- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
استلمت امس الاربعاء الأربعاء وزيرة الداخلية في الحكومة البريطانية المنتهية ولايتها تيريزا ماي مقاليد رئاسة الوزراء في بريطانيا خلفا لديفيد كاميرون. بعد منافسة مع وزيرة الدولة لشؤون الطاقة أندريا ليدسوم التي قررت بشكل مفاجئ الانسحاب لتصبح ماي بذلك ثاني إمرأة تشغل منصب رئيسة الوزراء بعد مارغريت تاتشر التي كانت تلقب بالمرأة الحديدية.
البعض وصف تيريزا ماي بالفائزة الكبرى من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حين شدد البعض الآخر على ثقل أولى المهام التي ستوكل إليها وهي تنفيذ إجراءات "الطلاق البريطاني-الأوروبي" بعد أن صوت البريطانيون لصالح "البريكسيت" في 23 يونيو/حزيران 2016. خاصة أن بروكسل صعدت مؤخرا من ضغوطها على بريطانيا لتسريع انسحابها وإنجاحه في ظل انقسام داخلي واسع إزاء ملف الخروج.
مهمة ماي الصعبة قيل إنها كانت ستؤرق حتى وينستون تشرشل أشهر رئيس وزراء بريطاني للدلالة على ثقلها، إلا أنها لا يبدو تخيف كثيرا وزيرة الداخلية السابقة التي صرحت بأن: "قرار الخروج من أوروبا اتخذ وسنكلله بالنجاح".
وسائل إعلام محلية ومتخصصون في الشأن البريطاني أشادو بشخصية ماي القوية ما دفع إلى تسميتها "بمارغريت تاتشر الجديدة"، صحيفة الدايلي تيليغراف قالت إنها السياسية الأقوى في بريطانيا اليوم، ووصلت إلى هذا المنصب الهام بفضل تصميمها وإصرارها وتفانيها في العمل ومهاراتها السياسية إلا أنها تعتقد أنها لا تتمتع بشخصية كاريزماتية حقيقية.
نشأت في أسرة من الطبقة الوسطى
ولدت تيريزا ماي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1956 بمدينة إيستبورن في مقاطعة سوساكس جنوب العاصمة البريطانية لندن وكانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى حيث كان والدها كاهنا، وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فقد كان حلم الحياة السياسية يراودها منذ سن الثانية عشر، والتحقت بمدرسة سانت هيغ كالاج في أكسفورد الخاصة بالفتيات حينذاك، حيث درست مادة الجغرافيا.
ووجدت ماي التي لم يكن لديها أشقاء نفسها دون عائلة في سن الخامسة عشر، حيث فقدت والدها في حادث سير، وتوفيت والدتها بعد أشهر قليلة من ذلك إثر إصابتها بمرض عضال. ليصبح زوجها فيليب ماي، الذي تعرفت عليه في سن الرابعة والعشرين خلال حفل راقص، كل عائلتها.
طيلة مسيرتها السياسية، ظلت الحياة الشخصية لماي بعيدة عن وسائل الإعلام وعدسات المصورين، فما يعرف عنها أنها امرأة متحفظة وتكره الأضواء حتى أنها لا تحبذ كثيرا الظهور الإعلامي، ونقلتصحيفة "يو أس آي توداي" الأمريكية عنها في يونيو/حزيران الماضي "لست سياسية استعراضية، ولا أجوب بلاتوهات القنوات التلفزيونية ولا أتحدث عن الآخرين خلال مأدبات الغداء... ".
غير أنها قامت بتصريح مفاجئ لصحيفة الدايلي مايل أوائل الشهر الجاري، عن جانب من حياتها الخاصة حيث أعربت عن "أسفها لعدم تكوينها أسرة مع زوجها ولا إنجابهما أبناء وقالت إن ذلك أثر فيهما بالطبع إلا أن الزوجين يقبلان ما وهبتهما الحياة".
مسيرة سياسية متنوعة وحازمة في مواضيع الهجرة
بدأت ماي مسيرتها المهنية في الاقتصاد حيث التحقت ببنك إنكلترا في 1986 ثم انتخبت كمستشارة في إقليم لندن ميرتون قبل أن تتخلى عن المنصب في 1994 وانتخبت في 1997 نائبة محافظة في دائرة مليدنهاد جنوب إنكلترا. وفي 2002 أصبحت النائبة العامة لحزب المحافظين.
وشغلت مناصب متعددة في صلب حزب المحافظين بين 1999 و2010 حيث كلفت بملفات البيئة والأسرة والثقافة وحقوق المرأة والعمل. كما كانت سندا قويا لديفيد كاميرون وعندما أصبح الأخير رئيسا للوزراء في 2010 منحها وزارة الداخلية وحافظت على هذا المنصب الحساس حتى بعد إعادة انتخاب كاميرون رئيسا للوزراء في 2015، وانتهجت سياسة حازمة بخصوص الهجرة والأئمة الإسلاميين المتطرفين ومشاكل الانحراف وحذفت قاعدة لم الشمل العائلي بالنسبة للأسر الفقيرة من المهاجرين، كما عارضت مشروع استقبال حصص من المهاجرين التي اقترحها الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص البريكسيت ظلت تيريزا ماي وفية لديفيد كاميرون الذي دعا إلى بقاء بريطانيا في منظومة الاتحاد الأوروبي إلا أن البعض أخذ عليها عدم مشاركتها بنشاط في الحملة المؤيدة للبقاء.
واستنادا إلى تقارير إعلامية فمن المرجح أن تختار تيريزا ماي نساء في مناصب وزارية ضمن الحكومة الجديدة التي ستقترحها.