رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,759
- الإقامة
- مصر
قراءة لكتاب الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات
المؤلف نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين الآلوسي والكتاب يدور حول مسائل متعددة وليس كما فى العنوان من اختصاصه بمسألة عدم سماع الأموات ومن ثم حديثنا هنا عن هذه المسألة وأما بقية المسائل كالحياة البرزخية ومنكر ونكير فلم نتحدث عنها لمخالفتها عنوان الكتاب وقد تحدث الألوسى فى مقدمته عن سبب تأليف الكتاب وهو تحريف بعضهم ما قاله فى أحد دروسه فقال:
"أما بعد فإني في شهر رمضان عام خمس وثلثمائة وألف من هجرة من أنزل عليه القرآن تفصيلا لكل شئ وتبيانا ذكرت في مجلس درسي العام ما قالته الأئمة الأحناف الأعلام في كتبهم الفقهية وأحكامهم الشرعية من عدم سماع الموتى كلام الأحياء وأن من خلف لا يكلم زيدا فكلمه وهو ميت لا يحنث وعليه فتوى العلماء فأشاع بعض من انتسب إلى العلم من غير إدراك لما حرروه ولا فهم أن هذا العزو غير صحيح وأنه قول منكر مغاير للشرع الرجيح وأنه لم يعتقد ذلك أحد من أصحاب الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد فاتبعه أتباع كل ناعق من أفراد الجهلة
والعوام والمرجفون في مدينة السلام فأحببت للنصيحة في الدين ولتبيان ما أتى في الكتاب المبين وتعليم إخواني المسلمين أن أجمع في هذه الرسالة أقوال أصحابنا الأحناف وما قاله غيرهم من الأئمة والفقهاء الأشراف وأن احرر ما قالوه وأنقل من كتبهم ما سطروه بعباراتهم المفصلة ونصوصهم المطولة وأدلتهم المحبرة وأجوبتهم المحررة ليتضح للعامة ما جهلوه ويظهر للمعاندين صواب ما أخطأوه ورتبتها على ثلاثة فصول وخاتمة جامعة إن شاء الله تعالى للمعقول والمنقول وللنزاع حاسمة وسميتها الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات والله سبحانه المسئول أن يوفقنا للصواب ويرزقنا استماع الحق واتباعه في المبدأ والمآب أمين"
فى مستهل الكتاب ذكر آراء علماء المذهب الحنفى فى مسألة عدم سماع الموتى وكعادة الفقهاء لا يذكرون آيات القرآن إلا نادرا وإذا عارضت كلامهم حاولوا تأويلها لتتوافق مع الأحاديث التى هى نفسها كما يتحدثون متناقضة فى المسألة
والآراء هى:
"في نقل كلام الأئمة الحنفية في ذلك:
قال العلامة الحصكفي الحنفي في كتابه الشهير بالدر المختار شرح تنوير الأبصار في باب اليمين في الضرب والقتل وغير ذلك ما لفظه
ما شارك الميت فيه الحي يقع اليمين فيه على الحالتين الموت والحياة وما اختص بحالة الحياة وهو كل فعل يلذ ويؤلم ويغم ويسر كشتم وتقبيل تقيد بها ثم فرغ عليه فلو قال إن ضربتك أو كسوتك أو كلمتك أو دخلت عليك أو قبلتك تقيد كل منها بالحياة حتى لو علق بها طلاقا أو عتقا لم يحنث بفعلها في ميت بخلاف الغسل والحمل والمس وإلباس الثوب كحلفه لا يغسله أو لا يحمله لا تتقيد بالحياة انتهى"
ونقل بعد نقل هذا الكلام محشيه والمراد صاحب الحاشية التى تعلق على الكتاب فقال :
"وقال محشيه العلامة الطحطاوي ما لفظه قوله أو كلمتك إنما تقيد بالحياة لأن المقصود من الكلام الإفهام والموت ينافيه لأن الميت لا يسمع ولا يفهم وأورد أنه (ص)قال لأهل القليب قليب بدر هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم
وأجيب عنه بأنه غير ثابت يعني من جهة المعنى وإلا فهو في الصحيح وذلك أن عائشة رضي الله عنها ردته بقوله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} {إنك لا تسمع الموتى} وقوله من جهة المعنى ينظر ما المراد به فإن ظاهره يقتضي ورود اللفظ عن الشارع صلى الله عليه وسلم وأن المعنى لا يستقيم وفيه ما فيه
وأجيب أيضا بأنه إنما قاله (ص) على وجه الموعظة للأحياء لا لإفهام الموتى كما روي عن علي أنه قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين أما نساؤكم فنكحت وأما أموالكم فقسمت وأما دوركم فقد سكنت فهذا خبركم عندنا فما خبرنا عندكم
ويرده أن بعض الأموات رد عليه بقوله الجلود تمزقت والأحداق قد سالت ما قدمنا ما لقينا وما أكلنا ربحنا وما خلفنا خسرنا أو كلاما هذا كما في بعض شراح الجامع الصغير وأيضا ورد عنه (ص) إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا كمال وفي النهر أحسن ما أجيب به أنه كان معجزة له صلى الله عليه وسلم "
والكلام كله هو أخذ ورد بين الأحاديث المتناقضة وكلام الحصكفى لا أدرى كيف فسره القوم بمسألة سماع الموتى لأنه يتحدث عن الحياة فى هذا الجزء وليس عن الموتى وأيضا الحاشية الثانية على الكتاب لابن عابدين نقل عنها كلامها فى مسألة سماع الموتى وهى غير مذ كورة فى كلام الحصطفى :
"وقال شيخ مشائخنا العلامة ابن عابدين في حاشيته على الكتاب المذكور ما لفظه
وأما الكلام فلأن المقصود منه الإفهام والموت ينافيه ولا يرد ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم لأهل قليب بدر هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فقال عمر رضي الله عنه أتكلم الميت يا رسول الله فقال (ص)والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم أو من هؤلاء فقد أجاب عنه المشايخ بأنه غير ثابت يعني من جهة المعنى وذلك لأن عائشة رضي الله تعالى عنها ردته بقوله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} و {إنك لا تسمع الموتى} وأنه إنما قاله على وجه الموعظة للأحياء وبأنه مخصوص بأولئك تضعيفا للحسرة عليهم وبأنه خصوصية له (ص)معجزة لكن يشكل عليهم ما في مسلم إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعا بينه وبين الآيتين فإنه شبه فيهما الكفار بالموتى لإفادة بعد سماعهم وهو فرع عدم سماع الموتى هذا حاصل ما ذكره في الفتح هنا وفي الجنائز
ومعنى الجواب الأول أنه وإن صح سنده لكنه معلول من جهة المعنى بعلة تقتضي عدم ثبوته عنه (ص)وهي مخالفته للقرآن فافهم انتهى كلام ابن عابدين عليه الرحمة"
والكلام السابق نجد أن صاحب الحاشية ألأولى رغم نفيه لسماع الموتى إلا أنه اعتبر حادثة بدر معجزة خارجة عن ذلك وصاحب الحاشية الثانية نفى تماما سماع الموتى
وأما ابن الهمام فقد نقل عنه نفى سماع الموتى ومع هذا أثبت حادثة بدر كمعجزة وقد حاول ابن الهمام تأويل الأحاديث على غير ظاهرها فقال :
"ولنذكر كلام إمام الحنفية ابن الهمام في فتح القدير حاشية الهداية فإنه قال في باب الجنائز على قوله ولقن الشهادة لقوله (ص)لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله والمراد الذي قرب من الموت ما نصه
قوله والمراد الذي قرب من الموت مثل لفظ القتيل في قوله (ص)من قتل قتيلا فله سلبه وأما التلقين من بعد الموت وهو في القبر فقيل يفعل لحقيقة ما روينا ونسب لأهل السنة والجماعة وخلافه إلى المعتزلة وقيل لا يؤمر به ولا ينهى عنه ويقول يا فلان بن فلان اذكر دينك الذي كنت عليه في دار الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا شك أن اللفظ لا يجوز إخراجه عن حقيقته إلا بدليل فيجب تعيينه وما في الكافي من أنه إن كان مات مسلما لم يحتج إليه من بعد الموت وإلا لم يفد يمكن جعله الصارف يعني أن المقصود منه التذكير في وقت تعرض الشيطان وهذا لا يفيد بعد الموت وقد يختار الشق الأول والاحتياج إليه في حق التذكير لتثبت الجنان للسؤال فنفي الفائدة مطلقا ممنوع نعم الفائدة الأصلية منتفية
