رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة في بحث ظاهرة الصوت الالكتروني والاتصال بالموتى
يدور المقال حول كذبة اسمها صدور أصوات عن الموتى بهدف الاتصال بالأحياء وهذه الأصوات يتم تسجيلها كما يقول الكاذبون عن طريق المسجلات ذات الشرائط الخالية والتى توضع في المقابر أو في أماكن أخرى
والقول بأنها كذبة سببه أن الله بين أن الهلكى وهم الموتى لا يسمع الحى لهم ركزا والمقصود صوتا كما قال تعالى :
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا"
عرف صاحب المقال الكذبة فقال:
"ظاهرة الأصوات الإلكترونية Electronic Voices Phenomena وهو مصطلح يرمز إليه اختصاراً بـ EVP يشرح بكونه ظاهرة الأصوات التي تسجل على أجهزة التسجيل مهما اختلف نوعها, على أن يكون مصدر الأصوات خارقًا للمألوف, أو كما يزعم البعض, بأنها تسجيل لأصوات الموتى ومحاولاتهم للاتصال بنا عادة ما تكون هذه الأصوات قصيرة وسريعة ومن النادر أن تدوم لتشكل كلمة كاملة واضحة, وربما في حالة أو حالتين على الأكثر تم تسجيل جملة كاملة مفهومة ويعتقد المؤمنون بظاهرة الـ EVP أن هذه الأصوات هي أصوات أرواح من ماتوا, بدليل أنك لا تسمعها حين تقوم بعملية التسجيل, بل حين تنتهي منه وتبدأ في الاستماع أرواح الموتى تركوا أصواتهم على شريط التسجيل مباشرة, دون أن تعرف أو تفهم كيف؟!"
قطعا ما قاله الرجل وهم وما يسجل ليس صوت للموتى بدليل أنه لا توجد كلمة او جملة واحدة مفهومة فى تلك الشرائط فتلك الأصوات هى أصوات حيوانات أو حشرات داخل المقبرة تأكل في الجثة أو خارج المقبرة تمر أو تعبر القبر من فوقه أو صوت زائر حى يمشى في المقبرة ويتكلم كلمة بصوت عالى فتسجلها تلك الأجهزة على حسب البعد
وحدثنا الرجل عما سماه تاريخ الظاهرة وما هو بتاريخ وإنما أوهام وتخيلات واحيانا خدع تباع للمغفلين في صور متعددة فقال :
نبذة عن تاريخ الظاهرة
في أحد الأيام داعب أديسون صحفيًا من مجلة Scientific قائلاً إنه يعمل على اختراع جهاز سيستخدمه للاتصال بالموتى, بالطبع نشر الصحفي المتحمس الخبر ليثير ضجة, حتى أعلن أديسون أنها دعابة أساء الصحفي فهمها لكنه بدعابته هذه أثار اهتمام العديدين، هل من الممكن حقًا اختراع جهاز للاتصال بالموتى؟
في الخمسينيات تحمس العالم فون سيلازي للفكرة, وقام مع العالم ريموند بايلز بتصميم جهاز بسيط مكون من كابينة مغلقة فيها ميكروفونات متصلة بجهاز تسجيل وسماعات خارجية, ثم بدأ التسجيل, ليلاحظ نقطة هامة خلال عملية التسجيل لم يسمع أي صوت من داخل الكابينة عبر السماعات, لكنه حين شغل جهاز التسجيل بدأت أصوات عجيبة متقطعة في الصدور أصوات لا مصدر لها ولا تسمع إلا حين تسجل, فما هو مصدرها؟
على الفور أعلن سيلازي أن الأرواح هي مصدر هذه الأصوات, ونشر هو وريموند دراسات في هذ الصدد في مجلة Journal of the American Society for Psychical Research ثم قام سيلازي عام 1979 بنشر كتابه اتصالات هاتفية من الموتى Phone Calls from the Dead وفي عام 1959 قام المخرج السويدي فريدريتش جورينسون بتصوير فيلم قصير عن غناء الطيور, ليلاحظ أثناء الاستماع بعد التسجيل, أن هناك أصوات آدمية ظهرت في الخلفية .. بالتحديد صوت رجل مجهول المصدر يتحدث النرويجية.
أثار ما حدث اهتمام فريدريتش فواصل تسجيلاته, ليعلن بعد فترة أنه تمكن من تسجيل رسالة صوتيه من أمه المتوفية شارك فريدريتش في أبحاثه الباحث النفسي كونستانتين روديف الذي قام بتسجيل أكثر من 100 ألف تسجيل, احتوت كلها على أصوات آدمية تتحدث بأكثر من لغة, فقام بعرض تسجيلاته هذه على الجمهور, ليتأكد من أنه ليس وحده الذي يسمعها, وليساعدوه في ترجمة ما تقوله هذه الأصوات .. ثم انتقل إلى الخطوة الأهم بدأ يسجل أسئلة وينتظر أن تظهر إجابات هذه الأسئلة على شريط التسجيل لاحقًا, ثم قام بعرض هذه التسجيلات ليبدأ الجدل .. الأغلبية أعلنوا فشله, لأن الأصوات التي ظهرت في هذه التسجيلات, كانت ترد بإجابات وكلمات لا علاقة لها بالأسئلة التي سألها روديف هنا توقف روديف عن أبحاثه, ونسي الكل الموضوع حتى عام 1980.
ففي هذا العام قام العالم ويليام أونيل باختراع جهاز أسماه لاقط الأرواح Spiricom الجهاز اخترعه ويليام بناء على توجيهات العالم جورج مولير الذي مات منذ ست سنوات, تاركًا أبحاثه لـ ويليام وفي عام 1982 أعلن ويليام أنه تمكن من إجراء محادثة مع روح رجل ميت باستخدام جهازه, ثم قام بنشر مواصفات جهازه لتصبح في متناول الجميع بلا مقابل, لكن لا يتمكن أحد من تنفيذ الجهاز بنجاح أو استخدامه للاتصال بأي شيء, حتى أعلن شريك ويليام أخيرًا أن نجاح ويليام يعود لقدراته النفسية الخارقة للمألوف
وفي عام 1982 قامت سارة إيستيب بإنشاء الرابطة الأمريكية لظاهرة الأصوات الإلكترونية American Association of Electronic Voice Phenomena وهي رابطة لا تهدف إلى الربح, بل إلى توعية الجمهور بهذه الظاهرة, كما أعلنت سارة أنها تمارس تسجيل هذه الظاهرة منذ 1976, تمكنت خلالها من تسجيل رسائل صوتية لبعض أقاربها وأصدقائها, وأنها تملك تسجيلاً صوتيًا لرجل من القرن الثامن عشر, ولأصوات قادمة من الكواكب الأخرى.
وفي مارس 2003 قام الباحث في علوم ما وراء الطبيعة أليكسندر ماكريه بتصميم جهاز خاص أسماه بالجهاز ألفا, ليستخدمه في تسجيل بعض الأصوات التي قام بتحليلها واختبارها, ثم عرضها على الجمهور ليتأكد إن كانت ستشكل ذات المعنى لهم, قبل أن ينشر نتيجة أبحاثه عام 2005. وبهذا استمر الهوس بهذا الموضوع, ثم تضاعفت أهميته حين بدأ المهتمون بعلوم ما رواء الطبيعة بربط هذه الظاهرة بالأشباح وطرق العثور عليهم وصيدهم, ثم لعبت الإنترنت ذاته دورًا هامًا في نشر هذه الظاهرة, فكما قال الباحث جون زافيس: لقد أصاب الإنترنت الباحثين عن الأشباح بهوس حقيقي .. فمن خلاله أصبح كل شيء ممكنًا وبدأ الباحثون في اختراع أجهزة تعتمد على هذه الظاهرة, كجهاز EVP meter الذي يستخدم في تحديد أماكن تواجد الأشباح, وأجهزة تسجيل صوتية ومرئية مخصصة لتسجيل تواجد الأشباح وأصبحت المواقع التي تتحدث عن الأشباح وصيدها تتحدث عن هذه الظاهرة, وتقدم تسجيلات صوتية لهم, لدرجة أن موقع International Ghost Hunters Society يقدم في صفحاته أكثر من ألف تسجيل, يزعم أنها تسجيلات للأشباح ثم ظهرت مواقع بعيدة عن الأشباح وصيدها, لتعلن أن اهتمامها بالظاهرة في حد ذاتها, ومدى إمكانية استخدامها للاتصال بمن رحلوا ممن نحبهم."
