رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال الشجرة الملعونة
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول وجود شجر ملعون وشجر مبارك ويركو بصفة خاصة على الشجرة الملعونة وقد استهل المقال بأن فى الأديان قصة عن السجرة المحرمة فقال :
"بحسب الأديان السماوية كانت هناك في الجنة شجرة محرمة على جدينا آدم وحواء أسمحوا لي بأن أنعتها بالملعونة فلولاها لما كنت أنا ولا أنتم نعيش على سطح هذا الجحيم الدنيوي الذي يسمى "الأرض" .. "
قطعا لا وجود لأديان سماوية فالدين السماوى واحد وهو الإسلام كما قال تعالى :
" إن الدين عند الله الإسلام"
الشجرة المحرمة لم يقل الله فى القرآن أى نوع هى ومن ثم لا يجب أن نشغل أنفسنا بها واتهم الرجل أمنا بأنها أول من اكلت من الشجرة فقال :
"من يدري لعلي كنت الآن عصفورا أزقق فوق أغصان الجنة بدلا من جلوسي المستمر خلف هذا الحاسوب البغيض! .. بأي حال جدتنا حواء سامحها الله أبت إلا أن تقطف وتأكل من تلك الشجرة ولعله ليس ذنبها بل ذنب إبليس فقد تصور لها بهيئة ثعبان يتدلى من أغصان تلك الشجرة وأغواها في أن تأكل منها فتناست جميع التحذيرات وأخذت "تفاحة" من تلك الشجرة وأكلت منها وقدمت الباقي لزوجها الذي لم يمانع على ما يبدو وأزدرد بقية التفاحة وكانت النتيجة طردهما من الجنة."
قطعا الذنب ليس ذنب إبليس وإنما الذنب ذنب الأبوين لأنهما من أكلا معا كما قال تعالى :
" فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا"
ومن ثم الذنب ذنب آدم(ص) وزوجه كما قال معترفين مقرين بالذنب مستغفرين منه تعالى :
"قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
وتحدث عن خرافة كون الشجرة هى شجرة التفاح مبينا أنه لا يوجد أى نص فى الكتب المقدسة عند أهل الأديان يقول بذلك فقال :
لكن مهلا من قال أن الشجرة كانت شجرة تفاح؟ .. لا اليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام ذكروا نوع الشجرة أو نوع ثمارها .. فمن أين أتت قصة التفاحة؟ ..
في اليهودية والمسيحية كان اسم الشجرة هو شجرة معرفة الخير والشر كانت مغروسة في جنة عدن وقبل أن يأكلا منها - آدم وحواء - كان الشر بمعزل عن الخير لكن حين أكلا منها أختلط الخير بالشر في نفسيهما وكانت قبل ذلك خيرة فقط.
ولهذه الشجرة أهمية في المسيحية فهي منبع الخطيئة الأصلية أي الخطيئة التي ورثها البشر عن جديهما آدم وحواء حينما خالفا أوامر الرب وأكلا من الشجرة المحرمة ولهذا يقوم المسيحيون بتعميد أطفالهم لأن جميع البشر يولدون وهم يحملون جزءا من آثم تلك الخطيئة.
طبعا هذا تبسيط ساذج ومقتضب لمسألة فيها الكثير من الجدل والرد والبدل بين المذاهب والكنائس المختلفة لكننا أردنا اعطاء معلومة بسيطة ولسنا بصدد الخوض في التفاصيل.
في الإسلام لم يذكر القرآن الكريم شيئا عن نوع الشجرة الآيات صريحة وبينة بهذا الخصوص:
" ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين {19} فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين {20} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين {21} فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطآن لكما عدو مبين {22} قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين {23} قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ""
قطعا الاسم موجود فى العهدين القديم والجديد ليس موجودا فى القرآن وهو شجرة معرفة الخير والشر وتحدث عن طرد الأبوين من الجنة بعد شعرا أنهما يريدان التبول والتبرز فقال :
"بعض المفسرين زعموا أن أدم وحواء لم يكونوا يتغوطان لكن حالما أكلا من الشجرة شعرا بألم في البطن ورغبا في التغوط وهو شعور لم يخالجهما من قبل ولكي لا تتحول الجنة إلى مرافق صحية تم طردهما منها فأرسلا إلى اكبر مرافق صحية عرفها الكون .. كوكب الأرض!."
