من هم المستثمرون الهواة الذين يحاربون حيتان بورصة وول ستريت؟
من هم المستثمرون الهواة الذين يحاربون حيتان بورصة وول ستريت؟
قبل بدء تفشي الوباء، لم يكن ألكس باتون يتخيل أنه قد يصبح مستثمراً هاوياً. أما الآن وفي أعقاب جنون أسهم شركة جيم ستوب الأمريكية لبيع الألعاب الإلكترونية بات أشبه بخبير في الأسواق المالية.
يقول مهندس الأمن الإلكتروني للسكك الحديدية البالغ من العمر 28 عاماً والذي يعيش في كينغستون أبون تيمز جنوب غربي لندن "قبل كوفيد لم أكن أعلم شيئاً عن الاستثمار".
لكن بعد أن تعثرت سوق الأسهم في مارس/ أذار الماضي وتأثرت مدخرات معاشه التقاعدي بشدة، قرر أنه يتعين عليه -بحسب تعبيره- أن "يقوم بدور أكثر فعالية في إدارة أمواله".
وبحكم كونه مواطناً مزدوج الجنسية يحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية، لم يجد صعوبة في إنشاء حساب على منصة التداول الأمريكية روبن هود والتي وجدت نفسها في قلب ضجة جيم ستوب.
وبتشجيع من أصدقائه، أخذ ألكس يتابع تعليقات المشاركين في منتدى "رهانات وول ستريت" على موقع ريديت للتواصل الاجتماعي، وهو منتدى يبلغ عدد أعضائه 4 ملايين شخص يناقشون عادةً موضوعات تتعلق بالأسهم وفرص الاستثمار
ماذا الذي حدث؟
ماذا الذي حدث؟
في ظل انخفاض عدد هؤلاء الذين يخرجون للتسوق، وبيع أغلب الألعاب الإلكترونية على الإنترنت، لم يكن متجر متجر جيم ستوب يحقق مكاسب.
وغالباً ما يراهن الأشخاص الذين يشترون ويبيعون الأسهم على الشركات التي يعتقدون أنها لن تقوم بأداء جيد في المستقبل. إذ يقومون باقتراض أسهم الشركة (التي يتوقعون انخفاضها) وبيعها على الفور، ثم شرائها مرة أخرى وردها، وهو ما يصطلح عليه اسم "الشراء على المكشوف".
وكانت جيم ستوب واحدة من الشركات التي راهنت العديد من صناديق التحوط على انها ستشهد انخفاضاً في قيمة أسهمها.
غير أن هذه المرة قام عدد كبير من المشتركين في منتدي مراهنات وول ستريت على موقع ريديت بشراء أسهم في جيم ستوب بناء على نصائح متبادلة.
وحين ارتفع الطلب على أسهم الشركة قفزت أسعارها بصورة حادة، وهو مالم يتوقعه أحد، وكان يتعين على كل من اقترض أسهم الشركة أن يردها ثانية بعد شرائها بأسعار مرتفعة.
وغالباً ما يراهن الأشخاص الذين يشترون ويبيعون الأسهم على الشركات التي يعتقدون أنها لن تقوم بأداء جيد في المستقبل. إذ يقومون باقتراض أسهم الشركة (التي يتوقعون انخفاضها) وبيعها على الفور، ثم شرائها مرة أخرى وردها، وهو ما يصطلح عليه اسم "الشراء على المكشوف".
وكانت جيم ستوب واحدة من الشركات التي راهنت العديد من صناديق التحوط على انها ستشهد انخفاضاً في قيمة أسهمها.
غير أن هذه المرة قام عدد كبير من المشتركين في منتدي مراهنات وول ستريت على موقع ريديت بشراء أسهم في جيم ستوب بناء على نصائح متبادلة.
وحين ارتفع الطلب على أسهم الشركة قفزت أسعارها بصورة حادة، وهو مالم يتوقعه أحد، وكان يتعين على كل من اقترض أسهم الشركة أن يردها ثانية بعد شرائها بأسعار مرتفعة.
مخاطرة
مخاطرة
يقول ألكس إن صناديق التحوط راهنت بمليارات الدولارات على انخفاض أسعار أسهم جيم ستوب، كما أشارت بعض الأبحاث على موقع ريديت إلى أن عمليات البيع على المكشوف شكلت أكثر من 100% من أسهم جيم ستوب الحالية.
ويضيف "قام بعض الأفراد بأبحاث أظهرت الوضع المحفوف بالمخاطر لصناديق التحوط. لذا قررنا أنه يمكننا نستغل ذلك. إنها فرصة".
وفي ظل حالة الهوس التي تلت ذلك، قاد المستثمرون غير المحترفين سعر السهم للارتفاع بأكثر من 700%.
وقد أبلى ألكس بلاء حسنا، إذ استثمر 1000 دولار في أسهم جيم ستوب وحقق ربحاً يقدر بـ2000 دولار. لكنه كان واحداً من هؤلاء المحظوظين الذين باعوا الأسهم في الوقت المناسب.
"كانت النظرية أنه مع استمرار ارتفاع سعر السهم، سيضطر الأشخاص الذين قاموا بالشراء على المكشوف إلى شراء هذه الأسهم بأي ثمن بهدف رد الأسهم التي اقترضوها مرة أخرى، كما يقول ألكس.
لكن مع اجتذاب هذا النشاط انتباه السلطات التنظيمية هذا الأسبوع، وجد المستثمرون الأفراد فجأة أنه تم وقفهم من قبل منصات التداول الخاصة بهم ومن ثم باتوا غير قادرين على مواصلة شراء أسهم جيم ستوب وشركات أخرى.
ويقول ألكس: "كانوا يفترضون أننا نحن المستثمرين الأفراد لا نستطيع تحمل الخسارة، في حين سُمح لصناديق التحوط التي قامت بمخاطرة كبيرة وتكبدت خسائر لا تُصدق بأن تكمل نشاطها كالمعتاد".
ورغم أن ألكس لم يتضرر مالياً، فهو لا يزال يتألم مما يعتبره ظلما.
ويقول "توجد فجوة هائلة بين أبناء الطبقة الوسطى العاديين والطبقة العاملة من جهة وصناديق التحوط ذات المليارات من جهة أخرى. هناك آخرون تضرروا مما حدث أكثر مني بكثير".
"سوق غير حرة"
خسر مايرون ساكاس الذي يبلغ من العمر 18 عاماً ويدرس في جامعة وارويك البريطانية 30 جنيهاً استرلينياً بسبب أسهم جيم ستوب، حيث امتلكها لـ"ساعتين" ثم باعها بعد متابعته لما يحدث.
وقد أنشأ ساكاس حساب على منصة 212 للتداول منذ أغسطس/ آب من العام الماضي ويأمل في أن يتجه إلى العمل في الخدمات المصرفية الاستثمارية بعد حصوله على شهادته الجامعية.
لكنه في الوقت الحالي يشعر بخيبة الأمل إزاء ما يراه "تلاعباً بالسوق" موجهاً ضد أمثاله.
وبالنسبة له، كان هناك هدف محدد في حروب أسهم جيم ستوب، وهم "الأشخاص الذين كانوا وراء الأزمة المالية عام 2008 ولم يتم تحميلهم المسؤولية إطلاقاً"، على حد تعبيره.
"نتفهم أن هناك مخاطر، لكن هذا لم يكن انهياراً حقيقياً، وإنما سببه الأشخاص الذين يحمون مصالح الشركات، بينما خسر الأفراد العاديون من جديد".
وقال لبي بي سي "هذا ما يحدث حين يحاول الأشخاص العاديون جني الأموال في ظل نظام لا يجني فيه الأموال سوى المتعاملون الأغنياء".
"إنهم يؤيدون السوق الرأسمالية الحرة حين يكون ذلك في صالحهم. ما رأيناه اليوم لم يكن سوقاً حرة وأجبر الكثير من الناس على خسارة قدر هائل من الأموال".
يقول مايرون إنه مُنع من استخدام حسابه على منصة التداول لحين التحقق من هويته، لكنه حين يتمكن من الدخول يخطط لسحب رصيده الذي يقدر بـ1000 دولار وتعليق الحساب.
ويضيف "ربما لن أقوم بالتداول لبعض الوقت. لدى أمور اخرى يتعين علي القيام بها".
ويضيف "قام بعض الأفراد بأبحاث أظهرت الوضع المحفوف بالمخاطر لصناديق التحوط. لذا قررنا أنه يمكننا نستغل ذلك. إنها فرصة".
وفي ظل حالة الهوس التي تلت ذلك، قاد المستثمرون غير المحترفين سعر السهم للارتفاع بأكثر من 700%.
وقد أبلى ألكس بلاء حسنا، إذ استثمر 1000 دولار في أسهم جيم ستوب وحقق ربحاً يقدر بـ2000 دولار. لكنه كان واحداً من هؤلاء المحظوظين الذين باعوا الأسهم في الوقت المناسب.
"كانت النظرية أنه مع استمرار ارتفاع سعر السهم، سيضطر الأشخاص الذين قاموا بالشراء على المكشوف إلى شراء هذه الأسهم بأي ثمن بهدف رد الأسهم التي اقترضوها مرة أخرى، كما يقول ألكس.
لكن مع اجتذاب هذا النشاط انتباه السلطات التنظيمية هذا الأسبوع، وجد المستثمرون الأفراد فجأة أنه تم وقفهم من قبل منصات التداول الخاصة بهم ومن ثم باتوا غير قادرين على مواصلة شراء أسهم جيم ستوب وشركات أخرى.
ويقول ألكس: "كانوا يفترضون أننا نحن المستثمرين الأفراد لا نستطيع تحمل الخسارة، في حين سُمح لصناديق التحوط التي قامت بمخاطرة كبيرة وتكبدت خسائر لا تُصدق بأن تكمل نشاطها كالمعتاد".
ورغم أن ألكس لم يتضرر مالياً، فهو لا يزال يتألم مما يعتبره ظلما.
ويقول "توجد فجوة هائلة بين أبناء الطبقة الوسطى العاديين والطبقة العاملة من جهة وصناديق التحوط ذات المليارات من جهة أخرى. هناك آخرون تضرروا مما حدث أكثر مني بكثير".
"سوق غير حرة"
خسر مايرون ساكاس الذي يبلغ من العمر 18 عاماً ويدرس في جامعة وارويك البريطانية 30 جنيهاً استرلينياً بسبب أسهم جيم ستوب، حيث امتلكها لـ"ساعتين" ثم باعها بعد متابعته لما يحدث.
وقد أنشأ ساكاس حساب على منصة 212 للتداول منذ أغسطس/ آب من العام الماضي ويأمل في أن يتجه إلى العمل في الخدمات المصرفية الاستثمارية بعد حصوله على شهادته الجامعية.
لكنه في الوقت الحالي يشعر بخيبة الأمل إزاء ما يراه "تلاعباً بالسوق" موجهاً ضد أمثاله.
وبالنسبة له، كان هناك هدف محدد في حروب أسهم جيم ستوب، وهم "الأشخاص الذين كانوا وراء الأزمة المالية عام 2008 ولم يتم تحميلهم المسؤولية إطلاقاً"، على حد تعبيره.
"نتفهم أن هناك مخاطر، لكن هذا لم يكن انهياراً حقيقياً، وإنما سببه الأشخاص الذين يحمون مصالح الشركات، بينما خسر الأفراد العاديون من جديد".
وقال لبي بي سي "هذا ما يحدث حين يحاول الأشخاص العاديون جني الأموال في ظل نظام لا يجني فيه الأموال سوى المتعاملون الأغنياء".
"إنهم يؤيدون السوق الرأسمالية الحرة حين يكون ذلك في صالحهم. ما رأيناه اليوم لم يكن سوقاً حرة وأجبر الكثير من الناس على خسارة قدر هائل من الأموال".
يقول مايرون إنه مُنع من استخدام حسابه على منصة التداول لحين التحقق من هويته، لكنه حين يتمكن من الدخول يخطط لسحب رصيده الذي يقدر بـ1000 دولار وتعليق الحساب.
ويضيف "ربما لن أقوم بالتداول لبعض الوقت. لدى أمور اخرى يتعين علي القيام بها".