وكل ما حكاه الرجل من حكايات عن اختراعات وتسجيلات يتبين منه أن الهدف منه الكسب من خلال بيع الأجهزة للمغفلين وما أكثرهم أو من خلال ايهامهم بالقدرة على سماع أقاربهم الموتى مقابل مال أو الهدف منه هو الشهرة والحصول على مال من خلال الاعلام الضال الذى يروج مثل تلك الأمور ليزيد من مبيعاته أو مشاهدته أو نصيبه من الاعلانات
وتفسير ما يحدث هو أن الصوات التى يتم تسجيلها يكون حسب المكان المتواجد فيه التسجيل فمثلا الكابينة المعلقة بالتأكيد أنها سجلت صوت تيار هوائى كان داخلها أثناء قفلها أو فتحها أو دخل من خلال عقب الباب او ثقب المفتاح او خطوات خارجها
وعرض الرجل التفسيرات المحتملة لتلك الأصوات فقال :
"تفسيرات محتملة
ولأن الظاهرة أصبحت واقعًا لا مناص منه, بدأت تفسيرات في الظهور في محاولة لفهمها بعض هذه التفسيرات تعتمد على علوم ما وراء الطبيعة, ومنها نظرية أن تكون هذه الأصوات هي قدرة الأرواح على ترك أصواتهم على شرائط التسجيل مباشرة دون تفسير, أو أن تكون هذه الأصوات نتاجا لقدرات عقلية فائقة لمن يقومون بهذه التجربة, لكنهم لا يعرفون أنهم هم مصدر هذه الأصوات, وأخيرًا أن تكون هذه الأصوات قادمة من الكواكب الأخرى. وفي المقابل ظهرت تفسيرات أخرى أكثر عقلانية, منها:
1 - أن تكون هذه الأصوات نتاجا للدوائر الكهربية الموجودة في أجهزة التسجيل, والقادرة على التقاط موجات الراديو.
2 - نظرية الـ Pareidolia Auditory التي تعتمد على أن العقل البشري يحاول تقريب أي صوت عشوائي إلى صوت قريب من الذاكرة, وإلى أقرب كلمة يمثلها هذا الصوت، مثال لو سمعت صوتًا يقول: كال .. وكان هذا الصوت قريبًا من صوت أبيك, ستعتقد أنه صوت أبيك وأنه يقول: كلب.
3 - العيوب الفنية التي لا يخلو منها أي جهاز والتي قد تؤدي إلى إتلاف أجزاء من جهاز التسجيل لتصدر أصواتًا عشوائية أقرب إلى الكلمات.
4 - إن محاولات تنقية هذه الأصوات هي ما يصدرها .. فمراحل تحسين وتنقية وإيضاح شريط التسجيل قد يؤدي إلى إصدار هذه الأصوات."
وكل هذه التفسيرات مقبولة بالاضافة إلى ما ذكرت خلال مناقشة ما جاء في المقال
وتحدث الرجل عن استغلال البعض لهذه الكذوبة في الترويج لأعماله الفنية فقال :
"وأخيراً ... قد تكون هذه الظاهرة مجرد خرافات وأكاذيب يرددها مدعو العلم لكن أيًا ما كان الأمر لقد أصبحت هذه الظاهرة حقيقة موجودة ومؤثرة .. وبالتالي وجدت طريقها من عالم الأبحاث والدراسات إلى عالم الأدب والسينما فالكاتب الأمريكي ذو الأصل اللبناني ويليام بيتر بلانتي مؤلف الرواية الخالدة طارد الأرواح الشريرة The Exorcist قام بكتابة جزء ثان لهذه الرواية أسماها Legio وفيه تقوم إحدى شخصيات الرواية بتسجيل أصوات الموتى باستخدام ظاهر الـ EVP ثم قام الكاتب ويليام جيبسون باستخدام ذات الظاهرة في روايته Pattern Recognition التي نشرها عام 2003 وفي التلفزيون ستجد ذكرًا للظاهرة في المسلسل الشهير Ghost Whisper وفي البرنامج الوثائقي Ghost Hunters ستجدهم يستخدمون هذه الظاهرة لقياس تواجد الأشباح وفي محاولاتهم للاتصال بها وفي السينما ستجد ذكرًا لهذه الظاهرة في أفلام شهيرة كـ Sixth Sense و White Noise ."
