رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى بحث ظاهرة الاختفاء الغامض للأغراض وعودتها المفاجئة
الباحث كمال غزال وهو يدور حول ظاهرة ليست فى الحقيقة اختفاء الأشياء وعودتها ولكن فى الحقيقة عدم تركيز من الباحث أو نسيان منه أو تدخل من فى المكان
يصف غزال ما سماه بالظاهرة بقوله :
"تحدث هذه الظاهرة بشكلها النمطي والتي يرمز لها إختصاراً DOP حينما يحتفظ شخص بشيء أو غرض ما فيضعه دائماً في مكان محدد لكن عندما يذهب ليستخدمه لا يجده وكأنه اختفى عن الأنظار ويبذل الشخص كل جهده في البحث عن الغرض المفقود هنا وهناك وغالباً ما يشترك مع أفراد الأسرة للبحث عنه لكن من دون أن يعثر عليه، وبعد وقت قصير أو ربما في اليوم التالي يتفاجأ الشخص بالعثور على الغرض المفقود وإذ به عاد إلى مكانه الذي يحفظ فيه عادة أو أنه عاد إلى مكان معروف كان من المفترض أن محاولات البحث الحثيثة التي بذلت للعثور عليه أن تأتي به."
وكما سبق القول فالأمر لا يعدو أن يكون خلل فى الذاكرة أو عدم تركيز فى البحث أو تدخل أخر فى وضعية الشىء بقصد وبدون قصد فالأشياء لا تختفى إطلاقا ولا تعود
وطرح غزال أسئلة متنوعة عما سماه ظاهرة فقال :
"فما الذي حدث هنا؟ وأين ذهب الغرض؟ ولماذا " اختفى"؟ وكيف استعيد؟ وما هو دور القوى المؤثرة في تلك الظاهرة الغريبة نسبياً؟"
وأرجع غزال تلك الحالة إلى أسباب متعددة أولها هو شرود الذهن وهو ما سميناه عدم التركيز فى البحث فقال :
"في الواقع هناك عدة احتمالات لحدوث الظاهرة منها ما هو عجائبي أو طبيعي ومنه ما هو نفسي أو ما اندرج في صنف الخوارق أو الماورائيات.
1 - شرود الذهن
بهدف شرح هذا الاحتمال نذكر تجربة واقعية روتها إحدى السيدات حيث قالت:
" كان آخر ما فقدته بطاقة عيد ميلاد لطيفة قام زوجي بطباعتها لأمي وأظهرتها للجميع ثم تركتها على طاولة المطبخ طوال الليلة عسى أن أبعث بها في اليوم التالي لكنني لم أجدها!؟ ولم يجدها أحد ولم يتذكر أياً منهم أنه نقلها، ولم نعثر عليها على الرغم من البحث في كافة أرجاء المنزل "إذا نظرنا إلى الحدث المذكور أعلاه على أنه ظاهرة DOP أو Disappearing Object Phenomena علينا أولاً أن نلتفت إلى أكثر الاحتمالات الطبيعية وروداً وهي أن الشخص الذي فقد الغرض قد غير مكانه ببساطة أو نسي أين وضعه وفي الواقع يشغل هذا الاحتمال النسبة العظمى لتفسير أحداث ظاهرة DOP التي يتم الإبلاغ عنها.
على سبيل المثال قد تضع امرأة فرشاة شعرها في نفس المكان دائماً على طاولة التسريحة لكنها الآن لم تعد موجودة عليها، فمن الممكن جداً أن ذهنها كان مشتتاً نوعاً ما فذهبت وهي تحمل الفرشاة إلى غرفة أخرى حيث وضعتها على الطاولة، بطبيعة الحال حينما ذهبت لتتفقد الفرشاة استغربت بأن الفرشاة لم تكن على طاولة التسريحة.
وبما أنها تحتفظ بالفرشاة دائماً على طاولة التسريحة فإنها على الأرجح ستبحث بجوارها ولن يخطر ببالها أن تبحث عنها في غرفة أخرى، لماذا؟ لأنها لن تظن أنها ستفعل مثل هذا الأمر فهي لم تفعله في أي وقت مضى، غير أن تلك الامور تحدث لنا على نحو أكبر مما نتصوره.