لايبدو أمراً صائبا"
لايبدو أمراً صائبا"
على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا المستثمرون زملائهم المتعاملين إلى عدم بيع أسهمهم لتجنب المزيد من الخسائر، وشنوا هجوماً على منصات التداول لفرضها قيوداً على عمليات الشراء.
وعبرت ميليسا هولدرن وهي ممرضة تعيش في ولاية ماساشوستس الأمريكية عن غضبها الشديد حيال القيود الذي تمارسها منصات التداول، الأمر الذي دفعها لشراء أسهم في إحدى الشركات المتضررة.
ومن خلال حسابها بشركة فيديليتي للوساطة المعروفة بصناديقها المشتركة، قامت هولدرن بشراء أسهم بقيمة 500 دولار في شركة أيه إم سي للترفيه، والتي تم تقييد شراء أسهمها -مثلما حدث مع جيم ستوب- من قبل بعض شركات الوساطة.
وكانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة للممرضة البالغة من العمر 43 عاماً والتي اعتمدت دوماً على الشركات الكبرى في إدارة استثمار معاشها التقاعدي.
"اعتقد أن الأمر مثير للتساؤل أن تقوم شركة خاصة بوقف تداول الأسهم من طرف واحد. لا يبدو هذا أمراً صحيحاً. إذا كنت قلقاً بشأن تقلبات السوق، فلمَ تحظر التعاملات من جانب واحد فقط؟".
وتقول ميليسا ،التي كان جدها يكسب قوت يومه من عمله كمتداول مستقل للأسهم، إنها كانت تعلم أنها ستخسر المال في حال انخفضت أسهم أيه إم سي، لكنها كانت تأمل في أن يساعد استثمارها المحدود سلسلة دور السينما على البقاء، فضلاً عن رغبتها في اتخاذ موقف ضد ممارسات وول ستريت.
وقالت "نحتاج بشكل عام إلى إعادة النظر في منظومتنا المالية. فبعد الأزمة المالية عام 2008، بات واضحاً أن جانباً كبيراً من السوق المالية منفصل عن الواقع بصورة لا اظن أنها صحية".
وأضافت "أعتقد أنه من الخطاً أن نهتم فقط بما يحدث على موقع ريديت بينما لا نولي اهتماماً مماثلاً بالصورة الأكبر".
وعبرت ميليسا هولدرن وهي ممرضة تعيش في ولاية ماساشوستس الأمريكية عن غضبها الشديد حيال القيود الذي تمارسها منصات التداول، الأمر الذي دفعها لشراء أسهم في إحدى الشركات المتضررة.
ومن خلال حسابها بشركة فيديليتي للوساطة المعروفة بصناديقها المشتركة، قامت هولدرن بشراء أسهم بقيمة 500 دولار في شركة أيه إم سي للترفيه، والتي تم تقييد شراء أسهمها -مثلما حدث مع جيم ستوب- من قبل بعض شركات الوساطة.
وكانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة للممرضة البالغة من العمر 43 عاماً والتي اعتمدت دوماً على الشركات الكبرى في إدارة استثمار معاشها التقاعدي.
"اعتقد أن الأمر مثير للتساؤل أن تقوم شركة خاصة بوقف تداول الأسهم من طرف واحد. لا يبدو هذا أمراً صحيحاً. إذا كنت قلقاً بشأن تقلبات السوق، فلمَ تحظر التعاملات من جانب واحد فقط؟".
وتقول ميليسا ،التي كان جدها يكسب قوت يومه من عمله كمتداول مستقل للأسهم، إنها كانت تعلم أنها ستخسر المال في حال انخفضت أسهم أيه إم سي، لكنها كانت تأمل في أن يساعد استثمارها المحدود سلسلة دور السينما على البقاء، فضلاً عن رغبتها في اتخاذ موقف ضد ممارسات وول ستريت.
وقالت "نحتاج بشكل عام إلى إعادة النظر في منظومتنا المالية. فبعد الأزمة المالية عام 2008، بات واضحاً أن جانباً كبيراً من السوق المالية منفصل عن الواقع بصورة لا اظن أنها صحية".
وأضافت "أعتقد أنه من الخطاً أن نهتم فقط بما يحدث على موقع ريديت بينما لا نولي اهتماماً مماثلاً بالصورة الأكبر".