- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أعدمت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، الدبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي أمس السبت، حسب ما أكده موقع صحراء ميديا الموريتاني.
وهدد التنظيم الإٍرهابي، وفق بيان منشور، بشن هجمات في داخل الجزائر، ودعا الجزائريين إلى الابتعاد عن مقرات الحكومة والجيش.
ومن شأن عملية الإعدام هذه أن تثير ردود فعل حادة من الحكومة الجزائرية التي صبرت لحد الآن عن التدخل عسكريا في منطقة مالي المضطربة.
ويعد إعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، ثاني عملية تستهدف الدبلوماسيين الجزائريين، بعد تلك التي استهدفت الدبلوماسيين بلعروسي وبلقاضي في جويلية 2005 في بغداد.
وذكر بيان أصدره أمير الحركة، أبو الوليد الصحراوي، أن إعدام الدبلوماسي الجزائري جاء "بعد انتهاء المدة المحددة للحكومة الجزائرية"، مشيرا إلى أنه "عليها أن تتحمل عواقب عنادها وقرارات رئيسها وجنرالاته الخاطئة واللا مسؤولة"؛ بحسب تعبيره.
وأوضح البيان أن ما وصفها بالجهة الجزائرية المفاوضة تراجعت عن إتمام صفقة تحرير الدبلوماسي "في اللحظة الأخيرة"، داعيا "الشعب الجزائري المسلم إلى الخروج المسلح على هؤلاء الطغاة المرتدين والوقوف مع المجاهدين"؛ على حد وصفه.
كما دعا الشعب الجزائري إلى "تجنب الاقتراب من مقرات الحكومة وقواتها دون استثناء"، مؤكدا أن مسلحي الحركة ماضون في "قتالهم نصرة لشريعة رب العالمين ولإخواننا في السجون والمعتقلات".
وبرر البيان قتل الدبلوماسي بالقول: "لتعي الحكومة الجزائرية الغبية الدرس جيدا وتتعلم أن تحديها الموهوم لم يفدها في شيء"، مضيفا أن عليها "المسارعة في إطلاق سراح ما تبقى من دبلوماسييها ومبادلتهم كما فعلت المرة الأولى"؛ بحسب نص البيان.
نداء للرحمة لم يلق استجابة
وقبل يومين من مقتله، تحدثت "العربية نت" إلى عائلة الدبلوماسي الفقيد الطاهر تواتي، التي ناشدت الجماعة الإرهابية، أن ترحم "الطاهر تواتي المريض وأمه التي دخلت في غيبوبة بسبب تدهور وضعها الصحي".
وقال عبد الله تواتي، عم الدبلوماسي المقتول، لـ" العربية نت" إن "الطاهر شاب خلوق جدا وملتزم ويعاني من فقر الدم، وهو حديث العهد بالزواج، كما أنه يساهم في إعالة أسرته بالجزائر".
وكانت الحركة قد هددت بقتل الدبلوماسي الجزائري بمجرد انتهاء مهلة انتهت الثلاثاء الماضي، وتم تمديدها ثلاثة أيام بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث طالبت بقبول الحكومة الجزائرية مبادلة نائب القنصل الطاهر تواتي بثلاثة سجناء من القاعدة اعتقلوا الشهر الماضي في ولاية غرداية؛ جنوب شرق الجزائر.
واعتقلت قوات الأمن الجزائري، قبل أيام، القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة، المعروف بسم "السوفي"، وهو القيادي الذي يبدو أن قاعدة مالي قد انتقمت له بإعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، فيما يبقى مصير الدبلوماسيين الآخرين غير معروف.
بلعروسي وبلقاضي..7 سنوات من النسيان
الدبلوماسيان بلعروسي وبلقاضي
واختطف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين دبلوماسيين جزائريين هما نور الدين بلعروسي وعز الدين بلقاضي، ثم أعدمهما في يونيو عام 2005، ولحد الساعة لم يتم الوصول إلى جثتيهما رغم مطالبات عائلتي الدبلوماسيين المستمرة وجولات قادت مسؤولين جزائريين إلى بغداد.
وكان بلعروسي وقتها يستعد للتقاعد في ذلك الصيف، بينما كان بلقاضي منضما حديثا للعمل في بغداد، حيث لم يمض على تواجده في بغداد سوى أيام قليلة. ويوم حادثة الاختطاف، تناول الدبلوماسيان الغذاء بسفارة الجزائر ببغداد، وغادرا المكان قبل أن يفاجئهم سبعة أشخاص ملثمين اقتادوهم إلى مكان مجهول، وانتهى أمرهما بإعدامهما لاحقا.