وعندي أن مبنى ارتكاب هذا المجاز هنا عند أكثر مشايخنا هو أن الميت لا يسمع عندهم على ما صرحوا به في كتاب الإيمان في باب اليمين بالضرب لو حلف لا يكلمه فكلمه ميتا لا يحنث لأنها تنعقد على ما بحيث يفهم والميت ليس كذلك لعدم السماع وورد عليه قوله (ص) في أهل القليب ما أنتم بأسمع منهم
وأجابوا تارة بأنه مردود من عائشة قالت كيف يقول (ص)ذلك والله تعالى يقول وما أنت بمسمع من في القبور وإنك لا تسمع الموتى وتارة بأن تلك خصوصية له (ص) معجزة وزيادة حسرة على الكافرين وتارة بأنه من ضرب المثل كما قال علي رضي الله تعالى عنه
ويشكل عليهم ما في مسلم إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا اللهم إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعا بينه وبين الآيتين فإنهما تفيدان تحقيق عدم سماعهم فإنه تعالى شبه الكفار بالموتى لإفادة تعذر سماعهم وهو فرع عدم سماع الموتى إلا أنه على هذا ينبغي التلقين من بعد الموت لأنه يكون حين إرجاع الروح فيكون حينئذ لفظ موتاكم في حقيقته وهو قول طائفة من المشايخ أو هو مجاز باعتبار ما كان نظرا إلى أنه الآن حي إذ ليس معنى الحديث إلا من في بدنه الروح وعلى كل حال هو محتاج إلى دليل آخر في التلقين حالة الاحتضار إذ لا يراد الحقيقي والمجازي معا ولا مجازيان وليس يظهر معنى يعم الحقيقي والمجازي حتى يعتبر مستعملا فيه ليكون من عموم المجاز للتضاد وشرط إعماله فيهما أن لا يتضادا انتهى كلام العلامة ابن الهمام"
إذا ألأحاديث متناقضة لا يمكن الجمع بينها ومع هذا القوم يحاولون التوفيق بينها ويلفقون الكلام فابن الهمام مع أنه نفى صحة حديث التلقين قبل الموت وفسره بأنه قبل الموت إلا أنه لم يحرم تلقين الميت عند دفنه
ونفس الرأى هو للطحطاوى حيث نقل عنه كلاما مشابها فقال :
"وقال أيضا العلامة الشيخ أحمد الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح للشرنبلالي شرح نور الإيضاح في باب أحكام الجنائز على قول الشارح قال المحقق ابن همام وحمل أكثر مشايخنا إياه على المجاز أي من قرب من الموت مبناه على أن الميت لا يسمع عندهم ما نصه
قوله مبناه على أن الميت لا يسمع عندهم على ما صرحوا به في كتاب الإيمان لو حلف لا يكلمه فكلمه ميتا لا يحنث لأنها تنعقد على من يفهم والميت ليس كذلك لعدم السماع قال الله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} {إنك لا تسمع الموتى} وهو يفيد تحقيق عدم سماع الموتى إذ هو فرعه انتهى كلام الشرنبلالي والطحطاوي"
كما نقل كلام العينى فى المسألة فقال كلاما مشابها منتهيا إلى عدم سماع الميت بعد خروج روحه فقال :
" وقال العلامة العيني في شرح الكنز في باب اليمين في الضرب والقتل وغير ذلك بعد قول الماتن وكلمتك تقيد بالحياة ما لفظه
لأن الضرب هو الفعل المؤلم ولا يتحقق في الميت
والمراد في الكلام الإفهام وأنه يختص بالحي انتهى ومثله في البحر ونصه
لأن المقصود من الكلام الإفهام والموت ينافيه
وقال العلامة ابن ملك في مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار الجامع بين الصحيحين في قوله
(ص)إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا
وفيه دلالة على حياة الميت في القبر لأن الإحساس بدون الحياة ممتنع عادة وهل ذلك بإعادة الروح أولا ففيه اختلاف العلماء فمنهم من يقول بتلك وتوقف أبو حنيفة في ذلك انتهى بلفظه
فتبين من تنوير الأبصار وشرحه الدر المختار وحاشيته للطحطاوي ولابن عابدين ومن فتح القدير والهداية ومن مراقي الفلاح وحاشيته وشروح الكنز ومن سائر المتون المبنية على المفتي به من قول الإمام أبي حنيفة وصاحبيه ومشايخ المذهب أن الميت لا يسمع بعد خروج روحه كما قالت عائشة وتبعها طائفة من أهل العلم والمذاهب الأخرى وأن الحنفية لم يحكوا خلافا في حكمهم هذا عن أحد من علماء المذهب ولم يحنثوا الحالف كما فصلنا وهو المطلوب ولله الحمد"
وفرق الألوسى بين أمرين :
الأول السماع بعد خروج الموت
الثاني السماع بعد الدفن وذكر اختلاف القوم فى الثاني وأنهم اتفقوا على أن لا سماع فى الأول فقال :
"تتمة في التلقين بعد الدفن:
اعلم أن مسألة التلقين قبل الموت لم نعلم فيها خلافا وأما بعد الموت وهي التي تقدم ذكرها في الهداية وغيرها فاختلف الأئمة والعلماء فيها فالحنفية لهم فيها ثلاثة أقوال
الأول أنه يلقن بعد الموت لعود الروح للسؤال
والثاني لا يلقن
والثالث لا يؤمر به ولا ينهى عنه
وعند الشافعية يلقن كما قال ابن حجر في التحفة:
ويستحب تلقين بالغ عاقل أو مجنون سبق له تكليف ولو شهيدا كما اقتضاه إطلاقهم بعد تمام الدفن لخبر فيه وضعفه اعتضد بشواهد على أنه من الفضائل فاندفع قول ابن عبد السلام أنه بدعة انتهى"
وأما عند الإمام مالك نفسه فمكروه قال الشيخ علي المالكي في كتابه كفاية الطالب الرباني لختم رسالة ابن أبي زيد القيرواني ما لفظه
وأرخص بمعنى استحب بعض العلماء هو ابن حبيب في القراءة عند رأسه أو رجليه أو غيرهما ذلك بسورة يس لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يقرأ عند رأسه سورة يس إلا هون الله تعالى عليه ولم يكن ذلك أي ما ذكر من القراءة عند المحتضر عند مالك أمرا معمولا وإنما هو مكروه عنده وكذا يكره عند تلقينه بعد وضعه في قبره انتهى"
وأما الحنبلية فعند أكثرهم يستحب قال الشيخ عبد القادر بن عمر الشيباني الحنبلي في شرح دليل الطالب ما لفظه:
واستحب الأكثر تلقينه بعد الدفن انتهى"
واستفيد منه أن غير الأكثر من الحنابلة يقول بعدم التلقين بعد الموت أيضا
وأما الظاهرية فالظاهر من كلام أبي محمد بن حزم الذي هو من أجل العلماء الظاهرية عدم التلقين أيضا "
وانتهى الألوسى إلى أن مذهب الحنفية هو عدم سماع الموتى فقال :
"إن مذهب الحنفية كغيرهم سماع الموتى لقول إمامنا الأعظم إذا صح الحديث فهو مذهبي ويجري ذلك على عمومه وهل هذا إلا مكابرة على الثابت بالعيان وإخفاء لضوء الشمس الذي تجحده العينان أو خيانة في حمل علوم الدين لمآرب خبيثة يستخف بها ضعفاء المسلمين (لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي)"
قطعا كل هذا المحاورات والمشاحنات هى بسبب الروايات المتناقضة ولو لجأ القوم للقرآن ما اختلفوا وبعيدا تأويل بعضهم لقوله تعالى :
" وما أنت بمسمع من فى القبور "
فإن قوله تعالى عن ارتفاع الموتى للسماء حيث الجنة والنار حيث تتواجد الملائكة فى السموات فقط ينفى تماما السماع:
" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)"
وقال :
" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)"
فالجثة هى التى فى القبر وأما النفس فهى فى الجنة أو النار كما قال تعالى :
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"
والملائكة لا تتواجد فى ألأرض لخوفها وهو عدم طمأنينتها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
فهنا نفى الله وجود الملائكة فى الأرض بالحرف لو ومن ثم لا وجود للملكين منكر ونكير فى القبور كما يزعمون
