- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
لعل أشهر ما يميز العاصمة السورية دمشق هو غناها بالمناطق السياحية. ولطالما اشتهرت بمطاعم تتدرج من حيث جودتها من فاخرة إلى شعبية، ملبية بذلك حاجات جميع الطبقات الاجتماعية والأذواق المختلفة.
لكن المدينة التي لطالما عرفت بأجوائها الساحرة وضجت بأصوات مرتاديها تشهد مطاعمها ومقاهيها اليوم ركودا بالغا أجبر بعض أصحابها على إغلاق هذه المحال والتوجه إما إلى مهنة أخرى وإما للسفر خارج البلاد.
فعندما تسير اليوم في حي باب توما -أحد أشهر أحياء دمشق القديمة الذي تسكنه غالبية مسيحية- ترى ازدحاما حذرا في الطرقات في فترة الظهيرة مخافة أن تحصد قذيفة هاون حياتك من حيث لا تدري، وإن أمعنت النظر داخل المطاعم والمقاهي تراها بشكل عام شبه خالية.
وإن كانت لديك الشجاعة الكافية للمقامرة بحياتك أو بأموالك على أحد حواجز النظام والخروج بعيد غياب الشمس من منزلك، ترى دمشق وكأنها مدينة أشباح، ولكنك تلحظ أن كثيرا من هذه المطاعم والمقاهي تستقبل زبائن ليسوا عاديين، غالبيتهم من الشبيحة والعناصر الشيعية الذين أوكلت إليهم مهمة ضبط أمور العاصمة أمنيا.
وتقول صفاء سليمان طالبة حقوق في جامعة دمشق 'أصبح خروج معظم قاطني دمشق من منازلهم مرتبطا بأمر بالغ الأهمية كالخروج إلى وظائفهم أو جامعاتهم'.
وتعلق سليمان للجزيرة نت على الصور التي نشرتها الوكالة الفرنسية لشبان وشابات يرقصون على وقع القصف في أحد المطاعم قائلة 'هؤلاء هم شبيحة النظام ومؤيدوه، يرقصون منذ بداية الثورة على دماء السوريين، كما حصل يوم قصْف الغوطتين بالسلاح الكيميائي، رأيناهم يمرون بسياراتهم ومظاهر البهجة والسعادة تبدو جلية عليهم'.
شبيحة وحواجز
وتتحدث سليمان عن تجربتها السابقة في الدعوة للإضراب، فتقول 'كنا ندعو لإضراب في الجامعة والمحال التجارية، ولكن مع الأسف فشلت تلك الدعوات في تحقيق هدفها، وهو الوصول لإضراب يشل العاصمة دمشق'.
وتضيف 'صحيح أننا رأينا محاولات خجولة للإضراب إلا أنها لم تستمر، وذلك بسبب إقدام قوات الأمن حينها على تحطيم أقفال المحال وتهديد المضربين بالاعتقال. أما الآن ومع انتشار الشبيحة والحواجز بكثافة بالغة أصبح تحقيق الأمر من المستحيلات'.
ويؤكد الإعلامي في تجمع 'نبض العاصمة' إبراهيم شيبان أن كل ما يلقى على كاهل سكان العاصمة من تهم 'أبرزها عدم مبالاتهم بما يحدث لأهالي المناطق المحررة وخصوصا ارتيادهم للمطاعم والمقاهي، لا يبرر مقابلة الذنب بجريمة أكبر'، في إشارة إلى استهداف المناطق المأهولة بالسكان من قبل الجيش الحر.
ويضيف شيبان للجزيرة نت 'الهاون يسمى بالقذيفة العمياء، وهو لا يميز بين مؤيد ومعارض، أو بين طفل وشيخ أو عسكري ومدني، ومع الأسف كانت إحدى ضحايا تلك القذائف ناشطة تعمل في الثورة. وفي الحقيقة هذا القصف لا يصب في مصلحة أحد سوى النظام، والمطاعم والمقاهي لم تتأثر والجميع يعلم أن مطاعم دمشق تستقبل اليوم الشبيحة والمليشيات الشيعية المنتشرة في العاصمة'.
ويختم شيبان حديثه قائلا 'إذا كانت هنالك مناطق هادئة نسبيا أو محسوبة على النظام داخل دمشق لا تغلق المطاعم فيها، يوجد أيضا مناطق أخرى معدمة تماما كبرزة ومخيم اليرموك. إضافة إلى أن بعض المناطق أصبحت أمنية بامتياز كالمزة وكفرسوسة لما أحدث الثوار فيها من قلق لنظام بشار الأسد، فلا يصح بأي حال من الأحوال رؤية المناطق المحسوبة على النظام والتعميم عليها'.