وبين أن هذا الكلام خرافة والصحيح هو انكشاف جسميهما امام بعض ولذات قطعا من ورق شجر الجنة ليغطيا نفسيهما فقال :
" الصحيح أن ما اجمع عليه أغلب المفسرين هو أن المقصود بـ " بدت لهما سوءاتهما" ليس له علاقة قطعا بخروج الفضلات من الجسد بل المقصود هو نزع الكسوة والعري بمعنى أدق نزع الغشاوة عن العين أي أنهما رأيا وشعرا لأول مرة بجسديهما كما لم يريانه ويشعران به من قبل "
وضرب العطار مثلا بأن الإنسان فى طفولته لا يشعر بالخزى من التعرى لعدم وجود شهوة فيه ولكنه عندما يبلغ فتتكون الشهوة فيه يشعر بالخزى من التعرى وأن هذا ما حدث للأبوين فلم تكن فيهما شهوة ثم اصبحت فيهما وفى هذا قال :
"دعني أشبه لك المسألة وأقربها إلى ذهنك عزيزي القارئ في طفولتنا الأولى لم نكن نفهم معنى الجنس لم نجرب الشهوة هب أني في الرابعة من عمري شاهدت عورة بنت جيراننا التي كنت ألعب معها ماذا كان ذلك سيعني لي .. لا شيء! .. جسمي وعقلي كان طاهرا تماما ليس فيه ذرة شهوة لكن حين كبرت وتغلغلت الشهوة إلى أعماقي أصبح الأمر مختلفا فرؤية ذاك الذي رأيته في طفولتي أصبح يحولني إلى إنسان آخر وقد أقدم على فعل أمور مشينة. أظن هذا هو بالضبط ما حدث لأدم وحواء فقدا طهارتهما الروحية وأنا لا أرمي هنا إلى الجنس فقط كما قد يفهم البعض من كلامي لكن أشير إلى الشهوة بشكل عام شهوة الجنس والأكل والمال والتملك الشهوة التي قد تدفعنا للحسد والتآمر والاغتصاب والقتل الشهوة التي تسرق براءة طفولتنا وهي برأيي الشخصي - أي الشهوة وما تجره من شرور - خلاصة قصة آدم وحواء مهما اختلفت تفاصيلها من دين لآخر. "
قطعا ألأمر ليس كما قال العطار لأن شهوة الأكل كانت موجودة فيهما بدليل أكلهم من كل الشجر عدا الشجرة المحرمة ومن الممكن ان تكون فيهما شهوة الجنس ولكن بدون إنجاب
وتحدث عن مكان الشجرة المحرمة فى السماء أم الأرض فقال :
"هناك جدل آخر يتعلق بمكان الجنة التي كانت فيها تلك الشجرة هل هي جنة السماء أم جنة من جنان الأرض وإذا كانت على الأرض فأين مكانها؟ وأنا لا أود الخوض في هذا الجدل ولا يعنيني لأن الخوض فيه أشبه بالخوض في جدل أيهما خلق أولا؟ البيضة أم الدجاجة .. لكن استوقفني قول بعضهم بأن تلك الجنة جنة عدن كانت موجودة في بلاد ما بين النهرين أي العراق الحالي الذي يعيش فيه الحقير الفقير كاتب هذه الكلمات وأرى في ذلك طرفة فالحر عندنا يصل 50 درجة مئوية في فصل الصيف لعل الجو كان أفضل قبل آلاف السنين .. ما أدراني .. لكن لوكان الطقس آنذاك شبيها بالذي عندنا الآن وكان آدم وحواء يعيشان في تلك الجنة بدون مكيفات فأنا أشعر بالشفقة عليهما حقا!.
طبعا أنا هنا لا أسخر من أمور مقدسة لدى جميع الأديان لكني أسخر ممن يركز ويجادل في أمور فرعية ويتناسى اللب والجوهر كأن ترى شخصان يتعاركان حول مكان جنة عدن؟ وكل منهما يريد أن ينسبها لبلده أو المكان الذي رست فيه سفينة نوح أو ترى احدهم يجادل في هل كان آدم بلحية أم بدون لحية؟ ونوع الملابس أو الكسوة التي كان يرتديها؟ ونوع ثمار الشجرة المحرمة؟ .. الخ .. في الواقع المعنى الفلسفي لقصة آدم وحواء أبعد بكثير مما قد يفهمه الكثير من الناس الذين تعلقت عقولهم للأسف بالشكليات وغاب عنهم المغزى."
قطعا الشجرة لم تكن فى الأرض لا فى العراق ولا فى غيره وإنما كانت فى جنة السماء التى تحولت فيما بعد لجنة البرزخ ثم تتحول لجنة الخلد فى القيامة لأن احداث القصة فيها طرف لا يعيش فى الأرض وهو الملائكة وإنما حياته فى السماء كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
وتحدث عن الشجرة الملعونة فى القرآن وهى شجرة الزقوم فقال :
"شجرة الزقوم
في الإسلام هناك شجرة ملعونة أخرى وهذه المرة لا تقبع وسط الجنة بل في لجة الجحيم .. أنها شجرة الزقوم وأسمها لوحده مخيف! .. أما شكلها فمرعب فهي قبيحة المنظر جذرها ضارب في أصل الجحيم أما فروعها السوداء المنتنة فتمتد إلى كل بقاع الجحيم وأغصانها مثقلة بثمار بشعة في هيئة رؤوس الشياطين ورائحة الثمار كريهة وطعمها مر كالعلقم بيد أن أهل الجحيم من شدة الكرب والعذاب يضربهم جوع شديد فيضطرون للأكل منها ويملئون بطونهم من ثمارها الكريهة ومهما أكلوا منها لا يشبعون بل يصيبهم عطش شديد لا خيار لإطفائه سوى ماء الحميم يتهافتون عليه وينهلون منه حتى تتقطع أمعائهم."
قطعا الشجرة الملعونة ليست شجرة دنيوية وليس معنى الملعونة التى غضب الله عليها لأن لا يغضب إلا على الكفار كما قال :
"ألا لعنة الله على الكافرين"
وإنما معنى الملعونة الضارة المؤذية للكفار فثمار شجر الزقوم مؤذية مؤلمة
وتحدث الرجل عن أحد البشر الكذبة وضع صورة سماها شجرة الزقوم مبينا أنها شجرة من اشجار الدنيا الأرضية فقال :
"يا لها من وجبة!! ..
الطريف أن النت فاجأنا قبل فترة بصور زعم أصحابها بأنها لشجرة الزقوم ولا أدري كيف تمكنوا من التقاطها هل ذهبوا في رحلة استكشافية إلى الجحيم ثم عادوا لنا بتلك الصور؟ .. لا أنكر بأن الصور مخيفة فهي تعرض ثمارا على هيئة جماجم ورؤوس شيطانية لكنها في واقع الأمر ليست من نباتات الجحيم بل من نباتات الأرض أسمها العلمي هو( Antirrhinum ) وتعرف في بلداننا بأسم أنف العجل أو فم السمكة ولها زهور جميلة وزاهية لكن عندما تذبل تلك الزهور وتموت تتحول إلى أشكال مخيفة وبشعة وجد فيها البعض من الباحثين عن الإثارة ضالتهم ليصوروها للناس على أنها ثمار شجرة الزقوم."
