رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
نظرات فى أسطورة أبو السلاسل
المعد للبحث كمال غزال وهو يدور عن أسطورة تسمى بأسماء مختلفة فى البلدات وقد اختار منها اسم أبو السلاسل وتحدث عن معتقدات الناس فيه فقال :
"يتحدث التراث الشعبي عن كائن بهيئة رجل طويل القامة وداكن اللون ويحمل سلاسل أو تلفه السلاسل ويطلق عليه اسم "أبو السلاسل"، ووصف بأنه متوحش يستخدم سلاسله للتهجم على ضحاياه وهو يجر وراءه ثقلاً حديدياً، والبعض يقول أن السلسلة حول رجليه فقط وأنه كان سيهجم على البيوت ويدمرها من غيرها، وقيل أنه من عتاة الجن أو انه ممن تلبسهم الجن المردة، و البعض يقول ان جلده يشبه الجلد المحروق وله مخالب طويلة ووجهه بشع وتنبعث منه رائحة كريهة، ويهيم في الشواطئ فيظهر في أي وقت في الليل وفي النهار.
وقد تردد ذكره في أماكن مختلفة من دول الخليج العربي كالإمارات وعمان، وهناك شبه إجماع على إنه يظهر في الأماكن المأهولة بالسكان، كالأحياء السكنية في المدن والقرى، وتعددت أسماء هذا الكائن ومنها العبد المزنجل وعبد لِمْزنيْل (بإهمال الألف وقلب الجيم ياء) و (بو السلاسل) و (بو الصناقل) و (لِمسلسل) و (لمصنقل).
- وقيل أنه يحمل معه على كتفه سلسلة من الحديد طويلة جداً ويمشي في الليل بجانب العريش (مسكن أهل الساحل في دولة الإمارات) ولدى تحركه تحتك السلاسل فتصدر صوتاً يسمعه الأطفال في العريش، فتحذر الأمهات أطفالهم أن يخرجوا من المنزل لئلا يسحبهم أبو السلاسل، ويكون أبو السلاسل بجنب البحر يمشي وخلف بيوت العريش فإذا شاهد أحد الأطفال يخرج من البيت في الليل يرمي سلسلته عليه ويسحبه ويختفي الطفل نهائياً وإذا تمكن من الإفلات يجدونه فاقداً لوعيه أو لا يعرف أحداً من أهله. وصوت السلسلة يشبه صوت تكسر الأمواج على الساحل فيقال للطفل:" ألا تسمع أبو السلاسل؟! "، وهذا لتخويف الأطفال من مغبة الخروج في الليل خشية على سلامتهم."
والظاهر من الكلام السابق هو أن الحكاية هى مجرد اختراع لتخويف ألأطفال من الخروج ليلا من البيوت أو الذهاب لأماكن بعيدة وهى أمر موجود فى كل الشعوب بأسماء مختلفة كالعو والبعو
وتحدث عن مصدر الأسطورة فقال :
"رواية عن منشأ الأسطورة:
تقول إحدى الروايات أن (أبوالسلاسل) له أصل على أرض الواقع وأنه ليس مجرد محض خيال، وأنه كان عبداً لأحد التجار في إمارة الشارقة وأنه تعرض لأشد أنواع التعذيب على يد مالكه الذ كان يقيده بالسلاسل ويربط في نهاية السلسلة (قلولة) وهي قذيفة مدفع كروية من الرصاص لئلا يهرب من مكان أسره، وبعد موت ذلك التاجر هرب المسكين وهو مصاب بالجنون، ولهذا أطلق عليه هذه التسمية أو (العبد المزنجل)."
والظاهر أن هذا الكلام يبدو حقيقيا لأن الناس كثيرا ما يزعمون أن فلان أو فلانة مسكون او ممسوس وأنه يأكل العيال أو يضربهم وبالفعل هذا الفرد الذى يختاره المجتمع كضحية له يدافع عن نفسه أحيانا بقذف للأطفال بالحجارة أو بالجرى خلفهم لأنهم غيظونه وقد يبدو الأصل مخالفا لذلك وهو أن بعض المجرمين يريد ابعاد الناس ومنهم الأطفال عن منطقة ممارسته للجريمة فيحكى هو أو معاون له خاصة للأطفال والنساء حكاية عن شخص بصفات معينة فيشيعون ذلك وقد يصنع هو الصفات التى قالها ويظهرها للبعض حتى يخافوا ويخيفون الأخرين
وتحدث عن حكايات شائعة فى مناطق الخليج والجزيرة فقال :
"قصص وحكايا
1 - هناك حكاية شعبية كان الأجداد يتداولونها في رحلاتهم البحرية وخلدت في ذاكرة الأدب الشعبي العماني وجاء فيها:
في ليلة من ليالي الشتاء اشتدت الريح بقوة قرب البحر وبعد ما صار المد وارتفع وجه الموج فزع الناس في الحارة القديمة وظنوا أن البحر سيدخل إلى مساكنهم، وكان من بين هؤلاء الناس بحار اسمه راشد وهو رجل مقدام يشهد له بالقوة ولا يخاف من شيء.
