- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أكدت مصادر أمنية عراقية أن فتح المنطقة الخضراء، شديدة التحصين وسط العاصمة العراقية بغداد، أمام حركة المرور والمواطنين، سيكون تجريبيا ولمدة أسبوعين، يجري خلالها تقييم التجربة تمهيدا لفتحها بشكل نهائي.
وأوضحت أن فتح شوارع هذه المنطقة أمام حركة المرور سيكون جزئيا ولمدة خمس ساعات يوميا تبدأ من الساعة الخامسة عصرا إلى الساعة العاشرة ليلا.
وقد تزامنت هذه الخطوة مع احتفال العراقيين الاثنين بمرور عام على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، الذي أعلنته الحكومة العراقية عطلة رسمية وأطلقت عليه اسم "يوم النصر".
وقد نظمت مديرية المرور العامة احتفالا رسميا الاثنين بإعادة فتح شوارع المنطقة الخضراء، حيث سمح للسيارات التي يقودها المدنيون في التجول في المنطقة والعبور باتجاه مناطق الكرادة أو المنصور ومطار بغداد في جانبي بغداد.
وقد تجول البغداديون في شوارع المنطقة التي ظلت مغلقة أمام دخولهم، باستثناء من يُعطى تخويلا يسمح له بدخول تلك المنطقة المحاطة بالكتل الخرسانية والخاضعة لحراسة مشددة.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أصدر أمرا الأسبوع الماضي بإعادة فتح شوارع هذه المنطقة بشكل تدريجي على مدى أسبوعين.
وقد نشرت القوات الأمنية العراقية نقاط تفتيش وأجهزة كشف للمتفجرات "سونار" على مداخل بعض الطرق المؤدية إلى المنطقة.
وتحتل المنطقة الخضراء نحو 10 كيلومترات مربعة وسط بغداد وتضم المكاتب الحكومية الرئيسية وبعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية، ومن بينها مجمع السفارة الأمريكية.
وجاء إغلاق هذه المنطقة وإحاطتها بجدران كونكريتية محصنة بقرار من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بعد غزوها العراق في عام 2003 مباشرة، إذ كانت بحاجة إلى منطقة محصنة داخل العاصمة العراقية لا سيما بعد ازدياد استهدافها من الجماعات المسلحة.
وكان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي أمر بفتح المنطقة الخضراء أمام حركة المدنيين في أكتوبر/تشرين الأول 2015، لكنها أغلقت مرة أخرى بعد بضعة أيام من افتتاحها لأسباب أمنية.
ويقول مراسل بي بي سي في بغداد إن الغرض من إعادة فتح المنطقة هو تخفيف الاختناق المروري داخل العاصمة العراقية، وما تسببه الازدحامات المرورية من ضغوطات في الحياة اليومية لسكان بغداد ، لا سيما مع الارتفاع الكبير في أعداد السيارات داخل العاصمة.
ويضيف أن مثل هذا الفتح للشوارع المغلقة سيسهل الربط بين جانبي بغداد: الكرخ في الجانب الغربي من نهر دجلة والرصافة في الجانب الشرقي منه.
ويوضح أن ذلك سيجعل زمن الانتقال بين جانبي العاصمة نحو 10 دقائق أو أقل بعد أن كان يستغرق ما بين ساعة إلى ساعتين أو أكثر.
وقد شهدت شوارع العاصمة العراقية احتفالات مساء الاثنين وإطلاق ألعاب نارية وأقيم استعراض عسكري، كما زُينت نقاط التفتيش والسيارات العسكرية بأشرطة الزينة الملونة والبالونات بمناسبة الاحتفال بذكرى الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان العبادي أعلن في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2017 بيان الانتصار على التنظيم المتطرف الذي سيطر بدءا من عام 2014 على مدينة الموصل ونحو ثلث مساحة العراق، وأعلن ما سماه دولة الخلافة في المناطق التي سيطر عليها في العراق وشرقي سوريا.
وقد خاضت القوات العراقية مدعومة بوحدات الحشد الشعبي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتالا ضاريا على مدى ثلاث سنوات لطرد مسلحي التنظيم من المناطق التي سيطروا عليها وانتهت باستعادة مدينة الموصل في يونيو/حزيران 2017.
وقال رئيس الوزراء الحالي في خطاب متلفز "هذا يوم فخر عظيم لنا جميعا، هذا يوم هزم فيه بلدنا الشجاع أعداء الحياة والكرامة، أعداء الحرية والسلام".
وعلى الرغم من هذا الاحتفال ما زال لدى بعض مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية القدرة على شن هجمات متفرقة على القوات الأمنية أو تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات محلية بارزة بين الحين والآخر.
وما زالت أزمة تشكيل الحكومة العراقية تلقي بظلالها على العملية السياسية المتلكئة في العراق، إذ لم تفرز الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي جرت في مايو/أيار، تحالفا حاكما يحظى بأغلبية مريحة، وما زال الخلاف بين الأطراف المتنافسة يشل قدرة رئيس الوزراء على ملء بعض الحقائب الشاغرة الأساسية في تشكيلة حكومته.