إذا القوم يخترعون الكذبة ويحولونها إلى مصدر ربح لأن الناس تصدق أى تحب الكلام عن الغرائب كما ان الكثيرين يحبون أن يخدعوا من خلال تحقيق رغبات يعرفون أنها مستحيلة ولكن لا مانع عندهم من تضييع أموالهم لعلها تتحقق
يدور المقال حول كذبة اسمها صدور أصوات عن الموتى بهدف الاتصال بالأحياء وهذه الأصوات يتم تسجيلها كما يقول الكاذبون عن طريق المسجلات ذات الشرائط الخالية والتى توضع في المقابر أو في أماكن أخرى
والقول بأنها كذبة سببه أن الله بين أن الهلكى وهم الموتى لا يسمع الحى لهم ركزا والمقصود صوتا كما قال تعالى :
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا"
عرف صاحب المقال الكذبة فقال:
"ظاهرة الأصوات الإلكترونية Electronic Voices Phenomena وهو مصطلح يرمز إليه اختصاراً بـ EVP يشرح بكونه ظاهرة الأصوات التي تسجل على أجهزة التسجيل مهما اختلف نوعها, على أن يكون مصدر الأصوات خارقًا للمألوف, أو كما يزعم البعض, بأنها تسجيل لأصوات الموتى ومحاولاتهم للاتصال بنا عادة ما تكون هذه الأصوات قصيرة وسريعة ومن النادر أن تدوم لتشكل كلمة كاملة واضحة, وربما في حالة أو حالتين على الأكثر تم تسجيل جملة كاملة مفهومة ويعتقد المؤمنون بظاهرة الـ EVP أن هذه الأصوات هي أصوات أرواح من ماتوا, بدليل أنك لا تسمعها حين تقوم بعملية التسجيل, بل حين تنتهي منه وتبدأ في الاستماع أرواح الموتى تركوا أصواتهم على شريط التسجيل مباشرة, دون أن تعرف أو تفهم كيف؟!"
قطعا ما قاله الرجل وهم وما يسجل ليس صوت للموتى بدليل أنه لا توجد كلمة او جملة واحدة مفهومة فى تلك الشرائط فتلك الأصوات هى أصوات حيوانات أو حشرات داخل المقبرة تأكل في الجثة أو خارج المقبرة تمر أو تعبر القبر من فوقه أو صوت زائر حى يمشى في المقبرة ويتكلم كلمة بصوت عالى فتسجلها تلك الأجهزة على حسب البعد
وحدثنا الرجل عما سماه تاريخ الظاهرة وما هو بتاريخ وإنما أوهام وتخيلات واحيانا خدع تباع للمغفلين في صور متعددة فقال :
نبذة عن تاريخ الظاهرة
في أحد الأيام داعب أديسون صحفيًا من مجلة Scientific قائلاً إنه يعمل على اختراع جهاز سيستخدمه للاتصال بالموتى, بالطبع نشر الصحفي المتحمس الخبر ليثير ضجة, حتى أعلن أديسون أنها دعابة أساء الصحفي فهمها لكنه بدعابته هذه أثار اهتمام العديدين، هل من الممكن حقًا اختراع جهاز للاتصال بالموتى؟
في الخمسينيات تحمس العالم فون سيلازي للفكرة, وقام مع العالم ريموند بايلز بتصميم جهاز بسيط مكون من كابينة مغلقة فيها ميكروفونات متصلة بجهاز تسجيل وسماعات خارجية, ثم بدأ التسجيل, ليلاحظ نقطة هامة خلال عملية التسجيل لم يسمع أي صوت من داخل الكابينة عبر السماعات, لكنه حين شغل جهاز التسجيل بدأت أصوات عجيبة متقطعة في الصدور أصوات لا مصدر لها ولا تسمع إلا حين تسجل, فما هو مصدرها؟
على الفور أعلن سيلازي أن الأرواح هي مصدر هذه الأصوات, ونشر هو وريموند دراسات في هذ الصدد في مجلة Journal of the American Society for Psychical Research ثم قام سيلازي عام 1979 بنشر كتابه اتصالات هاتفية من الموتى Phone Calls from the Dead وفي عام 1959 قام المخرج السويدي فريدريتش جورينسون بتصوير فيلم قصير عن غناء الطيور, ليلاحظ أثناء الاستماع بعد التسجيل, أن هناك أصوات آدمية ظهرت في الخلفية .. بالتحديد صوت رجل مجهول المصدر يتحدث النرويجية.
