- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
الدولار، العملة الاحتياطية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية والتي لعبت دورًا مهمًا في التجارة العالمية، تواجه حالياً فترة صعبة مع تفكير العديد من الدول في التخلي عنها.
تعمل الدول على مستوى العالم الآن على وضع عملات احتياطية للتجارة، حيث أدت العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا إلى قيام بعض قادة العالم البارزين ورجال الأعمال بإصدار تحذير بشأن القوة التي تتمتع بها واشنطن، وبالتالي الدولار الأميركي.
هذا وبدأت الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا والدول الناشئة مثل الأرجنتين مؤخرًا في استخدام اليوان الصيني للتجارة، بشكل أساسي مع الصين.
وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد مؤشر على أن هيمنة الدولار يمكن أن تتلاشى في المستقبل المنظور، وذلك ببساطة لأن العملة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي.
ويعتبر الدولار إلى حد بعيد العملة الاحتياطية الأكثر انتشارًا في العالم، وهذا يعني كمية كبيرة من العملات الأجنبية التي تحتفظ بها البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى لاستخدامها في عدة جهات مثل الاستثمارات والمدفوعات، إذ أنه وفي عام 1999، تم الاحتفاظ بأكثر من 70% احتياطيات النقد الأجنبي العالمية بالدولار الأميركي.
لكن هذه النسبة آخذة في الانخفاض خلال الفترة الحالية، إذ انخفضت حصة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية إلى أقل من 60% في الربع الأخير من عام 2021، حسبما قال صندوق النقد الدولي.
وعلى الرغم أن أغلبية الاحتياطيات ما تزال في يد الدولار، فإن هذا لا يعني أن المنافسين الاستراتيجيين لأميركا، مثل الصين، لن يتوقفوا عن تحدي الهيمنة الأميركية، والتي من الممكن أن تهزها هذه الأصول في الفترة القادمة.
1- بكين تدعم اليوان الصيني
يتم استخدام اليوان الصيني في بعض التجارة مع الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا، إذ أنه أكثر منافسي الدولار شهرة، وذلك مع استمرار محاولات بكين لزيادة التبني الدولي لعملتها منذ سنوات.
في العام الماضي ، كانت الصين تدفع مقابل ما يقرب من جميع وارداتها من النفط الروسي بعملتها الخاصة، وذلك لمواجهة العقوبات ضد موسكو بسبب حرب أوكرانيا.
ومع ذلك ، فإن المناقشة الحالية حول اليوان كعملة احتياطية رئيسية تدور حول التوترات الجيوسياسية والقوة الاقتصادية للصين أكثر من الفائدة الفعلية لليوان كعملة احتياطية.
2- عودة الذهب كمخزن للقيمة
حفز الانخفاض في قيمة بعض عملات الأسواق الناشئة، مثل البيزو الأرجنتيني، هذه الدول على البحث عن أصول بديلة لاحتياطياتها، مثل الذهب والذي يعتبر مخزن طبيعي للقيمة.
حيث اعتمد البنك المركزي في زيمبابوي الذهب لدعم أول بيع لعملته الرقمية، دولار زيمبابوي الرقمي، إذ تريد الدولة تخفيف الطلب على الدولار بعد انخفاض عملتها المحلية الورقية إلى مستويات لا تصدق، والتي كانت غير مرتبطة بالدولار الأمريكي في عام 2019.
وفي الربع الأول من عام 2023، استحوذت البنوك المركزية على 228.4 طنًا من الذهب التي أضيفت إلى الاحتياطيات العالمية، بزيادة قدرها 176% عن العام الماضي، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
وجاء ذلك في أعقاب عام من عمليات شراء الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية في عام 2022، حيث والتي تجاوزت 1136 طنًا من المعدن الأصفر.
3- العملات المشفرة وحصتها من الكعكة
العملات الرقمية، بما في ذلك الـ Bitcoin، هي فئة أصول أخرى تنافس الدولار على مكانته، ومع إصدار اليوان الصيني في شكل رقمي، ثار جدل حول استبداله بالدولار .
وبخلاف التنافس الجيوسياسي، قد تكون تسوية المدفوعات عبر الحدود باليوان الرقمي أو العملات المشفرة أرخص وأسهل من النظام القائم على الدولار مما يعزز استخدامه دوليًا.
هذا واعتمدت الدول الناشئة السلفادور وجمهورية إفريقيا الوسطى عملة البتكوين كعملة رسمية، حتى أن السلفادور أضافت البتكوين إلى احتياطياتها الوطنية.
4- اليورو في المركز الثاني
في حين أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حليفان، إلا أنه لم يوقف طموح المفوضية الأوروبية لتعزيز استخدام اليورو في المدفوعات الدولية وتحدي الدولار.
ويتضح هذا من اقتراح في عام 2018 لتعزيز دور اليورو، وذلك بعد أن سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
ولكن اليورو بعيد كل البعد عن تجاوز الدولار كعملة احتياطية للعالم.
إذ تمثل العملة الموحدة 20% من العملات الأجنبية العالمية والديون الدولية، وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية بعد حصة الدولار، وفقًا للبنك المركزي الأوروبي.
5- اللاعب القادم من الخلف.. البريكس
تضغط مجموعة من الدول الناشئة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا تسمى “بريكس” من أجل عملة موحدة، والتي كانت فكرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من يونيو 2022، وبدأ المفهوم يكتسب زخمًا مؤخرًا وسط الجدل حول نزع هيمنة الدولار.
ليس من الواضح تمامًا ما تتصوره دول البريكس لعملتها المشتركة، ولكنها قد تكون منافسة لحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي التي تهيمن عليها الولايات المتحدة وهي أصل احتياطي دولي قائم على سلة من 5 عملات: الدولار الأميركي واليورو واليوان الصيني والين الياباني والجنيه الإسترليني حسب صندوق النقد الدولي.
وستساعد عملة بريكس الموحدة في تعزيز النفوذ الجيوسياسي لمجموعة الدول الناشئة الكبرى.