وأثبت الله وجودهم فى السموات فقال :
" وكم من ملك فى السموات "
المؤلف نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين الآلوسي والكتاب يدور حول مسائل متعددة وليس كما فى العنوان من اختصاصه بمسألة عدم سماع الأموات ومن ثم حديثنا هنا عن هذه المسألة وأما بقية المسائل كالحياة البرزخية ومنكر ونكير فلم نتحدث عنها لمخالفتها عنوان الكتاب وقد تحدث الألوسى فى مقدمته عن سبب تأليف الكتاب وهو تحريف بعضهم ما قاله فى أحد دروسه فقال:
"أما بعد فإني في شهر رمضان عام خمس وثلثمائة وألف من هجرة من أنزل عليه القرآن تفصيلا لكل شئ وتبيانا ذكرت في مجلس درسي العام ما قالته الأئمة الأحناف الأعلام في كتبهم الفقهية وأحكامهم الشرعية من عدم سماع الموتى كلام الأحياء وأن من خلف لا يكلم زيدا فكلمه وهو ميت لا يحنث وعليه فتوى العلماء فأشاع بعض من انتسب إلى العلم من غير إدراك لما حرروه ولا فهم أن هذا العزو غير صحيح وأنه قول منكر مغاير للشرع الرجيح وأنه لم يعتقد ذلك أحد من أصحاب الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد فاتبعه أتباع كل ناعق من أفراد الجهلة
والعوام والمرجفون في مدينة السلام فأحببت للنصيحة في الدين ولتبيان ما أتى في الكتاب المبين وتعليم إخواني المسلمين أن أجمع في هذه الرسالة أقوال أصحابنا الأحناف وما قاله غيرهم من الأئمة والفقهاء الأشراف وأن احرر ما قالوه وأنقل من كتبهم ما سطروه بعباراتهم المفصلة ونصوصهم المطولة وأدلتهم المحبرة وأجوبتهم المحررة ليتضح للعامة ما جهلوه ويظهر للمعاندين صواب ما أخطأوه ورتبتها على ثلاثة فصول وخاتمة جامعة إن شاء الله تعالى للمعقول والمنقول وللنزاع حاسمة وسميتها الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات والله سبحانه المسئول أن يوفقنا للصواب ويرزقنا استماع الحق واتباعه في المبدأ والمآب أمين"
فى مستهل الكتاب ذكر آراء علماء المذهب الحنفى فى مسألة عدم سماع الموتى وكعادة الفقهاء لا يذكرون آيات القرآن إلا نادرا وإذا عارضت كلامهم حاولوا تأويلها لتتوافق مع الأحاديث التى هى نفسها كما يتحدثون متناقضة فى المسألة
والآراء هى:
"في نقل كلام الأئمة الحنفية في ذلك:
قال العلامة الحصكفي الحنفي في كتابه الشهير بالدر المختار شرح تنوير الأبصار في باب اليمين في الضرب والقتل وغير ذلك ما لفظه
ما شارك الميت فيه الحي يقع اليمين فيه على الحالتين الموت والحياة وما اختص بحالة الحياة وهو كل فعل يلذ ويؤلم ويغم ويسر كشتم وتقبيل تقيد بها ثم فرغ عليه فلو قال إن ضربتك أو كسوتك أو كلمتك أو دخلت عليك أو قبلتك تقيد كل منها بالحياة حتى لو علق بها طلاقا أو عتقا لم يحنث بفعلها في ميت بخلاف الغسل والحمل والمس وإلباس الثوب كحلفه لا يغسله أو لا يحمله لا تتقيد بالحياة انتهى"
ونقل بعد نقل هذا الكلام محشيه والمراد صاحب الحاشية التى تعلق على الكتاب فقال :
"وقال محشيه العلامة الطحطاوي ما لفظه قوله أو كلمتك إنما تقيد بالحياة لأن المقصود من الكلام الإفهام والموت ينافيه لأن الميت لا يسمع ولا يفهم وأورد أنه (ص)قال لأهل القليب قليب بدر هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم
وأجيب عنه بأنه غير ثابت يعني من جهة المعنى وإلا فهو في الصحيح وذلك أن عائشة رضي الله عنها ردته بقوله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} {إنك لا تسمع الموتى} وقوله من جهة المعنى ينظر ما المراد به فإن ظاهره يقتضي ورود اللفظ عن الشارع صلى الله عليه وسلم وأن المعنى لا يستقيم وفيه ما فيه