الاحتمال المذكور لا يلبث أن ينهار حينما تعثر المرأة لاحقاً على الفرشاة وهي على طاولة التسريحة أي في مكانها المعتاد إلا إذا كانت المرأة تعاني من عمى مؤقت فيما يتعلق بهذا الغرض، وما عدا ذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار احتمالات أخرى."
وأما السبب الثانى لحدوث الحالة وهو استعارة الغير للشىء ونسيان ذلك فقال :
2 – المستعير هناك سبب آخر طبيعي علينا اعتباره إذا ما أردنا التحقق بجدية من ظاهرة DOP لأن احتماله عال أيضاً كالسبب السابق فعندما اختفت الفرشاة من على طاولة التسريحة وبعد أن قامت المرأة ببحثها الأولي ستقوم عندها بطرح أسئلة على الأفراد الذين يشاركونها السكن، على الرغم أنهم قد ينكرون بأنهم استعاروا فرشاة الشعر فمن المعقول جداً أن أحد أفراد الأسرة فعل ذلك، والإنكار قد يكون ناتج عن رؤيتهم لملامح الغضب على وجه المرأة أو لأنهم على علم مسبق بأن عليهم أن لا يلمسوا الفرشاة التي لا تخصهم، ومن ثم وبينما تكون المرأة (أو الأم) في مكان آخر من المنزل سيتسلل من قام باستعارة الفرشاة ليعيدها إلى مكانها على طاولة التسريحة وعندما تعود الأم إلى "مسرح الجريمة" ستندهش من عودة الفرشاة إلى البقعة التي "اختفت" منها ولكن هذا سيؤدي إلى نشوء "غموض " في المنزل.
يمكن بالطبع استبعاد هذا الاحتمال إذا كان الشخص يعيش لوحده أو لم يكن أيأً من أفراد العائلة موجوداً في المنزل في لحظة حدوث DOP."
والاستعارة تدخل ضمكن دائرة النسيان الواسعة وبالفعل هذه أسباب معقولة ولكن غزال يريد أن يثير فضول الناس بإدعاء وجود قوى غيبية وراء الحالة بقوله :
"وليس إحتمالي "شرود الذهن" و "المستعير" من الاحتمالات المثيرة للفضول أو من تلك الاحتمالات التي يفضل المرء تتبعها مع أنها قد تحل غالبية أحداث DOP. لكن علينا أن نتذكر في نفس الوقت أن التحقيق في الخوارق يتطلب أولاً استبعاد كافة الاحتمالات الاعتيادية والطبيعية الواردة الحدوث وذلك قبل أن نبدأ النظر في الاحتمالات الأكثر غرابة.
3 - جن أو روح شريرة
تقول صاحبة تجربة: " لدي كل صناديق مجوهرات جدتي ومعظم مجوهراتها ويحدث في العديد من المرات أنني أنسى وأترك مجوهراتي خارج درج الطاولة أو خزانة الملابس، وفي الصباح اختفت المجوهرات من أحد الصناديق في درج طاولة التسريحة أو خزانة الملابس".عندما تحدث ظاهرة DOP فإن العديد من الناس (إن لم يكن نصفهم) يلقون باللوم بشكل جدي على الجن أو الأرواح الشريرة، وتعرف الروح الشريرة عادة على أنها روح خبيثة ولعوب يتضمن نشاطها سماع أصوات غامضة أو موسيقى أو تحرك أغراض لا تفسير له، لذلك عندما تختفي فرشاة الشعر فإن بعض الناس سيعتقد أنها من فعل الروح الشريرة.
ولدى بعض الناس أكثر من سبب لكي يلوم الجن أو الروح الشريرة أكثر من غيرها من الأسباب وقد يكون الحال هكذا عندما لا يكون اختفاء فرشاة الشعر مسألة منعزلة وإنما تحدث تلك الأمور على نحو متكرر يثير الريبة كأن يرى الشخص أن الأغراض "تختفي" أو تنقل من مكانها على نحو منتظم على سبيل المثال أو أن هناك ظاهرة أخرى مترافقة معها مثل شم روائح أو سماع أصوات مجهولة المصدر.
في بعض الأحيان يكون للغرض المفقود تاريخ مما يعطي فكرة للشخص بأن روحاً متصلة به. كأن يكون هناك ساعة يد تعود ملكيتها إلى أحد الأجداد وتنتقل دائماً إلى مكان معين من تلقاء نفسها وهو نفس المكان الذي اعتاد أن يضعها فيه في حياته الماضية أو أن تشبه حالة مجوهرات الجدة المذكورة أعلاه.
