رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب حق الجار
الكتاب هو تأليف أبو عبد الله محمر بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي والكتاب عبارة عن جمع لروايات فى موضوع الجار وهى أحاديث قليلة العدد أجهد الرجل نفسه فى جمعها من كتب الحديث ومعها عدة فصول لا تزيد على أصابع اليدين فى حقوق الجوار
بدأ الرجل كتابه بذكر قوله تعالى:
" وَاِعبِدوا اللَهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكين وَالجارُ ذي القُربى وَالجارُ الجَنِب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "
ولم يقم الرجل بتفسير القول ولا بالبناء على ما فى الآية وتفسيرها كالتالى:
طلب الله منا هنا كناس أن نعبده أى نطيع حكمه المنزل وفسر هذا بأن لا نشرك به شيئا والمراد ألا نطيع مع حكم الله حكم أخر ومن ضمن طاعة حكم الله أن نحسن أى نتعامل بالعدل مع كل من الوالدين وهم الأبوين وذى القربى وهم الأقارب واليتامى وهم من مات آباؤهم وهم صغار والمساكين وهم المحتاجين للعون والجار ذى القربى وهو صاحب البيت الملاصق لدارنا صاحب القرابة والجار الجنب وهو صاحب البيت القريب لبيتنا والصاحب بالجنب وهو الصديق فى السكن القريب وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده وما ملكت الأيمان وهم العبيد والإماء الذين تتصرف فيهم أنفسنا وهذا يعنى العدل مع كل البشر لأن المذكورين هنا لا يخرج منهم أحد من القرابة والجوار واليتم والمسكنة والسبيل،ويبين الله لنا أنه لا يحب من كان مختالا فخورا أى لا يرحم من كان كافرا عاصيا لحكمه
وبعد هذا أورد الأحاديث حديثا حديثا برواياته وهى:
حديث إكرام الجار:
حديث أبي هريرةقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة ورواه عاصم بن بهدلة وأبو الحصين والأعمش أبو صالح ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري
ورواه ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج ورواه يونس عن الحسن
خمستهم عن أبي هريرة مرفوعاً لفظهم سواء متفق عليه من حديث الزهري وتابعه محمر بن عمرو عن أبي سلمة
حديث أبي أيوب:
وروى يحيى بن أيوب عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد ابن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
حديث زيد بن خالد وروى ابن أبي حازم وجماعة عن يزيد بن الهادي عن أبي بكر ابن حزم عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
حديث أنس:
قرة بن حبيب عن عبد الحكم عن أنس مرفوعاً مثله، ويروى بسند آخر عن أنس مثله
حديث أبي شريح:
مالك والليث بن عجلان وغيرهم عن سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وقال الأوزاعي وأبان قالا حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا أشيد حدثه كذا قال الأوزاعي وقال أبان عن يحيى عن أبي سعيد ثم اتفقا من أبي شريح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
حديث المزني:
وقال احتج شعبة عن قتادة عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
حديث عائشة:
ويروى عن عائشة من وجه منكر فهذا متفق متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ"
اعتبر الذهبى أو من ألف الكتاب أن الإكرام غير الإحسان فذكر لفظ الإكرام كحديث واعتبر الإحسان حديث أخر مع كون المعنى واحد ومن ثم ذكر روايات الحديث فقال :
حديث الإحسان إلى الجار:
عن أبي شريح إبن عيينة حدثنا عمرو عن نافع بن جبير عن أبي شريح الكعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
رواه جماعة هكذا عن ابن عيينة ورواه هكذا عنه الحميدي ورواه مرةً عنه ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي شريح كما تقدم
عن أبي هريرة حدثنا زايدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن مجاورة من جاوره
ومعنى الحديثين من كان يصدق بحكم الله ويوم القيامة فليعدل فى معاملة جاره وهو من يعيش معه فى الجوار وهو الشارع أو المنطقة أو الحى
بعد هذا ذكر الحديث التالى:
حديث النهي عن أذى الجار:
باب منه عن أبي هريرة:
هشام بن سعيد حدثنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
أبو الأحوص عن أبي حُصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً مثله وكذا رواه ابن مهدي عن سفيان عن أبي حصين وكذا رواه القطان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً وعبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد ابن رباح عن أبي هريرة مرفوعاً وابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا اللفظ مرفوعاً وكذا روي من حديث أبي سعيد وعائشة وابن مسعود
ومعنى الحديث من كان يصدق بوحى الله ويوم القيامة فلا يضر من يعيش معه فى الجوار والمستفاد حرمة أذى الجار
وبعد هذا ذكر روايات تفيد نفس المعنى فقال:
"باب منه
شريك عن أبي عمر عن أبي جحيفة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال اطرح متاعك بالطريق قال فجعل الناس يمرون فيلعنونه فقال ما لقيت من الناس يلعنوني قال لعنك الله قبل أن يلعنك الناس فقال فإني لا أعود يا رسول الله فجاء الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارفع متاعك فقد أمنت أو كفيت
حاتم بن إسماعيل وصفوان بن عيسى قالا حدثنا ابن عجلان قال حدثنا أبي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جاراً يؤذني فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق
ففعل فاجتمع عليه الناس يقولون ما شأنك فجعل يقول جاري يؤذيني فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه فبلغه ذلك فأتاه فقال أرجع إلى منزلك فو الله لا أؤذيك أبداً
علي بن الجعد قال حدثنا سلام بن مسكين عن شهر بن حوشب عن محمد بن يوسف أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي جاراً يؤذيني فقال: أصبر ثم أتاه فقال ثم أتاه فقال أصبر ثم أتاه فقال: اعمد إلى متاعك ففرِّغه في الطريق فإذا أتى عليك آت فقل إن جاري يؤذيني قال فتحل أو تجب اللعنة رواه علي بن أبي بكر عن سلام عن شهر فقال عن محمد ابن يوسف عن عبد الله بن سلام
جباره بن مغلس وهو ضعيف، حدثنا حجاج بن تميم وهو ضعيف، عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل
الحديث هنا يقدم حلا لمشكلة الجار الذى يكرر أذى جاره وهو فضحه أمام الناس بالخروج من البيت مع أثاث ومتاع البيت والرد على من يسأل لماذا تجلس هكذا بأن الجار فلان يؤذيه
بالقطع هذا الحديث من الممكن وقوعه فى دولة كافرة وأما فى الدولة المسلمة فالجار عندما يذهب للقاضى للشكاية تكون هناك عقوبات على الجار المؤذى بعد إثبات الأذى بالشهود والوقائع والعقاب الأول هو مطالبة القاضى أهل البلدة بمخاصمة الجار المؤذى والعقاب الثانى إصلاح الجار المؤذى الضرر الذى أحدثه فى بيت جاره إن كان فعل ضررا والعقاب الثالث عقابه بعقاب كل جريمة ارتكبها كسب الجار وغير ذلك
باب منه:
رواد وعبيد الله بن موسى قالا حدثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن أم سلمة قالت بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفراش فدخلت شاة لبعض جيراننا فأخذت قرصاً فقمت إليها فنكبت القرص من بين لحييها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان لك أن تعنفيها فإنه لا قليل من أذى الجار وإسناده منقطع
المستفاد من الحكاية عدم أذى حيوان الجار الجائع بأخذ ما وضعه فى فمه من أكل منه
داود بن أيوب القسملي حدثنا عباد بن بشير العبدي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد حاربني هذا حديث منكر
المعنى صحيح وهو من أضر جاره فقد أضر النبى(ص) ومن أضر النبى(ص) فقد عاداه
باب منه:
شريح بن النعمان قال حدثنا أبو عقيل عن عمر بن حمزة عن عمر بن هارون عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام
زيد بن الحباب قال حدثنا أبو عقيل الخزاعي عن عمر بن حمزة عن إسماعيل بن حمزة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف عن الجهاد
الطبراني قال حدثنا داود بن أيوب قال حدثنا عباد بن بشير سمع أنساً يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الأمة تفتن بعدي
قالوا يا نبي الله في أي نحو قال: لا يعرف جار حق جاره هذا حديث موضوع
الحديث خاطىء يخالف الوحى فليس من علامات القيامة سوء الجوار وقطيعة الأرحام فهذه الأمور حادثة فى كل عصر فقوم فرعون أساءوا جوار بنى إسرائيل
باب قوله عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه:
رواه شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة وجماعة عن موسى بن أبي إسحاق عن جاهد عن أبي هريرة وشبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة
وأبي ضمرة حدثنا الحارث بن عبد الرحمن عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة وزاد في متنه: فاتقوا الله في جيرانكم وما ملكت إيمانكم روي بإسناد واهٍ من حديث عبد الله بن عمرو بدون الزيادة وغندر عن شعبة عن عمرو بن محمد بن يزيد سمع أباه عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم تابعه يزيد بن زريع عن عمرو مثله وروي بإسناد آخر ضعيف عن ابن عباس أبو نعيم ومحمد بن سابق قالا حدثنا بشير بن سليمان عن مجاهد قال حدثنا عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوصي بالجار حتى خشيت أو رأينا أنه ليورثه
ابن عيينة قال حدثنا بشير بن سلمان عن مجاهد بن عبد الله ابن عمرو أنه أمر بشاة فذبحت فقال لقَيِّمه أهديت لجارنا اليهودي منها شيئاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
ثقفان حدثنا الثوري وجماعة قالوا أخبرنا محمر بن طلحة ابن مصرف كلاهما عن يزيد عن مجاهد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً مثله مالك وجماعة قالوا أخبرنا يحيى بن شعبة عن أبي بكر ابن حزم عن عمرة عن عائشة بهذا
الليث عن ابن الهاد عن أبي بكر بن حزم نحوه ورواه غير واحد عن أبي بكر وجاء من غير وجه عن يحيى بن سعيد عن عمرة مدلساً
بقية قال حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره: قرة بن حبيب عن عبد الحكم وهو لين عن أنس وعبد الصمد ابن عبد الوارث عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن أنس مرفوعاً نحوه"
معنى الحديث أن جبريل كرر وصية الله فى الجار لمحمد(ص) فى العديد من المرات حتى ظن محمد (ص)أنه الجار يرث مال جاره
ولخص الرجل معنى ما أورده من أحاديث فقال:
فهذا الباب متواتر المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ويفهم من الحديث المذكور عنه صلى الله عليه وسلم هو تعظيم حق الجار من الإحسان إليه وإكرامه وعدم الأذى له وإنما جاء الحديث في هذا الأسلوب للمبالغة في حفظ حقوق الجار وعدم الإساءة إليه حيث أنزله الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة الوارث تعظيماً لحقه ووجوب الإحسان إليه وعدم الإساءة إليه بأي نوع من أنواع الأذى
باب منه:
ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما هو بمؤمن من لا يأمن جاره غوايله - وفي لفظ – بوايقه الدراوردي وجماعة قالوا أخبرنا العلاء عن أبي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوايقه
أبان ابن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوايقه قلنا يا رسول الله وما بوايقه قال: غشمه وظلمه
جماعة حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن ابن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قالوا وما ذاك يا رسول الله قال: الجار الذي لا يأمن جاره بوايقه
قالوا وما بوايقه قال شره هكذا رواه أبو داود الطيالسي وآدم وأسد بن موسى عنه
ورواه معن وابن وهب وابن أبي فديك وآخرون عن ابن أبي ذئب عن المقري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه خلاد الصفار عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مالك بن سعيد حدثنا هشام بن سعيد عن زيد ابن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يرى أحدكم أن قد آمن ولا يأمن جاره بوايقه
سويد بن سعيد حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعاً
المؤمن من أمنه جاره ولا يخاف بوايقه موسى بن عيسى عن زيد بن بكر عن الحسن عن جاهد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً في جريدة من جرايد النخل: بسم الله الرحمن الرحيم لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر جار لا يأمن جاره بوايقه زيد هذا لا يعرف أيوب بن عتبة بن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعاً: ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوايقه
معنى الحديث أن الجار الذى يؤذى جاره ليس مسلما وإنما كافر لأنه يضر جاره
باب منه إن أعظم الزنا هو بحليلة الجار:
جماعة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الذنب أعظم قال أن تجعل الله نداً وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر
شعبة عن واصل عن أبي وايل عن عبد الله فذكره إلى قوله بحليلة جارك
محمد بن كثير حدثنا سفيان عن منصور وواصل والأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر وَلا يَقتُلونَ النَفسُ الَّتي حَرمَ اللَهُ إِلّا بِالحَقِ وَلا يَزنون
إبن فضيل عن محمد بن سعيد قال سمعت أبا ظبية ويقال أبو طيبة الكلاعي عن المقداد بن الأسود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تقولون في السرقة قلت حرام حرمها الله قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق الرجل من بيت جاره فما تقولون في الزنا قلنا حرمه الله ورسوله فهو حرام قال لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
محمد بن سعيد هو المصلوب متهم بن فضيل عن الليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غش مسلماً في أمره وجاره فليس منها
الحديث لم يقله النبى(ص) والخطأ هو أن الزنى والسرقة من الجار أعظم من الزنى والسرقة من غيرهم وقطعا هذا تخريف فالجريمة هى نفسها وعقابها هو نفس العقاب ومن ثم فليس هناك كبر للجريمة المرتكبة فى حق الجار وإلا كان عقابها أكبر
باب إطعام الجار:
شعبة وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي قالوا أخبرنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف لفظ شعبة
عبيد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن صالح بن رستم عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً: إذا صنعت مرقاً فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها
يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا عمي عمر بن عثمان قال حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا طبخ أحدكم قدراً فليكثر مرقها وليغرف لجيرانه
حديث منكر لا يعرف إلا بهذا الإسناد والمتن صحيح رواه محمر بن حمير الرازي
عن ابن يغراء عن الأعمش عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً
مسلم بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن فضاء الجهضمي عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا اشترى أحدكم لحماً فليكثر مرقه فإن لم يصب لحماً أصاب مرقاً وهو أحد اللحمين
مسلمة بن فضيل قال حدثنا إسماعيل بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: إذا طبخ قدراً فليكثر مرقها واغرفوا للجيران
المستفاد من الحديث هو أن الجار يهدى لجاره من اللحم أو مرق اللحم إذا وسع الله عليه فى الشراء
حيوة وابن لهيعة قالا حدثنا شرحبيل بن شريك سمع أبا عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: خير الجيران عند الله خيرهم لجاره وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه
المعنى أفضل الجيران لدى الله أنفعهم لجاره وأفضل الأصدقاء لدى الله أنفعهم لصديقه والمستفاد أن من يكثر النفع للجيران هو أفضلهم
باب منه:
جماعة عن شعبة قال أخبرنا أبو عمران الجوني قال: سمعت طلحة بن عبيد الله يقول إن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت يا رسول الله إن لي جارين فأيهما أبدأ قال: بأقربهما باباً
أخبرنا جماعة قال حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة عن أبي عمران عن طلحة بن عبيد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فبأيهما أبدأ قال: بأدناهما باباً
حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو عمران عن يزيد بن بابنوس عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فأيهما أبدأ قال: بأقربهما منك في الهدية
حدثنا جماعة قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران عن رجل عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت يا رسول الله إن لي جارين، الحديث
حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو طارق عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً: أحسن إلى جارك تكن مؤمناً
المستفاد عند وجود خير فى البيت يزيد على حاجته يكفى جار واحد على صاحب الفائض أن يعطيه للأقرب بابا لبيته
باب شفعة الجوار مندوب إليها لأجل حق الجوار:
قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر مرفوعاً الجار أحق بصقبه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاراً فلا يبيعه حتى يستأذن جاره رواه ابن ماجه
وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجار أحق بشقعته ينتظره إذا كان غائباً إذا كان طريقهما واحد رواه أهل السنن الأربعة وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً من كانت له أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على جاره أخرجه القزيني وعن عمرو بن الشريد عن أبي رافع قال الرجل لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجار أحق بصقبه ما أعطيتكما بأربعة الآن وأنا أعطى بها خمس مائة دينار فأعطاه إياها - أخرجه البخاري ورواه النسائي والترمذي وابن ماجه من حديث عمرو بن الشريد بن سويد عن أبيه، وروى الترمذي عن البخاري قال: كلاهما عندي صحيح وصحح الترمذي من طريق الحسن عن مسرة مرفوعاً جار الدار أحق بالدار
المستفاد أن الجار أولى أن يشترى ما عنده جاره من بيت أو متاع من البعيد مكانيا عنه
ومن حقوق الجار وضع جسره على حائط جاره:
فقد ذهب إلى ذلك أحمد وغيره وصح عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم جاره أن يغرس خشبة في جداره فلا يمنعه متفق عليه
المعنى إذا طلب الواحد منكم من جاره أن يضع داخل جدارك خشبة فلا تنمعه من الوضع
المستفاد إفادة الجار قدر الإمكان
باب منه
حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله ما حق جاري عليَّ قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته وإن أصاب خيراً هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها سنده واهٍ
حدثنا سويد بن عبد العزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما حق الجار، إن استعانك أعنته وإن استقرضك أقرضته وإن افتقر علته وإن مرض عدته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب الريح عليه إلا بإذنه وإن اشتريت فاكهة فاهد له فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها فما زال يوصيهم بالجار حتى ظننا أن سيورثه سويد ضعيف كعثمان بن عطاء وروي نحوه عن يزيد بن زريع عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل مرفوعاً وهذا منقطع
حدثنا أبو عاصم النبيل عن إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة: قالوا يا رسول الله ما حق الجوار قال: إن دعاك أجبته وإن استعانك أعنته ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها إسماعيل واهٍ
المعنى من حقوق الجار زيارته فى المرض وتشييع جنازته عند الموت وإن طلب مال سلف سفلته إن كان معك وإن أحتاج شيئا أعطيته وإن مسه فرح قمت بالتهنئة وإن مسه أحد من أهله موت واسيته ولا تزيد ارتفاع بيتك فوق بيته حتى لا تمنع عنه الهواء وأن تهدى له من طعامك الذى تصل رائحته لبيته وإن اشتريت ثمر فاكهة فأعطه منه أو لا تظهرها له فى الطريق ولا تعطى ولدك منها خارج البيت حتى لا يغيظ أولاده
باب قوله ليس المؤمن من بات شبعان وجاره جائع:
حدثنا علي بن مُسهر عن الأعمش عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاوٍ حكيم ضعيف وقد خرج له أصحاب السنن ولكن للحديث شاهد: الثوري عن عبد الملك بن أبي بشير عن عبد الله بن أبي المساور عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه
حدثنا الطبراني قال حدثنا محمد بن محمر التمار قال حدثنا محمر بن سعيد الأثرم قال حدثنا همام قال حدثنا ثابت قال حدثنا أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع بجنبه وهو يعلم به
الأشرم ضعفه أبو زرعة، وهذا حديث منكر إسماعيل بن عياش عن ليث عن طاوس عن ابن عباس أنه جعل يعاتب ابن الزبير في شدة خلقه نجله حتى غضب ابن الزبير وقال تبخلني وتؤنبني فقال ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه طاوٍ إسناده واهٍ
أخبرنا القيس بن الربيع وغيره عن سعيد بن مسروق عن عباية ابن رفاعة عن جده رافع بن خديج أن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يشبع الرجل دون جاره سنده ضعيف"
المعنى ليس مسلما من عنده طعام زائد وجاره جائع لم يعطه منه
المستفاد وجوب إعطاء الجار المحتاج
باب منه:
حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الأعمش قال حدثنا أبو يحيى مولى جعدة سمع أبا هريرة يقول قيل يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها قال هي من أهل النار قال وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بالأثوار ولا تؤذي أحداً من جيرانها قال: هي من أهل الجنة"
الحديث موضوع لأن الصوم فى غير رمضان منهى عنه لكون كفارة أى عقوبة على الذنوب ومن ثم فالحدث هنا لم يحدث وإلا نهى النبى(ص) عن هذا الصوم
باب :
حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا الأسود بن شيبان عن يزيد ابن عبد الله ابن الشخير عن أخيه مطرف قال لقيت أبا ذر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب ثلاثة: رجل له جار سوء فهو يؤذيه ويصبر على أذاه فيكفيه الله إياه بحياة أو بموت حدثنا ابن عيينة عن الحريري عن أبي العلاء عن إبن الأحمس عن أبي ذر نحو الحديث الذي قبله"
الحديث موضوع لأن الله يحب كل مسلم ولا يحب أفعال أو أصحاب أشياء مباحة محددة
باب:
حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعوذ بالله من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول
نلاحظ الجنون وهو وجود جار سوء فى دار المقامة وهى الجنة كما قال تعالى "جنات عدن يدخلونها يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب"
حدثنا وهيب قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من جار المقيم فإن جار المسافر إذا شاء إن يزايل زايل
المعنى احتموا بطاعة أحكام الله من جار الجوار السيىء فإن جار المسافر إذا أراد أن يفترق عنه فارقه
باب جودة الجار:
حدثنا الثوري وغيره قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن جميل عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء الجار الصالح
رواه وائل بن داود عن إسماعيل بن محمد عن أبيه فذكر
المعنى من سرور المسلم الجار الحسن
باب:
حدثنا محمر بن الصباح قال حدثنا هشيم عن ثابت عن أنس مرفوعاً الجار قبل الدار
المعنى اختار الجار قبل شراء الدار
المستفاد اختيار الجار الحسن يمنع المشاكل بين الجارين
باب:
حدثنا مسد وقال حدثنا يحيى عن حسين المعلم قال حدثنا قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن رجل حتى يحب لجاره ولأخيه ما يحب لنفسه
المستفاد حب المسلم لجاره ما يريد لنفسه من الخير
باب منه:
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن أبي جعفر الأنصاري عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يحبه الله ورسوله فليحسن جوار من جواره إسناده جويد
المعنى من أفرحه أن يثيبه الله فليكرم جوار من عاش فى جنبه
باب منه
حدثنا الليث عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها لو فرسن شاة
تابعه أبو معشر السندي عن المقبري مع أن الليث لا يحتاج إلى متابع
حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأشهلي عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا نساء المؤمنات لا تحقر أحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا
الروايات هنا جنون فلا نداء اسمه نساء المؤمنات وإنما نساء المؤمنين وقد يكون النقل خطأ والمعنى أن الجار لا تستحقر هدية جارتها مهما كانت قليلة القيمة ماليا
باب:
حدثني ابن أبي فديك قال حدثني عبد الرحمن بن فضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجيران ثلاثة: جار له حق وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فجار مسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار وأما الذي لا ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم
وأدنى حق الجوار أن لا تؤذيه بقتار قدرك إلا أن تفوح له منها
الحديث موضوع فكل الجيران لهم نفس الحقوق فالإسلام هو من قرر الحقوق ومن ثم فالدين لا يمنع الحق عن جار دون جار
فصل:
فإذا كان الجار صاحب كبيرة فلا يخلو إما إن يكون متستراً بها ويغلق بابه عليه فليعرض عنه ويتغافل عنه وإن أمكن أن ينصحه في السر ويعظه فحسن وإن كان متظاهراً بفسقه مثل مكاس أو مرابي فتهجره هجراً جميلاً وكذا إن كان تاركاً للصلاة في كثير من الأوقات فمره بالمعروف وانهه عن المنكر مرة بعد أخرى وإلا فاهجره في الله لعله أن يرعوي ويحصل له انتفاع بالهجرة من غير أن تقطع عنه كلامك وسلامك وهديتك فإن رأيته متمرداً عاتياً بعيداً من الخير فأعرض عنه واجهد أن تتحول من جواره فقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من جار السوء في دار الإقامة"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
فصل:
فإن كان الجار ديوثاً أو قليل الغيرة أو حريمه على غير الطريق المستقيم فتحول عنه أو فاجهد أن لا يؤذون زوجتك فإن في ذلك فساداً كثيراً وخف على نفسك المسكينة ولا تدخل منزله واقطع الود بكل ممكن وإن لم تقبل مني ربما حصل لك هوى وطمع وغلبت عن نفسك أو أنبك أو خادمك أو أختك وإن ألزمتهم بالتحويل عن جوارك فافعل بلطف وبرغبة وبرهبة"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
فصل:
فإن كان جارك رافضياً أو صاحب بدعة كبيرة فإن قدرت على تعليمه وهدايته فاجهد وإن عجزت فانجمع عنه ولا تواده ولا تصافه ولا تكون له مصادقاً ولا معاشراً والتحول أولى بك"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
وكلامه عن النهى عن العشرة هو ابتعاد عن حق الجار
فصل:
"فإن كان جارك يهودياً أو نصرانياً في الدار أو في السوق أو في البستان فجاوره بالمعروف ولا تؤذه، كما جاء في الحديث: الجيران ثلاثة جار له ثلاثة حقوق وهو القريب المسلم الجار، وجار له حقان حق الإسلام وحق الجوار وجار له حق واحد وهو غير المسلم له حق الجوار فأما من جعل إجابة دعوتهم ديدنه وعاشرهم وباسطهم فإن إيمانه يرق وقد قال الله تعالى: لا تَجِد قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِرِ يوادُّونَ مِن حادَ اللَهَ وَرسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أو إِخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم أُولَئِكَ كُتِبَ في قُلوبُهم الإيمانَ وَأَيدهم بِروحٍ مِنهُ
فإن انضاف إلى جواره الذكونه قرابتك أو ذوي رحمك فهذا حقه آكد، وكذا إن كان أحد أبويك ذمياً فإن للأبوين وللرحم حقاً فوق حقوق الجوار فأعط كل ذي حق حقه وكذا رد السلام فلا تبدأ أحداً من هؤلاء بسلام أصلاً وإذا سلم أحد منهم عليك فقل وعليكم أما كيف أصبحت كيف أمسيت فهذا لا بأس به وأن يقول منه غير إسراف ولا مبالغة في الرد قال الله تعالى: فَسَوفَ يَأتي اللَهُ بِقَومٍ يُحِبُهم وَيُحِبونَهُ أَذِلَةً عَلى المُؤمِنينَ أَعِزَةً عَلى الكافِرينَ فالمؤمن يتواضع للمؤمن ويتذللك لهم ويتعزز على الكافرين ولا يتضال لهم تعظيماً لحرمة الإسلام وإعزازاً للدين من غير أن تؤذيهم ولا تودهم كما تود المسلم"
الجيرة لا تتعلق بالدين أو بالقرابة أو غير ذلك فحقوق الجار ثابتة أيا كان دينه وأيا كانت قرابته أو بعده
الكتاب هو تأليف أبو عبد الله محمر بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي والكتاب عبارة عن جمع لروايات فى موضوع الجار وهى أحاديث قليلة العدد أجهد الرجل نفسه فى جمعها من كتب الحديث ومعها عدة فصول لا تزيد على أصابع اليدين فى حقوق الجوار
بدأ الرجل كتابه بذكر قوله تعالى:
" وَاِعبِدوا اللَهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكين وَالجارُ ذي القُربى وَالجارُ الجَنِب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "
ولم يقم الرجل بتفسير القول ولا بالبناء على ما فى الآية وتفسيرها كالتالى:
طلب الله منا هنا كناس أن نعبده أى نطيع حكمه المنزل وفسر هذا بأن لا نشرك به شيئا والمراد ألا نطيع مع حكم الله حكم أخر ومن ضمن طاعة حكم الله أن نحسن أى نتعامل بالعدل مع كل من الوالدين وهم الأبوين وذى القربى وهم الأقارب واليتامى وهم من مات آباؤهم وهم صغار والمساكين وهم المحتاجين للعون والجار ذى القربى وهو صاحب البيت الملاصق لدارنا صاحب القرابة والجار الجنب وهو صاحب البيت القريب لبيتنا والصاحب بالجنب وهو الصديق فى السكن القريب وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده وما ملكت الأيمان وهم العبيد والإماء الذين تتصرف فيهم أنفسنا وهذا يعنى العدل مع كل البشر لأن المذكورين هنا لا يخرج منهم أحد من القرابة والجوار واليتم والمسكنة والسبيل،ويبين الله لنا أنه لا يحب من كان مختالا فخورا أى لا يرحم من كان كافرا عاصيا لحكمه
وبعد هذا أورد الأحاديث حديثا حديثا برواياته وهى:
حديث إكرام الجار:
حديث أبي هريرةقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة ورواه عاصم بن بهدلة وأبو الحصين والأعمش أبو صالح ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري
ورواه ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج ورواه يونس عن الحسن
خمستهم عن أبي هريرة مرفوعاً لفظهم سواء متفق عليه من حديث الزهري وتابعه محمر بن عمرو عن أبي سلمة
حديث أبي أيوب:
وروى يحيى بن أيوب عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد ابن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
حديث زيد بن خالد وروى ابن أبي حازم وجماعة عن يزيد بن الهادي عن أبي بكر ابن حزم عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
حديث أنس:
قرة بن حبيب عن عبد الحكم عن أنس مرفوعاً مثله، ويروى بسند آخر عن أنس مثله
حديث أبي شريح:
مالك والليث بن عجلان وغيرهم عن سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وقال الأوزاعي وأبان قالا حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا أشيد حدثه كذا قال الأوزاعي وقال أبان عن يحيى عن أبي سعيد ثم اتفقا من أبي شريح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
حديث المزني:
وقال احتج شعبة عن قتادة عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
حديث عائشة:
ويروى عن عائشة من وجه منكر فهذا متفق متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ"
اعتبر الذهبى أو من ألف الكتاب أن الإكرام غير الإحسان فذكر لفظ الإكرام كحديث واعتبر الإحسان حديث أخر مع كون المعنى واحد ومن ثم ذكر روايات الحديث فقال :
حديث الإحسان إلى الجار:
عن أبي شريح إبن عيينة حدثنا عمرو عن نافع بن جبير عن أبي شريح الكعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
رواه جماعة هكذا عن ابن عيينة ورواه هكذا عنه الحميدي ورواه مرةً عنه ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي شريح كما تقدم
عن أبي هريرة حدثنا زايدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن مجاورة من جاوره
ومعنى الحديثين من كان يصدق بحكم الله ويوم القيامة فليعدل فى معاملة جاره وهو من يعيش معه فى الجوار وهو الشارع أو المنطقة أو الحى
بعد هذا ذكر الحديث التالى:
حديث النهي عن أذى الجار:
باب منه عن أبي هريرة:
هشام بن سعيد حدثنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
أبو الأحوص عن أبي حُصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً مثله وكذا رواه ابن مهدي عن سفيان عن أبي حصين وكذا رواه القطان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً وعبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد ابن رباح عن أبي هريرة مرفوعاً وابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا اللفظ مرفوعاً وكذا روي من حديث أبي سعيد وعائشة وابن مسعود
ومعنى الحديث من كان يصدق بوحى الله ويوم القيامة فلا يضر من يعيش معه فى الجوار والمستفاد حرمة أذى الجار
وبعد هذا ذكر روايات تفيد نفس المعنى فقال:
"باب منه
شريك عن أبي عمر عن أبي جحيفة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال اطرح متاعك بالطريق قال فجعل الناس يمرون فيلعنونه فقال ما لقيت من الناس يلعنوني قال لعنك الله قبل أن يلعنك الناس فقال فإني لا أعود يا رسول الله فجاء الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارفع متاعك فقد أمنت أو كفيت
حاتم بن إسماعيل وصفوان بن عيسى قالا حدثنا ابن عجلان قال حدثنا أبي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جاراً يؤذني فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق
ففعل فاجتمع عليه الناس يقولون ما شأنك فجعل يقول جاري يؤذيني فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه فبلغه ذلك فأتاه فقال أرجع إلى منزلك فو الله لا أؤذيك أبداً
علي بن الجعد قال حدثنا سلام بن مسكين عن شهر بن حوشب عن محمد بن يوسف أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي جاراً يؤذيني فقال: أصبر ثم أتاه فقال ثم أتاه فقال أصبر ثم أتاه فقال: اعمد إلى متاعك ففرِّغه في الطريق فإذا أتى عليك آت فقل إن جاري يؤذيني قال فتحل أو تجب اللعنة رواه علي بن أبي بكر عن سلام عن شهر فقال عن محمد ابن يوسف عن عبد الله بن سلام
جباره بن مغلس وهو ضعيف، حدثنا حجاج بن تميم وهو ضعيف، عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل
الحديث هنا يقدم حلا لمشكلة الجار الذى يكرر أذى جاره وهو فضحه أمام الناس بالخروج من البيت مع أثاث ومتاع البيت والرد على من يسأل لماذا تجلس هكذا بأن الجار فلان يؤذيه
بالقطع هذا الحديث من الممكن وقوعه فى دولة كافرة وأما فى الدولة المسلمة فالجار عندما يذهب للقاضى للشكاية تكون هناك عقوبات على الجار المؤذى بعد إثبات الأذى بالشهود والوقائع والعقاب الأول هو مطالبة القاضى أهل البلدة بمخاصمة الجار المؤذى والعقاب الثانى إصلاح الجار المؤذى الضرر الذى أحدثه فى بيت جاره إن كان فعل ضررا والعقاب الثالث عقابه بعقاب كل جريمة ارتكبها كسب الجار وغير ذلك
باب منه:
رواد وعبيد الله بن موسى قالا حدثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن أم سلمة قالت بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفراش فدخلت شاة لبعض جيراننا فأخذت قرصاً فقمت إليها فنكبت القرص من بين لحييها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان لك أن تعنفيها فإنه لا قليل من أذى الجار وإسناده منقطع
المستفاد من الحكاية عدم أذى حيوان الجار الجائع بأخذ ما وضعه فى فمه من أكل منه
داود بن أيوب القسملي حدثنا عباد بن بشير العبدي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد حاربني هذا حديث منكر
المعنى صحيح وهو من أضر جاره فقد أضر النبى(ص) ومن أضر النبى(ص) فقد عاداه
باب منه:
شريح بن النعمان قال حدثنا أبو عقيل عن عمر بن حمزة عن عمر بن هارون عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام
زيد بن الحباب قال حدثنا أبو عقيل الخزاعي عن عمر بن حمزة عن إسماعيل بن حمزة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف عن الجهاد
الطبراني قال حدثنا داود بن أيوب قال حدثنا عباد بن بشير سمع أنساً يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الأمة تفتن بعدي
قالوا يا نبي الله في أي نحو قال: لا يعرف جار حق جاره هذا حديث موضوع
الحديث خاطىء يخالف الوحى فليس من علامات القيامة سوء الجوار وقطيعة الأرحام فهذه الأمور حادثة فى كل عصر فقوم فرعون أساءوا جوار بنى إسرائيل
باب قوله عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه:
رواه شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة وجماعة عن موسى بن أبي إسحاق عن جاهد عن أبي هريرة وشبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة
وأبي ضمرة حدثنا الحارث بن عبد الرحمن عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة وزاد في متنه: فاتقوا الله في جيرانكم وما ملكت إيمانكم روي بإسناد واهٍ من حديث عبد الله بن عمرو بدون الزيادة وغندر عن شعبة عن عمرو بن محمد بن يزيد سمع أباه عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم تابعه يزيد بن زريع عن عمرو مثله وروي بإسناد آخر ضعيف عن ابن عباس أبو نعيم ومحمد بن سابق قالا حدثنا بشير بن سليمان عن مجاهد قال حدثنا عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوصي بالجار حتى خشيت أو رأينا أنه ليورثه
ابن عيينة قال حدثنا بشير بن سلمان عن مجاهد بن عبد الله ابن عمرو أنه أمر بشاة فذبحت فقال لقَيِّمه أهديت لجارنا اليهودي منها شيئاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
ثقفان حدثنا الثوري وجماعة قالوا أخبرنا محمر بن طلحة ابن مصرف كلاهما عن يزيد عن مجاهد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً مثله مالك وجماعة قالوا أخبرنا يحيى بن شعبة عن أبي بكر ابن حزم عن عمرة عن عائشة بهذا
الليث عن ابن الهاد عن أبي بكر بن حزم نحوه ورواه غير واحد عن أبي بكر وجاء من غير وجه عن يحيى بن سعيد عن عمرة مدلساً
بقية قال حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره: قرة بن حبيب عن عبد الحكم وهو لين عن أنس وعبد الصمد ابن عبد الوارث عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن أنس مرفوعاً نحوه"
معنى الحديث أن جبريل كرر وصية الله فى الجار لمحمد(ص) فى العديد من المرات حتى ظن محمد (ص)أنه الجار يرث مال جاره
ولخص الرجل معنى ما أورده من أحاديث فقال:
فهذا الباب متواتر المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ويفهم من الحديث المذكور عنه صلى الله عليه وسلم هو تعظيم حق الجار من الإحسان إليه وإكرامه وعدم الأذى له وإنما جاء الحديث في هذا الأسلوب للمبالغة في حفظ حقوق الجار وعدم الإساءة إليه حيث أنزله الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة الوارث تعظيماً لحقه ووجوب الإحسان إليه وعدم الإساءة إليه بأي نوع من أنواع الأذى
باب منه:
ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما هو بمؤمن من لا يأمن جاره غوايله - وفي لفظ – بوايقه الدراوردي وجماعة قالوا أخبرنا العلاء عن أبي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوايقه
أبان ابن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوايقه قلنا يا رسول الله وما بوايقه قال: غشمه وظلمه
جماعة حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن ابن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قالوا وما ذاك يا رسول الله قال: الجار الذي لا يأمن جاره بوايقه
قالوا وما بوايقه قال شره هكذا رواه أبو داود الطيالسي وآدم وأسد بن موسى عنه
ورواه معن وابن وهب وابن أبي فديك وآخرون عن ابن أبي ذئب عن المقري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه خلاد الصفار عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مالك بن سعيد حدثنا هشام بن سعيد عن زيد ابن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يرى أحدكم أن قد آمن ولا يأمن جاره بوايقه
سويد بن سعيد حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعاً
المؤمن من أمنه جاره ولا يخاف بوايقه موسى بن عيسى عن زيد بن بكر عن الحسن عن جاهد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً في جريدة من جرايد النخل: بسم الله الرحمن الرحيم لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر جار لا يأمن جاره بوايقه زيد هذا لا يعرف أيوب بن عتبة بن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعاً: ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوايقه
معنى الحديث أن الجار الذى يؤذى جاره ليس مسلما وإنما كافر لأنه يضر جاره
باب منه إن أعظم الزنا هو بحليلة الجار:
جماعة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الذنب أعظم قال أن تجعل الله نداً وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر
شعبة عن واصل عن أبي وايل عن عبد الله فذكره إلى قوله بحليلة جارك
محمد بن كثير حدثنا سفيان عن منصور وواصل والأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر وَلا يَقتُلونَ النَفسُ الَّتي حَرمَ اللَهُ إِلّا بِالحَقِ وَلا يَزنون
إبن فضيل عن محمد بن سعيد قال سمعت أبا ظبية ويقال أبو طيبة الكلاعي عن المقداد بن الأسود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تقولون في السرقة قلت حرام حرمها الله قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق الرجل من بيت جاره فما تقولون في الزنا قلنا حرمه الله ورسوله فهو حرام قال لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
محمد بن سعيد هو المصلوب متهم بن فضيل عن الليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غش مسلماً في أمره وجاره فليس منها
الحديث لم يقله النبى(ص) والخطأ هو أن الزنى والسرقة من الجار أعظم من الزنى والسرقة من غيرهم وقطعا هذا تخريف فالجريمة هى نفسها وعقابها هو نفس العقاب ومن ثم فليس هناك كبر للجريمة المرتكبة فى حق الجار وإلا كان عقابها أكبر
باب إطعام الجار:
شعبة وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي قالوا أخبرنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف لفظ شعبة
عبيد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن صالح بن رستم عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً: إذا صنعت مرقاً فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها
يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا عمي عمر بن عثمان قال حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا طبخ أحدكم قدراً فليكثر مرقها وليغرف لجيرانه
حديث منكر لا يعرف إلا بهذا الإسناد والمتن صحيح رواه محمر بن حمير الرازي
عن ابن يغراء عن الأعمش عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً
مسلم بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن فضاء الجهضمي عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا اشترى أحدكم لحماً فليكثر مرقه فإن لم يصب لحماً أصاب مرقاً وهو أحد اللحمين
مسلمة بن فضيل قال حدثنا إسماعيل بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: إذا طبخ قدراً فليكثر مرقها واغرفوا للجيران
المستفاد من الحديث هو أن الجار يهدى لجاره من اللحم أو مرق اللحم إذا وسع الله عليه فى الشراء
حيوة وابن لهيعة قالا حدثنا شرحبيل بن شريك سمع أبا عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: خير الجيران عند الله خيرهم لجاره وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه
المعنى أفضل الجيران لدى الله أنفعهم لجاره وأفضل الأصدقاء لدى الله أنفعهم لصديقه والمستفاد أن من يكثر النفع للجيران هو أفضلهم
باب منه:
جماعة عن شعبة قال أخبرنا أبو عمران الجوني قال: سمعت طلحة بن عبيد الله يقول إن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت يا رسول الله إن لي جارين فأيهما أبدأ قال: بأقربهما باباً
أخبرنا جماعة قال حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة عن أبي عمران عن طلحة بن عبيد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فبأيهما أبدأ قال: بأدناهما باباً
حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو عمران عن يزيد بن بابنوس عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فأيهما أبدأ قال: بأقربهما منك في الهدية
حدثنا جماعة قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران عن رجل عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت يا رسول الله إن لي جارين، الحديث
حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو طارق عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً: أحسن إلى جارك تكن مؤمناً
المستفاد عند وجود خير فى البيت يزيد على حاجته يكفى جار واحد على صاحب الفائض أن يعطيه للأقرب بابا لبيته
باب شفعة الجوار مندوب إليها لأجل حق الجوار:
قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر مرفوعاً الجار أحق بصقبه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاراً فلا يبيعه حتى يستأذن جاره رواه ابن ماجه
وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجار أحق بشقعته ينتظره إذا كان غائباً إذا كان طريقهما واحد رواه أهل السنن الأربعة وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً من كانت له أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على جاره أخرجه القزيني وعن عمرو بن الشريد عن أبي رافع قال الرجل لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجار أحق بصقبه ما أعطيتكما بأربعة الآن وأنا أعطى بها خمس مائة دينار فأعطاه إياها - أخرجه البخاري ورواه النسائي والترمذي وابن ماجه من حديث عمرو بن الشريد بن سويد عن أبيه، وروى الترمذي عن البخاري قال: كلاهما عندي صحيح وصحح الترمذي من طريق الحسن عن مسرة مرفوعاً جار الدار أحق بالدار
المستفاد أن الجار أولى أن يشترى ما عنده جاره من بيت أو متاع من البعيد مكانيا عنه
ومن حقوق الجار وضع جسره على حائط جاره:
فقد ذهب إلى ذلك أحمد وغيره وصح عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم جاره أن يغرس خشبة في جداره فلا يمنعه متفق عليه
المعنى إذا طلب الواحد منكم من جاره أن يضع داخل جدارك خشبة فلا تنمعه من الوضع
المستفاد إفادة الجار قدر الإمكان
باب منه
حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله ما حق جاري عليَّ قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته وإن أصاب خيراً هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها سنده واهٍ
حدثنا سويد بن عبد العزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما حق الجار، إن استعانك أعنته وإن استقرضك أقرضته وإن افتقر علته وإن مرض عدته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب الريح عليه إلا بإذنه وإن اشتريت فاكهة فاهد له فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها فما زال يوصيهم بالجار حتى ظننا أن سيورثه سويد ضعيف كعثمان بن عطاء وروي نحوه عن يزيد بن زريع عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل مرفوعاً وهذا منقطع
حدثنا أبو عاصم النبيل عن إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة: قالوا يا رسول الله ما حق الجوار قال: إن دعاك أجبته وإن استعانك أعنته ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها إسماعيل واهٍ
المعنى من حقوق الجار زيارته فى المرض وتشييع جنازته عند الموت وإن طلب مال سلف سفلته إن كان معك وإن أحتاج شيئا أعطيته وإن مسه فرح قمت بالتهنئة وإن مسه أحد من أهله موت واسيته ولا تزيد ارتفاع بيتك فوق بيته حتى لا تمنع عنه الهواء وأن تهدى له من طعامك الذى تصل رائحته لبيته وإن اشتريت ثمر فاكهة فأعطه منه أو لا تظهرها له فى الطريق ولا تعطى ولدك منها خارج البيت حتى لا يغيظ أولاده
باب قوله ليس المؤمن من بات شبعان وجاره جائع:
حدثنا علي بن مُسهر عن الأعمش عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاوٍ حكيم ضعيف وقد خرج له أصحاب السنن ولكن للحديث شاهد: الثوري عن عبد الملك بن أبي بشير عن عبد الله بن أبي المساور عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه
حدثنا الطبراني قال حدثنا محمد بن محمر التمار قال حدثنا محمر بن سعيد الأثرم قال حدثنا همام قال حدثنا ثابت قال حدثنا أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع بجنبه وهو يعلم به
الأشرم ضعفه أبو زرعة، وهذا حديث منكر إسماعيل بن عياش عن ليث عن طاوس عن ابن عباس أنه جعل يعاتب ابن الزبير في شدة خلقه نجله حتى غضب ابن الزبير وقال تبخلني وتؤنبني فقال ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه طاوٍ إسناده واهٍ
أخبرنا القيس بن الربيع وغيره عن سعيد بن مسروق عن عباية ابن رفاعة عن جده رافع بن خديج أن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يشبع الرجل دون جاره سنده ضعيف"
المعنى ليس مسلما من عنده طعام زائد وجاره جائع لم يعطه منه
المستفاد وجوب إعطاء الجار المحتاج
باب منه:
حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الأعمش قال حدثنا أبو يحيى مولى جعدة سمع أبا هريرة يقول قيل يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها قال هي من أهل النار قال وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بالأثوار ولا تؤذي أحداً من جيرانها قال: هي من أهل الجنة"
الحديث موضوع لأن الصوم فى غير رمضان منهى عنه لكون كفارة أى عقوبة على الذنوب ومن ثم فالحدث هنا لم يحدث وإلا نهى النبى(ص) عن هذا الصوم
باب :
حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا الأسود بن شيبان عن يزيد ابن عبد الله ابن الشخير عن أخيه مطرف قال لقيت أبا ذر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب ثلاثة: رجل له جار سوء فهو يؤذيه ويصبر على أذاه فيكفيه الله إياه بحياة أو بموت حدثنا ابن عيينة عن الحريري عن أبي العلاء عن إبن الأحمس عن أبي ذر نحو الحديث الذي قبله"
الحديث موضوع لأن الله يحب كل مسلم ولا يحب أفعال أو أصحاب أشياء مباحة محددة
باب:
حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعوذ بالله من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول
نلاحظ الجنون وهو وجود جار سوء فى دار المقامة وهى الجنة كما قال تعالى "جنات عدن يدخلونها يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب"
حدثنا وهيب قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من جار المقيم فإن جار المسافر إذا شاء إن يزايل زايل
المعنى احتموا بطاعة أحكام الله من جار الجوار السيىء فإن جار المسافر إذا أراد أن يفترق عنه فارقه
باب جودة الجار:
حدثنا الثوري وغيره قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن جميل عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء الجار الصالح
رواه وائل بن داود عن إسماعيل بن محمد عن أبيه فذكر
المعنى من سرور المسلم الجار الحسن
باب:
حدثنا محمر بن الصباح قال حدثنا هشيم عن ثابت عن أنس مرفوعاً الجار قبل الدار
المعنى اختار الجار قبل شراء الدار
المستفاد اختيار الجار الحسن يمنع المشاكل بين الجارين
باب:
حدثنا مسد وقال حدثنا يحيى عن حسين المعلم قال حدثنا قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يؤمن رجل حتى يحب لجاره ولأخيه ما يحب لنفسه
المستفاد حب المسلم لجاره ما يريد لنفسه من الخير
باب منه:
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن أبي جعفر الأنصاري عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يحبه الله ورسوله فليحسن جوار من جواره إسناده جويد
المعنى من أفرحه أن يثيبه الله فليكرم جوار من عاش فى جنبه
باب منه
حدثنا الليث عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها لو فرسن شاة
تابعه أبو معشر السندي عن المقبري مع أن الليث لا يحتاج إلى متابع
حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأشهلي عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا نساء المؤمنات لا تحقر أحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا
الروايات هنا جنون فلا نداء اسمه نساء المؤمنات وإنما نساء المؤمنين وقد يكون النقل خطأ والمعنى أن الجار لا تستحقر هدية جارتها مهما كانت قليلة القيمة ماليا
باب:
حدثني ابن أبي فديك قال حدثني عبد الرحمن بن فضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجيران ثلاثة: جار له حق وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فجار مسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار وأما الذي لا ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم
وأدنى حق الجوار أن لا تؤذيه بقتار قدرك إلا أن تفوح له منها
الحديث موضوع فكل الجيران لهم نفس الحقوق فالإسلام هو من قرر الحقوق ومن ثم فالدين لا يمنع الحق عن جار دون جار
فصل:
فإذا كان الجار صاحب كبيرة فلا يخلو إما إن يكون متستراً بها ويغلق بابه عليه فليعرض عنه ويتغافل عنه وإن أمكن أن ينصحه في السر ويعظه فحسن وإن كان متظاهراً بفسقه مثل مكاس أو مرابي فتهجره هجراً جميلاً وكذا إن كان تاركاً للصلاة في كثير من الأوقات فمره بالمعروف وانهه عن المنكر مرة بعد أخرى وإلا فاهجره في الله لعله أن يرعوي ويحصل له انتفاع بالهجرة من غير أن تقطع عنه كلامك وسلامك وهديتك فإن رأيته متمرداً عاتياً بعيداً من الخير فأعرض عنه واجهد أن تتحول من جواره فقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من جار السوء في دار الإقامة"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
فصل:
فإن كان الجار ديوثاً أو قليل الغيرة أو حريمه على غير الطريق المستقيم فتحول عنه أو فاجهد أن لا يؤذون زوجتك فإن في ذلك فساداً كثيراً وخف على نفسك المسكينة ولا تدخل منزله واقطع الود بكل ممكن وإن لم تقبل مني ربما حصل لك هوى وطمع وغلبت عن نفسك أو أنبك أو خادمك أو أختك وإن ألزمتهم بالتحويل عن جوارك فافعل بلطف وبرغبة وبرهبة"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
فصل:
فإن كان جارك رافضياً أو صاحب بدعة كبيرة فإن قدرت على تعليمه وهدايته فاجهد وإن عجزت فانجمع عنه ولا تواده ولا تصافه ولا تكون له مصادقاً ولا معاشراً والتحول أولى بك"
كلام الذهبى هنا عن الجيران فى غير دولة الإسلام لأن من ارتكب جريمة يعاقب عليها بعقوبات الإسلام ولا يعالج وضعه بالوعظ والنصح فقط
وكلامه عن النهى عن العشرة هو ابتعاد عن حق الجار
فصل:
"فإن كان جارك يهودياً أو نصرانياً في الدار أو في السوق أو في البستان فجاوره بالمعروف ولا تؤذه، كما جاء في الحديث: الجيران ثلاثة جار له ثلاثة حقوق وهو القريب المسلم الجار، وجار له حقان حق الإسلام وحق الجوار وجار له حق واحد وهو غير المسلم له حق الجوار فأما من جعل إجابة دعوتهم ديدنه وعاشرهم وباسطهم فإن إيمانه يرق وقد قال الله تعالى: لا تَجِد قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِرِ يوادُّونَ مِن حادَ اللَهَ وَرسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أو إِخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم أُولَئِكَ كُتِبَ في قُلوبُهم الإيمانَ وَأَيدهم بِروحٍ مِنهُ
فإن انضاف إلى جواره الذكونه قرابتك أو ذوي رحمك فهذا حقه آكد، وكذا إن كان أحد أبويك ذمياً فإن للأبوين وللرحم حقاً فوق حقوق الجوار فأعط كل ذي حق حقه وكذا رد السلام فلا تبدأ أحداً من هؤلاء بسلام أصلاً وإذا سلم أحد منهم عليك فقل وعليكم أما كيف أصبحت كيف أمسيت فهذا لا بأس به وأن يقول منه غير إسراف ولا مبالغة في الرد قال الله تعالى: فَسَوفَ يَأتي اللَهُ بِقَومٍ يُحِبُهم وَيُحِبونَهُ أَذِلَةً عَلى المُؤمِنينَ أَعِزَةً عَلى الكافِرينَ فالمؤمن يتواضع للمؤمن ويتذللك لهم ويتعزز على الكافرين ولا يتضال لهم تعظيماً لحرمة الإسلام وإعزازاً للدين من غير أن تؤذيهم ولا تودهم كما تود المسلم"
الجيرة لا تتعلق بالدين أو بالقرابة أو غير ذلك فحقوق الجار ثابتة أيا كان دينه وأيا كانت قرابته أو بعده