د.مهند جاسم
عضو جديد
- المشاركات
- 20
- الإقامة
- العراق
حَرْبُ تَحريرِ المَوصِلِ .. بَيْنَ البِدَايَةِ وَالنِهَايَةِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
( #الحلقةُ_الثانيةُ )
#النِهَايَةُ /
هَل لاحظتُم أحبتي كيفَ تتمكنونَ مِن فهمِ الأحداثِ الشائكةِ بِمجردِ أن نَتتبعَ أحداثَهَا مِن البدايةِ, وقبلَ أن يُمحَ الكثيرُ مِن ملامِحِ حِكايَتِهَا وقصَتِهَا ...
فالكثيرُ مِن الأمورِ التي نعتقدُ بهَا اليومَ ونؤمِن بهَا بِشكلٍ قطعي, بل ولا يُخالفُ الناسُ هذهِ العقيدةِ والإيمانِ القطعي, فأنَّهُ بِمرورِ الزمنِ سوفَ يخرجونَ مِن حالةِ القطعِ واليقينِ الى حالةِ الشكِ ومحلِ النقاشِ, بحيثُ بعدَ مُدةٍ مِن الزمنِ نحتاجُ الى برهانٍ وبرهانٍ لِنُقْنِعَ نفسَ أولئكَ القاطعينَ والمؤمنينَ بِنفسِ ما كانوا يَقطَعونَ بهِ ويؤمنونَ بهِ الى حدِ العقيدةِ سابقاً , بل وربَّمَا أن الحديثَ بهِ بعدَ فترةٍ مِن الزمنِ يُعتبرُ مِن الأمورِ المُنكرةِ والمُبتدعةِ والمُلَفَقَةِ !!!
وليسَ بالضرورةِ أن نجعلَ مقياساً زمنياً لهذهِ الفترةِ الزمنيةِ, لأنَّ مُقدارَ النسيانِ والنُكرانِ يَستتبعُ حالاتٍ نفسيةٍ وآيدلوجيةِ تختلفُ مِن فردٍ الى آخرٍ ...
فمثلاً :
عندمَا يُدانُ شخصٌ بجريمةِ الجُرمِ المَشهودِ, فأنَّهُ سَيُنْكِرَ الجريمةِ في الوهلةِ الأولى, وحتى لو وجدتْ السُلطاتُ بحوزتهِ أداةِ الجريمةِ, بل أنَّ الإنكارَ سيكونُ مَحطتهُ الأولى بطبيعةِ الحالِ, هذا الإنكارُ لو كانَ للدفاعِ عِن النفسِ وجَبِّ الأذى عَنهَا, وهو على مُستوى الفردِ أو الجماعةِ المُحددةِ مِن الأشخاصِ والأفرادِ ....
وكذلكَ يكونُ الحالُ ما لو كانَ التيارُ العامُ كلَّهُ يتأثرُ بِقولِ شخصٍ, أسواءٌ كانَ القولُ عبارةً عن فُتيا أو تَبريرٍ أو تأويلٍ أو تَنصلٍ وإنسحابٍ, وبالخصوصِ لو كانَ ذلكَ الشخصُ رجلَ دينٍ أو قائداً ميلشياوياً مَعروفاً أو سياسياً بارعاً في المَكرِ والكذبِ والخِداعِ, فبالتأكيدِ سيكونُ أمرُ التفاعلِ معهُ تفاعلاً دينياً مذهبياً طائفياً مَصلحياً, بل ويكونُ مقلباً للحقائقِ التي آمنوا بهَا قبلَ فترةٍ مِن الزمنِ, حتى مَع تَعمدِ الكذبِ والقسمِ عليهِ والإيمانِ بهِ بعدَ ذلكَ ...
لذا فإنَّ زمنَ تَقلبِ الحقائقِ يختلفُ مِن شخصٍ الى آخرٍ ومِن جماعةٍ الى سِواهَا, وبحسبِ الداعي الى نسيانِ الأشياءِ المُتيقنةِ وإستبدالِهَا بغيرِهَا معَ سبقِ الإصرارِ والترصدِ والتعمدِ !!!
فهكذا الحقائقُ عندنَا في العراقِ خصوصاً وعلى وجهِ التحديدِ ما لو قارناهُ بباقي بلادِ المَنطقةِ والعالمِ, فأنَّهُ أكثرُ البلدانِ تَقلباً وتَقليباً للحقائقِ مِن بينَ التجمعاتِ البشريةِ كافةً, والدواعي لهذهِ السياسةِ متوفرةٌ وبكثرةٍ جداً, حيثُ التعصبَ الطائفي والديني والمَذهبي, معَ إنتشارِ آفةِ الجهلِ والغباءِ وداءِ إستحمارِ الشُعوبِ, مع الغيابِ المُطلقِ لحبِ الوطنِ والقوميةِ والإنسانيةِ ...
وهذهِ الأشياءُ لم تجتمعْ جُزافاً, وإنَّمَا نتيجةً لدراساتٍ مُستفيضةٍ مِن قبلِ الكثيرِ مِن المُؤسساتِ وعلى رأسِهَا المُؤسسةِ الدينيةِ في العراقِ ...
حيثُ عملتْ هذهِ المؤسسةُ على نشرِ الجهلِ والغباءِ وأمراضِ العبوديةِ والتبعيةِ والإنقيادِ الأعمى, وبالمُقابلِ حصنتْ هذهِ المؤسسةُ هذا الوباءَ الخطيرَ والحاملينَ لهُ والعاملينَ على نشرهِ, بالعشراتِ مِن الحُصونِ المَتينةِ التي تمنعُ أيَّ إمامِ حقٍ أو مَشرعِ هدى مِن إختراقهِ, حيثُ حصونَ التكبرِ وأبراجَ العنادِ وخنادقَ اللامُبالاتٍ ...
بالتالي مِن الصعبِ جداً أن نَستخدمَ أحدَهُم كشاهدٍ على حادثةٍ مرتْ عليهَا بضعةُ أشهرٍ فضلاً عن السنةِ والسنواتِ, لذا بهذهِ الطريقةِ غابتْ الكثيرُ مِن الحقائقِ والكثيرُ مِن الأمورِ التي تصلحُ للدراسةِ والتحليلِ قضلاً عن التدوينِ وكتابةِ تأريخِ المرحلةِ !!!
لذا إذا أردنَا أن نُخاطبَ المُقابلَ في قضيةٍ مِن القضايا التي تَوافرتْ الدواعي عندَهُم على دَرسِهَا, يجبُ علينَا أن نَستدرجَ بالطرحِ مِن البدايةِ التي عَملوا على دفنِهَا وإخفاءِ أثرِهَا ومِن ثمَ نُرتبُ عليهَا الآثارَ والنتائجَ, بحيثُ مِن الصعبِ عليهِ أن يَفرَ مِن قيودِ الذكرياتِ والمُرتكزاتِ ...
ولو لاحظتُم أنَّ أغلبَ المُصلحينَ مِن السابقينَ واللاحقينَ مِن أنبياءٍ ومرسلينَ ومِن علماءٍ ومعصومينَ عليهُم السلامُ أجمعينَ, يُؤكدونَ في إلقاءِ حِجَجِهِم على مَسائلِ التأريخِ والدَارِسِ مِن الأحكامِ والوقائعِ, وبعدَ تنشيطِ الذاكرةِ عندَ المُخاطَبِينَ وإلزامِهِم الحجةِ عليَّهَا يَنتقلُ الحالُ الى النهايةِ والنتيجةِ المُترتبةِ ...
#وهكذا :
يجبُ أن نَكُن نحنُ بحيثُ لا ننتقلَ مباشرةً الى النهايةِ والنتيجةِ, بل لابدَ أن نقدِمَ المُقدِماتِ التي نُؤسسُ مِن خلالِهَا عدةَ مقدماتٍ تَحظى بالمَقبوليةِ عندَ المُقابلِ, بحيثُ يصعبُ عليهِ نَسفَ النهايةِ والنتيجةِ لأنَّهَا تستبعُ نسفَ المُقدمةِ والبدايةِ التي يُؤمنُ في الكثيرِ مِن مُفرداتِهَا ولو بعدَ التأكيدِ والتذكيرِ, ناهيكَ عن أنَّ المُقدمةِ في أغلبِ الأحيانِ تُؤسسُ وتُوطدُ البرهانَ والحجةَ, ولو على نحو الموجبةِ الجُزئيةِ كما يَلفظُهَا المناطقةِ ...
#لذا :
فَلنتعودَ طرقي النقاشِ والكتابةِ وكيفيةِ الإنتقالِ بينَ المُقدماتِ السليمةِ والتي يُمكن أن يؤمنَ بهَا المُقابلُ أو لا قلَّ لا يُنكرُهَا تمامَ الإنكارِ, وعندَهَا سيكون الوصولُ للنتيجةِ أمراً ميسوراً جداً, ويكون أمرَ تسليمِ المقابلِ وارداً جداً ...
#وبالمقابلِ :
أنَّ نفسَ الشيءِ يُقالُ مع القناعةِ الآنيةِ الوقتيةِ اللحظيةِ, فإنَّهَا ليسَ مِن الضروري أبداً أنَّ تستمرَ الى أبدِ الدهرِ, لأنَّ الحكمَ والقولَ بصلاحِ وإنطباقِ شيءٍ لا يستتبعُ التحققَ دوماً في الخارجِ, فمثلاً أنَّ الحكمَ على طرفي قضيةٍ خارجيةٍ كإرواءِ الماءِ وملوحةِ البحرِ وزرقةِ السماءِ وإرتفاعِ الدرجاتِ في البلدانِ الواقعةِ على خطِ الإستواءِ يَكونُ حكماً واقعياً متحققاً قبلَ وبعدَ وأثناءَ التكلمِ, بينما القضايا التي يُحكمُ عليهَا وعلى طرفيهَا بالتحققِ أو عدمِ التحققِ يكونُ نوعاً مِن أنواعِ الرجمِ بالغيبِ في كثيرِ مِن الأحيانِ, وأحياناً يكونُ للكذبِ والخداعِ والمكرِ والإضلالِ دخلٌ في القولِ بالنسبةِ أو نفي النسبةِ, كالإخبارِ عن عدمِ إنحسارِ ماءِ الأهوارِ أبداً, أو بدخولِ فلانٍ الى الجنةِ بعدَ موتهِ ...
#وكما :
لنَا أن نَستفادَ مِن الإسلوبِ الأولِ يُمكن أن نستفادَ مِن الإسلوبِ الآخرِ في النقاشِ, حيثُ أنَّ إخبارَ المقابلِ بعدمِ تحققِ النسبةِ أو تحققِهَا بخلافِ قولِ المُقابلِ, فَسَتتحققُ نسبةٌ ولو بسيطةً مِن النجاحِ !!!
فكلُهَا أمورٌ يجبُ إعتمادُهَا في النقاشِ والمُجادلةِ بالحُسنَى مَع المقابلِ لزيادةِ نسبةِ الإحتماليةِ في تحقيقِ النصرةِ والإنتصارِ والضَفَرِ في نهايةِ المطاقِ ...
#وعلى_هذينِ ...
الأساسينِ كتبتُ المقالَ السابقِ (البدايةُ), حيثُ إعتمدتُ الإسلوبَ الأولَ مِن النقاشِ, حيثُ حركتُ ذِهنَ المُقابلِ نحو الإيمانِ ولو جزئياً في أسبابِ قضيةِ سقوطِ الموصلِ, بينَمَا ما سوفَ نطرحهُ اليومَ بإذنِ اللهِ تعالى في مقالِنَا (النهايةُ) سيكونُ مبنياً على أساسِ الإسلوبِ الثاني, وهو نفي أو إثباتُ تحققِ أو عدمِ تحققِ النسبةِ بينَ الطرفينِ ...
وبهذهِ الطريقةِ وبهذهِ الكيفيةِ سيستفادُ الكثيرُ مِن طريقةِ الطرحِ المُنتجةِ والتي سَتُأثرُ كثيراً في المقابلِ, وبالخصوصِ عندما نلاحظُ غيابَ الطريقةِ والمَنهجيةِ عندَ أغلبِ الكُتابِ في الفيس بك وغيرِهِ مِن مواقعِ التواصلِ الإجتماعي, سَنشعرُ بالحباطِ والحزنِ الشديدينِ مِن عدمِ وجودِ المُثقفينَ القادرينَ على الكتابةِ والتأليفِ, فأسألُ اللهَ تعالى أن أكونَ قد وِفقتُ في إخراجِ جيلٍ جديدٍ مِن الشبابِ القادرِ على الكتابةِ والتأليفِ لِكَمِلَ الطريقَ والمُشوارَ في المُستقبلِ القريبِ, وأسألهُم دوماً وأبداً أن لا ينسوا أستاذَهُم ومعلمَهُم صاحبَ هذهِ الصفحةِ المباركةِ التي قدمتْ الكثيرَ على حسابِ الراحةِ والصحةِ ودونَ مُقابلٍ ...
#الآن_تعالوا_معي_الى_صلبِ_الموضوعِ :
إنَّ السببَ الرئيسي لتسلمِ المَوصلِ بيدِ تنظيمِ الدولةِ -داعش- مِن قبلِ إيرانَ كانَ الهدفُ مِنهُ هو تشكيلُ قواتٍ رديفةٍ للداخليةِ والدفاعِ تحتَ مُسمى الباسيجِ العراقي, بحيثُ يكونُ أمرُ هذا التشكيلِ أمراً طارئاً ومُستعجلاً جداً, بحيثُ لا يبقى أيُّ خيارٍ عندَ المُقابلِ أن يُماطلَ مِن أجلِ الوقتِ, أسواءُ كانَ المماطلونَ مِن صنفِ البرلمانيينَ أو السياسيينَ أو حتى المراجعِ ورجالِ الدينِ ...
ولتحققِ عدمِ المماطلةِ لابدَ مِن عنصرٍ للمفاجئةِ, حيثُ سيضمنُ هذا العنصرُ أن يُوافقَ المُقابلُ بأيِّ خطةٍ تُطرحُ عليهِ مِن قبلِ المُنقذِ والمُخلصِ, وبالفعلِ تحققَ عنصرَ المفاجئةِ في مسألةِ سقوطِ المَوصلِ, بحيثُ باتَ الناسُ العراقُ ثمانُ عشرةِ محاقظةً وأصبحوا وقد فقدوا أكبرَهَا, نعم أصبحَ الناسُ على نداءِ أنَّ الموصلَ باتتْ ساقطةً بيدِ خوارجِ هذا الزمانِ !!!