وتحدث عن شجرة يقدسها عبدة الشيطان في الولايات المتحدة فقال :
" أخيرا قبل أن أختم هذا المقال - الذي لا أدري أصلا لماذا كتبته لكن القلم أخذني إلى حيث لا أريد - .. دعوني أحدثكم عن شجرة ملعونة أخرى لكنها هذه المرة من أشجار الأرض أسمها شجرة الشيطان ويقال أن عبدة الشيطان يحجون إليها. وهي شجرة سنديان ضخمة تنتصب في أحد الحقول بولاية نيوجيرسي الأمريكية العجيب أنها تقف وحيدة يبدو أن بقية الأشجار تخافها فلا تنمو إلى جوارها وليس قربها سوى بضعة شجيرات ونباتات صغيرة بالرغم من الطبيعة الخضراء للمنطقة."
وتحدث عن الشجرة التى سماها شيطانية وهى ليست سوى شجرة ربانية ويبدو أن هناك من يقف ضد عمليات قطعها ويغتال كل من يقوم بالاقتراب منها لقطعها عن طريق دهسه بسيارة فقال :
"لكن ما قصة هذه الشجرة؟ ..
كثيرة هي القصص والأساطير التي يرويها سكان منطقة برناردز عن الشجرة. فيقال بأن صاحب الحقل الذي تقبع فيه الشجرة قتل عائلته برمتها ثم أخذ حبلا وشنق نفسه على أحد أغصانها. هذه الحادثة وقعت قبل عقود طويلة ومنذ ذلك الحين انتحر العشرات على أغصان الشجرة الملعونة.
أما القصة الأكثر تداولا فتزعم أن العبيد المتمردين والفارين من أسيادهم كانوا يشنقون على تلك الشجرة وأن منظمة كوكلوكس كلان العنصرية اختطفت عشرات السود من المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وقامت بشنقهم على أغصان شجرة السنديان المنحوسة.
الناس في تلك المنطقة يزعمون سماع أصوات صراخ واستغاثات قادمة من داخل الشجرة ويقولون بأن الشجرة هي بوابة من بوابات الجحيم ولهذا فأنها دائما ما تكون دافئة حتى في أقسى أيام الشتاء ستشعر بالدفء إذا لمستها ومن عجائبها الأخرى هو أن الثلوج لا تتجمع وتتراكم أبدا عند قاعدتها حتى لو بلغ ارتفاعها في الجوار عدة أمتار.
فشلوا في قطعها .. ويقال بأن الأشخاص الذين يقتربون كثيرا من الشجرة تظهر لهم فجأة من العدم شاحنة فورد سوداء قديمة تتجه صوبهم حتى تكاد تدهسهم لكنها تختفي وتتبخر في الهواء قبل أن تصل إليهم مباشرة. وقالوا أيضا بأن من يلمس الشجرة بيديه ويذهب لتناول الطعام سيجد بأن يده أصبحت سوداء.
وعبر السنين حاول العديدون قطع هذه الشجرة الشيطانية وجذعها شاهد على تلك المحاولات حيث هناك آثار واضحة لسلاسل معدنية وضربات الفؤوس لكن لسبب لا يعلمه سوى الله لم ينجح أي احد في قطعها. المزارعون القريبون من الحقل يقولون بأن كل من حاول قطع الشجرة انتهى به الأمر ميتا بعد فترة قصيرة وجميعهم ماتوا على نفس الشاكلة صدمتهم سيارة مسرعة.
شهرة الشجرة بلغت حدا جعل مجلس بلدة برناردز يتراجع عن قرار سابق بقطعها من أجل إفساح المجال لبعض المشاريع التي كانوا ينوون أجرائها على الأرض حيث تنتصب الشجرة وبدلا من ذلك قاموا بتوفير الحماية للشجرة."
بالطبع هذه الحكايات معظمها كاذب ويبدو أن مالك الأرض أو أحد ورثته او منظمات السلام الأخضر أو المنظمات البيئية هى من تقف دفاعا عن وجود الشجرة المعمرة
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول وجود شجر ملعون وشجر مبارك ويركو بصفة خاصة على الشجرة الملعونة وقد استهل المقال بأن فى الأديان قصة عن السجرة المحرمة فقال :
"بحسب الأديان السماوية كانت هناك في الجنة شجرة محرمة على جدينا آدم وحواء أسمحوا لي بأن أنعتها بالملعونة فلولاها لما كنت أنا ولا أنتم نعيش على سطح هذا الجحيم الدنيوي الذي يسمى "الأرض" .. "
قطعا لا وجود لأديان سماوية فالدين السماوى واحد وهو الإسلام كما قال تعالى :
" إن الدين عند الله الإسلام"
الشجرة المحرمة لم يقل الله فى القرآن أى نوع هى ومن ثم لا يجب أن نشغل أنفسنا بها واتهم الرجل أمنا بأنها أول من اكلت من الشجرة فقال :
"من يدري لعلي كنت الآن عصفورا أزقق فوق أغصان الجنة بدلا من جلوسي المستمر خلف هذا الحاسوب البغيض! .. بأي حال جدتنا حواء سامحها الله أبت إلا أن تقطف وتأكل من تلك الشجرة ولعله ليس ذنبها بل ذنب إبليس فقد تصور لها بهيئة ثعبان يتدلى من أغصان تلك الشجرة وأغواها في أن تأكل منها فتناست جميع التحذيرات وأخذت "تفاحة" من تلك الشجرة وأكلت منها وقدمت الباقي لزوجها الذي لم يمانع على ما يبدو وأزدرد بقية التفاحة وكانت النتيجة طردهما من الجنة."
قطعا الذنب ليس ذنب إبليس وإنما الذنب ذنب الأبوين لأنهما من أكلا معا كما قال تعالى :
" فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا"
ومن ثم الذنب ذنب آدم(ص) وزوجه كما قال معترفين مقرين بالذنب مستغفرين منه تعالى :
"قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
وتحدث عن خرافة كون الشجرة هى شجرة التفاح مبينا أنه لا يوجد أى نص فى الكتب المقدسة عند أهل الأديان يقول بذلك فقال :
لكن مهلا من قال أن الشجرة كانت شجرة تفاح؟ .. لا اليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام ذكروا نوع الشجرة أو نوع ثمارها .. فمن أين أتت قصة التفاحة؟ ..
في اليهودية والمسيحية كان اسم الشجرة هو شجرة معرفة الخير والشر كانت مغروسة في جنة عدن وقبل أن يأكلا منها - آدم وحواء - كان الشر بمعزل عن الخير لكن حين أكلا منها أختلط الخير بالشر في نفسيهما وكانت قبل ذلك خيرة فقط.
ولهذه الشجرة أهمية في المسيحية فهي منبع الخطيئة الأصلية أي الخطيئة التي ورثها البشر عن جديهما آدم وحواء حينما خالفا أوامر الرب وأكلا من الشجرة المحرمة ولهذا يقوم المسيحيون بتعميد أطفالهم لأن جميع البشر يولدون وهم يحملون جزءا من آثم تلك الخطيئة.
طبعا هذا تبسيط ساذج ومقتضب لمسألة فيها الكثير من الجدل والرد والبدل بين المذاهب والكنائس المختلفة لكننا أردنا اعطاء معلومة بسيطة ولسنا بصدد الخوض في التفاصيل.
في الإسلام لم يذكر القرآن الكريم شيئا عن نوع الشجرة الآيات صريحة وبينة بهذا الخصوص:
" ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين {19} فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين {20} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين {21} فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطآن لكما عدو مبين {22} قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين {23} قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ""
قطعا الاسم موجود فى العهدين القديم والجديد ليس موجودا فى القرآن وهو شجرة معرفة الخير والشر وتحدث عن طرد الأبوين من الجنة بعد شعرا أنهما يريدان التبول والتبرز فقال :
"بعض المفسرين زعموا أن أدم وحواء لم يكونوا يتغوطان لكن حالما أكلا من الشجرة شعرا بألم في البطن ورغبا في التغوط وهو شعور لم يخالجهما من قبل ولكي لا تتحول الجنة إلى مرافق صحية تم طردهما منها فأرسلا إلى اكبر مرافق صحية عرفها الكون .. كوكب الأرض!."