جلس راشد في نفس الليلة مع جده وأعلمه بأنه عازم للخروج إلى البحر فاندهش الجد وبدأ العرق ينزل على جبهته وقال: " يا بني لا تخرج في هذا الوقت فالريح آتية ومعها الشياطين والجن والموت، وأبو السلاسل يحوم في منتصف الليل على البحر ولا يرحم أحداً، فلا تخرج، أخشى أن يخسفك هذا الشيطان ".
لكن راشد رد بعصبية: " أنا أقوى بحار في الحارة ولا يقدر أحد أن يقف في وجهي، وأبو السلاسل هذا ليس له وجود في الحارة ولا عمره يقف قدامي "، وخرج راشد من المنزل بدون أن يأخذ بنصيحة جده وركب البحر ورفع الشراع وواجه الرياح الشديدة المعاكسة وهو يصرخ بقوة:" أنا راشد نوخذة هالبحر وما أخاف من الريح والموت " (نوخذه تعني ربان السفينة في لهجات الخليج العربي)، ولما ابتعد عن الساحل اشتدت الريح وبدت السماء تنزل مطرها بقوة وارتفع الموج فخاف وعاد مرتعباً إلى الشاطئ وربط المركب بجذع وعند البحر كان الموج يضرب الشاطئ بقوة وأبو السلاسل كان موجود هناك ويحوم بسلاسله الكبيرة وبعيونه التي تروع الناس وبيديه وبأظافره اللي يشوه بها الوجوه وكان ينتظر في آخر الحارة بين الأزقة الضيقة وفي الدروب المظلمة لينقض على أحد المارة ويخنقه بالسلاسل.
وكان راشد يمشي في أحد الازقة المظلمة فسمع صوت السلاسل وهي تتحرك في الأرض فخاف وشرد غير أن أبو السلاسل لحقه وركض راشد بسرعة وسلك درباً آخر، إلا أن أبو السلاسل كان يتحرك بخفة.
أنهك الركض راشد فوقع على الأرض وأبو السلاسل يركض باتجاهه هائجاً وفي عيونه يتطاير شرر الشيطان، فأمسك راشد ورفعه لفوق وضربه على جدار وصرخ راشد: " يالله خلصني من هذا الشيطان، الحقوني يا أهل الحارة "، ولكن لم يسمعه أحد وأخذه أبو السلاسل وربطه في شجرة سدر وضربه بالسلاسل وخسف وجهه وكان راشد يصرخ ويبكي وينزف دماً.
ومع بزوغ الصباح وفيما كان البحارة في طريقهم صوب البحر رأوا راشد وهو معلق بالسلاسل عند شجرة السدر الكبيرة التي تتوسط الحارة وكان يغرق بدمه وعلا صريخ الناس عندما رأوا السلاسل وقالوا: " هذه سلاسل الشيطان أبو السلاسل، هو الذي قتل راشد وخسفه ".
وركض الجد صوب جثة حفيده (راشد) ورآه، فقال وهو يذرف الدموع بحرقة وتحسر: " آه يا بني .. أخبرتك البارحة، نصحتك بأن لا تخرج إلى البحر، الريح أتت بالشياطين والجن معها، لكنك لم تنصت لكلامي، ليتك سمعتني ولم تغتر بنفسك ".
وبعد الحادثة صار البحارة يخافوا من أبو السلاسل ولا يخرجوا إلى البحر إلا بعد تأكدهم من سكون الرياح أو أمواج البحر.
- تقول إحدى السيدات بينما كنت في بيتنا المبني من جريد النخل داخل عريش صغير يقبع في فناء ذلك البيت، في وقت الظهيرة، محاولة تنويم أحد أبنائي، الذي يرفض النوم، جاءتني فكرة إخافته بـ (بو السلاسل)، فقلت له:" ارقد عن ... ياكلك بوالسلاسل "، وما أن أنهيت جملتي حتى سمعت صوتاً يشبه الزئير وقرقعة السلاسل خلف سور البيت المبني من الجريد، وكاد قلبي يخرج من صدري من شدة الخوف والفزع، فأخذت أتضرع إلى الله أن يحميني من هذا القادم المقيت، وتلوت ما أتذكره من آيات قرآنية وأدعية وأكثرت من الاستعاذة من الشياطين، كما أكثرت من البسملة بسم الله الرحمن الرحيم، حتى اختفى، وأقسمت ألا أذكر العبد المزنجل بعد ذلك أبداً.
