- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
عرضت صحيفة أتلانتيك تحقيقاً للكاتب جاستن صالحاني من العاصمة اللبنانية بيروت بخصوص أوضاع اللاجئين السوريين هناك، وما يلاقونه من صعوبات، بحسب ما ننقل لكم في العالمية.
فحسن (30 عاماً) كغيره ممن عاشوا الحرب يبدو أكبر من عمره. يجلس إلى جانب والده، وبعض الجيران، ومالك غرفة يستأجرها في مكان تمّ تحويله من مدرسة إلى مجمع غرف للإيجار، وذلك بعد أن هربت العائلة بأكملها مؤخراً من قرية قرب القصير. فيبدي حسن، بحضور المالك، سعادته بجمع شمل عائلته في هذا المكان وامتنانه لمالك الغرفة.
وبعد أن يتسلل حسن للخارج بحجة تفقد الأطفال، يشعل سيجارة ويقول للمراسل إنّ والده لا يعرف أنّه يدخن. لكنّ ذلك لم يكن سبب تسلل حسن، بل في ما يريد قوله من أنّ: "المالك ليس بالرجل الطيب، بل هو طماع، ويصبح أكثر جشعاً منذ وصول بقية عائلتي مؤخراً".
ومن بين 1.7 مليون لاجئ سوري فإنّ أكثر من نصف مليون لجأوا إلى لبنان، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة. ومع غياب الإحصاءات الرسمية حول الإستغلال فإنّ المقابلات، مع اللاجئين وموظفي المنظمات غير الحكومية، تكشف العديد من الحالات عن لبنانيين يستفيدون من مصائب السوريين.
وتقول المسؤولة في مفوضية شؤون اللاجئين جويل عيد: "معظم القصص التي تصلنا تختص بتأجير غرفة، أو قطعة أرض صغيرة خاصة في البقاع (شرق لبنان قرب الحدود السورية)، لقاء مبالغ طائلة".
ويقول حسن، الذي طلب عدم ذكر باقي هويته خوفاً من أيّ انتقام، إنّ المالك، وهو شيخ بدين في الخمسينات، كان يتلقى 67 دولاراً أميركياً شهرياً لقاء كلّ غرفة. وحيث يعيش حسن وعائلته فإنّ الغرفة لا تتعدى 13 متراً مربعاً، مقسومة بشرشف إلى قسمين؛ كي يتسنى بعض الخصوصية لقاطنيها. وتمدّ على أرضها ليلاً فرشات رقيقة، حيث اعتادت 3 عائلات على العيش سوياً والأكل والشرب والنوم، دون وجود حمام حتى.
وبعد أن جاءت موجة جديدة من اللاجئين إلى المدرسة السابقة، زاد المالك الإيجار، واستبدل النظام السابق بنظام تلقي 10 دولارات لقاء كلّ شخص في الغرفة (على الرأس). وبهذه الحالة تضاعف إيجار الغرفة التي يقطن فيها حسن، وبات يناضل من أجل إبقاء عائلته تحت سقف، بمدخوله المتواضع من عمله في مهن يدوية بسيطة، حاله كحال سوريين كثر لم يتمكن لبنان بعدد سكانه الـ4 ملايين من استيعابهم في سوق العمل. حيث يلام السوريون أيضاً لأخذ فرص العمل من اللبنانيين بأجر أقل، بالإضافة إلى لومهم لانتشار الجرائم كالسرقات.
ولا يتوقف الأمر عند الإيجارات، فهناك استفادة أخرى يجنيها المالك عادة على حساب اللاجئين، فأيّ مساعدات غذائية وعينية ترسلها المنظمات وتمرّ عبره فإنّه يحتفظ بها لنفسه، كما حصل مع مالك غرفة حسن.
وتقول المتطوعة كاميلا اللقيس التي تعمل مع اللاجئين في لبنان لصالح "تيري دي هوم" و"بريميير ارجنس"، إنّها تلتقي بأشخاص كمالك غرفة حسن كلّ يوم، عندما تنزل للميدان. وتضيف أنّها وثقت العديد من حالات استغلال مالكي الغرف والأراضي وغيرهم من اللبنانيين للاجئين السوريين.
ووجدت اللقيس أنّ السوريين غالباً ما يجبرون على دفع مال أكثر في المتاجر المحلية، وفي سيارات الأجرة، كما تدفع لهم أجور أقل من اللبنانيين الذين يؤدون نفس الوظائف. لكنّ الأسوأ في ما وجدته من حالات كان حادثة إجبار فتاة سورية على تأدية خدمات جنسية لشخص لبناني من أجل إعالة أطفالها. وتقول اللقيس: "هنالك الكثير من اللاجئين الذين يقبلون بأيّ وضع، فقط لأنّهم لا يريدون العودة للعيش في أزمة بلادهم".
