- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وسلم
ذهبت واحدة من نساء الأنصار لرسول الله تقول له يا رسول الله:ما حق المرأة على زوجها؟ قَالَتْ: قالَ رسُولُ اللّه «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لاِهلِي ُ»[1] وقد قال الله في كتابه العزيز {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} والمعروف أي الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة صدقة فالرجل خارج البيت تكون معاملته مع الناس جيدة جداً والكل يشكر فيه وعندما يدخل البيت تظهر المعاملة السيئة فلا ينفع مثل ذلك فأولى الناس بالمعاملة الحسنة هم زوجته وأولاده لأنهم يحتاجون لعطفه وحنانه فالرسول أمر الرجل أن يبدأ بخير المعاملة لأهله وهى المودة والرحمة حتى إذا حدث بينهم بعض الخلاف أمرهم الرسول أن يعالجوا هذه المشكلة بينهم وبين بعضهم بعيداً عن الأولاد وكذلك بعيداً عن أمه وأمها لتظل كرامتهم محفوظة فبعد دخولهما إلى غرفتهما يتعاتبون عتاباً رقيقاً لينهيا المشكلة – لكن يهينها أمام أولادها لا ينبغي أو يهينها أمام أمه أو أخته لا يجوز ذلك في الإسلام لأن الإسلام أمر بحسن العشرة أنه يلزم أن يكرَّمها وهى تكرمه وللمزيد من التوضيح في الحقوق فعندما سأل حكيم بن معاوية النبي :يا رسول الله مَا حقُّ المَرْأةِ على زَوْجِها؟ قال: «تُطْعِمُهَا إذا طَعِمْتَ وَتَكْسُوهَا إذا اكْتَسَيْتَ وَلا تَضْرِبِ الوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إلاَّ فِي البَيْتِ»[2] {أن يطعمها إذا طعمت ..} الأكل الذي يأكل منه يؤكلها منه فلا يجوز أن يكون له أكل مخصوص وهى والأولاد لهم أكل آخر فلا ينفع ذلك في الإسلام فالأكل يجب أن يكون واحد مثلاً الرجل يتعب في السعي على المعاش وزوجته طبخت في هذا اليوم لحم فنميزه قليلاً عن الأولاد ولكن لا نطبخ له لحماً ونترك الأولاد بدون لحم ولماذا قال الرسول هذا الكلام؟ لأن العرب في الزمن الأول قبل الإسلام كانوا يعاملون النساء معاملة الخدم فإذا تبقى من أكل الرجل تأكل وإن لم يتبقى فلا تأكل فجاء الإسلام وقال لا ما يأكل هو منه تأكل هي منه. ويكسوها أيضاً عليه أن يكسيها ولنفرض أنها موظفة وعندها أموال ليس لنا شأن لأن النفقة على الرجل وإن ساعدته من نفسها فلا مانع لأنها غير مكلفة فقال {أن يطعمها مما يأكل وأن يكسوها إذا اكتست} أي إذا احتاجت الكسوة بعد ذلك قال {ولا يضرب الوجه ولا يقبح} فلا يضربها على وجهها ولا ينطق بالكلام القبيح هل الرجل له أن يضرب زوجته؟ الإسلام وضع ضوابط واضحة ومحددة لهذا الموضوع فالمرأة المطيعة ليس للرجل أن يمد يده عليها أبداً والرسول كان عدد زوجاته تسعة فلم يمد يده على واحدة منهن في يوم من الأيام لأنهن يعلمن واجباتهن نحوه فلو أن الرجل يعلم واجباته وكذلك الزوجة تعلم واجباتها ما الذي يجيء بالخلافات؟ فالخلاف يأتي من تقصير أحدهم في الواجب الذي عليه هناك نساء معينين يكونون سبباً في الخلاف أتى الله لنا بالطريقة كيف نعالجهم؟ قال: تبدأ أولاً بالموعظة وتصبر عليها فإن لم يستطع أن يعظها يأتيها بأحد العلماء أو يذهب بها لأحد العلماء فيبدأ بـ {فَعِظُوهُنَّ} وهذا للنساء اللاتي بينهن وأزواجهن شقاق وخلاف وإذا لم تنفع معها الموعظة قال: تهجرها في المنام أي تنام في نفس المكان الذي تنام فيه وتوليها ظهرك لكي تشعر بتقصيرها وإذا لم ينفع ذلك لمثل هذا الصنف من النساء قال: تضربها ولكن الضرب له شروط فلا ضرب على الوجه أو على الرأس ومن شرط الضرب أن يؤلم ولا يترك أثراً ومنع الضرب على الوجه لأن كله أماكن حساسة وهذا ليس بالنسبة للزوجة فقط ولكن إذا ضربنا أولادنا أيضاً فلا نضرب على الوجه أو على الرأس فإذا أردت أن تضربي فلتضربي بالعصاه على يديه أو على رجليه فقط وكذلك ضرب يوجع ولا يترك أثراً لأن الضرب على الوجه لو أن ضربة جاءت على العين من الممكن أن تفقدها النظر وإن جاءت على الأذن من الممكن أن يموت فيها الإنسان فكلها مناطق حساسة ولذلك فممنوع الضرب على الوجه والرأس كذلك فإن بها المخ فلو أن الضربة شديدة تؤثر على الإنسان كأن تترك عنده عاهة مستديمة أو ما شابه ذلك فمنع الضرب على الوجه وعلى الرأس ولكن على الجسم ضرب موجع ولا يترك أثراً فكيف ببعض الناس يأتي بعصاه غليظة ويضرب زوجته حتى تذهب إلى المستشفى إن مثل هذا يكون قد خرج عن قانون الله وأكرر مرة أخرى أن الضرب لصنف معين وهي المرأة التي يقول فيها ربنا –الناشز- أي العاصية، لكن المرأة المطيعة يحرم عليه أن يضربها لأن المرأة الحساسة لا تحتمل مثل ذلك وهذا الفعل إن حدث يكون بينه وبينها فلو أنه فعل هذا أمام أولادها هل سيكون لها كرامة أمامهم بعد ذلك؟ لا لأنه أهانها فحق المرأة على الرجل أن يوفر لها الطلبات الضرورية يوفر لها المسكن المناسب والذي يلاءم من على شاكلتها وأن يوفر لها المطعم المناسب بحيث لا تكلفه فوق طاقته كأن تريد أن تصرف في الشهر ثلاثمائة جنيهاً مع أن دخله مائتين جنيه فلا يجوز مثل ذلك لأن عليها أن تنفق في حدود دخله و من ضمن الحقوق أيضا أن يوفر لها الأمان والسكن النفسي داخل مسكنهما فلا يكون بينه وبين جيرانه عداوة وكل حين يتعرض للتهديد والاعتداء هو وزوجته وإذا كان أهلها من مكان بعيد فمن حقها أن تزورهم مرة كل ستة شهور إذا طلبت ذلك وأخيرا فإن تلبية حقوقها الشرعية المعلومة غني عن الإشارة.
[1] سنن الترمذي والدارمي وغيرهم عن عَائِشَةَ.
[2] عنْ حَكِيمِ بنِ مُعاويَةَ سنن النسائي الكبرى وحدث به الوادعى فى الصحيح المسند عن كرز بن علقمة والألبانى فى صحيح ابن ماجه رواية عن معاوية بن حيدة القشيرى.
اللهم صلي على محمد واله وسلم
ذهبت واحدة من نساء الأنصار لرسول الله تقول له يا رسول الله:ما حق المرأة على زوجها؟ قَالَتْ: قالَ رسُولُ اللّه «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لاِهلِي ُ»[1] وقد قال الله في كتابه العزيز {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} والمعروف أي الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة صدقة فالرجل خارج البيت تكون معاملته مع الناس جيدة جداً والكل يشكر فيه وعندما يدخل البيت تظهر المعاملة السيئة فلا ينفع مثل ذلك فأولى الناس بالمعاملة الحسنة هم زوجته وأولاده لأنهم يحتاجون لعطفه وحنانه فالرسول أمر الرجل أن يبدأ بخير المعاملة لأهله وهى المودة والرحمة حتى إذا حدث بينهم بعض الخلاف أمرهم الرسول أن يعالجوا هذه المشكلة بينهم وبين بعضهم بعيداً عن الأولاد وكذلك بعيداً عن أمه وأمها لتظل كرامتهم محفوظة فبعد دخولهما إلى غرفتهما يتعاتبون عتاباً رقيقاً لينهيا المشكلة – لكن يهينها أمام أولادها لا ينبغي أو يهينها أمام أمه أو أخته لا يجوز ذلك في الإسلام لأن الإسلام أمر بحسن العشرة أنه يلزم أن يكرَّمها وهى تكرمه وللمزيد من التوضيح في الحقوق فعندما سأل حكيم بن معاوية النبي :يا رسول الله مَا حقُّ المَرْأةِ على زَوْجِها؟ قال: «تُطْعِمُهَا إذا طَعِمْتَ وَتَكْسُوهَا إذا اكْتَسَيْتَ وَلا تَضْرِبِ الوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إلاَّ فِي البَيْتِ»[2] {أن يطعمها إذا طعمت ..} الأكل الذي يأكل منه يؤكلها منه فلا يجوز أن يكون له أكل مخصوص وهى والأولاد لهم أكل آخر فلا ينفع ذلك في الإسلام فالأكل يجب أن يكون واحد مثلاً الرجل يتعب في السعي على المعاش وزوجته طبخت في هذا اليوم لحم فنميزه قليلاً عن الأولاد ولكن لا نطبخ له لحماً ونترك الأولاد بدون لحم ولماذا قال الرسول هذا الكلام؟ لأن العرب في الزمن الأول قبل الإسلام كانوا يعاملون النساء معاملة الخدم فإذا تبقى من أكل الرجل تأكل وإن لم يتبقى فلا تأكل فجاء الإسلام وقال لا ما يأكل هو منه تأكل هي منه. ويكسوها أيضاً عليه أن يكسيها ولنفرض أنها موظفة وعندها أموال ليس لنا شأن لأن النفقة على الرجل وإن ساعدته من نفسها فلا مانع لأنها غير مكلفة فقال {أن يطعمها مما يأكل وأن يكسوها إذا اكتست} أي إذا احتاجت الكسوة بعد ذلك قال {ولا يضرب الوجه ولا يقبح} فلا يضربها على وجهها ولا ينطق بالكلام القبيح هل الرجل له أن يضرب زوجته؟ الإسلام وضع ضوابط واضحة ومحددة لهذا الموضوع فالمرأة المطيعة ليس للرجل أن يمد يده عليها أبداً والرسول كان عدد زوجاته تسعة فلم يمد يده على واحدة منهن في يوم من الأيام لأنهن يعلمن واجباتهن نحوه فلو أن الرجل يعلم واجباته وكذلك الزوجة تعلم واجباتها ما الذي يجيء بالخلافات؟ فالخلاف يأتي من تقصير أحدهم في الواجب الذي عليه هناك نساء معينين يكونون سبباً في الخلاف أتى الله لنا بالطريقة كيف نعالجهم؟ قال: تبدأ أولاً بالموعظة وتصبر عليها فإن لم يستطع أن يعظها يأتيها بأحد العلماء أو يذهب بها لأحد العلماء فيبدأ بـ {فَعِظُوهُنَّ} وهذا للنساء اللاتي بينهن وأزواجهن شقاق وخلاف وإذا لم تنفع معها الموعظة قال: تهجرها في المنام أي تنام في نفس المكان الذي تنام فيه وتوليها ظهرك لكي تشعر بتقصيرها وإذا لم ينفع ذلك لمثل هذا الصنف من النساء قال: تضربها ولكن الضرب له شروط فلا ضرب على الوجه أو على الرأس ومن شرط الضرب أن يؤلم ولا يترك أثراً ومنع الضرب على الوجه لأن كله أماكن حساسة وهذا ليس بالنسبة للزوجة فقط ولكن إذا ضربنا أولادنا أيضاً فلا نضرب على الوجه أو على الرأس فإذا أردت أن تضربي فلتضربي بالعصاه على يديه أو على رجليه فقط وكذلك ضرب يوجع ولا يترك أثراً لأن الضرب على الوجه لو أن ضربة جاءت على العين من الممكن أن تفقدها النظر وإن جاءت على الأذن من الممكن أن يموت فيها الإنسان فكلها مناطق حساسة ولذلك فممنوع الضرب على الوجه والرأس كذلك فإن بها المخ فلو أن الضربة شديدة تؤثر على الإنسان كأن تترك عنده عاهة مستديمة أو ما شابه ذلك فمنع الضرب على الوجه وعلى الرأس ولكن على الجسم ضرب موجع ولا يترك أثراً فكيف ببعض الناس يأتي بعصاه غليظة ويضرب زوجته حتى تذهب إلى المستشفى إن مثل هذا يكون قد خرج عن قانون الله وأكرر مرة أخرى أن الضرب لصنف معين وهي المرأة التي يقول فيها ربنا –الناشز- أي العاصية، لكن المرأة المطيعة يحرم عليه أن يضربها لأن المرأة الحساسة لا تحتمل مثل ذلك وهذا الفعل إن حدث يكون بينه وبينها فلو أنه فعل هذا أمام أولادها هل سيكون لها كرامة أمامهم بعد ذلك؟ لا لأنه أهانها فحق المرأة على الرجل أن يوفر لها الطلبات الضرورية يوفر لها المسكن المناسب والذي يلاءم من على شاكلتها وأن يوفر لها المطعم المناسب بحيث لا تكلفه فوق طاقته كأن تريد أن تصرف في الشهر ثلاثمائة جنيهاً مع أن دخله مائتين جنيه فلا يجوز مثل ذلك لأن عليها أن تنفق في حدود دخله و من ضمن الحقوق أيضا أن يوفر لها الأمان والسكن النفسي داخل مسكنهما فلا يكون بينه وبين جيرانه عداوة وكل حين يتعرض للتهديد والاعتداء هو وزوجته وإذا كان أهلها من مكان بعيد فمن حقها أن تزورهم مرة كل ستة شهور إذا طلبت ذلك وأخيرا فإن تلبية حقوقها الشرعية المعلومة غني عن الإشارة.
[1] سنن الترمذي والدارمي وغيرهم عن عَائِشَةَ.
[2] عنْ حَكِيمِ بنِ مُعاويَةَ سنن النسائي الكبرى وحدث به الوادعى فى الصحيح المسند عن كرز بن علقمة والألبانى فى صحيح ابن ماجه رواية عن معاوية بن حيدة القشيرى.