kok_2002eg
عضو نشيط
- المشاركات
- 1,524
- الإقامة
- القاهره
شح البيانات والأخبار الاقتصادية الأمريكية خلال الأسبوع الماضي حوّل اهتمام المستثمرين إلى أرباح الشركات، عقب انطلاق موسم الإعلان عن الأرباح
بخل علينا الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي عزيزي القارئ بالبيانات والأخبار الاقتصادية وبالتحديد خلال الأيام الأولى من الأسبوع، وبالتالي فإن اهتمام المستثمرين كان منصباً على أسواق الأسهم، حيث أعلنت الكثير من الشركات الأمريكية عن نتائجها المالية الخاصة بالربع الأول المنتهي في الحادي والثلاثين من شهر آذار من العام الحالي 2010 ، مع الإشارة إلى أن تلك البيانات أظهرت تواصل التحسن الذي تشهده الأنشطة الاقتصادية في البلاد مما يدعم عجلة التعافي والانتعاش ضمن الاقتصاد الأمريكي، مع العلم بأن معظم تقارير الشركات الأمريكية والتي صدرت خلال الأسبوع الماضي دلت على قوة أداء الشركات الأمريكية خلال الربع الأول.
بداية الأسبوع عزيزي القارئ كانت مع قراءة المؤشرات القائدة، والتي صدرت بأرقام شهر آذار لتظهر توسعاً بنسبة 1.4% بالمقارنة مع القراءة السابقة المعدلة والتي بلغت 0.4% ، كما أن القراءة جاءت بأعلى من التوقعات، مما يوضح بأن الاقتصاد الأمريكي يواصل المسير في الطريق الصحيح للتعافي والانتعاش من تبعات أسوأ أزمة مالية تعم العالم منذ الحرب العالمية الثانية، يذكر بأن المؤشرات القائدة تشكل بمثابة نظرة مستقبلية للنشاط الاقتصادي خلال الثلاثة إلى الستة أشهر المقبلة.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل إظهار المزيد من العلامات والبراهين على أن تبعات أسوأ أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية تصل إلى نهاية مطافها، على الرغم من مواجهة الاقتصاد الأمريكي للعديد من العقبات والتحديات والتي تتضمن ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، هذا إلى جانب تشديد شروط الائتمان، ليواصل هذين العاملين تشكيل مطرقة تدمر مستويات الدخل والإنفاق في البلاد، على الرغم من بقاء مستويات الدخل والإنفاق في البلاد خلال الوقت الحالي ضمن مستويات مرنة نوعاً ما، مع الإشارة إلى أن كلاهما يرتفعان بوتيرة معتدلة.
ومن ناحية أخرى فقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي قراءة مؤشر أسعار المنتجين، حيث أظهر المؤشر بقاء معدلات التضخم بل والتهديدات التضخمية تحت السيطرة، مؤكداً على أن التضخم لا يشكل أي تهديد لعجلة التعافي والانتعاش خلال الفترة المقبلة، على الرغم من أن التضخم وعلى ما يبدو يتحضر لينطلق إلى الأعلى بسبب الارتفاع الأخير في أسعار الطاقة، ولكن و في نفس الوقت فإن التضخم الجوهري أيضاً لا يزال تحت السيطرة، حيث ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الجوهري السنوي خلال شهر آذار وبنسبة 0.9% وبتطابق مع توقعات الأسواق، أما أسعار المنتجين السنوية خلال آذار فقد أتت أيضاً بتطابق مع توقعات الأسواق لتصل إلى 6.0%.
وبالحديث عن التضخم، فإن البنك الفدرالي الأمريكي يتوقع بقاء الضغوط التضخمية مكبوحة الجماح خلال الفترة المقبلة، حيث تعمل مستويات الركود المرتفعة في الأنشطة الاقتصادية على دفع الأسعار لتنخفض، بينما تبقى النظرة المستقبلية للتضخم مستقرة نوعاً ما، الأمر الذي سيساعد البنك الفدرالي الأمريكي في الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية ضمن مستويات متدنية لدعم النمو الاقتصادي، في محاولة من البنك الفدرالي الأمريكي للتأكد من أن الركود الاقتصادي ولى وانتهى وللأبد، وبأن الاقتصاد الأمريكي سيتمكن من النمو على المدى البعيد بحلول العام المقبل 2011.
وصولاً إلى قطاع المنازل الأمريكي، والذي أظهر في بياناته مزيداً من الأمل للمستثمرين، مؤكداً على أن بيان البنك الفدرالي الأمريكي الأخير والمسمى بتقرير كاتب بيج الأمريكي والذي صدر في وقت سابق صحيح 100% ، حيث أشار الفدرالي الأمريكي في ذلك البيان إلى أن الأنشطة الاقتصادية في قطاع المنازل الأمريكي ارتفعت مؤخراً، لنشهد عقب ذلك صدور تقرير مبيعات المنازل القائمة والتي ارتفعت و بأعلى من التوقعات خلال شهر آذار الماضي بنسبة 6.8% لتصل إلى 5.35 مليون وحدة سكنية، في حين ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة خلال الشهر ذاته لتؤكد على ذلك التحسن في القطاع، حيث جاء ارتفاعها بنسبة 00%.
أما طلبات البضائع المعمرة فقد فاجأتنا بأرقام مخيبة للآمال عقب انخفاض مؤشرها بنسبة 1.3% وبعكس التوقعات والتي كانت تشير إلى ارتفاع المؤشر، ولكن طلبات البضائع المعمرة عدا المواصلات ارتفعت خلال شهر آذار وبأعلى من التوقعات.
وفي سياق منفصل فقد واصلت الشركات الأمريكية الإعلان عن أرباحها والتي جاءت مبهرة خلال الأسبوع الماضي، كما وستواصل المزيد من الشركات الإعلان عن تقرير أرباحها خلال الأسبوع القادم، حيث أعلنت شركات أمريكية كبرى تنتمي لمختلف القطاعات عن نتائج قوية، وسط انتصار أغلبية الشركات على التوقعات، مما وفر أرضية صلبة لسوق الأسهم الأمريكي ليستمر في مسيرة ارتفاعه، مما أدى إلى استمرار مؤشر الداد جونز الصناعي في التداول فوق مستويات 11000 نقطة، بينما استمر مؤشر s&p 500 في توسيع دائرة أرباحه ليرتفع إلى مستويات فوق 1200 نقطة.
وفي نهاية المطاف وبالتطرق للعملة الخضراء -الدولار الأمريكي- ، فقد شهدت العملة تأرجحاً مقابل نظرائها الرئيسيين -أو العملات الرئيسية- وسط التشاؤم الذي يملأ سماء أوروبا حاله حال سحب الرماد البركاني التي ملأتها في الأسبوع الماضي بسبب أزمة ديون اليونان، مما شكل دعماً للدولار الأمريكي ليرتفع أمام العملات الرئيسية، وبالأخص مقابل اليورو، وسط تأرجح كل من الذهب والنفط أيضاً خلال الأسبوع الماضي، لينخفضا على حد سواء بشكل عام كنتيجة مباشر للقوة التي اكتسبها الدولار الأمريكي.