سوق العملات: جولة افق على معطيات هذا الاسبوع.

[لجنة الأخبار]

   

 

 

تبقى مسألة البركسيت في طليعة المؤثرات التي تلقي بظلالها على الاسواق. يوم الاثنين كان اليوم الاسود بالنسبة للجنيه السترليني، الثلاثاء شهد تراجعا ايضا بعد انتعاش صباحي لم يمكن الحفاظ عليه .
تيريزا ماي هربت من التصويت في البرلمان وفي نيتها اجراء محادثات جديدة مع الاوروبيين، ولكن هؤلاء قطعوا الطريق على هذه المفاوضات. آخر رفض جاء من المستشارة الالمانية ميركل التي اعتبرت ان الاتفاق سيكون بصيغته التي تم التوافق حولها او لا يكون.
ممثل الحكومة البريطانية وعد بان التصويت في البرلمان سيحصل قبل ال 21 من يناير. انها محاولة شراء الوقت التي لن تجدي على الارجح. الاسواق تخشى من ضيق الوقت وقصر الفترة الزمنية الفاصلة عن 29 مارس القادم حيث لا بد من اتخاذ قرار الخروج مع او دون اتفاق… والى ان تتضح الامور ثمة خشية كبيرة على السترليني والبعض بدأ يتحدث عن التساوي مع الدولار.. وربما مع اليورو والفرنك ايضا.

من جهة اخرى فان الحرب التجارية الاميركية الصينية شهدت انفراجا الثلاثاء وانعكس ذلك على وول ستريت الذي اوقف تراجعات بداية الاسبوع . الرئيس الاميركي قلل من اهمية الخلافات بين البلدين وابدى تفاؤله بامكانية التوصل الى اتفاق قريبا وبالرغم من ازمة اتقال مسؤولة شركة ” هواوي ” في كندا.
الاسواق تاخذ تفاؤل ترمب بالاعتبار وترحب به ،ولكن من الصعب التصديق بان الازمات التجارية بين البلدين في طريقها الى الحل قريبا. هي تحتاج الى اكثر من اتفاق شفهي موسمي. هي تحتاج الى اتفاق لا يهتز عند اول خلاف، ويكون محفورا في صخر يصعب نقضه او تجاوزه.



اوروبيا الانظار الى اجتماع المركزي الاوروبي يوم الخميس وسط اعتقاد بان كلام المركزي وتموضعه سيتغيران في الاشهر القليلة القادمة.. لكن هذا لن يحدث الا على مراحل.. اجتماع هذا الاسبوع لن يكون الا مرحلة اولى من هذه المراحل حيث من المرجح ان نشهد:
اولا: تخفيض محدود للتقديرات المستقبلية للنمو والتضخم. التراجع المنتظر هذا من المرجح جدا ان يتم الحكم عليه بانه مرحلي ومؤقت..
ثانيا : من المرجح جدا ال ان نشهد هذا الاسبوع تغييرا او وعدا بالتغيير على صعيد الفائدة. الاجتماعات القادمة يجب ان تكون الاسواق جاهزة لسماع مثل هذه القرارات الجديدة.
ثالثا : قرار بانهاء العمل ببرنامج التيسير الكمي، ولكن ليس باعادة توظيف السندات المستحقة. من المنتظر ان يفرج ماريو دراجي عن المزيد من المعلومات حول سياسة اعادة توظيف السندات.
وماذا عن اليورو؟
انه يتراجع استباقا للاجتماع المنتظر ولبيانات التضخم الاميركي التي تصدر الاربعاء بشقها المتعلق باسعار ،بعد صدور اسعار المنتجين على ارتفاع ملموس. . يجب التحسب لاحتمالات حدوث مفاجآت عكسية اثر الاصغاء الى رئيس المركزي في مؤتمره الصحافي يوم الخميس. اشارة الى ان المتداولين بالتجزئة غير المؤسساتيين يتموضون بيعا للدولار مقابل الين ويزيدون عملياتهم عند كل ارتفاع.

الاشارة الى ان المركزي السويسري يجتمع يوم الخميس ايضا. اليورو مقابل الفرنك يتراجع وثمة خطر على ال 1.1200 في حين يبدو ان 90 بالمئة من المتداولين غير المؤسساتيين يتموضعون في جهة الشراء. هذا قد يوحي بان تراجعات اضافية باتجاه ال 1،1000 ممكنة فيما لو لم ينجح المركزي يوم الخميس بفرض بعض الضغوط على الفرنك. او فيما لو ظل محجما عن التدخل المباشر في السوق. ثمة اعتقاد بان كسر ال 1،1200 سيزيد خطر التدخل المباشر للمركزي بيعا للفرنك.
الاشارة الى ان الين الياباني لا زال في دائرة المعاناة منذ ان اعلن رئيس المركزي الياباني كورودا ان رفع الفائدة خيار غير وارد في المدى المنظور.