فيروس كورونا: ما هو الركود الاقتصادي؟
يُعتقد أن بريطانيا إلى جانب معظم دول العالم الأخرى، تتجه نحو أسوأ ركود اقتصادي منذ عقود.
فماذا يعني ذلك بالضبط؟
ما هو الركود الاقصادي؟
في الأوقات العادية ينمو اقتصاد الدولة.
ويصبح مواطنوها، في المتوسط ، أكثر ثراء قليلا مع زيادة قيمة السلع والخدمات التي تنتجها الدولة فيما يعرف باسم الناتج المحلي الإجمالي.
ولكن في بعض الأحيان تنخفض قيمة السلع والخدمات المنتجة.
وعادة ما يتم تعريف الركود بأنه عندما يحدث ذلك لمدة شهرين أو ثلاثة متتاليين أو ما يعرف بربع العام.
وإذا استمر الركود لفترة طويلة، أو كان سيئا بشكل خاص، فإنه يعرف بالكساد.
لماذا يهم إذا كان هناك ركود؟
بالنسبة لمعظم الناس فإن النمو الاقتصادي أمر جيد.
فعادة ما يعني أن هناك المزيد من الوظائف، وتكون الشركات عموما أكثر ربحية ويمكنها دفع رواتب أكبر للموظفين وأرباح أكثر للمساهمين.
ويعني الاقتصاد المتنامي أيضا أن الحكومة تحصل على المزيد من الأموال من الضرائب، لذلك لديها مساحة لخفضها، أو إنفاق المزيد على الإعانات والخدمات العامة وأجور موظفي الحكومة.
وعندما ينكمش الاقتصاد تسير كل هذه الأشياء في الاتجاه المعاكس.
هل بتنا في حالة ركود؟
شهد معظم العالم المتقدم نموا سلبيا أو انخفاضا في الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من عام 2020، حيث بدأ التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.
ولم يتم نشر الأرقام الرسمية من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران حتى الآن، ولكن من المرجح أن تظهر انخفاضات أكبر. وهذا يعني أن النمو في الربع الثاني من هذا العام سلبي، مما يؤكد أن معظم العالم في حالة ركود.
وفي بريطانيا انكمش الاقتصاد بنسبة 2 في المئة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية. ثم انكمش بنسبة 20.4 في المئة في أبريل/نيسان وهو أكبر انكماش شهري على الإطلاق في أول شهر كامل من الإغلاق.
ويتوقع صندوق النقد الدولي (IMF) انخفاضات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 ككل، وانخفاض غير عادي بنسبة 5.9 في المئة للولايات المتحدة و6.5 في المئة لبريطانيا.
وفي الواقع يقدر صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي بأكمله سينكمش بنسبة 3 في المئة هذا العام، مما يجعله أسوأ ركود منذ الكساد الكبير فيثلاثينيات القرن الماضي.
كيف يمكن أن يؤثر الركود على الأفراد؟
قد يفقد بعض الأشخاص وظائفهم أو يجدون صعوبة في تأمين فرص وترقيات جديدة.
وتصبح الفرص المتاحة أمام الخريجين ومغادري مقاعد الدراسة الذين يبحثون عن وظيفتهم الأولى أقل.
وبالنسبة لأولئك الذين يبقون في العمل قد تفوتهم زيادة الأجور، أو يضطرون إلى العمل لساعات أطول أو قبول تخفيضات في الأجور.
وأشار مكتب مسؤولية الميزانية (OBR)، وهي هيئة مراقبة الإنفاق الحكومي البريطانية، إلى أن معدل البطالة يمكن أن يزيد عن الضعف ليصل إلى 10 في المئة هذا الصيف.
كما تشير التقديرات إلى أن الحكومة قد تضطر إلى اقتراض أكثر من 300 مليار جنيه استرليني لتغطية تكلفة الأزمة.
ومع ذلك، فإن ألم الركود لا يتم الشعور به بشكل متساو في جميع شرائح المجتمع ويمكن أن يتفاقم عدم المساواة.
فعلى سبيل المثال فإن كثيرا من الناس في بريطانيا الذين امتلكوا منازل برهون عقارية واحتفظوا بوظائفهم خلال فترة الركود الأخيرة، كانوا على ما يرام. فقد قام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد، مما قلل من مدفوعات فوائد الرهن العقاري للكثيرين إلى حد كبير فترك لهم المزيد من المال لإنفاقه.
لكن البعض الآخر لم يحدث معهم أمر مشابه مثل متلقي الإعانات أو العاملين في القطاع العام.
ما هي المدة التي استغرقها الركود الأخير؟
في بريطانيا استمر الركود الأخير، الناجم عن الأزمة المالية العالمية، خمسة أرباع بداية من الربع الثاني من عام 2008 فصاعدا.
وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقدر بـ 7.2 في المئة خلال الفترة بأكملها.
وارتفعت البطالة بشكل حاد، لكنها بدأت في التراجع مرة أخرى بعد ذلك بعامين.
وكان هناك عجز كبير في الميزانية ناجم عن الفجوة بين ما تفرضه الحكومة من زيادة في الضرائب وما تنفقه على الخدمات العامة.
وقد أدى ذلك إلى ازدياد الدين الوطني بمقدار الضعف تقريبا، واتباع برنامج تقشف استمر عقدا من الزمان.
وكانت هناك تخفيضات حادة في العديد من مجالات الإنفاق الحكومي، باستثناء الصحة والتعليم والمعونة الدولية.
متى سينتهي الركود؟
يتوقع صندوق النقد الدولي أن الركود سينتهي العام المقبل، وسيبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي.
لكن لا أحد يعرف حاليا مدى قوة ذلك التعافي.
فإذا استطاعت جميع الشركات التي أغلقت أبوابها خلال الوباء والإغلاق أن تعود للعمل بسرعة، فإن عواقب الركود ستكون أقل حدة.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن ما إذا كان الفيروس سيبدأ في الانتشار مرة أخرى وقد يشعر الناس بالقلق من السفر أو الخروج حتى إذا قيل لهم إن الوضع آمن.
وقد يستغرق الأمر سنوات لتعود الرحلات البحرية والسفر الجوي ومؤتمرات الأعمال على وجه الخصوص إلى ما كانت عليه قبل الوباء.
لذلك فإن نتائج هذا الركود سوف تكون ملموسة لسنوات قادمة.
ما الذي يمكن عمله؟
التوصل لطريقة يعتد بها للسيطرة على كوفيد 19 مثل اللقاح سيساعد في خلق انتعاش قوي.
ولكن حتى يتم التوصل لهذه الطريقة فإن هناك عددا قليلا من العلاجات المتاحة.
في الركود الأخير، خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد. وهذا يعني أن الناس والشركات يمكن أن يقترضوا بسهولة أكبر، ولديهم المزيد لإنفاقه.
لكن أسعار الفائدة قريبة بالفعل من الصفر في العديد من الأماكن وقد لا يكون من الممكن تقليصها أكثر من ذلك.
وتقترض الحكومات في جميع أنحاء العالم بالفعل مبالغ ضخمة لدعم اقتصاداتها من خلال التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق العام على مخططات التسريح المؤقت، ودعم الشركات، وحتى المدفوعات النقدية المباشرة للمواطنين.
لكن هذا الاقتراض يأتي بكلفة سنشعر بآثارها لعقود قادمة
يُعتقد أن بريطانيا إلى جانب معظم دول العالم الأخرى، تتجه نحو أسوأ ركود اقتصادي منذ عقود.
فماذا يعني ذلك بالضبط؟
ما هو الركود الاقصادي؟
في الأوقات العادية ينمو اقتصاد الدولة.
ويصبح مواطنوها، في المتوسط ، أكثر ثراء قليلا مع زيادة قيمة السلع والخدمات التي تنتجها الدولة فيما يعرف باسم الناتج المحلي الإجمالي.
ولكن في بعض الأحيان تنخفض قيمة السلع والخدمات المنتجة.
وعادة ما يتم تعريف الركود بأنه عندما يحدث ذلك لمدة شهرين أو ثلاثة متتاليين أو ما يعرف بربع العام.
وإذا استمر الركود لفترة طويلة، أو كان سيئا بشكل خاص، فإنه يعرف بالكساد.
لماذا يهم إذا كان هناك ركود؟
بالنسبة لمعظم الناس فإن النمو الاقتصادي أمر جيد.
فعادة ما يعني أن هناك المزيد من الوظائف، وتكون الشركات عموما أكثر ربحية ويمكنها دفع رواتب أكبر للموظفين وأرباح أكثر للمساهمين.
ويعني الاقتصاد المتنامي أيضا أن الحكومة تحصل على المزيد من الأموال من الضرائب، لذلك لديها مساحة لخفضها، أو إنفاق المزيد على الإعانات والخدمات العامة وأجور موظفي الحكومة.
وعندما ينكمش الاقتصاد تسير كل هذه الأشياء في الاتجاه المعاكس.
هل بتنا في حالة ركود؟
شهد معظم العالم المتقدم نموا سلبيا أو انخفاضا في الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من عام 2020، حيث بدأ التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.
ولم يتم نشر الأرقام الرسمية من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران حتى الآن، ولكن من المرجح أن تظهر انخفاضات أكبر. وهذا يعني أن النمو في الربع الثاني من هذا العام سلبي، مما يؤكد أن معظم العالم في حالة ركود.
وفي بريطانيا انكمش الاقتصاد بنسبة 2 في المئة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية. ثم انكمش بنسبة 20.4 في المئة في أبريل/نيسان وهو أكبر انكماش شهري على الإطلاق في أول شهر كامل من الإغلاق.
ويتوقع صندوق النقد الدولي (IMF) انخفاضات كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 ككل، وانخفاض غير عادي بنسبة 5.9 في المئة للولايات المتحدة و6.5 في المئة لبريطانيا.
وفي الواقع يقدر صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي بأكمله سينكمش بنسبة 3 في المئة هذا العام، مما يجعله أسوأ ركود منذ الكساد الكبير فيثلاثينيات القرن الماضي.
كيف يمكن أن يؤثر الركود على الأفراد؟
قد يفقد بعض الأشخاص وظائفهم أو يجدون صعوبة في تأمين فرص وترقيات جديدة.
وتصبح الفرص المتاحة أمام الخريجين ومغادري مقاعد الدراسة الذين يبحثون عن وظيفتهم الأولى أقل.
وبالنسبة لأولئك الذين يبقون في العمل قد تفوتهم زيادة الأجور، أو يضطرون إلى العمل لساعات أطول أو قبول تخفيضات في الأجور.
وأشار مكتب مسؤولية الميزانية (OBR)، وهي هيئة مراقبة الإنفاق الحكومي البريطانية، إلى أن معدل البطالة يمكن أن يزيد عن الضعف ليصل إلى 10 في المئة هذا الصيف.
كما تشير التقديرات إلى أن الحكومة قد تضطر إلى اقتراض أكثر من 300 مليار جنيه استرليني لتغطية تكلفة الأزمة.
ومع ذلك، فإن ألم الركود لا يتم الشعور به بشكل متساو في جميع شرائح المجتمع ويمكن أن يتفاقم عدم المساواة.
فعلى سبيل المثال فإن كثيرا من الناس في بريطانيا الذين امتلكوا منازل برهون عقارية واحتفظوا بوظائفهم خلال فترة الركود الأخيرة، كانوا على ما يرام. فقد قام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد، مما قلل من مدفوعات فوائد الرهن العقاري للكثيرين إلى حد كبير فترك لهم المزيد من المال لإنفاقه.
لكن البعض الآخر لم يحدث معهم أمر مشابه مثل متلقي الإعانات أو العاملين في القطاع العام.
ما هي المدة التي استغرقها الركود الأخير؟
في بريطانيا استمر الركود الأخير، الناجم عن الأزمة المالية العالمية، خمسة أرباع بداية من الربع الثاني من عام 2008 فصاعدا.
وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقدر بـ 7.2 في المئة خلال الفترة بأكملها.
وارتفعت البطالة بشكل حاد، لكنها بدأت في التراجع مرة أخرى بعد ذلك بعامين.
وكان هناك عجز كبير في الميزانية ناجم عن الفجوة بين ما تفرضه الحكومة من زيادة في الضرائب وما تنفقه على الخدمات العامة.
وقد أدى ذلك إلى ازدياد الدين الوطني بمقدار الضعف تقريبا، واتباع برنامج تقشف استمر عقدا من الزمان.
وكانت هناك تخفيضات حادة في العديد من مجالات الإنفاق الحكومي، باستثناء الصحة والتعليم والمعونة الدولية.
متى سينتهي الركود؟
يتوقع صندوق النقد الدولي أن الركود سينتهي العام المقبل، وسيبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي.
لكن لا أحد يعرف حاليا مدى قوة ذلك التعافي.
فإذا استطاعت جميع الشركات التي أغلقت أبوابها خلال الوباء والإغلاق أن تعود للعمل بسرعة، فإن عواقب الركود ستكون أقل حدة.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن ما إذا كان الفيروس سيبدأ في الانتشار مرة أخرى وقد يشعر الناس بالقلق من السفر أو الخروج حتى إذا قيل لهم إن الوضع آمن.
وقد يستغرق الأمر سنوات لتعود الرحلات البحرية والسفر الجوي ومؤتمرات الأعمال على وجه الخصوص إلى ما كانت عليه قبل الوباء.
لذلك فإن نتائج هذا الركود سوف تكون ملموسة لسنوات قادمة.
ما الذي يمكن عمله؟
التوصل لطريقة يعتد بها للسيطرة على كوفيد 19 مثل اللقاح سيساعد في خلق انتعاش قوي.
ولكن حتى يتم التوصل لهذه الطريقة فإن هناك عددا قليلا من العلاجات المتاحة.
في الركود الأخير، خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد. وهذا يعني أن الناس والشركات يمكن أن يقترضوا بسهولة أكبر، ولديهم المزيد لإنفاقه.
لكن أسعار الفائدة قريبة بالفعل من الصفر في العديد من الأماكن وقد لا يكون من الممكن تقليصها أكثر من ذلك.
وتقترض الحكومات في جميع أنحاء العالم بالفعل مبالغ ضخمة لدعم اقتصاداتها من خلال التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق العام على مخططات التسريح المؤقت، ودعم الشركات، وحتى المدفوعات النقدية المباشرة للمواطنين.
لكن هذا الاقتراض يأتي بكلفة سنشعر بآثارها لعقود قادمة