محمد الدمنهورى
عضو نشيط
- المشاركات
- 560
- الإقامة
- فى قلوب الناس
أفضل, أنواع, المتحرك, المتوسط
يتضح لنا من كل ما سبق أنه على الرغم من أن الطرق الثلاثة تقع تحت نفس النظرية إلا أن كل منها يعمل وفق أسلوب مختلف يميزه عن الآخر, وهو ما يجعل نظرية المتوسط المتحرك نظرية شديدة التنوع وهذا التنوع يكسبها مرونة عند التعامل في الحياة العملية ومع الأسواق المختلفة.
فالمتوسط المتحرك البسيط يعمل على تحديد القيمة الوسطى التي تتأرجح حولها الأسعار صعودا وهبوطا, أما المتوسط الأسي أو المرجح بالأوزان فيضيف قاعدة زمنية جديدة لأنه يرى أن هذا التأرجح مبني على اعتبار زمني, فالفترات القريبة يجب أن تأخذ وزن نسبي أعلى لأنها أهم وأكثر تأثيرا على المستقبل القريب, فالتأرجح هنا ليس مرتبط بالقيم فقط ولكن بالزمن أيضا.
تعتبر العلاقة بين الوزن النسبي لآخر فترة تداول والوزن النسبي لباقي الفترات عنصر مهم في أوجه الاختلاف بين أنواع المتوسط المتحرك.
فالمتوسط المتحرك البسيط يعطي كل القيم نفس الوزن النسبي, فأول فترة تأخذ نفس الوزن النسبي مثل آخر فترة وهذا لأن المتوسط البسيط لا يأخذ عنصر الزمن في الحسبان بل يهدف أساسا للمساواة بين جميع الفترات حتى يصل للقيمة الوسطى لها جميعا.
أما المتوسط الأسي فيبدأ باحتساب المتوسط البسيط ويعطي كل القيم نفس الوزن النسبي ولكن سرعان ما يتجه لإعطاء آخر قيمة وزن أعلى من باقي القيم الداخلة في حساب قيمته, وهو يفرق بين القيمة الأخيرة وباقي القيم مجتمعة.
وأخيرا فالمتوسط المرجح بالأوزان يوزع الأوزان النسبية بصورة متدرجة, فالقيم الأولى تحصل على وزن نسبي أقل من الأخيرة وبالتالي فهذا يحقق القاعدة الزمنية بأسلوب أكثر انسيابية.
ملاحظة:
إن كل من المتوسط المتحرك الأسي والمرجح بالأوزان يعطيان القيم الأخيرة نفس الوزن النسبي .
أخيرا فنحن لا نستطيع أن نرجح أي من الطرق الثلاثة السابقة على الأخرى, فلكل منها فائدته الخاصة التي تجعله أكثر أهمية في بعض الظروف عن الأخرى, والتجربة هي أفضل وسيلة لكي يحدد المحلل الفني نوع المتوسط المتحرك الذي سيستخدمه في عملية تقييمه للشارتات البيانية التي أمامه.
المتوسط المتحرك واتخاذ قرارات البيع والشراء
هناك العديد من الطرق التي نستفيد بها من نظرية المتوسط المتحرك في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء, فالمتوسط المتحرك قد يدخل كمكون أساسي للعديد من المؤشرات مثل أل MACD الذي يمثل الفرق بين المتوسط المتحرك لفترتي 12 و26 أو أل Bollinger Bands التي تعتبر المتوسط جزء أساسي منها وغيرها من النظريات, ولكن ما سنهتم به هنا هو استعمال المتوسط المتحرك كنظرية مستقلة بزاتها وقادرة على إعطاء نقاط شراء وبيع قوية.
أسلوب تقاطع المتوسط المتحرك مع خط الأسعار:
تتحرك الأسعار حول متوسطها المتحرك بصورة مستمرة صعودا وهبوطا وبالتالي فيمكن مقارنة الأسعار بقيم المتوسط المتحرك نفسه, فإذا اخترقت الأسعار قيمة المتوسط المتحرك لأعلى فهذه تكون علامة جيدة على الشراء وعلى العكس فلو اخترقت الأسعار المتوسط المتحرك لأسفل إذا يجب البيع.
والمثال التالي يوضح هذه الفكرة حيث استخدمنا متوسط متحرك أسي لفترة 75 يوم على شارت الديلي لزوج الجنيه الأسترليني دولار.
لقد تحدثنا عن أسلوب تقاطع المتوسط المتحرك مع خط الأسعار, لكن للأسف لا تسير الأمور بمثل هذه البساطة فهذا الأسلوب له بعض العيوب التي تجعل الاعتماد عليه غير كاف ومن ضمنها ما يلي:
هذا الأسلوب جيد لو أن الأسعار تسير في اتجاهات صاعدة أو هابطة ولكن عندما تسير الأسعار في اتجاه عرضي فان نتائج هذا الأسلوب تصبح مضللة.
أيضا هناك عيب آخر فحتى لو كان السهم يتخذ اتجاه هبوطي أو صعودي فمن الممكن أن يعطي هذا الأسلوب نتائج مضللة أيضا.
ومن أهم العيوب أن هذا الأسلوب يعطي توصيات البيع والشراء بعيدا عن القمم والقيعان وهو ما يؤدي لإهدار الكثير من الأرباح التي كان من الممكن تحصيلها لو أنه أعطى نتائج أكثر حساسية للقمم والقيعان المتكونة, فالتأخر في إعطاء علامات البيع والشراء يدفع الكثيرين لتجنب استعمال هذا الأسلوب كأسلوب أساسي للبيع والشراء.
تعتبر هذه أبرز العيوب عند استخدام الأسلوب السابق ولكن كيف يكون المتوسط المتحرك ملك المؤشرات لو لم يستطع التغلب على عيوبه, فهناك عدة أساليب بسيطة تستطيع تفادي بعض العيوب وتحد من ضررها عند استعمال المتوسط المتحرك في اتخاذ قرارات البيع والشراء وسوف نتابع هذه الأساليب ونرى كيفية استعمالها بشكل سليم.