وعلى الرغم أن الشخص يرجح أن روحاً مسؤولة عن فقدان الغرض فإن العلم لم يكشف عن حقيقة تلك الروح، وفي المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص حيث ينتشر الاعتقاد السائد بتأثير الجن على حياة البشر يكون الجن عادة المسؤول الأول عن فقدان الغرض في كثير من الحالات وهناك عبارة يقولها الشخص عند يأسه من البحث عن الغرض المفقود وهي: " استعاروه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، ويقصد بذلك الجن، ويدعي البعض أن قراءة سورة الضحى من القرآن الكريم لـ 3 لها فضل في إعادة الغرض المفقود إلى صاحبه رغم أن البعض يعتبر ذلك بدعة ولا أساس له في الكتاب أو السنة.
ولعل ما ذكر يقودنا إلى طرح تساؤل وهو: هل هناك روح حقيقية تعلقت بهذا الغرض فقامت بتحريك أو استعارته باستخدام قوة مجهولة لم يفسرها العلم بعد؟ أم أن ذلك النشاط أو الطاقة قد نشأ عن لاوعي الشخص وصلته العاطفية والشعورية اتجاه هذا الغرض ومالكه الأصلي؟"
بالطبع لا وجود لروح ميت أو جن معنا فى الأرض لأن أرواح وهى نفوس الموتى تذهب للجنة والنار فلا تخرج منها كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
وقال :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
والجن يعيشون فى عالم منفصل عنا ولم يظهروا للبشر إلا فى عصر سليمان(ص) وهو طلب من الله طلب ألا يعطيه لأحد من البشر بعده فقال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
وتحدث عن سبب غريب هو الاحتجاب المؤقت فقال :
4 - إحتجاب مؤقت
تقول صاحبة تجربة: " كانت ليلة عودتي إلى موطني بعد غياب طويل وكنت قد جلبت معي 3 فساتين منذ بضعة أيام أو قبل ذلك وخططت لارتداء الفستان ذو اللون الأبيض والأسود، ذهبت إلى خزانة ملابسي قبل ساعة أو نحو ذلك قبل أن أستعد لحفلة الرقص فلم أعثر على الفستان في أي مكان من خزانة ملابسي! ولا حتى مع الفستانين الأخريين. بحثنا أنا و وأمي في كل مكان لكننا لم نعثر عليه. وأخيراً قالت لي أمي بأن علي أن أرتدي إحدى الفستانين الموجودين، فاخترت واحداً بلون أبيض وبعد مرور يوم أو أكثر على حفلة الرقص ذهبت إلى خزانة ملابسي لأجد قميصاً ألبسه فتفاجأت بوجود الفستان ذو اللون الأبيض والأسود الذي كنت أنوي ارتداءه في حفلة الرقص حيث كان أول قطعة من الملابس على الرف! ".
لنعد مرة أخرى إلى مثال "المرأة وفرشاة الشعر " حيث كانت تعتقد أنها وضعتها على الطاولة كما هو الحال دائماً على طاولة التسريحة، لكنها فقدت وبدأت بالبحث عنها، ولنفترض عدم وجود أي أحد في المنزل يمكن له أن يستعيرها، بعد وقت قصير تجدها مرة أخرى على طاولة التسريحة.
كانت شخصية المحقق (شرلوك هولمز) تقول في مغامرة (بيريل كورونت): " إنها مقولة قديمة لي وهي أنه عندما تستبعد المستحيل فلن يبقى لديك سوى الحقيقة مهما كانت طبيعة الأمر الوارد".