أثار ما حدث اهتمام فريدريتش فواصل تسجيلاته, ليعلن بعد فترة أنه تمكن من تسجيل رسالة صوتيه من أمه المتوفية شارك فريدريتش في أبحاثه الباحث النفسي كونستانتين روديف الذي قام بتسجيل أكثر من 100 ألف تسجيل, احتوت كلها على أصوات آدمية تتحدث بأكثر من لغة, فقام بعرض تسجيلاته هذه على الجمهور, ليتأكد من أنه ليس وحده الذي يسمعها, وليساعدوه في ترجمة ما تقوله هذه الأصوات .. ثم انتقل إلى الخطوة الأهم بدأ يسجل أسئلة وينتظر أن تظهر إجابات هذه الأسئلة على شريط التسجيل لاحقًا, ثم قام بعرض هذه التسجيلات ليبدأ الجدل .. الأغلبية أعلنوا فشله, لأن الأصوات التي ظهرت في هذه التسجيلات, كانت ترد بإجابات وكلمات لا علاقة لها بالأسئلة التي سألها روديف هنا توقف روديف عن أبحاثه, ونسي الكل الموضوع حتى عام 1980.
ففي هذا العام قام العالم ويليام أونيل باختراع جهاز أسماه لاقط الأرواح Spiricom الجهاز اخترعه ويليام بناء على توجيهات العالم جورج مولير الذي مات منذ ست سنوات, تاركًا أبحاثه لـ ويليام وفي عام 1982 أعلن ويليام أنه تمكن من إجراء محادثة مع روح رجل ميت باستخدام جهازه, ثم قام بنشر مواصفات جهازه لتصبح في متناول الجميع بلا مقابل, لكن لا يتمكن أحد من تنفيذ الجهاز بنجاح أو استخدامه للاتصال بأي شيء, حتى أعلن شريك ويليام أخيرًا أن نجاح ويليام يعود لقدراته النفسية الخارقة للمألوف
وفي عام 1982 قامت سارة إيستيب بإنشاء الرابطة الأمريكية لظاهرة الأصوات الإلكترونية American Association of Electronic Voice Phenomena وهي رابطة لا تهدف إلى الربح, بل إلى توعية الجمهور بهذه الظاهرة, كما أعلنت سارة أنها تمارس تسجيل هذه الظاهرة منذ 1976, تمكنت خلالها من تسجيل رسائل صوتية لبعض أقاربها وأصدقائها, وأنها تملك تسجيلاً صوتيًا لرجل من القرن الثامن عشر, ولأصوات قادمة من الكواكب الأخرى.
وفي مارس 2003 قام الباحث في علوم ما وراء الطبيعة أليكسندر ماكريه بتصميم جهاز خاص أسماه بالجهاز ألفا, ليستخدمه في تسجيل بعض الأصوات التي قام بتحليلها واختبارها, ثم عرضها على الجمهور ليتأكد إن كانت ستشكل ذات المعنى لهم, قبل أن ينشر نتيجة أبحاثه عام 2005. وبهذا استمر الهوس بهذا الموضوع, ثم تضاعفت أهميته حين بدأ المهتمون بعلوم ما رواء الطبيعة بربط هذه الظاهرة بالأشباح وطرق العثور عليهم وصيدهم, ثم لعبت الإنترنت ذاته دورًا هامًا في نشر هذه الظاهرة, فكما قال الباحث جون زافيس: لقد أصاب الإنترنت الباحثين عن الأشباح بهوس حقيقي .. فمن خلاله أصبح كل شيء ممكنًا وبدأ الباحثون في اختراع أجهزة تعتمد على هذه الظاهرة, كجهاز EVP meter الذي يستخدم في تحديد أماكن تواجد الأشباح, وأجهزة تسجيل صوتية ومرئية مخصصة لتسجيل تواجد الأشباح وأصبحت المواقع التي تتحدث عن الأشباح وصيدها تتحدث عن هذه الظاهرة, وتقدم تسجيلات صوتية لهم, لدرجة أن موقع International Ghost Hunters Society يقدم في صفحاته أكثر من ألف تسجيل, يزعم أنها تسجيلات للأشباح ثم ظهرت مواقع بعيدة عن الأشباح وصيدها, لتعلن أن اهتمامها بالظاهرة في حد ذاتها, ومدى إمكانية استخدامها للاتصال بمن رحلوا ممن نحبهم."
