رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال الصورة الذهنية تعكس الحقائق أحيانا
هذا المقال يدخلنا فى تعبير من تعبيرات الفلسفة وهو الصورة الذهنية ويتحدث عنها فيقول :
"تتكون لدى الفرد منا صور في ذهنه عن أشخاص وأمور معينة، وعادة ما تؤدي هذه الصور إلى إصدار أحكام قد تجانب الصواب، لأنها مبنية على هذه الصور الذهنية وليست على الواقع! "
وما نقله الكاتب هنا وجلس يحكيه فيه صفحتين لخصه القدماء فى مثل هو :
"تسمع بالمعيدى خير من أن تراه"
فهذا المثل لخص الصورة الذهنية المسبقة فيقال أن المعيدى هذا كان رجلا كريما حسن الخلق وذاع صيته بين الناس فطلب الحاكم أن يراه ليضمه إلى حاشيته فلما حضر عنده وجده دميم الخلقة فى نفسه فقال تلك القولة
الناس يضعون فى أنفسهم أن من يعمل الخير لابد أن يكون جميل الصورة عندهم وكل ما خلقه الله جميل ولكن النفوس تختلف فى ما هو الجميل عندها هذه هى الصورة المسبقة وعندما أتى الرجل اختلفت الصورة وفى نفس المسلم لا يجب أن تختلف الصورة فمن يعمل الخير جميل وإن كان قبيح الشكل عند بعض الناس
الكاتب نقل لنا مقالا عن كاتب أخر قال فيه:
"سأضرب لكم مثالا، وهو تجربة عايشتها، لَعِبَتْ فيها الصورة الذهنية دورا كبيرا لكن قبل سرد القصة، سأضع مقارنة بين:
القائد والمدير، مقتبسة من مقالة للكاتب: إبراهيم عبد ربه
المدير القائد :
-يترأس بعض الموظفين
-يكسب اتباعاً
-يتفاعل مع التغيير
-يعمل التغيير بنفسه
-لديه أفكار جيدة
-يطبق الأفكار
-يحكم المجموعات
-يقنع أتباعه
-يحاول أن يكون بطلا
-يصنع الأبطال
-يبقي على الأوضاع على ما هي عليه
-يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية "
ما سبق هو صفات المدير القائد ولكن الكلام التالى يفرق بين القائد والمدير ويبدو أن هناك نقص فى النقل فيقول:
"نرى من هذه المقارنة الفرق الكبير بين تصرفات المدير والقائد لكن في التجربة التي سأرويها تحوّل "المدير" إلى "قائد" ليس بتصرفاته، إنما بسبب الصورة الذهنية في عقول من معه!
بطل حكايتنا شاب يشارك في أحد المراكز الشبابية ومن عادة دولتنا الحبيبة، إقامة مسابقة ثقافية بين الأندية والمراكز الشبابية يتكون كل فريق من اثنا عشر لاعبا، يشارك خمسة منهم فقط في كل مباراة ويشترط أن لا يقل عمر المتسابق عن خمسة عشر سنة وألا يزيد عن خمسة وعشرين سنة وصاحبنا هذا بدأ بالمشاركة مذ كان عمره ستة عشر سنة، وكان أصغر لاعب في الفريق، لذا غالبا ما كان يتواجد على مقاعد الاحتياط وتمر الأيام، ولا يحقق الفريق أي إنجازات تذكر، ويكبر اللاعبون، ويتجاوز أعمار بعضهم الخامسة والعشرون، فيتم استبدالهم بشباب جدد، وشيئا فشيئا بدأ يدخل صاحبنا في التشكيلة الأساسية للفريق وبعد خمس سنوات، لم يبقى أي متسابق من الجيل القديم، وتكون فريق جديد شاب بقيادة بطل قصتنا في آخر سنتين استطاع الفريق تحقيق المركزين الثالث، ثم الثاني أي أن على هذا الفريق الشاب إما المحافظة على المركز الثاني أو تحقيق مركز أعلى! وهذا التحدي الذي كان أمامه ولم يكن أحد متفائل بما يمكن تحقيقه هذه السنة بهذا الفريق الشاب والآن وصلنا لما أريد تبيانه وهو: الصورة الذهنية كان أعضاء الفريق ينظرون لصاحبنا على أنه: مثقف وصاحب خبرة، وأنه "قائد ناجح" أما هو فيعلم أنه ليس كذلك كان أعضاء الفريق يحرصون كل الحرص على تواجده في كل مباراة، وكانت ظروف عمله الذي ينتهي قبل بدء المباريات بوقت قصير، لا تمكنه من الحضور إلا متأخرا، مما يجعل فريقه في لحظات ترقب إلى حين وصوله، ومن ثم تتهلل وجوههم فرحا، أما هو فلا يرى مبررا لهذا الفرح، فثقافته ليست أفضل من ثقافة بقية اللاعبين بكثير وأي منهم بإمكانه سد مكانه الأهم من كل ذلك أن صاحبنا كان يقوم بما يقوم به المدير فبالمقارنة أعلاه (يترأس بعض الموظفين، يتفاعل مع التغيير، يحكم المجموعات، يبقي على الأوضاع على ما هي عليه) بينما يراه من معه بأنه يقوم بمهام القائد الناجح (يكسب اتباعاً، يعمل التغيير بنفسه، يطبق الأفكار، يقنع أتباعه، يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية)
إن هذه الصورة الذهنية هي التي جعلت بطلنا قائدا وليست تصرفاته إن تحول صاحبنا إلى قائد -في أذهان أتباعه فقط- ساعد فريقه على الظهور بحجم هذا التحدي، وإحراز المركز الأول بفضل من الله تعالى ثم ماذا؟! كان أول سؤال يسأله أعضاء الفريق لقائدهم: كم عمرك؟ فأجابهم: واحد وعشرون فظهرت علامات الرضى والسرور على وجوههم وقالوا: إذن ستبقى معنا أربع سنوات أخرى إن شاء الله وظل أعضاء الفريق يرددون أنه لولا فضل الله ثم قيادته الرائعة لهم لما حققوا النصر وهو يعلم علم اليقين أنه لم يكن قائدا ناجحا، وإنما كان مديرا روتينيا، إلا أن "الصورة الذهنية" لديهم هي سبب هذا الاعتقاد أخيرا"
مما سبق نجد أن الصور الذهنية المسبقة تؤدى لأحكام خاطئة أو تؤدى إلى نتائج حسنة فمن يكون صورة حسنة يدفعه هذا التكوين لحسن الفعل ومن يكون صورة سيئة يدفعه هذا لسوء الفعل وفى هذا يقول الكاتب:
"الصورة الذهنية في مثالنا هذا أدت إلى نتائج إيجابية، إلا إنها ليست هكذا دائما، فكثيرا ما يصدر الإنسان أحكاما خاطئة، نتيجة تأثير الصورة الذهنية عليه حينما أصدر الحكم، ولم ينظر لحقائق الأمور لذا علينا محاولة التخفيف من الاعتماد على الصورة الذهنية لإصدار الأحكام، والاستعاضة عنها بالنظر لحقائق الأمور "
وفى القرآن ذكر الله أمثال ذلك منها :
أن بنو إسرائيل انقسموا فى قارون فبعضهم رسم له صورة الرجل الغنى المهاب فقالوا كما قص القرآن :
"فخرج على قومه فى زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو فضل حظ عظيم"
والبعض الأخر وهم العقلاء رسموا له الصورة الصحيحة حسب مقياس وحى لله فاعتبروه رجلا كافرا نصحوه أن يطيع الله فى ماله وفى هذا قال تعالى :
"إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما أتاك الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين"
هذا المقال يدخلنا فى تعبير من تعبيرات الفلسفة وهو الصورة الذهنية ويتحدث عنها فيقول :
"تتكون لدى الفرد منا صور في ذهنه عن أشخاص وأمور معينة، وعادة ما تؤدي هذه الصور إلى إصدار أحكام قد تجانب الصواب، لأنها مبنية على هذه الصور الذهنية وليست على الواقع! "
وما نقله الكاتب هنا وجلس يحكيه فيه صفحتين لخصه القدماء فى مثل هو :
"تسمع بالمعيدى خير من أن تراه"
فهذا المثل لخص الصورة الذهنية المسبقة فيقال أن المعيدى هذا كان رجلا كريما حسن الخلق وذاع صيته بين الناس فطلب الحاكم أن يراه ليضمه إلى حاشيته فلما حضر عنده وجده دميم الخلقة فى نفسه فقال تلك القولة
الناس يضعون فى أنفسهم أن من يعمل الخير لابد أن يكون جميل الصورة عندهم وكل ما خلقه الله جميل ولكن النفوس تختلف فى ما هو الجميل عندها هذه هى الصورة المسبقة وعندما أتى الرجل اختلفت الصورة وفى نفس المسلم لا يجب أن تختلف الصورة فمن يعمل الخير جميل وإن كان قبيح الشكل عند بعض الناس
الكاتب نقل لنا مقالا عن كاتب أخر قال فيه:
"سأضرب لكم مثالا، وهو تجربة عايشتها، لَعِبَتْ فيها الصورة الذهنية دورا كبيرا لكن قبل سرد القصة، سأضع مقارنة بين:
القائد والمدير، مقتبسة من مقالة للكاتب: إبراهيم عبد ربه
المدير القائد :
-يترأس بعض الموظفين
-يكسب اتباعاً
-يتفاعل مع التغيير
-يعمل التغيير بنفسه
-لديه أفكار جيدة
-يطبق الأفكار
-يحكم المجموعات
-يقنع أتباعه
-يحاول أن يكون بطلا
-يصنع الأبطال
-يبقي على الأوضاع على ما هي عليه
-يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية "
ما سبق هو صفات المدير القائد ولكن الكلام التالى يفرق بين القائد والمدير ويبدو أن هناك نقص فى النقل فيقول:
"نرى من هذه المقارنة الفرق الكبير بين تصرفات المدير والقائد لكن في التجربة التي سأرويها تحوّل "المدير" إلى "قائد" ليس بتصرفاته، إنما بسبب الصورة الذهنية في عقول من معه!