وإنَّ عنصرَ المفاجئةِ لم يشملْ العراقيينَ فقط, بل عَمَّ كلَّ الطبقةِ السياسيةِ دونَ إستثناءٍ إلا مَن كانَ طرفاً في اللعبةِ وبالخصوصِ رئيسِ الوزراءِ السابقِ نوري كاملِ المالكي والمقربينَ مِنهُ من حزبِ الدعوةِ وبدرٍ, بل حتى أنَّ سياسيي السنةِ كانوا خارجَ هذهِ الخطةِ وبشكلٍ كاملٍ !!!
وحقاً قد تحققَ الهدفُ والغرضُ الإيراني في تشكيلِ هذا الجيشِ وهذهِ الميلشياتِ, ولكن أنَّ ما قامتْ إيران في تشكيلهِ مِن ميلشياتِ لم يكن إلا عبارةً عن أسماءٍ وعناوينَ لهذهِ الميلشيا, بل وتنصيبِ أمرِ القادةِ لهَا ومع تمكينِهَا بقضيتي السلاحِ والتدريبِ, وأما أمرُ إيجادِ العديدِ -الأفرادُ- فكانَ نتيجةً لعنصرِ المفاجأةِ أيضاً التي أمنيتْ بها مرجعيةُ السيستاني ...
حقاً أنَّ الخطةَ الإيرانيةَ لتشكيلِ هذهِ المليشياتِ والمسلحينَ تحتَ عنوانِ الباسيجِ العراقي, إحتاجَ أن يسري عنصرَ المُفاجئةِ الى أن يَصلَ فرضَ تطبيقهِ حتى على أكبرِ مرجعيةٍ مِن مرجعياتِ الشيعةِ في العالمِ, وهي مرجعيةُ السيستاني, حيثُ بعدَ أن تفاجأ السيستاني بإمرِ سقوطِ المَوصلِ في العاشرِ مِن حزيرانَ عام 2014, بل و وصولَ التمددُ الداعشي الى المقربةِ مِن بغدادَ, مع إعتمادهِ على الجيشِ العراقي والقواتِ الأمنيةِ والمسلحينَ مِن الميلشياتِ الإيرانيةِ, كلَّ هؤلاءِ كانوا أملاً للسيستاني في أمرِ إحتمالِ التصدي, وبالتالي تجنبُ إعلانِ الفتوى والخروجِ مِن تبعاتِهَا القانونيةِ والإجتماعيةِ ...
ولكنَ التمددَ المباغتَ لهذا التنظيمِ, جعلَ السيستاني مضطراً الى إصدارِ فتوة الجهادِ الكفائي, حتى يحافظَ على مابقي مِن العراقِ, بالخصوصِ على أمنَي مكانِ سكنهِ في النجفِ الأشرفِ ومكانِ إستدرارِ الأموالِ مِن كربلاءِ المقدسةِ ...
فبمجردِ أن أفتى السيستاني بالوجوبِ الكفائي لم يجد أمامهُ إلا قياداتٍ عسكريةٍ حكوميةٍ منهزمةٍ وقد ألقتْ بأسلحتِهَا ومركباتِهَا لِينجوا بأنفُسِهِم مِن الموتِ المحققِ في أراضِ المعركةِ أمامَ تنظيمِ الدولةِ -داعش-, بل وحافظوا على أنفسِهِم مِن أن يقعوا ضحيةً للمؤامرةِ التي أُحِكتْ إيرانياً ونفذتْ عراقياً !!!
فلذا لم يبقَ أمامَ مرجعيةِ السيستاني إلا المصيدةِ التي أُعِدَتْ مُسبقاً مِن قبلِ الحكومةِ الإيرانيةِ أملاً بقيادةِ الآلافِ مِن المُمْتَثِلِينَ أمرَ الجهادِ الكفائي, حيثُ إستطاعتْ هذهِ القطاعاتُ الإيرانيةُ مِن تشكيلِ أكثرِ مِن مائتي لواءٍ وأكثرِ مِن مائةِ ملشيا بقيادةٍ ودعمٍ إيراني وعديدٍ وأفرادٍ عراقيةٍ ومِن أتباعِ السيستاني حصراً !!!
#وهنا :
إستطاعتْ إيرانُ أن تُشكلَ أكثرَ مِن مائتي ألفِ فردٍ يَتبعونَ أوامرَ الجمهوريةِ الإيرانيةِ ويُقلدونَ ولي أمرهِم البهلوي خامنئي, كما وإستطاعتْ أن تُشكلَ الجيشَ الرديفَ التي حَلَمَتْ بهِ أن يكونَ درعَهَا الحصينةَ في أيِّ هجمةٍ يُمكن أن تُهددَ أمنَ الدولةِ الإيرانيةِ ...
والدليلُ على أنَّ مرجعيةِ السيستاني لم تكن إلا ضحيةً مِن الضحايا المَكْرِ الإيراني, هو الخلافاتُ بعدَ إزاحةِ الخطرِ الحقيقي عن أسوارِ بغدادَ العاصمةِ, مِن خلالِ إتهامِ الإبنِ الأكبرِ #محمد_رضا_السيستاني لقياداتِ الحشدِ الشعبي أنَّهُم إستغلوا فتوى والدهِ السيستاني وسحبوا مئاتِ الآلافِ مِن مقلديهِ الى تقليدِ الخامنئي بدلاً مِن الإكتفاءِ بضمهِم الى الألويةِ المقاتلةِ ضدَ تنضيمِ الدولةِ !!!
هذا ما حدى بوكلاءِ المرجعيةِ مِن تشكيلِ لوائينِ عسكريينِ مِن الميلشياتِ, الأولِ بمسمى لواءِ علي الأكبرِ والآخرِ بفرقةِ العباسِ القتاليةِ, وراحتْ تُفتحُ لهَا العشراتُ مِن المقراتِ في المحافظاتِ العراقيةِ كافةً, لا لتطويعِ الناسِ لإمتثالِ الفتوى, بل فقط وفقط أن يُكَّونَ ميلشيا مُقاتلةً في قبالِ الميلشيا التي كونَتْهَا إيرانُ مِن أتباعهِ حصراً !!!
وقبالُ ذلكَ تكونتْ العشراتُ مِن الميلشياتِ السنيةِ والشيعيةِ والكرديةِ, تحتَ أسماءٍ شتى مِنهَا لتحريرِ الأنبارِ وأخرى لتحريرِ المَوصلِ والثالثةِ للسيطرةِ على المناطقِ المُتنازعِ عليَّهَا أو التي تقعُ ضمنَ المادةِ 140, بل وغيرهَا تَشكلتْ فقط لضمانِ القوةِ قبالَ القوى الميلشياويةِ الأخرى والأمنِ مِن شرِهَا مستقبلاً, أو فقط ليستشعرَ المسؤولُ عليهَا نشوةَ القيادةِ والسيطرةِ والسلطةِ, نعم حتى هذهِ الأخيرةُ أصبحتْ إحدى المبرراتِ لتشكيلِ الميلشياتِ !!!
#أنظروا :
هنا وقعَ الكلَّ في شباكِ وشراكِ عدمِ تحققِ النسبةِ بينَ الأطرافِ في الخارجِ, #فالحشدُ_سورُ_الوطنِ لم تتحققْ في الخارجِ أبداً, وما تحققَ حشدٌ طائفيةٌ بإمتيازٍ, بل حشدٌ أبنائهُ كانوا مِن المساكينَ الفقراءِ صاروا مِن المغررِ بهِم وتحتَ ولايةِ البهلوي خامنئي, #والحربُ_المقدسةُ التي يرعى فتوتَهَا السيستاني الى حربٍ مِن أجلِ السيطرةِ وضمِ المزيدِ مِن الأفرادِ والأراضي !!!
أنظروا كيفَ أنَّ النسبةَ التي رَوَجُوا لهَا وتَغنوا بِهَا لم تتحققْ خارجاً وواقعاً, بل كلُّ ما تحققَ في الخارجِ الموتُ والدمارُ والهلاكُ والترويعُ والتشريدُ والتطريدُ والنزوحُ, بل كلَّ ما تحققَ في الخارجِ خلافُ ما خططوا لهُ ورسموا لهُ ورَوَجُوا, حيثُ باتتْ كلَّ الأراضي بيدِ الأميركانَ والحشدِ العشائري والبيشمركا وحماةِ سهلِ نينوى مِن الشبكِ والمسيحِ والإيزيدينَ, إنظروا لم يبقَ مِن المشروعِ الإيراني ولا فتوى السيستاني إلا تلكَ التي نرى آثارَهَا في المقابرِ وفي أنفسِ الثكالى والأراملِ والأيتامِ !!!
وهذهِ ليستْ نهايةُ المطافِ أبداً, بل هنالكَ مئاتُ الآلافِ مِن العوائلِ المأسورةِ بيدِ التنظيمِ في محافظةِ المَوصلِ تنتظرُ الخلاصَ مِن أسرِهَا, حيثُ سوفَ ترى مِن الألمِ والجوعِ والحرمانِ بعدَ التحريرِ أكثرِ مِن الذي رأتهُ خلالَ السنتينِ تحتَ وطئةِ تنظيمِ الدولةِ -داعش-, حيثُ سيقاسونَ الجوعَ والمرضَ والتشتتْ والتوزعِ على المخيماتِ في الصحارى والفلواتِ والقفارِ, وبحسبِ الجنسِ والدينِ والطائفةِ, حيثُ المسيحَ والشبكَ والأيزيديينَ لا يُرحبُ بِهم إلا في سهلِ نينوى, وأما الشيعةُ فلا يُرحبُ بهِم إلا في الوسطِ والجنوبِ, وأما السنةُ فأمرهُم الى اللهِ تعالى !!!
فلو كانتْ مرجعياتُ الشيعةِ وأخصُ بالذكرِ مِنهم مرجعيةِ السيستاني أدنى ذرةِ شرفٍ وأخلاقٍ وإنسانيةٍ لطالبتْ مرجعيتُهُ بإنشاءِ مخيماتٍ تليقَ بالعيشِ الكريمِ كلاجئينَ أو نازحينَ أو فارينَ مِن الموتِ الزؤامِ لأبناءِ العراقِ, ولو كانَ شريفاً ويملكُ ذرةَ شرفٍ وأخلاقٍ لَطالبَ بتأخيرِ عملياتِ نينوى والإكتفاءِ بالتطويقِ والمحاصرةِ والضرباتِ الجويةِ والعملياتِ النوعيةِ الى حينِ الإنتهاءِ مِن بناءِ المخيماتِ !!!
أيهَا الحمقى أيها الأغبياءُ أيها المنافقونَ أيها الدجالونَ ...
إذا كنا لا نتمكن مِن إرجاعِ المهجرينَ والنازحينَ في ثلاثِ محافظاتِ -الأنبار, صلاح الدين, ديالى- بسببِ عدمِ التطهيرِ وعدمِ رفعِ الألغامِ وعدمِ توفرِ البنيةِ التحتيةِ وعدمِ ضبطِ الوضعِ بعدَ رجوعِ النازحينَ الى أماكنِهِم, فكيفَ سنتعاملُ مع مدينةٍ والتي تُعتبرُ الثانيةُ بعدَ بغدادَ الحبيبةِ, كيفَ سنتعاملُ مع موجاتِ النزوحِ هذهِ, إذا كنا غيرُ قادرينَ مِن التعاملِ مع نازحينَ تحررتْ مدنُهُم منذُ أكثرِ مِن سنةٍ كاملةٍ ؟!!!
هل هي حربُ تحريرٍ لمدنٍ أم حربُ إبادةٍ وعوزٍ وفقرٍ ؟!!!
هل هي حربُ تحريرٍ لمدنٍ أم حربُ تفريغٍ لهَا مِن ساكنيهَا ؟!!!
#ولا_بأسَ_أن_أُخاطَ_الخامنئي :
ماذا جنيتَ مِن عملياتِ القتلِ والدمارِ في العراقِ وسوريا غيرَ الدمارِ والهلاكِ ونفسِ القتلِ, فهل دَخَلَتْ من المدنِ والمناطقِ التي أجرَمْتَ وقتلتَ وحطمتَ كلَّ ما فيهَا مِن أجلِّ ضمِهَا الى سلطتِكَ وسلطانِكَ وإمبراطوريتِكَ المزعومةِ, أم أنَّهَا كلَّهَا باتتْ خارجُ سلطانكَ بالمُطلقِ مع حصادِ الكُرْهِ والحقدِ والثأرِ عليكَ وعلى شعبكَ وعلى شيعةِ العراقِ والعالمِ ؟!!!
هل حصلتَ على مرادِكَ مِن العراقِ, هل حصلتْ على الحصنِ الأمامي مِن مدنِ العراقِ وشبابِ العراقِ, أم أن الدرعَ التي كنتَ تحلمُ بهَا باتتْ أرضاً مكشوفةً وبشكلٍ تامٍ ومطلقٍ, حيثُ الأميركانَ والحشدَ السُني والعشائرَ والميلشياتِ التي لا تُدينَ لكَ بالولاءِ, بل يَكُنْونَ كلَّ مشاعرِ الحِقدِ والبغضاءِ والكُرهِ الذي لم نقرأ عنهُ حتى في تأريخِ دولةِ القِرْمِطيةِ, هم الذينَ أمسكوا الأرضَ التي حلمتَ بتحريرِهَا والسيطرةِ عليهَا ؟!!!
#ولا_بأسَ_أن_أخبركُم_بشيءٍ :
أقسمُ باللهِ تعالى ...
وأقسمُ بكلَّ الأنبياءِ والمرسلينَ والشهداءِ والصَالحينَ ...
أقسمُ بمَن رفعَ السماءَ بلا عمدٍ ترونَهَا ...
أنَّ ما سترونَّهُ مِن بعدِ تحريرِ المَوصلِ مِن موتٍ ودمارٍ وهلاكٍ وقتلٍ بواحٍ وبالجملةِ والمفردِ, وما سترونَّهُ حتى في مِناطقكُم الآمنةِ, لتتمنونَّ أنَّكُم أبقيتُم على المَوصلِ بيدٍ الخوارجِ الكفارِ المنافقينَ, بل أنَّكُم سوفَ تندمونَ على تحريرِكُم أياهَا كما ندمتُم على تهاوي حكومةِ وسلطانِ رئيسِ النظامِ السابقِ صدام حسين وحزبهِ !!!
#أحفظوهَا_عني :
عندمَا تنهارُ المَوصلُ وترجعُ الى أحضانِ الوطنِ, إحسبوا وبطريقةِ العدِ التنازلِ لتلاشي حكومةِ الملالي في إيرانَ وإنتهاءِ حكومَتِهِم, بل سوفَ يدخلونَ في الحروبِ الإقليميةِ مِن أجلِّ الوجودِ والبقاءِ لا مِن أجلِّ التوسعِ والسيطرةِ وضمِ الأراضي, بل سوفَ يدخلونَ هذهِ المرةِ بجيوشِهِم الرسميةِ الى الحربِ إن شاءَ اللهُ تعالى ...
ولا حولَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلي العظيمِ والعاقبةُ للمتقينَ واللعنةُ الدائمةُ على الظالمينَ الى قيامِ يومِ الدينِ ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
( #الحلقةُ_الثانيةُ )
#النِهَايَةُ /
هَل لاحظتُم أحبتي كيفَ تتمكنونَ مِن فهمِ الأحداثِ الشائكةِ بِمجردِ أن نَتتبعَ أحداثَهَا مِن البدايةِ, وقبلَ أن يُمحَ الكثيرُ مِن ملامِحِ حِكايَتِهَا وقصَتِهَا ...
فالكثيرُ مِن الأمورِ التي نعتقدُ بهَا اليومَ ونؤمِن بهَا بِشكلٍ قطعي, بل ولا يُخالفُ الناسُ هذهِ العقيدةِ والإيمانِ القطعي, فأنَّهُ بِمرورِ الزمنِ سوفَ يخرجونَ مِن حالةِ القطعِ واليقينِ الى حالةِ الشكِ ومحلِ النقاشِ, بحيثُ بعدَ مُدةٍ مِن الزمنِ نحتاجُ الى برهانٍ وبرهانٍ لِنُقْنِعَ نفسَ أولئكَ القاطعينَ والمؤمنينَ بِنفسِ ما كانوا يَقطَعونَ بهِ ويؤمنونَ بهِ الى حدِ العقيدةِ سابقاً , بل وربَّمَا أن الحديثَ بهِ بعدَ فترةٍ مِن الزمنِ يُعتبرُ مِن الأمورِ المُنكرةِ والمُبتدعةِ والمُلَفَقَةِ !!!
وليسَ بالضرورةِ أن نجعلَ مقياساً زمنياً لهذهِ الفترةِ الزمنيةِ, لأنَّ مُقدارَ النسيانِ والنُكرانِ يَستتبعُ حالاتٍ نفسيةٍ وآيدلوجيةِ تختلفُ مِن فردٍ الى آخرٍ ...
فمثلاً :
عندمَا يُدانُ شخصٌ بجريمةِ الجُرمِ المَشهودِ, فأنَّهُ سَيُنْكِرَ الجريمةِ في الوهلةِ الأولى, وحتى لو وجدتْ السُلطاتُ بحوزتهِ أداةِ الجريمةِ, بل أنَّ الإنكارَ سيكونُ مَحطتهُ الأولى بطبيعةِ الحالِ, هذا الإنكارُ لو كانَ للدفاعِ عِن النفسِ وجَبِّ الأذى عَنهَا, وهو على مُستوى الفردِ أو الجماعةِ المُحددةِ مِن الأشخاصِ والأفرادِ ....
وكذلكَ يكونُ الحالُ ما لو كانَ التيارُ العامُ كلَّهُ يتأثرُ بِقولِ شخصٍ, أسواءٌ كانَ القولُ عبارةً عن فُتيا أو تَبريرٍ أو تأويلٍ أو تَنصلٍ وإنسحابٍ, وبالخصوصِ لو كانَ ذلكَ الشخصُ رجلَ دينٍ أو قائداً ميلشياوياً مَعروفاً أو سياسياً بارعاً في المَكرِ والكذبِ والخِداعِ, فبالتأكيدِ سيكونُ أمرُ التفاعلِ معهُ تفاعلاً دينياً مذهبياً طائفياً مَصلحياً, بل ويكونُ مقلباً للحقائقِ التي آمنوا بهَا قبلَ فترةٍ مِن الزمنِ, حتى مَع تَعمدِ الكذبِ والقسمِ عليهِ والإيمانِ بهِ بعدَ ذلكَ ...
لذا فإنَّ زمنَ تَقلبِ الحقائقِ يختلفُ مِن شخصٍ الى آخرٍ ومِن جماعةٍ الى سِواهَا, وبحسبِ الداعي الى نسيانِ الأشياءِ المُتيقنةِ وإستبدالِهَا بغيرِهَا معَ سبقِ الإصرارِ والترصدِ والتعمدِ !!!
فهكذا الحقائقُ عندنَا في العراقِ خصوصاً وعلى وجهِ التحديدِ ما لو قارناهُ بباقي بلادِ المَنطقةِ والعالمِ, فأنَّهُ أكثرُ البلدانِ تَقلباً وتَقليباً للحقائقِ مِن بينَ التجمعاتِ البشريةِ كافةً, والدواعي لهذهِ السياسةِ متوفرةٌ وبكثرةٍ جداً, حيثُ التعصبَ الطائفي والديني والمَذهبي, معَ إنتشارِ آفةِ الجهلِ والغباءِ وداءِ إستحمارِ الشُعوبِ, مع الغيابِ المُطلقِ لحبِ الوطنِ والقوميةِ والإنسانيةِ ...
وهذهِ الأشياءُ لم تجتمعْ جُزافاً, وإنَّمَا نتيجةً لدراساتٍ مُستفيضةٍ مِن قبلِ الكثيرِ مِن المُؤسساتِ وعلى رأسِهَا المُؤسسةِ الدينيةِ في العراقِ ...
حيثُ عملتْ هذهِ المؤسسةُ على نشرِ الجهلِ والغباءِ وأمراضِ العبوديةِ والتبعيةِ والإنقيادِ الأعمى, وبالمُقابلِ حصنتْ هذهِ المؤسسةُ هذا الوباءَ الخطيرَ والحاملينَ لهُ والعاملينَ على نشرهِ, بالعشراتِ مِن الحُصونِ المَتينةِ التي تمنعُ أيَّ إمامِ حقٍ أو مَشرعِ هدى مِن إختراقهِ, حيثُ حصونَ التكبرِ وأبراجَ العنادِ وخنادقَ اللامُبالاتٍ ...
بالتالي مِن الصعبِ جداً أن نَستخدمَ أحدَهُم كشاهدٍ على حادثةٍ مرتْ عليهَا بضعةُ أشهرٍ فضلاً عن السنةِ والسنواتِ, لذا بهذهِ الطريقةِ غابتْ الكثيرُ مِن الحقائقِ والكثيرُ مِن الأمورِ التي تصلحُ للدراسةِ والتحليلِ قضلاً عن التدوينِ وكتابةِ تأريخِ المرحلةِ !!!
لذا إذا أردنَا أن نُخاطبَ المُقابلَ في قضيةٍ مِن القضايا التي تَوافرتْ الدواعي عندَهُم على دَرسِهَا, يجبُ علينَا أن نَستدرجَ بالطرحِ مِن البدايةِ التي عَملوا على دفنِهَا وإخفاءِ أثرِهَا ومِن ثمَ نُرتبُ عليهَا الآثارَ والنتائجَ, بحيثُ مِن الصعبِ عليهِ أن يَفرَ مِن قيودِ الذكرياتِ والمُرتكزاتِ ...
ولو لاحظتُم أنَّ أغلبَ المُصلحينَ مِن السابقينَ واللاحقينَ مِن أنبياءٍ ومرسلينَ ومِن علماءٍ ومعصومينَ عليهُم السلامُ أجمعينَ, يُؤكدونَ في إلقاءِ حِجَجِهِم على مَسائلِ التأريخِ والدَارِسِ مِن الأحكامِ والوقائعِ, وبعدَ تنشيطِ الذاكرةِ عندَ المُخاطَبِينَ وإلزامِهِم الحجةِ عليَّهَا يَنتقلُ الحالُ الى النهايةِ والنتيجةِ المُترتبةِ ...
#وهكذا :
يجبُ أن نَكُن نحنُ بحيثُ لا ننتقلَ مباشرةً الى النهايةِ والنتيجةِ, بل لابدَ أن نقدِمَ المُقدِماتِ التي نُؤسسُ مِن خلالِهَا عدةَ مقدماتٍ تَحظى بالمَقبوليةِ عندَ المُقابلِ, بحيثُ يصعبُ عليهِ نَسفَ النهايةِ والنتيجةِ لأنَّهَا تستبعُ نسفَ المُقدمةِ والبدايةِ التي يُؤمنُ في الكثيرِ مِن مُفرداتِهَا ولو بعدَ التأكيدِ والتذكيرِ, ناهيكَ عن أنَّ المُقدمةِ في أغلبِ الأحيانِ تُؤسسُ وتُوطدُ البرهانَ والحجةَ, ولو على نحو الموجبةِ الجُزئيةِ كما يَلفظُهَا المناطقةِ ...
#لذا :
فَلنتعودَ طرقي النقاشِ والكتابةِ وكيفيةِ الإنتقالِ بينَ المُقدماتِ السليمةِ والتي يُمكن أن يؤمنَ بهَا المُقابلُ أو لا قلَّ لا يُنكرُهَا تمامَ الإنكارِ, وعندَهَا سيكون الوصولُ للنتيجةِ أمراً ميسوراً جداً, ويكون أمرَ تسليمِ المقابلِ وارداً جداً ...
#وبالمقابلِ :
أنَّ نفسَ الشيءِ يُقالُ مع القناعةِ الآنيةِ الوقتيةِ اللحظيةِ, فإنَّهَا ليسَ مِن الضروري أبداً أنَّ تستمرَ الى أبدِ الدهرِ, لأنَّ الحكمَ والقولَ بصلاحِ وإنطباقِ شيءٍ لا يستتبعُ التحققَ دوماً في الخارجِ, فمثلاً أنَّ الحكمَ على طرفي قضيةٍ خارجيةٍ كإرواءِ الماءِ وملوحةِ البحرِ وزرقةِ السماءِ وإرتفاعِ الدرجاتِ في البلدانِ الواقعةِ على خطِ الإستواءِ يَكونُ حكماً واقعياً متحققاً قبلَ وبعدَ وأثناءَ التكلمِ, بينما القضايا التي يُحكمُ عليهَا وعلى طرفيهَا بالتحققِ أو عدمِ التحققِ يكونُ نوعاً مِن أنواعِ الرجمِ بالغيبِ في كثيرِ مِن الأحيانِ, وأحياناً يكونُ للكذبِ والخداعِ والمكرِ والإضلالِ دخلٌ في القولِ بالنسبةِ أو نفي النسبةِ, كالإخبارِ عن عدمِ إنحسارِ ماءِ الأهوارِ أبداً, أو بدخولِ فلانٍ الى الجنةِ بعدَ موتهِ ...
#وكما :
لنَا أن نَستفادَ مِن الإسلوبِ الأولِ يُمكن أن نستفادَ مِن الإسلوبِ الآخرِ في النقاشِ, حيثُ أنَّ إخبارَ المقابلِ بعدمِ تحققِ النسبةِ أو تحققِهَا بخلافِ قولِ المُقابلِ, فَسَتتحققُ نسبةٌ ولو بسيطةً مِن النجاحِ !!!
فكلُهَا أمورٌ يجبُ إعتمادُهَا في النقاشِ والمُجادلةِ بالحُسنَى مَع المقابلِ لزيادةِ نسبةِ الإحتماليةِ في تحقيقِ النصرةِ والإنتصارِ والضَفَرِ في نهايةِ المطاقِ ...
#وعلى_هذينِ ...
الأساسينِ كتبتُ المقالَ السابقِ (البدايةُ), حيثُ إعتمدتُ الإسلوبَ الأولَ مِن النقاشِ, حيثُ حركتُ ذِهنَ المُقابلِ نحو الإيمانِ ولو جزئياً في أسبابِ قضيةِ سقوطِ الموصلِ, بينَمَا ما سوفَ نطرحهُ اليومَ بإذنِ اللهِ تعالى في مقالِنَا (النهايةُ) سيكونُ مبنياً على أساسِ الإسلوبِ الثاني, وهو نفي أو إثباتُ تحققِ أو عدمِ تحققِ النسبةِ بينَ الطرفينِ ...
وبهذهِ الطريقةِ وبهذهِ الكيفيةِ سيستفادُ الكثيرُ مِن طريقةِ الطرحِ المُنتجةِ والتي سَتُأثرُ كثيراً في المقابلِ, وبالخصوصِ عندما نلاحظُ غيابَ الطريقةِ والمَنهجيةِ عندَ أغلبِ الكُتابِ في الفيس بك وغيرِهِ مِن مواقعِ التواصلِ الإجتماعي, سَنشعرُ بالحباطِ والحزنِ الشديدينِ مِن عدمِ وجودِ المُثقفينَ القادرينَ على الكتابةِ والتأليفِ, فأسألُ اللهَ تعالى أن أكونَ قد وِفقتُ في إخراجِ جيلٍ جديدٍ مِن الشبابِ القادرِ على الكتابةِ والتأليفِ لِكَمِلَ الطريقَ والمُشوارَ في المُستقبلِ القريبِ, وأسألهُم دوماً وأبداً أن لا ينسوا أستاذَهُم ومعلمَهُم صاحبَ هذهِ الصفحةِ المباركةِ التي قدمتْ الكثيرَ على حسابِ الراحةِ والصحةِ ودونَ مُقابلٍ ...
#الآن_تعالوا_معي_الى_صلبِ_الموضوعِ :
إنَّ السببَ الرئيسي لتسلمِ المَوصلِ بيدِ تنظيمِ الدولةِ -داعش- مِن قبلِ إيرانَ كانَ الهدفُ مِنهُ هو تشكيلُ قواتٍ رديفةٍ للداخليةِ والدفاعِ تحتَ مُسمى الباسيجِ العراقي, بحيثُ يكونُ أمرُ هذا التشكيلِ أمراً طارئاً ومُستعجلاً جداً, بحيثُ لا يبقى أيُّ خيارٍ عندَ المُقابلِ أن يُماطلَ مِن أجلِ الوقتِ, أسواءُ كانَ المماطلونَ مِن صنفِ البرلمانيينَ أو السياسيينَ أو حتى المراجعِ ورجالِ الدينِ ...
ولتحققِ عدمِ المماطلةِ لابدَ مِن عنصرٍ للمفاجئةِ, حيثُ سيضمنُ هذا العنصرُ أن يُوافقَ المُقابلُ بأيِّ خطةٍ تُطرحُ عليهِ مِن قبلِ المُنقذِ والمُخلصِ, وبالفعلِ تحققَ عنصرَ المفاجئةِ في مسألةِ سقوطِ المَوصلِ, بحيثُ باتَ الناسُ العراقُ ثمانُ عشرةِ محاقظةً وأصبحوا وقد فقدوا أكبرَهَا, نعم أصبحَ الناسُ على نداءِ أنَّ الموصلَ باتتْ ساقطةً بيدِ خوارجِ هذا الزمانِ !!!
وإنَّ عنصرَ المفاجئةِ لم يشملْ العراقيينَ فقط, بل عَمَّ كلَّ الطبقةِ السياسيةِ دونَ إستثناءٍ إلا مَن كانَ طرفاً في اللعبةِ وبالخصوصِ رئيسِ الوزراءِ السابقِ نوري كاملِ المالكي والمقربينَ مِنهُ من حزبِ الدعوةِ وبدرٍ, بل حتى أنَّ سياسيي السنةِ كانوا خارجَ هذهِ الخطةِ وبشكلٍ كاملٍ !!!
وحقاً قد تحققَ الهدفُ والغرضُ الإيراني في تشكيلِ هذا الجيشِ وهذهِ الميلشياتِ, ولكن أنَّ ما قامتْ إيران في تشكيلهِ مِن ميلشياتِ لم يكن إلا عبارةً عن أسماءٍ وعناوينَ لهذهِ الميلشيا, بل وتنصيبِ أمرِ القادةِ لهَا ومع تمكينِهَا بقضيتي السلاحِ والتدريبِ, وأما أمرُ إيجادِ العديدِ -الأفرادُ- فكانَ نتيجةً لعنصرِ المفاجأةِ أيضاً التي أمنيتْ بها مرجعيةُ السيستاني ...
حقاً أنَّ الخطةَ الإيرانيةَ لتشكيلِ هذهِ المليشياتِ والمسلحينَ تحتَ عنوانِ الباسيجِ العراقي, إحتاجَ أن يسري عنصرَ المُفاجئةِ الى أن يَصلَ فرضَ تطبيقهِ حتى على أكبرِ مرجعيةٍ مِن مرجعياتِ الشيعةِ في العالمِ, وهي مرجعيةُ السيستاني, حيثُ بعدَ أن تفاجأ السيستاني بإمرِ سقوطِ المَوصلِ في العاشرِ مِن حزيرانَ عام 2014, بل و وصولَ التمددُ الداعشي الى المقربةِ مِن بغدادَ, مع إعتمادهِ على الجيشِ العراقي والقواتِ الأمنيةِ والمسلحينَ مِن الميلشياتِ الإيرانيةِ, كلَّ هؤلاءِ كانوا أملاً للسيستاني في أمرِ إحتمالِ التصدي, وبالتالي تجنبُ إعلانِ الفتوى والخروجِ مِن تبعاتِهَا القانونيةِ والإجتماعيةِ ...
ولكنَ التمددَ المباغتَ لهذا التنظيمِ, جعلَ السيستاني مضطراً الى إصدارِ فتوة الجهادِ الكفائي, حتى يحافظَ على مابقي مِن العراقِ, بالخصوصِ على أمنَي مكانِ سكنهِ في النجفِ الأشرفِ ومكانِ إستدرارِ الأموالِ مِن كربلاءِ المقدسةِ ...
فبمجردِ أن أفتى السيستاني بالوجوبِ الكفائي لم يجد أمامهُ إلا قياداتٍ عسكريةٍ حكوميةٍ منهزمةٍ وقد ألقتْ بأسلحتِهَا ومركباتِهَا لِينجوا بأنفُسِهِم مِن الموتِ المحققِ في أراضِ المعركةِ أمامَ تنظيمِ الدولةِ -داعش-, بل وحافظوا على أنفسِهِم مِن أن يقعوا ضحيةً للمؤامرةِ التي أُحِكتْ إيرانياً ونفذتْ عراقياً !!!
فلذا لم يبقَ أمامَ مرجعيةِ السيستاني إلا المصيدةِ التي أُعِدَتْ مُسبقاً مِن قبلِ الحكومةِ الإيرانيةِ أملاً بقيادةِ الآلافِ مِن المُمْتَثِلِينَ أمرَ الجهادِ الكفائي, حيثُ إستطاعتْ هذهِ القطاعاتُ الإيرانيةُ مِن تشكيلِ أكثرِ مِن مائتي لواءٍ وأكثرِ مِن مائةِ ملشيا بقيادةٍ ودعمٍ إيراني وعديدٍ وأفرادٍ عراقيةٍ ومِن أتباعِ السيستاني حصراً !!!
#وهنا :
إستطاعتْ إيرانُ أن تُشكلَ أكثرَ مِن مائتي ألفِ فردٍ يَتبعونَ أوامرَ الجمهوريةِ الإيرانيةِ ويُقلدونَ ولي أمرهِم البهلوي خامنئي, كما وإستطاعتْ أن تُشكلَ الجيشَ الرديفَ التي حَلَمَتْ بهِ أن يكونَ درعَهَا الحصينةَ في أيِّ هجمةٍ يُمكن أن تُهددَ أمنَ الدولةِ الإيرانيةِ ...
والدليلُ على أنَّ مرجعيةِ السيستاني لم تكن إلا ضحيةً مِن الضحايا المَكْرِ الإيراني, هو الخلافاتُ بعدَ إزاحةِ الخطرِ الحقيقي عن أسوارِ بغدادَ العاصمةِ, مِن خلالِ إتهامِ الإبنِ الأكبرِ #محمد_رضا_السيستاني لقياداتِ الحشدِ الشعبي أنَّهُم إستغلوا فتوى والدهِ السيستاني وسحبوا مئاتِ الآلافِ مِن مقلديهِ الى تقليدِ الخامنئي بدلاً مِن الإكتفاءِ بضمهِم الى الألويةِ المقاتلةِ ضدَ تنضيمِ الدولةِ !!!
هذا ما حدى بوكلاءِ المرجعيةِ مِن تشكيلِ لوائينِ عسكريينِ مِن الميلشياتِ, الأولِ بمسمى لواءِ علي الأكبرِ والآخرِ بفرقةِ العباسِ القتاليةِ, وراحتْ تُفتحُ لهَا العشراتُ مِن المقراتِ في المحافظاتِ العراقيةِ كافةً, لا لتطويعِ الناسِ لإمتثالِ الفتوى, بل فقط وفقط أن يُكَّونَ ميلشيا مُقاتلةً في قبالِ الميلشيا التي كونَتْهَا إيرانُ مِن أتباعهِ حصراً !!!
وقبالُ ذلكَ تكونتْ العشراتُ مِن الميلشياتِ السنيةِ والشيعيةِ والكرديةِ, تحتَ أسماءٍ شتى مِنهَا لتحريرِ الأنبارِ وأخرى لتحريرِ المَوصلِ والثالثةِ للسيطرةِ على المناطقِ المُتنازعِ عليَّهَا أو التي تقعُ ضمنَ المادةِ 140, بل وغيرهَا تَشكلتْ فقط لضمانِ القوةِ قبالَ القوى الميلشياويةِ الأخرى والأمنِ مِن شرِهَا مستقبلاً, أو فقط ليستشعرَ المسؤولُ عليهَا نشوةَ القيادةِ والسيطرةِ والسلطةِ, نعم حتى هذهِ الأخيرةُ أصبحتْ إحدى المبرراتِ لتشكيلِ الميلشياتِ !!!
#أنظروا :
هنا وقعَ الكلَّ في شباكِ وشراكِ عدمِ تحققِ النسبةِ بينَ الأطرافِ في الخارجِ, #فالحشدُ_سورُ_الوطنِ لم تتحققْ في الخارجِ أبداً, وما تحققَ حشدٌ طائفيةٌ بإمتيازٍ, بل حشدٌ أبنائهُ كانوا مِن المساكينَ الفقراءِ صاروا مِن المغررِ بهِم وتحتَ ولايةِ البهلوي خامنئي, #والحربُ_المقدسةُ التي يرعى فتوتَهَا السيستاني الى حربٍ مِن أجلِ السيطرةِ وضمِ المزيدِ مِن الأفرادِ والأراضي !!!
أنظروا كيفَ أنَّ النسبةَ التي رَوَجُوا لهَا وتَغنوا بِهَا لم تتحققْ خارجاً وواقعاً, بل كلُّ ما تحققَ في الخارجِ الموتُ والدمارُ والهلاكُ والترويعُ والتشريدُ والتطريدُ والنزوحُ, بل كلَّ ما تحققَ في الخارجِ خلافُ ما خططوا لهُ ورسموا لهُ ورَوَجُوا, حيثُ باتتْ كلَّ الأراضي بيدِ الأميركانَ والحشدِ العشائري والبيشمركا وحماةِ سهلِ نينوى مِن الشبكِ والمسيحِ والإيزيدينَ, إنظروا لم يبقَ مِن المشروعِ الإيراني ولا فتوى السيستاني إلا تلكَ التي نرى آثارَهَا في المقابرِ وفي أنفسِ الثكالى والأراملِ والأيتامِ !!!
وهذهِ ليستْ نهايةُ المطافِ أبداً, بل هنالكَ مئاتُ الآلافِ مِن العوائلِ المأسورةِ بيدِ التنظيمِ في محافظةِ المَوصلِ تنتظرُ الخلاصَ مِن أسرِهَا, حيثُ سوفَ ترى مِن الألمِ والجوعِ والحرمانِ بعدَ التحريرِ أكثرِ مِن الذي رأتهُ خلالَ السنتينِ تحتَ وطئةِ تنظيمِ الدولةِ -داعش-, حيثُ سيقاسونَ الجوعَ والمرضَ والتشتتْ والتوزعِ على المخيماتِ في الصحارى والفلواتِ والقفارِ, وبحسبِ الجنسِ والدينِ والطائفةِ, حيثُ المسيحَ والشبكَ والأيزيديينَ لا يُرحبُ بِهم إلا في سهلِ نينوى, وأما الشيعةُ فلا يُرحبُ بهِم إلا في الوسطِ والجنوبِ, وأما السنةُ فأمرهُم الى اللهِ تعالى !!!
فلو كانتْ مرجعياتُ الشيعةِ وأخصُ بالذكرِ مِنهم مرجعيةِ السيستاني أدنى ذرةِ شرفٍ وأخلاقٍ وإنسانيةٍ لطالبتْ مرجعيتُهُ بإنشاءِ مخيماتٍ تليقَ بالعيشِ الكريمِ كلاجئينَ أو نازحينَ أو فارينَ مِن الموتِ الزؤامِ لأبناءِ العراقِ, ولو كانَ شريفاً ويملكُ ذرةَ شرفٍ وأخلاقٍ لَطالبَ بتأخيرِ عملياتِ نينوى والإكتفاءِ بالتطويقِ والمحاصرةِ والضرباتِ الجويةِ والعملياتِ النوعيةِ الى حينِ الإنتهاءِ مِن بناءِ المخيماتِ !!!
أيهَا الحمقى أيها الأغبياءُ أيها المنافقونَ أيها الدجالونَ ...
إذا كنا لا نتمكن مِن إرجاعِ المهجرينَ والنازحينَ في ثلاثِ محافظاتِ -الأنبار, صلاح الدين, ديالى- بسببِ عدمِ التطهيرِ وعدمِ رفعِ الألغامِ وعدمِ توفرِ البنيةِ التحتيةِ وعدمِ ضبطِ الوضعِ بعدَ رجوعِ النازحينَ الى أماكنِهِم, فكيفَ سنتعاملُ مع مدينةٍ والتي تُعتبرُ الثانيةُ بعدَ بغدادَ الحبيبةِ, كيفَ سنتعاملُ مع موجاتِ النزوحِ هذهِ, إذا كنا غيرُ قادرينَ مِن التعاملِ مع نازحينَ تحررتْ مدنُهُم منذُ أكثرِ مِن سنةٍ كاملةٍ ؟!!!
هل هي حربُ تحريرٍ لمدنٍ أم حربُ إبادةٍ وعوزٍ وفقرٍ ؟!!!
هل هي حربُ تحريرٍ لمدنٍ أم حربُ تفريغٍ لهَا مِن ساكنيهَا ؟!!!
#ولا_بأسَ_أن_أُخاطَ_الخامنئي :
ماذا جنيتَ مِن عملياتِ القتلِ والدمارِ في العراقِ وسوريا غيرَ الدمارِ والهلاكِ ونفسِ القتلِ, فهل دَخَلَتْ من المدنِ والمناطقِ التي أجرَمْتَ وقتلتَ وحطمتَ كلَّ ما فيهَا مِن أجلِّ ضمِهَا الى سلطتِكَ وسلطانِكَ وإمبراطوريتِكَ المزعومةِ, أم أنَّهَا كلَّهَا باتتْ خارجُ سلطانكَ بالمُطلقِ مع حصادِ الكُرْهِ والحقدِ والثأرِ عليكَ وعلى شعبكَ وعلى شيعةِ العراقِ والعالمِ ؟!!!
هل حصلتَ على مرادِكَ مِن العراقِ, هل حصلتْ على الحصنِ الأمامي مِن مدنِ العراقِ وشبابِ العراقِ, أم أن الدرعَ التي كنتَ تحلمُ بهَا باتتْ أرضاً مكشوفةً وبشكلٍ تامٍ ومطلقٍ, حيثُ الأميركانَ والحشدَ السُني والعشائرَ والميلشياتِ التي لا تُدينَ لكَ بالولاءِ, بل يَكُنْونَ كلَّ مشاعرِ الحِقدِ والبغضاءِ والكُرهِ الذي لم نقرأ عنهُ حتى في تأريخِ دولةِ القِرْمِطيةِ, هم الذينَ أمسكوا الأرضَ التي حلمتَ بتحريرِهَا والسيطرةِ عليهَا ؟!!!
#ولا_بأسَ_أن_أخبركُم_بشيءٍ :
أقسمُ باللهِ تعالى ...
وأقسمُ بكلَّ الأنبياءِ والمرسلينَ والشهداءِ والصَالحينَ ...
أقسمُ بمَن رفعَ السماءَ بلا عمدٍ ترونَهَا ...
أنَّ ما سترونَّهُ مِن بعدِ تحريرِ المَوصلِ مِن موتٍ ودمارٍ وهلاكٍ وقتلٍ بواحٍ وبالجملةِ والمفردِ, وما سترونَّهُ حتى في مِناطقكُم الآمنةِ, لتتمنونَّ أنَّكُم أبقيتُم على المَوصلِ بيدٍ الخوارجِ الكفارِ المنافقينَ, بل أنَّكُم سوفَ تندمونَ على تحريرِكُم أياهَا كما ندمتُم على تهاوي حكومةِ وسلطانِ رئيسِ النظامِ السابقِ صدام حسين وحزبهِ !!!
#أحفظوهَا_عني :
عندمَا تنهارُ المَوصلُ وترجعُ الى أحضانِ الوطنِ, إحسبوا وبطريقةِ العدِ التنازلِ لتلاشي حكومةِ الملالي في إيرانَ وإنتهاءِ حكومَتِهِم, بل سوفَ يدخلونَ في الحروبِ الإقليميةِ مِن أجلِّ الوجودِ والبقاءِ لا مِن أجلِّ التوسعِ والسيطرةِ وضمِ الأراضي, بل سوفَ يدخلونَ هذهِ المرةِ بجيوشِهِم الرسميةِ الى الحربِ إن شاءَ اللهُ تعالى ...
ولا حولَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلي العظيمِ والعاقبةُ للمتقينَ واللعنةُ الدائمةُ على الظالمينَ الى قيامِ يومِ الدينِ ...