وبين أن هذا الكلام خرافة والصحيح هو انكشاف جسميهما امام بعض ولذات قطعا من ورق شجر الجنة ليغطيا نفسيهما فقال :
" الصحيح أن ما اجمع عليه أغلب المفسرين هو أن المقصود بـ " بدت لهما سوءاتهما" ليس له علاقة قطعا بخروج الفضلات من الجسد بل المقصود هو نزع الكسوة والعري بمعنى أدق نزع الغشاوة عن العين أي أنهما رأيا وشعرا لأول مرة بجسديهما كما لم يريانه ويشعران به من قبل "
وضرب العطار مثلا بأن الإنسان فى طفولته لا يشعر بالخزى من التعرى لعدم وجود شهوة فيه ولكنه عندما يبلغ فتتكون الشهوة فيه يشعر بالخزى من التعرى وأن هذا ما حدث للأبوين فلم تكن فيهما شهوة ثم اصبحت فيهما وفى هذا قال :
"دعني أشبه لك المسألة وأقربها إلى ذهنك عزيزي القارئ في طفولتنا الأولى لم نكن نفهم معنى الجنس لم نجرب الشهوة هب أني في الرابعة من عمري شاهدت عورة بنت جيراننا التي كنت ألعب معها ماذا كان ذلك سيعني لي .. لا شيء! .. جسمي وعقلي كان طاهرا تماما ليس فيه ذرة شهوة لكن حين كبرت وتغلغلت الشهوة إلى أعماقي أصبح الأمر مختلفا فرؤية ذاك الذي رأيته في طفولتي أصبح يحولني إلى إنسان آخر وقد أقدم على فعل أمور مشينة. أظن هذا هو بالضبط ما حدث لأدم وحواء فقدا طهارتهما الروحية وأنا لا أرمي هنا إلى الجنس فقط كما قد يفهم البعض من كلامي لكن أشير إلى الشهوة بشكل عام شهوة الجنس والأكل والمال والتملك الشهوة التي قد تدفعنا للحسد والتآمر والاغتصاب والقتل الشهوة التي تسرق براءة طفولتنا وهي برأيي الشخصي - أي الشهوة وما تجره من شرور - خلاصة قصة آدم وحواء مهما اختلفت تفاصيلها من دين لآخر. "
قطعا ألأمر ليس كما قال العطار لأن شهوة الأكل كانت موجودة فيهما بدليل أكلهم من كل الشجر عدا الشجرة المحرمة ومن الممكن ان تكون فيهما شهوة الجنس ولكن بدون إنجاب
وتحدث عن مكان الشجرة المحرمة فى السماء أم الأرض فقال :
"هناك جدل آخر يتعلق بمكان الجنة التي كانت فيها تلك الشجرة هل هي جنة السماء أم جنة من جنان الأرض وإذا كانت على الأرض فأين مكانها؟ وأنا لا أود الخوض في هذا الجدل ولا يعنيني لأن الخوض فيه أشبه بالخوض في جدل أيهما خلق أولا؟ البيضة أم الدجاجة .. لكن استوقفني قول بعضهم بأن تلك الجنة جنة عدن كانت موجودة في بلاد ما بين النهرين أي العراق الحالي الذي يعيش فيه الحقير الفقير كاتب هذه الكلمات وأرى في ذلك طرفة فالحر عندنا يصل 50 درجة مئوية في فصل الصيف لعل الجو كان أفضل قبل آلاف السنين .. ما أدراني .. لكن لوكان الطقس آنذاك شبيها بالذي عندنا الآن وكان آدم وحواء يعيشان في تلك الجنة بدون مكيفات فأنا أشعر بالشفقة عليهما حقا!.
