- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
يتوجه الأميركيون في السادس من نوفمبر إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات النصفية، التي ستحدد الشكل الجديد للكونغرس، ومسارات النصف الثاني من ولاية الرئيس دونالد ترامب.
ويمكن تشبيه الانتخابات النصفية الأميركية بجلسة تقييم الأداء، التي يخضع لها الموظفون في العمل بعد مدة معينة من انضمامهم لشركة ما.
فلو حقق الديمقراطيون الانتصار في الانتخابات النصفية، سينعكس ذلك على تقييم أداء الرئيس الجمهوري، الذي سيؤكد أن أداءه لم يكن جيدا، مما دفع الدفة تجاه اختيار الشعب الأميركي للديمقراطيين.
أما إذا ما انتصر الجمهوريون، فسيعني هذا أن ترامب يمشي بخطى ثابتة في رئاسة البلاد، وأن أغلبية الشعب الأميركي لا تزال تقف خلفه وتؤيد سياساته.
الاحتمال الأسوأ
سيناريو "الكابوس" للرئيس الأميركي، يتمثل بانتصار الديموقراطيين، ومن ثم عزله عن منصب الرئاسة، وهو أمر غير مستبعد أبدا.
ووفقا لمحامي ترامب الشخصي رودي غيلياني، فإن "الانتخابات النصفية ستدور حول العزل أو عدمه"، مضيفا أن "إجراءات العزل قد تبدأ إذا ما سيطر الديموقراطيون على مجلس النواب".
وفي حال سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس، فمن المتوقع أن يتصدوا لعدة تشريعات يحاول ترامب تنفيذها، وأبرزها الحصول على تمويل لبناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، وإلغاء النظام الصحي الذي وضعه باراك أوباما.
أما انتصار الجمهوريين في هذه الانتخابات، فسيسهل على ترامب عمله في النصف الثاني من ولايته الرئاسية، حيث سيجد نفسه قادرا على تطبيق تشريعات مثل تشديد قوانين الهجرة.
وسيسبب انتصار الحزب الجمهوري "صدمة" في واشنطن، حسب وصف الكاتب في "واشنطن تايمز" دايفد ليونهارت، الذي قال: "في حال فوز الجمهوريين، سيعطي ذلك لترامب أحقية في الرئاسة، الأمر الذي سيجعله يتباهى بانتصاره على الخبراء من جديد. هذا الأمر سيعني أنه تفوق على أوباما وبيل كلينتون ورونالد ريغان وليندون جونسون وهاري ترومان، حيث خسرت أحزاب هؤلاء جميعا في الانتخابات النصفية".
وأضاف: "هذا الأمر من شأنه أن يشجع ترامب على الدفع بقوة أكثر نحو أميركا التي يريدها، حيث تكون رقابة الشركات محدودة، مع تجاهل لتغير المناخ، وتقليص لحقوق التصويت، وستصبح الرعاية الصحية ميزة خاصة للبعض، واستقلال القضاء ضربا من الخيال، والحقيقة هي ما يقوله هو فقط".
الانتخابات النصفية تاريخيا
في عام 2014، استعاد الجمهوريون السيطرة على الكونغرس في الانتخابات، مما اعتبره محللون سياسيون دلالة واضحة على شعور الأميركان السلبي تجاه أوباما.
وصعّب هذا الأمر مهمة الرئيس السابق في تشريع عدد من القوانين، التي أوقف الجمهوريون تنفيذها في الكونغرس.
وتشير الإحصاءات تاريخيا، إلى أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي أيا كان، لا يؤدي بشكل جيد في الانتخابات النصفية، وفقا لموقع "بوليتيفاكت" المختص بالدراسات السياسية.
لكن حتى مع تلك الإحصاءات، فإن مهمة الديموقراطيين لا تبدو سهلة، حيث سيتعين عليهم المحافظة على مقاعدهم أولا، قبل السيطرة على مقاعد أخرى، تمنحهم الانتصار في مجلسي الشيوخ والنواب.