وكل ما حكاه الرجل من حكايات عن اختراعات وتسجيلات يتبين منه أن الهدف منه الكسب من خلال بيع الأجهزة للمغفلين وما أكثرهم أو من خلال ايهامهم بالقدرة على سماع أقاربهم الموتى مقابل مال أو الهدف منه هو الشهرة والحصول على مال من خلال الاعلام الضال الذى يروج مثل تلك الأمور ليزيد من مبيعاته أو مشاهدته أو نصيبه من الاعلانات
وتفسير ما يحدث هو أن الصوات التى يتم تسجيلها يكون حسب المكان المتواجد فيه التسجيل فمثلا الكابينة المعلقة بالتأكيد أنها سجلت صوت تيار هوائى كان داخلها أثناء قفلها أو فتحها أو دخل من خلال عقب الباب او ثقب المفتاح او خطوات خارجها
وعرض الرجل التفسيرات المحتملة لتلك الأصوات فقال :
"تفسيرات محتملة
ولأن الظاهرة أصبحت واقعًا لا مناص منه, بدأت تفسيرات في الظهور في محاولة لفهمها بعض هذه التفسيرات تعتمد على علوم ما وراء الطبيعة, ومنها نظرية أن تكون هذه الأصوات هي قدرة الأرواح على ترك أصواتهم على شرائط التسجيل مباشرة دون تفسير, أو أن تكون هذه الأصوات نتاجا لقدرات عقلية فائقة لمن يقومون بهذه التجربة, لكنهم لا يعرفون أنهم هم مصدر هذه الأصوات, وأخيرًا أن تكون هذه الأصوات قادمة من الكواكب الأخرى. وفي المقابل ظهرت تفسيرات أخرى أكثر عقلانية, منها:
1 - أن تكون هذه الأصوات نتاجا للدوائر الكهربية الموجودة في أجهزة التسجيل, والقادرة على التقاط موجات الراديو.
2 - نظرية الـ Pareidolia Auditory التي تعتمد على أن العقل البشري يحاول تقريب أي صوت عشوائي إلى صوت قريب من الذاكرة, وإلى أقرب كلمة يمثلها هذا الصوت، مثال لو سمعت صوتًا يقول: كال .. وكان هذا الصوت قريبًا من صوت أبيك, ستعتقد أنه صوت أبيك وأنه يقول: كلب.
3 - العيوب الفنية التي لا يخلو منها أي جهاز والتي قد تؤدي إلى إتلاف أجزاء من جهاز التسجيل لتصدر أصواتًا عشوائية أقرب إلى الكلمات.
4 - إن محاولات تنقية هذه الأصوات هي ما يصدرها .. فمراحل تحسين وتنقية وإيضاح شريط التسجيل قد يؤدي إلى إصدار هذه الأصوات."
وكل هذه التفسيرات مقبولة بالاضافة إلى ما ذكرت خلال مناقشة ما جاء في المقال
وتحدث الرجل عن استغلال البعض لهذه الكذوبة في الترويج لأعماله الفنية فقال :
"وأخيراً ... قد تكون هذه الظاهرة مجرد خرافات وأكاذيب يرددها مدعو العلم لكن أيًا ما كان الأمر لقد أصبحت هذه الظاهرة حقيقة موجودة ومؤثرة .. وبالتالي وجدت طريقها من عالم الأبحاث والدراسات إلى عالم الأدب والسينما فالكاتب الأمريكي ذو الأصل اللبناني ويليام بيتر بلانتي مؤلف الرواية الخالدة طارد الأرواح الشريرة The Exorcist قام بكتابة جزء ثان لهذه الرواية أسماها Legio وفيه تقوم إحدى شخصيات الرواية بتسجيل أصوات الموتى باستخدام ظاهر الـ EVP ثم قام الكاتب ويليام جيبسون باستخدام ذات الظاهرة في روايته Pattern Recognition التي نشرها عام 2003 وفي التلفزيون ستجد ذكرًا للظاهرة في المسلسل الشهير Ghost Whisper وفي البرنامج الوثائقي Ghost Hunters ستجدهم يستخدمون هذه الظاهرة لقياس تواجد الأشباح وفي محاولاتهم للاتصال بها وفي السينما ستجد ذكرًا لهذه الظاهرة في أفلام شهيرة كـ Sixth Sense و White Noise ."
إذا القوم يخترعون الكذبة ويحولونها إلى مصدر ربح لأن الناس تصدق أى تحب الكلام عن الغرائب كما ان الكثيرين يحبون أن يخدعوا من خلال تحقيق رغبات يعرفون أنها مستحيلة ولكن لا مانع عندهم من تضييع أموالهم لعلها تتحقق