وتاريخيا، فقدت الدبلوماسية الجزائرية قامات كبيرة، ففي شهر مايو الماضي، مرت ثلاثون سنة أيضا على رحيل دبلوماسي جزائري كبير، قتل هو الآخر في ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها حتى اليوم، فقد قتل وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى، إثر تحطم طائرة ''غرومان'' التي كانت تقله إلى طهران للشروع في وساطة ديبلوماسية لإنهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية التي قامت في سبتمبر 1980. وأفضت نتائج لجنة التحقيق التي نظرت في القضية، إلى أن طائرة الوفد الديبلوماسي الجزائري سقطت يوم 3 مايو 1982 على الحدود الإيرانية ـ التركية.
عداء مع القاعدة
أبو اسحاق السوفي قاضي القاعدة
وبرأي مراقبين، يكنّ تنظيم القاعدة بمختلف فروعه في العالم عداء دفينا للحكومة الجزائرية، حيث يعتبر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الجزائري عبد المالك دوردكال، أحد أقوى الأذرع التي تقاتل الحكومة الجزائرية.
وينظر الإسلاميون المتشددون إلى حكومة الجزائر على أنها تحارب شريعة الله، منذ توقيف المسار الانتخابي عام 1992، وإدخال شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وقتها إلى السجن.
وخلال عقدين من الزمن، أدى القتال بين الجانبين إلى خسائر في الأرواح والبنى التحتية، وفي عام 2007 مثلا استهدف إسلاميون متشددون أعلنوا ولاءهم لتنظيم القاعدة، مقر الحكومة الجزائرية، وفجروا مدخل المقر بعبوة ناسفة اهتزت لها أركان العاصمة الجزائرية.
وفي وقت لاحق من العام نفسه، تم استهداف مقر المجلس الدستوري ومقر الأمم المتحدة بالعاصمة أيضا، من طرف متشددين.
وكان رد الحكومة الجزائرية مزيدا من العمليات التي استهدفت رؤوسا كبيرة في التنظيمات الجهادية التي ترتبط بتنظيم القاعدة.
وآخر عملية قامت بها قوات الأمن الجزائرية كانت قبل أيام قليلة، حيث اعتقلت ثلاثة من عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،" بينهم قيادي بارز، تلاحقه قوات الأمن منذ عام 1995.
وهذا القيادي البارز هو رئيس "اللجنة القضائية" وعضو "مجلس الأعيان" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نسيب طيب، المعروف باسم عبد الرحمن أبو إسحاق السوفي.
وأسفرت العملية عن ضبط "وثائق مهمة ومراسلات خاصة للعديد من أعضاء قيادة التنظيم الإرهابي".
وهدد التنظيم الإٍرهابي، وفق بيان منشور، بشن هجمات في داخل الجزائر، ودعا الجزائريين إلى الابتعاد عن مقرات الحكومة والجيش.
ومن شأن عملية الإعدام هذه أن تثير ردود فعل حادة من الحكومة الجزائرية التي صبرت لحد الآن عن التدخل عسكريا في منطقة مالي المضطربة.
ويعد إعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، ثاني عملية تستهدف الدبلوماسيين الجزائريين، بعد تلك التي استهدفت الدبلوماسيين بلعروسي وبلقاضي في جويلية 2005 في بغداد.
وذكر بيان أصدره أمير الحركة، أبو الوليد الصحراوي، أن إعدام الدبلوماسي الجزائري جاء "بعد انتهاء المدة المحددة للحكومة الجزائرية"، مشيرا إلى أنه "عليها أن تتحمل عواقب عنادها وقرارات رئيسها وجنرالاته الخاطئة واللا مسؤولة"؛ بحسب تعبيره.
وأوضح البيان أن ما وصفها بالجهة الجزائرية المفاوضة تراجعت عن إتمام صفقة تحرير الدبلوماسي "في اللحظة الأخيرة"، داعيا "الشعب الجزائري المسلم إلى الخروج المسلح على هؤلاء الطغاة المرتدين والوقوف مع المجاهدين"؛ على حد وصفه.
كما دعا الشعب الجزائري إلى "تجنب الاقتراب من مقرات الحكومة وقواتها دون استثناء"، مؤكدا أن مسلحي الحركة ماضون في "قتالهم نصرة لشريعة رب العالمين ولإخواننا في السجون والمعتقلات".
وبرر البيان قتل الدبلوماسي بالقول: "لتعي الحكومة الجزائرية الغبية الدرس جيدا وتتعلم أن تحديها الموهوم لم يفدها في شيء"، مضيفا أن عليها "المسارعة في إطلاق سراح ما تبقى من دبلوماسييها ومبادلتهم كما فعلت المرة الأولى"؛ بحسب نص البيان.
نداء للرحمة لم يلق استجابة
وقبل يومين من مقتله، تحدثت "العربية نت" إلى عائلة الدبلوماسي الفقيد الطاهر تواتي، التي ناشدت الجماعة الإرهابية، أن ترحم "الطاهر تواتي المريض وأمه التي دخلت في غيبوبة بسبب تدهور وضعها الصحي".
