رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال الإبداع للمؤسسات طريقك نحو قيادة المستقبل
المقال إعداد عبد الله المهيرى وقد استهل الرجل البحث بالسؤال عن سبب الاهتمام بالابداع فقال:
"قبل أن نبدأ لماذا نكتب عن الإبداع؟ ولم هذا الاهتمام بالإبداع؟ بكل بساطة لأن الإبداع يقود إلى التجديد، والتجديد يجعلنا نتقدم على غيرنا"
والقول بأن الابداع يقود إلى التجديد، والتجديد يجعلنا نتقدم على غيرنا هو ضرب من الجنون فكم من أمة كانت تجديداتها عنوان تخلفها فالأمة التى كانت مسلمة قادها التجديد إلى كونها أمم متفرقة كافرة بعضها يعبد الأوثان وبعضها يعبد الأرواح وبعضها يعبد كبار الناس وفى هذا قال تعالى :
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
وقال :
"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء"
التجديد الذى قاده الابداع غالبا ما قاد أصحابه للنار فالتجديد عند الله هو التجديد فى الآلات والتقنيات وحسب أحكام الله وأما التجديد المزعوم فهو غالبا ما كان عصيان لحكم من أحكام الله ففن كالفن السينمائى لا يوجد حاليا منه ما يوافق أحكام الله وكذلك المسرح وكذلك البرامج التلفزيونية وحتى التقنيات يتم تصنيع بعض منها لإشاعة الفاحشة وتضييع الأوقات فى الألعاب فالجوال أو المحمول الهدف منه تسهيل الاتصال بالناس للاطمئنان عليهم او الاستغاثة بهم أو قضاء المصالح المباحة ولكنه حاليا يستخدم فى تضييع الوقت باللعب أو الكلام ساعات ومشاهدات المحرمات من الصور والشرائط والمباريات ومن يستخدمه أكثر من 99% منهم يستخدمونه فى عصيان الله
ثم قسم الرجل لناس والدول فقال:
"والناس والمؤسسات وحتى الدول يمكن أن نصنفهم ضمن قسمين، قسم متقدم وسائر في ركب التطور، وهؤلاء المبدعون، وقسم وقف وقنع ورضي بما عنده، وهؤلاء الأتباع المقلدون"
والتقدم والتأخر لا يقاس فى الإسلام بالابداع وإنما يقاس بطاعة الله أو بعصيانه كما قال تعالى :
"كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"
نظرة على الأقوام الكافرة ماذا أفادت الأوتاد التى بناها قوم فرعون القوم ؟وماذا أفاد ثمود بناء مصانع الخلود وماذا أفاد ثمود بناء مصانع الخلود ؟وماذا أفادت سبأ الحدائق المتطورة ؟
التقدم التقنى ليس دليلا على التقدم عند الله وإنما هو دليل التخلف فشخص كالسامرى استغل معرفته فى إبداع العجل الذهبى لذى له خوار كما قال تعالى "قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار"
ما الفارق بين السامرى وبين النحات المبدعين فى عالم اليوم ؟
لا فارق سوى أنهم يستوون فى لإضاعة الوقت والمال والجهد فيما لا نفع للناس من خلفه والتقدم التقنى فى الإسلام أن تستخدم الأداة فى الخير للناس
ثم سأل الرجل كل منا :
" ففي أي فئة تريد أن تكون؟ وفي أي فئة تريد أن تكون مؤسستك؟ وإذا كنت تبحث عن عمل جديد، فهل تختار مؤسسة مبدعة أم مقلدة؟ أنا متأكد بأن كل الناس يريدون أن يكونوا ناجحين متقدمين مبدعين وطريق التقدم لا يمكن أن نسير فيه بدون إبداع، فإذا كنت تريد السير في طريق التقدم، فتسلح بالإبداع"
كل الناس يريدون التقدم فعلا ولكن كل منهم يقصد بالتقدم شيئا مختلفا عن الأخر ولذا قال تعالى :
"إن سعيكم لشتى"
وبعد هذا عرض الرجل لما سماه الابداع فى المؤسسات فعرف المؤسسة فقال:
"في ملف الإبداع الأول، عرفنا بشكل سريع الإبداع وعرفنا بالمبدعين، وكتبنا عدة طرق لتصبح أكثر إبداعاً، وبينا طرق توليد الأفكار الإبداعية - إذا لم تقرأ الملف الأول أسرع الآن واقرأه - وكل هذا كان يدور حول إبداع الفرد، وهنا نتحدث عن الإبداع في المؤسسات
ماذا نعني بالمؤسسات؟ المؤسسات تعني هنا الشركات الخاصة، والدوائر الحكومية والمؤسسات ذات النفع العام مثل الجمعيات الخيرية واللجان والجمعيات المتخصصة، وحتى الأسرة تعتبر مؤسسة بل هي أهم مؤسسة"
ثم تحدث الرجل عن بيئة الابداع المؤسسى فقال :
"بيئة إبداع:
حتى يبدع الفرد لمؤسسته، يجب أن توفر المؤسسة بيئة تتقبل الإبداعات على أنواعها، إذ لا يمكن أن يبدع المرء في بيئة ترفض الجديد، وحتى تصبح بيئة المؤسسة بيئة إبداعية، يجب على المدير وفريق إدارته أن يقتنعوا بأن موظفيهم بإمكانهم أن يبدعوا ويبتكروا حلولاً لمشاكل تواجههم، بل ويجب أن يلغوا الكثير من القواعد العقيمة التي تضع حدود حول الموظفين تعيقهم في عملية الإبداع، ولما كان الإنسان عدو ما يجهل، فإن المدراء والإدارات يتخوفون من إعطاء صلاحيات للموظفين، ويجعلون عملية تسيير دفة المؤسسة تأتي عن طريق واحد، من الأعلى إلى الأسفل فقط، أعني الأوامر والتخطيط من الإدارة، والتنفيذ على الموظفين، وهذا ما يسبب مشكلة تبدو صغيرة، لكنها تتفاقم حتى تؤدي في بعض الأحيان إلى موت المؤسسات عندما يخوض الموظف ميدان العمل فإنه يرى متغيرات وفرص لا يراها المدير أو الإدارة، فيجب أن يتصرف لوحده هنا أو أن يكون هناك تواصل مع الإدارة لتقرير المبادرة التي ستتخذ إزاء هذه المتغيرات أو الفرص"
الرجل هنا يكلمنا عن النظام المؤسسى الذى نقله الحكام عن بلاد أخرى أو حتى كان قائما فى البلاد وهو نظام قائم على النظام الهرمى وهو نظام الرئيس والمرءوس وهو نظام ليس من الإسلام فى شىء فاى مؤسسة فى الإسلام تدار بطريقة جماعية كما قال تعالى :
"وشاورهم فى الأمر"
وقال :
"وأمرهم شورى بينهم"
وقد أعطى الله مثلا لأى مسلم الحق فى إعلان الحرب على أى دولة كافرة تعتدى على المسلمين إذا كان حاضرا للعدوان فعليه ان يحمل السلاح ويقاوم العدوان كما قال تعالى :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
فلا يوجد شىء اسمه انتظار أمر الرئيس أو الملك او مجلس النواب أو الشعب
ثم تعرض الرجل لما سماه الخطوات التى تجعل أى مؤسسة بيئة إبداعية فقال :
"وقد أخذت عهد على نفسي أن لا أطيل أو أعقد المسائل، وأن أكتب الخلاصة المفيدة فها هي الخطوات والأفكار التي تجعل في مؤسستك بيئة ترعى وتنمي الإبداع:
- لا تجعل القواعد تعيق أي فكرة إبداعية، القواعد لا بد أن تكون ناقصة وفيها ثغرات، وأيضاً القواعد قد تعيق المؤسسة عن استغلال الفرص الجديدة، تصور مثلاً أنك وجدت صفقة ستربح فيه الكثير وبالتالي تربح فيها مؤسستك، لكن هناك قاعدة تعيق إنجاز هذه الصفقة، ماذا ستفعل؟ هل ستكسر القاعدة لتكسب أم تجعل القواعد تتحكم فيك؟ أنت مبدع لذلك ستكسر القواعد التي تعيقك"
