- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
مشاكل المجتمع الصيني التي أفرزتها التنمية الاقتصادية المتسارعة أدت إلى تغيرات كبيرة في العادات والتقاليد الصينية المتوارثة منذ آلاف السنين ولم تعد تقتصر على الأحياء فقط بل شملت الأموات أيضاً.
فقد أقدم عدد من كبار السن في مدن وقرى مقاطعة آنخوي شرقي الصين على الانتحار، والسبب ليس عقوق الأبناء مع أنها ظاهرة باتت منتشرة كثيراً في المجتمع الصيني، بل احتجاجاً على قرار اتخذته حكومة المقاطعة بإغلاق المقابر ومنع دفن الموتى وإلزام ذويهم إحراق رفاتهم. وحددت السلطات موعد الأول من يونيو/حزيران المقبل موعداً لسريان قرارها المثير للجدل.
وللتأكيد على جدية القرار قام مسؤولون من المجلس القروي بزيارة مراكز بيع النعوش وتحطيم بعضها، إذ لم تعد لها فائدة بعد سريان القرار.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عشرات الأشخاص في مدينة آن تشينغ التابعة لمقاطعة آنخوي والقرى المحيطة بها قد أقدموا على الانتحار. كي يحظوا بقبر قبل موعد سريان القرار يزورهم فيه الأبناء والأحفاد بدلاً من أن تذرو الرياح رماد رفاتهم.
دفن لائق
وعمدت جانغ وين يينغ (81 عاماً) إلى شنق نفسها على جذع شجرة أمام منزلها تاركة وراءها قصاصة كتبت فيها 'لقد قمت بذلك كي أحظى بدفن لائق'.
ويقول وو شيو لي إنهم أخفوا الخبر عن والده البالغ من العمر 86 عاماً، ولم يتوقعوا أن حلاق القرية خلال زيارته له سيقوم بإبلاغه بذلك الخبر السيئ ليفاجؤوا به صباح اليوم التالي وقد أقدم على الانتحار.
ويرى مراقبون أنه كان يجب على السلطات المحلية التأني والعمل بروية وحكمة على إقناع كبار السن أولاً بتغير نظرتهم لعملية الحرق قبل الإقدام على فرض القرار بهذه السرعة. فقد ظل الصينيون يعتقدون طوال قرون أن الأرض التي تضم رفات الأجداد هي أرض مقدسة ومن الصعب تغيير هذه النظرة خاصة بالنسبة لكبار السن.
وعلى الصعيد ذاته كانت بلدية مدينة شنغهاي ومدن ساحلية أخرى قد أقدمت في وقت سابق على خطوة مماثلة بعد أن ضاقت الأرض على ساكنيها وأصبحت أسعار القبور أغلى من أسعار القصور. فقد عمدت تلك المدن إلى إقناع ذوي الموتى بإلقاء رماد موتاهم في البحر بتكاليف أقل، وبلغ عدد من تجاوبوا مع القرار من مدينة شنغهاي وحدها حوالي 28 ألف عائلة منذ اعتماد هذه الطريقة خلال شهور معدودة وتقول بلدية المدينة أنها وفرت بذلك نحو تسعة هكتارات من الأراضي.
تجارة القبور
ولاقت 'تجارة القبور' خلال السنوات الأخيرة رواجاً كبيراً ووصلت أسعارها إلى ارتفاعات غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر المتر المربع الواحد في مقابر المدينة حاجز ثلاثين ألف يوان أي قرابة خمسة آلاف دولار وهو ثمن يتجاوز سعر المتر المربع السكني بعدة أضعاف وأصبح القول الشائع بين الصينيين هو'إنك قد تستطيع شراء منزل يأويك ويأوي أسرتك، لكن عائلتك لن تستطيع شراء قبر يضم رفاتك'.
وعمد الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس الجمهورية عام 1949 إلى محاولة تعميم عادة إحراق الميت والاحتفاظ برماده بدلاً من دفنه بهدف الحفاظ على الأراضي الزراعية غير أن الكثير من الصينيين لا يزالون يفضلون الدفن على الحرق.
ومن المعروف أن الأعراف والتقاليد الاجتماعية الصينية تحتم على الأبناء الاهتمام بمراسم دفن آبائهم وأجدادهم بما يليق بمكانتهم ولذلك تجدهم لا يترددون في البذخ على ذلك، فموقع القبر وحجمه وشكل الشاهد ونوعيته لا تعكس مدى احترام الحي للميت فحسب، بل تعتبر أيضاً مظهراً اجتماعياً للأحياء بين أقرانهم وأقربائهم وجيرانهم وربما حافزاً لأبنائهم كي يحذوا حذوهم.
فقد أقدم عدد من كبار السن في مدن وقرى مقاطعة آنخوي شرقي الصين على الانتحار، والسبب ليس عقوق الأبناء مع أنها ظاهرة باتت منتشرة كثيراً في المجتمع الصيني، بل احتجاجاً على قرار اتخذته حكومة المقاطعة بإغلاق المقابر ومنع دفن الموتى وإلزام ذويهم إحراق رفاتهم. وحددت السلطات موعد الأول من يونيو/حزيران المقبل موعداً لسريان قرارها المثير للجدل.
وللتأكيد على جدية القرار قام مسؤولون من المجلس القروي بزيارة مراكز بيع النعوش وتحطيم بعضها، إذ لم تعد لها فائدة بعد سريان القرار.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عشرات الأشخاص في مدينة آن تشينغ التابعة لمقاطعة آنخوي والقرى المحيطة بها قد أقدموا على الانتحار. كي يحظوا بقبر قبل موعد سريان القرار يزورهم فيه الأبناء والأحفاد بدلاً من أن تذرو الرياح رماد رفاتهم.
دفن لائق
وعمدت جانغ وين يينغ (81 عاماً) إلى شنق نفسها على جذع شجرة أمام منزلها تاركة وراءها قصاصة كتبت فيها 'لقد قمت بذلك كي أحظى بدفن لائق'.
ويقول وو شيو لي إنهم أخفوا الخبر عن والده البالغ من العمر 86 عاماً، ولم يتوقعوا أن حلاق القرية خلال زيارته له سيقوم بإبلاغه بذلك الخبر السيئ ليفاجؤوا به صباح اليوم التالي وقد أقدم على الانتحار.
ويرى مراقبون أنه كان يجب على السلطات المحلية التأني والعمل بروية وحكمة على إقناع كبار السن أولاً بتغير نظرتهم لعملية الحرق قبل الإقدام على فرض القرار بهذه السرعة. فقد ظل الصينيون يعتقدون طوال قرون أن الأرض التي تضم رفات الأجداد هي أرض مقدسة ومن الصعب تغيير هذه النظرة خاصة بالنسبة لكبار السن.
وعلى الصعيد ذاته كانت بلدية مدينة شنغهاي ومدن ساحلية أخرى قد أقدمت في وقت سابق على خطوة مماثلة بعد أن ضاقت الأرض على ساكنيها وأصبحت أسعار القبور أغلى من أسعار القصور. فقد عمدت تلك المدن إلى إقناع ذوي الموتى بإلقاء رماد موتاهم في البحر بتكاليف أقل، وبلغ عدد من تجاوبوا مع القرار من مدينة شنغهاي وحدها حوالي 28 ألف عائلة منذ اعتماد هذه الطريقة خلال شهور معدودة وتقول بلدية المدينة أنها وفرت بذلك نحو تسعة هكتارات من الأراضي.
تجارة القبور
ولاقت 'تجارة القبور' خلال السنوات الأخيرة رواجاً كبيراً ووصلت أسعارها إلى ارتفاعات غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر المتر المربع الواحد في مقابر المدينة حاجز ثلاثين ألف يوان أي قرابة خمسة آلاف دولار وهو ثمن يتجاوز سعر المتر المربع السكني بعدة أضعاف وأصبح القول الشائع بين الصينيين هو'إنك قد تستطيع شراء منزل يأويك ويأوي أسرتك، لكن عائلتك لن تستطيع شراء قبر يضم رفاتك'.
وعمد الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس الجمهورية عام 1949 إلى محاولة تعميم عادة إحراق الميت والاحتفاظ برماده بدلاً من دفنه بهدف الحفاظ على الأراضي الزراعية غير أن الكثير من الصينيين لا يزالون يفضلون الدفن على الحرق.
ومن المعروف أن الأعراف والتقاليد الاجتماعية الصينية تحتم على الأبناء الاهتمام بمراسم دفن آبائهم وأجدادهم بما يليق بمكانتهم ولذلك تجدهم لا يترددون في البذخ على ذلك، فموقع القبر وحجمه وشكل الشاهد ونوعيته لا تعكس مدى احترام الحي للميت فحسب، بل تعتبر أيضاً مظهراً اجتماعياً للأحياء بين أقرانهم وأقربائهم وجيرانهم وربما حافزاً لأبنائهم كي يحذوا حذوهم.