وهنا نقول للسيد (هولمز) أنه هناك أيضاً تفسيراً وارداً في مسألة "المرأة وفرشاة شعر " أو "ملابس الفتاة " وهو أن تحتجب أغراضهما أو تصبح غير مرئية لفترة مؤقتة فقط في الحقيقة لا وجود لفرضية علمية تسمح لشيء أو غرض بأن يصبح غير مرئياً ومن ثم وبعد وقت بسيط يعود ليصبح مرئياً مرة أخرى إلا أن هذا هو بالضبط التأثير الذي يدركه بعض من عاش تجربة DOP وإذا كان هذا الغياب المؤقت ممكناً بطريقة ما فإنه يثير الكثير من التساؤلات: كيف ولأي سبب أصبح غرض معين غير مرئي؟ وهل لهذا التأثير صلة حميمية ناجمة عن الإستخدام المنتظم من قبل الشخص؟ أم أنه تأثير مادي أو فيزيائي ناتج عن آليات غير معروفة أو مدروسة في العقل البشري؟
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون "الإحتجاب " ظاهرة نفسية، أي أن الغرض ما زال هنا أمامنا حقيقة لكن انتباهنا مشتت لدرجة أننا لا نراه أمامنا، وإن كان يصعب عليك تصديق ذلك يمكنك أن تقرأ عن إختبار الإنتباه الإنتقائي Selective Attention Test .
ولكي تختبر ذلك حاول أن تحصي التمريرات بين لاعبي كرة السلة في الفيديو التالي لكن رجاء لا تقرأ ما سيأتي بعد الفيديو:
بعد مشاهدة الفيديو، هل شاهدت الغوريلا أم لا؟ إن تركيزك على إحصاء التمريرات سيحجب انتباهك عن وجود الغوريللا وهذا يعرف باختبار التركيز الإنتقائي."
قطعا لا يوجد الاحتجاب التلقائى حيث يختفى الشىء بنفسه ثم يظهر بعد ذلك بمدة لأن هذه آية معجزة وقد انتهى زمان المعجزات فى عصر خاتم الأنبياء(ص) كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وما يحدث إما عملية التصاق الشيئين مع بعضهما أو دخول شىء داخل شىء أخر ونتيجة البحث السريع والذى يتكرر عدة مرات لا يلاحظ الإنسان هذا التداخل أو الالتصاق مع أنه قد يكون السبب فيه أو سبب أخر كوجود مادة ما تلصق الشيئين فلا يظهر سوى الفوقى ونتيجة عدم النظر لأسفل لا يشاهد الشىء وهو موجود فعلا وأما التداخل فقد يكون بسبب الإنسان نفسه دون ان يقصد أو بسبب إنسان أخر وضعه بطريق الخطأ
وهذا حدث معى فى أمور عدة
وأما السبب الثالث الغريب عند غزال فهو انتقال فى الأبعاد وهو ما معناه الذهاب للكون للموازى وفيه قال :
5 - إنتقال في الأبعاد
يقول صاحب تجربة: " بحثت في كل مكان عن مفاتيح سيارتي، بحثت عنها في المطبخ وفي غرفة الجلوس وفي كل مكان!، ثم سمعت فجأة صوت مفاتيح وهي تسقط في المطبخ دخلت إلى المطبخ فوجدت المفاتيح على الأرض "يؤكد العلم وجود أبعاد أخرى غير الأبعاد الثلاثة التي تحدد المكان الذي نعيش فيه كل يوم. ويشار إلى تلك الأبعاد أحياناً بعبارة: " مستويات أخرى من الوجود " من قبل الروحانيين، ويعتقد أن هذه الأبعاد الأخرى تحوي عالم الأرواح وأشكال أخرى من الواقع المقيمة فيها، فهل يمكن تفسير الإحتجاب المؤقت للأغراض أو انتقالها بحدوث عملية انزلاق الأغراض إلى بعد آخر؟ وهل يمكن إلقاء اللوم على نوع من الإنتقال المؤقت في الأبعاد؟ إنها بلا شك فكرة جميلة وغريبة لكن في هذه الحالة سيكون من الصعب تفسير تجربة DOP."
وقطعا هذا كلام بلا أى أثبات فلا وجود لبعد رابع أو خامس أو حتى تاسع او غير ذلك مما يتخيل أو يتوهم البعض
العملية لا تعدو أن تكون نسيان ففى بعض الأحيان يكون الشىء فى يد الإنسان ويبحث عنه وفى بعض الأحيان يكون كالقلم على الأذن ومع هذا يبحث عنه الإنسان ساعات طويلة فلا يجده أو لا تعدو أن تكون تركيز مشتت نتيجة الحاجة والتى تجعل الإنسان لا يركز فى بحثه أو لا تعدو أن تكون تدخلات إنسانية مقصودة أو غير إنسانية من قطط أو فئران.. أوغير مقصودة من الإنسان نفسه أو من غيره
الباحث كمال غزال وهو يدور حول ظاهرة ليست فى الحقيقة اختفاء الأشياء وعودتها ولكن فى الحقيقة عدم تركيز من الباحث أو نسيان منه أو تدخل من فى المكان
يصف غزال ما سماه بالظاهرة بقوله :
"تحدث هذه الظاهرة بشكلها النمطي والتي يرمز لها إختصاراً DOP حينما يحتفظ شخص بشيء أو غرض ما فيضعه دائماً في مكان محدد لكن عندما يذهب ليستخدمه لا يجده وكأنه اختفى عن الأنظار ويبذل الشخص كل جهده في البحث عن الغرض المفقود هنا وهناك وغالباً ما يشترك مع أفراد الأسرة للبحث عنه لكن من دون أن يعثر عليه، وبعد وقت قصير أو ربما في اليوم التالي يتفاجأ الشخص بالعثور على الغرض المفقود وإذ به عاد إلى مكانه الذي يحفظ فيه عادة أو أنه عاد إلى مكان معروف كان من المفترض أن محاولات البحث الحثيثة التي بذلت للعثور عليه أن تأتي به."
وكما سبق القول فالأمر لا يعدو أن يكون خلل فى الذاكرة أو عدم تركيز فى البحث أو تدخل أخر فى وضعية الشىء بقصد وبدون قصد فالأشياء لا تختفى إطلاقا ولا تعود
وطرح غزال أسئلة متنوعة عما سماه ظاهرة فقال :
"فما الذي حدث هنا؟ وأين ذهب الغرض؟ ولماذا " اختفى"؟ وكيف استعيد؟ وما هو دور القوى المؤثرة في تلك الظاهرة الغريبة نسبياً؟"
وأرجع غزال تلك الحالة إلى أسباب متعددة أولها هو شرود الذهن وهو ما سميناه عدم التركيز فى البحث فقال :
"في الواقع هناك عدة احتمالات لحدوث الظاهرة منها ما هو عجائبي أو طبيعي ومنه ما هو نفسي أو ما اندرج في صنف الخوارق أو الماورائيات.
1 - شرود الذهن
بهدف شرح هذا الاحتمال نذكر تجربة واقعية روتها إحدى السيدات حيث قالت:
" كان آخر ما فقدته بطاقة عيد ميلاد لطيفة قام زوجي بطباعتها لأمي وأظهرتها للجميع ثم تركتها على طاولة المطبخ طوال الليلة عسى أن أبعث بها في اليوم التالي لكنني لم أجدها!؟ ولم يجدها أحد ولم يتذكر أياً منهم أنه نقلها، ولم نعثر عليها على الرغم من البحث في كافة أرجاء المنزل "إذا نظرنا إلى الحدث المذكور أعلاه على أنه ظاهرة DOP أو Disappearing Object Phenomena علينا أولاً أن نلتفت إلى أكثر الاحتمالات الطبيعية وروداً وهي أن الشخص الذي فقد الغرض قد غير مكانه ببساطة أو نسي أين وضعه وفي الواقع يشغل هذا الاحتمال النسبة العظمى لتفسير أحداث ظاهرة DOP التي يتم الإبلاغ عنها.
على سبيل المثال قد تضع امرأة فرشاة شعرها في نفس المكان دائماً على طاولة التسريحة لكنها الآن لم تعد موجودة عليها، فمن الممكن جداً أن ذهنها كان مشتتاً نوعاً ما فذهبت وهي تحمل الفرشاة إلى غرفة أخرى حيث وضعتها على الطاولة، بطبيعة الحال حينما ذهبت لتتفقد الفرشاة استغربت بأن الفرشاة لم تكن على طاولة التسريحة.
وبما أنها تحتفظ بالفرشاة دائماً على طاولة التسريحة فإنها على الأرجح ستبحث بجوارها ولن يخطر ببالها أن تبحث عنها في غرفة أخرى، لماذا؟ لأنها لن تظن أنها ستفعل مثل هذا الأمر فهي لم تفعله في أي وقت مضى، غير أن تلك الامور تحدث لنا على نحو أكبر مما نتصوره.
الاحتمال المذكور لا يلبث أن ينهار حينما تعثر المرأة لاحقاً على الفرشاة وهي على طاولة التسريحة أي في مكانها المعتاد إلا إذا كانت المرأة تعاني من عمى مؤقت فيما يتعلق بهذا الغرض، وما عدا ذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار احتمالات أخرى."
وأما السبب الثانى لحدوث الحالة وهو استعارة الغير للشىء ونسيان ذلك فقال :
2 – المستعير هناك سبب آخر طبيعي علينا اعتباره إذا ما أردنا التحقق بجدية من ظاهرة DOP لأن احتماله عال أيضاً كالسبب السابق فعندما اختفت الفرشاة من على طاولة التسريحة وبعد أن قامت المرأة ببحثها الأولي ستقوم عندها بطرح أسئلة على الأفراد الذين يشاركونها السكن، على الرغم أنهم قد ينكرون بأنهم استعاروا فرشاة الشعر فمن المعقول جداً أن أحد أفراد الأسرة فعل ذلك، والإنكار قد يكون ناتج عن رؤيتهم لملامح الغضب على وجه المرأة أو لأنهم على علم مسبق بأن عليهم أن لا يلمسوا الفرشاة التي لا تخصهم، ومن ثم وبينما تكون المرأة (أو الأم) في مكان آخر من المنزل سيتسلل من قام باستعارة الفرشاة ليعيدها إلى مكانها على طاولة التسريحة وعندما تعود الأم إلى "مسرح الجريمة" ستندهش من عودة الفرشاة إلى البقعة التي "اختفت" منها ولكن هذا سيؤدي إلى نشوء "غموض " في المنزل.
يمكن بالطبع استبعاد هذا الاحتمال إذا كان الشخص يعيش لوحده أو لم يكن أيأً من أفراد العائلة موجوداً في المنزل في لحظة حدوث DOP."
والاستعارة تدخل ضمكن دائرة النسيان الواسعة وبالفعل هذه أسباب معقولة ولكن غزال يريد أن يثير فضول الناس بإدعاء وجود قوى غيبية وراء الحالة بقوله :
"وليس إحتمالي "شرود الذهن" و "المستعير" من الاحتمالات المثيرة للفضول أو من تلك الاحتمالات التي يفضل المرء تتبعها مع أنها قد تحل غالبية أحداث DOP. لكن علينا أن نتذكر في نفس الوقت أن التحقيق في الخوارق يتطلب أولاً استبعاد كافة الاحتمالات الاعتيادية والطبيعية الواردة الحدوث وذلك قبل أن نبدأ النظر في الاحتمالات الأكثر غرابة.
3 - جن أو روح شريرة
تقول صاحبة تجربة: " لدي كل صناديق مجوهرات جدتي ومعظم مجوهراتها ويحدث في العديد من المرات أنني أنسى وأترك مجوهراتي خارج درج الطاولة أو خزانة الملابس، وفي الصباح اختفت المجوهرات من أحد الصناديق في درج طاولة التسريحة أو خزانة الملابس".عندما تحدث ظاهرة DOP فإن العديد من الناس (إن لم يكن نصفهم) يلقون باللوم بشكل جدي على الجن أو الأرواح الشريرة، وتعرف الروح الشريرة عادة على أنها روح خبيثة ولعوب يتضمن نشاطها سماع أصوات غامضة أو موسيقى أو تحرك أغراض لا تفسير له، لذلك عندما تختفي فرشاة الشعر فإن بعض الناس سيعتقد أنها من فعل الروح الشريرة.
ولدى بعض الناس أكثر من سبب لكي يلوم الجن أو الروح الشريرة أكثر من غيرها من الأسباب وقد يكون الحال هكذا عندما لا يكون اختفاء فرشاة الشعر مسألة منعزلة وإنما تحدث تلك الأمور على نحو متكرر يثير الريبة كأن يرى الشخص أن الأغراض "تختفي" أو تنقل من مكانها على نحو منتظم على سبيل المثال أو أن هناك ظاهرة أخرى مترافقة معها مثل شم روائح أو سماع أصوات مجهولة المصدر.
في بعض الأحيان يكون للغرض المفقود تاريخ مما يعطي فكرة للشخص بأن روحاً متصلة به. كأن يكون هناك ساعة يد تعود ملكيتها إلى أحد الأجداد وتنتقل دائماً إلى مكان معين من تلقاء نفسها وهو نفس المكان الذي اعتاد أن يضعها فيه في حياته الماضية أو أن تشبه حالة مجوهرات الجدة المذكورة أعلاه.
وعلى الرغم أن الشخص يرجح أن روحاً مسؤولة عن فقدان الغرض فإن العلم لم يكشف عن حقيقة تلك الروح، وفي المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص حيث ينتشر الاعتقاد السائد بتأثير الجن على حياة البشر يكون الجن عادة المسؤول الأول عن فقدان الغرض في كثير من الحالات وهناك عبارة يقولها الشخص عند يأسه من البحث عن الغرض المفقود وهي: " استعاروه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، ويقصد بذلك الجن، ويدعي البعض أن قراءة سورة الضحى من القرآن الكريم لـ 3 لها فضل في إعادة الغرض المفقود إلى صاحبه رغم أن البعض يعتبر ذلك بدعة ولا أساس له في الكتاب أو السنة.
ولعل ما ذكر يقودنا إلى طرح تساؤل وهو: هل هناك روح حقيقية تعلقت بهذا الغرض فقامت بتحريك أو استعارته باستخدام قوة مجهولة لم يفسرها العلم بعد؟ أم أن ذلك النشاط أو الطاقة قد نشأ عن لاوعي الشخص وصلته العاطفية والشعورية اتجاه هذا الغرض ومالكه الأصلي؟"
بالطبع لا وجود لروح ميت أو جن معنا فى الأرض لأن أرواح وهى نفوس الموتى تذهب للجنة والنار فلا تخرج منها كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
وقال :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
والجن يعيشون فى عالم منفصل عنا ولم يظهروا للبشر إلا فى عصر سليمان(ص) وهو طلب من الله طلب ألا يعطيه لأحد من البشر بعده فقال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
وتحدث عن سبب غريب هو الاحتجاب المؤقت فقال :
4 - إحتجاب مؤقت
تقول صاحبة تجربة: " كانت ليلة عودتي إلى موطني بعد غياب طويل وكنت قد جلبت معي 3 فساتين منذ بضعة أيام أو قبل ذلك وخططت لارتداء الفستان ذو اللون الأبيض والأسود، ذهبت إلى خزانة ملابسي قبل ساعة أو نحو ذلك قبل أن أستعد لحفلة الرقص فلم أعثر على الفستان في أي مكان من خزانة ملابسي! ولا حتى مع الفستانين الأخريين. بحثنا أنا و وأمي في كل مكان لكننا لم نعثر عليه. وأخيراً قالت لي أمي بأن علي أن أرتدي إحدى الفستانين الموجودين، فاخترت واحداً بلون أبيض وبعد مرور يوم أو أكثر على حفلة الرقص ذهبت إلى خزانة ملابسي لأجد قميصاً ألبسه فتفاجأت بوجود الفستان ذو اللون الأبيض والأسود الذي كنت أنوي ارتداءه في حفلة الرقص حيث كان أول قطعة من الملابس على الرف! ".
لنعد مرة أخرى إلى مثال "المرأة وفرشاة الشعر " حيث كانت تعتقد أنها وضعتها على الطاولة كما هو الحال دائماً على طاولة التسريحة، لكنها فقدت وبدأت بالبحث عنها، ولنفترض عدم وجود أي أحد في المنزل يمكن له أن يستعيرها، بعد وقت قصير تجدها مرة أخرى على طاولة التسريحة.
كانت شخصية المحقق (شرلوك هولمز) تقول في مغامرة (بيريل كورونت): " إنها مقولة قديمة لي وهي أنه عندما تستبعد المستحيل فلن يبقى لديك سوى الحقيقة مهما كانت طبيعة الأمر الوارد".
وهنا نقول للسيد (هولمز) أنه هناك أيضاً تفسيراً وارداً في مسألة "المرأة وفرشاة شعر " أو "ملابس الفتاة " وهو أن تحتجب أغراضهما أو تصبح غير مرئية لفترة مؤقتة فقط في الحقيقة لا وجود لفرضية علمية تسمح لشيء أو غرض بأن يصبح غير مرئياً ومن ثم وبعد وقت بسيط يعود ليصبح مرئياً مرة أخرى إلا أن هذا هو بالضبط التأثير الذي يدركه بعض من عاش تجربة DOP وإذا كان هذا الغياب المؤقت ممكناً بطريقة ما فإنه يثير الكثير من التساؤلات: كيف ولأي سبب أصبح غرض معين غير مرئي؟ وهل لهذا التأثير صلة حميمية ناجمة عن الإستخدام المنتظم من قبل الشخص؟ أم أنه تأثير مادي أو فيزيائي ناتج عن آليات غير معروفة أو مدروسة في العقل البشري؟
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون "الإحتجاب " ظاهرة نفسية، أي أن الغرض ما زال هنا أمامنا حقيقة لكن انتباهنا مشتت لدرجة أننا لا نراه أمامنا، وإن كان يصعب عليك تصديق ذلك يمكنك أن تقرأ عن إختبار الإنتباه الإنتقائي Selective Attention Test .
ولكي تختبر ذلك حاول أن تحصي التمريرات بين لاعبي كرة السلة في الفيديو التالي لكن رجاء لا تقرأ ما سيأتي بعد الفيديو:
بعد مشاهدة الفيديو، هل شاهدت الغوريلا أم لا؟ إن تركيزك على إحصاء التمريرات سيحجب انتباهك عن وجود الغوريللا وهذا يعرف باختبار التركيز الإنتقائي."
قطعا لا يوجد الاحتجاب التلقائى حيث يختفى الشىء بنفسه ثم يظهر بعد ذلك بمدة لأن هذه آية معجزة وقد انتهى زمان المعجزات فى عصر خاتم الأنبياء(ص) كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وما يحدث إما عملية التصاق الشيئين مع بعضهما أو دخول شىء داخل شىء أخر ونتيجة البحث السريع والذى يتكرر عدة مرات لا يلاحظ الإنسان هذا التداخل أو الالتصاق مع أنه قد يكون السبب فيه أو سبب أخر كوجود مادة ما تلصق الشيئين فلا يظهر سوى الفوقى ونتيجة عدم النظر لأسفل لا يشاهد الشىء وهو موجود فعلا وأما التداخل فقد يكون بسبب الإنسان نفسه دون ان يقصد أو بسبب إنسان أخر وضعه بطريق الخطأ
وهذا حدث معى فى أمور عدة
وأما السبب الثالث الغريب عند غزال فهو انتقال فى الأبعاد وهو ما معناه الذهاب للكون للموازى وفيه قال :
5 - إنتقال في الأبعاد
يقول صاحب تجربة: " بحثت في كل مكان عن مفاتيح سيارتي، بحثت عنها في المطبخ وفي غرفة الجلوس وفي كل مكان!، ثم سمعت فجأة صوت مفاتيح وهي تسقط في المطبخ دخلت إلى المطبخ فوجدت المفاتيح على الأرض "يؤكد العلم وجود أبعاد أخرى غير الأبعاد الثلاثة التي تحدد المكان الذي نعيش فيه كل يوم. ويشار إلى تلك الأبعاد أحياناً بعبارة: " مستويات أخرى من الوجود " من قبل الروحانيين، ويعتقد أن هذه الأبعاد الأخرى تحوي عالم الأرواح وأشكال أخرى من الواقع المقيمة فيها، فهل يمكن تفسير الإحتجاب المؤقت للأغراض أو انتقالها بحدوث عملية انزلاق الأغراض إلى بعد آخر؟ وهل يمكن إلقاء اللوم على نوع من الإنتقال المؤقت في الأبعاد؟ إنها بلا شك فكرة جميلة وغريبة لكن في هذه الحالة سيكون من الصعب تفسير تجربة DOP."
وقطعا هذا كلام بلا أى أثبات فلا وجود لبعد رابع أو خامس أو حتى تاسع او غير ذلك مما يتخيل أو يتوهم البعض
العملية لا تعدو أن تكون نسيان ففى بعض الأحيان يكون الشىء فى يد الإنسان ويبحث عنه وفى بعض الأحيان يكون كالقلم على الأذن ومع هذا يبحث عنه الإنسان ساعات طويلة فلا يجده أو لا تعدو أن تكون تركيز مشتت نتيجة الحاجة والتى تجعل الإنسان لا يركز فى بحثه أو لا تعدو أن تكون تدخلات إنسانية مقصودة أو غير إنسانية من قطط أو فئران.. أوغير مقصودة من الإنسان نفسه أو من غيره