بالقطع كسر القواعد من أجل الربح هو عقيدة فى الاقتصاد الحر المفتوح فيمكن أن تبيع محرمات خمورا أو أدخنة أو تماثيل للجماع أو قضبان أو مهابل ويمكن أن تتصرف فى المال بدون توكيل من صاحبه ويمكن أن تعامل العدو المحارب بالتجارة معه فى وقت يحاربه بلدك
كسر القواعد هو ضرب من الجنون فلا يمكن لمسلم أن يكسر حكم قضى به الله كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
والخطوة التالية:
"- أنشأ نظام لتلقي الأفكار والاقتراحات، هذا النظام يجب أن يوفر فرصة للموظف لتجربة فكرته بشكل مصغر ثم تنفيذ الفكرة بشكل واسع على المؤسسة بأكملها، بل ويجب أن يحصل الموظف على التكريم المعنوي الذي يستحقه، ويستحسن أن يحصل على فائدة مالية من اقتراحه، وهذا النظام مطبق في شركة تويوتا اليابانية، حيث تتلقى الإدارة 1500000 اقتراح!! مليون ونصف اقتراح سنوياً! ويتم تطبيق 98% منها، ويكرم الموظف معنوياً ومادياً"
ما قيل هنا يذكرنا بأكاذيب الروايات مثل أن الرشيد كان يصلى ألف ركعة فى اليوم واليوم وهو النهار أو النهار والليل معا لا يكفى كوقت لتلك الركعات لو استغرقت كل منها دقيقتان لأن اليوم1440 دقيقة وصلاة الركعة =2 دقيقة فيكون الوقت المطلوب لصلاة الألف هو2000 من لدقائق
فالمليون ونصف اقتراح من موظفى شركة لا يتجاوزون المائة ألف هو ضرب من الكذب الصريح وتنفيذ98% من المليون اقتراح هو كذب وتخريف لأن السيارة أساسا التى تصنعها الشركة ليس فيها ألف أو حتى عشرة آلاف من الأجزاء فلو تصورنا تنفيذ هذا الكم لكان معناه أن سيارة تويوتا تتغير كليا كل أسبوع او اثنين وهو أمر محال حاليا لأنه يحتاج لتغيير ماكينات التصنيع لتتلائم مع التغيرات الجديدة وهو أمر يستغرق وقتا أخر لتصنيع الآلات الجديدة المصنعة
الخطوة الثالثةعند الرجل:
- أغرس في عقول وأنفس الموظفين بأن لا مستحيل على الإنسان، ونبههم بأن لا يفرطوا في الواقعية، حدث مرة في مؤسسة جنرال إلكتريك أن طلب مديرها من الموظف الجديد أن يبتكر طلاء يزيل الحرارة عن الزجاج الخارجي للمصباح الكهربائي، والموظفين القدامى يعلمون تماماً أن من المستحيل صنع هذا الطلاء، لكن المفاجئة فجرها الموظف الجديد عندما استطاع ابتكر طلاء يخفف من حرارة المصباح الكهربائي، إذاً لا مستحيل أبداً"
القول بعدم وجود مستحيل هو قول كاذب فهناك مستحيلات لا يمكن أن تتغير كتحول الإنسان لدجاجة أو تحول الخالق لمخلوق ولاحظ تناقض الكلام بين كون الطلاء المطلوب يزيل الحرارة وبين كونه يخفف الحرارة الإزالة تعنى إنهاء الحرارة تماما والتخفيف يعنى تقليل درجات الحرارة مع بقاءها
والخطوة الرابعة هى :
"- ضع طرق وأساليب رسمية وغير رسمية لتحفيز وتكريم الموظفين، فمهما كان الموظف متميز ومجتهد فأنه يحتاج إلى الإحساس بأن المدير والآخرين يقدرونه"
أساليب التحفيز المادى والتكريم على شىء من العلم هى من ضمن الجنون الذى نقله القوم عن الغير أو حتى اخترعوه وهو يتعارض مع قوله تعالى " لا أسألكم عليه اجرا"
الخطوة الخامسة عند الرجل هى:
"- طبق أسلوب الإدارة على المكشوف، هذا يعني أن تجعل جميع المعلومات المتعلقة بالمؤسسة يعلمها الموظفين، وقد يقول المدراء التقليديون أن الموظفين لا يحتاجون إلى معرفة الوضع المالي للمؤسسة، لكن المبدع يعمل على إخبارهم بالوضع المالي للمؤسسة ويعلمهم كيف يكون مجهودهم مؤثر بالسلب أو الإيجاب على وضع المؤسسة، وأعطي فرصة لموظفيك لمقابلة الإدارة والمسئولين على مختلف مستوياتهم الإدارية، يعين أن تفتح باب الاتصال بين جميع جهات المؤسسة حتى تخلق وعي بوضع المؤسسة في قلب وعقل كل موظف"
بالقطع علم كل موظف بما فى المؤسسة هو أمر واجب لتصحيح الأخطاء وأما الخطوة الأخيرة عنده فهى:
"- علم الموظفين نظام (كايزن kaisen)، وهذه كلمة يابانية تعني التطوير المستمر، يجب أن لا يتوقف الإبداع أبداً، هذا النظام يعني إدخال تحسينات صغيرة وبسيطة على الخدمات والمنتجات وبشكل دائم، وبهذا لن يستطيع أحد ما اللاحق"
والتطور المستمر هو ضرب من الجنون فهناك أعمال لا تتطور ككتابة العقود مثلا وكالتدريس فالعقد الذى كان يكتب على جلدة هو نفسه العقد على ورقة هو نفسه العقد المكتوب على الحاسوب والتدريس لا ستغير عن كونه كلام من أحدهم للأخرين أو حوار بين المعلم وغيره أو هو تطبيق عملى ثم استنتاج كلامى للتطبيق أو كلام ثم تطبيق عملى قد تتغير الأدوات من لوح خشب إلى سبورة حائط إلى سبورة إلكترونية او عن طريق الاتصال عن بعد ولكن طرق التدريس الأربع لا تتغير
المراجع:
وقد عاد الرجل للمراجع التالية فى عمل البحث:
· سلسلة الإبداع والتفكير الابتكاري د علي الحمادي
· الدليل العملي لتدريب المديرين بل هولتون - شير هولتون ترجمة: د محمد جمال الدين ثابت
· مجموعة أعداد من خلاصات "كتب المدير ورجل الأعمال" إصدار الشركة العربية للإعلام العلمي "شعاع"
المقال إعداد عبد الله المهيرى وقد استهل الرجل البحث بالسؤال عن سبب الاهتمام بالابداع فقال:
"قبل أن نبدأ لماذا نكتب عن الإبداع؟ ولم هذا الاهتمام بالإبداع؟ بكل بساطة لأن الإبداع يقود إلى التجديد، والتجديد يجعلنا نتقدم على غيرنا"
والقول بأن الابداع يقود إلى التجديد، والتجديد يجعلنا نتقدم على غيرنا هو ضرب من الجنون فكم من أمة كانت تجديداتها عنوان تخلفها فالأمة التى كانت مسلمة قادها التجديد إلى كونها أمم متفرقة كافرة بعضها يعبد الأوثان وبعضها يعبد الأرواح وبعضها يعبد كبار الناس وفى هذا قال تعالى :
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
وقال :
"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء"
التجديد الذى قاده الابداع غالبا ما قاد أصحابه للنار فالتجديد عند الله هو التجديد فى الآلات والتقنيات وحسب أحكام الله وأما التجديد المزعوم فهو غالبا ما كان عصيان لحكم من أحكام الله ففن كالفن السينمائى لا يوجد حاليا منه ما يوافق أحكام الله وكذلك المسرح وكذلك البرامج التلفزيونية وحتى التقنيات يتم تصنيع بعض منها لإشاعة الفاحشة وتضييع الأوقات فى الألعاب فالجوال أو المحمول الهدف منه تسهيل الاتصال بالناس للاطمئنان عليهم او الاستغاثة بهم أو قضاء المصالح المباحة ولكنه حاليا يستخدم فى تضييع الوقت باللعب أو الكلام ساعات ومشاهدات المحرمات من الصور والشرائط والمباريات ومن يستخدمه أكثر من 99% منهم يستخدمونه فى عصيان الله
ثم قسم الرجل لناس والدول فقال:
"والناس والمؤسسات وحتى الدول يمكن أن نصنفهم ضمن قسمين، قسم متقدم وسائر في ركب التطور، وهؤلاء المبدعون، وقسم وقف وقنع ورضي بما عنده، وهؤلاء الأتباع المقلدون"
والتقدم والتأخر لا يقاس فى الإسلام بالابداع وإنما يقاس بطاعة الله أو بعصيانه كما قال تعالى :
"كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"
نظرة على الأقوام الكافرة ماذا أفادت الأوتاد التى بناها قوم فرعون القوم ؟وماذا أفاد ثمود بناء مصانع الخلود وماذا أفاد ثمود بناء مصانع الخلود ؟وماذا أفادت سبأ الحدائق المتطورة ؟
التقدم التقنى ليس دليلا على التقدم عند الله وإنما هو دليل التخلف فشخص كالسامرى استغل معرفته فى إبداع العجل الذهبى لذى له خوار كما قال تعالى "قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار"
ما الفارق بين السامرى وبين النحات المبدعين فى عالم اليوم ؟
لا فارق سوى أنهم يستوون فى لإضاعة الوقت والمال والجهد فيما لا نفع للناس من خلفه والتقدم التقنى فى الإسلام أن تستخدم الأداة فى الخير للناس
ثم سأل الرجل كل منا :
" ففي أي فئة تريد أن تكون؟ وفي أي فئة تريد أن تكون مؤسستك؟ وإذا كنت تبحث عن عمل جديد، فهل تختار مؤسسة مبدعة أم مقلدة؟ أنا متأكد بأن كل الناس يريدون أن يكونوا ناجحين متقدمين مبدعين وطريق التقدم لا يمكن أن نسير فيه بدون إبداع، فإذا كنت تريد السير في طريق التقدم، فتسلح بالإبداع"
كل الناس يريدون التقدم فعلا ولكن كل منهم يقصد بالتقدم شيئا مختلفا عن الأخر ولذا قال تعالى :
"إن سعيكم لشتى"
وبعد هذا عرض الرجل لما سماه الابداع فى المؤسسات فعرف المؤسسة فقال:
"في ملف الإبداع الأول، عرفنا بشكل سريع الإبداع وعرفنا بالمبدعين، وكتبنا عدة طرق لتصبح أكثر إبداعاً، وبينا طرق توليد الأفكار الإبداعية - إذا لم تقرأ الملف الأول أسرع الآن واقرأه - وكل هذا كان يدور حول إبداع الفرد، وهنا نتحدث عن الإبداع في المؤسسات
ماذا نعني بالمؤسسات؟ المؤسسات تعني هنا الشركات الخاصة، والدوائر الحكومية والمؤسسات ذات النفع العام مثل الجمعيات الخيرية واللجان والجمعيات المتخصصة، وحتى الأسرة تعتبر مؤسسة بل هي أهم مؤسسة"
ثم تحدث الرجل عن بيئة الابداع المؤسسى فقال :
"بيئة إبداع:
حتى يبدع الفرد لمؤسسته، يجب أن توفر المؤسسة بيئة تتقبل الإبداعات على أنواعها، إذ لا يمكن أن يبدع المرء في بيئة ترفض الجديد، وحتى تصبح بيئة المؤسسة بيئة إبداعية، يجب على المدير وفريق إدارته أن يقتنعوا بأن موظفيهم بإمكانهم أن يبدعوا ويبتكروا حلولاً لمشاكل تواجههم، بل ويجب أن يلغوا الكثير من القواعد العقيمة التي تضع حدود حول الموظفين تعيقهم في عملية الإبداع، ولما كان الإنسان عدو ما يجهل، فإن المدراء والإدارات يتخوفون من إعطاء صلاحيات للموظفين، ويجعلون عملية تسيير دفة المؤسسة تأتي عن طريق واحد، من الأعلى إلى الأسفل فقط، أعني الأوامر والتخطيط من الإدارة، والتنفيذ على الموظفين، وهذا ما يسبب مشكلة تبدو صغيرة، لكنها تتفاقم حتى تؤدي في بعض الأحيان إلى موت المؤسسات عندما يخوض الموظف ميدان العمل فإنه يرى متغيرات وفرص لا يراها المدير أو الإدارة، فيجب أن يتصرف لوحده هنا أو أن يكون هناك تواصل مع الإدارة لتقرير المبادرة التي ستتخذ إزاء هذه المتغيرات أو الفرص"