طبعا أنا هنا لا أسخر من أمور مقدسة لدى جميع الأديان لكني أسخر ممن يركز ويجادل في أمور فرعية ويتناسى اللب والجوهر كأن ترى شخصان يتعاركان حول مكان جنة عدن؟ وكل منهما يريد أن ينسبها لبلده أو المكان الذي رست فيه سفينة نوح أو ترى احدهم يجادل في هل كان آدم بلحية أم بدون لحية؟ ونوع الملابس أو الكسوة التي كان يرتديها؟ ونوع ثمار الشجرة المحرمة؟ .. الخ .. في الواقع المعنى الفلسفي لقصة آدم وحواء أبعد بكثير مما قد يفهمه الكثير من الناس الذين تعلقت عقولهم للأسف بالشكليات وغاب عنهم المغزى."
قطعا الشجرة لم تكن فى الأرض لا فى العراق ولا فى غيره وإنما كانت فى جنة السماء التى تحولت فيما بعد لجنة البرزخ ثم تتحول لجنة الخلد فى القيامة لأن احداث القصة فيها طرف لا يعيش فى الأرض وهو الملائكة وإنما حياته فى السماء كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
وتحدث عن الشجرة الملعونة فى القرآن وهى شجرة الزقوم فقال :
"شجرة الزقوم
في الإسلام هناك شجرة ملعونة أخرى وهذه المرة لا تقبع وسط الجنة بل في لجة الجحيم .. أنها شجرة الزقوم وأسمها لوحده مخيف! .. أما شكلها فمرعب فهي قبيحة المنظر جذرها ضارب في أصل الجحيم أما فروعها السوداء المنتنة فتمتد إلى كل بقاع الجحيم وأغصانها مثقلة بثمار بشعة في هيئة رؤوس الشياطين ورائحة الثمار كريهة وطعمها مر كالعلقم بيد أن أهل الجحيم من شدة الكرب والعذاب يضربهم جوع شديد فيضطرون للأكل منها ويملئون بطونهم من ثمارها الكريهة ومهما أكلوا منها لا يشبعون بل يصيبهم عطش شديد لا خيار لإطفائه سوى ماء الحميم يتهافتون عليه وينهلون منه حتى تتقطع أمعائهم."
قطعا الشجرة الملعونة ليست شجرة دنيوية وليس معنى الملعونة التى غضب الله عليها لأن لا يغضب إلا على الكفار كما قال :
"ألا لعنة الله على الكافرين"
وإنما معنى الملعونة الضارة المؤذية للكفار فثمار شجر الزقوم مؤذية مؤلمة
وتحدث الرجل عن أحد البشر الكذبة وضع صورة سماها شجرة الزقوم مبينا أنها شجرة من اشجار الدنيا الأرضية فقال :
"يا لها من وجبة!! ..
الطريف أن النت فاجأنا قبل فترة بصور زعم أصحابها بأنها لشجرة الزقوم ولا أدري كيف تمكنوا من التقاطها هل ذهبوا في رحلة استكشافية إلى الجحيم ثم عادوا لنا بتلك الصور؟ .. لا أنكر بأن الصور مخيفة فهي تعرض ثمارا على هيئة جماجم ورؤوس شيطانية لكنها في واقع الأمر ليست من نباتات الجحيم بل من نباتات الأرض أسمها العلمي هو( Antirrhinum ) وتعرف في بلداننا بأسم أنف العجل أو فم السمكة ولها زهور جميلة وزاهية لكن عندما تذبل تلك الزهور وتموت تتحول إلى أشكال مخيفة وبشعة وجد فيها البعض من الباحثين عن الإثارة ضالتهم ليصوروها للناس على أنها ثمار شجرة الزقوم."
