- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
تتطلع الأسواق بشوق كبير إلى اليوم الثاني من الندوة الاقتصادية السنوية التي يستضيفها بنك الإحتياطي الفيدرالي - فرع كانساس، وتعقد في جاكسون هول، في ولاية وايومنغ، حيث ستركز الأسواق أثناء هذه الندوة على حضور مميز لرئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) ورئيس البنك المركزي الأوروبي السيد (ماريو دراجي). ورغم التوقعات الأولية بغياب الإثارة عن كلمات الرئيسين، إلا أن بعض المعلومات تشير إلى أن خطاي السيدة (يالين) قد لا يكون "مملاً" كما كان يُعتقد في البداية.
وكان أمس الخميس قد شهد إنطلاق الندوة السنوية التي تجمع كبار مسئولي البنوك المركزية العالمية بالإضافة إلى رجال الاقتصاد في (جاكسون هول) بولاية (وايومنغ). ومن أهم الاحداث المجدولة ضمن هذه الندوة الكلمات التي سيلقيها كل من رئيسة بنك الإحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) ورئيس البنك المركزي الأوروبي السيد (ماريو دراغي).
وعلى الرغم من أن التوقعات محدودة بأن يقوم أياً من الرئيسين بإبهار الأسواق بتصريحات مثيرة، إلا أن المستثمرين سوف يتابعون وعن كثب كلمات هذه الشخصيات الهامة، في محاولة للحصول على نظرة على المسار المستقبلي المتوقع للسياسة النقدية العالمية.
وستركز ندوة الـ 2017 على "تعزيز إقتصاد عالمي ديناميكي"، خلال هذا الحدث السنوي الذي يجمع مئات من رجال المصارف المركزية ووزراء المالية وأصحاب القرار والأكاديميين والاقتصاديين لتبادل الأفكار حول القضايا الاقتصادية والآثار والخيارات المتعلقة بموضوع الندوة الذي يتغير كل عام.
وقد حظيت الندوة بشهرة من طراز خاص في دورتها التي عقدت في مثل هذا الشهر من عام 2010 عندما قدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت (بن برنانكي) وعده الشهير للأسواق قائلاً:
"إذا ما تبين أن هناك حاجة للمزيد من الإجراءات، فإن خيارات السياسة النقدية (للبنك الاحتياطي الفيدرالي) موجودة لتوفير المزيد من التحفيز النقدي. ويتطلب أي تطبيق لهذه الخيارات إجراء مقارنة دقيقة بين التكلفة والمنفعة. وعلى كل حال، فإنه من المؤكد ان تقوم اللجنة بإستخدام أدواتها حسب الحاجة للحفاظ على استقرار الأسعار - لتجنب التضخم المرتفع أو إنخفاض الأسعار بأكثر مما هو عليه الأن –وإستمرار تعزيز الانتعاش الاقتصادي".
وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد إنتظر لفترة ثلاثة أشهر بعد ذلك قبل إطلاق الجولة الثانية من برنامج التحفيز النقدي المسمى (التسهيل الكمي) وإختصاراً "QE2"، والتي شملت شراء ما قيمته 600 بليون دولار من السندات طويلة الأجل و250 إلى 350 بليون دولار إضافية عن طريق إعادة إستثمار العائدات السابقة من الرهن العقاري، بهدف تحفيز الانتعاش الاقتصادي، فإنه قد تم إعتبار ندوة (جاكسون هول) هي العلامة التي سبقت التحول الكبير في السياسة النقدية، وأصبحت حدثاً يترقبه المستثمرون.
تشير التوقعات إلى أنه على الأغلب لن تحمل ندوة هذا العام الكثير من الإثارة، حتى مع تحول البنوك المركزية الكبرى إلى موقف أقل حمائمية على طريق العودة نحو تطبيع السياسة النقدية.
ستتحدث رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة جانيت يالين في كلمة حول الإستقرار المالي، من المقرر أن تبدأ عند الساعة 10:00 صباحا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش)، اليوم الجمعة. وقال (دانسكه بانك) في تقرير أصدره للعملاء في وقت سابق هذا الأسبوع أنه لا يتوقع أي شيء "دراماتيكي".
وذكر تقرير البنك: "إننا نبحث عن تكرار ذات الإشارات التي رأيناها مؤخراً بأن الإعلان عن تخفيض الميزانية العمومية للإحتياطي الفيدرالي سيتم في وقت قريب نسبياً (على الأرجح في أيلول/سبتمبر)، وأن رفع أسعار الفائدة لا يزال هو الأساس لهذا العام".
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو السيد (جون وليامز) الى أن خطة الفيدرالي لخفض حجم برنامج شراء الاصول، هي من "أوضح الإشارات في تاريخ البنوك المركزية". وقال ويليامز عن هذه الخطة: "إننا نحاول أن نجعلها مملة".
كما إنخفضت إحتمالات أن يثير الرئيس ماريو دراغي الأسواق أثناء حديثه المقرر اليوم كذلك، حيث أشارت بعض المصادر مؤخرا إلى أن رئيس البنك المركزي الأوروبي سيلتزم بالحديث فقط عن موضوع الندوة،وأنه سيفضل أن يراقب التطورات الاقتصادية المحلية في منطقة اليورو، مع إنتظار التاريخ الذي قد يتخذ خلاله البنك المزيد من الإجرائات، والذي كان قد صرح سابقاً إلى أنه سيكون خلال الخريف.
وقال المحللون في (يوليوس باير) أنه "من المرجح أن يؤكد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي على المرونة التي يتمتع بها في التخطيط للسياسة النقدية، كما أن التضخم لم يرتفع حتى الأن بما يكفي لإقناع أصحاب القرار في البنك المركزي الأوروبي بوجوب إنتهاج سياسة نقدية أكثر تشددا".
وأضاف هؤلاء المحللون: "نحن نتوقع على الاقل أن ينتظر البنك المركزي الاوروبي حتى يحقق التضخم المزيد من التعافي، مما سيعطي فرصة لتأجيل عملية تطبيع السياسة النقدية لأخر لحظة ممكنة"، كما أعادوا التأكيد على توقعاتهم السابقة بأن عمليات شراء الاصول ستجري كما تم الإعلان عنه دون أي تغيير، وأن أول رفع في سعر الفائدة الرئيسي لن يتم قبل الربع الثالث من عام 2018.
وبما أن كل التركيز منصب على (يالين) و(دراغي)، فإن المستثمرين والمتداولين في أسواق العملات يحضرون أنفسهم لما قد ينتج عن ذلك.
في تقريره الذي صدر في بداية الأسبوع، قال بنك (باركليز) البريطاني أن مخاطر اليورو المتعلقة بهذا الحدث "منحازة إلى الجانب الهبوطي، وأن ثيران اليورو قد يواجهون خيبة الأمل بسبب غياب أي تلميحات هامة بشأن تطبيع السياسة النقدية من طرف البنك المركزي الأوروبي".
وقال تقرير البنك كذلك: "على العكس من ذلك، هنالك مخاطر صعودية محدودة للدولار، نظراً لإمكانية أن يرسل بنك الاحتياطي الفيدرالي رسالة واثقة، في ظل تسعير السوق المنخفض لمسار سعر الفائدة الفيدرالية، وعمليات بيع الدولار (في أسواق العملات)".
واضاف التقرير: "إن البيانات الاقتصادية الأخيرة، والتي تثير القلق بشأن قدرة ترامب على تحقيق أهدافه الإقتصادية هي بعض العوامل السلبية للدولار".
شكوك حول رفع الفائدة
وعلى الرغم من أن الأسواق تتفق على أن الإشارات بخصوص خفض الميزانية العمومية للفيدرالي هي إشارات واضحة، فإنها لا تزال متشككة حول توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام.
وقبل ساعات قليلة من خطاب يالين، وبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 44٪ فقط لرفع أسعأر الفائدة في ما تبقى من هذا العام، وفي الواقع، فإن هذه النسبة لا تتجاوز حاجز الـ 50٪ حتى آذار/ماس من عام 2018.
مع كون تخفيض الميزانية أمراً محسوماً في نظر المستثمرين، قد تستخدم يالين خطابها كمحاولة لتقريب توقعات السوق بشأن رفع أسعار الفائدة من توقعات بنك الاحتياطي اليفدرالي الخاصة، من خلال طرح فكرة أن أرقام التضخم الضعيفة التي ظهرت مؤخراً كانت عابرة فقط، وأن إستمرار قوة سوق العمل سوف يقود في نهاية المطاف إلى زيادة الأجور.
وقبل ساعات معدودة من هذه الخطابات المهمة، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.09٪، ليسجل قراءة قدرها 93.31، عند الساعة 3:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش).