إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

حمزة الخطيب وثامر الشرعي.. صورة تعرض لأول مرة، وتفاصيل لم تُروَ من قبل

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا

xm    xm

 

 





"زمان الوصل" تكشف هوية القيصر الأول الذي صور شريط "حمزة" الأوحد

جثة الطفل "حمزة" كانت في طريقها للدفن لولا...

هل سيعيد فقهاء القانون تعريف "جرائم الحرب" بعد رؤية الصور؟

تثبت الصور أن النظام بدأ بترقيم جثث قتلى التعذيب منذ الأيام الأولى للثورة

لابد من البحث في سر تماهي النظام مع مليشيات القتل التي تسرح في المنطقة






[سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار].. آية كريمة كتبت على قبر الشهيد الطفل "حمزة الخطيب"، لتناسب –وربما من غير قصد كاتبها- الصبر الذي كابده "حمزة" وأخوه في المصير "ثامر الشرعي" وهما يحاولان النجاة من سياط وسكاكين قاتل، ليصطدموا بقاتل آخر أشد شراسة، حسب ما توضح صور حصرية حصلت عليها "زمان الوصل"، وهي صور تنشر لأول مرة على الإطلاق.

ففي أواخر شهر أيار/ مايو 2011، وبعد أقل من 3 أشهر على انطلاق المظاهرات السلمية، سلمت مخابرات بشار الأسد جثة الطفل "حمزة" إلى ذويه، و"رأى" السوريون ومعهم العالم –جهارا- ما كانوا "يسمعونه" حول وحشية وإجرام النظام الأسدي، من خلال مقطع تضمن لقطات "غير محترفة" لبعض آثار التعذيب الذي تعرض له الطفل الشهيد.

المقطع أظهر جثة "حمزة" بهيئة حسنة نوعا ما (نظرا لأنه صور بعد تغسيل وتكفين ورش الجسد بالورود)، فبدت الجريمة أقل بشاعة مما تكشفه الصور التي وثقها النظام بطريقته "الاحترافية"، ومع ذلك كان المقطع كافيا لإشعال جذوة غضب استثنائية في صفوف السوريين، شكلت تحولا نوعيا في مسار الثورة، حتى بدا أن الثورة قبل استشهاد "حمزة" و"تامر" هي غير الثورة بعدهما، وهذا ما لمسه من كانوا يتظاهرون في الميادين، حيث كسرت فئات جديدة حاجز خوفها، وانطلقت لتنادي معا بإسقاط النظام بعد أن كان نداء التظاهرات الأول يطالب بالحرية والإصلاح.

*القيصر الأول
حصلت "زمان الوصل" على 18 صورة حصرية للطفلين الشهيدين "حمزة" و"تامر" من ملف "جريمة العصر"، الذي يحوي 55 ألف صورة، وثقت قرابة 11 ألف شخص قتلهم النظام في معتقلاته، وهو الملف الذي بات معظم العالم يعرف اسم مسربه بلقب "قيصر".

ولكن ماذا بشأن "قيصر" المقطع، ذلك الشخص الذي تجرأ في أوج القبضة الأمنية وعز الملاحقات والاعتقالات أن يغامر بتصوير جسد "حمزة"، ليبقى مقطعه المصدر الأول والأوحد لمختلف الجهات التي تناولت قضية "حمزة" لاحقا؟

يروي ناشط ثوري من محافظة درعا لـ"زمان الوصل" تفاصيل لم تنشر من قبل حول قصة تصوير المقطع، وهوية "القيصر الأول" الذي ساهم في إخراج هذا الشريط للعالم، قائلا إن مجموعة شباب ورجال من بلدة المسيفرة القريبة من قرية الشهيد "حمزة" (الجيزة) انطلقوا يوم الأربعاء 25/5/ 2011 للمشاركة في مراسم عزاء ودفن الطفل، ففوجئوا أنهم وصلوا وقد خرج نعش الشهيد نحو المقبرة، فحاول هؤلاء الشباب الثوريون وسعهم في إقناع ذوي "حمزة" لإعادة النعش وفتحه من أجل توثيق جريمة النظام، ونجحوا في مسعاهم.

وهنا بدأ الشباب تصوير وتوثيق الجريمة، يتقدمهم الناشط "م.ع.س" من عشيرة الزعبي المعروفة في حوران، وبدأ يقلب الجثة ويشرح ما تعرضت له، وفق ما ظهر في المقطع الذي شاهده الكثيرون دون أن يتعرفوا من قبل على هوية هذا الشخص الشجاع.

ويؤكد الناشط في حديثه الحصري لـ"زمان الوصل" أن جثة "حمزة" كانت على وشك أن تدفن وتدفن معها معالم جريمة بالغة البشاعة، لولا أن قدر الله وصول هؤلاء الشباب الثائرين الذين كانوا على قدر عال من الجرأة ليقوموا بهذا العمل في تلك الأيام التي كان كل شيء فيها تحت سيطرة النظام، وتحت سلطة أجهزته الأمنية التي تستطيع اعتقال وقتل أي سوري تريد، دون رادع يردعها.



*دلالات
تحمل الصور الـ18 للشهيدين "حمزة" و"ثامر" شحنة لاتطاق من الوحشية والإجرام، تستدعي أن يعيد فقهاء القانون الجنائي والدولي تعريف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بعد أن رفع بشار ومخابراته درجة هذه الجرائم إلى مستوى غير مسبوق ولا حتى متخيل.

الصور الـ18 تستدعي أيضا تذكير المجتمع الدولي بمنبع "الإرهاب" وأصله، فيما هذا المجتمع يلهث لمحاربة فروعه وفروخه، إذ إن الصور تكشف عن تعذيب وتمثيل فظيع بجثة طفلين خرجا في حشد جماهيري سلمي ضخم في نهاية نيسان 2011 كان كل همه إيصال الغذاء لمدينة درعا المحاصرة، فقتل من الحشد العشرات واعتقل منه المئات، ليعود قسم منهم جثثا هامدة، قضت تحت التعذيب، في وقت لم يكن هناك سلاح ولا مسلحون، حتى باعتراف رأس النظام.

لكن للصور دلالات قانونية كثيرة، ينبغي لجميع المنظمات الدولية والحقوقية أخذها بعين الاعتبار إن أرادت أن تثبت صدق وجدية مساعيها لمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا، وأولى هذه الدلالات أن الصور التي وثقت بكاميرات مخابرات النظام تثبت تماما الروايات التي تناقلها الناشطون منذ اللحظات الأولى في وصف ما تعرض لهم الطفلان الشهيدان "حمزة" و"ثامر".

كما إن الصور التي تمت المصادقة على أنها حقيقية بعد فحص مجموعة "جريمة العصر" من قبل لجان حقوقية مختصة، تثبت بما لايدع مجالا للشك أن "حمزة" و"ثامر" تعرضا للقتل تعذيبا على أيدي النظام، إذ إن العلامات التي وثقتها الصور لا يمكن أن تكون علامات قتل خطأ أو حتى استهداف بسلاح ناري ضمن من استهدفوا في الحشد، كما حاول النظام أن يروج.

فقد أظهرت الصور التي عاينتها "زمان الوصل" كما هي (قبل أن تغطي عورتي الطفلين فيما بعد).. أظهرت أن ما قيل مثلا عن قطع العضو الذكري للطفل الشهيد "حمزة" أمر حقيقي واقع، رغم أن المقطع الذي صوره نشطاء الثورة يوم تشييع الجثة حرص على عدم إظهار هذا الأمر، لينبري المؤيدون حينها في تكذيب الرواية والقول بأن الطفل لم يقتل في المعتقل، وهو ما تبناه النظام نفسه عندما أخرج طبيبا شرعيا تابعا له يدعى "أكرم الشعار" ليدعي أن "حمزة" لم يخضع لأي تعذيب.

*ما سر التماهي؟
واليوم توضح صور "حمزة" بما لا يدع مجالا للشك أن النظام قتله في معتقلاته ومثل به، تماما كما فعل بـالطفل "ثامر" الذي لم تكن جثته أقل تشويها، حيث كسرت أسنان "ثامر" وشقت إحدى وجنتيه شقا عميقا بآلة قاطعة، كما ظهرت فجوة غائرة سوداء في أعلى وركه الأيمن، ناجمة على ما يبدو عن طلق ناري تعفن ما حوله.

أما "حمزة" فقد اخترقت عدة رصاصات جسده في منطقة أعلى الصدر والعضدين، فضلا عن طلقة أو ضربة حادة تلقاها على مؤخرة رأسه، تدل عليها بقعة الدماء المتجمعة تحت أسفل رأسه لحظة التقاط مصور النظام لقطات لجثة الطفل.

وتبقى الدلالة الأخطر في الصور متجسدة في الرقمين اللذين أعطاهما النظام لجثتي "ثامر" و"حمزة" (12 و23)، فهما يثبتان أن بشار الأسد ومخابراته عزموا منذ بداية الثورة على تصفية أكبر قدر من السوريين، وبدؤوا بفتح سجلات واسعة ومرقمة لملء خاناتها بأسماء عشرات وربما مئات الآلاف لاحقا، في عملية قتل وتعذيب ممنهجتين، ليقولوا لكل متشكك أن الإجرام والوحشية كانا ولا يزالان جوهر نظام الأسد وطبيعته التي لاينفك عنها في كل وقت ومكان، وأيا يكن "الخصم" الذي يواجهه، ومهما اختلفت الحجج التي يصطنعها لمحاربة وتصفية ذلك "الخصم".. ذلك "الخصم" الذي لايعدو في كثير من الأحيان أن يكون مجرد كذبة يروجها النظام في أي لحظة يشعر بها أنه متعطش للبطش والقتل، باعتبارهما هؤاءه وماءه.

وتعطي الصور فيما تعطي انطباعا لايقبل الجدل بتطابقها مع المنحى الإجرامي الذي تسلكه مليشيات طائفية تسرح وتمرح في سوريا والعراق واليمن ولبنان، تتفنن في حرق وذبح الأبرياء، ما يستدعي أيضا البحث عن صلة الوصل المحتملة بين النظام وتلك المليشيات، ودراسة سر تماهيهما في هذا الميدان الدموي.

تنويه: تعتذر "زمان الوصل" لذوي الطلفين الشهيدين "حمزة الخطيب" و"ثامر الشرعي" لنشر صور تنكأ جراحهم، مؤكدة لهم أن هدفها من نشر الصور هو عدم إماتة الجريمة والسعي في ملاحقة كل متورط بها.
 
عودة
أعلى