وقال عبد الله تواتي، عم الدبلوماسي المقتول، لـ" العربية نت" إن "الطاهر شاب خلوق جدا وملتزم ويعاني من فقر الدم، وهو حديث العهد بالزواج، كما أنه يساهم في إعالة أسرته بالجزائر".
وكانت الحركة قد هددت بقتل الدبلوماسي الجزائري بمجرد انتهاء مهلة انتهت الثلاثاء الماضي، وتم تمديدها ثلاثة أيام بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث طالبت بقبول الحكومة الجزائرية مبادلة نائب القنصل الطاهر تواتي بثلاثة سجناء من القاعدة اعتقلوا الشهر الماضي في ولاية غرداية؛ جنوب شرق الجزائر.
واعتقلت قوات الأمن الجزائري، قبل أيام، القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة، المعروف بسم "السوفي"، وهو القيادي الذي يبدو أن قاعدة مالي قد انتقمت له بإعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي، فيما يبقى مصير الدبلوماسيين الآخرين غير معروف.
بلعروسي وبلقاضي..7 سنوات من النسيان
الدبلوماسيان بلعروسي وبلقاضي
واختطف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين دبلوماسيين جزائريين هما نور الدين بلعروسي وعز الدين بلقاضي، ثم أعدمهما في يونيو عام 2005، ولحد الساعة لم يتم الوصول إلى جثتيهما رغم مطالبات عائلتي الدبلوماسيين المستمرة وجولات قادت مسؤولين جزائريين إلى بغداد.
وكان بلعروسي وقتها يستعد للتقاعد في ذلك الصيف، بينما كان بلقاضي منضما حديثا للعمل في بغداد، حيث لم يمض على تواجده في بغداد سوى أيام قليلة. ويوم حادثة الاختطاف، تناول الدبلوماسيان الغذاء بسفارة الجزائر ببغداد، وغادرا المكان قبل أن يفاجئهم سبعة أشخاص ملثمين اقتادوهم إلى مكان مجهول، وانتهى أمرهما بإعدامهما لاحقا.
وتاريخيا، فقدت الدبلوماسية الجزائرية قامات كبيرة، ففي شهر مايو الماضي، مرت ثلاثون سنة أيضا على رحيل دبلوماسي جزائري كبير، قتل هو الآخر في ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها حتى اليوم، فقد قتل وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى، إثر تحطم طائرة ''غرومان'' التي كانت تقله إلى طهران للشروع في وساطة ديبلوماسية لإنهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية التي قامت في سبتمبر 1980. وأفضت نتائج لجنة التحقيق التي نظرت في القضية، إلى أن طائرة الوفد الديبلوماسي الجزائري سقطت يوم 3 مايو 1982 على الحدود الإيرانية ـ التركية.
عداء مع القاعدة
أبو اسحاق السوفي قاضي القاعدة
وبرأي مراقبين، يكنّ تنظيم القاعدة بمختلف فروعه في العالم عداء دفينا للحكومة الجزائرية، حيث يعتبر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتزعمه الجزائري عبد المالك دوردكال، أحد أقوى الأذرع التي تقاتل الحكومة الجزائرية.
وينظر الإسلاميون المتشددون إلى حكومة الجزائر على أنها تحارب شريعة الله، منذ توقيف المسار الانتخابي عام 1992، وإدخال شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وقتها إلى السجن.
وخلال عقدين من الزمن، أدى القتال بين الجانبين إلى خسائر في الأرواح والبنى التحتية، وفي عام 2007 مثلا استهدف إسلاميون متشددون أعلنوا ولاءهم لتنظيم القاعدة، مقر الحكومة الجزائرية، وفجروا مدخل المقر بعبوة ناسفة اهتزت لها أركان العاصمة الجزائرية.
وفي وقت لاحق من العام نفسه، تم استهداف مقر المجلس الدستوري ومقر الأمم المتحدة بالعاصمة أيضا، من طرف متشددين.
وكان رد الحكومة الجزائرية مزيدا من العمليات التي استهدفت رؤوسا كبيرة في التنظيمات الجهادية التي ترتبط بتنظيم القاعدة.
وآخر عملية قامت بها قوات الأمن الجزائرية كانت قبل أيام قليلة، حيث اعتقلت ثلاثة من عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،" بينهم قيادي بارز، تلاحقه قوات الأمن منذ عام 1995.
وهذا القيادي البارز هو رئيس "اللجنة القضائية" وعضو "مجلس الأعيان" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نسيب طيب، المعروف باسم عبد الرحمن أبو إسحاق السوفي.
وأسفرت العملية عن ضبط "وثائق مهمة ومراسلات خاصة للعديد من أعضاء قيادة التنظيم الإرهابي".