- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
طرح الاعتراف الإسرائيلي بتدمير ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري عام 2007 أسئلة حول توقيت هذا الاعتراف ودوافعه، كما أنه أتي بعد أيام من تصريحات لرئيس سابق للموساد كشف فيها عن تفاصيل جديدة حول تدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981.
وهذه هي المرة الأولى التي يُعلن فيها الجيش الإسرائيلي صراحة مسؤوليته عن تدمير المنشأة السورية.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن أربع طائرات من طراز F-16 وأربع طائرات مقاتلة من طراز F-15 قصفت المنشأة.
تعتيم
وكانت إسرائيل قد فرضت حينها تعتيما تاماً على القصة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتمت مراقبة المواضيع المتعلقة بهذه القضية على الرغم من أنها نوقشت بحرية في وسائل الإعلام الأجنبية، فلماذا الصمت حينئذ والاعتراف الآن؟
في وقت الهجوم كان من الواضح أنه في مصلحة إسرائيل أن يكون هناك عدم وضوح بشأن من يقف وراء الحادث، لتجنب منح نظام بشار الأسد الأسباب للقيام بأي رد فعل انتقامي.
قال تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الأسد كان في مأزق إذ أنه لم يبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببناء هذا المفاعل، وهو ما يعد انتهاكا لالتزاماته وكان التقدير الإسرائيلي هو تجنب المتاعب الدولية فالأسد سيتجاوز انهيار طموحاته النووية مفضلا دفن القضية برمتها والصمت سيسمح له بالانكار وتجنب الانتقام.
وأشار التقرير إلى أن رد فعل الأسد جاء مرتبكا فقد نفى الحادث تماما في البداية وأشار إلى انتهاك طائرات إسرائيلية للمجال الجوي السوري ثم فرارها على الفور ثم عاد وقال إن الطائرات دمرت معسكرا حربيا مهجورا ثم أصدر تهديدا بأنه يحتفظ بحق الرد.
رسالة
ويقول وزراء إسرائيليون إن الاعتراف الآن بالهجوم يأتي بمثابة رسالة إلى "أعداء" إسرائيل وفي مقدمتهم إيران التي تخشى إسرائيل أن يتزايد نفوذها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، تعليقا على هذا الاعتراف:" إن على المنطقة كلها استيعاب الدرس من الضربة التي وجهتها إسرائيل عام 2007 ضد ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري."
وقال وزير الاستخبارات، إسرائيل كاتس، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "العملية ونجاحها أوضحا أن إسرائيل لن تسمح أبدا بأن تكون الأسلحة النووية في أيدي من يهددون وجودها .. سوريا في ذلك الحين وإيران اليوم".
ونسبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية لعاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حينئذ القول إن المنطقة التي ضمت المفاعل قبل تدميره، كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة قبل بضعة أيام، في حين تشير تقديرات إسرائيلية أنه "لو لم يدمر المفاعل كان سيسقط في يد حزب الله اللبناني".
وأشار إلى أن هذه الغارة حالت دون أن يصبح الشرق الأوسط "منطقة لا يريد أن يعيش فيها أحد".
وأضاف يادلين إن إسرائيل أدركت عام 1981 أهمية اتخاذ قرار بتدمير المفاعل النووي الخاص بصدام حسين في العراق.
المفاعل العراقي
وقبل أيام من هذا الاعتراف كشف رئيس الموساد الاسرائيلي السابق شبطاي شفيط النقاب عن أن أحد عناصر الموساد كان موجودا قرب المفاعل النووي العراقي قبل قصفه عام 1981 وذلك من أجل نقل معلومات عن الأحوال الجوية في المنطقة.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد دمرت مفاعل تموز "أوزيراك" النووي العراقي خارج بغداد في عملية حملت اسم أوبرا عام 1981.
يذكر أن شفيط كان يرأس الموساد عندما قام الطيران الحربي الإسرائيلي بتدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981.