما أظن هذا يغني شيئا ، فبلغهم ذلك ، فتركوه ، فصار شيصا ، فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم ، وإني قلت لكم ظنا ظننته ، فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى" رواة البزار "
والرواية هنا هى الأخرى تفند دفاع الشيشكلى عن العلم العميق والروايات الأخرى التى تفرق بين أمر الدين والدنيا مثل:
(24920) 25433- حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، وهشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي (ص)سمع أصواتا ، فقال : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : النخل يؤبرونه يا رسول الله ، فقال : لو لم يفعلوا لصلح ، فلم يؤبروا عامئذ ، فصار شيصا ، فذكروا ذلك للنبي (ص)، فقال : إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به ، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي" مسند أحمد
6992- حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رسول الله (ص)سمع صوتا في النخل فقال : ما هذا ؟ قال : يؤبرون النخل فقال : لو تركوها لصلحت , فتركوها , فصارت شيصا , فاخبروه بذلك , فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم فأما أمر أخرتكم فإلي" مسند البزار"
والحادثة من الممكن أن تكون قد وقعت بالصيغة الأولى التى قلت أنها صحيحة المعنى وأما ياقى الصيع فمحال أن يقولها النبى(ص)لسبب بسيط وهو أن الدين هو من يحكم أمور الدنيا ومن أمور الدنيا فى الدين أن يكون حكم ما يصلحكم في دنياكم هو التخصص الوظيفى حيث كل صاحب مهنة مباحة هو العلم بما يصلح الأشياء المتخصص فيها ومن ثم عبارة ما يصلحكم فى دنياكم تعنى ما ينفعكم فى أمور وظائفكم أى معايشكم