وأجيب أيضا بأنه إنما قاله (ص) على وجه الموعظة للأحياء لا لإفهام الموتى كما روي عن علي أنه قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين أما نساؤكم فنكحت وأما أموالكم فقسمت وأما دوركم فقد سكنت فهذا خبركم عندنا فما خبرنا عندكم
ويرده أن بعض الأموات رد عليه بقوله الجلود تمزقت والأحداق قد سالت ما قدمنا ما لقينا وما أكلنا ربحنا وما خلفنا خسرنا أو كلاما هذا كما في بعض شراح الجامع الصغير وأيضا ورد عنه (ص) إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا كمال وفي النهر أحسن ما أجيب به أنه كان معجزة له صلى الله عليه وسلم "
والكلام كله هو أخذ ورد بين الأحاديث المتناقضة وكلام الحصكفى لا أدرى كيف فسره القوم بمسألة سماع الموتى لأنه يتحدث عن الحياة فى هذا الجزء وليس عن الموتى وأيضا الحاشية الثانية على الكتاب لابن عابدين نقل عنها كلامها فى مسألة سماع الموتى وهى غير مذ كورة فى كلام الحصطفى :
"وقال شيخ مشائخنا العلامة ابن عابدين في حاشيته على الكتاب المذكور ما لفظه
وأما الكلام فلأن المقصود منه الإفهام والموت ينافيه ولا يرد ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم لأهل قليب بدر هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فقال عمر رضي الله عنه أتكلم الميت يا رسول الله فقال (ص)والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم أو من هؤلاء فقد أجاب عنه المشايخ بأنه غير ثابت يعني من جهة المعنى وذلك لأن عائشة رضي الله تعالى عنها ردته بقوله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} و {إنك لا تسمع الموتى} وأنه إنما قاله على وجه الموعظة للأحياء وبأنه مخصوص بأولئك تضعيفا للحسرة عليهم وبأنه خصوصية له (ص)معجزة لكن يشكل عليهم ما في مسلم إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعا بينه وبين الآيتين فإنه شبه فيهما الكفار بالموتى لإفادة بعد سماعهم وهو فرع عدم سماع الموتى هذا حاصل ما ذكره في الفتح هنا وفي الجنائز
ومعنى الجواب الأول أنه وإن صح سنده لكنه معلول من جهة المعنى بعلة تقتضي عدم ثبوته عنه (ص)وهي مخالفته للقرآن فافهم انتهى كلام ابن عابدين عليه الرحمة"
والكلام السابق نجد أن صاحب الحاشية ألأولى رغم نفيه لسماع الموتى إلا أنه اعتبر حادثة بدر معجزة خارجة عن ذلك وصاحب الحاشية الثانية نفى تماما سماع الموتى
وأما ابن الهمام فقد نقل عنه نفى سماع الموتى ومع هذا أثبت حادثة بدر كمعجزة وقد حاول ابن الهمام تأويل الأحاديث على غير ظاهرها فقال :
"ولنذكر كلام إمام الحنفية ابن الهمام في فتح القدير حاشية الهداية فإنه قال في باب الجنائز على قوله ولقن الشهادة لقوله (ص)لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله والمراد الذي قرب من الموت ما نصه
قوله والمراد الذي قرب من الموت مثل لفظ القتيل في قوله (ص)من قتل قتيلا فله سلبه وأما التلقين من بعد الموت وهو في القبر فقيل يفعل لحقيقة ما روينا ونسب لأهل السنة والجماعة وخلافه إلى المعتزلة وقيل لا يؤمر به ولا ينهى عنه ويقول يا فلان بن فلان اذكر دينك الذي كنت عليه في دار الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا شك أن اللفظ لا يجوز إخراجه عن حقيقته إلا بدليل فيجب تعيينه وما في الكافي من أنه إن كان مات مسلما لم يحتج إليه من بعد الموت وإلا لم يفد يمكن جعله الصارف يعني أن المقصود منه التذكير في وقت تعرض الشيطان وهذا لا يفيد بعد الموت وقد يختار الشق الأول والاحتياج إليه في حق التذكير لتثبت الجنان للسؤال فنفي الفائدة مطلقا ممنوع نعم الفائدة الأصلية منتفية
وعندي أن مبنى ارتكاب هذا المجاز هنا عند أكثر مشايخنا هو أن الميت لا يسمع عندهم على ما صرحوا به في كتاب الإيمان في باب اليمين بالضرب لو حلف لا يكلمه فكلمه ميتا لا يحنث لأنها تنعقد على ما بحيث يفهم والميت ليس كذلك لعدم السماع وورد عليه قوله (ص) في أهل القليب ما أنتم بأسمع منهم
وأجابوا تارة بأنه مردود من عائشة قالت كيف يقول (ص)ذلك والله تعالى يقول وما أنت بمسمع من في القبور وإنك لا تسمع الموتى وتارة بأن تلك خصوصية له (ص) معجزة وزيادة حسرة على الكافرين وتارة بأنه من ضرب المثل كما قال علي رضي الله تعالى عنه
ويشكل عليهم ما في مسلم إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا اللهم إلا أن يخصوا ذلك بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعا بينه وبين الآيتين فإنهما تفيدان تحقيق عدم سماعهم فإنه تعالى شبه الكفار بالموتى لإفادة تعذر سماعهم وهو فرع عدم سماع الموتى إلا أنه على هذا ينبغي التلقين من بعد الموت لأنه يكون حين إرجاع الروح فيكون حينئذ لفظ موتاكم في حقيقته وهو قول طائفة من المشايخ أو هو مجاز باعتبار ما كان نظرا إلى أنه الآن حي إذ ليس معنى الحديث إلا من في بدنه الروح وعلى كل حال هو محتاج إلى دليل آخر في التلقين حالة الاحتضار إذ لا يراد الحقيقي والمجازي معا ولا مجازيان وليس يظهر معنى يعم الحقيقي والمجازي حتى يعتبر مستعملا فيه ليكون من عموم المجاز للتضاد وشرط إعماله فيهما أن لا يتضادا انتهى كلام العلامة ابن الهمام"
إذا ألأحاديث متناقضة لا يمكن الجمع بينها ومع هذا القوم يحاولون التوفيق بينها ويلفقون الكلام فابن الهمام مع أنه نفى صحة حديث التلقين قبل الموت وفسره بأنه قبل الموت إلا أنه لم يحرم تلقين الميت عند دفنه
ونفس الرأى هو للطحطاوى حيث نقل عنه كلاما مشابها فقال :
"وقال أيضا العلامة الشيخ أحمد الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح للشرنبلالي شرح نور الإيضاح في باب أحكام الجنائز على قول الشارح قال المحقق ابن همام وحمل أكثر مشايخنا إياه على المجاز أي من قرب من الموت مبناه على أن الميت لا يسمع عندهم ما نصه
قوله مبناه على أن الميت لا يسمع عندهم على ما صرحوا به في كتاب الإيمان لو حلف لا يكلمه فكلمه ميتا لا يحنث لأنها تنعقد على من يفهم والميت ليس كذلك لعدم السماع قال الله تعالى {وما أنت بمسمع من في القبور} {إنك لا تسمع الموتى} وهو يفيد تحقيق عدم سماع الموتى إذ هو فرعه انتهى كلام الشرنبلالي والطحطاوي"
كما نقل كلام العينى فى المسألة فقال كلاما مشابها منتهيا إلى عدم سماع الميت بعد خروج روحه فقال :
" وقال العلامة العيني في شرح الكنز في باب اليمين في الضرب والقتل وغير ذلك بعد قول الماتن وكلمتك تقيد بالحياة ما لفظه
لأن الضرب هو الفعل المؤلم ولا يتحقق في الميت
والمراد في الكلام الإفهام وأنه يختص بالحي انتهى ومثله في البحر ونصه
لأن المقصود من الكلام الإفهام والموت ينافيه
وقال العلامة ابن ملك في مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار الجامع بين الصحيحين في قوله
(ص)إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا
وفيه دلالة على حياة الميت في القبر لأن الإحساس بدون الحياة ممتنع عادة وهل ذلك بإعادة الروح أولا ففيه اختلاف العلماء فمنهم من يقول بتلك وتوقف أبو حنيفة في ذلك انتهى بلفظه
