رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم
صاحبة البحث تسمى متابعة موقع كابوس وهو يدور حول طاعة الناس للأوامر الصادرة لهم من قبل ممن يتولون عليهم
قبل الدخول فى البحث يجب أن نعرف أن الإسلام لا يوجب طاعة أولياء الأمر فى المعصية أو فيما يرى المتولى عليه أنه خطأ وليس صواب ولذا طالب الله بطاعته هو وليس بطاعة أولياء الأمر طاعة مطلقة فأباح الاختلاف معهم والتنازع عندما يرى من هو تحت مسئوليتهم أنهم مخطئون فقال :
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر"
البحث يحكى عن اجراء تجارب لتعويد البشر على الطاعة العمياء دون النظر فى سبب الطاعة فى أمور هى معاصى كتعذيب وقتل الأخرين دون سبب أو السرقة أو غير هذا
وتحدثت الباحثة عن أن طاعة أولى الأمر كالآباء والمعلمين أمر مطلوب مجتمعيا وهو دليل احترام فقالت :
"إلى أي مدى يمضي الناس في اطاعة الاوامر
تتجلى طاعة الأوامر كإحدى الأركان الأساسية للمعايير الأخلاقية التي يتربى عليها العديد من الناس، كطاعة الوالدين والمدرسين وأساتذة الجامعات ورؤساء العمل، ولا يختلف اثنان على أن الطاعة تضفي على الشخص حسن السلوك والنشأة الجيدة، ومن ينشق عن هذا المنوال يعتبر قد أخل بالمعايير والأسس الأخلاقية، وتتفاوت الأوامر من بسيطة ممكن تنفيذها إلى مستحيلة وصعبة التنفيذ، فلو طُلب من شخص عادي أن يقتل شخص آخر لا يعرفه وبدون سبب يدعوه لذلك فحتماً ستكون إجابته بالرفض القاطع وأنه من المستحيل أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع، لكن ماذا لو أصبح نفس هذا الشخص أحد المتطوعين في تجربة نفسية تدعى (تجربة ميلغرام) وطُلب منه نفس الطلب السابق - أي قتل شخص لا يعرفه - في أغلب الأحيان وحسب ما أثبتته التجربة أنه سيقوم بذلك، ليس لأنه مجرم معدوم الضمير بل لمجرد أنه تم اصدار الأوامر إليه بالقتل بكل بساطة"
وتقص الباحثة علينا قصة تجربة غريبة أجراها أحد الغربيين وهو ستانلى ميلغرام نتيجة اهتمامه بقضايا محاكمات القادة الألمان بعد الحرب العالمية الثانية الذين أعدموا الناس فى معسكرات الاعتقال مبررين ذلك بأنهم كانوا يتبعون الأوامر الصادرة لهم من رؤسائهم فتقول :
"تجربة ميلغرام - Milgram Experiment
ستانلي ميلغرام :
ميلغرام هو عالم نفس اجتماعي امريكي وُلد عام 1933 واشتهر بتجربته النفسية عن إطاعة الأوامر والتي أجريت في ستينيات القرن الماضي خلال فترة عمله في جامعة يال Yale University بعد حصوله على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة هارفرد، ويعتبر على نطاق واسع من أهم الشخصيات في تاريخ علم النفس.
تجربة ميلغرام هي سلسلة من التجارب التي تم اجراؤها لقياس مدى رغبة واستعداد الأشخاص لإطاعة الأوامر التي تكلفهم بتنفيذ أعمال تتعارض مع ضمائرهم الشخصية، والتركيز بشكل أساسي على الصراع بين الطاعة والضمير ومدى التأثير على الأشخاص للتصرف بشكل غير أخلاقي وضد رغباتهم.
بعد بدء المحاكمات التي تلت الحرب العالمية الثانية ادعى العديد من مجرمي الحرب أنهم كانوا يتبعون الأوامر فقط ولا يمكن تحميلهم المسؤولية على أفعالهم، بدأت تجربة ميلغرام بعد فترة وجيزة من محاكمة الكولونيل ادولف آيخمان Adolph Eichmann بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وطوال المحاكمة حاول آيخمان الدفاع عن نفسه متذرعاً أنه لم يكن مسؤولاً عن الجرائم التي ارتكبها في الحرب وأنه كان يتبع الأوامر فقط وأكد مراراً أنه عندما كان يشحن الناس إلى معسكرات الاعتقال النازية فإنما كان يقوم بواجبه، لكن كل تلك الذرائع لم تنفع وأدين بكل التهم الموجهة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام.
استحوذت قضية آيخمان على اهتمام ميلغرام الذي أراد أن يعرف كيف يمكن بسهولة تحريض الناس العاديون على ارتكاب جرائم بموجب أوامر تصدر إليهم وإلى أي مدى يمكن أن يذهب الناس في إطاعتهم للأوامر إذا كان ذلك ينطوي على إيذاء شخص آخر. "
وتحدثت الكاتبة عن خوات التجربة والخطوة الأولى منها كانت خطوة خداعية حيث لم يعرف المتطوعين للتجربة ما هى التجربة فقالت:
"غرض إجراء التجربة :
احتاج ميلغرام إلى متطوعين لإجراء الاختبارات عليهم عن طريق نشر إعلان في إحدى الصحف يطلب متطوعين ذكور تتراوح أعمارهم بين 20 - 50 عاماً ومن مختلف الطبقات والمهن مقابل 4.50 دولار لمدة ساعة واحدة، لم يذكر ميلغرام طبيعة التجربة الحقيقية في الإعلان بل ذكر أنها تجربة علمية حول الذاكرة وتأثير العقاب على التعلم، توافد العديد من المتطوعين الذين يمثلون مجموعات متنوعة من المهن ومن مستويات تعليمية مختلفة، اجريت التجربة في يوليو من عام 1961 في الطابق السفلي من إحدى قاعات جامعة يال.
تتألف التجربة من عدة جلسات كل جلسة تتكون من ثلاثة أشخاص وهم:
1 - the experimenter المجرب (القائم بالتجربة)
وهو شخص من فريق عمل ميلغرام يقوم بإصدار الأوامر إلى المتطوع.
2 - the learner المتعلم
وهو أيضاً شخص من فريق عمل ميلغرام وهو بالحقيقة ممثل ويتظاهر بأنه أحد المتطوعين.
3 - the teacher المدرس
وهو المتطوع الذي تجري عليه التجربة ودراسة ردود أفعاله عند اصدار أوامر إليه بإيذاء شخص آخر.
ومن الجدير بالذكر أن المتطوع ليست لديه فكرة عن الهدف من التجربة بل يظن أنه يساهم في تجربة عن التعلم كما قرأ في الإعلان.
بداية التجربة يأتون بشخصين، الأول متطوع، والثاني ممثل (يتظاهر أنه متطوع)، ويتم إجراء قرعة وهمية لاختيار أيهما يأخذ دور المدرس والمتعلم، وذلك عن طريق سحب إحدى قصاصتين من ورق كُتب على كلاهما (المدرس) لضمان حصول المتطوع على دور المدرس أما الممثل فيتظاهر أنه سحب ورقة مكتوب عليها (المتعلم).
بعد ذلك يؤخذ المتعلم (الممثل) إلى غرفة صغيرة ويتم تقييده إلى كرسي كهربائي أمام أنظار المتطوع، بينما يؤخذ المتطوع إلى غرفة مجاورة ويجلس أمام مولد صدمة كهربائية ابتكره ميلغرام يحتوي على عدة المفاتيح من 15 فولت إلى 450 فولت وتتراوح مستويات الصدمة من خفيفة وتتدرج إلى أن تصل إلى صدمة حادة (قاتلة)، طبعا مولد الصدمات هذا زائف في الحقيقة وينتج صوتاً فقط عند الضغط على المفاتيح، لكن المتطوع لا يعلم ذلك. وإلى جوار المتطوع يجلس المجرب لاصدار الأوامر إليه أثناء التجربة.
يتم إعطاء المتطوع قائمة بأسماء عشوائية ليقرؤها على مسامع المتعلم (الممثل) في الغرفة المجاورة من خلال ميكروفون بدون أن يرى أحدهما الآخر، ويطرح المتطوع أسئلة على الممثل ليختبره إذا كان يتذكر أي من الأسماء، فإذا كانت الإجابة صحيحة ينتقل إلى قائمة الأسماء التالية، وإذا كانت الإجابة خاطئة يأمر المجرب المتطوع بتسليط صدمة كهربائية للمتعلم عن طريق الجهاز، وهكذا يستمر بطرح الأسماء عليه وتزداد وتيرة الصدمة الكهربائية بالتدريج عند كل إجابة خاطئة، ولأن المتطوع يعتقد أن الصدمات حقيقة فانه يتردد في الضغط على المفاتيح، وكما هو متفق سابقاً يقوم الممثل بالرد على الأسئلة بإجابات خاطئة (عن عمد)، ويقوم باستخدام جهاز تسجيل كان قد سُجل عليه شريط صوتي يصدر صوت الممثل وهو يصرخ ويتألم من أثر الصدمة الكهربائية المزيفة، ويتوسل التوقف عن تسليطها عليه لأنه مصاب بمرض في قلبه، وطبعا يصل الصوت إلى مسامع المتطوع ليتفاعل معها .. لكن هل سيتوقف عن تسليط الصدمات الكهربائية ويراعي الحالة الصحية للمتعلم أم يتجاهل نداءاته ويستمر بإيذائه؟ ..
عندما يلاحظ المجرب أن المتطوع بدأ يتأثر بتوسلات الممثل يحثه على الاستمرار ويخبره أنه من الضروري جداً أن يكمل التجربة وأن المجرب بنفسه سوف يتحمل كافة المسؤولية، طبعاً هذه الأوامر كلها للتأثير على المتطوع فهو باستطاعته التوقف في أي وقت يريده وينهي التجربة.
دون ميلغرام ملاحظاته وهو يراقب ردة فعل المتطوعين طوال مدة التجربة من خلال غرفة مجاورة ذات زجاج عازل، وسجل جميع الأفعال التي قام بها المتطوعين والتي تتفاوت ما بين عدم الارتياح بتسليط الصدمات الكهربائية والتوتر والاجهاد وحفر الجلد بالأظافر والارتعاش والتلعثم والتعرق، كانت النتائج التي توصل إليها ميلغرام صادمة للغاية حيث أن جميع المتطوعين الذين بلغ عددهم 40 رجل وصلوا جميعاً إلى تسليط 300 فولت 14 منهم توقفوا عند هذا الحد وأوقفوا التجربة أما 26 الباقين واصلوا حتى النهاية وتمكنوا من تسليط فولتية 450 القاتلة، أي 65 % من من مجموع المتطوعين أطاعوا اوامر المجرب في زيادة مستوى الصدمة حتى الموت، لدرجة أن هؤلاء المتطوعين لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب إلى الغرفة المجاورة للاطمئنان على صحة الضحية (الممثل)."
وقد فسر ميلغرام ما جرى فى تجاربه فقال :
"تفسير ميلغرام للتجربة
معظم المتطوعين اطاعوا الاوامر حتى لو وصلت الى حد التسبب في الموت
أن الأشخاص لديهم حالتين من السلوك عندما يكونون في مواقف اجتماعية وهما:
1 - الحالة المستقلة: حيث يقوم الأشخاص بأفعالهم الخاصة ويتحملون مسؤولية نتائج هذه الأفعال.
2 - الحالة بالوكالة: حيث يعمل الأشخاص كوكلاء لإرادة شخص آخر. إن الشخص الذي لا يملك القدرة على اتخاذ قرارات خاصة في الأزمات سيوكل عملية اتخاذ القرار إلى غيره، وإن جوهر الطاعة يتكون في حقيقة أن الشخص يعتبر نفسه أداة لتنفيذ أوامر شخص آخر لذلك لا يعتبر نفسه مسؤولاً وبمجرد إعفائه من المسؤولية تصبح الطاعة واجبة عليه. على سبيل المثال عندما تم تذكير المتطوعين أن المسؤولية لا تقع على عاتقهم استمروا في إطاعة الاوامر بعدما علموا أن المجرب يتحمل كافة التبعات المترتبة عن التجربة.
وكان لهيئة الشخص الذي يصدر الأوامر دور مهم في التجربة، فالمجرب كان يرتدي معطف يشبه معطف الأطباء وخلال إجراء التجربة تم استدعاء المجرب (عن عمد) للرد على مكالمة هاتفية في الخارج ثم يدخل رجل آخر عادي لا يرتدي معطف الأطباء ويقوم باصدار أوامره للمتطوع كانت النتيجة انخفاض مستوى الطاعة بنسبة 20% وهذا يدل على مدى التأثير القوي الذي يتركه المجرب لإطاعة أوامره.
تم إعادة التجربة عدة مرات حول العالم مع متطوعات إناث وكانت النتائج متطابقة إلى حد كبير.
وصف ميلغرام بحثه لأول مرة في مقال نشر عام 1963 في مجلة (علم النفس الغير طبيعي) بعد ذلك قام بمناقشة النتائج والاكتشافات التي توصل إليها بمزيد من العمق عام 1974 في كتابه Obedience to Authority : an experimental view ( طاعة السلطة: وجهة نظر تجريبية) وأصدر فيلماً وثائقياً عن التجربة وانتج سلسلة من خمسة أفلام عن علم النفس الاجتماعي التي تتعلق بتجاربه، وتم انتاج فيلم عن تجربة ميلغرام عام 2015 بعنوان The Experimental ( المجرب) بطولة بيتر سارسجارد ووينونا رايدر.
تجربة ميلغرام أجريت تحت ظروف المختبر، وذلك يقودنا حتما إلى الاستنتاج بأن طاعة الناس للاوامر ستكون أكبر في المجال العسكري."
قطعا هذه التجارب تبين أن ليس كل الناس ينفذون الأوامر الصادرة إليهم بل الكثير منهم وأما القليل وهو من يفكر فهو يتوقف عن الطاعة عندما يرى أنها لا تتفق مع المبادىء الخلقية الحسنة
وهذه السياسة هى ما يسمى سياسة القطيع وهى سياسة متبعة فى كل الجيوش المختلفة فى العالم فمن يعصى الأوامر يعدم أو يسجن ونتيجة لذلك تحدث كوارث فى معظم الحروب إن لم يكن كلها وهى كوارث قتل الأسرى أو الأبرياء أو المدنيين واغتصاب النساء
ومن ثم فالإسلام منع الطاعة العمياء وطلب طاعة أحكام الله حتى ولو أمر القائد بالعكس فقال تعالى:
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
ومن ثم من يحاكم هو مصدر الأوامر ومن نفذها بدون تفكير معا فالله طلب طاعة أحكامه هو وليس طاعة ولى الأمر أو القائد عندما يعصى أحكام الله ومن هنا جاءت المقولة :
لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وحكت الباحثة حكاية عسكرى يابانى رفض هو ومن تحت قيادته الاستسلام بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وظلوا يحاربون الأمريكان وحلفاءهم ثلاثة عقود حتى جاء القائد وهو عجوز مخبرا إياه بانتهاء الحرب
تقول الحكاية :
"الجندي الذي أبى الاستسلام 29 عاماً بانتظار أوامر قائده
هيرو أونوداهيرو أونودا كان ضابط مخابرات في الجيش الامبراطوري الياباني قاتل في الحرب العالمية الثانية، وكان واحداً من آخر الجنود اليابانيين الذين استمروا بالقتال لمدة 29 عاماً بعد استسلام الجيش الامبراطوري الياباني عام 1945.
وُلد هيرو أونودا في 22 مارس من عام 1922 في قرية كاميكاوا في اليابان وتعود أصوله إلى سلسلة طويلة من محاربي الساموراي، والده كان رقيب في سلاح الفرسان الياباني الذي قاتل ومات في الحرب الصينية اليابانية الثانية، اتبع أنودا نفس المسار الذي سلكه أجداده حيث تم تجنيده في الجيش الياباني عندما بلغ الثامنة عشر من عمره وتدرب كضابط مخابرات في فصيلة الكوماندوز في مركز لتعليم التقنيات العسكرية الغير تقليدية بما في ذلك حرب العصابات والأعمال التخريبية والاستخبارات والحملات الدعائية البروباغاندا.
في عام 1942 سيطر الجيش الياباني على الفلبين وانتزع السيطرة من الحكومة الفلبينية والقوات الأمريكية التي كانت متمركزة هناك ومع ذلك كان انتشار القوات اليابانية ضعيفاً مما جعل القوات الأمريكية تشرع بالقيام بهجوم مضاد في أوائل عام 1944 وسرعان ما نجحوا في دحر القوات اليابانية، وبحلول شتاء 1944 أُجبر العديد من الجنود اليابانيين على الخروج من الجزر الرئيسية في الفلبين وانسحبوا إلى الجزر الأصغر مثل جزيرة لوبانج Lubang Island .
في 26 ديسمبر 1944 تم ارسال هيرو أونودا من اليابان إلى إلى جزيرة لوبانج من أجل استخدام مهاراته الخاصة في حرب العصابات وذلك من اجل اشغال القوات الأمريكية والفلبينية لأطول فترة ممكنة وإعطاء الجيش الياباني المزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم.
عندما وصل أونودا إلى الجزيرة رفض الضباط الذين كانوا أعلى رتبة منه السماح له بتنفيذ مهمته واختاروا بدلاً من ذلك محاربة القوات الغازية مباشرة، وعندما هبطت القوات الأمريكية على الجزيرة في 28 فبراير عام 1945 حاولت القوات اليابانية محاربتها لكنهم هُزموا بسرعة، بعض الجنود اليابانيين قُتلوا والبعض الآخر استسلموا، وبقي أونودا وثلاثة من زملائه الذين لجئوا إلى الغابات وانخرطوا في هجمات حرب العصابات.
اليابان خسرت الحرب واستسلمت عام 1945
في اغسطس من عام 1945 ومع انتهاء الحرب بين اليابان والولايات المتحدة لاحظ أنودا هدوء في القتال لكنه لم يكن على دراية بأن بلده استسلم، ولم يكن هو ورفاقه ليصدقوا اصلا بأن اليابان استسلمت بسبب المباديء العسكرية المتشددة التي تربوا عليها.
عاش أونودا ورفاقه في الأدغال وخلال إقامتهم نفذوا العديد من هجمات حرب العصابات وشاركوا في عدة حوادث اطلاق نار على الشرطة لاعتقادهم أن الحرب ما تزال جارية ولإظهار التفاني والإخلاص بشكل صارم وبدون هوادة للواجب العسكري وإطاعة الأوامر. وخلال السنوات قاموا ببناء أكواخ من الخيزران وكان نظامهم الغذائي يتكون من الرز المسروق من المستودعات وجوز الهند وذبح الأبقار للحصول على لحومها. كانوا يعانون من الحرارة المرتفعة في تلك المناطق الاستوائية ومن الفئران والبعوض وكانوا يرقعون ملابسهم ويحافظون على بنادقهم ويهيئونها للقتال نظراً لاعتقادهم أنهم مازالوا مستمرين في الحرب، وكانوا يتهربون من السلطات الفلبينية ويهاجمون السكان المحليين للجزيرة ويقتلونهم. مع علم الولايات المتحدة بوجود وحدات حرب العصابات اليابانية هذه والتي لم تكن لديها وسيلة اتصال مع القيادة العسكرية المركزية، بذلت الولايات المتحدة جهوداً عديدة للتأكد من وصول أنباء استسلام اليابان إلى تلك المعاقل عن طريق اسقاط منشورات توضيحية جواً، عثر أونودا ورفاقه على واحدة من تلك المنشورات التي تعلن نهاية الحرب واستسلام اليابان ومع ذلك لم يصدق أونودا الخبر واستبعد ذلك معتبرا أنه مجرد دعاية - بروباغاندا - وهو شيء كان على دراية به من خلال تدريبه.
في نهاية عام 1945 ظهرت المزيد من المنشورات، هذه المرة مع أمر استسلام صريح من الجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا، درس أونودا الوثيقة بعناية وخلص هو ورفاقه في النهاية على أنها مزيفة وأن أونودا الذي كان لديه شعور تقليدي بالفخر لم يكن يتخيل أن اليابانيين سوف يستسلمون وكان متأكدا من أنهم سيقاتلون حتى آخر جندي، وهكذا واصل هو ورفاقه حملتهم في الأدغال والتملص من السلطات الفلبينية.
اونودا ورفاقه ظلوا يقاتلون رغم استسلام دولتهم
بحلول عام 1949 بدأ أحد رجال أونودا وهو ياسيشي اكاتسو يدرك أن الحرب انتهت فعلاً لذلك هرب بدون إعلام رفاقه وعاش لمدة ستة أشهر قبل استسلامه للجيش الفلبيني عام 1950، ساعد استسلام اكاتسو بقية العالم لمعرفة ما تبقى من الجنود اليابانيين في جزيرة لوبانج.
واستغلت الولايات المتحدة هذه المعلومات وقامت بالاتصال بعائلات أونودا ورفاقه وحصلت على صور عائلية ورسائل من أقاربهم تحثهم على العودة إلى اليابان، تم ارسال هذه الرسائل عبر الجزيرة عام 1952، عثر أونودا على الرسائل والصور لكنه افترض أن عائلاتهم يقبعون تحت سيطر الاحتلال وان السلطات قامت بتهديدهم بارسال هذه الرسائل أو قتلهم، ورفض أونودا أن يصدق أن الحرب قد انتهت واستمر في قتاله. كان العقدين التاليين صعبين على أونودا ففي عام 1954 فقد شخص آخر من رفاقه وهو العريف شيشتي شيمادا حيث قُتل على يد مجموعة بحث فلبينية كانت تبحث عنهم حيث أصبحوا مجرمين مطلوبين للعدالة، في عام 1972 قُتل رفيقه الأخير كينشيتشي كوزوكا على أيدي الشرطة بينما كانا يحرقان مستودع للأرز في القرية، افترضت السلطة اليابانية أن أونودا لم يستطع الصمود طوال تلك السنوات في الغابات لاسيما عندما أعيد جثمان رفيقه كوزوكا إلى اليابان مما دفع السلطات اليابانية إلى تكثيف جهودها للبحث عن أنودا والتي انتهت جميعها بالفشل مما دفع الحكومة للإعلان عن وفاته.
نوريو سوزوكي المغامر الذي عثر على أونودا
بقي أنودا وحيداً يخوض حرب رجل واحد ضد الحكومة الفلبينية، في هذه المرحلة كان اليابانيون يدركون جيداً وجود جنود يابانيين لم يعلموا بانتهاء الحرب وما زالوا يقاتلون، أحد هؤلاء المواطنين اليابانيين اسمه نوريو سوزوكي Norio Suzuki ، الذي اعلن بأنه سيسافر حول العالم لتحقيق عدة اهداف، منها إيجاد هيرو أونودا وحيوان الباندا ورجل الثلج.
وُلد سوزوكي عام 1949 وهو مستكشف ومغامر ترك الدراسة وقرر استكشاف العالم، قام بجولة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وفي عام 1972 وبعد أربع سنوات من التجول حول العالم قرر العودة إلى اليابان والبحث عن أونودا، في عام 1974 سافر إلى جزيرة لوبانج وبعد أربعة أيام من البحث التقى سوزوكي أخيراً بأونودا الذي كان يرتدي الزي العسكري الممزق وكان يشعر بالقلق تجاه سوزوكي وكان على استعداد لإطلاق النار عليه، لكن سرعان ما بادره سوزوكي بالقول: " أونودا - سان .. إن الإمبراطور وشعب اليابان قلقون بشأنك" وحثه على العودة إلى اليابان.
تبددت مخاوف أونودا واطمأن لهذا المغامر الجريء وأخبره أنه يرفض الاستسلام وبأنه بانتظار أوامر من قائده ليتم اعفاؤه من واجباته.
وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد سوزوكي إلى اليابان وأخبر الحكومة اليابانية عن شروط أونودا لمغادرة الجزيرة وعرض عليهم الصور التي التقطها لأونودا كدليل على مقابلته له.
تم ارسال الرائد السابق يوشيمي تانيجوتشي (الذي أصبح بائع للكتب بعد كل تلك السنوات) إلى الجزيرة للالتقاء بأونودا ولإعفائه من الخدمة.
في التاسع من مارس عام 1974 وفي سن 52 عام خرج هيرو أونودا من الغابة وكان لا يزال يرتدي الزي العسكري الممزق وبندقية خدمته وسيفه الذي لا يزال في حالة ممتازة، وهكذا تم اعفاء أونودا من الواجب و رضخ أخيراً للاستسلام، وعلى الرغم أنه قتل أشخاصاً وشارك في إطلاق النار على الشرطة فأنه حصل على عفو من الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس بعد أن قام أنودا بتسليم سيفه إليه.
عاد أونودا إلى اليابان وكان في استقباله الجماهير اليابانية الحاشدة التي احتفلت به احتفال الأبطال وأصبح بطلاً قومياً، تم فحصه من قبل الأطباء الذين وجدوه في صحة جيدة بشكل مذهل، ومع انتشار قصته عالميا في الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية حاول أن يعيش حياة طبيعية بعيداً عن الشهرة حيث لم تعجبه الحياة المدنية المتطورة التي طغت على البلاد ولم يستطع التكيف مع حياته الجديدة وشعر أنه غريب في بلاد غريبة، في عام 1975 انتقل للعيش في ضاحية يابانية في ساو باولو في البرازيل حيث عاش في مزرعة وقام بتربية الماشية وتزوج بالمعلمة ماشي اونوكو، وعاد الزوجان إلى اليابان عام 1984 وقاما بتأسيس مدرسة أونودا للطبيعة وهو معسكر شبلبي لتعليم مهارات البقاء، قام أونودا بزيارة جزيرة لوبانج وتبرع بمبلغ 10.000 دولار لإحدى المدارس. قام بتأليف كتاب عام 1999 بعنوان: (لا استسلام: حرب الثلاثون عاماً) - No surrender : My thirty year war
توفي أونودا عام 2014 عن عمر 91 عاماً."
والحكاية تبين مدى الطاعة العمياء من قبل الجنود وعدم تفكيرهم وهو أمر لا تعلمه الجيوش للجنود فى العالم لأنها تعلمهم الطاعة العمياء ونادرا ما يكون هناك قائد يعلمهم رفض طاعته هو أو غيره عندما تكون الأوامر مخالفة للعقل
والقرآن يبين لنا أن الجندى فى الإسلام من حقه إذا رأى خيرا للمسلمين أن يصنعه حتى ولو ترك مكان خدمته كما فعل الهدهد الجندى فى جيش سليمان (ص) عندما آتاه بمعلومات لم يكن يعرفها وفى هذا قال تعالى :
"وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون"
وهنا لا عقوبة على ذلك الجندى طالما أتى بالفائدة
صاحبة البحث تسمى متابعة موقع كابوس وهو يدور حول طاعة الناس للأوامر الصادرة لهم من قبل ممن يتولون عليهم
قبل الدخول فى البحث يجب أن نعرف أن الإسلام لا يوجب طاعة أولياء الأمر فى المعصية أو فيما يرى المتولى عليه أنه خطأ وليس صواب ولذا طالب الله بطاعته هو وليس بطاعة أولياء الأمر طاعة مطلقة فأباح الاختلاف معهم والتنازع عندما يرى من هو تحت مسئوليتهم أنهم مخطئون فقال :
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر"
البحث يحكى عن اجراء تجارب لتعويد البشر على الطاعة العمياء دون النظر فى سبب الطاعة فى أمور هى معاصى كتعذيب وقتل الأخرين دون سبب أو السرقة أو غير هذا
وتحدثت الباحثة عن أن طاعة أولى الأمر كالآباء والمعلمين أمر مطلوب مجتمعيا وهو دليل احترام فقالت :
"إلى أي مدى يمضي الناس في اطاعة الاوامر
تتجلى طاعة الأوامر كإحدى الأركان الأساسية للمعايير الأخلاقية التي يتربى عليها العديد من الناس، كطاعة الوالدين والمدرسين وأساتذة الجامعات ورؤساء العمل، ولا يختلف اثنان على أن الطاعة تضفي على الشخص حسن السلوك والنشأة الجيدة، ومن ينشق عن هذا المنوال يعتبر قد أخل بالمعايير والأسس الأخلاقية، وتتفاوت الأوامر من بسيطة ممكن تنفيذها إلى مستحيلة وصعبة التنفيذ، فلو طُلب من شخص عادي أن يقتل شخص آخر لا يعرفه وبدون سبب يدعوه لذلك فحتماً ستكون إجابته بالرفض القاطع وأنه من المستحيل أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع، لكن ماذا لو أصبح نفس هذا الشخص أحد المتطوعين في تجربة نفسية تدعى (تجربة ميلغرام) وطُلب منه نفس الطلب السابق - أي قتل شخص لا يعرفه - في أغلب الأحيان وحسب ما أثبتته التجربة أنه سيقوم بذلك، ليس لأنه مجرم معدوم الضمير بل لمجرد أنه تم اصدار الأوامر إليه بالقتل بكل بساطة"
وتقص الباحثة علينا قصة تجربة غريبة أجراها أحد الغربيين وهو ستانلى ميلغرام نتيجة اهتمامه بقضايا محاكمات القادة الألمان بعد الحرب العالمية الثانية الذين أعدموا الناس فى معسكرات الاعتقال مبررين ذلك بأنهم كانوا يتبعون الأوامر الصادرة لهم من رؤسائهم فتقول :
"تجربة ميلغرام - Milgram Experiment
ستانلي ميلغرام :
ميلغرام هو عالم نفس اجتماعي امريكي وُلد عام 1933 واشتهر بتجربته النفسية عن إطاعة الأوامر والتي أجريت في ستينيات القرن الماضي خلال فترة عمله في جامعة يال Yale University بعد حصوله على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة هارفرد، ويعتبر على نطاق واسع من أهم الشخصيات في تاريخ علم النفس.
تجربة ميلغرام هي سلسلة من التجارب التي تم اجراؤها لقياس مدى رغبة واستعداد الأشخاص لإطاعة الأوامر التي تكلفهم بتنفيذ أعمال تتعارض مع ضمائرهم الشخصية، والتركيز بشكل أساسي على الصراع بين الطاعة والضمير ومدى التأثير على الأشخاص للتصرف بشكل غير أخلاقي وضد رغباتهم.
بعد بدء المحاكمات التي تلت الحرب العالمية الثانية ادعى العديد من مجرمي الحرب أنهم كانوا يتبعون الأوامر فقط ولا يمكن تحميلهم المسؤولية على أفعالهم، بدأت تجربة ميلغرام بعد فترة وجيزة من محاكمة الكولونيل ادولف آيخمان Adolph Eichmann بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وطوال المحاكمة حاول آيخمان الدفاع عن نفسه متذرعاً أنه لم يكن مسؤولاً عن الجرائم التي ارتكبها في الحرب وأنه كان يتبع الأوامر فقط وأكد مراراً أنه عندما كان يشحن الناس إلى معسكرات الاعتقال النازية فإنما كان يقوم بواجبه، لكن كل تلك الذرائع لم تنفع وأدين بكل التهم الموجهة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام.
استحوذت قضية آيخمان على اهتمام ميلغرام الذي أراد أن يعرف كيف يمكن بسهولة تحريض الناس العاديون على ارتكاب جرائم بموجب أوامر تصدر إليهم وإلى أي مدى يمكن أن يذهب الناس في إطاعتهم للأوامر إذا كان ذلك ينطوي على إيذاء شخص آخر. "
وتحدثت الكاتبة عن خوات التجربة والخطوة الأولى منها كانت خطوة خداعية حيث لم يعرف المتطوعين للتجربة ما هى التجربة فقالت:
"غرض إجراء التجربة :
احتاج ميلغرام إلى متطوعين لإجراء الاختبارات عليهم عن طريق نشر إعلان في إحدى الصحف يطلب متطوعين ذكور تتراوح أعمارهم بين 20 - 50 عاماً ومن مختلف الطبقات والمهن مقابل 4.50 دولار لمدة ساعة واحدة، لم يذكر ميلغرام طبيعة التجربة الحقيقية في الإعلان بل ذكر أنها تجربة علمية حول الذاكرة وتأثير العقاب على التعلم، توافد العديد من المتطوعين الذين يمثلون مجموعات متنوعة من المهن ومن مستويات تعليمية مختلفة، اجريت التجربة في يوليو من عام 1961 في الطابق السفلي من إحدى قاعات جامعة يال.
تتألف التجربة من عدة جلسات كل جلسة تتكون من ثلاثة أشخاص وهم:
1 - the experimenter المجرب (القائم بالتجربة)
وهو شخص من فريق عمل ميلغرام يقوم بإصدار الأوامر إلى المتطوع.
2 - the learner المتعلم
وهو أيضاً شخص من فريق عمل ميلغرام وهو بالحقيقة ممثل ويتظاهر بأنه أحد المتطوعين.
3 - the teacher المدرس
وهو المتطوع الذي تجري عليه التجربة ودراسة ردود أفعاله عند اصدار أوامر إليه بإيذاء شخص آخر.
ومن الجدير بالذكر أن المتطوع ليست لديه فكرة عن الهدف من التجربة بل يظن أنه يساهم في تجربة عن التعلم كما قرأ في الإعلان.