فحسن (30 عاماً) كغيره ممن عاشوا الحرب يبدو أكبر من عمره. يجلس إلى جانب والده، وبعض الجيران، ومالك غرفة يستأجرها في مكان تمّ تحويله من مدرسة إلى مجمع غرف للإيجار، وذلك بعد أن هربت العائلة بأكملها مؤخراً من قرية قرب القصير. فيبدي حسن، بحضور المالك، سعادته بجمع شمل عائلته في هذا المكان وامتنانه لمالك الغرفة.
وبعد أن يتسلل حسن للخارج بحجة تفقد الأطفال، يشعل سيجارة ويقول للمراسل إنّ والده لا يعرف أنّه يدخن. لكنّ ذلك لم يكن سبب تسلل حسن، بل في ما يريد قوله من أنّ: "المالك ليس بالرجل الطيب، بل هو طماع، ويصبح أكثر جشعاً منذ وصول بقية عائلتي مؤخراً".
ومن بين 1.7 مليون لاجئ سوري فإنّ أكثر من نصف مليون لجأوا إلى لبنان، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة. ومع غياب الإحصاءات الرسمية حول الإستغلال فإنّ المقابلات، مع اللاجئين وموظفي المنظمات غير الحكومية، تكشف العديد من الحالات عن لبنانيين يستفيدون من مصائب السوريين.
وتقول المسؤولة في مفوضية شؤون اللاجئين جويل عيد: "معظم القصص التي تصلنا تختص بتأجير غرفة، أو قطعة أرض صغيرة خاصة في البقاع (شرق لبنان قرب الحدود السورية)، لقاء مبالغ طائلة".
ويقول حسن، الذي طلب عدم ذكر باقي هويته خوفاً من أيّ انتقام، إنّ المالك، وهو شيخ بدين في الخمسينات، كان يتلقى 67 دولاراً أميركياً شهرياً لقاء كلّ غرفة. وحيث يعيش حسن وعائلته فإنّ الغرفة لا تتعدى 13 متراً مربعاً، مقسومة بشرشف إلى قسمين؛ كي يتسنى بعض الخصوصية لقاطنيها. وتمدّ على أرضها ليلاً فرشات رقيقة، حيث اعتادت 3 عائلات على العيش سوياً والأكل والشرب والنوم، دون وجود حمام حتى.
وبعد أن جاءت موجة جديدة من اللاجئين إلى المدرسة السابقة، زاد المالك الإيجار، واستبدل النظام السابق بنظام تلقي 10 دولارات لقاء كلّ شخص في الغرفة (على الرأس). وبهذه الحالة تضاعف إيجار الغرفة التي يقطن فيها حسن، وبات يناضل من أجل إبقاء عائلته تحت سقف، بمدخوله المتواضع من عمله في مهن يدوية بسيطة، حاله كحال سوريين كثر لم يتمكن لبنان بعدد سكانه الـ4 ملايين من استيعابهم في سوق العمل. حيث يلام السوريون أيضاً لأخذ فرص العمل من اللبنانيين بأجر أقل، بالإضافة إلى لومهم لانتشار الجرائم كالسرقات.
ولا يتوقف الأمر عند الإيجارات، فهناك استفادة أخرى يجنيها المالك عادة على حساب اللاجئين، فأيّ مساعدات غذائية وعينية ترسلها المنظمات وتمرّ عبره فإنّه يحتفظ بها لنفسه، كما حصل مع مالك غرفة حسن.
وتقول المتطوعة كاميلا اللقيس التي تعمل مع اللاجئين في لبنان لصالح "تيري دي هوم" و"بريميير ارجنس"، إنّها تلتقي بأشخاص كمالك غرفة حسن كلّ يوم، عندما تنزل للميدان. وتضيف أنّها وثقت العديد من حالات استغلال مالكي الغرف والأراضي وغيرهم من اللبنانيين للاجئين السوريين.
ووجدت اللقيس أنّ السوريين غالباً ما يجبرون على دفع مال أكثر في المتاجر المحلية، وفي سيارات الأجرة، كما تدفع لهم أجور أقل من اللبنانيين الذين يؤدون نفس الوظائف. لكنّ الأسوأ في ما وجدته من حالات كان حادثة إجبار فتاة سورية على تأدية خدمات جنسية لشخص لبناني من أجل إعالة أطفالها. وتقول اللقيس: "هنالك الكثير من اللاجئين الذين يقبلون بأيّ وضع، فقط لأنّهم لا يريدون العودة للعيش في أزمة بلادهم".