دراغي يُشير إلى غموض و عدم استقرار النظرة المستقبلية للنمو مؤكداً بأن البنك سيراقب أوضاع الفترة المقبلة عن كثب
بعد أن قرر البنك المركزي الأوروبي الحفاظ على سياسته النقدية دون تعديل نظراً لانحصاره بين مستويات تضخم أعلى من المستويات المستهدفة و مسيرة نمو هشة نسبياً بل و أن الاشارات التي صدرت مؤخراً تُشير إلى أن الاقتصاد دخل في دائرة الركود نظراً لانكماشه خلال الربع الرابع والأول من العام الماضي والجاري و أنه قد يواصل انكماشه خلال النصف الأول من هذا العام، مشيراً بأن قرار تثبيت أسعار الفائدة جاء بالإجماع.
استهل محافظ البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي المؤتمر الصحفي بقرار البنك المركزي الأوروبي بخصوص تثبيت أسعار الفائدة في وقت سابق اليوم، و لكن للأسف الشديد لم يضف شيئاً جديداً للأسواق المالية، فقد أكد على وجود المخاطر التصاعدية التي تسيطر على المستويات العامة للأسعار خلال العام الجاري، مع المخاطر السلبية على النمو وسط تفاقم ازمة الديون و ضعف أداء القطاعات الاقتصادية حيث أصبحت النظرة المستقبلية لاقتصاد المنطقة غير مستقرة أبداً.
يرى دراغي بأن المخاطر الهابطة تحيط النظرة المستقبلية للنمو، و هذا مبنياً بالطبع على الاداء الضعيف للانشطة الاقتصادية في المنطقة، و البنك المركزي الأوروبي سيراقب عن كثب التطورات الاقتصادية في المنطقة، و أكد بأن السياسات الغير اعتيادية هي مؤقتة بطبيعتها و بحاجة للوقت ليظهر أثرها على الاقتصاد، و يتوقع البنك بأن المنطقة سوف تتعافى بشكل تدريجي بحلول نهاية العام الجاري.
واضعين بعين الاعتبار أن البنك المركزي الأوروبي يتوقع انكماش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة -0.5% إلى نمو بنسبة 3.0% خلال العام الجاري 2012، في حين قام البنك بتخفيض توقعاته بالنسبة لنمو اقتصاد منطقة اليورو للعام 2013 ليصبح ما بين 0.0% إلى 2.0%.
ويتوقع البنك المركزي الأوروبي بأن يبقى معدل التضخم في المنطقة فوق المستويات المستهدفة 2% خلال 2012، و يرى بان المخاطر التصاعدية تحيط بالنظرة المستقبلية للتضخم خلال 2012، و التوقعات المسقبلية للتضخم تبقى ضمن المستويات المسيطرة عليها، و هذا قبل أن تنخفض إلى ما دون 2% خلال العام 2013.
كما وأشار بأن البنك المركزي الأوروبي اعتزم خلال الأشهر القليلة الماضية بتوفير التدابير النقدية داعماً النظام المالي الأوروبي، واليوم قرر البنك المركزي الأوروبي مواصلة القيام بعمليات إعادة التمويل الرئيسية (MROs) وعلى الأقل حتى نهاية شهر كانون الثاني/ يناير 2013، كما وقرر إجراء عمليات إعادة تمويل طويلة الأجل (LTROs) وذلك حتى نهاية العام 2012.
ولهذا فقد أكد دراغي بأن عمليات الإقراض طويلة الأمد قد ساهمت بتخفيف الضغوط على عمليات التمويل للبنوك الاوروبية، و أشار بان هذه العمليات قد تجنب الأسواق من أزمة سيولة محتمة، و أضاف بان البنك المركزي الاوروبي قام بالتقييم الجزئي لتأثير هذه العمليات.
أن المؤتمر الصحفي لدراغي كان ذو أثر سلبي على اليورو الذي أزال أرباحه التي حققها في صباح جلسة اليوم منخفضاً عقب المؤتمر في النصف ساعة الأولى فقط حوالي 50 نقطة ليتداول على الرسم البياني ليوم واحد في تمام الساعة 16:04 بتوقيت (غرنيتش +3) عند 1.2457 دولار مقارنة بمستويات الافتتاح التي بلغت 1.2452 دولار.