بداية التجربة يأتون بشخصين، الأول متطوع، والثاني ممثل (يتظاهر أنه متطوع)، ويتم إجراء قرعة وهمية لاختيار أيهما يأخذ دور المدرس والمتعلم، وذلك عن طريق سحب إحدى قصاصتين من ورق كُتب على كلاهما (المدرس) لضمان حصول المتطوع على دور المدرس أما الممثل فيتظاهر أنه سحب ورقة مكتوب عليها (المتعلم).
بعد ذلك يؤخذ المتعلم (الممثل) إلى غرفة صغيرة ويتم تقييده إلى كرسي كهربائي أمام أنظار المتطوع، بينما يؤخذ المتطوع إلى غرفة مجاورة ويجلس أمام مولد صدمة كهربائية ابتكره ميلغرام يحتوي على عدة المفاتيح من 15 فولت إلى 450 فولت وتتراوح مستويات الصدمة من خفيفة وتتدرج إلى أن تصل إلى صدمة حادة (قاتلة)، طبعا مولد الصدمات هذا زائف في الحقيقة وينتج صوتاً فقط عند الضغط على المفاتيح، لكن المتطوع لا يعلم ذلك. وإلى جوار المتطوع يجلس المجرب لاصدار الأوامر إليه أثناء التجربة.
يتم إعطاء المتطوع قائمة بأسماء عشوائية ليقرؤها على مسامع المتعلم (الممثل) في الغرفة المجاورة من خلال ميكروفون بدون أن يرى أحدهما الآخر، ويطرح المتطوع أسئلة على الممثل ليختبره إذا كان يتذكر أي من الأسماء، فإذا كانت الإجابة صحيحة ينتقل إلى قائمة الأسماء التالية، وإذا كانت الإجابة خاطئة يأمر المجرب المتطوع بتسليط صدمة كهربائية للمتعلم عن طريق الجهاز، وهكذا يستمر بطرح الأسماء عليه وتزداد وتيرة الصدمة الكهربائية بالتدريج عند كل إجابة خاطئة، ولأن المتطوع يعتقد أن الصدمات حقيقة فانه يتردد في الضغط على المفاتيح، وكما هو متفق سابقاً يقوم الممثل بالرد على الأسئلة بإجابات خاطئة (عن عمد)، ويقوم باستخدام جهاز تسجيل كان قد سُجل عليه شريط صوتي يصدر صوت الممثل وهو يصرخ ويتألم من أثر الصدمة الكهربائية المزيفة، ويتوسل التوقف عن تسليطها عليه لأنه مصاب بمرض في قلبه، وطبعا يصل الصوت إلى مسامع المتطوع ليتفاعل معها .. لكن هل سيتوقف عن تسليط الصدمات الكهربائية ويراعي الحالة الصحية للمتعلم أم يتجاهل نداءاته ويستمر بإيذائه؟ ..
عندما يلاحظ المجرب أن المتطوع بدأ يتأثر بتوسلات الممثل يحثه على الاستمرار ويخبره أنه من الضروري جداً أن يكمل التجربة وأن المجرب بنفسه سوف يتحمل كافة المسؤولية، طبعاً هذه الأوامر كلها للتأثير على المتطوع فهو باستطاعته التوقف في أي وقت يريده وينهي التجربة.
دون ميلغرام ملاحظاته وهو يراقب ردة فعل المتطوعين طوال مدة التجربة من خلال غرفة مجاورة ذات زجاج عازل، وسجل جميع الأفعال التي قام بها المتطوعين والتي تتفاوت ما بين عدم الارتياح بتسليط الصدمات الكهربائية والتوتر والاجهاد وحفر الجلد بالأظافر والارتعاش والتلعثم والتعرق، كانت النتائج التي توصل إليها ميلغرام صادمة للغاية حيث أن جميع المتطوعين الذين بلغ عددهم 40 رجل وصلوا جميعاً إلى تسليط 300 فولت 14 منهم توقفوا عند هذا الحد وأوقفوا التجربة أما 26 الباقين واصلوا حتى النهاية وتمكنوا من تسليط فولتية 450 القاتلة، أي 65 % من من مجموع المتطوعين أطاعوا اوامر المجرب في زيادة مستوى الصدمة حتى الموت، لدرجة أن هؤلاء المتطوعين لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب إلى الغرفة المجاورة للاطمئنان على صحة الضحية (الممثل)."
وقد فسر ميلغرام ما جرى فى تجاربه فقال :
"تفسير ميلغرام للتجربة
معظم المتطوعين اطاعوا الاوامر حتى لو وصلت الى حد التسبب في الموت
أن الأشخاص لديهم حالتين من السلوك عندما يكونون في مواقف اجتماعية وهما:
1 - الحالة المستقلة: حيث يقوم الأشخاص بأفعالهم الخاصة ويتحملون مسؤولية نتائج هذه الأفعال.
2 - الحالة بالوكالة: حيث يعمل الأشخاص كوكلاء لإرادة شخص آخر. إن الشخص الذي لا يملك القدرة على اتخاذ قرارات خاصة في الأزمات سيوكل عملية اتخاذ القرار إلى غيره، وإن جوهر الطاعة يتكون في حقيقة أن الشخص يعتبر نفسه أداة لتنفيذ أوامر شخص آخر لذلك لا يعتبر نفسه مسؤولاً وبمجرد إعفائه من المسؤولية تصبح الطاعة واجبة عليه. على سبيل المثال عندما تم تذكير المتطوعين أن المسؤولية لا تقع على عاتقهم استمروا في إطاعة الاوامر بعدما علموا أن المجرب يتحمل كافة التبعات المترتبة عن التجربة.
وكان لهيئة الشخص الذي يصدر الأوامر دور مهم في التجربة، فالمجرب كان يرتدي معطف يشبه معطف الأطباء وخلال إجراء التجربة تم استدعاء المجرب (عن عمد) للرد على مكالمة هاتفية في الخارج ثم يدخل رجل آخر عادي لا يرتدي معطف الأطباء ويقوم باصدار أوامره للمتطوع كانت النتيجة انخفاض مستوى الطاعة بنسبة 20% وهذا يدل على مدى التأثير القوي الذي يتركه المجرب لإطاعة أوامره.
تم إعادة التجربة عدة مرات حول العالم مع متطوعات إناث وكانت النتائج متطابقة إلى حد كبير.
وصف ميلغرام بحثه لأول مرة في مقال نشر عام 1963 في مجلة (علم النفس الغير طبيعي) بعد ذلك قام بمناقشة النتائج والاكتشافات التي توصل إليها بمزيد من العمق عام 1974 في كتابه Obedience to Authority : an experimental view ( طاعة السلطة: وجهة نظر تجريبية) وأصدر فيلماً وثائقياً عن التجربة وانتج سلسلة من خمسة أفلام عن علم النفس الاجتماعي التي تتعلق بتجاربه، وتم انتاج فيلم عن تجربة ميلغرام عام 2015 بعنوان The Experimental ( المجرب) بطولة بيتر سارسجارد ووينونا رايدر.