فتبين من تنوير الأبصار وشرحه الدر المختار وحاشيته للطحطاوي ولابن عابدين ومن فتح القدير والهداية ومن مراقي الفلاح وحاشيته وشروح الكنز ومن سائر المتون المبنية على المفتي به من قول الإمام أبي حنيفة وصاحبيه ومشايخ المذهب أن الميت لا يسمع بعد خروج روحه كما قالت عائشة وتبعها طائفة من أهل العلم والمذاهب الأخرى وأن الحنفية لم يحكوا خلافا في حكمهم هذا عن أحد من علماء المذهب ولم يحنثوا الحالف كما فصلنا وهو المطلوب ولله الحمد"
وفرق الألوسى بين أمرين :
الأول السماع بعد خروج الموت
الثاني السماع بعد الدفن وذكر اختلاف القوم فى الثاني وأنهم اتفقوا على أن لا سماع فى الأول فقال :
"تتمة في التلقين بعد الدفن:
اعلم أن مسألة التلقين قبل الموت لم نعلم فيها خلافا وأما بعد الموت وهي التي تقدم ذكرها في الهداية وغيرها فاختلف الأئمة والعلماء فيها فالحنفية لهم فيها ثلاثة أقوال
الأول أنه يلقن بعد الموت لعود الروح للسؤال
والثاني لا يلقن
والثالث لا يؤمر به ولا ينهى عنه
وعند الشافعية يلقن كما قال ابن حجر في التحفة:
ويستحب تلقين بالغ عاقل أو مجنون سبق له تكليف ولو شهيدا كما اقتضاه إطلاقهم بعد تمام الدفن لخبر فيه وضعفه اعتضد بشواهد على أنه من الفضائل فاندفع قول ابن عبد السلام أنه بدعة انتهى"
وأما عند الإمام مالك نفسه فمكروه قال الشيخ علي المالكي في كتابه كفاية الطالب الرباني لختم رسالة ابن أبي زيد القيرواني ما لفظه
وأرخص بمعنى استحب بعض العلماء هو ابن حبيب في القراءة عند رأسه أو رجليه أو غيرهما ذلك بسورة يس لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يقرأ عند رأسه سورة يس إلا هون الله تعالى عليه ولم يكن ذلك أي ما ذكر من القراءة عند المحتضر عند مالك أمرا معمولا وإنما هو مكروه عنده وكذا يكره عند تلقينه بعد وضعه في قبره انتهى"
وأما الحنبلية فعند أكثرهم يستحب قال الشيخ عبد القادر بن عمر الشيباني الحنبلي في شرح دليل الطالب ما لفظه:
واستحب الأكثر تلقينه بعد الدفن انتهى"
واستفيد منه أن غير الأكثر من الحنابلة يقول بعدم التلقين بعد الموت أيضا
وأما الظاهرية فالظاهر من كلام أبي محمد بن حزم الذي هو من أجل العلماء الظاهرية عدم التلقين أيضا "
وانتهى الألوسى إلى أن مذهب الحنفية هو عدم سماع الموتى فقال :
"إن مذهب الحنفية كغيرهم سماع الموتى لقول إمامنا الأعظم إذا صح الحديث فهو مذهبي ويجري ذلك على عمومه وهل هذا إلا مكابرة على الثابت بالعيان وإخفاء لضوء الشمس الذي تجحده العينان أو خيانة في حمل علوم الدين لمآرب خبيثة يستخف بها ضعفاء المسلمين (لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي)"
قطعا كل هذا المحاورات والمشاحنات هى بسبب الروايات المتناقضة ولو لجأ القوم للقرآن ما اختلفوا وبعيدا تأويل بعضهم لقوله تعالى :
" وما أنت بمسمع من فى القبور "
فإن قوله تعالى عن ارتفاع الموتى للسماء حيث الجنة والنار حيث تتواجد الملائكة فى السموات فقط ينفى تماما السماع:
" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)"
وقال :
" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)"
فالجثة هى التى فى القبر وأما النفس فهى فى الجنة أو النار كما قال تعالى :
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"
والملائكة لا تتواجد فى ألأرض لخوفها وهو عدم طمأنينتها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
فهنا نفى الله وجود الملائكة فى الأرض بالحرف لو ومن ثم لا وجود للملكين منكر ونكير فى القبور كما يزعمون
وأثبت الله وجودهم فى السموات فقال :
" وكم من ملك فى السموات "