الرجل هنا يكلمنا عن النظام المؤسسى الذى نقله الحكام عن بلاد أخرى أو حتى كان قائما فى البلاد وهو نظام قائم على النظام الهرمى وهو نظام الرئيس والمرءوس وهو نظام ليس من الإسلام فى شىء فاى مؤسسة فى الإسلام تدار بطريقة جماعية كما قال تعالى :
"وشاورهم فى الأمر"
وقال :
"وأمرهم شورى بينهم"
وقد أعطى الله مثلا لأى مسلم الحق فى إعلان الحرب على أى دولة كافرة تعتدى على المسلمين إذا كان حاضرا للعدوان فعليه ان يحمل السلاح ويقاوم العدوان كما قال تعالى :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
فلا يوجد شىء اسمه انتظار أمر الرئيس أو الملك او مجلس النواب أو الشعب
ثم تعرض الرجل لما سماه الخطوات التى تجعل أى مؤسسة بيئة إبداعية فقال :
"وقد أخذت عهد على نفسي أن لا أطيل أو أعقد المسائل، وأن أكتب الخلاصة المفيدة فها هي الخطوات والأفكار التي تجعل في مؤسستك بيئة ترعى وتنمي الإبداع:
- لا تجعل القواعد تعيق أي فكرة إبداعية، القواعد لا بد أن تكون ناقصة وفيها ثغرات، وأيضاً القواعد قد تعيق المؤسسة عن استغلال الفرص الجديدة، تصور مثلاً أنك وجدت صفقة ستربح فيه الكثير وبالتالي تربح فيها مؤسستك، لكن هناك قاعدة تعيق إنجاز هذه الصفقة، ماذا ستفعل؟ هل ستكسر القاعدة لتكسب أم تجعل القواعد تتحكم فيك؟ أنت مبدع لذلك ستكسر القواعد التي تعيقك"
بالقطع كسر القواعد من أجل الربح هو عقيدة فى الاقتصاد الحر المفتوح فيمكن أن تبيع محرمات خمورا أو أدخنة أو تماثيل للجماع أو قضبان أو مهابل ويمكن أن تتصرف فى المال بدون توكيل من صاحبه ويمكن أن تعامل العدو المحارب بالتجارة معه فى وقت يحاربه بلدك
كسر القواعد هو ضرب من الجنون فلا يمكن لمسلم أن يكسر حكم قضى به الله كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
والخطوة التالية:
"- أنشأ نظام لتلقي الأفكار والاقتراحات، هذا النظام يجب أن يوفر فرصة للموظف لتجربة فكرته بشكل مصغر ثم تنفيذ الفكرة بشكل واسع على المؤسسة بأكملها، بل ويجب أن يحصل الموظف على التكريم المعنوي الذي يستحقه، ويستحسن أن يحصل على فائدة مالية من اقتراحه، وهذا النظام مطبق في شركة تويوتا اليابانية، حيث تتلقى الإدارة 1500000 اقتراح!! مليون ونصف اقتراح سنوياً! ويتم تطبيق 98% منها، ويكرم الموظف معنوياً ومادياً"
ما قيل هنا يذكرنا بأكاذيب الروايات مثل أن الرشيد كان يصلى ألف ركعة فى اليوم واليوم وهو النهار أو النهار والليل معا لا يكفى كوقت لتلك الركعات لو استغرقت كل منها دقيقتان لأن اليوم1440 دقيقة وصلاة الركعة =2 دقيقة فيكون الوقت المطلوب لصلاة الألف هو2000 من لدقائق
فالمليون ونصف اقتراح من موظفى شركة لا يتجاوزون المائة ألف هو ضرب من الكذب الصريح وتنفيذ98% من المليون اقتراح هو كذب وتخريف لأن السيارة أساسا التى تصنعها الشركة ليس فيها ألف أو حتى عشرة آلاف من الأجزاء فلو تصورنا تنفيذ هذا الكم لكان معناه أن سيارة تويوتا تتغير كليا كل أسبوع او اثنين وهو أمر محال حاليا لأنه يحتاج لتغيير ماكينات التصنيع لتتلائم مع التغيرات الجديدة وهو أمر يستغرق وقتا أخر لتصنيع الآلات الجديدة المصنعة
الخطوة الثالثةعند الرجل:
- أغرس في عقول وأنفس الموظفين بأن لا مستحيل على الإنسان، ونبههم بأن لا يفرطوا في الواقعية، حدث مرة في مؤسسة جنرال إلكتريك أن طلب مديرها من الموظف الجديد أن يبتكر طلاء يزيل الحرارة عن الزجاج الخارجي للمصباح الكهربائي، والموظفين القدامى يعلمون تماماً أن من المستحيل صنع هذا الطلاء، لكن المفاجئة فجرها الموظف الجديد عندما استطاع ابتكر طلاء يخفف من حرارة المصباح الكهربائي، إذاً لا مستحيل أبداً"
القول بعدم وجود مستحيل هو قول كاذب فهناك مستحيلات لا يمكن أن تتغير كتحول الإنسان لدجاجة أو تحول الخالق لمخلوق ولاحظ تناقض الكلام بين كون الطلاء المطلوب يزيل الحرارة وبين كونه يخفف الحرارة الإزالة تعنى إنهاء الحرارة تماما والتخفيف يعنى تقليل درجات الحرارة مع بقاءها
والخطوة الرابعة هى :
"- ضع طرق وأساليب رسمية وغير رسمية لتحفيز وتكريم الموظفين، فمهما كان الموظف متميز ومجتهد فأنه يحتاج إلى الإحساس بأن المدير والآخرين يقدرونه"
أساليب التحفيز المادى والتكريم على شىء من العلم هى من ضمن الجنون الذى نقله القوم عن الغير أو حتى اخترعوه وهو يتعارض مع قوله تعالى " لا أسألكم عليه اجرا"
الخطوة الخامسة عند الرجل هى:
"- طبق أسلوب الإدارة على المكشوف، هذا يعني أن تجعل جميع المعلومات المتعلقة بالمؤسسة يعلمها الموظفين، وقد يقول المدراء التقليديون أن الموظفين لا يحتاجون إلى معرفة الوضع المالي للمؤسسة، لكن المبدع يعمل على إخبارهم بالوضع المالي للمؤسسة ويعلمهم كيف يكون مجهودهم مؤثر بالسلب أو الإيجاب على وضع المؤسسة، وأعطي فرصة لموظفيك لمقابلة الإدارة والمسئولين على مختلف مستوياتهم الإدارية، يعين أن تفتح باب الاتصال بين جميع جهات المؤسسة حتى تخلق وعي بوضع المؤسسة في قلب وعقل كل موظف"
بالقطع علم كل موظف بما فى المؤسسة هو أمر واجب لتصحيح الأخطاء وأما الخطوة الأخيرة عنده فهى:
"- علم الموظفين نظام (كايزن kaisen)، وهذه كلمة يابانية تعني التطوير المستمر، يجب أن لا يتوقف الإبداع أبداً، هذا النظام يعني إدخال تحسينات صغيرة وبسيطة على الخدمات والمنتجات وبشكل دائم، وبهذا لن يستطيع أحد ما اللاحق"
والتطور المستمر هو ضرب من الجنون فهناك أعمال لا تتطور ككتابة العقود مثلا وكالتدريس فالعقد الذى كان يكتب على جلدة هو نفسه العقد على ورقة هو نفسه العقد المكتوب على الحاسوب والتدريس لا ستغير عن كونه كلام من أحدهم للأخرين أو حوار بين المعلم وغيره أو هو تطبيق عملى ثم استنتاج كلامى للتطبيق أو كلام ثم تطبيق عملى قد تتغير الأدوات من لوح خشب إلى سبورة حائط إلى سبورة إلكترونية او عن طريق الاتصال عن بعد ولكن طرق التدريس الأربع لا تتغير
المراجع:
وقد عاد الرجل للمراجع التالية فى عمل البحث:
· سلسلة الإبداع والتفكير الابتكاري د علي الحمادي
· الدليل العملي لتدريب المديرين بل هولتون - شير هولتون ترجمة: د محمد جمال الدين ثابت
· مجموعة أعداد من خلاصات "كتب المدير ورجل الأعمال" إصدار الشركة العربية للإعلام العلمي "شعاع"