تجربة ميلغرام أجريت تحت ظروف المختبر، وذلك يقودنا حتما إلى الاستنتاج بأن طاعة الناس للاوامر ستكون أكبر في المجال العسكري."
قطعا هذه التجارب تبين أن ليس كل الناس ينفذون الأوامر الصادرة إليهم بل الكثير منهم وأما القليل وهو من يفكر فهو يتوقف عن الطاعة عندما يرى أنها لا تتفق مع المبادىء الخلقية الحسنة
وهذه السياسة هى ما يسمى سياسة القطيع وهى سياسة متبعة فى كل الجيوش المختلفة فى العالم فمن يعصى الأوامر يعدم أو يسجن ونتيجة لذلك تحدث كوارث فى معظم الحروب إن لم يكن كلها وهى كوارث قتل الأسرى أو الأبرياء أو المدنيين واغتصاب النساء
ومن ثم فالإسلام منع الطاعة العمياء وطلب طاعة أحكام الله حتى ولو أمر القائد بالعكس فقال تعالى:
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
ومن ثم من يحاكم هو مصدر الأوامر ومن نفذها بدون تفكير معا فالله طلب طاعة أحكامه هو وليس طاعة ولى الأمر أو القائد عندما يعصى أحكام الله ومن هنا جاءت المقولة :
لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وحكت الباحثة حكاية عسكرى يابانى رفض هو ومن تحت قيادته الاستسلام بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وظلوا يحاربون الأمريكان وحلفاءهم ثلاثة عقود حتى جاء القائد وهو عجوز مخبرا إياه بانتهاء الحرب
تقول الحكاية :
"الجندي الذي أبى الاستسلام 29 عاماً بانتظار أوامر قائده
هيرو أونوداهيرو أونودا كان ضابط مخابرات في الجيش الامبراطوري الياباني قاتل في الحرب العالمية الثانية، وكان واحداً من آخر الجنود اليابانيين الذين استمروا بالقتال لمدة 29 عاماً بعد استسلام الجيش الامبراطوري الياباني عام 1945.
وُلد هيرو أونودا في 22 مارس من عام 1922 في قرية كاميكاوا في اليابان وتعود أصوله إلى سلسلة طويلة من محاربي الساموراي، والده كان رقيب في سلاح الفرسان الياباني الذي قاتل ومات في الحرب الصينية اليابانية الثانية، اتبع أنودا نفس المسار الذي سلكه أجداده حيث تم تجنيده في الجيش الياباني عندما بلغ الثامنة عشر من عمره وتدرب كضابط مخابرات في فصيلة الكوماندوز في مركز لتعليم التقنيات العسكرية الغير تقليدية بما في ذلك حرب العصابات والأعمال التخريبية والاستخبارات والحملات الدعائية البروباغاندا.
في عام 1942 سيطر الجيش الياباني على الفلبين وانتزع السيطرة من الحكومة الفلبينية والقوات الأمريكية التي كانت متمركزة هناك ومع ذلك كان انتشار القوات اليابانية ضعيفاً مما جعل القوات الأمريكية تشرع بالقيام بهجوم مضاد في أوائل عام 1944 وسرعان ما نجحوا في دحر القوات اليابانية، وبحلول شتاء 1944 أُجبر العديد من الجنود اليابانيين على الخروج من الجزر الرئيسية في الفلبين وانسحبوا إلى الجزر الأصغر مثل جزيرة لوبانج Lubang Island .
في 26 ديسمبر 1944 تم ارسال هيرو أونودا من اليابان إلى إلى جزيرة لوبانج من أجل استخدام مهاراته الخاصة في حرب العصابات وذلك من اجل اشغال القوات الأمريكية والفلبينية لأطول فترة ممكنة وإعطاء الجيش الياباني المزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم.
عندما وصل أونودا إلى الجزيرة رفض الضباط الذين كانوا أعلى رتبة منه السماح له بتنفيذ مهمته واختاروا بدلاً من ذلك محاربة القوات الغازية مباشرة، وعندما هبطت القوات الأمريكية على الجزيرة في 28 فبراير عام 1945 حاولت القوات اليابانية محاربتها لكنهم هُزموا بسرعة، بعض الجنود اليابانيين قُتلوا والبعض الآخر استسلموا، وبقي أونودا وثلاثة من زملائه الذين لجئوا إلى الغابات وانخرطوا في هجمات حرب العصابات.
اليابان خسرت الحرب واستسلمت عام 1945
في اغسطس من عام 1945 ومع انتهاء الحرب بين اليابان والولايات المتحدة لاحظ أنودا هدوء في القتال لكنه لم يكن على دراية بأن بلده استسلم، ولم يكن هو ورفاقه ليصدقوا اصلا بأن اليابان استسلمت بسبب المباديء العسكرية المتشددة التي تربوا عليها.
عاش أونودا ورفاقه في الأدغال وخلال إقامتهم نفذوا العديد من هجمات حرب العصابات وشاركوا في عدة حوادث اطلاق نار على الشرطة لاعتقادهم أن الحرب ما تزال جارية ولإظهار التفاني والإخلاص بشكل صارم وبدون هوادة للواجب العسكري وإطاعة الأوامر. وخلال السنوات قاموا ببناء أكواخ من الخيزران وكان نظامهم الغذائي يتكون من الرز المسروق من المستودعات وجوز الهند وذبح الأبقار للحصول على لحومها. كانوا يعانون من الحرارة المرتفعة في تلك المناطق الاستوائية ومن الفئران والبعوض وكانوا يرقعون ملابسهم ويحافظون على بنادقهم ويهيئونها للقتال نظراً لاعتقادهم أنهم مازالوا مستمرين في الحرب، وكانوا يتهربون من السلطات الفلبينية ويهاجمون السكان المحليين للجزيرة ويقتلونهم. مع علم الولايات المتحدة بوجود وحدات حرب العصابات اليابانية هذه والتي لم تكن لديها وسيلة اتصال مع القيادة العسكرية المركزية، بذلت الولايات المتحدة جهوداً عديدة للتأكد من وصول أنباء استسلام اليابان إلى تلك المعاقل عن طريق اسقاط منشورات توضيحية جواً، عثر أونودا ورفاقه على واحدة من تلك المنشورات التي تعلن نهاية الحرب واستسلام اليابان ومع ذلك لم يصدق أونودا الخبر واستبعد ذلك معتبرا أنه مجرد دعاية - بروباغاندا - وهو شيء كان على دراية به من خلال تدريبه.
في نهاية عام 1945 ظهرت المزيد من المنشورات، هذه المرة مع أمر استسلام صريح من الجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا، درس أونودا الوثيقة بعناية وخلص هو ورفاقه في النهاية على أنها مزيفة وأن أونودا الذي كان لديه شعور تقليدي بالفخر لم يكن يتخيل أن اليابانيين سوف يستسلمون وكان متأكدا من أنهم سيقاتلون حتى آخر جندي، وهكذا واصل هو ورفاقه حملتهم في الأدغال والتملص من السلطات الفلبينية.