وتحدث عن شجرة يقدسها عبدة الشيطان في الولايات المتحدة فقال :
" أخيرا قبل أن أختم هذا المقال - الذي لا أدري أصلا لماذا كتبته لكن القلم أخذني إلى حيث لا أريد - .. دعوني أحدثكم عن شجرة ملعونة أخرى لكنها هذه المرة من أشجار الأرض أسمها شجرة الشيطان ويقال أن عبدة الشيطان يحجون إليها. وهي شجرة سنديان ضخمة تنتصب في أحد الحقول بولاية نيوجيرسي الأمريكية العجيب أنها تقف وحيدة يبدو أن بقية الأشجار تخافها فلا تنمو إلى جوارها وليس قربها سوى بضعة شجيرات ونباتات صغيرة بالرغم من الطبيعة الخضراء للمنطقة."
وتحدث عن الشجرة التى سماها شيطانية وهى ليست سوى شجرة ربانية ويبدو أن هناك من يقف ضد عمليات قطعها ويغتال كل من يقوم بالاقتراب منها لقطعها عن طريق دهسه بسيارة فقال :
"لكن ما قصة هذه الشجرة؟ ..
كثيرة هي القصص والأساطير التي يرويها سكان منطقة برناردز عن الشجرة. فيقال بأن صاحب الحقل الذي تقبع فيه الشجرة قتل عائلته برمتها ثم أخذ حبلا وشنق نفسه على أحد أغصانها. هذه الحادثة وقعت قبل عقود طويلة ومنذ ذلك الحين انتحر العشرات على أغصان الشجرة الملعونة.
أما القصة الأكثر تداولا فتزعم أن العبيد المتمردين والفارين من أسيادهم كانوا يشنقون على تلك الشجرة وأن منظمة كوكلوكس كلان العنصرية اختطفت عشرات السود من المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وقامت بشنقهم على أغصان شجرة السنديان المنحوسة.
الناس في تلك المنطقة يزعمون سماع أصوات صراخ واستغاثات قادمة من داخل الشجرة ويقولون بأن الشجرة هي بوابة من بوابات الجحيم ولهذا فأنها دائما ما تكون دافئة حتى في أقسى أيام الشتاء ستشعر بالدفء إذا لمستها ومن عجائبها الأخرى هو أن الثلوج لا تتجمع وتتراكم أبدا عند قاعدتها حتى لو بلغ ارتفاعها في الجوار عدة أمتار.
فشلوا في قطعها .. ويقال بأن الأشخاص الذين يقتربون كثيرا من الشجرة تظهر لهم فجأة من العدم شاحنة فورد سوداء قديمة تتجه صوبهم حتى تكاد تدهسهم لكنها تختفي وتتبخر في الهواء قبل أن تصل إليهم مباشرة. وقالوا أيضا بأن من يلمس الشجرة بيديه ويذهب لتناول الطعام سيجد بأن يده أصبحت سوداء.
وعبر السنين حاول العديدون قطع هذه الشجرة الشيطانية وجذعها شاهد على تلك المحاولات حيث هناك آثار واضحة لسلاسل معدنية وضربات الفؤوس لكن لسبب لا يعلمه سوى الله لم ينجح أي احد في قطعها. المزارعون القريبون من الحقل يقولون بأن كل من حاول قطع الشجرة انتهى به الأمر ميتا بعد فترة قصيرة وجميعهم ماتوا على نفس الشاكلة صدمتهم سيارة مسرعة.
شهرة الشجرة بلغت حدا جعل مجلس بلدة برناردز يتراجع عن قرار سابق بقطعها من أجل إفساح المجال لبعض المشاريع التي كانوا ينوون أجرائها على الأرض حيث تنتصب الشجرة وبدلا من ذلك قاموا بتوفير الحماية للشجرة."
بالطبع هذه الحكايات معظمها كاذب ويبدو أن مالك الأرض أو أحد ورثته او منظمات السلام الأخضر أو المنظمات البيئية هى من تقف دفاعا عن وجود الشجرة المعمرة