3 - راوٍي آخر يقول: " بو السلاسل لا ينجو منه إلا من يعرف حيله و رغباته، فهو غير مؤذ إلا للجاهلين، أعني الذين يجهلون أسلوبه، فأحد أقاربي ظهر له بوالسلاسل ذات يوم في أحد الأزقة واعترض طريقه فمد رجله وسط الزقاق لعرقلة سيره، فما كان من قريبي إلا أن قفز من فوق رجله وولى هارباً، وما أن دخل الزقاق الثاني حتى وجد (المصنقل) أمامه مرة أخرى فقفز من فوق رجله مرة أخرى، وهكذا حتى أعياه التعب، لكن في المرة الأخيرة وجده وهو يمد رجله من جديد فلم يقفز من فوقها بل زحف من تحتها فاختفى العبد المزنجل وارتاح من رعبه في ذلك اليوم ". - وتروى حكاية عن بحار خرج بعد منتصف الليل قاصداً مركبه في البحر وهو في طريقه الى هناك سمع صوتاً غريباً في إحدى الخرائب وبينما هو هناك رأى ضباباً كثيفا خيم على المكان ما لبث ان انقشع وخرج له العبد المزنجل بشكل لم يتصوره ابداً، فهجم عليه محاولاً قتله فطرحه ارضاً وجثم على صدره محاولاً خنقه بيديه، لكن سرعة بديهة الرجل جعلته يقرأ آية الكرسي فاختفى (العبد المزنجل) ورجع الرجل يحكي للناس ما رآه والأهوال التي لم يكن يتخيل له أنه سيراها، وقيل أن الجراح والكدمات التي في جسده لم ير احدا مثلها ابداً.
ويتبين من معظم الحكايات التي تروى عن أبو السلاسل أن ظهوره في وضح النهار لا ينجم عنه مخاطر جسيمة تذكر بينما غالباً ما ينتهي ظهوره في الليل بنهايات مأساوية أو دموية."
وتلك الحكايات تدل على أن أبو السلاسل هو إنسان حقيقى مجرم يريد تحقيق غير واضح للناس الخائفين منه بينما هو واضح لمن يعملون معه أو يعمل هو معهم
وتحدث الكاتب عن كتاب يسمى خراريف تحدث عن أبى السلاسل باعتباره حرافة فقال :
"كتاب "خراريف "
تناول الباحث والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم الخالدي مدير ادارة التراث بدائرة الثقافة والاعلام في مدينة الشارقة شخصية (ابو السلاسل) على أنه شخصية خرافية في أحد كتبه الذي حمل عنوان "خراريف" وهو جمع لكلمة "خروفة" في اللهجة المحكية في الإمارات العربية المتحدة والتي تعني "خرافة" حيث تناول أيضاً عدداً من الكائنات الخرافية الأخرى التي كانت حاضرة وما تزال في الذاكرة الشعبية وما أحاط بها من حكايات وسبب ظهورها و دورها في المجتمع من حيث صون العادات والأخلاق أو لدرء المخاطر التي تهدد السلامة،وتضمن الكتاب مجموعة من هذه الكائنات يصل عددها إلى عشرين، وهي على التوالي: أم الصبيان، بو سلاسل، بابا درياه، أم الهيلان، أم كربه وليفة، بعير بلا راس، بعير بو خريطه، بو راس، جني الرقاص، حمارة القايله، خطاف رفاي، روعان، سويدا خصف، شنق بن عنق، عثيون، غريب، النغامة، الضبعة، فتروح ''غفريت'' القرم، أم الدويس، ويعتقد المؤلف أن شخصية بو السلاسل قد تكون من نسج الخيال المحلي الإماراتي، لكنها على علاقة وثيقة بالإبداع الشعبي ضمن أدب العامَّة."
وتحدث الكاتب عن تعريف الخرافة أو الخروفة فقال :
"ويحدد الكاتب تعريفاً لـ (الخروفة) فيقول:" الخرّوفة في هيئتها العامة تدخلُ ضمن أقسام الأدب الشعبي تحت باب الحكايات الخرافية، أما في صفتها الخاصة ومضمونها فإنها تأتي ضمن باب المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف مهمته ردع من تجرَّأ على تجاوز الحدود "، ويذكر الكاتب أيضاً كلمة 'الخريريفة' وهي حكاية مغناة تقال لمن بلغوا الثانية من العمر وأكثر.
ويقول الكاتب: " خراريف هي صوت من الماضي، قصص خرافية كانت منتشرة في مجتمع الإمارات القديم وكانت لها دوافع اجتماعية وتربوية "
ومعظم الحكايات يبدو أنها موجهة للأطفال إن لم يكن كلها لعدم عصيان الأبوين وهى سياسة متبعة تقريبا فى كل الشعوب حفاظا على الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم وإراحة الأبوين من البحث عنهم هناك وهناك فى الليل حيث ينامون مبكرا أو يبقون داخل البيت فى أحضان الأبوين
وتناول الرجل برنامجا عن تلك الخرافات فقال :
"برنامج تلفزيوني
في شهر نوفمبر من عام 2002 قدم تلفزيون الشارقة برنامج "خراريف" خلال شهر رمضان وكانت تبث حلقاته أسبوعياً وهو من اعداد وتقديم عبد العزيز المسلم الخالدي مؤلف الكتاب أعلاه، ووصف البرنامج بأنه: " برنامج تراثي يرصد اشهر الشخصيات الاسطورية والكائنات الخرافية التي كسرت حاجز الحكايات الشعبية وخرجت الى الواقع الانساني لتعيش مع الناس، وهي بذلك اصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعتقد والموروث الشعبي كما ان البرنامج يجسد هذه الاساطير باسلوب درامي يناسب الزمان والمكان لهذه الاساطير "برنامج "خراريف " من إخراج عبدالرحمن ابوبكر. وخصصت كل حلقة منه لتناول أحد الشخصيات الـ 13 كان من بينها العديد من الشخصيات الخرافية الموجودة بالامارات التي غلب عليها طابع المدينة الحضارية اكثر، كما يقدم البرنامج معلومة عن الخرافات اصلاً كعلم والتي تأتي بعد الاساطير.
تجربة واقعية
ربما يمتد تأثير أسطورة "أبو السلاسل" ليطال الذاكرة الشعبية في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الخليج العربي وهذا ما نجده في تجربة أرسلها أحمد بحاوي إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو يسكن في منطقة جازان وبالتحديد محافظة العارضة في المملكة العربية السعودية:
" كنت آنذاك بعمر 12 سنة ففي ليلة من الليالي الممطرة وبعد توقف المطر ساد الجو هدوء غريب وفجأة في آخر الليل شعرت برغبة ملحة للخروج من المنزل فتسللت أمام أهلي الذين كانوا نياماً حوالي الساعة 2:00 ودخلت الى مقبرة قديمة وقريبة جداً من منزلنا الشعبي الصغير حيث كانت محاطة بسور ولها باب حديدي وكان مفتوحاً، دخلت دون شعور إلى أن وصلت الى أحد أركان المقبرة وجلست هناك لوحدي لمدة تصل الى حوالي ساعة والهدف هو للبحث عن أي شي أصنع منه لعبة من العلب فارغة أو أي شيء لأن الجيران حينها كانوا يقومون برمي مستهلكاتهم هناك.
وبقيت إلى أن سمعت صوت والدتي تنادي علي من المنزل ولم تكن تعلم بمكاني فعدت مسرعاً، واعتدت بعدها على الخروج المتكرر من المنزل الى اصحابي وكنت أتأخر فأنال نصيبي من الضرب المبرح من أبي، ومع ذلك استمريت بالخروج وكان الهدف من ذلك أن اسمع القصص المخيفة مع اصدقائي، وفي روى احد اصدقائي قصة عن شي اسمه "ابو السلاسل" وانه يقوم بجر السلال وانه يسكن بالقرب من منزلنا وقد سمعت أقارب ايضاً يذكرونه بكثرة وانه يقوم بإيذاء جار لنا بأن يحمله ليلاً الى مقبرة اخرى بعيدة وقد سمعت القصة منه شخصياً اكثر من مرة. وفي تلك الليلة احسست بشي بخوف غريب فعلاً لاسيما ان القرية حينها تكون مظلمة مخيفة جداً نظرا لعدم توفر كهرباء آنذاك وكنت امشي وأحس بقلق إلا أنني اقتربت من باب منزلنا الواقع غرباً باتجاه المقبرة حيث والله انني سمعت صوت يشبه جر السلاسل كان قادماً من الخلف لكن من الجهه الشرقية فرجعت للتأكد من الصوت الا أنني لم أشاهد شيئاً نظراً لأنني لم اخرج رأسي من جهة السور وبسرعة فائقة جريت إلى باب المنزل حيث وجدته مفتوحاً ولله الحمد (في العادة اجده مقفلاً) وليس هناك موقع اخر للهرب باتجاه بيت الجيران كونهم كانوا يقفلون ابوابهم باحكام خوفاً من السرقة وبعد دخولي إلى غرفة والدتي (بعد ان اقفلت الباب الخارجي وباب غرفت والدتي) سمعت صوت ضربة قوية جداً كالمطرقة على الباب الخارجي الحديدي كما سمعت صوت نباح كلب جارنا مرتين او ثلاث وبعدها اختفى صوت نباحه فجأه وكأن شيئاً خنقه بقوة وفي الصباح واثناء خروجي للمدرسة وجدت (واقسم بالله) الكلب ميتاً على الارض بالقرب من باب المنزل وبه أثر جروح على البطن كأنها سكاكين أو آثار مخالب كبيرة تزيد عن 5، في الواقع خفت جداً وبعدها لم أعد أخرج في الليل ".
يرويها أحمد بحاوي (37 سنة) – السعودي"
وتحدث المعد عن التفسير العلمى للحكايات فقال :
"وأخيراً ... ربما نشأت فكرة أبو السلاسل في قصص التراث الشعبي عن صوت الخشخشة الذي يصدر عن تكسر أمواج البحر التي تضرب الشاطئ والذي يشبه صوت احتكاك حلقات السلاسل ببعضها فاتخذ ذلك وسيلة لتخويف الاطفال من الخروج في الليل توخياً لسلامتهم (مخاطر الخطف أو الأذى من الحيوانات المفترسة)، لكن من يدري لعل شبح أبو السلاسل حقيقة أو على الأقل له أصل على أرض الواقع؟!"
والحق أن الموضوع موجود فى التراث الشعبى لكل الأمم تقريبا وهو قد يكون من خيالات الآباء والأمهات حرصا على عدم خروج الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم من الأخطار وقد يكون بعضها خيال حوله بعض الآباء لحقيقة من خلال تقمص الشخصيات التى اخترعها خيالهم فى الواقع حتى يخاف الأطفال فعلا من خلال الرؤية الحقيقية
الغريب أن هذا الخيال انقلب إلى دين فى بعض الشعوب حيث اعتقد الناس فى قدرة الأصنام والتماثيل وهى الأرباب المزعومة على إضرار الناس
المعد للبحث كمال غزال وهو يدور عن أسطورة تسمى بأسماء مختلفة فى البلدات وقد اختار منها اسم أبو السلاسل وتحدث عن معتقدات الناس فيه فقال :
"يتحدث التراث الشعبي عن كائن بهيئة رجل طويل القامة وداكن اللون ويحمل سلاسل أو تلفه السلاسل ويطلق عليه اسم "أبو السلاسل"، ووصف بأنه متوحش يستخدم سلاسله للتهجم على ضحاياه وهو يجر وراءه ثقلاً حديدياً، والبعض يقول أن السلسلة حول رجليه فقط وأنه كان سيهجم على البيوت ويدمرها من غيرها، وقيل أنه من عتاة الجن أو انه ممن تلبسهم الجن المردة، و البعض يقول ان جلده يشبه الجلد المحروق وله مخالب طويلة ووجهه بشع وتنبعث منه رائحة كريهة، ويهيم في الشواطئ فيظهر في أي وقت في الليل وفي النهار.
وقد تردد ذكره في أماكن مختلفة من دول الخليج العربي كالإمارات وعمان، وهناك شبه إجماع على إنه يظهر في الأماكن المأهولة بالسكان، كالأحياء السكنية في المدن والقرى، وتعددت أسماء هذا الكائن ومنها العبد المزنجل وعبد لِمْزنيْل (بإهمال الألف وقلب الجيم ياء) و (بو السلاسل) و (بو الصناقل) و (لِمسلسل) و (لمصنقل).
- وقيل أنه يحمل معه على كتفه سلسلة من الحديد طويلة جداً ويمشي في الليل بجانب العريش (مسكن أهل الساحل في دولة الإمارات) ولدى تحركه تحتك السلاسل فتصدر صوتاً يسمعه الأطفال في العريش، فتحذر الأمهات أطفالهم أن يخرجوا من المنزل لئلا يسحبهم أبو السلاسل، ويكون أبو السلاسل بجنب البحر يمشي وخلف بيوت العريش فإذا شاهد أحد الأطفال يخرج من البيت في الليل يرمي سلسلته عليه ويسحبه ويختفي الطفل نهائياً وإذا تمكن من الإفلات يجدونه فاقداً لوعيه أو لا يعرف أحداً من أهله. وصوت السلسلة يشبه صوت تكسر الأمواج على الساحل فيقال للطفل:" ألا تسمع أبو السلاسل؟! "، وهذا لتخويف الأطفال من مغبة الخروج في الليل خشية على سلامتهم."
والظاهر من الكلام السابق هو أن الحكاية هى مجرد اختراع لتخويف ألأطفال من الخروج ليلا من البيوت أو الذهاب لأماكن بعيدة وهى أمر موجود فى كل الشعوب بأسماء مختلفة كالعو والبعو
وتحدث عن مصدر الأسطورة فقال :
"رواية عن منشأ الأسطورة:
تقول إحدى الروايات أن (أبوالسلاسل) له أصل على أرض الواقع وأنه ليس مجرد محض خيال، وأنه كان عبداً لأحد التجار في إمارة الشارقة وأنه تعرض لأشد أنواع التعذيب على يد مالكه الذ كان يقيده بالسلاسل ويربط في نهاية السلسلة (قلولة) وهي قذيفة مدفع كروية من الرصاص لئلا يهرب من مكان أسره، وبعد موت ذلك التاجر هرب المسكين وهو مصاب بالجنون، ولهذا أطلق عليه هذه التسمية أو (العبد المزنجل)."
والظاهر أن هذا الكلام يبدو حقيقيا لأن الناس كثيرا ما يزعمون أن فلان أو فلانة مسكون او ممسوس وأنه يأكل العيال أو يضربهم وبالفعل هذا الفرد الذى يختاره المجتمع كضحية له يدافع عن نفسه أحيانا بقذف للأطفال بالحجارة أو بالجرى خلفهم لأنهم غيظونه وقد يبدو الأصل مخالفا لذلك وهو أن بعض المجرمين يريد ابعاد الناس ومنهم الأطفال عن منطقة ممارسته للجريمة فيحكى هو أو معاون له خاصة للأطفال والنساء حكاية عن شخص بصفات معينة فيشيعون ذلك وقد يصنع هو الصفات التى قالها ويظهرها للبعض حتى يخافوا ويخيفون الأخرين
وتحدث عن حكايات شائعة فى مناطق الخليج والجزيرة فقال :
"قصص وحكايا
1 - هناك حكاية شعبية كان الأجداد يتداولونها في رحلاتهم البحرية وخلدت في ذاكرة الأدب الشعبي العماني وجاء فيها:
في ليلة من ليالي الشتاء اشتدت الريح بقوة قرب البحر وبعد ما صار المد وارتفع وجه الموج فزع الناس في الحارة القديمة وظنوا أن البحر سيدخل إلى مساكنهم، وكان من بين هؤلاء الناس بحار اسمه راشد وهو رجل مقدام يشهد له بالقوة ولا يخاف من شيء.