اونودا ورفاقه ظلوا يقاتلون رغم استسلام دولتهم
بحلول عام 1949 بدأ أحد رجال أونودا وهو ياسيشي اكاتسو يدرك أن الحرب انتهت فعلاً لذلك هرب بدون إعلام رفاقه وعاش لمدة ستة أشهر قبل استسلامه للجيش الفلبيني عام 1950، ساعد استسلام اكاتسو بقية العالم لمعرفة ما تبقى من الجنود اليابانيين في جزيرة لوبانج.
واستغلت الولايات المتحدة هذه المعلومات وقامت بالاتصال بعائلات أونودا ورفاقه وحصلت على صور عائلية ورسائل من أقاربهم تحثهم على العودة إلى اليابان، تم ارسال هذه الرسائل عبر الجزيرة عام 1952، عثر أونودا على الرسائل والصور لكنه افترض أن عائلاتهم يقبعون تحت سيطر الاحتلال وان السلطات قامت بتهديدهم بارسال هذه الرسائل أو قتلهم، ورفض أونودا أن يصدق أن الحرب قد انتهت واستمر في قتاله. كان العقدين التاليين صعبين على أونودا ففي عام 1954 فقد شخص آخر من رفاقه وهو العريف شيشتي شيمادا حيث قُتل على يد مجموعة بحث فلبينية كانت تبحث عنهم حيث أصبحوا مجرمين مطلوبين للعدالة، في عام 1972 قُتل رفيقه الأخير كينشيتشي كوزوكا على أيدي الشرطة بينما كانا يحرقان مستودع للأرز في القرية، افترضت السلطة اليابانية أن أونودا لم يستطع الصمود طوال تلك السنوات في الغابات لاسيما عندما أعيد جثمان رفيقه كوزوكا إلى اليابان مما دفع السلطات اليابانية إلى تكثيف جهودها للبحث عن أنودا والتي انتهت جميعها بالفشل مما دفع الحكومة للإعلان عن وفاته.
نوريو سوزوكي المغامر الذي عثر على أونودا
بقي أنودا وحيداً يخوض حرب رجل واحد ضد الحكومة الفلبينية، في هذه المرحلة كان اليابانيون يدركون جيداً وجود جنود يابانيين لم يعلموا بانتهاء الحرب وما زالوا يقاتلون، أحد هؤلاء المواطنين اليابانيين اسمه نوريو سوزوكي Norio Suzuki ، الذي اعلن بأنه سيسافر حول العالم لتحقيق عدة اهداف، منها إيجاد هيرو أونودا وحيوان الباندا ورجل الثلج.
وُلد سوزوكي عام 1949 وهو مستكشف ومغامر ترك الدراسة وقرر استكشاف العالم، قام بجولة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وفي عام 1972 وبعد أربع سنوات من التجول حول العالم قرر العودة إلى اليابان والبحث عن أونودا، في عام 1974 سافر إلى جزيرة لوبانج وبعد أربعة أيام من البحث التقى سوزوكي أخيراً بأونودا الذي كان يرتدي الزي العسكري الممزق وكان يشعر بالقلق تجاه سوزوكي وكان على استعداد لإطلاق النار عليه، لكن سرعان ما بادره سوزوكي بالقول: " أونودا - سان .. إن الإمبراطور وشعب اليابان قلقون بشأنك" وحثه على العودة إلى اليابان.
تبددت مخاوف أونودا واطمأن لهذا المغامر الجريء وأخبره أنه يرفض الاستسلام وبأنه بانتظار أوامر من قائده ليتم اعفاؤه من واجباته.
وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد سوزوكي إلى اليابان وأخبر الحكومة اليابانية عن شروط أونودا لمغادرة الجزيرة وعرض عليهم الصور التي التقطها لأونودا كدليل على مقابلته له.
تم ارسال الرائد السابق يوشيمي تانيجوتشي (الذي أصبح بائع للكتب بعد كل تلك السنوات) إلى الجزيرة للالتقاء بأونودا ولإعفائه من الخدمة.
في التاسع من مارس عام 1974 وفي سن 52 عام خرج هيرو أونودا من الغابة وكان لا يزال يرتدي الزي العسكري الممزق وبندقية خدمته وسيفه الذي لا يزال في حالة ممتازة، وهكذا تم اعفاء أونودا من الواجب و رضخ أخيراً للاستسلام، وعلى الرغم أنه قتل أشخاصاً وشارك في إطلاق النار على الشرطة فأنه حصل على عفو من الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس بعد أن قام أنودا بتسليم سيفه إليه.
عاد أونودا إلى اليابان وكان في استقباله الجماهير اليابانية الحاشدة التي احتفلت به احتفال الأبطال وأصبح بطلاً قومياً، تم فحصه من قبل الأطباء الذين وجدوه في صحة جيدة بشكل مذهل، ومع انتشار قصته عالميا في الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية حاول أن يعيش حياة طبيعية بعيداً عن الشهرة حيث لم تعجبه الحياة المدنية المتطورة التي طغت على البلاد ولم يستطع التكيف مع حياته الجديدة وشعر أنه غريب في بلاد غريبة، في عام 1975 انتقل للعيش في ضاحية يابانية في ساو باولو في البرازيل حيث عاش في مزرعة وقام بتربية الماشية وتزوج بالمعلمة ماشي اونوكو، وعاد الزوجان إلى اليابان عام 1984 وقاما بتأسيس مدرسة أونودا للطبيعة وهو معسكر شبلبي لتعليم مهارات البقاء، قام أونودا بزيارة جزيرة لوبانج وتبرع بمبلغ 10.000 دولار لإحدى المدارس. قام بتأليف كتاب عام 1999 بعنوان: (لا استسلام: حرب الثلاثون عاماً) - No surrender : My thirty year war
توفي أونودا عام 2014 عن عمر 91 عاماً."
والحكاية تبين مدى الطاعة العمياء من قبل الجنود وعدم تفكيرهم وهو أمر لا تعلمه الجيوش للجنود فى العالم لأنها تعلمهم الطاعة العمياء ونادرا ما يكون هناك قائد يعلمهم رفض طاعته هو أو غيره عندما تكون الأوامر مخالفة للعقل
والقرآن يبين لنا أن الجندى فى الإسلام من حقه إذا رأى خيرا للمسلمين أن يصنعه حتى ولو ترك مكان خدمته كما فعل الهدهد الجندى فى جيش سليمان (ص) عندما آتاه بمعلومات لم يكن يعرفها وفى هذا قال تعالى :
"وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون"
وهنا لا عقوبة على ذلك الجندى طالما أتى بالفائدة