إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

قراءة فى كتيب حين أكتب عن أمي

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,704
الإقامة
مصر

xm    xm

 

 

قراءة فى كتيب حين أكتب عن أمي
المؤلف سالم العجمي والكتاب لا يدور حول أم سالم وإنما عن أم المؤمنين عائشة وقد استهل الكتاب بمقدمة فيها من تهويل الأمور الكثير فقال:
"الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده ؛نبينا محمد وعلى آله وصحبه ؛ وبعد00
أماه عذرا..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال؛لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟
حاولت أن أكتب فيك شعرا.. فطأطأ الرأس وقام معتذرا، وحق له أن يعتذر،فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني؛وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أماه عذرا إذا ما الشعر قام على
سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه
ناح القصيد ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتا في محبتكم
يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلا
وأسبل الدمع من عينيه في حين
وقال عذرا فإني مسني خور
شح القصيد وقام البيت يرثيني
أتدرون من أمي..؟"
وبعد هذه المقدمة التهويلية التى تتعارض مع حرمة المدح من قبل المسلمين لأنفسهم أو لغيرهم من المسلمين كما قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
أخبرنا العجمى أن المراد بأمه هو أم المؤمنين عائشة فقال :
"هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي (ص)التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه (ص)في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"
والرجل استنتج من النص وجوب حب المسلمين لزوجات النبى(ص) بينما النص يدل على أمرين :
الأول حرمة زواج زوجات الرسول(ص) بعد وفاته من أى مسلم
الثانى معاملة المسلمين لزوجات النبى(ص) كأمهات بالإحسان إليهم وأما حكاية حبهن كأمهات فشىء مطلوب ولكن كأى امرأة كان لهن من كان يحبهن كزوجات ومنهم الأزواج السابقين لبعض تلك الأمهات
وتحدث العجمى عن فضائل زوجات النبى(ص) فقال:
"أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟.."
وذكر الرجل حديثا لا يقوله النبى(ص) مع تعدد نسوته وهو :
"أليست هي التي يقول عنها (ص):"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
قطعا ليس من باب العدل أن يعلن الرجل تفضيله لزوجة على بقية الزوجات
ولو تمعنا فى الحديث لوجدنا أنه موضوع لأن الطعام المفضل لدى كل واحد يختلف عن الأخر كما قال تعالى:
"ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "
ومن ثم فالثريد قد يكون مفضلا عند البعض ولكنه ليس مفضلا عند البقية
ويعلن العجمى أنه سيذكر فى الكتيب بعض مما حدث فى حياتها فيقول:
"إن القلب حين يفيض محبة لأمه ؛فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلئ غلا لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه0
ولأنها أمي وأمكم ؛سأذكر جوانب من سيرتها؛وهذا حق الأم على الأبناء البررة0 فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟؛ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة؛ وعنوان العفة؛ المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي0
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها"؛وما كان النبي (ص)ليحب إلا طيبا."
الحديث به خطأ ظاهر وهو إعلان النبى(ص) أن أحب الناس له عائشة وأبو بكر وهو يتناقض مع أحاديث أخرى كحبه لخديجة وتفضيله لها مثل:
"روى الإمام أحمد بإسناده إلى عائشة قالت: ((كان النبي (ص)إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت: فغرت يوماً فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها قال: ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء))
ثم ذكر الحديث التالى:
"وكان خبر حبه (ص)لها أمرا مستفيضا؛حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي (ص)يوم عائشة من بين نسائه تقربا إلى مرضاته؛فقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن أزواج النبي (ص)إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛فقولي لرسول الله (ص)يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك؛ فسكت فلم يرد عليها؛فعادت الثانية؛فلم يرد عليها؛فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة،فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي،وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها"
والحديث به خطأ واضح وهو نزول جبريل(ًص)فى سرير الرجل وزوجته وهو كلام لا يعقل لوجود أولا حرمة لدخول البيوت فكيف يدخل رجل غريب فيرى عورة المرأة فما بالنا بمن نزل بالشرع على النبى(ص) يخالف الشرع ولا يراعى حرمة البيوت ملتزما بفرض الحجاب فى بيت النبى(ص) وهو ساتر يفصل بين مجلس الرجال وبين نساء البيت سواء كان جدارا أو بابا مقفلا
والسؤال أى هدايا كانت النساء يهدونها لعائشة وهن وأسرهم فقراء محتاجين كما قال تعالى:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
ثم ذكر الحديث التالى:
"وهي التي أقرأها جبريل (ص)السلام قال (ص): " يا عائشة: هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام0قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"؛ فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟؛وهل يسلم إلا على مطهرة نقية؛اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر؟!"
قطعا السلام هو لكل مسلم ومسلمة كما قال تعالى :
" والسلام على من اتبع الهدى"
وإصرار العجمى على تفضيل النبى(ص) لعائشة على زوجاته هو أمر غريب يتعارض مع العدل المطلوب من الرجل بين نسائه فحتى ولو كان حدث وهو لم يحدث لأن إعلان التفضيل هو سبب عظيم للمشاكل المستمرة التى الرسول(ص) فى غنى عنها لانشغاله بقضايا المسلمين والأعداء معا
ويقول العجمى فى التفضيل:
"لقد تبوأت أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفا رحيما على عادته صلوات ربي وسلامه عليه ؛"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم،فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فحال النبي (ص)بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي (ص)يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما،فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما".
والحديث لا يدل على أفضلية وإنما هو يبين طريقة التعامل كما ذكر الحديث التالى:
"وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سلها أكان الرسول (ص)يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبا".
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله (ص)يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ،فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي""
الحديث عن التقبيل فى الصوم لا يصح لأنه افطار لأنه بداية الجماع والنبى(ص) لا يمكن أن يفعل هذا كما أن رواية عائشة للحديث تتعارض مع تحريم حديث أخر لحديث الرجل أو المرأة عن أمور الجماع وهو:
"عن أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ (ص) وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: ((لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ: مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا)) فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: ((فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ)) أخرجه أحمد في مسنده."
ويحدثنا عن علاقة الرضا والسخط بينهما فيقول :
"وكان (ص)يستأنس إليها في الحديث ويسر بقربها ويعرف رضاها من سخطها؛فقد قال (ص)لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى0قالت: وكيف يا رسول الله؟قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد؛وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؛ قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك"."
وأما حكاية لعب الحبشة فى المسجد ومشاهدتها لهم فقال فيها:
"وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب؛ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه علي"
فهو لم يحدث للتالى:
اولا أن المساجد بنيت لذكر الله وليس للعب كما قال تعالى:
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
ثانيا حرمة نظر المرأة للرجال كما قال تعالى:
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
أما ما نؤمن به فهو أن النصوص التى ذكرها معظمها باطل وليست صحيحة كما قال :
"فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا؛أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي (ص)نحب من أحبه رسولنا الكريم (ص)–لا سيما عائشة –أحب أزواجه إليه؛رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع"
والمسلم عقيدته فى زوجات النبى(ص) أنهن مسلمات طاهرات هن أمهاتنا ولكن لا نؤمن بتفضيل النبى(ص) علنا لاحداهن مهما كانت
ثم قال :
"فلو كان النساء كمن ذكرن
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال"
وتحدث عن براءة عائشة فقال :
"هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ؛ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة؛ولا نشك بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيه إلا مطهرة عفيفة مصونة0
هذا من صميم عقيدتنا..ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به أهل البهتان؛كرأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان؛كرميهم لها بالفاحشة؛فهذا كافر بإجماع المسلمين؛"وغدا عند ربهم يجتمعون؛فيقتص المظلوم ممن ظلمه؛فيا ويح من كان خصمه محمد صلى الله عليه وسلم.."0فالله الموعد..
اللهم إني أشهدك أني أحب عائشة رضي الله عنها؛وأتقرب إليك بهذا الحب؛وأعده أرجأ أعمالي؛وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك"
قطعا حادثة الإك المزعومة لم تحدث لعائشة ولا لغيرها من نساء النبى(ص) والكفار هم من وضعوا روايات حديث الإفك المتناقضة والإفك فى القرآن يتحدث عن اتهام بعض المسلمين والمسلمات بممارسة الزنى الجماعى وهو ما يسمونه تبادل الزوجات أو تبادل النساء بدليل قوله " ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا"
فهو ليس اتهام فردى كما تزعم الروايات
وحكى حكاية عن كونها امرأة مباركة فقال :
"كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة؛ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك فرجا وتخفيفا للمسلمين؛ تقول رضي الله عنها:"خرجنا مع رسول الله (ص)في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع عقدي، فأقام رسول الله (ص)على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء؛ فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله (ص)وبالناس؛وليسوا على ماء؛وليس معهم ماء!.قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول،وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي (ص)على فخذي؛فنام رسول الله (ص)حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم؛ فتيمموا0"
فقال أسيد بن حضير : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!؛قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته ؛فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنية أنك مباركة، ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر"0"
وقطعا آية التيمم لم تنزل بسبب أحد فهى آية نزلت قبل زواج عائشة بزمن طويل مع آية الوضوء وإلا كيف كانوا يصلون فى مكة هل كانوا يصلون بلا وضوء أو تيمم ؟ وهل تركهم الله حوالى خمسة عشر سنة أو يزيد طبقا للتاريخ المعروف لا يعرفون التيمم
وتحدث عن كثرة علمها فقال:
"وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد (ص)حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما."
وهذا الكلام عن كثرة علمها وحدها يتعارض مع تعليم النساء لكل زوجاته الوحى كما قال تعالى:
"واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة "
ومن ثم فكل نساء النبى(ص) كان علمهم كثير وليس عائشة وحدها
ثم تحدث عن توقير الصحابة لها فقال :
"وكانت موقرة من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس؛نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر؛ فقال له عمار: أغرب مقبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله (ص)؛وقال عمار:" إنها لزوجة نبينا (ص)في الدنيا والآخرة"
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله (ص)
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها؛ من أحسن الناس رأيا في العامة؛ قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم"
اما توقيرها هى وبقية الزوجات فامر لا ريب فيه من المؤمنين واما تفضيل عمر لها على باقى النساء فأمر مكذوب عليه فلا يمكن تفضيل إحداهن على الأخرى فلم يقل الله أنها المفضلة عنده
وتحدث عن الطاعنين فيها فقال :
"فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها؛فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى ؛تبقى في قلوبنا ريبة نحوه؛ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها؛وزنة عقلها؛وطهارة قلبها؛وأنها حطت في الجنة رحلها؛لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء.." أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"0
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنبن – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذ المعاني خجلا أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزا في الكرم،وغاية في العظمة وسخاء النفس،كيف لا وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية إليها مرة بمائة ألف درهم؛فما أمست حتى فرقتها، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-:إن عائشة تصدقت بسبعين ألفا،وإنها لترقع جانب درعها0 رضي الله عنها...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أغلى غاية الجود
"وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق؛فجعلت تقسم في الناس،فلما أمست؛ قالت: هاتي يا جارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت"
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئا- وهي من هي –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تود سماعه مخافة الفتنة..
"جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن؛فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن،قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته،فقال عبد الله: يا أمه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودعك ويسلم عليك.
قالت: فأذن له إن شئت ؛قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا (ص)والأحبة؛إلا أن تفارق روحك جسدك0
كنت أحب نساء رسول الله (ص)إليه، ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ،وأصبح رسول الله (ص)ليلقطها؛ فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيدا طيبا"؛فكان ذلك من سببك،وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ؛ ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد يذكر فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار؛قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسيا منسيا".
وقال ابن أبي مليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يثني علي ،فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له؛ فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله،زوجة رسول الله ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء ؛فلما جاء ابن الزبير ،قالت: جاء ابن عباس وأثنى علي وودت أني كنت نسيا منسيا.
رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله؛وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه."
قطعا لا يشك ولا يطعن فى زوجة من زوجات النبى(ص) إلا كان كافرا والطاعن فى أيا منهن هو طاعن فى الرسول(ص) لكونه ديوث حيث ترك امرأة زانية فى عصمته وهو أمر لا يقول به أى مسلم وهو تكفير مباشر للنبى(ص)
وأى عقل لدى الطاعن والله يقول " وأزواجه أمهاتهم" فلو كانت إحداهن زانية ما استحقت أن تكون أما ولا زوجة للنبى(ص) ؟
ثم قال ملخصا البحث :
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا ،فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.
ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن ،ومن تبرأ منها فحري به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.
فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها؛ فاعلم أنك عملت عملا عظيما تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه؛وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك، الصادون عن الحق؛ الطاعنون في خير الخلق؛فإياك وإياهم؛واحذر طريقهم؛فإنهم يقودون إلى الهاوية؛والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وموالاة كل كافر وفاجر0
فقم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار؛ وعش معهم ؛ وهل الدمع على الدين الذي كانوا ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها؛لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك0
فإذا طويت الصفحات.فتذكر قول القائل:
الله يشهد ما قلبت سيرتهم
يوما..وأخطأ دمع العين مجراه
 
عودة
أعلى