جلس راشد في نفس الليلة مع جده وأعلمه بأنه عازم للخروج إلى البحر فاندهش الجد وبدأ العرق ينزل على جبهته وقال: " يا بني لا تخرج في هذا الوقت فالريح آتية ومعها الشياطين والجن والموت، وأبو السلاسل يحوم في منتصف الليل على البحر ولا يرحم أحداً، فلا تخرج، أخشى أن يخسفك هذا الشيطان ".
لكن راشد رد بعصبية: " أنا أقوى بحار في الحارة ولا يقدر أحد أن يقف في وجهي، وأبو السلاسل هذا ليس له وجود في الحارة ولا عمره يقف قدامي "، وخرج راشد من المنزل بدون أن يأخذ بنصيحة جده وركب البحر ورفع الشراع وواجه الرياح الشديدة المعاكسة وهو يصرخ بقوة:" أنا راشد نوخذة هالبحر وما أخاف من الريح والموت " (نوخذه تعني ربان السفينة في لهجات الخليج العربي)، ولما ابتعد عن الساحل اشتدت الريح وبدت السماء تنزل مطرها بقوة وارتفع الموج فخاف وعاد مرتعباً إلى الشاطئ وربط المركب بجذع وعند البحر كان الموج يضرب الشاطئ بقوة وأبو السلاسل كان موجود هناك ويحوم بسلاسله الكبيرة وبعيونه التي تروع الناس وبيديه وبأظافره اللي يشوه بها الوجوه وكان ينتظر في آخر الحارة بين الأزقة الضيقة وفي الدروب المظلمة لينقض على أحد المارة ويخنقه بالسلاسل.
وكان راشد يمشي في أحد الازقة المظلمة فسمع صوت السلاسل وهي تتحرك في الأرض فخاف وشرد غير أن أبو السلاسل لحقه وركض راشد بسرعة وسلك درباً آخر، إلا أن أبو السلاسل كان يتحرك بخفة.
أنهك الركض راشد فوقع على الأرض وأبو السلاسل يركض باتجاهه هائجاً وفي عيونه يتطاير شرر الشيطان، فأمسك راشد ورفعه لفوق وضربه على جدار وصرخ راشد: " يالله خلصني من هذا الشيطان، الحقوني يا أهل الحارة "، ولكن لم يسمعه أحد وأخذه أبو السلاسل وربطه في شجرة سدر وضربه بالسلاسل وخسف وجهه وكان راشد يصرخ ويبكي وينزف دماً.
ومع بزوغ الصباح وفيما كان البحارة في طريقهم صوب البحر رأوا راشد وهو معلق بالسلاسل عند شجرة السدر الكبيرة التي تتوسط الحارة وكان يغرق بدمه وعلا صريخ الناس عندما رأوا السلاسل وقالوا: " هذه سلاسل الشيطان أبو السلاسل، هو الذي قتل راشد وخسفه ".
وركض الجد صوب جثة حفيده (راشد) ورآه، فقال وهو يذرف الدموع بحرقة وتحسر: " آه يا بني .. أخبرتك البارحة، نصحتك بأن لا تخرج إلى البحر، الريح أتت بالشياطين والجن معها، لكنك لم تنصت لكلامي، ليتك سمعتني ولم تغتر بنفسك ".
وبعد الحادثة صار البحارة يخافوا من أبو السلاسل ولا يخرجوا إلى البحر إلا بعد تأكدهم من سكون الرياح أو أمواج البحر.
- تقول إحدى السيدات بينما كنت في بيتنا المبني من جريد النخل داخل عريش صغير يقبع في فناء ذلك البيت، في وقت الظهيرة، محاولة تنويم أحد أبنائي، الذي يرفض النوم، جاءتني فكرة إخافته بـ (بو السلاسل)، فقلت له:" ارقد عن ... ياكلك بوالسلاسل "، وما أن أنهيت جملتي حتى سمعت صوتاً يشبه الزئير وقرقعة السلاسل خلف سور البيت المبني من الجريد، وكاد قلبي يخرج من صدري من شدة الخوف والفزع، فأخذت أتضرع إلى الله أن يحميني من هذا القادم المقيت، وتلوت ما أتذكره من آيات قرآنية وأدعية وأكثرت من الاستعاذة من الشياطين، كما أكثرت من البسملة بسم الله الرحمن الرحيم، حتى اختفى، وأقسمت ألا أذكر العبد المزنجل بعد ذلك أبداً.
3 - راوٍي آخر يقول: " بو السلاسل لا ينجو منه إلا من يعرف حيله و رغباته، فهو غير مؤذ إلا للجاهلين، أعني الذين يجهلون أسلوبه، فأحد أقاربي ظهر له بوالسلاسل ذات يوم في أحد الأزقة واعترض طريقه فمد رجله وسط الزقاق لعرقلة سيره، فما كان من قريبي إلا أن قفز من فوق رجله وولى هارباً، وما أن دخل الزقاق الثاني حتى وجد (المصنقل) أمامه مرة أخرى فقفز من فوق رجله مرة أخرى، وهكذا حتى أعياه التعب، لكن في المرة الأخيرة وجده وهو يمد رجله من جديد فلم يقفز من فوقها بل زحف من تحتها فاختفى العبد المزنجل وارتاح من رعبه في ذلك اليوم ". - وتروى حكاية عن بحار خرج بعد منتصف الليل قاصداً مركبه في البحر وهو في طريقه الى هناك سمع صوتاً غريباً في إحدى الخرائب وبينما هو هناك رأى ضباباً كثيفا خيم على المكان ما لبث ان انقشع وخرج له العبد المزنجل بشكل لم يتصوره ابداً، فهجم عليه محاولاً قتله فطرحه ارضاً وجثم على صدره محاولاً خنقه بيديه، لكن سرعة بديهة الرجل جعلته يقرأ آية الكرسي فاختفى (العبد المزنجل) ورجع الرجل يحكي للناس ما رآه والأهوال التي لم يكن يتخيل له أنه سيراها، وقيل أن الجراح والكدمات التي في جسده لم ير احدا مثلها ابداً.
ويتبين من معظم الحكايات التي تروى عن أبو السلاسل أن ظهوره في وضح النهار لا ينجم عنه مخاطر جسيمة تذكر بينما غالباً ما ينتهي ظهوره في الليل بنهايات مأساوية أو دموية."
وتلك الحكايات تدل على أن أبو السلاسل هو إنسان حقيقى مجرم يريد تحقيق غير واضح للناس الخائفين منه بينما هو واضح لمن يعملون معه أو يعمل هو معهم
وتحدث الكاتب عن كتاب يسمى خراريف تحدث عن أبى السلاسل باعتباره حرافة فقال :
"كتاب "خراريف "
تناول الباحث والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم الخالدي مدير ادارة التراث بدائرة الثقافة والاعلام في مدينة الشارقة شخصية (ابو السلاسل) على أنه شخصية خرافية في أحد كتبه الذي حمل عنوان "خراريف" وهو جمع لكلمة "خروفة" في اللهجة المحكية في الإمارات العربية المتحدة والتي تعني "خرافة" حيث تناول أيضاً عدداً من الكائنات الخرافية الأخرى التي كانت حاضرة وما تزال في الذاكرة الشعبية وما أحاط بها من حكايات وسبب ظهورها و دورها في المجتمع من حيث صون العادات والأخلاق أو لدرء المخاطر التي تهدد السلامة،وتضمن الكتاب مجموعة من هذه الكائنات يصل عددها إلى عشرين، وهي على التوالي: أم الصبيان، بو سلاسل، بابا درياه، أم الهيلان، أم كربه وليفة، بعير بلا راس، بعير بو خريطه، بو راس، جني الرقاص، حمارة القايله، خطاف رفاي، روعان، سويدا خصف، شنق بن عنق، عثيون، غريب، النغامة، الضبعة، فتروح ''غفريت'' القرم، أم الدويس، ويعتقد المؤلف أن شخصية بو السلاسل قد تكون من نسج الخيال المحلي الإماراتي، لكنها على علاقة وثيقة بالإبداع الشعبي ضمن أدب العامَّة."
وتحدث الكاتب عن تعريف الخرافة أو الخروفة فقال :
"ويحدد الكاتب تعريفاً لـ (الخروفة) فيقول:" الخرّوفة في هيئتها العامة تدخلُ ضمن أقسام الأدب الشعبي تحت باب الحكايات الخرافية، أما في صفتها الخاصة ومضمونها فإنها تأتي ضمن باب المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف مهمته ردع من تجرَّأ على تجاوز الحدود "، ويذكر الكاتب أيضاً كلمة 'الخريريفة' وهي حكاية مغناة تقال لمن بلغوا الثانية من العمر وأكثر.
ويقول الكاتب: " خراريف هي صوت من الماضي، قصص خرافية كانت منتشرة في مجتمع الإمارات القديم وكانت لها دوافع اجتماعية وتربوية "
ومعظم الحكايات يبدو أنها موجهة للأطفال إن لم يكن كلها لعدم عصيان الأبوين وهى سياسة متبعة تقريبا فى كل الشعوب حفاظا على الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم وإراحة الأبوين من البحث عنهم هناك وهناك فى الليل حيث ينامون مبكرا أو يبقون داخل البيت فى أحضان الأبوين
وتناول الرجل برنامجا عن تلك الخرافات فقال :
"برنامج تلفزيوني
في شهر نوفمبر من عام 2002 قدم تلفزيون الشارقة برنامج "خراريف" خلال شهر رمضان وكانت تبث حلقاته أسبوعياً وهو من اعداد وتقديم عبد العزيز المسلم الخالدي مؤلف الكتاب أعلاه، ووصف البرنامج بأنه: " برنامج تراثي يرصد اشهر الشخصيات الاسطورية والكائنات الخرافية التي كسرت حاجز الحكايات الشعبية وخرجت الى الواقع الانساني لتعيش مع الناس، وهي بذلك اصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعتقد والموروث الشعبي كما ان البرنامج يجسد هذه الاساطير باسلوب درامي يناسب الزمان والمكان لهذه الاساطير "برنامج "خراريف " من إخراج عبدالرحمن ابوبكر. وخصصت كل حلقة منه لتناول أحد الشخصيات الـ 13 كان من بينها العديد من الشخصيات الخرافية الموجودة بالامارات التي غلب عليها طابع المدينة الحضارية اكثر، كما يقدم البرنامج معلومة عن الخرافات اصلاً كعلم والتي تأتي بعد الاساطير.
