رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب اللقمة الملعونة
المؤلف سليمان بن محمد الصغير والكتاب يدور عن اللقمة الملعونة والتى يقصد بها تعاطى المخدرات وفى المقدمة يخاطب الشباب مع أن الكل كبير وصغير وشاب قد يواجه تلك المشكلة فيقول:
"بني الحبيب! أخي أيها الطالب النجيب أيها الشاب اليافع: أكتب لك خلاصة عمر وعصارة فكر وتجربة حياة فقد كنا شبابا وطلابا مثلك تماما، كل ما تفكر فيه وتشعر به من أحاسيس وعواطف، وما تمر به من مواقف وظروف في هذه الحياة قد مر بها من هو أكبر منك، وسيمر بها من هو أصغر منك هكذا سنة الحياة الكل يعاني من ظروف ومشاكل وهي تتشابه لدى جميع الناس على درجات مختلفة
سأضرب لكم مثالا والأمثلة كثيرة، فأنت إذا لم تستطع أن تمتلك سيارة إما لظروف والدك أو ظروفك أو لأي سبب آخر ما موقفك، ورغبتك لامتلاك السيارة غلبت على تفكيرك وعقلك؟ ماذا تفعل؟! هل تسرق لتشتري سيارة؟! أو تصاحب أصدقاء غير أسوياء معهم سيارات وتغيب عن أهلك فترات طويلة كي يتفضل عليك أحدهم بقيادة سيارته؟! هل تستمر مقطب الجبين محزنا والديك بتضايقك وحدة مزاجك وسوء تعاملك وعدم تعاونك؟! ماذا تفعل وزميلك فلان أصغر منك يأتي للمدرسة وحده بسيارته الخاصة؟!
تأمل وأنت تقرأ هذه الأسطر التي أكتبها إليك وأنا أرى مخرجا لمشكلتك لا تراه أنت
إن مثل هذه المشكلة في نظرك أو أي مشكلة أخرى قد أوقعت شبابا في عمر الزهور في مهلكة أشد من تلك النار فإن أعظم ما تفعله النار تحرقك فتموت إنها مهلكة المخدرات تلكم الغول الوحشي قلما نجا من وقع في شركها"
وتحدث عن أن بداية المشكلة هى موقف أليم يحاول الشاب مواجهته فيخرج عليه رفيق سوء يزين له أن الطريق هو تعاطى المخدر لنسيان الموقف فقال :
"إنها تبدأ عادة نتيجة لأدني موقف يمر به الشاب فيلتقطه رفيق سوء بحبة أو شمة أو حقنة أو نفخة آثمة، يصور رفيق السوء أنها تساعده على الهروب من الواقع الأليم ويوهمه بأنها الطريق لحل مشكلته أو مشكلاته لكن الواقع أنها تعقد المشكلة وتسد أبواب حلها، وتزيده مرارة وحرقة وكآبة حتى تدهور قدرته على مواجهة الواقع ومشكلاته! وتعمل على تدمير علاقته بالآخرين، حيث يفقد كل صديق أو قريب فلا يتعاطف معه أحد ولا يصدقه أحد ولا يهتم أحد بمساعدته بل إن المجتمع كله يرفضه وينبذه وبالتالي يفقد ذاته وأهله وأصدقائه بل ومستقبله، وتكون حياة البهائم والحشرات أرقى من حياته وأفضل، فهي تهنأ بلقمتها وإشباع غرائزها بينما المتعاطي لا يهنأ بشيء، فقد فقد كل شيء"
وقطعا مشاكل المخدرات لا تبدأ مع الكل بسبب الموقف الأليم فقد تحدث بسبب موقف سعيد كالدخول على الزوجة وقد تحدث من باب إثبات الرجولة وقد تحدث كحيلة لاغتصاب أنثى أو رجل فالبدايات كثيرة ثم حذر الصغير الشباب من تعاطى المخدرات فقال :
"نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة أيها الطالب الحبيب عليك أن تحذر أشد الحذر! فقد استفحل خطر المخدرات وتنوعت طرق استخدامها، فربما وقع بعض الأبرياء فريسة وهو لا يدري نتيجة غفلة من عقله والمؤمن يجب أن يكون فطنا "
"ثم استعرض الرجل العلامات التى تبين تعاطى الفرد للمخدرات فقال:
سأعرض لك تعريفا مبسطا بأشهر أنواع هذه الآفات وتأثيراتها، وقبل ذلك ينبغي أن تعلم أن اكتشاف وتعاطي المخدرات يتطلب يقظة وحذرا شديدين، حيث ينتشر هذا الداء وسط بعض الشلل، لذلك فإن الانتباه لأبسط التغيرات في العادات والسلوك والتصرفات وردود الأفعال خير مؤشر ودليل يثير الانتباه لشبهة التعاطي، مثل تغيير أوقات وعدد ساعات النوم واضطراب الشهية للأكل، وإهمال الواجبات الدينية والاجتماعية والدراسية، وتغيير شلة الأصحاب، وتعكر الحالة المزاجية من حين لآخر دون سبب ظاهر، وزيادة النشاط والحركة أحيانا وقلتها وخمودها أحيانا أخرى، والانزواء بعيدا عن أفراد الأسرى فترات طويلة أو كثرة الخروج والتغيب عن المنزل، والشحوب، وفقدان الوزن دون وجود مرض ظاهر، وإهمال المظهر العام في بعض الأحيان، وكثرة الإنفاق وإهدار المال، والمطالبة بالمزيد دون إبداء أسباب واضحة لذلك"
وهذه السلوكيات بالقطع تدل على تعاطى المخدرات كما تدل على مشكلات أخرى كالمرض أو حب القراءة أو التفكير فى حل مشاكل العالم
واستعرض الصغير أشهر المخدرات الرائجة فى عالمنا فقال :
"كل هذه تعد من المؤشرات العامة التي تثير الشكوك حول احتمال تعاطي المخدرات وهي وإن كانت غير دقيقة لكنها مؤشر يتطلب الحذر والانتباه
1 - الحبوب المنبهة:
حبوب الكبتاجون (أو الأبيض) هي من المواد المنشطة جسديا أو مزاجيا لوجود مادة الأمفيتامين، لما تحدثه من تحفيز مباشر لخلايا ومراكز المخ، مما يؤدي لحاجة من الاستنفار والتيقظ والانتباه، فتقل الرغبة للنوم والأكل فيصبح الشخص قادرا على البقاء مستيقظا ساعات طويلة وقادرا على الاستمرار في العمل دون كلل أو شعور بالتعب، الاستمرار في تعاطي هذه الحبوب يؤدي إلى نتيجة عكسية؛ إذ تحدث حالة من التوتر والقلق والخوف وعدم القدرة على التركيز مع ظهور بعض الشكوك والظنون والهلاوس، كما أن فترة النشاط المذكورة تزول بزوال الأثر الكيميائي لمدة الأمفيتامين بعد ساعات قليلة، بعدها يعود الفرد في حالة خمول وإنهاك عام مع اعتلال المزاج والشعور بالكآبة والإحباط، لذلك يضطر الشخص لمعاودة التعاطي مرة أخرى، وهكذا تدريجيا يصبح الطالب مدمنا يفقد صحته الجسدية والنفسية والعقلية ويفقد مستقبله الدراسي والمهني والاجتماعي
2 - الأفيون:
الخام والطبي ومستحضراتهما التي تكون نسبة المورفين فيهما اثنين من الألف فما فوق يتعلق المدمنون عادة بالأفيون بسبب قدرته على تخفيف انفعالاتهم نحو المثيرات الخارجية سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل الشعور بالخوف، والاكتئاب، ويبدو الشخص الواقع تحت تأثيرها لا مباليا، وشبه نائم، ولعل هذا الشعور يجعل المعتمد يصر على تعاطيه، بالرغم من ارتفاع ثمنه، ومن درايته بالأخطار المترتبة على ذلك وحين لا يتوفر لدى المدمن الكمية المطلوبة لإشباع حاجته إليه فإنه يعاني من آلام حادة، وتضمر عنده العضلات، كما تضعف الذاكرة، وتضعف الشهية، وتحدث أعراض مرضية في الكبد كانحلال خلاياه، وتلفها، وزيادة نسبة السكر فيها، والتشحم الدهني حول المجموعة البوابية
وتختلف الأعراض التي يخلفها تناول الأفيون على المتعاطي تبعا لنوع الأفيون المتعاطى، وطريقة تحضيره، وكميته وطريقة تعاطيه، وشخصية المتعاطي وحالته الصحية، والاجتماعية والمادية، ودرجة إدمانه
ويمكن القول بأن أبرز الآثار الجسمية لتعاطي الأفيون: ظهور أمراض جلدية، والتهابات خارجية، وبعض الحالات التسممية التي يكون من أعراضها ضيق حدقة العين، وعدم التأثر بالضوء، وضعف التنفس وخموله، وأحيانا الإغماء، مع ارتفاع متزايد في الضغط بالمجاري الصفراوية، وانخفاض في درجة الحرارة، وتعرق الوجه وزرقته، وضعف الشهوة الجنسية، وضعف قدرة الكلى على القيام بعملها، ونقص الإفرازات والعصارة المعدية، والمعوية، وانحطاط الجهاز العصبي المركزي، واحتقان أو زيادة في خلايا أوعية الدماغ
أما من الناحية الشخصية فيتسم مدمن الأفيون بالعصبية والحساسية المفرطة، والتوتر والانفعال وانخفاض مستوى الأداء، وضعف القدرة على التكيف الاجتماعي، والميل نحو ارتكاب بعض الجرائم كالنصب، والاحتيال، والسرقة، إذا ما حالت ظروفه دون الحصول على المخدر
3 - المورفين والهيروين:
وأشباه القلويات الأخرى للأفيون وجميع أملاح هذه الجواهر، يتم تعاطي الهيروين بعدة طرق منها:
الاستنشاق عن طريق الأنف، والتناول بالفم بعد إذابتها بالماء، والحقن الوريدية أو الحقن تحت الجلد يقوم بعض المدمنين على الهيروين بحقنه (أي الهيروين) بالوريد أو تحت الجلد بعد تبخيره في ملعقة على لهب عود ثقاب، وإذابته بقليل من الماء، أو مزجه ببعض الأمفيتامينات، أو الهيستامين للحصول على الحالة العظمى للنشوة هذا ومن الجدير بالذكر أن المدمنين عل الهيروين يجددون الحقنة كل (2 - 3) ساعات
فإذا لم يتوفر المخدر، تبدأ أعراض الامتناع بالظهور، وأبرزها سيلان الأنف، ومغص في المعدة وآلام بها، وتوسع بؤبؤ العين، والقشعريرة
ورغم ما يشعر به متعاطي الهيروين من نشوة واسترخاء في بداية تعاطيه له، إلا أنه سرعان ما تتغير هذه الأحوال فيصاب بالإعياء، والإرهاق، وبالعديد من الأعراض الأخرى الخطيرة، والتي منها الضعف الجسمي بشكل عام، وفقدان الشهية والأرق، وقلة النوم مع الإحساس بالقشعريرة في الجلد
ويترتب على انقطاع المتعاطي لهذا المخدر، بالإضافة إلى الإعياء الجسمي الشديد الذي ينتابه، الإصابة بآلام في الظهر، والمعدة والحمى، والغثيان وتصلب العضلات، والتشنج، وكثرة إفرازات العرق
ويعد الهيروين من أخطر المخدرات بسبب تأثيره الكيمائي على الجهاز العصبي حيث تغدو الخلايا العصبية بحاجة دائمة له كي تبقى مستقرة كما أن أعراض الانقطاع عنه مؤلمة إلى الحد الذي يجعل المدمن على استعداد لأن يرتكب جريمة مقابل الحصول عليه
وجدير بالذكر أن الهيروين سريع التأثير في المتعاطي مقارنة بباقي الأفيونات، وأن المعتمدين عليه لا يستطيعون العودة إلى الأفيون مطلقا، كما أن تناول (20) ملليغرام منه دفعة واحدة يعد أمرا خطيرا
يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد الجسدي، إذ تظهر أعراض جسدية لدى الانقطاع المفاجئ عن تناوله مثل فقدان الشهية، والانفعال، وسرعة التنفس، وضعف العضلات، والتقيؤ، والإسهال الشديد، وتصبب العرق، كما يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد النفسي الذي يبتدئ على صورة إلحاح في الاستمرار بتناوله للحفاظ على المستوى المنشود من التأثير
4 - الكوكايين وأملاحه:
الذي يستخرج من شجرة الكوكا التي تزرع في الهند وجاوا وسيلان وأمريكا الجنوبية
صفات الكوكايين وطعمه وأضراره:
هو مسحوق أبيض اللون، ثلجي الشكل، وبلوراته دقيقة لامعة مرة الطعم، لا رائحة لها، تذوب إذا فركت بين الأصابع وإذا وضعت على طرف اللسان شعر المتذوق بطعم مر يعقبه خدر في ذلك الموضع
وهي مادة مخدرة سامة قاتلة، ومقدار منها يتراوح ما بين واحد سنتجرام إلى نصف جرام؛ وذلك حسب قوة تحمل الشخص وعمره وطريقة استعماله وإدخاله إلى الجسم
استعمالاته:
المتعاطون في ذلك أصناف وأنواع:
فمنهم: من يتعاطاه حقنا في الوريد، أو تحت الجلد، مما يسبب فيه بقعا زرقاء شبيهة بالكدمات ناهيك عن القروح الجلدية التي قد تتحول إلى أمراض سرطانية نتيجة للحقن المستمر
ومنهم: من يتعاطاه نشوقا عن طريق الأنف، الأمر الذي ينتج إصابة أغشية الأنف المخاطية بالبثور والقروح التي يصعب علاجها
ومنهم: من يتعاطاه مع المشروبات الكحولية لتخفيف أثره المنبه فلا يشرعون بتأثير الكحول المسكر والمثبط، فيكثرون منه فتصبح البلوى مضاعفة الكحول الذي يفتك بالكبد والكوكايين الذي يتلف الخلايا العصبية
يتضمن التأثير المنبه للكوكايين التهيج، وكثرة الكلام، والثقة بالنفس، والاطمئنان، وعدم الشعور بالتعب، والنعاس مع الشعور بالنشوة واليقظة الجنسية، وقوة العضلات، واتساع بؤبؤ العين، وزيادة النبض، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وارتفاع ضغط الدم، وتعقب فترة النشاط عادة فترة هبوط تكون مصحوبة عند زيادة الجرعة بهبوط في التنفس، والبرود، وتصبب العرق، واضطراب في الكبد والرئتين والكلى، وهبوط في القلب قد يؤدي إلى الوفاة
ولعل من أبرز أخطاره فقدان المناعة الذاتية لدى تعاطيه عن طريق الحقن الوريدية، هذا وقد يؤدي استعماله إلى هذيان حاد مع تقلبات مزاجية، وأرق شديد، وكثرة الحركة، واضطرابات في الحواس تتمثل في شعور المريض بأجسام غريبة كالديدان والناموس تمشي تحت جلده أو شعوره بقوة عضلية خارقة قد تدفعه إلى ارتكاب الجرائم
الحشيش:
وجميع مستحضراته ومشتقاته بأي اسم يعرض به واسمه العلمي: كانابيس ساتيفا وله أسماء مختلفة:
يانج - جاجاني في الهند
- أجا - في جنوب أفريقيا
ماريجوانا - ماريونا - في أمريكا وعموما له عشرات الأسماء"
وقد حدثنا الرجل عن أثر المخدرات الأولى وهو الشعور الكاذب بالنشوة والسعادة فقال:
"شعور كاذب ونشوة وقتية:
يقول المتعاطون للمخدرات: إن المرء بعد أخذه جرعة من المخدر يشعر بنشوة وسعادة غامرة؛ ناسين أو متناسين أن تلك السعادة لا تدوم سوى لحظات معدودة، وبعدها يعود إلى الضعف والخور، ومن ثم يحاول معاودة الكرة؛ وذلك بتكرار جرعات مضاعفة للحصول على نشاط آخر أو نشوة أخرى، وهكذا حتى يحصل التسمم الذي قد يودي بحياته بين آونة وأخرى"
وأما الآثار التالية نتيجة تكرار التعاطى وهو ما يسمى الإدمان فهى أضرار جسمية ونفسية حدثنا الصغير عنها فقال :
"إدمان الحشيش وغيره من المخدرات يؤدي إلى الأعراض العضوية الآتية:
1 - فقدان السيطرة على حركات الأيدي والأرجل، وسر ذلك أن هناك إشارات تصل من الأطراف إلى المخ، ومن المخ إشارات تصل إلى الأطراف لتنظم حركاتها
والذي يحدث فعلا في حالة المدمن أن الإشارات لا تصل للمخ، أو تصل إليه بطريقة غير صحيحة، وهكذا يفقد المخ السيطرة على حركة الأطراف وتكون النتيجة إيقاع المدمن بالضرر لنفسه بارتكاب حوادث سببها عدم دقة الحركة
2 - انعدام قدرة المدمن على التركيز في التفكير، كما أن حكمه على المكان والزمان يصبح خاطئا
3 - ازدياد حساسية المدمن لكثير من الأصوات بل ويصاب بكثير من التخيلات
فضلا على الآثار النفسية التي تتلخص في:
أ- الإصابة وقتيا بمركب العظمة وزيادة الثقة في النفس، مما يؤدي إلى انعدام الشعور بالذنب بعد ارتكاب الأخطاء، وينتهي الأمر بعدم انسجام المدمن مع المجتمع الذي يعيش فيه
ب- يصاب بعض المدمنين بأمراض مختلفة مثل الهلوسة والخوف من أتفه الأسباب وتغيير المبادئ والأفكار
جـ- وكثيرا ما يفتقد المدمن الثقة بنفسه ويبلغ به القلق عن عجزه الجنسي حدا يجعله عاجزا عن اتخاذ أي قرار ويملؤه اليأس الذي يعقبه الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالبا إلى الانتحار
د- يؤدي التعاطي المزمن للحشيش إلى زيادة في نبضات القلب، وانقباض في الصدر، وسرعة في النبض، وصداع في الرأس، وتقلص في العضلات، وبرودة في الأطراف، وتقلصات حشوية، وجفاف في الحلق، وتخثر في إفرازات الفم والحلق، وانخفاض في ضغط الدم، وعطش شديد، وضعف في التوازن الحركي والجسمي، ودوي في ألأذن، واحمرار في العيون، وهزال في الجسم، واسوداد في الوجه
ويظهر لدى متعاطي الحشيش اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى سوء الهضم، وفقدان الشهية والإسهال، أو الإمساك، فضلا عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها، الأمر الذي قد يؤدي إلى شلل في حركتها
وقد تبين أن تعاطي الحشيش بكميات متوسطة، يكون كافيا لكي يحدث خمولا في مراكز المخ العصبية المتعلقة بالحواس الخمس، ومناطق الحس بالمخ، وخاصة ما يتعلق منها بالزمن والمسافات، الأمر الذي يجعل متعاطي الحشيش مبالغا في تقديره للوقت الذي استنفذه وللمسافة التي قطعها، أما تعاطي الحشيش بكميات كبيرة، فيسبب الهلوسة، والإسهال، والرجفة، والاكتئاب، والقلق، وطنين الأذن، وتدهور الحالة الصحية، وفقدان الشهية وجدير بالذكر أن تعاطي الحشيش يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية، وأن ما يشعر به متعاطي المخدر من متعة ما هو إلا وليد التخيلات التي يمر بها أثناء حالة الهلوسة التي يكون عليها"
قطعا لا يخفى على أحد أن الإدمان يتسبب فى مضار كثيرة جدا ليس على مستوى المتعاطين وحدهم ولكن على مستوى المتصلين بالمتعاطين اجتماعيا وحتى أحيانا تكون الآثار على أناس لا علاقة لهم بالمتعاطى كمن يسرقهم أو يغتصبهم أو يقتلهم او يجرحهم
وحدثنا عن الآثار السيئة للتعاطى فى الدنيا والآخرة فقال :
"أخي الطالب وقانا الله وإياك من هذه الآفات المهلكة - وهل بعد ذلك دليل على أن تعاطي هذه المهلكات يعد معصية من كبائر الذنوب وللمعصية من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى ألخص لكم بعضا من ذلك:
1 - حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور
2 - حرمان الرزق وفي المسند «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»
3 - وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله تعالى، لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلا، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريا بتركها
4 - ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم المدلهم، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره؛ فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر
5 - أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه وأما الفاجر فإنه - وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه
6 - حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى، فيقطع عليه الذنب طريقا ثالثة، ثم رابعة وهلم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات خير منها، والله المستعان
7 - ومنها أن المعاصي تقصر العمر وتمحق البركة ولا بد، فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر
8 - أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
9 - أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا، إلى أن تنسلخ عن قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله
10 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها
11 - أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم}
12 - إن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك؛ فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم في عين الله
13 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} أي فليطلبه بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله
وقال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه وقال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
14 - أن المعاصي تفسد العقل، فإن للعقل نورا، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد، وإذا انطفأ نوره ضعف ونقص
15 - أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله (ص)فإنه لعن على معاص، وتعاطي المخدرات أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة، ولهذا كان ابن القيم يسمى الحشيش «اللقمة الملعونة» ومنه اخترت اسم هذه الرسالة
16 - حرمان دعوة رسول الله (ص)ودعوة الملائكة، فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
17 - أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لصلاحه وحياته كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن؛ فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس
18 - ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه
19 - أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب
20 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلا خائفا مرعوبا؛ فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج منه أحاطت به المخاوف من كل جانب
21 - أنه توقع الوحشة العظيمة في القلب، فيجد المذنب نفسه مستوحشا، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه، وبين الخلق وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين
22 - ومن عقوباته أن العاصي دائما في أسر شيطانه وسجن شهواته وقيوده وهواه، فهو أسير مسجون مقيد، ولا أسير أسوأ حالا من أسير أسره أعدى عدو له ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة
23 - ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه؛ فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده، فإن عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده
24 - أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة
وبالجملة: تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}
25 - ومن عقوباتها أنها تجرئ على العبد من لم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات فتجترئ عليه الشياطين بالأذى والإغواء والوسوسة والتخويف والتحزين وإنسائه ما به مصلحته في ذكره ومضرته في نسيانه، فتجترئ عليه الشياطين حتى تؤزه إلى معصية الله أزا، وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم
26 - ومن عقوباتها أنها تنسي العبد نفسه، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم، كما قال الله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين:إحداهما: أنه سبحانه نسيه، والثانية: أنه أنساه نفسه ونسيانه سبحانه للعبد إهماله وتركه وتخليه عنه وإضاعته"
والآثار التى قالها الرجل هى متكررة يمكن تلخيصها فى شىء واحد وهو أنها تؤدى بصاحبها لارتكاب المعاصى المختلفة ومن ثم دخول النار
والصغير لم يتعرض فى الكتاب لأدلة تحريم المخدرات فى الإسلام مكتفيا بما ذكره من مضار جسمية ونفسية ولا لأسباب انتشارها فى المجتمع وقد يعود ذلك إلى أن البعض قد يرفض الاستماع للمواعظ وهو قد يقتنع بما يقال عن المنافع الدنيوية فقط وكثير من المتعاطين للمخدرات لا يقيمون للإسلام وزنا ومن ثم فهم لن يستمعوا أو يقرئوا لمن يقول الآيات فى التحريم
المؤلف سليمان بن محمد الصغير والكتاب يدور عن اللقمة الملعونة والتى يقصد بها تعاطى المخدرات وفى المقدمة يخاطب الشباب مع أن الكل كبير وصغير وشاب قد يواجه تلك المشكلة فيقول:
"بني الحبيب! أخي أيها الطالب النجيب أيها الشاب اليافع: أكتب لك خلاصة عمر وعصارة فكر وتجربة حياة فقد كنا شبابا وطلابا مثلك تماما، كل ما تفكر فيه وتشعر به من أحاسيس وعواطف، وما تمر به من مواقف وظروف في هذه الحياة قد مر بها من هو أكبر منك، وسيمر بها من هو أصغر منك هكذا سنة الحياة الكل يعاني من ظروف ومشاكل وهي تتشابه لدى جميع الناس على درجات مختلفة
سأضرب لكم مثالا والأمثلة كثيرة، فأنت إذا لم تستطع أن تمتلك سيارة إما لظروف والدك أو ظروفك أو لأي سبب آخر ما موقفك، ورغبتك لامتلاك السيارة غلبت على تفكيرك وعقلك؟ ماذا تفعل؟! هل تسرق لتشتري سيارة؟! أو تصاحب أصدقاء غير أسوياء معهم سيارات وتغيب عن أهلك فترات طويلة كي يتفضل عليك أحدهم بقيادة سيارته؟! هل تستمر مقطب الجبين محزنا والديك بتضايقك وحدة مزاجك وسوء تعاملك وعدم تعاونك؟! ماذا تفعل وزميلك فلان أصغر منك يأتي للمدرسة وحده بسيارته الخاصة؟!
تأمل وأنت تقرأ هذه الأسطر التي أكتبها إليك وأنا أرى مخرجا لمشكلتك لا تراه أنت
إن مثل هذه المشكلة في نظرك أو أي مشكلة أخرى قد أوقعت شبابا في عمر الزهور في مهلكة أشد من تلك النار فإن أعظم ما تفعله النار تحرقك فتموت إنها مهلكة المخدرات تلكم الغول الوحشي قلما نجا من وقع في شركها"
وتحدث عن أن بداية المشكلة هى موقف أليم يحاول الشاب مواجهته فيخرج عليه رفيق سوء يزين له أن الطريق هو تعاطى المخدر لنسيان الموقف فقال :
"إنها تبدأ عادة نتيجة لأدني موقف يمر به الشاب فيلتقطه رفيق سوء بحبة أو شمة أو حقنة أو نفخة آثمة، يصور رفيق السوء أنها تساعده على الهروب من الواقع الأليم ويوهمه بأنها الطريق لحل مشكلته أو مشكلاته لكن الواقع أنها تعقد المشكلة وتسد أبواب حلها، وتزيده مرارة وحرقة وكآبة حتى تدهور قدرته على مواجهة الواقع ومشكلاته! وتعمل على تدمير علاقته بالآخرين، حيث يفقد كل صديق أو قريب فلا يتعاطف معه أحد ولا يصدقه أحد ولا يهتم أحد بمساعدته بل إن المجتمع كله يرفضه وينبذه وبالتالي يفقد ذاته وأهله وأصدقائه بل ومستقبله، وتكون حياة البهائم والحشرات أرقى من حياته وأفضل، فهي تهنأ بلقمتها وإشباع غرائزها بينما المتعاطي لا يهنأ بشيء، فقد فقد كل شيء"
وقطعا مشاكل المخدرات لا تبدأ مع الكل بسبب الموقف الأليم فقد تحدث بسبب موقف سعيد كالدخول على الزوجة وقد تحدث من باب إثبات الرجولة وقد تحدث كحيلة لاغتصاب أنثى أو رجل فالبدايات كثيرة ثم حذر الصغير الشباب من تعاطى المخدرات فقال :
"نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة أيها الطالب الحبيب عليك أن تحذر أشد الحذر! فقد استفحل خطر المخدرات وتنوعت طرق استخدامها، فربما وقع بعض الأبرياء فريسة وهو لا يدري نتيجة غفلة من عقله والمؤمن يجب أن يكون فطنا "
"ثم استعرض الرجل العلامات التى تبين تعاطى الفرد للمخدرات فقال:
سأعرض لك تعريفا مبسطا بأشهر أنواع هذه الآفات وتأثيراتها، وقبل ذلك ينبغي أن تعلم أن اكتشاف وتعاطي المخدرات يتطلب يقظة وحذرا شديدين، حيث ينتشر هذا الداء وسط بعض الشلل، لذلك فإن الانتباه لأبسط التغيرات في العادات والسلوك والتصرفات وردود الأفعال خير مؤشر ودليل يثير الانتباه لشبهة التعاطي، مثل تغيير أوقات وعدد ساعات النوم واضطراب الشهية للأكل، وإهمال الواجبات الدينية والاجتماعية والدراسية، وتغيير شلة الأصحاب، وتعكر الحالة المزاجية من حين لآخر دون سبب ظاهر، وزيادة النشاط والحركة أحيانا وقلتها وخمودها أحيانا أخرى، والانزواء بعيدا عن أفراد الأسرى فترات طويلة أو كثرة الخروج والتغيب عن المنزل، والشحوب، وفقدان الوزن دون وجود مرض ظاهر، وإهمال المظهر العام في بعض الأحيان، وكثرة الإنفاق وإهدار المال، والمطالبة بالمزيد دون إبداء أسباب واضحة لذلك"
وهذه السلوكيات بالقطع تدل على تعاطى المخدرات كما تدل على مشكلات أخرى كالمرض أو حب القراءة أو التفكير فى حل مشاكل العالم
واستعرض الصغير أشهر المخدرات الرائجة فى عالمنا فقال :
"كل هذه تعد من المؤشرات العامة التي تثير الشكوك حول احتمال تعاطي المخدرات وهي وإن كانت غير دقيقة لكنها مؤشر يتطلب الحذر والانتباه
1 - الحبوب المنبهة:
حبوب الكبتاجون (أو الأبيض) هي من المواد المنشطة جسديا أو مزاجيا لوجود مادة الأمفيتامين، لما تحدثه من تحفيز مباشر لخلايا ومراكز المخ، مما يؤدي لحاجة من الاستنفار والتيقظ والانتباه، فتقل الرغبة للنوم والأكل فيصبح الشخص قادرا على البقاء مستيقظا ساعات طويلة وقادرا على الاستمرار في العمل دون كلل أو شعور بالتعب، الاستمرار في تعاطي هذه الحبوب يؤدي إلى نتيجة عكسية؛ إذ تحدث حالة من التوتر والقلق والخوف وعدم القدرة على التركيز مع ظهور بعض الشكوك والظنون والهلاوس، كما أن فترة النشاط المذكورة تزول بزوال الأثر الكيميائي لمدة الأمفيتامين بعد ساعات قليلة، بعدها يعود الفرد في حالة خمول وإنهاك عام مع اعتلال المزاج والشعور بالكآبة والإحباط، لذلك يضطر الشخص لمعاودة التعاطي مرة أخرى، وهكذا تدريجيا يصبح الطالب مدمنا يفقد صحته الجسدية والنفسية والعقلية ويفقد مستقبله الدراسي والمهني والاجتماعي
2 - الأفيون:
الخام والطبي ومستحضراتهما التي تكون نسبة المورفين فيهما اثنين من الألف فما فوق يتعلق المدمنون عادة بالأفيون بسبب قدرته على تخفيف انفعالاتهم نحو المثيرات الخارجية سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل الشعور بالخوف، والاكتئاب، ويبدو الشخص الواقع تحت تأثيرها لا مباليا، وشبه نائم، ولعل هذا الشعور يجعل المعتمد يصر على تعاطيه، بالرغم من ارتفاع ثمنه، ومن درايته بالأخطار المترتبة على ذلك وحين لا يتوفر لدى المدمن الكمية المطلوبة لإشباع حاجته إليه فإنه يعاني من آلام حادة، وتضمر عنده العضلات، كما تضعف الذاكرة، وتضعف الشهية، وتحدث أعراض مرضية في الكبد كانحلال خلاياه، وتلفها، وزيادة نسبة السكر فيها، والتشحم الدهني حول المجموعة البوابية
وتختلف الأعراض التي يخلفها تناول الأفيون على المتعاطي تبعا لنوع الأفيون المتعاطى، وطريقة تحضيره، وكميته وطريقة تعاطيه، وشخصية المتعاطي وحالته الصحية، والاجتماعية والمادية، ودرجة إدمانه
ويمكن القول بأن أبرز الآثار الجسمية لتعاطي الأفيون: ظهور أمراض جلدية، والتهابات خارجية، وبعض الحالات التسممية التي يكون من أعراضها ضيق حدقة العين، وعدم التأثر بالضوء، وضعف التنفس وخموله، وأحيانا الإغماء، مع ارتفاع متزايد في الضغط بالمجاري الصفراوية، وانخفاض في درجة الحرارة، وتعرق الوجه وزرقته، وضعف الشهوة الجنسية، وضعف قدرة الكلى على القيام بعملها، ونقص الإفرازات والعصارة المعدية، والمعوية، وانحطاط الجهاز العصبي المركزي، واحتقان أو زيادة في خلايا أوعية الدماغ
أما من الناحية الشخصية فيتسم مدمن الأفيون بالعصبية والحساسية المفرطة، والتوتر والانفعال وانخفاض مستوى الأداء، وضعف القدرة على التكيف الاجتماعي، والميل نحو ارتكاب بعض الجرائم كالنصب، والاحتيال، والسرقة، إذا ما حالت ظروفه دون الحصول على المخدر
3 - المورفين والهيروين:
وأشباه القلويات الأخرى للأفيون وجميع أملاح هذه الجواهر، يتم تعاطي الهيروين بعدة طرق منها:
الاستنشاق عن طريق الأنف، والتناول بالفم بعد إذابتها بالماء، والحقن الوريدية أو الحقن تحت الجلد يقوم بعض المدمنين على الهيروين بحقنه (أي الهيروين) بالوريد أو تحت الجلد بعد تبخيره في ملعقة على لهب عود ثقاب، وإذابته بقليل من الماء، أو مزجه ببعض الأمفيتامينات، أو الهيستامين للحصول على الحالة العظمى للنشوة هذا ومن الجدير بالذكر أن المدمنين عل الهيروين يجددون الحقنة كل (2 - 3) ساعات
فإذا لم يتوفر المخدر، تبدأ أعراض الامتناع بالظهور، وأبرزها سيلان الأنف، ومغص في المعدة وآلام بها، وتوسع بؤبؤ العين، والقشعريرة
ورغم ما يشعر به متعاطي الهيروين من نشوة واسترخاء في بداية تعاطيه له، إلا أنه سرعان ما تتغير هذه الأحوال فيصاب بالإعياء، والإرهاق، وبالعديد من الأعراض الأخرى الخطيرة، والتي منها الضعف الجسمي بشكل عام، وفقدان الشهية والأرق، وقلة النوم مع الإحساس بالقشعريرة في الجلد
ويترتب على انقطاع المتعاطي لهذا المخدر، بالإضافة إلى الإعياء الجسمي الشديد الذي ينتابه، الإصابة بآلام في الظهر، والمعدة والحمى، والغثيان وتصلب العضلات، والتشنج، وكثرة إفرازات العرق
ويعد الهيروين من أخطر المخدرات بسبب تأثيره الكيمائي على الجهاز العصبي حيث تغدو الخلايا العصبية بحاجة دائمة له كي تبقى مستقرة كما أن أعراض الانقطاع عنه مؤلمة إلى الحد الذي يجعل المدمن على استعداد لأن يرتكب جريمة مقابل الحصول عليه
وجدير بالذكر أن الهيروين سريع التأثير في المتعاطي مقارنة بباقي الأفيونات، وأن المعتمدين عليه لا يستطيعون العودة إلى الأفيون مطلقا، كما أن تناول (20) ملليغرام منه دفعة واحدة يعد أمرا خطيرا
يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد الجسدي، إذ تظهر أعراض جسدية لدى الانقطاع المفاجئ عن تناوله مثل فقدان الشهية، والانفعال، وسرعة التنفس، وضعف العضلات، والتقيؤ، والإسهال الشديد، وتصبب العرق، كما يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد النفسي الذي يبتدئ على صورة إلحاح في الاستمرار بتناوله للحفاظ على المستوى المنشود من التأثير
4 - الكوكايين وأملاحه:
الذي يستخرج من شجرة الكوكا التي تزرع في الهند وجاوا وسيلان وأمريكا الجنوبية
صفات الكوكايين وطعمه وأضراره:
هو مسحوق أبيض اللون، ثلجي الشكل، وبلوراته دقيقة لامعة مرة الطعم، لا رائحة لها، تذوب إذا فركت بين الأصابع وإذا وضعت على طرف اللسان شعر المتذوق بطعم مر يعقبه خدر في ذلك الموضع
وهي مادة مخدرة سامة قاتلة، ومقدار منها يتراوح ما بين واحد سنتجرام إلى نصف جرام؛ وذلك حسب قوة تحمل الشخص وعمره وطريقة استعماله وإدخاله إلى الجسم
استعمالاته:
المتعاطون في ذلك أصناف وأنواع:
فمنهم: من يتعاطاه حقنا في الوريد، أو تحت الجلد، مما يسبب فيه بقعا زرقاء شبيهة بالكدمات ناهيك عن القروح الجلدية التي قد تتحول إلى أمراض سرطانية نتيجة للحقن المستمر
ومنهم: من يتعاطاه نشوقا عن طريق الأنف، الأمر الذي ينتج إصابة أغشية الأنف المخاطية بالبثور والقروح التي يصعب علاجها
ومنهم: من يتعاطاه مع المشروبات الكحولية لتخفيف أثره المنبه فلا يشرعون بتأثير الكحول المسكر والمثبط، فيكثرون منه فتصبح البلوى مضاعفة الكحول الذي يفتك بالكبد والكوكايين الذي يتلف الخلايا العصبية
يتضمن التأثير المنبه للكوكايين التهيج، وكثرة الكلام، والثقة بالنفس، والاطمئنان، وعدم الشعور بالتعب، والنعاس مع الشعور بالنشوة واليقظة الجنسية، وقوة العضلات، واتساع بؤبؤ العين، وزيادة النبض، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وارتفاع ضغط الدم، وتعقب فترة النشاط عادة فترة هبوط تكون مصحوبة عند زيادة الجرعة بهبوط في التنفس، والبرود، وتصبب العرق، واضطراب في الكبد والرئتين والكلى، وهبوط في القلب قد يؤدي إلى الوفاة
ولعل من أبرز أخطاره فقدان المناعة الذاتية لدى تعاطيه عن طريق الحقن الوريدية، هذا وقد يؤدي استعماله إلى هذيان حاد مع تقلبات مزاجية، وأرق شديد، وكثرة الحركة، واضطرابات في الحواس تتمثل في شعور المريض بأجسام غريبة كالديدان والناموس تمشي تحت جلده أو شعوره بقوة عضلية خارقة قد تدفعه إلى ارتكاب الجرائم
الحشيش:
وجميع مستحضراته ومشتقاته بأي اسم يعرض به واسمه العلمي: كانابيس ساتيفا وله أسماء مختلفة:
يانج - جاجاني في الهند
- أجا - في جنوب أفريقيا
ماريجوانا - ماريونا - في أمريكا وعموما له عشرات الأسماء"
وقد حدثنا الرجل عن أثر المخدرات الأولى وهو الشعور الكاذب بالنشوة والسعادة فقال:
"شعور كاذب ونشوة وقتية:
يقول المتعاطون للمخدرات: إن المرء بعد أخذه جرعة من المخدر يشعر بنشوة وسعادة غامرة؛ ناسين أو متناسين أن تلك السعادة لا تدوم سوى لحظات معدودة، وبعدها يعود إلى الضعف والخور، ومن ثم يحاول معاودة الكرة؛ وذلك بتكرار جرعات مضاعفة للحصول على نشاط آخر أو نشوة أخرى، وهكذا حتى يحصل التسمم الذي قد يودي بحياته بين آونة وأخرى"
وأما الآثار التالية نتيجة تكرار التعاطى وهو ما يسمى الإدمان فهى أضرار جسمية ونفسية حدثنا الصغير عنها فقال :
"إدمان الحشيش وغيره من المخدرات يؤدي إلى الأعراض العضوية الآتية:
1 - فقدان السيطرة على حركات الأيدي والأرجل، وسر ذلك أن هناك إشارات تصل من الأطراف إلى المخ، ومن المخ إشارات تصل إلى الأطراف لتنظم حركاتها
والذي يحدث فعلا في حالة المدمن أن الإشارات لا تصل للمخ، أو تصل إليه بطريقة غير صحيحة، وهكذا يفقد المخ السيطرة على حركة الأطراف وتكون النتيجة إيقاع المدمن بالضرر لنفسه بارتكاب حوادث سببها عدم دقة الحركة
2 - انعدام قدرة المدمن على التركيز في التفكير، كما أن حكمه على المكان والزمان يصبح خاطئا
3 - ازدياد حساسية المدمن لكثير من الأصوات بل ويصاب بكثير من التخيلات
فضلا على الآثار النفسية التي تتلخص في:
أ- الإصابة وقتيا بمركب العظمة وزيادة الثقة في النفس، مما يؤدي إلى انعدام الشعور بالذنب بعد ارتكاب الأخطاء، وينتهي الأمر بعدم انسجام المدمن مع المجتمع الذي يعيش فيه
ب- يصاب بعض المدمنين بأمراض مختلفة مثل الهلوسة والخوف من أتفه الأسباب وتغيير المبادئ والأفكار
جـ- وكثيرا ما يفتقد المدمن الثقة بنفسه ويبلغ به القلق عن عجزه الجنسي حدا يجعله عاجزا عن اتخاذ أي قرار ويملؤه اليأس الذي يعقبه الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالبا إلى الانتحار
د- يؤدي التعاطي المزمن للحشيش إلى زيادة في نبضات القلب، وانقباض في الصدر، وسرعة في النبض، وصداع في الرأس، وتقلص في العضلات، وبرودة في الأطراف، وتقلصات حشوية، وجفاف في الحلق، وتخثر في إفرازات الفم والحلق، وانخفاض في ضغط الدم، وعطش شديد، وضعف في التوازن الحركي والجسمي، ودوي في ألأذن، واحمرار في العيون، وهزال في الجسم، واسوداد في الوجه
ويظهر لدى متعاطي الحشيش اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى سوء الهضم، وفقدان الشهية والإسهال، أو الإمساك، فضلا عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها، الأمر الذي قد يؤدي إلى شلل في حركتها
وقد تبين أن تعاطي الحشيش بكميات متوسطة، يكون كافيا لكي يحدث خمولا في مراكز المخ العصبية المتعلقة بالحواس الخمس، ومناطق الحس بالمخ، وخاصة ما يتعلق منها بالزمن والمسافات، الأمر الذي يجعل متعاطي الحشيش مبالغا في تقديره للوقت الذي استنفذه وللمسافة التي قطعها، أما تعاطي الحشيش بكميات كبيرة، فيسبب الهلوسة، والإسهال، والرجفة، والاكتئاب، والقلق، وطنين الأذن، وتدهور الحالة الصحية، وفقدان الشهية وجدير بالذكر أن تعاطي الحشيش يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية، وأن ما يشعر به متعاطي المخدر من متعة ما هو إلا وليد التخيلات التي يمر بها أثناء حالة الهلوسة التي يكون عليها"
قطعا لا يخفى على أحد أن الإدمان يتسبب فى مضار كثيرة جدا ليس على مستوى المتعاطين وحدهم ولكن على مستوى المتصلين بالمتعاطين اجتماعيا وحتى أحيانا تكون الآثار على أناس لا علاقة لهم بالمتعاطى كمن يسرقهم أو يغتصبهم أو يقتلهم او يجرحهم
وحدثنا عن الآثار السيئة للتعاطى فى الدنيا والآخرة فقال :
"أخي الطالب وقانا الله وإياك من هذه الآفات المهلكة - وهل بعد ذلك دليل على أن تعاطي هذه المهلكات يعد معصية من كبائر الذنوب وللمعصية من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى ألخص لكم بعضا من ذلك:
1 - حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور
2 - حرمان الرزق وفي المسند «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»
3 - وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله تعالى، لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلا، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريا بتركها
4 - ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم المدلهم، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره؛ فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر
5 - أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه وأما الفاجر فإنه - وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه
6 - حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى، فيقطع عليه الذنب طريقا ثالثة، ثم رابعة وهلم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات خير منها، والله المستعان
7 - ومنها أن المعاصي تقصر العمر وتمحق البركة ولا بد، فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر
8 - أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
9 - أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا، إلى أن تنسلخ عن قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله
10 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها
11 - أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم}
12 - إن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك؛ فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم في عين الله
13 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} أي فليطلبه بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله
وقال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه وقال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
14 - أن المعاصي تفسد العقل، فإن للعقل نورا، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد، وإذا انطفأ نوره ضعف ونقص
15 - أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله (ص)فإنه لعن على معاص، وتعاطي المخدرات أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة، ولهذا كان ابن القيم يسمى الحشيش «اللقمة الملعونة» ومنه اخترت اسم هذه الرسالة
16 - حرمان دعوة رسول الله (ص)ودعوة الملائكة، فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
17 - أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لصلاحه وحياته كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن؛ فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس
18 - ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه
19 - أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب
20 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلا خائفا مرعوبا؛ فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج منه أحاطت به المخاوف من كل جانب
21 - أنه توقع الوحشة العظيمة في القلب، فيجد المذنب نفسه مستوحشا، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه، وبين الخلق وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين
22 - ومن عقوباته أن العاصي دائما في أسر شيطانه وسجن شهواته وقيوده وهواه، فهو أسير مسجون مقيد، ولا أسير أسوأ حالا من أسير أسره أعدى عدو له ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة
23 - ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه؛ فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده، فإن عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده
24 - أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة
وبالجملة: تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}
25 - ومن عقوباتها أنها تجرئ على العبد من لم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات فتجترئ عليه الشياطين بالأذى والإغواء والوسوسة والتخويف والتحزين وإنسائه ما به مصلحته في ذكره ومضرته في نسيانه، فتجترئ عليه الشياطين حتى تؤزه إلى معصية الله أزا، وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم
26 - ومن عقوباتها أنها تنسي العبد نفسه، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم، كما قال الله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين:إحداهما: أنه سبحانه نسيه، والثانية: أنه أنساه نفسه ونسيانه سبحانه للعبد إهماله وتركه وتخليه عنه وإضاعته"
والآثار التى قالها الرجل هى متكررة يمكن تلخيصها فى شىء واحد وهو أنها تؤدى بصاحبها لارتكاب المعاصى المختلفة ومن ثم دخول النار
والصغير لم يتعرض فى الكتاب لأدلة تحريم المخدرات فى الإسلام مكتفيا بما ذكره من مضار جسمية ونفسية ولا لأسباب انتشارها فى المجتمع وقد يعود ذلك إلى أن البعض قد يرفض الاستماع للمواعظ وهو قد يقتنع بما يقال عن المنافع الدنيوية فقط وكثير من المتعاطين للمخدرات لا يقيمون للإسلام وزنا ومن ثم فهم لن يستمعوا أو يقرئوا لمن يقول الآيات فى التحريم