- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أزالت قوات الأمن اللبنانية حواجز الطرق في جميع أنحاء البلاد يوم الاثنين، في مواجهة مع المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع من الصباح الباكر على الرغم من تعرضهم لهجوم من جانب مؤيدي حزب الله وحركة أمل.
وظل المتظاهرون الذين يطالبون بإصلاح حكومي كامل على حشدهم منذ بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر/تشرين الأول، لكن الطبقة السياسية المنقسمة بشدة لم تجد بعد مخرجا من الأزمة.
وكان المتظاهرون، الذين شعروا بالاحباط بسبب الجمود السياسي، قد دعوا إلى نصب حواجز على الطرق وإضراب عام يوم الاثنين، لكن الهجوم الذي شنه أنصار حزب الله وحركة أمل ليل الأحد أضعف الإقبال.
وقال داني عياش، متظاهر يبلغ من العمر 21 سنة ، الذي كان يغلق طريقا رئيسيا في حي الحمرا ببيروت في وقت مبكر من يوم الاثنين لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الأحزاب السياسية "تحاول غرس الخوف فينا كشعب، لذلك نحن لا نحرز تقدما ونبقى في المنزل".
وأضاف: "هذا ما حدث اليوم. كان من المفترض أن يكون هناك إضراب عام، لكن الناس ما زالوا في المنزل نائمين".
وكان أنصار حزب الله وحركة أمل قد شنوا هجوما في حوالي منتصف ليل الأحد على المتظاهرين على جسر بالقرب من موقع الاحتجاج الرئيسي في العاصمة بيروت.
ولوحوا بأعلام الحزب وألقوا الحجارة على المتظاهرين السلميين وسخروا منهم بالسباب والشتائم، أثناء نشر شرطة مكافحة الشغب لاحتواء العنف.
كما دمر المهاجمون الخيام بالقرب من موقع الاحتجاج، وذلك في أخطر اعتداء على المحتجين حتى الآن.
وقال الدفاع المدني إن عشرة متظاهرين على الأقل أصيبوا، دون أن يحدد حجم إصاباتهم.
توتر عام
شوهدت صباح يوم الاثنين بقايا حجارة وزجاج مهشم، وبقايا خيام ممزقة على الأرض في موقع الاحتجاج الرئيسي في بيروت.
وقال سالم مراد، متظاهر يبلغ من العمر 31 عاما، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن شرطة مكافحة الشغب جذبته من قميصه.
وأضاف: "نحن لا نريد العنف".
كما انتشرت قوات الأمن عبر الشوارع والطرق الرئيسية في شمالي وشرقي لبنان يوم الاثنين، مما أدى إلى إزالة الحواجز المعدنية وحواجز ترابية نصبها المتظاهرون في وقت سابق.
وقال الجيش إنه اعتقل تسعة أشخاص شمالي بيروت في الفجر بعد أن حاولوا إغلاق الطرق باستخدام البنزين المحترق والزجاج المهشم.
كما اعتقل الجيش أربعة من "مثيري الشغب"، وأطلق سراح ثلاثة منهم بعد ذلك بوقت قصير.
وتعرضت قوات الأمن لانتقادات جديدة بعد هجوم الأحد، لاسيما بعد اتهام المحتجين لها بالتراخي عن الدفاع عنهم، بعد هجوم أنصار حزب الله وحركة أمل.
وقال إيلي، متظاهر يبلغ من العمر 24 عاما، كان من بين الذين تعرضوا للهجوم، إن المهاجمين كانوا "بلطجية يلقون الحجارة ويهينون قوات الأمن لكنها لا تواجههم".
وأضاف: "إنها لا تعتقلهم بالطريقة التي تعتقلنا بها".
ودفع هذا الانتقاد وزيرة الداخلية، ريا الحسن، يوم الاثنين إلى الرد قائلة إن الجيش والشرطة لا يزالان "الضامنين لاستقرار البلاد".
شلل سياسي
وفشل الزعماء السياسيون في لبنان في اختيار حكوم
سعد الحريري، بناء على ضغوط شعبية.
وقال الرئيس ميشال عون، الذي بدأ مشاورات برلمانية لتعيين رئيس وزراء جديد، إنه منفتح على حكومة تضم تكنوقراط وممثلي الحركة الشعبية، وكلاهما مطلبان رئيسيان للمتظاهرين.
لكن المتظاهرين يقولون إنهم يرفضون أي حكومة تضم ممثلين عن الأحزاب القائمة بالفعل.
و حثت الولايات المتحدة وفرنسا والبنك الدولي ووكالات التصنيف الائتماني جميع المسؤولين في البلاد على تسريع تشكيل مجلس الوزراء، محذرين من تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.
ويزور ريتشارد مور، المسؤول البارز في وزارة الخارجية البريطانية، لبنان اليوم الاثنين، في أحدث تحرك دبلوماسي بريطاني.
وقال بيان للسفارة البريطانية إنه "سيؤكد على الحاجة الملحة لتشكيل حكومة" خلال اجتماعات مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان وقائد الجيش.
وأشارت أنباء نقلا عن مور قوله: "شعب لبنان كان واضحا في مطالبته بتحسين الحكم ويجب سماعه".