لكن المدينة التي لطالما عرفت بأجوائها الساحرة وضجت بأصوات مرتاديها تشهد مطاعمها ومقاهيها اليوم ركودا بالغا أجبر بعض أصحابها على إغلاق هذه المحال والتوجه إما إلى مهنة أخرى وإما للسفر خارج البلاد.
فعندما تسير اليوم في حي باب توما -أحد أشهر أحياء دمشق القديمة الذي تسكنه غالبية مسيحية- ترى ازدحاما حذرا في الطرقات في فترة الظهيرة مخافة أن تحصد قذيفة هاون حياتك من حيث لا تدري، وإن أمعنت النظر داخل المطاعم والمقاهي تراها بشكل عام شبه خالية.
وإن كانت لديك الشجاعة الكافية للمقامرة بحياتك أو بأموالك على أحد حواجز النظام والخروج بعيد غياب الشمس من منزلك، ترى دمشق وكأنها مدينة أشباح، ولكنك تلحظ أن كثيرا من هذه المطاعم والمقاهي تستقبل زبائن ليسوا عاديين، غالبيتهم من الشبيحة والعناصر الشيعية الذين أوكلت إليهم مهمة ضبط أمور العاصمة أمنيا.
وتقول صفاء سليمان طالبة حقوق في جامعة دمشق 'أصبح خروج معظم قاطني دمشق من منازلهم مرتبطا بأمر بالغ الأهمية كالخروج إلى وظائفهم أو جامعاتهم'.
وتعلق سليمان للجزيرة نت على الصور التي نشرتها الوكالة الفرنسية لشبان وشابات يرقصون على وقع القصف في أحد المطاعم قائلة 'هؤلاء هم شبيحة النظام ومؤيدوه، يرقصون منذ بداية الثورة على دماء السوريين، كما حصل يوم قصْف الغوطتين بالسلاح الكيميائي، رأيناهم يمرون بسياراتهم ومظاهر البهجة والسعادة تبدو جلية عليهم'.
شبيحة وحواجز
وتتحدث سليمان عن تجربتها السابقة في الدعوة للإضراب، فتقول 'كنا ندعو لإضراب في الجامعة والمحال التجارية، ولكن مع الأسف فشلت تلك الدعوات في تحقيق هدفها، وهو الوصول لإضراب يشل العاصمة دمشق'.
وتضيف 'صحيح أننا رأينا محاولات خجولة للإضراب إلا أنها لم تستمر، وذلك بسبب إقدام قوات الأمن حينها على تحطيم أقفال المحال وتهديد المضربين بالاعتقال. أما الآن ومع انتشار الشبيحة والحواجز بكثافة بالغة أصبح تحقيق الأمر من المستحيلات'.
ويؤكد الإعلامي في تجمع 'نبض العاصمة' إبراهيم شيبان أن كل ما يلقى على كاهل سكان العاصمة من تهم 'أبرزها عدم مبالاتهم بما يحدث لأهالي المناطق المحررة وخصوصا ارتيادهم للمطاعم والمقاهي، لا يبرر مقابلة الذنب بجريمة أكبر'، في إشارة إلى استهداف المناطق المأهولة بالسكان من قبل الجيش الحر.
ويضيف شيبان للجزيرة نت 'الهاون يسمى بالقذيفة العمياء، وهو لا يميز بين مؤيد ومعارض، أو بين طفل وشيخ أو عسكري ومدني، ومع الأسف كانت إحدى ضحايا تلك القذائف ناشطة تعمل في الثورة. وفي الحقيقة هذا القصف لا يصب في مصلحة أحد سوى النظام، والمطاعم والمقاهي لم تتأثر والجميع يعلم أن مطاعم دمشق تستقبل اليوم الشبيحة والمليشيات الشيعية المنتشرة في العاصمة'.
ويختم شيبان حديثه قائلا 'إذا كانت هنالك مناطق هادئة نسبيا أو محسوبة على النظام داخل دمشق لا تغلق المطاعم فيها، يوجد أيضا مناطق أخرى معدمة تماما كبرزة ومخيم اليرموك. إضافة إلى أن بعض المناطق أصبحت أمنية بامتياز كالمزة وكفرسوسة لما أحدث الثوار فيها من قلق لنظام بشار الأسد، فلا يصح بأي حال من الأحوال رؤية المناطق المحسوبة على النظام والتعميم عليها'.