تجربة واقعية
ربما يمتد تأثير أسطورة "أبو السلاسل" ليطال الذاكرة الشعبية في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الخليج العربي وهذا ما نجده في تجربة أرسلها أحمد بحاوي إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو يسكن في منطقة جازان وبالتحديد محافظة العارضة في المملكة العربية السعودية:
" كنت آنذاك بعمر 12 سنة ففي ليلة من الليالي الممطرة وبعد توقف المطر ساد الجو هدوء غريب وفجأة في آخر الليل شعرت برغبة ملحة للخروج من المنزل فتسللت أمام أهلي الذين كانوا نياماً حوالي الساعة 2:00 ودخلت الى مقبرة قديمة وقريبة جداً من منزلنا الشعبي الصغير حيث كانت محاطة بسور ولها باب حديدي وكان مفتوحاً، دخلت دون شعور إلى أن وصلت الى أحد أركان المقبرة وجلست هناك لوحدي لمدة تصل الى حوالي ساعة والهدف هو للبحث عن أي شي أصنع منه لعبة من العلب فارغة أو أي شيء لأن الجيران حينها كانوا يقومون برمي مستهلكاتهم هناك.
وبقيت إلى أن سمعت صوت والدتي تنادي علي من المنزل ولم تكن تعلم بمكاني فعدت مسرعاً، واعتدت بعدها على الخروج المتكرر من المنزل الى اصحابي وكنت أتأخر فأنال نصيبي من الضرب المبرح من أبي، ومع ذلك استمريت بالخروج وكان الهدف من ذلك أن اسمع القصص المخيفة مع اصدقائي، وفي روى احد اصدقائي قصة عن شي اسمه "ابو السلاسل" وانه يقوم بجر السلال وانه يسكن بالقرب من منزلنا وقد سمعت أقارب ايضاً يذكرونه بكثرة وانه يقوم بإيذاء جار لنا بأن يحمله ليلاً الى مقبرة اخرى بعيدة وقد سمعت القصة منه شخصياً اكثر من مرة. وفي تلك الليلة احسست بشي بخوف غريب فعلاً لاسيما ان القرية حينها تكون مظلمة مخيفة جداً نظرا لعدم توفر كهرباء آنذاك وكنت امشي وأحس بقلق إلا أنني اقتربت من باب منزلنا الواقع غرباً باتجاه المقبرة حيث والله انني سمعت صوت يشبه جر السلاسل كان قادماً من الخلف لكن من الجهه الشرقية فرجعت للتأكد من الصوت الا أنني لم أشاهد شيئاً نظراً لأنني لم اخرج رأسي من جهة السور وبسرعة فائقة جريت إلى باب المنزل حيث وجدته مفتوحاً ولله الحمد (في العادة اجده مقفلاً) وليس هناك موقع اخر للهرب باتجاه بيت الجيران كونهم كانوا يقفلون ابوابهم باحكام خوفاً من السرقة وبعد دخولي إلى غرفة والدتي (بعد ان اقفلت الباب الخارجي وباب غرفت والدتي) سمعت صوت ضربة قوية جداً كالمطرقة على الباب الخارجي الحديدي كما سمعت صوت نباح كلب جارنا مرتين او ثلاث وبعدها اختفى صوت نباحه فجأه وكأن شيئاً خنقه بقوة وفي الصباح واثناء خروجي للمدرسة وجدت (واقسم بالله) الكلب ميتاً على الارض بالقرب من باب المنزل وبه أثر جروح على البطن كأنها سكاكين أو آثار مخالب كبيرة تزيد عن 5، في الواقع خفت جداً وبعدها لم أعد أخرج في الليل ".
يرويها أحمد بحاوي (37 سنة) – السعودي"
وتحدث المعد عن التفسير العلمى للحكايات فقال :
"وأخيراً ... ربما نشأت فكرة أبو السلاسل في قصص التراث الشعبي عن صوت الخشخشة الذي يصدر عن تكسر أمواج البحر التي تضرب الشاطئ والذي يشبه صوت احتكاك حلقات السلاسل ببعضها فاتخذ ذلك وسيلة لتخويف الاطفال من الخروج في الليل توخياً لسلامتهم (مخاطر الخطف أو الأذى من الحيوانات المفترسة)، لكن من يدري لعل شبح أبو السلاسل حقيقة أو على الأقل له أصل على أرض الواقع؟!"
والحق أن الموضوع موجود فى التراث الشعبى لكل الأمم تقريبا وهو قد يكون من خيالات الآباء والأمهات حرصا على عدم خروج الأطفال ليلا وحفاظا على حياتهم من الأخطار وقد يكون بعضها خيال حوله بعض الآباء لحقيقة من خلال تقمص الشخصيات التى اخترعها خيالهم فى الواقع حتى يخاف الأطفال فعلا من خلال الرؤية الحقيقية
الغريب أن هذا الخيال انقلب إلى دين فى بعض الشعوب حيث اعتقد الناس فى قدرة الأصنام والتماثيل وهى الأرباب المزعومة على إضرار الناس