اعتبر مسؤول عسكري بارز في الجيش الأردني في حديث مع "الحياة" أن النظام السوري "يحاول تصدير أزمته إلى الأردن، من خلال خرقه المتواصل للحدود الأردنية واستهدافه السوريين الفارين إليهعند المناطق المحرمة".
وأضاف المسؤول أن وحدات الجيش السوري المتواجدة على الحدود "تعاني الاضطراب والتخبط في تحركاتها، وأن قراراتها الميدانية لا تُتّخذ عن تخطيط عسكري محكم". موضحاً أنه "تم استهداف معظم المراكز والمفارز التابعة للجيش السوري على الحدود مع الأردن، وتدميرها من قبل الجيش الحر".
وكشف المسؤول الأردني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموقف، عن تجهيز الجيش الأردني على الحدود مع سورية "بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة". وقال: "لدينا تعليمات صارمة للرّد المسلح بكثافة على أي محاولة للاعتداء على حدودنا".
وكانت الاشتباكات الأخيرة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين المشتركة، كشفت حالة من التنسيق والاتصال بين الجيش الأردني والجيش الحر، في ما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفارين إلى الأردن وتطور الأحداث على المناطق الحدودية.
وشكلت حادثة مقتل الطفل السوري بلال اللبابيدي (4 سنوات) من مدينة حمص، الذي كان يجتاز الحدود السورية الأردنية برفقة والدته فجر الجمعة وجرح جندي أردني برصاص الجيش السوري، بداية جديدة من التواصل بين الجانب الأردني ومسلّحي المعارضة السورية.
وقالت مصادر رسمية أردنية ونشطاء في الجيش الحر والمعارضة السورية إن الاشتباك الأخير "لم يكن الأول منذ بدء الاحتجاجات في سورية، لكنه كان الأعنف بعد أن ردّ الأردن بقوة على مصدر إطلاق النار".
وأضافت المصادر أن "وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود ردت على مصدر النيران الموجهة صوب لاجئين تمكنوا دخول الحد الأردني، بالتوغل في الجانب السوري للرد على مطلقي النار، وخاصة بعد إصابة أحد مرتباتها". وقالت المصادر إن نيران الجيش الأردني "استهدفت مركزين أمنيين لا يبعدان كثيرا عن بلدة تل شهاب، التي يسيطر عليها الجيش الحر". وأوضحت أن الجانب الأردني "رفض استهداف جنود النظام السوري، لكنه أصر على وقف إطلاق النار باتجاه بلاده"، وإيصال رسالة للنظام السوري مفادها أن المملكة لن تصمت على اختراق حدودها وإصابة أي من جنودها أو مرتباتها.
وتحدثت المصادر، عن مجموعات من الجيش الحر تتولى مسؤولية نقل اللاجئين وتأمين الطريق الحدودي لهم، قبل أن تسلمهم إلى الجيش الأردني عند نقطة معينة من الشريط الحدودي.
وفي حين يقوم الجيش بنقلهم في حافلات كبيرة للمساكن المخصصة لاستقبالهم، تتكتم السلطات الأردنية على طبيعة الاتصالات مع المعارضة السورية وعلى موقفها من النظام الرئيس بشار الأسد.
وكانت الحكومة الأردنية نفت حدوث اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري، لكن مصادر أمنية وعسكرية متعددة على الحدود، أكدت وقوع الاشتباكات، وشهدت "الحياة" جانباً ميدانياً منها.
وكان الأردن أعلن أخيرا حالة التأهب على الحدود مع سورية "لحماية أراضيه"، وفق رئيس الحكومة الأردنية فايز الطراونة، واستقبل مئات الجنود وكبار الضباط المنشقين عن الجيش السوري، الذين يقيمون في أحد المعسكرات التابعة للجيش الأردني بمدينة المفرق الحدودية.