بطل حكايتنا شاب يشارك في أحد المراكز الشبابية ومن عادة دولتنا الحبيبة، إقامة مسابقة ثقافية بين الأندية والمراكز الشبابية يتكون كل فريق من اثنا عشر لاعبا، يشارك خمسة منهم فقط في كل مباراة ويشترط أن لا يقل عمر المتسابق عن خمسة عشر سنة وألا يزيد عن خمسة وعشرين سنة وصاحبنا هذا بدأ بالمشاركة مذ كان عمره ستة عشر سنة، وكان أصغر لاعب في الفريق، لذا غالبا ما كان يتواجد على مقاعد الاحتياط وتمر الأيام، ولا يحقق الفريق أي إنجازات تذكر، ويكبر اللاعبون، ويتجاوز أعمار بعضهم الخامسة والعشرون، فيتم استبدالهم بشباب جدد، وشيئا فشيئا بدأ يدخل صاحبنا في التشكيلة الأساسية للفريق وبعد خمس سنوات، لم يبقى أي متسابق من الجيل القديم، وتكون فريق جديد شاب بقيادة بطل قصتنا في آخر سنتين استطاع الفريق تحقيق المركزين الثالث، ثم الثاني أي أن على هذا الفريق الشاب إما المحافظة على المركز الثاني أو تحقيق مركز أعلى! وهذا التحدي الذي كان أمامه ولم يكن أحد متفائل بما يمكن تحقيقه هذه السنة بهذا الفريق الشاب والآن وصلنا لما أريد تبيانه وهو: الصورة الذهنية كان أعضاء الفريق ينظرون لصاحبنا على أنه: مثقف وصاحب خبرة، وأنه "قائد ناجح" أما هو فيعلم أنه ليس كذلك كان أعضاء الفريق يحرصون كل الحرص على تواجده في كل مباراة، وكانت ظروف عمله الذي ينتهي قبل بدء المباريات بوقت قصير، لا تمكنه من الحضور إلا متأخرا، مما يجعل فريقه في لحظات ترقب إلى حين وصوله، ومن ثم تتهلل وجوههم فرحا، أما هو فلا يرى مبررا لهذا الفرح، فثقافته ليست أفضل من ثقافة بقية اللاعبين بكثير وأي منهم بإمكانه سد مكانه الأهم من كل ذلك أن صاحبنا كان يقوم بما يقوم به المدير فبالمقارنة أعلاه (يترأس بعض الموظفين، يتفاعل مع التغيير، يحكم المجموعات، يبقي على الأوضاع على ما هي عليه) بينما يراه من معه بأنه يقوم بمهام القائد الناجح (يكسب اتباعاً، يعمل التغيير بنفسه، يطبق الأفكار، يقنع أتباعه، يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية)
إن هذه الصورة الذهنية هي التي جعلت بطلنا قائدا وليست تصرفاته إن تحول صاحبنا إلى قائد -في أذهان أتباعه فقط- ساعد فريقه على الظهور بحجم هذا التحدي، وإحراز المركز الأول بفضل من الله تعالى ثم ماذا؟! كان أول سؤال يسأله أعضاء الفريق لقائدهم: كم عمرك؟ فأجابهم: واحد وعشرون فظهرت علامات الرضى والسرور على وجوههم وقالوا: إذن ستبقى معنا أربع سنوات أخرى إن شاء الله وظل أعضاء الفريق يرددون أنه لولا فضل الله ثم قيادته الرائعة لهم لما حققوا النصر وهو يعلم علم اليقين أنه لم يكن قائدا ناجحا، وإنما كان مديرا روتينيا، إلا أن "الصورة الذهنية" لديهم هي سبب هذا الاعتقاد أخيرا"
مما سبق نجد أن الصور الذهنية المسبقة تؤدى لأحكام خاطئة أو تؤدى إلى نتائج حسنة فمن يكون صورة حسنة يدفعه هذا التكوين لحسن الفعل ومن يكون صورة سيئة يدفعه هذا لسوء الفعل وفى هذا يقول الكاتب:
"الصورة الذهنية في مثالنا هذا أدت إلى نتائج إيجابية، إلا إنها ليست هكذا دائما، فكثيرا ما يصدر الإنسان أحكاما خاطئة، نتيجة تأثير الصورة الذهنية عليه حينما أصدر الحكم، ولم ينظر لحقائق الأمور لذا علينا محاولة التخفيف من الاعتماد على الصورة الذهنية لإصدار الأحكام، والاستعاضة عنها بالنظر لحقائق الأمور "
وفى القرآن ذكر الله أمثال ذلك منها :
أن بنو إسرائيل انقسموا فى قارون فبعضهم رسم له صورة الرجل الغنى المهاب فقالوا كما قص القرآن :
"فخرج على قومه فى زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو فضل حظ عظيم"
والبعض الأخر وهم العقلاء رسموا له الصورة الصحيحة حسب مقياس وحى لله فاعتبروه رجلا كافرا نصحوه أن يطيع الله فى ماله وفى هذا قال تعالى :
"إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما أتاك الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين"